القنـــــاص
26-09-2007, 09:56 AM
مجلس الشيوخ الامريكي يستعد للتصويت على خطة تقسيم العراق
البيت الابيض يعتبر ان فكرة بيدن تزيد الفوضى.. والجامعة العربية تحذر من مخاطرها
محمد بشير (الترجمة) محمد المداح (واشنطن) ربيع شاهين (القاهرة)
يستعد مجلس الشيوخ الامريكي للتصويت هذا الاسبوع على خطة لتقسيم العراق على غرار خطة تقسيم البوسنة يعتبر الذين قدموها انها الحل الوحيد لوضع حد لاعمال العنف. وذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» انه على رغم ان نتيجة التصويت ليست ملزمة ولن تجبر الرئيس جورج بوش على تغيير استراتيجيته في العراق حتى لو تمت الموافقة عليها الا انه سيكون اختبارا رئيسيا لفكرة تستقطب اهتماما متزايدا في واشنطن. نقلت الصحيفة عن مؤيدي الخطة الذين يتزعمهم السناتور الديموقراطي جوزف بيدن المرشح الى البيت الابيض انها تقدم حلا سياسيا في العراق يمكن ان يسمح بانسحاب القوات الامريكية دون ترك البلاد في حالة من الفوضى. وقد يبدو تشكيل فدرالية بين مناطق كردية وشيعية وسنية عراقية فكرة جيدة على الورق الا ان منتقديها يقولون انها تتجاهل المدن التي يعيش فيها خليط من هذه المجموعات الثلاث جنبا الى جنب وتتزاوج فيها الطوائف ولا تفصل بينها حدود على الخارطة. ورد بيدن على الذين لاتعجبهم هذه الفكرة بقوله اذا لم تعجبكم هذه الخطة هل عندكم افكار اخرى؟.
وتنص الخطة التي صاغها ليزلي غيلب خبير السياسة الخارجية في ادارة الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر على وضع نظام فدرالي حسبما يسمح الدستور العراقي والحيلولة دون ان يتحول العراق الى دولة تعمها الفوضى. كما تنص على تقسيم العراق الى كيانات كردية وشيعية وسنية مع حكومة فدرالية في بغداد تتولى امن الحدود وعائدات النفط. وتهدف الخطة الى نزع فتيل العنف الطائفي بتقديم حصة من عائدات النفط الى السنة. كما تنص الخطة على زيادة المساعدات لاعادة الاعمار وتخفيف الديون اضافة الى اطلاق جهود دبلوماسية دولية لحشد دعم الدول الكبرى في العالم والدول المجاورة للعراق للحكومة الفدرالية العراقية الجديدة.
واوضحت الصحيفة ان خطة التقسيم حققت ما عجزت العديد من الخطوات الاخرى بشأن الحرب في العراق من تحقيقه الا وهو استقطاب الدعم من كافة الاطراف السياسية في واشنطن التي تسببت الحرب في العراق في خلق خلافات بينها. وقد وقع عليها العديد من الجمهوريين الذين يدعمون خطة بوش لزيادة عديد القوات الامريكية في العراق والمستائين من الازمة السياسية في بغداد.
من جهته قال السناتور الجمهوري سام براونباك احد 11 من اعضاء مجلس الشيوخ الداعمين للخطة نحن نسعى الى تطبيق خطة سياسية مليئة بالعيوب في بغداد حاليا. فيما اعربت الجمهورية كاي بايلاي هوتشينسون عن املها في ان تحقق هذه الخطة ما نجحت في تحقيقه اتفاقات دايتون حول البوسنة التي اقرت التقسيم بين المتخاصمين الصرب والكروات والبوسنيين. واضافت ما رأيناه في البوسنة هو تقليص للتوتر عندما تكون لدى قوات الامن قدرات وعندما تكون لدى الطوائف الدينية القدرة على حكم نفسها بنفسها. اما البيت الابيض فقد رأى ان خطة بيدين ستزيد الفوضى في العراق.
وحسب صحيفة «واشنطن تايمز» فإنه من المرجح ان تعترض تركيا الحليف القوي للولايات المتحدة على هذه المبادرة خشية ان تثير اضطرابات بين الاكراد في تركيا مؤكدين ان العراق المقسم سيسمح لقوى خارجية بدعم مليشيات طائفية متنازعة.
ويقول منتقدون اخرون ان قيام قوى غربية بترسيم حدود في الشرق الاوسط تسبب بما يكفي من المشاكل التاريخية وان العراقيين هم الوحيدون المخولون تحديد مستقبلهم. ويرى اخرون ان تقسيم العراق حتى مع الابقاء على بغداد موحدة يمكن ان يشجع على عمليات التطهير العرقي.
وخلال شهادته امام الكونغرس هذا الشهر ايد السفير الامريكي في بغداد ريان كروكر منح مناطق عراقية بعض السلطات الا انه عارض تقسيما رسميا للبلاد. وقال ان بغداد ورغم كل العنف الذي شهدته وكل عمليات تشريد السكان لا تزال مدينة يسكنها خليط من الطوائف العراقية المختلفة من سنة وشيعة. واضاف ان اية فكرة بانه يمكن تقسيم هذه المدينة التي يسكنها خمسة ملايين شخص بشكل تام او تطهيرها بشكل سلمي من اعداد كبيرة من الناس هي فكرة غير صحيحة.
من ناحية اخرى حذرت مجموعة دراسات حول العراق مؤلفة من اعضاء من الحزبين في توصيات قدمتها في ديسمبر من ان تقسيم العراق يمكن ان يتسبب في هجرة جماعية للسكان وانهيار قوات الامن العراقية الهشة وعمليات تطهير عرقي على ايدي المليشيات. الا ان بيدين قال ان كافة الخيارات الاخرى فشلت مؤكدا ان الطوائف العراقية بدأت تنفصل بالفعل. واضاف في حملة من الرسائل البريدية بعث بها الى انصاره خلال اليومين الماضيين ان الرئيس بوش والعديد من الديموقراطيين يواصلون التمسك بالخيار الاول وهو ان القوات الامريكية لا يمكنها بناء الوحدة او اجبار العراقيين على بناء الوحدة غير الموجودة.
وفي القاهرة استنكرت الجامعة العربية الخطة وحذر مصدر مسئول بالأمانة العامة من خطورة مثل هذا المشروع على مستقبل العراق مشددا على رفض الجامعة العربية أي مساس بوحدة وسلامة العراق أرضا وشعبا. وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه إن مثل هذا المشروع حال إقراره من مجلس الشيوخ سيؤدي إلى عواقب وخيمة ونتائج خطيرة لن تقتصر على العراق وحده، ومن شأنها أن تمس أمن ومستقبل هذه المنطقة برمتها. وأشار إلى أنه سبق للإدارة الأمريكية أن تبرأت من مثل هذا المشروع وأكد أنها لن تلتزم به كما أعلنت حرصها على وحدة العراق وعدم وجود أي نوايا للتقسيم.
البيت الابيض يعتبر ان فكرة بيدن تزيد الفوضى.. والجامعة العربية تحذر من مخاطرها
محمد بشير (الترجمة) محمد المداح (واشنطن) ربيع شاهين (القاهرة)
يستعد مجلس الشيوخ الامريكي للتصويت هذا الاسبوع على خطة لتقسيم العراق على غرار خطة تقسيم البوسنة يعتبر الذين قدموها انها الحل الوحيد لوضع حد لاعمال العنف. وذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» انه على رغم ان نتيجة التصويت ليست ملزمة ولن تجبر الرئيس جورج بوش على تغيير استراتيجيته في العراق حتى لو تمت الموافقة عليها الا انه سيكون اختبارا رئيسيا لفكرة تستقطب اهتماما متزايدا في واشنطن. نقلت الصحيفة عن مؤيدي الخطة الذين يتزعمهم السناتور الديموقراطي جوزف بيدن المرشح الى البيت الابيض انها تقدم حلا سياسيا في العراق يمكن ان يسمح بانسحاب القوات الامريكية دون ترك البلاد في حالة من الفوضى. وقد يبدو تشكيل فدرالية بين مناطق كردية وشيعية وسنية عراقية فكرة جيدة على الورق الا ان منتقديها يقولون انها تتجاهل المدن التي يعيش فيها خليط من هذه المجموعات الثلاث جنبا الى جنب وتتزاوج فيها الطوائف ولا تفصل بينها حدود على الخارطة. ورد بيدن على الذين لاتعجبهم هذه الفكرة بقوله اذا لم تعجبكم هذه الخطة هل عندكم افكار اخرى؟.
وتنص الخطة التي صاغها ليزلي غيلب خبير السياسة الخارجية في ادارة الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر على وضع نظام فدرالي حسبما يسمح الدستور العراقي والحيلولة دون ان يتحول العراق الى دولة تعمها الفوضى. كما تنص على تقسيم العراق الى كيانات كردية وشيعية وسنية مع حكومة فدرالية في بغداد تتولى امن الحدود وعائدات النفط. وتهدف الخطة الى نزع فتيل العنف الطائفي بتقديم حصة من عائدات النفط الى السنة. كما تنص الخطة على زيادة المساعدات لاعادة الاعمار وتخفيف الديون اضافة الى اطلاق جهود دبلوماسية دولية لحشد دعم الدول الكبرى في العالم والدول المجاورة للعراق للحكومة الفدرالية العراقية الجديدة.
واوضحت الصحيفة ان خطة التقسيم حققت ما عجزت العديد من الخطوات الاخرى بشأن الحرب في العراق من تحقيقه الا وهو استقطاب الدعم من كافة الاطراف السياسية في واشنطن التي تسببت الحرب في العراق في خلق خلافات بينها. وقد وقع عليها العديد من الجمهوريين الذين يدعمون خطة بوش لزيادة عديد القوات الامريكية في العراق والمستائين من الازمة السياسية في بغداد.
من جهته قال السناتور الجمهوري سام براونباك احد 11 من اعضاء مجلس الشيوخ الداعمين للخطة نحن نسعى الى تطبيق خطة سياسية مليئة بالعيوب في بغداد حاليا. فيما اعربت الجمهورية كاي بايلاي هوتشينسون عن املها في ان تحقق هذه الخطة ما نجحت في تحقيقه اتفاقات دايتون حول البوسنة التي اقرت التقسيم بين المتخاصمين الصرب والكروات والبوسنيين. واضافت ما رأيناه في البوسنة هو تقليص للتوتر عندما تكون لدى قوات الامن قدرات وعندما تكون لدى الطوائف الدينية القدرة على حكم نفسها بنفسها. اما البيت الابيض فقد رأى ان خطة بيدين ستزيد الفوضى في العراق.
وحسب صحيفة «واشنطن تايمز» فإنه من المرجح ان تعترض تركيا الحليف القوي للولايات المتحدة على هذه المبادرة خشية ان تثير اضطرابات بين الاكراد في تركيا مؤكدين ان العراق المقسم سيسمح لقوى خارجية بدعم مليشيات طائفية متنازعة.
ويقول منتقدون اخرون ان قيام قوى غربية بترسيم حدود في الشرق الاوسط تسبب بما يكفي من المشاكل التاريخية وان العراقيين هم الوحيدون المخولون تحديد مستقبلهم. ويرى اخرون ان تقسيم العراق حتى مع الابقاء على بغداد موحدة يمكن ان يشجع على عمليات التطهير العرقي.
وخلال شهادته امام الكونغرس هذا الشهر ايد السفير الامريكي في بغداد ريان كروكر منح مناطق عراقية بعض السلطات الا انه عارض تقسيما رسميا للبلاد. وقال ان بغداد ورغم كل العنف الذي شهدته وكل عمليات تشريد السكان لا تزال مدينة يسكنها خليط من الطوائف العراقية المختلفة من سنة وشيعة. واضاف ان اية فكرة بانه يمكن تقسيم هذه المدينة التي يسكنها خمسة ملايين شخص بشكل تام او تطهيرها بشكل سلمي من اعداد كبيرة من الناس هي فكرة غير صحيحة.
من ناحية اخرى حذرت مجموعة دراسات حول العراق مؤلفة من اعضاء من الحزبين في توصيات قدمتها في ديسمبر من ان تقسيم العراق يمكن ان يتسبب في هجرة جماعية للسكان وانهيار قوات الامن العراقية الهشة وعمليات تطهير عرقي على ايدي المليشيات. الا ان بيدين قال ان كافة الخيارات الاخرى فشلت مؤكدا ان الطوائف العراقية بدأت تنفصل بالفعل. واضاف في حملة من الرسائل البريدية بعث بها الى انصاره خلال اليومين الماضيين ان الرئيس بوش والعديد من الديموقراطيين يواصلون التمسك بالخيار الاول وهو ان القوات الامريكية لا يمكنها بناء الوحدة او اجبار العراقيين على بناء الوحدة غير الموجودة.
وفي القاهرة استنكرت الجامعة العربية الخطة وحذر مصدر مسئول بالأمانة العامة من خطورة مثل هذا المشروع على مستقبل العراق مشددا على رفض الجامعة العربية أي مساس بوحدة وسلامة العراق أرضا وشعبا. وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه إن مثل هذا المشروع حال إقراره من مجلس الشيوخ سيؤدي إلى عواقب وخيمة ونتائج خطيرة لن تقتصر على العراق وحده، ومن شأنها أن تمس أمن ومستقبل هذه المنطقة برمتها. وأشار إلى أنه سبق للإدارة الأمريكية أن تبرأت من مثل هذا المشروع وأكد أنها لن تلتزم به كما أعلنت حرصها على وحدة العراق وعدم وجود أي نوايا للتقسيم.