![]() |
صعوبات التعلم وقضاياها النفسية
http://www.moveed.com/data/media/2/9.gif
صعوبات التعلم وقضاياها النفسية : ذلك ملف آخر يتعين أن توليه برامج الصحة النفسية المدرسية عنايتها . وهو ملف أخذ يحتل مكانة النجومية بين قضايا التعليم الراهنة ؛ إذ أصبح موضة آخذة بالانتشار السريع ، على أثر الدراسات والتشريعات الأميركية النامية بسرعة بصدده . قد يكون موضوع صعوبات التعلم من أكثر الموضوعات النفسية _ التربوية تحديا وإثارة للجدل ، سواء من حيث التعريف والتحديد ، أو من حيث الفئات الفرعية التي يتضمنها ، وخصوصا من حيث التفسيرات السببية المقترحة له ، وبرامج التربية والرعاية المصممة لتاهيل من يشكون منه .كذلك فإن موضوع صعوبات التعلم يطرح قضية تعقيد السلوك الإنساني بكامل أبعاده ، كما لا يطرحه أي موضوع آخر : حيث تتداخل فيه علوم الأعصاب والدماغ ، مع علم النفس العيادي والقياس النفسي ، والعلاج النفسي في مختلف مناحيه ( وخصوصا السلوكية منها ) وبرامج التدخل التربوي _ التأهيلي . وهو بالتالي يفرض تجاوز العمل المعزول المجتزأ في البحث والممارسة ، وصولا إلى العمل في الفريق سواء على مستوى التشخيص ، أو التدخل التأهيلي . 1- التحديد والتعريف والمؤشرات : هناك اختلاف في الرأي حول ما إذا كانت صعوبات التعلم تشكل اضطرابا واحدا منسجما ، أم أنها عبارة عن اضطرابات متنوعة تتصف بالعديد من الفئات الفرعية التي تنضوي تحتها .يتعلق هذا الخلاف بمسائل دقة التشخيص العيادي وصدقه ، وما يندرج عنه من إجراءات وبرامج تدخل . ومن أبرز التعريفات التي يكثر العمل بها تعريف مكتب التربية الأميركي عام 1977 والذي يقول : تعني صعوبات التعلم اضطرابا في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية القاعدية المتدخلة في فهم واستخدام اللغة المحكية أو المكتوبة ، والتي قد تتجلى في قصور القدرة على الاستماع ، التحدث ، القراءة ، التهجئة ، الحسابات الرياضية والتفكير . لا يعاني التلميذ من صعوبات تعلم إذا كان التفاوت الحاد في التحصيل عائدا إلى : - الإعاقات الحسية البصرية _ السمعية ، والإعاقات الحركية ؛ - التأخر العقلي ؛ - الاضطراب الانفعالي الشديد ؛ - الغبن الاجتماعي الاقتصادي الثقافي الصارخ ؛ - سوء نظام التعليم وتدني فاعليته ، أو انعدام التكافؤ المنصف في فرص التعلم . 2- صعوبات النطق والكتابة والحساب : هذا هو الثلاثي التقليدي الذي يشكل النواة اللغوية لصعوبات التعلم بالمنظور الضيق ،وقبل توسيع المنظور كي يشمل العمليات الإدراكية المعرفية والأبعاد الانفعالية الاجتماعية . وهو كذلك الإطار الأقدم في الدراسة والتشخيص وبرامج التدخل ، نظرا لعلاقته المباشرة بالتحصيل وصعوباته بإعتبارها مشكلات لغوية في المقام الأول تبعا للمنظور القديم أبرز الاضطرابات على صعيد القراءة والنطق والكتابة ما يلي : أ – أخطاء التعرف : إهمال حرف من كلمة أو كلمة من جملة ؛ التردد أمام الكلمات غير المألوفة وصعوبة نطقها .... ب- أخطاء الفهم : صعوبة استرجاع الاحقائق الأساسية في نص قصير ؛ صعوبة الإجابة على أسئلة محددة ..... جـ - أعراض متفرقة من مثل : القراءة كلمة – كلمة والتهجئة بدلا من قراءة جملة مفيدة متماسكة تحمل فكرة أو معنى ..... أما أبرز صعوبات الحساب والعمليات الرياضية فهي كالتالي : - على المستوى الحركي : الكتابة غير الواضحة للأرقام ، وكذلك البطء وعدم الدقة في كتابتها ، وصعوبة كتابة الأرقام في حيز ضيق ... - على مستوى الذاكرة : * الذاكرة القصيرة : صعوبة تذكر معاني الرموز الرياضية ... * الذاكرة الطويلة : بطء استيعاب الحقائق الرياضية زمنيا ، الأداء الفقير في مراجعة دروس الرياضيات ،ونسيان خطوات حل عمل حسابي أو رياضي ، وعدم استكمال كل خطوات علمية حسابية متعددة المراحل . - على المستوى اللغوي : صعوبة إدراكية في ربط مصطلحات الرياضية بمعانيها .... - على مستوى التفكير المجرد : صعوبة إجراء مقارنات في الوزن والكمية ، صعوبة فهم إشارات الرياضيات ..... - على المستوى ما فوق المعرفي : صعوبة تحديد واختيار الاستراتيجيات الملائمة لحل المسائل الحسابية ..... - على المستوى الانفعالي الاجتماعي : * النزوية الدفاعية : اللامبالاة في ارتكاب أخطاء الحساب ، الاجابات المتسرعة في الحسابات االفظية .... * تشتت الانتباه : لا يكمل الواجب في الوقت المحدد ، صعوبة التركيز لإكمال حساب متعدد الخطوات ... 3- الصعوبات الإدراكية – المعرفية : تتمثل القضية الأساس في صعوبات التعلم في عمليات الإدراك من ناحية ، وتنظيم المعلومات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها من ناحية ثانية . وهكذا يكون لدينا ثلاثية : الإدراك ، المعالجة المعرفية ، والذاكرة تتحكم في سلامة التعلم أو صعوباته . وبذلك تتركز المشكلات التحصيلية للطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم في عمليات : التنظيم ، والفرز ، والتمييز ، والتذكر ، والتكامل . ينتج عن مشكلات الإدراك والمعالجة الأولية والتخزين العديد من صعوبات التفكير لدى الطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم ، أبرزها تبعا لسالي سميث ما يلي : - صعوبة الإلتزام بالنقطة الأساسية في الموضوع - صعوبة إدراك علاقات العلة والمعلول والتوقع والتقويم - صعوبة بناء نماذج معرفية - صعوبة تنظيم الحقائق والمفاهيم والعجز عن استخدامها في حل المشكلات - الإدراك الجامد للمفاهيم ، وصعوبة تغيير المنظور - صعوبات التفكير المجرد ، وقصور التفكير ما فوق المعرفي 4- القضايا النفسية المصاحبة وأزماتها : تصاحب صعوبات التعلم حالات عديدة من الأزمات النفسية التي تتفاقم من تلك الصعوبات ، وقد تؤدي إلى معاناة نفسية شديدة ، مع احتمال الصراع مع المحيط والتعرض لمواقف سلبية تجاه الطفل . أهم اعراض صعوبات التعلم الاجتماعي _ الانفعالي كما يلي : العزلة الاجتماعية ، الرفض من قبل الرفاق ، قصور القابلية على الانخراط في اللعب التعاوني ،الفشل في التجاوب مع معايير الرفاق ، تعبير عاطفي غير سوي ، صعوبة تفهم معنى الانفعالات وقراءتها ، قلة القدرة على الاستمتاع بروح الداعبة ،وفقر التآزر الحركي ... لذا مع كل هذه الصعوبات يظهر الطفل ردود فعل دفاعية من أبرزها : - رد الفعل الانسحابي _ النكوص - أرجاع خوافية - الشكاوى الجسدية - الاكتئاب - الأرجاع السلبية . العدوانية - الأرجاع السلبية _ الإتكالية _ التهريج ردود فعل النشاط الزائد والنزوية والاندفاع هذه السوكات تلقي به في دوامة الوصم الاجتماعي والتباعد والغربة عن المحيط . إنها رد فعل على صعوباته التحصيلية _ الاجتماعية وموقف المحيط منها . وبذلك تنشأ حلقة متفاقمة في سلبياتها من التعزيز المتبادل ، وما لم يتم تفهم لوضعه وتشخيص لصعوباته ، وتبدأ إجراءات التعامل معها وصولا إلى إعادة تأهيله تحصيليا ونفسيا وإجتماعيا ، أي استعادة اهليته . 5- التعرف المبكر وتدارك الصعوبات : لا شك في أهمية التعرف المبكر على المشكلات النفسية والتربوية ، تماما كما هو حال القضايا الصحية . ذلك ان التدخل المبكر يمكن في غالبيتهى الحالات من لجم تفاقم الوضع ، إن لم يتمكن من المساعدة على تحسينه . والواقع أنه على الصعيد الإنفعالي _ الاجتماعي _ المعرفي هناك دوما إمكانيات كبيرة لتحسين الوضع إذا تم التدخل الملائم مبكرا . ذلك أن الصوبات على هذه الصعد ، تتحول إذا تم تجاهلها إلى بنى تاسيسية تطبع الشخصية والسلوك بطابعها لاحقا . ومن المعروف صعوبة تغيير ما هو بنيوي . |
رد: صعوبات التعلم وقضاياها النفسية
وهكذا نرى مما سبق أهمية برامج الصحة النفسية الوقائية والعلاجية ، وصولا إلى تحقيق الصحة النمائية . فالصحة النفسية مع تزايد تعقيدات الحياة وتصاعد متطلباتها وتحدياتها ، لم تعد ترفا . بل أصبحت على العكس من المستلزمات الأساسية ، تماما كضرورة إشباع الحاجات الأولية ، خصوصا وأن كلفة برامجها تظل زهيدة فعلا بمردودها الفردي والمجتمعي ، وكذلك مردودها على مستوى الاقتصاد الوطني |
رد: صعوبات التعلم وقضاياها النفسية
بارك الله فيك
موضوع يفيد ذوي الاختصاص |
رد: صعوبات التعلم وقضاياها النفسية
مشكور ع الطرح موضوع مفيد الله يعطيك العافية
|
رد: صعوبات التعلم وقضاياها النفسية
اقتباس:
دائما في بحر العلم نعد طلاباً حتى ولو معنا أعلى الشهادات فعلينا البحث المستمر عما يفيدنا ويفيد غيرنا جزاك الله خيراً دمت بهناء |
رد: صعوبات التعلم وقضاياها النفسية
اقتباس:
حياك الله لا شكر على واجب بارك الله فيك دمت بخير |
الساعة الآن 02:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir