الــزعــيــم
07-05-2009, 08:40 PM
المبيدات الكيماوية في وقاية النبات
--------------------------------------------------------------------------------
لآفات الزراعية والإضرار التي تسببها
الفائدة الاقتصادية من استخدام المبيدات الكيماوية
النقاط التي يحب مراعاتها عند استخدام المبيدات في المكافحة
الطرق العامة في مقاومة الآفات
تمهيد :لقد بدأت أزمة الغذاء تتضح وتتفاقم وخاصة في البلدان العالم الثالث مما يهدد بحصول أزمة غذاء خطيرة إضافة إلى احتمال استغلال هذه الأزمة من قبل الدول المتقدمة في الضغوط السياسية.
وهذه لحقيقة تفرض على الأقطار النامية أن تجعل الاتجاه الطبيعي لسياستها الزراعية موجهة نحو معالجة العوامل التي نؤثر على زيادة الإنتاجية والقيمة الغذائية وفي مقدمتها تحسين الأصول النباتية والحيوانية وكذلك الحد من الإصابة بالحشرات والأمراض النباتية ونباتات الأدغال والآفات الأخرى. والتي يشكل ضررها 50% من الإنتاج الزراعي.
وبالرغم من الاستعمال الواسع للمبيدات الكيماوية المختلفة فان الخسائر التي تحدثها الآفات الزراعية في العالم ما تزال تزيد على ثلث الإنتاجية . وفي الوطن العربي يفقد حوالي 20% من قيمة المحاصيل نتيجة للإصابة بالآفات الزراعية قبل الحصاد ويضاف إليها نسبة فقد لا تقل عن 10% خلال تخزين الحاصل.
وفي الوقت الحاضر تعد طريقة مقاومة الآفات باستخدام المواد الكيماوية من أكفاء الطرق المستعملة لسرعة فعاليتها وسهولة تطبيقها ولإمكانية استخدامها ضد مختلف الآفات الزراعية.
إلا أن الإحصاءات في الدول المتقدمة تشير إلى أنها لم تقلل من الكميات المبيدات الكيماوية ونجد أن كثير من الدول النامية . و بضمنها أقطار الوطن العربي مازالت تعاني من نقص كثيرا في المواد الغذائية وان ما تستخدمه الآن من مبيدات لا يتناسب والمساحات الزراعية والمستغلة مما يدعو إلى مضاعفة كميات المبيدات المستخدمة في الزراعة إذا كانت هناك رغبة في المحافظة على نجاح الجهود المبذولة في التوسع الزراعي في الدول النامية وبخاصة التوسع العمودي.
أولا: الآفات الزراعية والأضرار التي تسببها
الآفات : pests
كائنات حيه اكتسبت عدم رضا شديد من قبل الإنسان لتأثيرها على غذائه ومسكنه وصحته .
وقد يعد الكائن آفة في منطقة من العالم نتيجة لمهاجمته محصولا اقتصاديا بينما لا يعد كذلك في منطقة أخرى لعدم إصابته ذلك المحصول أو إحداث نفس الضرر له أو لأنه يعيش على نباتات لا تستخدم من قبل الإنسان .
تعد شعبة مفصلية الأرجل (Arthropoda) التابعة للمملكة الحيوانية من اكبر الشعب التي تضم أعداد هائلة من الآفات حيث يشكل عدد أنواعها ما يقارب 75% من أنواع الحيوانات المعروفة ويصل عدد الأنواع التابعة لصنف الحشرات إلى قرابة المليون.
نصفها نباتي التغذية (Phytophagous)
علما بان كثير منها لا يجلب انتباه الإنسان لتغذيتها على نباتات برية غير مستغلة من قبل الإنسان وهناك ما يقارب (3000) نوع من الحشرات يمكن اعتبارها آفات اقتصادية في مناطق العالم المختلفة لاعتمادها على المحاصيل ذات قيمة للإنسان. ويقابله نفس هذا العدد من الآفات الفطرية ونباتات الأدغال والأضرار التي تسببها الفيروسات والبكتيريا والديدان الثعبانية والحلم والقوارض والطيور وتختلف بالحجم من منطقة إلى أخرى.
وتقدر حجم الخسارة التي تسببها الآفات المختلفة في العالم بحوالي ثمانين بليون دولار سنويا عدا المشاكل التي تسببها الآفات في مجال الصحة وخاصة في الدول النامية.
فمرض الملا ريا مثلا الذي تنقله أنثى البعوض (Anopheles spp.) يسب ما يقارب من (200)مليون حالة مرضية ومليوني حالة وفاة سنويا. إضافة للإمراض المهمة الأخرى التي تنقلها الحشرات كالطاعون والتيفوس والحمى الصفراء وغيرها.
وتسبب الأمراض النباتية كأمراض التفحم والأصداء فمثلا خسائر جسيمة لا تقل على الخسائر التي تسببها الحشرات وقد سببت بعض هذه الأمراض . كمرض اللفحة المتأخرة في البطاطا المسببة من قبل فطر (Phytophthora infestestans) – مجاعة في ايرلندا عام 1845م لقضائه على محصول البطاطا مما أدى إلى موت أكثر من مليون نسمه وهجرة مليون نسمة إلى الدول الأوروبية وأمريكا .
ولقد ساعدت مدنية الإنسان السائرة باتجاه التقدم إلى زيادة الأضرار الناجمة من الآفات الزراعية للأسباب التالية:
إن الزراعة الحديثة المتجانسة والمتضمنة زراعة محاصيل منتقاة على نطاق واسع وقد أوجدت امثل الظروف لنشوء وانتشار الآفات الحشرية وقللت بنفس الوقت من كفاءة الأعداء الحيوية وعن طريق إبعاد العوائل النباتية التي قد تحتاجها بعض أطوار الحشرات الطفيلية للتغذي على رحيق إزهارها أو لتكمله دورة حياتها.
إن التوسع العمودي (زراعة الحقل بمحاصيل مختلفة طوال أيام السنة) قد سهل على الآفات انتخاب العائل اللائم وان كثيرا من الآفات قد تأقلمت على النباتات المستخدمة من قبل الإنسان بعد إن كانت تتغذى على النباتات البرية المتوفرة.
من خلال تربية وتحسين النبات (Plant breeding) بغية الحصول على نبات جيد الكمية والنوعية. وبذلك استبعدت بعض الجينات المسئولة عن مقاومة الآفات التي حملها النبات عبر قرون طويلة.وزاد غيابها من حساسية النباتات للآفات المختلفة.
لقد قام الإنسان بنقل عدد من الآفات لزراعية من منطقة في العالم إلى مناطق أخرى لم تكن معروفه فيها (وذلك لنقله محصولا اقتصاديا مهما معه أو نقله مواد مصنوعة من ذلك المحصول ) . إن هذا قد أدى إلى زيادة أضرار الآفات في المنطقة الجديدة نتيجة غياب أعدائها في الطبيعة من طفيليات ومفترسات في الموطن الجديد.
ثانيا : الفائدة الاقتصادية من استخدام المبيدات الكيماوية
لقد ساهمت المبيدات الكيماوية مساهمة فعالة في زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية عن طريق وقايتها من الآفات المختلفة. وكذلك لعبت دورا متميزا في مجال الصحة العامة بالحد من الأمراض التي تنتقل للإنسان بواسطة الحشرات.
وقد أوضحت بعض الدراسات المعتمدة في أقطار مختلفة انه من الصعب الحصول على إنتاج اقتصادي دون استخدام المبيدات في العملية الإنتاجية .
فحاصل التفاح غير المعامل بالمبيدات في كاليفورنيا مثلا يصاب بنسبة 40 – 80 % بدودة ثمار التفاح وبنسبة 30 – 80 % بمرض جرب التفاح .
ففي دراستين أجريتا من وزارة الزراعة الأمريكية لفترات تراوحت بين 20 – 24 سنة وجد إن عدم استخدام المبيدات للوقاية من آفات القطن الحشرية والفطرية أدى إلى خفض الإنتاجية بنسبة 25 – 41% وأكدت بض الدراسات في الدول العربية (العراق) إنه لا يمكن إنتاج الذرة الصفراء دون استخدام المبيدات الكيماوية بسبب إصابتها بحفار ساق الذرة (Sessamia cretica) كما لا يمكن إنتاج الملفوف والقرنبيط (الزهرة) اقتصاديا دون مكافحة حشرة من الملفوف (Brevicoryne brassicae)
ولكن سهولة تطبيق المواد الكيماوية في المكافحة وسهولة الحصول عليها ونتائجها السريعة قد سببت إفراطا في استخدام المبيدات الكيماوية في الدول رافقه استخدام خاطئ لهذه المواد مما جعل الرأي العام في تلك البلدان بالحد من استخدامها. وانعكس ذلك وبشكل غير عقلاني على استخدام هذه المواد حتى في بعض الدول التي ما زالت تعاني من نقص كبير في المواد الغذائية وعلى الرغم من ذلك فان الإحصاءات تشير إلى أن الكميات المستخدمة من المواد الكيماوية في لمكافحة لم تقلل حتى في الدول المتقدمة التي تؤكد على الأضرار التي قد تنجم من استخدامها وفي مقدمتها مسألة التلوث البيئي .
في الحقيقة لا يمكن إهمال ما قدمته هذه المواد الكيماوية من فوئد كثيرة والتي منها ما يلي :
ساعدت على زيادة الكفاءة الإنتاجية لمختلف المحاصيل الزراعية عن طريق التلف الذي تسببه الآفات مما وفرة المنتجات الزراعية بأسعار مناسبة ففي أمريكا مثلا يصرف المستهلك من 20-25% من دخله على الغذاء في الوقت الحاضر في حين كان ما يصرفه يقدر 60% قبل 25 سنة .
إن عدم إمكانية الحاصل المصاب من قبل المزارعين (خاصة في الدول المتقدمة) ووجوب خلو المواد المسوقة من بقايا المبيدات والتي قد يكون لها تأثير على صحة المستهلك قد جعل المنتجين يستخدمون المكافحة الكيماوية بشكل مبرمج ودقيق كي تصبح محاصيلهم خالية من التلف أو التلوث.
لعبت المبيدات الكيماوية في حقل الصحة العامة دورا كبيرا في الحد من انتشار الحشرات الناقلة للأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان ومن الأمثلة الأولي الواضحة على ذلك التخلص من مرض التيفوس في النيبال عام 1943-1944م باستخدام مبيد (DDT) للقضاء على حشرة القمل الناقلة للمرض عن طريق تعفير الملابس و الأجسام بمساحيق التعفير الحاوية على المبيد . ويمكن القول أن معظم الأضرار التي قد تنجم عن استعمال المبيدات الكيماوية تنحصر في حالات الاستعمالات الخاطئة نتيجة إهمال تطبيق تعليمات الخاصة باستعمالها ففي حالات التسمم الشديد الوفيات تقتصر على الأطفال في المنازل نتيجة لحفظ المبيدات في أماكن تكون في متناول أيديهم وقد أوضحت بعض بيانات دائرة الخدمات الصحية الأمريكية أن 62% من حالات التسمم كانت لأطفال دون العاشرة من العمر نتيجة خزن هذه المواد داخل المنزل .
وهناك بعض الحالات التي يستخدم فيها المبيد على محصول لا ينصح باستخدامه علية مما يؤدي إلى تغير في طعم ونكهة المحصول ويقلل من القيمة التسويقية لها كاستخدام مبيد (BHC) الجامكسان على البطاطا أو استخدام المبيد على محصول يحرق أوراقه كاستخدام مركب (DDT) على المحاصيل القرعية وخاصة على البطيخ وأحيانا تستخدم مبيدات الأدغال(2,4-D)بدل من المبيد الحشري (DDT)مما يؤدي إلى قتل المحصول ويمكن القول إن جميع هذه الاستخدامات الخاطئة للمبيدات الكيماوية سببها الأعمال وقلة وعي العاملين في عملية المكافحة
ثالثا :النقاط التي يجب الإلمام بها عندة إجراء المكافحة الكيماوية
حيث أن المواد الكيماوية تدخل عند تطبيقها بصفه عنصر جديد في البيئة يؤثر على توازنها واستقرارها وقد يسبب تلفاهما لمكوناتها فان توخي الفائدة من تطبيقها يستلزم وعيا وثقافة علمية كبيرة وترتقي إلى المعرفة القلية بمكونات البيئة وأسس ارتباطها والحلقات التي يمكن إن يدخل السم بأقل ضرر منها وفي الوقت المحدد بدقة ليعطي أعلى فائدة بأقل ضرر مع تجاوز التأثيرات الجانبية أو الطويلة المخلة.
ولعدم توفر مثل هذا الوعي وهذه الثقافة فان معظم الدول النامية تعاني من مشكلة عدم التقيد بالتعليمات والإرشادات الخاصة باستخدام المبيدات إضافة إلى عدم توفر المعلومات الكاملة عن العوامل البيئية والحيوية التي تتحكم في زيادة أو خفض أعداد الآفات المختلف. إن تحقيق هذين العاملين سيزيد من كفاءة المكافحة ويقلل من ضررها ويمكن إن يستخدم المبيد بشكل أمين واقتصادي ويقلل من تاثيراتة الجانبية (Side effects)إذا اخدت النقاط الآتية بنظر الاعتبار :
تعين مستوى الضرر الاقتصادي للآفة (Economic injury level)
في كثير من الدول النامية تعامل مساحات شاسعة بالمبيدات الكيماوية قبل إجراء أي تقدير للضرر الذي يوجب المكافحة وذلك لجهل القائمين بالمكافحة بالأسس العامة لوقاية النبات واعتمادهم فقط على الجداول الزمنية في المكافحة بدلا من تقييم الضرر الاقتصادي الذي تسببه الآفة في كل موسم وان الاعتماد على الجداول فقط يسبب خسارة اقتصادية نتيجة استخدام كمية من المبيدات دون ما حاجة إحداث أضرار بيئية لادعي لها.
وكمبداء عام في وقاية النبات تسخدم المبيدات عندما تكون الكثافة العددية للآفة قد وصلت الحد الحرج للإصابة (Economic thresheld)الافي بعض الحالات الخاصة حيث تجرى المكافحة دون التقيد بهذه القاعدة كحالة الحشرات الناقلة لأمراض النباتية وبخاصة الأمراض الفيروسية التي تؤدي الى تلف سريع للمحصول.
ويمكن تشخيص ثلاث مستويات لكثافة الآفة وبخاصة بالنسبة للآفات الحشرية الموجودة دوما على المحصول خلال فصول السنة المختلفة فهناك أولا:
حالة التوازن (General equilibrium positon)
التي تكون عندها كثافة أعداد الآفة غير مسببة لأضرار اقتصادية ونتيجة ضبط هذه الكثافة طبيعيا من قبل أعدائها في الطبيعية من طفيليات ومفترسات.
والحالة الثانية عندما يكون الضرر ملموسا ولكنه غير اقتصادي ويسمى بالحد الحرج(Economic threshold) –
أما الحالة الثالثة فتكون عندما تتفوق الحشرة على ظروفها البيئية وتزداد أعدادها حتى تصل إلى الحد الحرج وتتعداه إلى المستوى الاقتصادي (Economic injury) وتستخدم المادة الكيماوية عادة في مكافحة الآفة عندما تصل الكثافة العدية إلى المستوى الحرج.
وفي كثير من الحالات قد لا توجد علاقة بين أعداد الآفة والضرر الذي تسببه للمحصول ففي المناخ البارد قد يكون وجود الآفة بأعداد كبيرة مقبولا على بعض المحاصيل لقلة نشاطها وعدم وقدرتها على إحداث ضرر اقتصادي و تؤثر بعض العوامل كوفرة السماد وطريقة الري والزراعة على مدى حساسية المحصول ولهذه قد يختلف تقييم الحد الحرج للضرر باختلاف المنطقة والوقت وعمر النبات والصنف وطريقة الزراعة.
وتتحمل بعض المحاصيل ضررا معقولا في أورقها وسيقانها وجذورها وثمارها دون أن يؤثر ذلك على إنتاجيتها.
فمثلا : تتحمل بعض أصناف الرز ذات الخلفات الغزيرة الإصابات المتوسطة بحفار ساق الرز وذلك لقابليتها على تعويض الخلفات المصابة بأخرى سليمة.
وقد تسبب بعض الحشرات كدودة جوز القطن الشوكية وحشرة اللايكس (Lygus) سقوط البراعم الزهرية لنبات القطن دون أن ينجم عن ذلك ضرر اقتصادي حيت أن لنبات القطن قدرة محدودة على إنتاج الجوز تعتمد على الظروف النمو المختلفة وان البراعم الزائدة عن تلك القدرة تسقط بوجود الآفة أو عدم وجودها.
أما إذا أدت الإصابة بالحشرة إلى تقليل عدد الجوز في النبات الواحد إلى اقل من حملة الطبيعي من الجوز فيمكن اعتبار ذلك ضررا وقد لا يكون مقبولا من الناحية الاقتصادية استخدام المبيدات الكيماوية في حالة المستويات الواطئة من الضرر الذي تسببه الحشرة ويعتمد قرار إجراء المكافحة على قيمة المحصول التسويقية ومدى كفاءة المكافحة في زيادة المحصول ورفع المردود الاقتصادي للمزارع.
و لا يمكن حساب كلفة المكافحة بالطرق الرياضية البسيطة بجمع تكاليف المبيد مع تكاليف الاجور.
ففي حالة إنتاج القطن مثلا قد يبدءا المزارع بمكافحة حشرة الثربس والمن في بداية الموسم ويلحقها بمكافحات أخرى للتخلص من ديدان الجوز والعنكبوت الأحمر قرب نضج النبات وفي هذه الحالة يجب أن تؤخذ المكافحات اللاحقة بنظر الاعتبار عند تقييم المكافحة الأولية ويلعب سعر المحصول في الأسواق دورا مهما في عملية المكافحة بالكيماويات فمثلا لا يكن مكافحة الحشرات التي تصيب محصول اللفت حتى لو بلغت الأضرار التي تسببها مستوي الضرر الاقتصادي بسبب تكاليف النقل إضافة إلى انخفاض مرددوه الاقتصادي للمزارع.
ومن الواجب عند إجراء المكافحة الأخذ بنظر الاعتبار وجود أعداد قليلة من الآفة كغذاء كاف للأعداء الطبيعية طفيليات ومفترسات (Entomphagous insects) كما لا يجب ألا يغيب عن الذهن عدم المبالغة في استخدام المكافحة لان إبادة الآفة الحشرية أمر يصعب تحقيقه ويعتبر من الناحية الثانية خطاء بيئيا كبيرا لما تسببه هذه المحاولة من أضرار فادحة بالأوجه الايجابية في الطبيعية وما تسببه من تلوث بيئي وتلك الأحياء مفيدة وأوجه بيئة مهمة أو قد يكون غياب هذه الآفة فرصا لتعويضها بأخرى اشد خطرا على هذا المحصول أو محاصيل أخرى مهمة . وعلية فان الهدف الأول من المكافحة يكون في معظم الحالات معالجة الكثافة العددية للآفة بحيث يمكن تجنب ضررها الاقتصادي
استخدام المبيدات المتخصصة : Selective pesticidesإن معظم المبيدات الكيماوية المتوفرة في الوقت الحاضر ذات مدى سمي واسع ويسبب استخدامها إخلالا في التوازن البيئي حيث تتأثر معظم الكائنات الموجودة في منطقة المكافحة أما الاختلافات في سمية مواد المكافحة للإحياء فسببها اختلاف الأحياء في امتصاص المركب وطريقة تمثيلة (Metabolism) وإمكانية التخلص منه وطرحه خارج الجسم أو خزنه في الأنسجة القليلة الحيوية كالأنسجة الدهنية وغيرها. وقد يكون سبب التفاوت سمية مواد المكافحة بسبب الاختلاف في حساسية المادة الحيوية المتأثرة بالمبيد site of action وتعتمد عملية التخلص السمي لمبيد معين ضد نوع أو مجموعة من الكائنات الحية على تركيبة الكيماوي بالدرجة الرئيسية وكذلك على الجرعات المستخدمة منه وطريقة ووقتت معاملته.
وهذه الحقيقة تضع المختصين في مجال التصنيع العضوي وكيمياء التصنيع الحيوي امام مسؤولياتهم في ايجاد وتطوير مواد كيماوية متخصصة من المبيدات والهرمونات والفرمونات pheromones والمواد الطاردة ومانعات التغذية والمعقمات الكيماوية وغيرها من مواد المكافحة.
كما تقع مسؤولية إيجاد انسب التركيز والمواعيد وطرق المعاملة وعلى المختصين بوقاية النبات كي يمكن التخلص من الآفة مع التقليل تأثير المادة الكيماوية على الأحياء الأخرى قدر الإمكان ويمكن تقسيم موضوع التخلص السمي للمبيدات الكيماوية إلى شقين:
تخصص المبيد ضد مجموعة من الكائنات group selectivity
إن فرق السمية للمبيد الكيماوية الحشري مثلا كبير بين الحشرات واللبائن نتيجة للاختلافات الفسيولوجية والحيوية الكبيرة بين هاتين المجموعتين من الكائنات الحية .
فمثلا سمية DDT للحشرات اختلافا كبيرا عنها في اللبائن عند معاملة عن طريق الفم أو عن طريق الجلد (مقاومه على أساس الجرعة المتوسطة للموت LD50) وتختلف المبيدات ذات السمية الواطئة للبائن عند القيام بمكافحة الآفة الحشرية وذلك تجنبا لوقوع حالات تسمم خاصة في المناطق التي لا تراعى فيها تعليمات الخاصة باستعمال المبيدات العضوية الفسفورية ذات الكفاءة العالية في قتل الحشرة ولكن يجب إن يفضل استخدام اقل المواد سمية للإنسان والحيوان على أساس الجرعة المتوسطة للموت .
تخصص لمبيد ضد أنواع تابعة لمجموعة واحده Species selectivity
يفضل المختصون في علم الحشرات وفي علم السموم إيجاد مبيدات كيماوية تؤثر على أنواع تابعة لنفس المجموعة دون التأثير على الأنواع الأخرى كإيجاد مبيدات متخصصة ضد الجراد وأخرى ضد الخنافس وهكذا وذلك كي تقضي على الآفة بكفاءة عالية أو تقضي عليها دون أعدائها
ولكنه يصعب تحقيق ذلك نتيجة للتشابه الكبير في العمليات الفسلجية والحيوية للأنواع ضمن المجموعة الواحدة أو في المجاميع المتقاربة ويمكن تقليل تأثير المبيدات على بعض الأنواع على أساس التخصص البيئي Ecological selectivity كالمبيدات الحشرية الجهازية التي تمتص من قبل النبات وتنتقل إلى مختلف أجزائه في العصارة النبات حيث تؤثر على الحشرات التي تتغذى على النبات خاصة الماصة للعصارة دون التأثير على الأعداء الطبيعية من الطفيليات ومفترسات خاصة إذا ما طبقت بطريقة لا تعرض الأعداء الطبيعية لتأثيرها المباشر contact action كما في حالة معاملة البذور أو استخدامها عن طريق ماء الري وغيرها .
وفي حالة رشها على النبات فإنها تحمي النموات الحديثة من الإصابة بالحشرة لفترة طويلة وهذا يقلل من عدد المعاملات الكيماوية وبالتالي يقلل من تعرض الحشرات النافعة للمبيد مقارنة بالمبيدات غير الجهازية.
اختيار الظروف المثلى لا ستخدام المبيد الكيماوي وتطبيق التعليمات الخاصة بالاستعمال.
للحصول على نتائج مرضية ولتقليل الأضرار التي قد تنجم عن استخدام المبيد الكيماوي تدرس ظروف المنطقة التي سيستخدم فيها بشكل واف ويعين الوقت الملائم للمكافحة مع التقيد باستخدام الجرعات والمستحضرات المثلى.
رابعا : الطرق العامة لمقاومة الآفات
لقد فرضت عملية تزايد السكان والحاجة المتزايدة إلى الغذاء بشكل خاص على الإنسان اتخاذ الوسائل التطبيقية المبدعة في مقاومة الآفات Applied control بعد إن كان معتمدا على المقاومة الطبيعية natural control بعواملها المختلفة من مفترسات وطفيليات ومسببات مرضية وظروف مناخية وعوامل طبوغرافية والتي تلعب دورا مهما في الحد من انتشار الآفات المختلفة ضمن التوازن الحيوي للوحدات البيئية .
تاريخ مقاومة الآفات :
التاريخ يشير إلى أن العرب استخدموا مبدءا المقاومة الحيوية قبل عام 1775م حين لجاوا البدو إلى إدخال مستعمرات من النمل المفترس من المناطق الجبلية للحد من أعداد النمل المتوطن الذي ينتشر على النخيل في اقطار الوطن العربي .
عرف الإنسان قيمة نبات البايرثرم (pyrethrum) لمكافحة الحشرات منذ 1800م
استخدمت المبيدات اللاعضوية كأخضر باريس في عام 1860م
يمكن تقسيم طرق المقاومة التطبيقية للآفات بصورة عامة إلى قسمين هما:
أولا: الطرق التقليدية في مقاومة الآفات :
وتشمل على الطريقة الكيماوية باستخدام المبيدات وطريقة المقاومة الحيوية والمقاومة الزراعية والمقاومة الميكانيكية والفيزياوية .
ولقد استخدمت هذه الطرق من قبل الإنسان منذ فترة طويلة بشكل منفرد أو بتطبيق نوعين أو أكثر من هذه الطرق لمقاومة آفة واحده وضمن برنامج منسق يدعي المقاومة المتكاملة integrated control في ما يلي شرح موجز عن كل طريقة متضمنا أهم خواصها الايجابية والسلبية :
1- المكافحة بالمواد الكيماوية :
يعرف مبيد الآفات: pesticide
بأنه مادة أو خليط من المواد الكيماوية تستخدم لقتل الآفات بغية لتقليل من الأضرار الاقتصادية التي تسببها الحشرات والفطريات ونباتات الأدغال والديدان الثعبانية وغيرها من الكائنات أثناء الزراعة والنقل أو الخزن أو البيع للمحاصيل الزراعية المختلفة كذلك قد يستخدم لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض المختلفة للإنسان والحيوان والنبات.
وعلى أساس نوع الكائن يمكن تقسيم مبيدات الآفات إلى الأقسام التالية :
مبيدات الحشرات insecticides كالسيفن والملاثيون
مبيدات الفطريات fungicides كالدايثين والبنليت
مبيدات الادغال herbicides كالدالبون والاكروسان
مبيدات القوارض rodenticides كفوسفيد الزنك والورافارين
مبيدات الحلم والعناكب acaricides كالكلثين والتديون
مبيدات الديدان الثعبانية nematocides كالنيماكون
مبيدات البكتيريا bectericides كالستريبتومايسين
مبيدات لطحالب algicides كهايبوكلورات الكالسيوم
مبيدات الطيور avicides كمادة افيترول
مبيدات الاسماك pescicides كمادة نيكلوساميد
مبيدات القواقع molluscicides كميتالدهايد الصوديوم
وفي الوقت الحاضر يمكن اعتبار الطريقة الكيماوية باستخدام المبيدات من أكفاء الطرق وأكثرها تقبلا وذلك لسرعة تأثيرها وسهولة تطبيقها وإمكانية استخدامها للتخلص من مختلف الآفات
2- الطريقة الحيوية في مقاومة الآفات : biological control يرجع تاريخ أول استخدام ناجح للأعداء الطبيعية لمقاومة الحشرات بعد استعمال العرب للنمل المفترس إلى سنة 1888م عندما استوردت خنفساء الفيداليا من استراليا إلى أمريكا للتقليل من الأضرار الكبيرة التي يسببها البق الدقيقي الاسترالي على الحمضيات في ولاية كاليفورنيا .
وتتميز هذه الطريقة عن غيرها من الطرق بأنها أمنة ودائمة واقتصادية وتهم كثير من الدول بتطبيق هذه الطريقة عن طريق توفير الظروف الملائمة للمفترسات والطفيليات المتخصصة وذات الكفاءة العالية في الحد من انتشار الآفة وكذلك عن طريق استيراد هذه الحشرات من موطنها الأصلي وإيجاد الطرق الملائمة لتربيتها وإكثارها ونشرها في الحقول المصابة .
ولا بد من الاعتراف بان مدنية الإنسان السائرة باتجاه التقدم قد قللت من كفاءة الأعداء الحيوية.
وذلك عن طريق إبعاده العوائل النباتية الثانوية والأدغال التي قد تحتاجها بعض أطوار الحشرات الطفيلية للتغذي على الرحيق إزهارها أو لتكملة دورة حياتها على الحشرات التي تصيبها نتيجة لاعتماد الزراعة الأحادية بانتقاء محصول معين وزراعته على نطاق واسع .
إن الدراسات الحديثة تؤكد الآن على الإبقاء على بعض الأدغال المهمة وإبقائها في الحقل وعلى حواف السواقي لتكون أزهارها غذائها لبالغات المتطفلات المهمة على الحشرات الاقتصادية .
وهكذا أصبح من الصعب الاعتماد عليها في مقاومة الحشرات الضارة بفاعلية وكذلك لعبت المبيدات في إخلال التوازن البيئي وذلك بتقليل كثافة الأعداء الطبيعية للآفات المختلفة وبخاصة في المناطق التي تستخدم المبيدات بشكل مفرط أو غير عملي .
بالرغم من توافر الأعداء الطبيعة من الطفيليات والمفترسات لكثير من الحشرات الاقتصادية فلا يمكن الاعتماد على هذه لطريقة بصوره كاملة لحماية المحصول وذلك لعدم توافر الظروف الملائمة التي تحتاجها الحشرة النافعة لتحقيق مبدءا السيادة على الحشرة الضارة .ولهذا السبب تستخدم الأعداء الطبيعية الكفوءة من بعض المبيدات المتخصصة . في برنامج منسق ومتكامل للحد من الآفة الحشرية .
وقد استخدم الطفيلي aphelimus meli للحد من انتشار حشرة المن القطني في بعض مناطق زراعة التفاح .
3- طريقة المقاومة الزراعية : culture control
يمكن استخدام الطرق الزراعية المختلفة وسيلة فعالة للحد من انتشار بعض الحشرات والأمراض النباتية .
حيث قد تساعد هذه الطريقة برامج المقاومة المتكاملة فبواسطة بعض العمليات الزراعية يمكن توفير الظروف الملائمة لنمو النبات مع تقليل ملاءمتها اللافة .
ومن هذه الطرق إتباع الدورة الزراعية والتسميد وموعد الزراعة والتخلص من الأدغال ومخلفات المحاصيل واستعمال بعض النباتات الحساسة كمصائد وزراعة الأصناف المقاومة .
فالتسميد مثلا قد يزيد أو يقلل من الإصابة بالحشرات حيث وجد إن تسميد القطن بالأسمدة النير وجينية يكسب الأوراق القوام الغض الذي تفضله الحشرات .
بينما وجد أن التسميد بالفوسفات يزيد من حموضة عصارة النبات ويقلل من تقبل الحشرة له .
وكذلك وجد إن الأسمدة البوتاسية قللت بشكل ملحوظ من الإصابة بحفار ساق الذرة sesamia cretica لان هذه الأسمدة تؤدي إلى تصلب جدران خلايا النبات وقد تمنع اليرقة من الدخول إلى الساق.
ولبعض الآفات الحشرية يمكن الاستفادة من موعد الزراعة للتخلص أو التقليل من الإصابة فالزراعة المبكرة للقطن تساعد على سرعة نمو الباردات بحيث يجعلها تتحمل الإصابة بحشرة ثربس القطن وبنفس الوقت تساعد على نضجه في وقت قد يخلصه من الإصابة الشديدة بديدان الجوز المختلفة.
ووجد إن تنظيف الحقل من نباتات الأدغال أو من بقايا المحصول السابق تقلل بشكل ملحوظ كثير من الآفات لكونها مخباء أو مشتى للعديد من الآفات .
في حالة الأمراض النباتية وتعد عملية استنباط واستخدام الأصناف المقاومة من الطرق المهمة لمقاومة الآفات بصورة عامة والتقليل من أضرار الأمراض النباتية بصورة خاصة.
ومن الملاحظ أن النباتات البرية تنجو من الإصابة الشديدة بالحشرات أو الأمراض النباتية مقارنة بالنباتات المنتخبة من قبل الإنسان وقد يعود السبب إلى أن الإنسان ومن خلال تربية النبات للحصول على الأصناف الجيدة استبعد بعض الجينات المهمة والتي اكتسبها النبات عبر قرون طويلة.
وفي حالة الحشرات التي تختلف في تفضيلها للعوائل النباتية يمكن استخدام طريقة المصائد النباتية وذلك بزراعتها العائل النباتي المفضل حول حواف الحقل لكي تنجذب آلية الحشرات وتنصرف عن المحصول الرئيسي ويجب مكافحة الحشرة كيماويا على نباتات المصيدة حتى لا تكمل دورة حياتها وتكون مصدرا لإصابة المحصول الرئيسي .
ومن الأمثلة على ذلك زراعة نباتات الذرة مع قصب السكر للتقليل من إصابة نباتات القصب بحفارات السيقان .
إن الطرق الزراعية يجب إن تستخدم في المكان والزمان المناسبين للحد من لضرار الآفات وبخاصة إذا كانت لا تتعارض أو تؤثر على العوامل الأخرى المحددة لإنتاج المحصول .
4- الطرق الميكانيكية والفيزياوية في مقاومة الآفات: mechsnicsl and physical control
تعتبر من الطرق البسيطة في مقاومة الآفات كاستخدام الآلات في سحق الحشرات أو بقايا المحصول أو استخدام الموجات فوق الصوتية ultrasonic والموجات الكهرومغناطيسية electromagnetic للتخلص من الحشرات في الحقل .
كذلك تشمل على استخدام درجات الحرارة المرتفعة والواطئة للحد من الإصابات الحشرية في المخازن وتعد هذه الطريقة مكلفا وغير فعال في حالة الإصابة الشديدة . ومن الطرق المتبعة في بعض الدول والتي تتوافر فيها الأيدي العاملة هي جمع الحشرات باليد للتقليل من أضرارها ويمكن التخلص من حشرات المخازن عن طريق رفع درجات الحرارة في المخزن ويكمن التخلص من بعض الحشرات الثاقبة للأخشاب بتغطيس الخشب بماء ساخن على 80 مئوي لمدة ست ساعات وفي الوقت الحاضر أظهرت بعض التجارب إمكانية استخدام الموجات فوق الصوتية في التقليل الإصابة ببعض الآفات الحشرية على مستوى الحقل وقد وجد أن استخدام هذه الموجات بذبذبات تتراوح بين 20-50 سيكل/ثانية في حقول الذرة الصفراء أدى إلى انخفاض نسبة الإصابة بحفار ساق الذرة بنسبة 50% وفي حقول الملفوف قللت الإصابة بفراشة الملفوف بنسبة تراوحت ما بين 40-70% عند استخدام هذه الموجات الصوتية وقد اكتشف أن هذه الذبذبات تخيف الحشرات لأنها تشبه ذبذبات التي يطلقها أعداء الحشرات كالخفاش.
ثانيا : الطرق العصرية في مقاومة الآفات:
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية محاولة في إيجاد طرق بديلة لاستخدام المبيدات الكيماوية إيمانا منها بان استخدام المبيدات لا يمكن أن يكون نهاية المطاف في وقاية النبات وقد ساعدها في ذلك إمكاناتها الفنية والمادية الضخمة وتوافر المعلومات العلمية الكافية عندها عن مختلف الآفات .
ومن الطرق العصرية في مقاومة الآفات المقاومة الجرثومية وطريقة المعقمات الكيماوية و الفرمونات الحشرية والمقاومة الوراثية وغيرها وقد حاولت بعض الدول النامية إن تحذو حذو الدول المتقدمة ولكنها اصطدمت بحقيقة عدم التمكن حاليا من توفر المعلومات الكاملة عن العوامل البيئية والحيوية التي تتعلق بزيادة أو نقصان أعداد الآفات بسبب تخلف أجهزة البحث العلمي فيها .
إن معظم هذه الطرق الحديثة ما تزال في طور البحث العلمي وقليل منها قد خرج حيز التطبيق ويمكن اعتبارها طرقا متخصصة ومتقدمة في مقاومة الآفات وذلك لان بعضها قد يكون ناجحا لمقاومة آفة معينة وغير ناجح في مقاومة آفة أخرى كما يتطلب الجانب التطبيقي لكثير من هذه الطرق استخدام المبيدات الكيماوية لتقليل أعداد الآفة بشكل يناسب ونجاح الطريقة كما في حالة استعمال الإشعاع والمعقمات الكيماوية والبعض الأخر من هذه الطرق يستخدم كوسيلة لتوجيه أفراد الآفة إلى المكان الذي وجد فيه المبيد الكيماوي لقتلها كما في حالة استعمال طريقة المواد الكيماوية الجاذبة والفرمونات الحشرية ولهذا يمكن أن نطبق على كثير منى تطبيقات الطرق العصرية بالمقاومة المتكاملة بسبب استخدام أكثر من طريقة واحدة لمهاجمة آفة معينة .
ومن أهم الطرق العصرية في مقاومة الآفات :
1- المقاومة الجرثومية microbial control ويقصد بالمقاومة الجرثومية استخدام الأحياء الدقيقة كالفيروسات والبكتيريا والفطريات والحيوانات الابتدائية والديدان الثعبانية للتقليل من أضرار الآفات الحشرية .
وقد نجحت بعض تطبيقاتها الحقلية نجاحا لا يقل عن كفاءة المبيد الكيماوي وخاصة في مقاومة كثير من الأنواع الحشرية التابعة لرتبتي حرشفية الأجنحة lepidotrera وغمديه الأجنحة coleoptera ويعتمد الباحثون في هذا المجال على تحضير مبيد ات حيوية تستخدم على النبات كما يستخدم المبيد الكيماوي ومنها مستحضر لبكتيريا bacillus thuringiensis الذي يقضي على يرقات الحشرات بعد 24 ساعة من تعرضها له.
وكذلك وجد الكثير من الفيروسات من نوع granulosis و polyhedrosis يمكن أن يستخدم في مقاومة الحشرات كمقاومة دودة عرا نيس الذرة ويرقات فراشة الملفوف وغيرها وتسبب هذه الفيروسات موت اليرقات بعد 4-12 يوما من تعرضها للنباتات المعامل هبها وبسبب التخصص العالي لهذه الكائنات المرضية وعدم استجابة جميع الحشرات التي تصيب المحصول الواحد للإصابة بها فقد اضطر المعالجون الى خلط المبيدات الكيماوية مع المبيدات الحيوية لوقاية النبات بصوره عامه .
وقد أثبتت تجارب الباحثين على إن المستحضرات البكتيرية متوافقة مع المبيدات الكيماوية
رغم نجاح كثير من تطبيقات المقاومة الجرثومية في الحد من ضرر بعض الآفات إلا أن انتشارها في مقاومة الآفات مازال دون المستوى الطم وذلك لصعبة إيجاد الكائنات المرضية الفعالة لكل حشرة اقتصادية كما يتطلب استخدامها مستلزمات بيئية معينة بدرجات حرارة ورطوبة مناسبة وفقد يكون استخدامها ناجحا في الشتاء لتوفر الرطوبة الكافية وغير ناجح في الصيف لعدم توفرها .
2- طريقة الفرمونات الحشرية pheromonal control :
الفرمونات هي مواد كيماوية طيارة تعمل كهرمونات خارجية تطرح إلى المحيط الخارجي من احد الجنسي الحشرة لتحفز الجنس الأخر عند تسلمها للامتثال إلى تصرف معين.
وتلعب الفرمونات دورا في تنظيم سلوك الأفراد في الحشرات الاجتماعية كالنحل وتساعد على التقاء الجنسين لغرض التزاوج في معظم الحشرات .
وهناك ما يطلق من الفرمونات من جنس واحد ولكنها تسبب تجمع افراد النوع الواحد من الجنسين وتسمى بفرمونات التجمع aggregation pheromones ومنها ما يطلق من احد الجنسين لغرض جلب الجنس الأخر للتزاوج وتسمى بالفرمونات الجنسية sex pheromones
وقد بداء المختصون بالتفكير باستخدام الفرمونات وخاصة الجنسية منها للحد من أضرار الحشرات فركزت الجهود لدراسة التركيب الكيماوية لعدد من الفرمونات في حشرات مختلفة وتم بطريقة التصنيع الحصول على مركبات شبيهة بالفرمونات المستخرجة من الحشرات أطلق عليها بالفرمونات المصنعه synthetic pheromones وقد نجحت بعض التطبيقات الحقلية باستخدام الفرمونات المصنعة للتقليل من أضرار بعض الحشرات كدودة جوز القطن القرنفلية وفراشة الفجر.
ويمكن استخدام الفرمونات الطبيعية والفرمونات المصنعة في مقاومة الحشرات بطريقتين :
• الطريقة غير المباشرة :
وذلك عن طريق استخدامها في تقدير نسبة الإصابة والكثافة السكانية والعددية في منطقة معينة.
ويمكن التعرف بواسطتها على الوقت الملائم لاستخدام المبيدات الكيماوية .
• الطريقة المباشرة :
يمكن استخدام لفرمونات في توجيه أفراد الآفات إلى مصائد تحوي على مواد سامة كذلك يمكن منع التقاء الجنسين وذلك برش الفرمون المصنع وبالتركيز المناسب في الحقول المراد حمايتها بحيث يغطي جو تلك المنطقة وعند ذلك يصعب على الذكور ايجاد المكان الذي توجد فيه الإناث . وتمسى هذه الطريقة بطريقة ارباك الذكور male confusion technique – والتي نجح استخدامها الحقلي في مقاومة دودة جوز القطن القرنفلية .
ومن الصعوبات التي تعترض مجال تطبيق هذه الطريقة أهمية توافر معلومات متكاملة عن الآفات المراد مقاومتها كتحديد وقت الظهور والكثافة العددية ومدى الطيران ومدى تكرار عملية التزاوج وكمية الفرمون اللازمة للتحضير .
وكذلك وجد أن الفرمونات المصنعة كانت قليلة الفاعلية مقارنة بالفرمونات الطبيعية ويمكن اعتبار هذه الطريقة متخصصة وذلك لعدم إمكان استخدام الفرمون المصنع لمقاومة أكثر من آفة واحدة وفي حالات نادرة عدد محدود من الآفات .
3- المقاومة بطريقة الهرمونات الحشرية : hormonal control
الهرمونات الحشرية يمكن أن تلعب دورا مهما في مقاومة الحشرات بسبب أهميتها في معظم العمليات الحيوية كالانسلاخ والتطور والتكاثر والسبات أو السكون الفسلجي diapauses ومن الحقائق المعروفة إن الحشرة لا يمكنها النمو بدون انسلاخ وذلك لصلابة الكيوتكل المغلقة لهيكلها الخارجي وان هناك نوعين من الهرمونات تتحكم في عملية الانسلاخ :
• هرمون الانسلاخ Ecodyson الذي يفرز من الغدد الصدرية prothoracic gland
• هرمون الشباب juvenile الذي يفرز من غدة صماء في الرأس تدعى corpora allatum.
إن الهرمون الأول يلعب دورا في هضم الكيوتكل القديم وفي تكوين الطبقة الجديدة
أما الهرمون الثاني فيلعب دورا في منع تحول الأطوار اليرقية إلى الأطوار البالغة . وفي نهاية الطور اليرقي يجب أن يتوقف إنتاج هرمون الشباب لتتحول اليرقة إلى عذراء وثم يبدءا انتاجة مرة أخرى عند وصول الحشرة للطور الكامل .حيث يلعب دورا مهما في نمو مبيض الحشرة وتكوين مادة المح.
وتصنع هذه الهومونات للإغراض التطبيقية عضويا وأطلق عليها بالهرمونات المصنعة ولقد وجد إن استخدام هذه الهرمونات المصنعة في معاملة الأطوار غير البالغة (الحورية – اليرقة – العذراء) أدى إلى تكوين مخلوق غريب يحمل صفات مختلطة ويموت بسرعة .
ووجد انه يمكن استخدام هذه الهرمونات في كسر السكون الفسلجي الذي تمر به بعض الحشرات بذلك تتعرض لظروف غير ملائمة تعمل على قتلها .
ما معاملة الحشرات الكاملة بهذه الهرمونات فنتج عنها عقم الحشرة بحيث لا يمكن للبيض الذي تضعه ن يتطور فيه الجنين ويبني العلماء في الوقت الحاضر آمال كبير على هرمون الشباب في مقاومة الحشرات .
ومن الصعوبات التي تواجه تطبيق هذه الطريقة عدم استجابة بعض الحشرات لفعل الهرمونات المصنعة من جهة ومن جهة أخرى الاختلافات في الاستجابة الأطوار اليرقية المختلفة يضاف لذلك كما إن تصنيع هذه الهرمونات مكلف .
4- الأسس الوراثية في مقاومة الآفات : genetic control
في السنوات الأخيرة وبعد اكتشف knipling إن عقم الحشرات بالإشعاع أو بالمواد الكيماوية يكمن أن يعتمد في مقاومة الآفات بداء التركيز على كثير من الأساليب الوراثية لاستخدامها في أغرض المقاومة .
بعض الأساليب الوراثية تساعد في تقليل من أضرار اللافات الحشرية عن طريق احدث طفرة وراثية غير ضارة بحياة الحشرة في المختبر والتي يمكنها العيش لفترة زمنية وقد تمكن العلماء من تقل بعض الصفات إلى حشرات الجيل الأول كصفة عدم القدرة على التشتية أو إنها تنقل طفرات شبة قاتلة semi lethal mutation أو نقل صفة عدم القدرة على الطيران أو صفة عدم القدرة على لصق البيض أو نقص في أجزاء الفم .
هناك الكثير من أساليب المقاومة الوراثية التي يتبعها العلماء (إضافة إلى طريقة عقم الذكور
(Male technique steril فهناك أسلوب عدم التوافق السايتوبلازمي cytoplasmic incompatibility الذي نجحت بعض تطبيقاته في مقاومة البعوض حيث وجد إن التزاوج بين سلالتين من البعوض مختلفتين جغرافيا ينتج عنه بيض غير مخصب ولا ينتج جنينا وذلك لعدم تجانس السايتوبلازم في الكميت الأنثوي والذكري للسلالتين المختلفتين وقد وجد الباحثون إن سبب عدم التوافق السايتوبلازمي قد يرجع إلى وجود ما يشبه الفيروسات في نسيج التكاثر للسلالات غير المتوافقة سايتوبلازميا بدليل أن استخدام المضادات الحيوية قد أدى إلى القضاء على الظاهرة عدم التوافق.
ولقد قامت منظمة الصحة العالمية WHO بتجربة واسعة في هذا المجال في بورما عن طريق إطلاق سلالة لذكور حشرة CULEX FATIGANS غير توافقه مع سلالة إحدى المناطق وقد نجحت العملية في إبادة الحشرة من المنطقة بعد فترة قصيرة .
وكذلك اظهر استخدام بعض الأساليب الوراثية الأخرى كأسلوب الهجين العقيم hybrid sterility وأسلوب طفرات شبة القاتلة semi lethal mutation وأسلوب التبادل الكروموسومي chromosomes translocation نجاحا مقبولا في مقاومة بعض أنواع البعوض في مناطق معينة من العالم .وقد اهتمت منظمة الصحة العالمية اهتمام كبير في الطريقة الوراثية في مقاومة البعوض الناقل للأمراض بعد أظهرت كثير من أنواعه مقاومه شديدة للمبيدات الكيماوية .
إن صعوبات تطبيق الأساليب الوراثية في لمقاومة تأتي من الحاجة إلى توفير إمكانيات ضخمه في مجال التربية وإحداث العقم الوراثي كما تتطلب خبرات فنية في البيئة والإشعاع الحيوي radiobiology
5- طريقة عقم الحشرات بالإشعاع أو المعقمات الكيماوية radiation and chemoster ilants control
تعتمد هذه الطريقة على استخدام الحشرات في إبادة نفسها وذلك عن طريق العقم الجنسي بواسطة الإشعاع radiation أو عن طريق مواد كيماوية يطلق عليها بالمعقمات الكيماوية chemosterilants ويعتبر knipling أول من اقترح فكرة المقاومة عن طريق إدخال ذكور عقيمة في مجموعة حشرية ولقد نجحت هذه الطريقة في إبادة الدودة اللولبية cochiomyia hominivorax في جزيرة معزولة تقع في الجنوب الشرقي من أمريكا .
ومن مميزات هذه الطريقة
هوان الذكور العقيمة لها القدرة على التكاثر بشكل طبيعي ومنافسة الذكور الطبيعية وبالتالي تقلل من فرص التكاثر .
وعلى هذا الأساس يجب إن لا تؤثر طريقة التعقيم بالإشعاع أو الكيمياويات على خاصية التزاوج mating behavior أو على طول فترة الحياة .
ولنجاح طريقة إطلاق الحشرات العقيمة يجب إن يتخذ من السيادة المطلقة للحشرات المعاملة على الحشرات الطبيعية أساسا لتقليل الأجيال إلى الحد الأدنى والقضاء على طريقة تكرار هذه العملية بمدد زمنية مدروسة وعلى هذا الأساس يجب توافر الإمكانيات الأزمة لتربية أعدا هائلة من الحشرات بالإضافة إلى استخدام المبيدات الكيماوية في البداية لتقليل من الكثافة العددية للآفة الحشرية قبل عملية إطلاق الحشرات العقيمة ومن متطلبات نجاح هذه الطريقة إن تكون المنطقة المراد مقاومة الآفة فيها معزولة وبخلافة سيكون تأثير الحشرات العقيمة قليل وذلك لدخول حشرات طبيعية إضافيا من المناطق الأخرى فتقلل من أهمية الحشرات العقيمة إما الاستخدام المباشر للإشعاع في مقاومة الحشرات خاصة حشرات المخازن يحتاج إلى تكاليف باهظة وخبرة عالية إما المعقمات الكيماوية لمعاملة الحشرات مباشرة في الحقل لم يسمح في استخدامها لحد الآن ذلك لخطورتها على الإنسان والحيوان والبيئة بشكل عام وبالرغم من توافر آلاف من الأبحاث العلمية في مجال عقم الحشرات بالاشعات أو بالكيماويات فان استخدامها عن طريق إطلاق الحشرات العقيمة لا يزال محدود ومقتصرا على المناطق المعزوله في العالم إما استخدامها المباشر فمقتصر على المساحات التجريبية الصغيرة لتجنب للمشاكل الكبيرة التي قد تنجم عنها
مها تفنن الإنسان في إيجاد الطرق الحديثة في مقاومة الآفات الزراعية فان القدرة العالية لتكيف والمقاومة التي تتميز بها الآفات الزراعية خاصة الحشرات قادرة على جعلها تدبير اعتيادي أو مختلف بعد حين وان المعركة بين الإنسان بالرغم من ذكائه و امكانياتة فالآفات الزراعية والحشرات بشكل خاص هي معركة متكافئة حيننا ومتوازنة حيننا ويختلف بها الإنسان في معظم الأحيان إن صبره وعناده في مقارعتها سوف يجعل من بعض طرقه جيدة ولو إلى حين أنها معركة مستمرة ما دام أن هناك إنسان وآفات زراعية على هذا الكوكب
منقووووووووووول للفائده
--------------------------------------------------------------------------------
لآفات الزراعية والإضرار التي تسببها
الفائدة الاقتصادية من استخدام المبيدات الكيماوية
النقاط التي يحب مراعاتها عند استخدام المبيدات في المكافحة
الطرق العامة في مقاومة الآفات
تمهيد :لقد بدأت أزمة الغذاء تتضح وتتفاقم وخاصة في البلدان العالم الثالث مما يهدد بحصول أزمة غذاء خطيرة إضافة إلى احتمال استغلال هذه الأزمة من قبل الدول المتقدمة في الضغوط السياسية.
وهذه لحقيقة تفرض على الأقطار النامية أن تجعل الاتجاه الطبيعي لسياستها الزراعية موجهة نحو معالجة العوامل التي نؤثر على زيادة الإنتاجية والقيمة الغذائية وفي مقدمتها تحسين الأصول النباتية والحيوانية وكذلك الحد من الإصابة بالحشرات والأمراض النباتية ونباتات الأدغال والآفات الأخرى. والتي يشكل ضررها 50% من الإنتاج الزراعي.
وبالرغم من الاستعمال الواسع للمبيدات الكيماوية المختلفة فان الخسائر التي تحدثها الآفات الزراعية في العالم ما تزال تزيد على ثلث الإنتاجية . وفي الوطن العربي يفقد حوالي 20% من قيمة المحاصيل نتيجة للإصابة بالآفات الزراعية قبل الحصاد ويضاف إليها نسبة فقد لا تقل عن 10% خلال تخزين الحاصل.
وفي الوقت الحاضر تعد طريقة مقاومة الآفات باستخدام المواد الكيماوية من أكفاء الطرق المستعملة لسرعة فعاليتها وسهولة تطبيقها ولإمكانية استخدامها ضد مختلف الآفات الزراعية.
إلا أن الإحصاءات في الدول المتقدمة تشير إلى أنها لم تقلل من الكميات المبيدات الكيماوية ونجد أن كثير من الدول النامية . و بضمنها أقطار الوطن العربي مازالت تعاني من نقص كثيرا في المواد الغذائية وان ما تستخدمه الآن من مبيدات لا يتناسب والمساحات الزراعية والمستغلة مما يدعو إلى مضاعفة كميات المبيدات المستخدمة في الزراعة إذا كانت هناك رغبة في المحافظة على نجاح الجهود المبذولة في التوسع الزراعي في الدول النامية وبخاصة التوسع العمودي.
أولا: الآفات الزراعية والأضرار التي تسببها
الآفات : pests
كائنات حيه اكتسبت عدم رضا شديد من قبل الإنسان لتأثيرها على غذائه ومسكنه وصحته .
وقد يعد الكائن آفة في منطقة من العالم نتيجة لمهاجمته محصولا اقتصاديا بينما لا يعد كذلك في منطقة أخرى لعدم إصابته ذلك المحصول أو إحداث نفس الضرر له أو لأنه يعيش على نباتات لا تستخدم من قبل الإنسان .
تعد شعبة مفصلية الأرجل (Arthropoda) التابعة للمملكة الحيوانية من اكبر الشعب التي تضم أعداد هائلة من الآفات حيث يشكل عدد أنواعها ما يقارب 75% من أنواع الحيوانات المعروفة ويصل عدد الأنواع التابعة لصنف الحشرات إلى قرابة المليون.
نصفها نباتي التغذية (Phytophagous)
علما بان كثير منها لا يجلب انتباه الإنسان لتغذيتها على نباتات برية غير مستغلة من قبل الإنسان وهناك ما يقارب (3000) نوع من الحشرات يمكن اعتبارها آفات اقتصادية في مناطق العالم المختلفة لاعتمادها على المحاصيل ذات قيمة للإنسان. ويقابله نفس هذا العدد من الآفات الفطرية ونباتات الأدغال والأضرار التي تسببها الفيروسات والبكتيريا والديدان الثعبانية والحلم والقوارض والطيور وتختلف بالحجم من منطقة إلى أخرى.
وتقدر حجم الخسارة التي تسببها الآفات المختلفة في العالم بحوالي ثمانين بليون دولار سنويا عدا المشاكل التي تسببها الآفات في مجال الصحة وخاصة في الدول النامية.
فمرض الملا ريا مثلا الذي تنقله أنثى البعوض (Anopheles spp.) يسب ما يقارب من (200)مليون حالة مرضية ومليوني حالة وفاة سنويا. إضافة للإمراض المهمة الأخرى التي تنقلها الحشرات كالطاعون والتيفوس والحمى الصفراء وغيرها.
وتسبب الأمراض النباتية كأمراض التفحم والأصداء فمثلا خسائر جسيمة لا تقل على الخسائر التي تسببها الحشرات وقد سببت بعض هذه الأمراض . كمرض اللفحة المتأخرة في البطاطا المسببة من قبل فطر (Phytophthora infestestans) – مجاعة في ايرلندا عام 1845م لقضائه على محصول البطاطا مما أدى إلى موت أكثر من مليون نسمه وهجرة مليون نسمة إلى الدول الأوروبية وأمريكا .
ولقد ساعدت مدنية الإنسان السائرة باتجاه التقدم إلى زيادة الأضرار الناجمة من الآفات الزراعية للأسباب التالية:
إن الزراعة الحديثة المتجانسة والمتضمنة زراعة محاصيل منتقاة على نطاق واسع وقد أوجدت امثل الظروف لنشوء وانتشار الآفات الحشرية وقللت بنفس الوقت من كفاءة الأعداء الحيوية وعن طريق إبعاد العوائل النباتية التي قد تحتاجها بعض أطوار الحشرات الطفيلية للتغذي على رحيق إزهارها أو لتكمله دورة حياتها.
إن التوسع العمودي (زراعة الحقل بمحاصيل مختلفة طوال أيام السنة) قد سهل على الآفات انتخاب العائل اللائم وان كثيرا من الآفات قد تأقلمت على النباتات المستخدمة من قبل الإنسان بعد إن كانت تتغذى على النباتات البرية المتوفرة.
من خلال تربية وتحسين النبات (Plant breeding) بغية الحصول على نبات جيد الكمية والنوعية. وبذلك استبعدت بعض الجينات المسئولة عن مقاومة الآفات التي حملها النبات عبر قرون طويلة.وزاد غيابها من حساسية النباتات للآفات المختلفة.
لقد قام الإنسان بنقل عدد من الآفات لزراعية من منطقة في العالم إلى مناطق أخرى لم تكن معروفه فيها (وذلك لنقله محصولا اقتصاديا مهما معه أو نقله مواد مصنوعة من ذلك المحصول ) . إن هذا قد أدى إلى زيادة أضرار الآفات في المنطقة الجديدة نتيجة غياب أعدائها في الطبيعة من طفيليات ومفترسات في الموطن الجديد.
ثانيا : الفائدة الاقتصادية من استخدام المبيدات الكيماوية
لقد ساهمت المبيدات الكيماوية مساهمة فعالة في زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية عن طريق وقايتها من الآفات المختلفة. وكذلك لعبت دورا متميزا في مجال الصحة العامة بالحد من الأمراض التي تنتقل للإنسان بواسطة الحشرات.
وقد أوضحت بعض الدراسات المعتمدة في أقطار مختلفة انه من الصعب الحصول على إنتاج اقتصادي دون استخدام المبيدات في العملية الإنتاجية .
فحاصل التفاح غير المعامل بالمبيدات في كاليفورنيا مثلا يصاب بنسبة 40 – 80 % بدودة ثمار التفاح وبنسبة 30 – 80 % بمرض جرب التفاح .
ففي دراستين أجريتا من وزارة الزراعة الأمريكية لفترات تراوحت بين 20 – 24 سنة وجد إن عدم استخدام المبيدات للوقاية من آفات القطن الحشرية والفطرية أدى إلى خفض الإنتاجية بنسبة 25 – 41% وأكدت بض الدراسات في الدول العربية (العراق) إنه لا يمكن إنتاج الذرة الصفراء دون استخدام المبيدات الكيماوية بسبب إصابتها بحفار ساق الذرة (Sessamia cretica) كما لا يمكن إنتاج الملفوف والقرنبيط (الزهرة) اقتصاديا دون مكافحة حشرة من الملفوف (Brevicoryne brassicae)
ولكن سهولة تطبيق المواد الكيماوية في المكافحة وسهولة الحصول عليها ونتائجها السريعة قد سببت إفراطا في استخدام المبيدات الكيماوية في الدول رافقه استخدام خاطئ لهذه المواد مما جعل الرأي العام في تلك البلدان بالحد من استخدامها. وانعكس ذلك وبشكل غير عقلاني على استخدام هذه المواد حتى في بعض الدول التي ما زالت تعاني من نقص كبير في المواد الغذائية وعلى الرغم من ذلك فان الإحصاءات تشير إلى أن الكميات المستخدمة من المواد الكيماوية في لمكافحة لم تقلل حتى في الدول المتقدمة التي تؤكد على الأضرار التي قد تنجم من استخدامها وفي مقدمتها مسألة التلوث البيئي .
في الحقيقة لا يمكن إهمال ما قدمته هذه المواد الكيماوية من فوئد كثيرة والتي منها ما يلي :
ساعدت على زيادة الكفاءة الإنتاجية لمختلف المحاصيل الزراعية عن طريق التلف الذي تسببه الآفات مما وفرة المنتجات الزراعية بأسعار مناسبة ففي أمريكا مثلا يصرف المستهلك من 20-25% من دخله على الغذاء في الوقت الحاضر في حين كان ما يصرفه يقدر 60% قبل 25 سنة .
إن عدم إمكانية الحاصل المصاب من قبل المزارعين (خاصة في الدول المتقدمة) ووجوب خلو المواد المسوقة من بقايا المبيدات والتي قد يكون لها تأثير على صحة المستهلك قد جعل المنتجين يستخدمون المكافحة الكيماوية بشكل مبرمج ودقيق كي تصبح محاصيلهم خالية من التلف أو التلوث.
لعبت المبيدات الكيماوية في حقل الصحة العامة دورا كبيرا في الحد من انتشار الحشرات الناقلة للأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان ومن الأمثلة الأولي الواضحة على ذلك التخلص من مرض التيفوس في النيبال عام 1943-1944م باستخدام مبيد (DDT) للقضاء على حشرة القمل الناقلة للمرض عن طريق تعفير الملابس و الأجسام بمساحيق التعفير الحاوية على المبيد . ويمكن القول أن معظم الأضرار التي قد تنجم عن استعمال المبيدات الكيماوية تنحصر في حالات الاستعمالات الخاطئة نتيجة إهمال تطبيق تعليمات الخاصة باستعمالها ففي حالات التسمم الشديد الوفيات تقتصر على الأطفال في المنازل نتيجة لحفظ المبيدات في أماكن تكون في متناول أيديهم وقد أوضحت بعض بيانات دائرة الخدمات الصحية الأمريكية أن 62% من حالات التسمم كانت لأطفال دون العاشرة من العمر نتيجة خزن هذه المواد داخل المنزل .
وهناك بعض الحالات التي يستخدم فيها المبيد على محصول لا ينصح باستخدامه علية مما يؤدي إلى تغير في طعم ونكهة المحصول ويقلل من القيمة التسويقية لها كاستخدام مبيد (BHC) الجامكسان على البطاطا أو استخدام المبيد على محصول يحرق أوراقه كاستخدام مركب (DDT) على المحاصيل القرعية وخاصة على البطيخ وأحيانا تستخدم مبيدات الأدغال(2,4-D)بدل من المبيد الحشري (DDT)مما يؤدي إلى قتل المحصول ويمكن القول إن جميع هذه الاستخدامات الخاطئة للمبيدات الكيماوية سببها الأعمال وقلة وعي العاملين في عملية المكافحة
ثالثا :النقاط التي يجب الإلمام بها عندة إجراء المكافحة الكيماوية
حيث أن المواد الكيماوية تدخل عند تطبيقها بصفه عنصر جديد في البيئة يؤثر على توازنها واستقرارها وقد يسبب تلفاهما لمكوناتها فان توخي الفائدة من تطبيقها يستلزم وعيا وثقافة علمية كبيرة وترتقي إلى المعرفة القلية بمكونات البيئة وأسس ارتباطها والحلقات التي يمكن إن يدخل السم بأقل ضرر منها وفي الوقت المحدد بدقة ليعطي أعلى فائدة بأقل ضرر مع تجاوز التأثيرات الجانبية أو الطويلة المخلة.
ولعدم توفر مثل هذا الوعي وهذه الثقافة فان معظم الدول النامية تعاني من مشكلة عدم التقيد بالتعليمات والإرشادات الخاصة باستخدام المبيدات إضافة إلى عدم توفر المعلومات الكاملة عن العوامل البيئية والحيوية التي تتحكم في زيادة أو خفض أعداد الآفات المختلف. إن تحقيق هذين العاملين سيزيد من كفاءة المكافحة ويقلل من ضررها ويمكن إن يستخدم المبيد بشكل أمين واقتصادي ويقلل من تاثيراتة الجانبية (Side effects)إذا اخدت النقاط الآتية بنظر الاعتبار :
تعين مستوى الضرر الاقتصادي للآفة (Economic injury level)
في كثير من الدول النامية تعامل مساحات شاسعة بالمبيدات الكيماوية قبل إجراء أي تقدير للضرر الذي يوجب المكافحة وذلك لجهل القائمين بالمكافحة بالأسس العامة لوقاية النبات واعتمادهم فقط على الجداول الزمنية في المكافحة بدلا من تقييم الضرر الاقتصادي الذي تسببه الآفة في كل موسم وان الاعتماد على الجداول فقط يسبب خسارة اقتصادية نتيجة استخدام كمية من المبيدات دون ما حاجة إحداث أضرار بيئية لادعي لها.
وكمبداء عام في وقاية النبات تسخدم المبيدات عندما تكون الكثافة العددية للآفة قد وصلت الحد الحرج للإصابة (Economic thresheld)الافي بعض الحالات الخاصة حيث تجرى المكافحة دون التقيد بهذه القاعدة كحالة الحشرات الناقلة لأمراض النباتية وبخاصة الأمراض الفيروسية التي تؤدي الى تلف سريع للمحصول.
ويمكن تشخيص ثلاث مستويات لكثافة الآفة وبخاصة بالنسبة للآفات الحشرية الموجودة دوما على المحصول خلال فصول السنة المختلفة فهناك أولا:
حالة التوازن (General equilibrium positon)
التي تكون عندها كثافة أعداد الآفة غير مسببة لأضرار اقتصادية ونتيجة ضبط هذه الكثافة طبيعيا من قبل أعدائها في الطبيعية من طفيليات ومفترسات.
والحالة الثانية عندما يكون الضرر ملموسا ولكنه غير اقتصادي ويسمى بالحد الحرج(Economic threshold) –
أما الحالة الثالثة فتكون عندما تتفوق الحشرة على ظروفها البيئية وتزداد أعدادها حتى تصل إلى الحد الحرج وتتعداه إلى المستوى الاقتصادي (Economic injury) وتستخدم المادة الكيماوية عادة في مكافحة الآفة عندما تصل الكثافة العدية إلى المستوى الحرج.
وفي كثير من الحالات قد لا توجد علاقة بين أعداد الآفة والضرر الذي تسببه للمحصول ففي المناخ البارد قد يكون وجود الآفة بأعداد كبيرة مقبولا على بعض المحاصيل لقلة نشاطها وعدم وقدرتها على إحداث ضرر اقتصادي و تؤثر بعض العوامل كوفرة السماد وطريقة الري والزراعة على مدى حساسية المحصول ولهذه قد يختلف تقييم الحد الحرج للضرر باختلاف المنطقة والوقت وعمر النبات والصنف وطريقة الزراعة.
وتتحمل بعض المحاصيل ضررا معقولا في أورقها وسيقانها وجذورها وثمارها دون أن يؤثر ذلك على إنتاجيتها.
فمثلا : تتحمل بعض أصناف الرز ذات الخلفات الغزيرة الإصابات المتوسطة بحفار ساق الرز وذلك لقابليتها على تعويض الخلفات المصابة بأخرى سليمة.
وقد تسبب بعض الحشرات كدودة جوز القطن الشوكية وحشرة اللايكس (Lygus) سقوط البراعم الزهرية لنبات القطن دون أن ينجم عن ذلك ضرر اقتصادي حيت أن لنبات القطن قدرة محدودة على إنتاج الجوز تعتمد على الظروف النمو المختلفة وان البراعم الزائدة عن تلك القدرة تسقط بوجود الآفة أو عدم وجودها.
أما إذا أدت الإصابة بالحشرة إلى تقليل عدد الجوز في النبات الواحد إلى اقل من حملة الطبيعي من الجوز فيمكن اعتبار ذلك ضررا وقد لا يكون مقبولا من الناحية الاقتصادية استخدام المبيدات الكيماوية في حالة المستويات الواطئة من الضرر الذي تسببه الحشرة ويعتمد قرار إجراء المكافحة على قيمة المحصول التسويقية ومدى كفاءة المكافحة في زيادة المحصول ورفع المردود الاقتصادي للمزارع.
و لا يمكن حساب كلفة المكافحة بالطرق الرياضية البسيطة بجمع تكاليف المبيد مع تكاليف الاجور.
ففي حالة إنتاج القطن مثلا قد يبدءا المزارع بمكافحة حشرة الثربس والمن في بداية الموسم ويلحقها بمكافحات أخرى للتخلص من ديدان الجوز والعنكبوت الأحمر قرب نضج النبات وفي هذه الحالة يجب أن تؤخذ المكافحات اللاحقة بنظر الاعتبار عند تقييم المكافحة الأولية ويلعب سعر المحصول في الأسواق دورا مهما في عملية المكافحة بالكيماويات فمثلا لا يكن مكافحة الحشرات التي تصيب محصول اللفت حتى لو بلغت الأضرار التي تسببها مستوي الضرر الاقتصادي بسبب تكاليف النقل إضافة إلى انخفاض مرددوه الاقتصادي للمزارع.
ومن الواجب عند إجراء المكافحة الأخذ بنظر الاعتبار وجود أعداد قليلة من الآفة كغذاء كاف للأعداء الطبيعية طفيليات ومفترسات (Entomphagous insects) كما لا يجب ألا يغيب عن الذهن عدم المبالغة في استخدام المكافحة لان إبادة الآفة الحشرية أمر يصعب تحقيقه ويعتبر من الناحية الثانية خطاء بيئيا كبيرا لما تسببه هذه المحاولة من أضرار فادحة بالأوجه الايجابية في الطبيعية وما تسببه من تلوث بيئي وتلك الأحياء مفيدة وأوجه بيئة مهمة أو قد يكون غياب هذه الآفة فرصا لتعويضها بأخرى اشد خطرا على هذا المحصول أو محاصيل أخرى مهمة . وعلية فان الهدف الأول من المكافحة يكون في معظم الحالات معالجة الكثافة العددية للآفة بحيث يمكن تجنب ضررها الاقتصادي
استخدام المبيدات المتخصصة : Selective pesticidesإن معظم المبيدات الكيماوية المتوفرة في الوقت الحاضر ذات مدى سمي واسع ويسبب استخدامها إخلالا في التوازن البيئي حيث تتأثر معظم الكائنات الموجودة في منطقة المكافحة أما الاختلافات في سمية مواد المكافحة للإحياء فسببها اختلاف الأحياء في امتصاص المركب وطريقة تمثيلة (Metabolism) وإمكانية التخلص منه وطرحه خارج الجسم أو خزنه في الأنسجة القليلة الحيوية كالأنسجة الدهنية وغيرها. وقد يكون سبب التفاوت سمية مواد المكافحة بسبب الاختلاف في حساسية المادة الحيوية المتأثرة بالمبيد site of action وتعتمد عملية التخلص السمي لمبيد معين ضد نوع أو مجموعة من الكائنات الحية على تركيبة الكيماوي بالدرجة الرئيسية وكذلك على الجرعات المستخدمة منه وطريقة ووقتت معاملته.
وهذه الحقيقة تضع المختصين في مجال التصنيع العضوي وكيمياء التصنيع الحيوي امام مسؤولياتهم في ايجاد وتطوير مواد كيماوية متخصصة من المبيدات والهرمونات والفرمونات pheromones والمواد الطاردة ومانعات التغذية والمعقمات الكيماوية وغيرها من مواد المكافحة.
كما تقع مسؤولية إيجاد انسب التركيز والمواعيد وطرق المعاملة وعلى المختصين بوقاية النبات كي يمكن التخلص من الآفة مع التقليل تأثير المادة الكيماوية على الأحياء الأخرى قدر الإمكان ويمكن تقسيم موضوع التخلص السمي للمبيدات الكيماوية إلى شقين:
تخصص المبيد ضد مجموعة من الكائنات group selectivity
إن فرق السمية للمبيد الكيماوية الحشري مثلا كبير بين الحشرات واللبائن نتيجة للاختلافات الفسيولوجية والحيوية الكبيرة بين هاتين المجموعتين من الكائنات الحية .
فمثلا سمية DDT للحشرات اختلافا كبيرا عنها في اللبائن عند معاملة عن طريق الفم أو عن طريق الجلد (مقاومه على أساس الجرعة المتوسطة للموت LD50) وتختلف المبيدات ذات السمية الواطئة للبائن عند القيام بمكافحة الآفة الحشرية وذلك تجنبا لوقوع حالات تسمم خاصة في المناطق التي لا تراعى فيها تعليمات الخاصة باستعمال المبيدات العضوية الفسفورية ذات الكفاءة العالية في قتل الحشرة ولكن يجب إن يفضل استخدام اقل المواد سمية للإنسان والحيوان على أساس الجرعة المتوسطة للموت .
تخصص لمبيد ضد أنواع تابعة لمجموعة واحده Species selectivity
يفضل المختصون في علم الحشرات وفي علم السموم إيجاد مبيدات كيماوية تؤثر على أنواع تابعة لنفس المجموعة دون التأثير على الأنواع الأخرى كإيجاد مبيدات متخصصة ضد الجراد وأخرى ضد الخنافس وهكذا وذلك كي تقضي على الآفة بكفاءة عالية أو تقضي عليها دون أعدائها
ولكنه يصعب تحقيق ذلك نتيجة للتشابه الكبير في العمليات الفسلجية والحيوية للأنواع ضمن المجموعة الواحدة أو في المجاميع المتقاربة ويمكن تقليل تأثير المبيدات على بعض الأنواع على أساس التخصص البيئي Ecological selectivity كالمبيدات الحشرية الجهازية التي تمتص من قبل النبات وتنتقل إلى مختلف أجزائه في العصارة النبات حيث تؤثر على الحشرات التي تتغذى على النبات خاصة الماصة للعصارة دون التأثير على الأعداء الطبيعية من الطفيليات ومفترسات خاصة إذا ما طبقت بطريقة لا تعرض الأعداء الطبيعية لتأثيرها المباشر contact action كما في حالة معاملة البذور أو استخدامها عن طريق ماء الري وغيرها .
وفي حالة رشها على النبات فإنها تحمي النموات الحديثة من الإصابة بالحشرة لفترة طويلة وهذا يقلل من عدد المعاملات الكيماوية وبالتالي يقلل من تعرض الحشرات النافعة للمبيد مقارنة بالمبيدات غير الجهازية.
اختيار الظروف المثلى لا ستخدام المبيد الكيماوي وتطبيق التعليمات الخاصة بالاستعمال.
للحصول على نتائج مرضية ولتقليل الأضرار التي قد تنجم عن استخدام المبيد الكيماوي تدرس ظروف المنطقة التي سيستخدم فيها بشكل واف ويعين الوقت الملائم للمكافحة مع التقيد باستخدام الجرعات والمستحضرات المثلى.
رابعا : الطرق العامة لمقاومة الآفات
لقد فرضت عملية تزايد السكان والحاجة المتزايدة إلى الغذاء بشكل خاص على الإنسان اتخاذ الوسائل التطبيقية المبدعة في مقاومة الآفات Applied control بعد إن كان معتمدا على المقاومة الطبيعية natural control بعواملها المختلفة من مفترسات وطفيليات ومسببات مرضية وظروف مناخية وعوامل طبوغرافية والتي تلعب دورا مهما في الحد من انتشار الآفات المختلفة ضمن التوازن الحيوي للوحدات البيئية .
تاريخ مقاومة الآفات :
التاريخ يشير إلى أن العرب استخدموا مبدءا المقاومة الحيوية قبل عام 1775م حين لجاوا البدو إلى إدخال مستعمرات من النمل المفترس من المناطق الجبلية للحد من أعداد النمل المتوطن الذي ينتشر على النخيل في اقطار الوطن العربي .
عرف الإنسان قيمة نبات البايرثرم (pyrethrum) لمكافحة الحشرات منذ 1800م
استخدمت المبيدات اللاعضوية كأخضر باريس في عام 1860م
يمكن تقسيم طرق المقاومة التطبيقية للآفات بصورة عامة إلى قسمين هما:
أولا: الطرق التقليدية في مقاومة الآفات :
وتشمل على الطريقة الكيماوية باستخدام المبيدات وطريقة المقاومة الحيوية والمقاومة الزراعية والمقاومة الميكانيكية والفيزياوية .
ولقد استخدمت هذه الطرق من قبل الإنسان منذ فترة طويلة بشكل منفرد أو بتطبيق نوعين أو أكثر من هذه الطرق لمقاومة آفة واحده وضمن برنامج منسق يدعي المقاومة المتكاملة integrated control في ما يلي شرح موجز عن كل طريقة متضمنا أهم خواصها الايجابية والسلبية :
1- المكافحة بالمواد الكيماوية :
يعرف مبيد الآفات: pesticide
بأنه مادة أو خليط من المواد الكيماوية تستخدم لقتل الآفات بغية لتقليل من الأضرار الاقتصادية التي تسببها الحشرات والفطريات ونباتات الأدغال والديدان الثعبانية وغيرها من الكائنات أثناء الزراعة والنقل أو الخزن أو البيع للمحاصيل الزراعية المختلفة كذلك قد يستخدم لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض المختلفة للإنسان والحيوان والنبات.
وعلى أساس نوع الكائن يمكن تقسيم مبيدات الآفات إلى الأقسام التالية :
مبيدات الحشرات insecticides كالسيفن والملاثيون
مبيدات الفطريات fungicides كالدايثين والبنليت
مبيدات الادغال herbicides كالدالبون والاكروسان
مبيدات القوارض rodenticides كفوسفيد الزنك والورافارين
مبيدات الحلم والعناكب acaricides كالكلثين والتديون
مبيدات الديدان الثعبانية nematocides كالنيماكون
مبيدات البكتيريا bectericides كالستريبتومايسين
مبيدات لطحالب algicides كهايبوكلورات الكالسيوم
مبيدات الطيور avicides كمادة افيترول
مبيدات الاسماك pescicides كمادة نيكلوساميد
مبيدات القواقع molluscicides كميتالدهايد الصوديوم
وفي الوقت الحاضر يمكن اعتبار الطريقة الكيماوية باستخدام المبيدات من أكفاء الطرق وأكثرها تقبلا وذلك لسرعة تأثيرها وسهولة تطبيقها وإمكانية استخدامها للتخلص من مختلف الآفات
2- الطريقة الحيوية في مقاومة الآفات : biological control يرجع تاريخ أول استخدام ناجح للأعداء الطبيعية لمقاومة الحشرات بعد استعمال العرب للنمل المفترس إلى سنة 1888م عندما استوردت خنفساء الفيداليا من استراليا إلى أمريكا للتقليل من الأضرار الكبيرة التي يسببها البق الدقيقي الاسترالي على الحمضيات في ولاية كاليفورنيا .
وتتميز هذه الطريقة عن غيرها من الطرق بأنها أمنة ودائمة واقتصادية وتهم كثير من الدول بتطبيق هذه الطريقة عن طريق توفير الظروف الملائمة للمفترسات والطفيليات المتخصصة وذات الكفاءة العالية في الحد من انتشار الآفة وكذلك عن طريق استيراد هذه الحشرات من موطنها الأصلي وإيجاد الطرق الملائمة لتربيتها وإكثارها ونشرها في الحقول المصابة .
ولا بد من الاعتراف بان مدنية الإنسان السائرة باتجاه التقدم قد قللت من كفاءة الأعداء الحيوية.
وذلك عن طريق إبعاده العوائل النباتية الثانوية والأدغال التي قد تحتاجها بعض أطوار الحشرات الطفيلية للتغذي على الرحيق إزهارها أو لتكملة دورة حياتها على الحشرات التي تصيبها نتيجة لاعتماد الزراعة الأحادية بانتقاء محصول معين وزراعته على نطاق واسع .
إن الدراسات الحديثة تؤكد الآن على الإبقاء على بعض الأدغال المهمة وإبقائها في الحقل وعلى حواف السواقي لتكون أزهارها غذائها لبالغات المتطفلات المهمة على الحشرات الاقتصادية .
وهكذا أصبح من الصعب الاعتماد عليها في مقاومة الحشرات الضارة بفاعلية وكذلك لعبت المبيدات في إخلال التوازن البيئي وذلك بتقليل كثافة الأعداء الطبيعية للآفات المختلفة وبخاصة في المناطق التي تستخدم المبيدات بشكل مفرط أو غير عملي .
بالرغم من توافر الأعداء الطبيعة من الطفيليات والمفترسات لكثير من الحشرات الاقتصادية فلا يمكن الاعتماد على هذه لطريقة بصوره كاملة لحماية المحصول وذلك لعدم توافر الظروف الملائمة التي تحتاجها الحشرة النافعة لتحقيق مبدءا السيادة على الحشرة الضارة .ولهذا السبب تستخدم الأعداء الطبيعية الكفوءة من بعض المبيدات المتخصصة . في برنامج منسق ومتكامل للحد من الآفة الحشرية .
وقد استخدم الطفيلي aphelimus meli للحد من انتشار حشرة المن القطني في بعض مناطق زراعة التفاح .
3- طريقة المقاومة الزراعية : culture control
يمكن استخدام الطرق الزراعية المختلفة وسيلة فعالة للحد من انتشار بعض الحشرات والأمراض النباتية .
حيث قد تساعد هذه الطريقة برامج المقاومة المتكاملة فبواسطة بعض العمليات الزراعية يمكن توفير الظروف الملائمة لنمو النبات مع تقليل ملاءمتها اللافة .
ومن هذه الطرق إتباع الدورة الزراعية والتسميد وموعد الزراعة والتخلص من الأدغال ومخلفات المحاصيل واستعمال بعض النباتات الحساسة كمصائد وزراعة الأصناف المقاومة .
فالتسميد مثلا قد يزيد أو يقلل من الإصابة بالحشرات حيث وجد إن تسميد القطن بالأسمدة النير وجينية يكسب الأوراق القوام الغض الذي تفضله الحشرات .
بينما وجد أن التسميد بالفوسفات يزيد من حموضة عصارة النبات ويقلل من تقبل الحشرة له .
وكذلك وجد إن الأسمدة البوتاسية قللت بشكل ملحوظ من الإصابة بحفار ساق الذرة sesamia cretica لان هذه الأسمدة تؤدي إلى تصلب جدران خلايا النبات وقد تمنع اليرقة من الدخول إلى الساق.
ولبعض الآفات الحشرية يمكن الاستفادة من موعد الزراعة للتخلص أو التقليل من الإصابة فالزراعة المبكرة للقطن تساعد على سرعة نمو الباردات بحيث يجعلها تتحمل الإصابة بحشرة ثربس القطن وبنفس الوقت تساعد على نضجه في وقت قد يخلصه من الإصابة الشديدة بديدان الجوز المختلفة.
ووجد إن تنظيف الحقل من نباتات الأدغال أو من بقايا المحصول السابق تقلل بشكل ملحوظ كثير من الآفات لكونها مخباء أو مشتى للعديد من الآفات .
في حالة الأمراض النباتية وتعد عملية استنباط واستخدام الأصناف المقاومة من الطرق المهمة لمقاومة الآفات بصورة عامة والتقليل من أضرار الأمراض النباتية بصورة خاصة.
ومن الملاحظ أن النباتات البرية تنجو من الإصابة الشديدة بالحشرات أو الأمراض النباتية مقارنة بالنباتات المنتخبة من قبل الإنسان وقد يعود السبب إلى أن الإنسان ومن خلال تربية النبات للحصول على الأصناف الجيدة استبعد بعض الجينات المهمة والتي اكتسبها النبات عبر قرون طويلة.
وفي حالة الحشرات التي تختلف في تفضيلها للعوائل النباتية يمكن استخدام طريقة المصائد النباتية وذلك بزراعتها العائل النباتي المفضل حول حواف الحقل لكي تنجذب آلية الحشرات وتنصرف عن المحصول الرئيسي ويجب مكافحة الحشرة كيماويا على نباتات المصيدة حتى لا تكمل دورة حياتها وتكون مصدرا لإصابة المحصول الرئيسي .
ومن الأمثلة على ذلك زراعة نباتات الذرة مع قصب السكر للتقليل من إصابة نباتات القصب بحفارات السيقان .
إن الطرق الزراعية يجب إن تستخدم في المكان والزمان المناسبين للحد من لضرار الآفات وبخاصة إذا كانت لا تتعارض أو تؤثر على العوامل الأخرى المحددة لإنتاج المحصول .
4- الطرق الميكانيكية والفيزياوية في مقاومة الآفات: mechsnicsl and physical control
تعتبر من الطرق البسيطة في مقاومة الآفات كاستخدام الآلات في سحق الحشرات أو بقايا المحصول أو استخدام الموجات فوق الصوتية ultrasonic والموجات الكهرومغناطيسية electromagnetic للتخلص من الحشرات في الحقل .
كذلك تشمل على استخدام درجات الحرارة المرتفعة والواطئة للحد من الإصابات الحشرية في المخازن وتعد هذه الطريقة مكلفا وغير فعال في حالة الإصابة الشديدة . ومن الطرق المتبعة في بعض الدول والتي تتوافر فيها الأيدي العاملة هي جمع الحشرات باليد للتقليل من أضرارها ويمكن التخلص من حشرات المخازن عن طريق رفع درجات الحرارة في المخزن ويكمن التخلص من بعض الحشرات الثاقبة للأخشاب بتغطيس الخشب بماء ساخن على 80 مئوي لمدة ست ساعات وفي الوقت الحاضر أظهرت بعض التجارب إمكانية استخدام الموجات فوق الصوتية في التقليل الإصابة ببعض الآفات الحشرية على مستوى الحقل وقد وجد أن استخدام هذه الموجات بذبذبات تتراوح بين 20-50 سيكل/ثانية في حقول الذرة الصفراء أدى إلى انخفاض نسبة الإصابة بحفار ساق الذرة بنسبة 50% وفي حقول الملفوف قللت الإصابة بفراشة الملفوف بنسبة تراوحت ما بين 40-70% عند استخدام هذه الموجات الصوتية وقد اكتشف أن هذه الذبذبات تخيف الحشرات لأنها تشبه ذبذبات التي يطلقها أعداء الحشرات كالخفاش.
ثانيا : الطرق العصرية في مقاومة الآفات:
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية محاولة في إيجاد طرق بديلة لاستخدام المبيدات الكيماوية إيمانا منها بان استخدام المبيدات لا يمكن أن يكون نهاية المطاف في وقاية النبات وقد ساعدها في ذلك إمكاناتها الفنية والمادية الضخمة وتوافر المعلومات العلمية الكافية عندها عن مختلف الآفات .
ومن الطرق العصرية في مقاومة الآفات المقاومة الجرثومية وطريقة المعقمات الكيماوية و الفرمونات الحشرية والمقاومة الوراثية وغيرها وقد حاولت بعض الدول النامية إن تحذو حذو الدول المتقدمة ولكنها اصطدمت بحقيقة عدم التمكن حاليا من توفر المعلومات الكاملة عن العوامل البيئية والحيوية التي تتعلق بزيادة أو نقصان أعداد الآفات بسبب تخلف أجهزة البحث العلمي فيها .
إن معظم هذه الطرق الحديثة ما تزال في طور البحث العلمي وقليل منها قد خرج حيز التطبيق ويمكن اعتبارها طرقا متخصصة ومتقدمة في مقاومة الآفات وذلك لان بعضها قد يكون ناجحا لمقاومة آفة معينة وغير ناجح في مقاومة آفة أخرى كما يتطلب الجانب التطبيقي لكثير من هذه الطرق استخدام المبيدات الكيماوية لتقليل أعداد الآفة بشكل يناسب ونجاح الطريقة كما في حالة استعمال الإشعاع والمعقمات الكيماوية والبعض الأخر من هذه الطرق يستخدم كوسيلة لتوجيه أفراد الآفة إلى المكان الذي وجد فيه المبيد الكيماوي لقتلها كما في حالة استعمال طريقة المواد الكيماوية الجاذبة والفرمونات الحشرية ولهذا يمكن أن نطبق على كثير منى تطبيقات الطرق العصرية بالمقاومة المتكاملة بسبب استخدام أكثر من طريقة واحدة لمهاجمة آفة معينة .
ومن أهم الطرق العصرية في مقاومة الآفات :
1- المقاومة الجرثومية microbial control ويقصد بالمقاومة الجرثومية استخدام الأحياء الدقيقة كالفيروسات والبكتيريا والفطريات والحيوانات الابتدائية والديدان الثعبانية للتقليل من أضرار الآفات الحشرية .
وقد نجحت بعض تطبيقاتها الحقلية نجاحا لا يقل عن كفاءة المبيد الكيماوي وخاصة في مقاومة كثير من الأنواع الحشرية التابعة لرتبتي حرشفية الأجنحة lepidotrera وغمديه الأجنحة coleoptera ويعتمد الباحثون في هذا المجال على تحضير مبيد ات حيوية تستخدم على النبات كما يستخدم المبيد الكيماوي ومنها مستحضر لبكتيريا bacillus thuringiensis الذي يقضي على يرقات الحشرات بعد 24 ساعة من تعرضها له.
وكذلك وجد الكثير من الفيروسات من نوع granulosis و polyhedrosis يمكن أن يستخدم في مقاومة الحشرات كمقاومة دودة عرا نيس الذرة ويرقات فراشة الملفوف وغيرها وتسبب هذه الفيروسات موت اليرقات بعد 4-12 يوما من تعرضها للنباتات المعامل هبها وبسبب التخصص العالي لهذه الكائنات المرضية وعدم استجابة جميع الحشرات التي تصيب المحصول الواحد للإصابة بها فقد اضطر المعالجون الى خلط المبيدات الكيماوية مع المبيدات الحيوية لوقاية النبات بصوره عامه .
وقد أثبتت تجارب الباحثين على إن المستحضرات البكتيرية متوافقة مع المبيدات الكيماوية
رغم نجاح كثير من تطبيقات المقاومة الجرثومية في الحد من ضرر بعض الآفات إلا أن انتشارها في مقاومة الآفات مازال دون المستوى الطم وذلك لصعبة إيجاد الكائنات المرضية الفعالة لكل حشرة اقتصادية كما يتطلب استخدامها مستلزمات بيئية معينة بدرجات حرارة ورطوبة مناسبة وفقد يكون استخدامها ناجحا في الشتاء لتوفر الرطوبة الكافية وغير ناجح في الصيف لعدم توفرها .
2- طريقة الفرمونات الحشرية pheromonal control :
الفرمونات هي مواد كيماوية طيارة تعمل كهرمونات خارجية تطرح إلى المحيط الخارجي من احد الجنسي الحشرة لتحفز الجنس الأخر عند تسلمها للامتثال إلى تصرف معين.
وتلعب الفرمونات دورا في تنظيم سلوك الأفراد في الحشرات الاجتماعية كالنحل وتساعد على التقاء الجنسين لغرض التزاوج في معظم الحشرات .
وهناك ما يطلق من الفرمونات من جنس واحد ولكنها تسبب تجمع افراد النوع الواحد من الجنسين وتسمى بفرمونات التجمع aggregation pheromones ومنها ما يطلق من احد الجنسين لغرض جلب الجنس الأخر للتزاوج وتسمى بالفرمونات الجنسية sex pheromones
وقد بداء المختصون بالتفكير باستخدام الفرمونات وخاصة الجنسية منها للحد من أضرار الحشرات فركزت الجهود لدراسة التركيب الكيماوية لعدد من الفرمونات في حشرات مختلفة وتم بطريقة التصنيع الحصول على مركبات شبيهة بالفرمونات المستخرجة من الحشرات أطلق عليها بالفرمونات المصنعه synthetic pheromones وقد نجحت بعض التطبيقات الحقلية باستخدام الفرمونات المصنعة للتقليل من أضرار بعض الحشرات كدودة جوز القطن القرنفلية وفراشة الفجر.
ويمكن استخدام الفرمونات الطبيعية والفرمونات المصنعة في مقاومة الحشرات بطريقتين :
• الطريقة غير المباشرة :
وذلك عن طريق استخدامها في تقدير نسبة الإصابة والكثافة السكانية والعددية في منطقة معينة.
ويمكن التعرف بواسطتها على الوقت الملائم لاستخدام المبيدات الكيماوية .
• الطريقة المباشرة :
يمكن استخدام لفرمونات في توجيه أفراد الآفات إلى مصائد تحوي على مواد سامة كذلك يمكن منع التقاء الجنسين وذلك برش الفرمون المصنع وبالتركيز المناسب في الحقول المراد حمايتها بحيث يغطي جو تلك المنطقة وعند ذلك يصعب على الذكور ايجاد المكان الذي توجد فيه الإناث . وتمسى هذه الطريقة بطريقة ارباك الذكور male confusion technique – والتي نجح استخدامها الحقلي في مقاومة دودة جوز القطن القرنفلية .
ومن الصعوبات التي تعترض مجال تطبيق هذه الطريقة أهمية توافر معلومات متكاملة عن الآفات المراد مقاومتها كتحديد وقت الظهور والكثافة العددية ومدى الطيران ومدى تكرار عملية التزاوج وكمية الفرمون اللازمة للتحضير .
وكذلك وجد أن الفرمونات المصنعة كانت قليلة الفاعلية مقارنة بالفرمونات الطبيعية ويمكن اعتبار هذه الطريقة متخصصة وذلك لعدم إمكان استخدام الفرمون المصنع لمقاومة أكثر من آفة واحدة وفي حالات نادرة عدد محدود من الآفات .
3- المقاومة بطريقة الهرمونات الحشرية : hormonal control
الهرمونات الحشرية يمكن أن تلعب دورا مهما في مقاومة الحشرات بسبب أهميتها في معظم العمليات الحيوية كالانسلاخ والتطور والتكاثر والسبات أو السكون الفسلجي diapauses ومن الحقائق المعروفة إن الحشرة لا يمكنها النمو بدون انسلاخ وذلك لصلابة الكيوتكل المغلقة لهيكلها الخارجي وان هناك نوعين من الهرمونات تتحكم في عملية الانسلاخ :
• هرمون الانسلاخ Ecodyson الذي يفرز من الغدد الصدرية prothoracic gland
• هرمون الشباب juvenile الذي يفرز من غدة صماء في الرأس تدعى corpora allatum.
إن الهرمون الأول يلعب دورا في هضم الكيوتكل القديم وفي تكوين الطبقة الجديدة
أما الهرمون الثاني فيلعب دورا في منع تحول الأطوار اليرقية إلى الأطوار البالغة . وفي نهاية الطور اليرقي يجب أن يتوقف إنتاج هرمون الشباب لتتحول اليرقة إلى عذراء وثم يبدءا انتاجة مرة أخرى عند وصول الحشرة للطور الكامل .حيث يلعب دورا مهما في نمو مبيض الحشرة وتكوين مادة المح.
وتصنع هذه الهومونات للإغراض التطبيقية عضويا وأطلق عليها بالهرمونات المصنعة ولقد وجد إن استخدام هذه الهرمونات المصنعة في معاملة الأطوار غير البالغة (الحورية – اليرقة – العذراء) أدى إلى تكوين مخلوق غريب يحمل صفات مختلطة ويموت بسرعة .
ووجد انه يمكن استخدام هذه الهرمونات في كسر السكون الفسلجي الذي تمر به بعض الحشرات بذلك تتعرض لظروف غير ملائمة تعمل على قتلها .
ما معاملة الحشرات الكاملة بهذه الهرمونات فنتج عنها عقم الحشرة بحيث لا يمكن للبيض الذي تضعه ن يتطور فيه الجنين ويبني العلماء في الوقت الحاضر آمال كبير على هرمون الشباب في مقاومة الحشرات .
ومن الصعوبات التي تواجه تطبيق هذه الطريقة عدم استجابة بعض الحشرات لفعل الهرمونات المصنعة من جهة ومن جهة أخرى الاختلافات في الاستجابة الأطوار اليرقية المختلفة يضاف لذلك كما إن تصنيع هذه الهرمونات مكلف .
4- الأسس الوراثية في مقاومة الآفات : genetic control
في السنوات الأخيرة وبعد اكتشف knipling إن عقم الحشرات بالإشعاع أو بالمواد الكيماوية يكمن أن يعتمد في مقاومة الآفات بداء التركيز على كثير من الأساليب الوراثية لاستخدامها في أغرض المقاومة .
بعض الأساليب الوراثية تساعد في تقليل من أضرار اللافات الحشرية عن طريق احدث طفرة وراثية غير ضارة بحياة الحشرة في المختبر والتي يمكنها العيش لفترة زمنية وقد تمكن العلماء من تقل بعض الصفات إلى حشرات الجيل الأول كصفة عدم القدرة على التشتية أو إنها تنقل طفرات شبة قاتلة semi lethal mutation أو نقل صفة عدم القدرة على الطيران أو صفة عدم القدرة على لصق البيض أو نقص في أجزاء الفم .
هناك الكثير من أساليب المقاومة الوراثية التي يتبعها العلماء (إضافة إلى طريقة عقم الذكور
(Male technique steril فهناك أسلوب عدم التوافق السايتوبلازمي cytoplasmic incompatibility الذي نجحت بعض تطبيقاته في مقاومة البعوض حيث وجد إن التزاوج بين سلالتين من البعوض مختلفتين جغرافيا ينتج عنه بيض غير مخصب ولا ينتج جنينا وذلك لعدم تجانس السايتوبلازم في الكميت الأنثوي والذكري للسلالتين المختلفتين وقد وجد الباحثون إن سبب عدم التوافق السايتوبلازمي قد يرجع إلى وجود ما يشبه الفيروسات في نسيج التكاثر للسلالات غير المتوافقة سايتوبلازميا بدليل أن استخدام المضادات الحيوية قد أدى إلى القضاء على الظاهرة عدم التوافق.
ولقد قامت منظمة الصحة العالمية WHO بتجربة واسعة في هذا المجال في بورما عن طريق إطلاق سلالة لذكور حشرة CULEX FATIGANS غير توافقه مع سلالة إحدى المناطق وقد نجحت العملية في إبادة الحشرة من المنطقة بعد فترة قصيرة .
وكذلك اظهر استخدام بعض الأساليب الوراثية الأخرى كأسلوب الهجين العقيم hybrid sterility وأسلوب طفرات شبة القاتلة semi lethal mutation وأسلوب التبادل الكروموسومي chromosomes translocation نجاحا مقبولا في مقاومة بعض أنواع البعوض في مناطق معينة من العالم .وقد اهتمت منظمة الصحة العالمية اهتمام كبير في الطريقة الوراثية في مقاومة البعوض الناقل للأمراض بعد أظهرت كثير من أنواعه مقاومه شديدة للمبيدات الكيماوية .
إن صعوبات تطبيق الأساليب الوراثية في لمقاومة تأتي من الحاجة إلى توفير إمكانيات ضخمه في مجال التربية وإحداث العقم الوراثي كما تتطلب خبرات فنية في البيئة والإشعاع الحيوي radiobiology
5- طريقة عقم الحشرات بالإشعاع أو المعقمات الكيماوية radiation and chemoster ilants control
تعتمد هذه الطريقة على استخدام الحشرات في إبادة نفسها وذلك عن طريق العقم الجنسي بواسطة الإشعاع radiation أو عن طريق مواد كيماوية يطلق عليها بالمعقمات الكيماوية chemosterilants ويعتبر knipling أول من اقترح فكرة المقاومة عن طريق إدخال ذكور عقيمة في مجموعة حشرية ولقد نجحت هذه الطريقة في إبادة الدودة اللولبية cochiomyia hominivorax في جزيرة معزولة تقع في الجنوب الشرقي من أمريكا .
ومن مميزات هذه الطريقة
هوان الذكور العقيمة لها القدرة على التكاثر بشكل طبيعي ومنافسة الذكور الطبيعية وبالتالي تقلل من فرص التكاثر .
وعلى هذا الأساس يجب إن لا تؤثر طريقة التعقيم بالإشعاع أو الكيمياويات على خاصية التزاوج mating behavior أو على طول فترة الحياة .
ولنجاح طريقة إطلاق الحشرات العقيمة يجب إن يتخذ من السيادة المطلقة للحشرات المعاملة على الحشرات الطبيعية أساسا لتقليل الأجيال إلى الحد الأدنى والقضاء على طريقة تكرار هذه العملية بمدد زمنية مدروسة وعلى هذا الأساس يجب توافر الإمكانيات الأزمة لتربية أعدا هائلة من الحشرات بالإضافة إلى استخدام المبيدات الكيماوية في البداية لتقليل من الكثافة العددية للآفة الحشرية قبل عملية إطلاق الحشرات العقيمة ومن متطلبات نجاح هذه الطريقة إن تكون المنطقة المراد مقاومة الآفة فيها معزولة وبخلافة سيكون تأثير الحشرات العقيمة قليل وذلك لدخول حشرات طبيعية إضافيا من المناطق الأخرى فتقلل من أهمية الحشرات العقيمة إما الاستخدام المباشر للإشعاع في مقاومة الحشرات خاصة حشرات المخازن يحتاج إلى تكاليف باهظة وخبرة عالية إما المعقمات الكيماوية لمعاملة الحشرات مباشرة في الحقل لم يسمح في استخدامها لحد الآن ذلك لخطورتها على الإنسان والحيوان والبيئة بشكل عام وبالرغم من توافر آلاف من الأبحاث العلمية في مجال عقم الحشرات بالاشعات أو بالكيماويات فان استخدامها عن طريق إطلاق الحشرات العقيمة لا يزال محدود ومقتصرا على المناطق المعزوله في العالم إما استخدامها المباشر فمقتصر على المساحات التجريبية الصغيرة لتجنب للمشاكل الكبيرة التي قد تنجم عنها
مها تفنن الإنسان في إيجاد الطرق الحديثة في مقاومة الآفات الزراعية فان القدرة العالية لتكيف والمقاومة التي تتميز بها الآفات الزراعية خاصة الحشرات قادرة على جعلها تدبير اعتيادي أو مختلف بعد حين وان المعركة بين الإنسان بالرغم من ذكائه و امكانياتة فالآفات الزراعية والحشرات بشكل خاص هي معركة متكافئة حيننا ومتوازنة حيننا ويختلف بها الإنسان في معظم الأحيان إن صبره وعناده في مقارعتها سوف يجعل من بعض طرقه جيدة ولو إلى حين أنها معركة مستمرة ما دام أن هناك إنسان وآفات زراعية على هذا الكوكب
منقووووووووووول للفائده