[size=4]أيَا عَجَباً للدّهرِ لا بلْ لرَيْبِهِ، ....... يُخَرمُ رَيبُ الدّهرِ كلَّ إخاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَةٍ ....... وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى، ....... فحَسبي بهِ نَأياً وبُعْدَ لِقَاءِ
أزُورُ قُبُورَ المُتْرَفِينَ فَلا أرَى ....... بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهل هاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَةٍ، ....... وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
يَعِزُّ دِفاعُ المَوْتِ عن كلّ حيلَةٍ، ....... ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواء
ونَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بنَمَائِها، ....... وللنّقْصِ تَنْمُو كلُّ ذاتِ نَماءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ ....... حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَةٍ ....... يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ، ....... وكنْ بَينَ خَوْفٍ منهُما ورَجاءِ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا ....... ولكِنْ كَساهُ اللّهُ ثوْبَ غِطاءِ[/size]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان: لعمرك مالدنيا بدار بقاء
اسم الشاعر: أبو العتاهية