الـشـامـخ
26-09-2007, 01:53 AM
فلسفة في همس القوارير
________________________________________
إذا تأملت المضاف و جدت انه يحمل الكثير من صفات المضاف إليه من حيث الشفافية و النقاء و الوضوح و الرقة و الصلابة!
فإذا هو أمامك عالم من القصص و الحكايات و الأسرار و التجارب ....
من الدموع و الابتسامات ، و لحظات الاعتراف !
ما خُفيّ منه أعظم مما بدا لأِن قيوداً كثيرة في أزمنة طوال قد فُرِضت عليّ ، فإذا تقدمت خطوة أحجمت خطوات ، و إلى الآن لا أراني قد أحسنت صنعاً .
هي لكِ يا رفيقة الدرب في هذه الحياة أياً كان وطنك أو لونك ، فهمس القوارير عالمية كمنبعها الذي تتدفق منه ، فتروي ظمأك أماً كنتِ أم زوجة قد كفاها المولى سبحانه مؤونة الحساب على هبة البنين و البنات ، أرملة أم مطلقة ، شابة عاقلة أم مراهقة ، لا زال بعض التمرد من ملامح جمالك !
و حتى أنتِ أيتها الجدة الحبيبة ، في بيتكِ كنتِ تنعمين بحنان أولادك و أحفادك ، أم من دار للعجزة و المسنين يسافر إليّ أنين همساتك
أو لا زالت نبضات قلبك تخفق بمشاعر و أحاسيس شتى و أشواق و ذكريات ،
عذراً فعدم الإحسان إليكِ بالحديث عنكِ ما كان نسياناً و إنما جهلاً ظلمت به نفسي كثيراً من قبلك .
هي لكِ أيتها الأنثى لا لأواسيكِ بها أو أوفر لكِ متنفساً لزفرات حارة احتوتها أضلعك ، بل أريد منكِ ما هو اكثر ،
أريد أن تشاركيني في إعادة الإخراج و الصياغة لصورتي التي شوهت كثيراً بيد العرف و التقاليد تارة ، و بيد الإعلام تارة أخرى .
و بعيداً عن ثقافة الحريم ! و الذئب و النعجة ! و حتمية الوقوع في الفتنة ، و تشبثاً بالقليل - وعسى الله أن يبارك في هذا القليل- من النضج و الرشد و الحكمة و التي أرى أنني أنا و أنت لا زلنا ننعم بشيء منها ،
فهي لك أيضاً أيها الرجل ، و كما همست من قبل ، أياً كان وطنك أو لونك ،
على وشك المغادرة لزهو الشباب و مغامراته و الإقبال على ما هو أجمل وأعمق ! كنت أم شاباً لا زلت تكتشف الحياة و تكتشفك !
عالماً كنت أو مصلحاً ، كاتباً أو داعية ...شاعراً ...مثقفاً ... باحثاً ، مقيماً في مجتمعي أم مغترباً .
من حقك أن توافقني ، تخالفني ، تعترض ، تقترح ، ترفض ...
و لكن لا تعتب عليّ جرأة لم تألفها أنت ، لستُ فيها إلا متبعة ! و إن لم يُلزمني ذلك بترك الإبداع في اللفظ أجدد لك به المعنى .
و لا تحكم على همساتي بعرفٍ قد تأصل فيك زمناً ، أن ما سأهمس به ناقض للحياء ، إنما هو شرع عليك أن تلزمه و من خلاله تقرأ و تحكم و تعيد وفق أطره صياغة عقلك و فقهك .
و لا تسيء الظن بهمساتي فتراها على الدوام قد كُتِبت بقلم الاتهام ، أبداً ، إنما هي دعوة لتقرأني من داخلي ، مهما كتبت عني فهناك دوماً ما لا يحسن التعبير عنه سواي ،
و لتحدد بكل ما يتوفر لديك من إنصاف و عدل أين أنا منك بالضبط .
لست لغزاً كما يدعون ، إنما أنا كائن أحمل الكثير من البساطة و التي تمتنع عليك لعدم فهمك لأِحوالي و تقلبها ،
خلقنا الله تعالى في كون تتقلب أحواله من برد الشتاء إلى دلال الربيع إلى تمرد الصيف و من ثم عمق الخريف ، فعلام تطالبني بالثبات ، و لو حصلته ما راق لك و لا أرضاك و لعجزت عن التكيف معه ، ألا ترى هذا التقلب هو سر جمال هذا الكون و المخلوقات ، و أنا منهم .
فمن المختلف فيه أنك رجل و إنني اِمرأة ، و هذا اختلاف تنوع ،
و من المتفق عليه أن كلينا إنسان ، و همساتي تحتاج أن تحتويها بإنسانيتك ، فلا تشيد في خيالك قالباً بمواصفاتك أنت ، فيه تأسرني ...تكاد تكسرني !
و لا تحسبن همساتي محاولة للتفرد بصناعة الحياة من دونك ، لا يمكنني ذلك و لا أريده و لا أسعى له و لا أقبله ، فهذه فلسفة خاطئة ، لا تنصت لمن يوسوس بها إليك ، و لا يقبلها عقلي و الذي جهدت كثيراً لأِحدثه وفقاً للشرع و الدين فما عاد يقبل بأعراف سادت و لغة بادت ، و تقاليد نُسبت ظلماً و زوراً للإسلام و هو منها براء .
و لا تتهمني كلما حدثتك عن حقوقي و التي كثيراً منها قد أُهدر على يديك - و لا أعمم - أنني متأثرة بتلك التي لم تنطلق من الإسلام و هو ليس لها بمنهج أو عقيدة ، و إن كان لها عليّ و عليك حقاً !
أيعجبك أنها تصول و تجول ، تتحدث عني و بأسمي تخطط و تتفق و تعقد ،
و صمتي و عزلتي و غفلتي ! هم عندك دليل صدقي و برهان التزامي و تمسكي بإسلامي !
يأتيني حديثك العذب أني شقيقتك في هذه الحياة ، و أتأمله طويلاً ، و أتسائل أتراني شقيقتك في الأحكام الفقهية فقط؟
وأعجب من حديثك عن السلف ، يسيل به مداد قلمك و ما يفوح منه شذا عطري ، و أبحث عني من بين حروفك فلا أجدني ؟
أكان السلف عندك كلهم رجالاً ، أم تحسب أني لم أساهم و لو بضفيرة في فتوحات و انتصارات تكتب أنت عنها اليوم بعد آلاف السنين و ما تشتاق أوراقك لتعانق صفحات سطرتها لمجد أمتي !
أيها العالِم ....أيها الداعية ...أيها المصلح و الكاتب ، أنت قبل كل شيء رجل ، أتراك تعيش صراعاً بين رغبتك و ما لا أشك لحظة في ما تحمله لي من أمنيات و مشاريع جميلة لترتقي بي و بمكانتي ، و بين قلقك و ترقبك إذ ما تربينا عليه طويلاً في مجتمعاتنا من أن الأمر قد استتب لي و لا داعي للحديث و لو بهمسة عني و إلا واجهت من الاتهامات و مع سبق الإصرار و الترصد أنك ما أردت بي إلا سوءاً ، فيتسلل هذا الهاجس بغتة و يصبغ حروفك بألوانه الباهتة ،
أم ماذا ؟
و في عمق الليل و سحره الهادئ أعيد قراءة سطورك ، فألمح من بينها حروفاً تجتمع إلى بعضها البعض لتشكل عبارة (لعله سهواً) !
ألم يصدر منكِ تقريراً بأني قبل كل شيء رجل ، أي بشر
إذن فأقبلي سهوي
إذن فأنت بحاجة لمن يذكرك ، و يُعلِمك عني ما لم تكن تعلم ،
و كما نقلت أبنة المسيب علم أبيها ، فاسمح لي أن آخذك من بين أوراقك و أفكارك إلى ليلة أنقل لك فيها علم أمي و عملها و حسن فقهها
عش فيها بكل ذرة من كيانك ، و أنصت جيداً ...
تأمله ، أتراك تشعر به مثلي ، فهو خائف وجل ، ما حدث هذه الليلة شيء عظيم ، و أول من لجأ إليها الحبيب صلى الله عليه و سلم كانت اِمرأة ، و آخر من فارق الدنيا و رأسه على صدرها الحنون - ما فارقها شهيداً و لا مصلياً و لا قارئاً لكتاب الله تعالى - كانت اِمرأة !
أتكون مفارقة الرجل للدنيا و يجمعه و زوجه المودة و الرحمة من علامات حسن الخاتمة ، أيكون العكس صحيحاً؟!
كم احتوته لأِنها أحبته ، قناعتها به لا حدود لها فانعكست في تلك اللحظات كهمسات قوية و حنونة تثبته و تعينه على أمره ،
و إذا أحبت المرأة أيدت بقلبها و إذا اقتنعت أيدت بعقلها ، فماذا لو اجتمع الاثنين ؟
تنطلق به إلى ابن عمها ، هي التي تقرر مالذي يتوجب فعله في هذه اللحظة و هي التي ترشح ! الشخصية الملائمة للاستشارة ، ليس هو صلى الله عليه و سلم .
مصير دعوة ، بل مصير أمة بقرار تتخذه اِمرأة ! ، أمن قلة الرجال يومئذ ، و الشأن ليس خاصاً بالأسرة وحدها ، و صحيح انه هو النبي و هو المعصوم صلى الله عليه و سلم و لكنه بشر ، ما كان في حالة تسمح له باتخاذ أي قرار ، و هكذا كانت مشيئة الله تعالى لتعلن أن المرأة ليست بمعزلٍ أبداً عن اتخاذ القرارات المصيرية ،
و اليوم و باسم الإسلام ! تعزل نفسها و يعزلها الرجل ، فلا رأي لها و لا تستشار فيمن يحكم بلادها و يسوس أمرها ، لا تقترح و لا ترشح و لا تنتخب ... ، فهي ليست أهلاً لذلك ، و لا يعنيها في قليل أو كثير ، و لعل القلم قد رُفِعَ عنها في هذا الشأن !
و تسري همساتها رضي الله عنها ، فإذا منطقها خير مترجم لمشاعر شتى تكتنفه و تجعله في حيرة من أمره ،
تستوثق من الخبر مثله ، يالها من مسؤولية عظيمة تجاه الكون و البشرية كلها .،
هاهي قد علمت ، فماذا يا ترى قد عملت ؟
تدعيم للدعوة بالمال....فقط !
ألمحها تسير الهوينى ... تفكر، كيف ستقوم بإبلاغ الخبر و ما الآلية المناسبة لذلك ، هل يكون بالدخول في الموضوع مباشرة دون تمهيد ، هل تضرب أمثالاً من قصص السابقين من الأنبياء ، فاختلاف المراحل العمرية لبنيات قد أخذ القلق منهن كل مأخذ على حال أب شفيق رحيم يُسرعن بالسؤال عنه ، و في البيت أيضاً أم أيمن ، ينبغي أن تعي ما حدث جيداً فهي ليست بمنأى عن هذه الأحداث ، و نساء قومها ، كم اِمرأة دعتها لتنضم إلى هذا الركب المبارك .
ألا تكون خديجة رضي الله عنها قد أسست أول (كتيبة) ! مؤمنة في عهد الحبيب صلى الله عليه و سلم ، و أنها كانت من النساء ، أقلهن هي و بناتها و أم أيمن ؟
هذه تأملاتي لليلة واحدة فقط ، و ليالي السلف و الخلف ! نساءاً و رجالاً جديرة بتأملاتك ، عسى فجرها أن يشرق لأمتك على يديك ، و يزيدك صبراً على طولها همس قوارير أتت و ستأتي دوماً إليك .
مــــنـــــقــــول
________________________________________
إذا تأملت المضاف و جدت انه يحمل الكثير من صفات المضاف إليه من حيث الشفافية و النقاء و الوضوح و الرقة و الصلابة!
فإذا هو أمامك عالم من القصص و الحكايات و الأسرار و التجارب ....
من الدموع و الابتسامات ، و لحظات الاعتراف !
ما خُفيّ منه أعظم مما بدا لأِن قيوداً كثيرة في أزمنة طوال قد فُرِضت عليّ ، فإذا تقدمت خطوة أحجمت خطوات ، و إلى الآن لا أراني قد أحسنت صنعاً .
هي لكِ يا رفيقة الدرب في هذه الحياة أياً كان وطنك أو لونك ، فهمس القوارير عالمية كمنبعها الذي تتدفق منه ، فتروي ظمأك أماً كنتِ أم زوجة قد كفاها المولى سبحانه مؤونة الحساب على هبة البنين و البنات ، أرملة أم مطلقة ، شابة عاقلة أم مراهقة ، لا زال بعض التمرد من ملامح جمالك !
و حتى أنتِ أيتها الجدة الحبيبة ، في بيتكِ كنتِ تنعمين بحنان أولادك و أحفادك ، أم من دار للعجزة و المسنين يسافر إليّ أنين همساتك
أو لا زالت نبضات قلبك تخفق بمشاعر و أحاسيس شتى و أشواق و ذكريات ،
عذراً فعدم الإحسان إليكِ بالحديث عنكِ ما كان نسياناً و إنما جهلاً ظلمت به نفسي كثيراً من قبلك .
هي لكِ أيتها الأنثى لا لأواسيكِ بها أو أوفر لكِ متنفساً لزفرات حارة احتوتها أضلعك ، بل أريد منكِ ما هو اكثر ،
أريد أن تشاركيني في إعادة الإخراج و الصياغة لصورتي التي شوهت كثيراً بيد العرف و التقاليد تارة ، و بيد الإعلام تارة أخرى .
و بعيداً عن ثقافة الحريم ! و الذئب و النعجة ! و حتمية الوقوع في الفتنة ، و تشبثاً بالقليل - وعسى الله أن يبارك في هذا القليل- من النضج و الرشد و الحكمة و التي أرى أنني أنا و أنت لا زلنا ننعم بشيء منها ،
فهي لك أيضاً أيها الرجل ، و كما همست من قبل ، أياً كان وطنك أو لونك ،
على وشك المغادرة لزهو الشباب و مغامراته و الإقبال على ما هو أجمل وأعمق ! كنت أم شاباً لا زلت تكتشف الحياة و تكتشفك !
عالماً كنت أو مصلحاً ، كاتباً أو داعية ...شاعراً ...مثقفاً ... باحثاً ، مقيماً في مجتمعي أم مغترباً .
من حقك أن توافقني ، تخالفني ، تعترض ، تقترح ، ترفض ...
و لكن لا تعتب عليّ جرأة لم تألفها أنت ، لستُ فيها إلا متبعة ! و إن لم يُلزمني ذلك بترك الإبداع في اللفظ أجدد لك به المعنى .
و لا تحكم على همساتي بعرفٍ قد تأصل فيك زمناً ، أن ما سأهمس به ناقض للحياء ، إنما هو شرع عليك أن تلزمه و من خلاله تقرأ و تحكم و تعيد وفق أطره صياغة عقلك و فقهك .
و لا تسيء الظن بهمساتي فتراها على الدوام قد كُتِبت بقلم الاتهام ، أبداً ، إنما هي دعوة لتقرأني من داخلي ، مهما كتبت عني فهناك دوماً ما لا يحسن التعبير عنه سواي ،
و لتحدد بكل ما يتوفر لديك من إنصاف و عدل أين أنا منك بالضبط .
لست لغزاً كما يدعون ، إنما أنا كائن أحمل الكثير من البساطة و التي تمتنع عليك لعدم فهمك لأِحوالي و تقلبها ،
خلقنا الله تعالى في كون تتقلب أحواله من برد الشتاء إلى دلال الربيع إلى تمرد الصيف و من ثم عمق الخريف ، فعلام تطالبني بالثبات ، و لو حصلته ما راق لك و لا أرضاك و لعجزت عن التكيف معه ، ألا ترى هذا التقلب هو سر جمال هذا الكون و المخلوقات ، و أنا منهم .
فمن المختلف فيه أنك رجل و إنني اِمرأة ، و هذا اختلاف تنوع ،
و من المتفق عليه أن كلينا إنسان ، و همساتي تحتاج أن تحتويها بإنسانيتك ، فلا تشيد في خيالك قالباً بمواصفاتك أنت ، فيه تأسرني ...تكاد تكسرني !
و لا تحسبن همساتي محاولة للتفرد بصناعة الحياة من دونك ، لا يمكنني ذلك و لا أريده و لا أسعى له و لا أقبله ، فهذه فلسفة خاطئة ، لا تنصت لمن يوسوس بها إليك ، و لا يقبلها عقلي و الذي جهدت كثيراً لأِحدثه وفقاً للشرع و الدين فما عاد يقبل بأعراف سادت و لغة بادت ، و تقاليد نُسبت ظلماً و زوراً للإسلام و هو منها براء .
و لا تتهمني كلما حدثتك عن حقوقي و التي كثيراً منها قد أُهدر على يديك - و لا أعمم - أنني متأثرة بتلك التي لم تنطلق من الإسلام و هو ليس لها بمنهج أو عقيدة ، و إن كان لها عليّ و عليك حقاً !
أيعجبك أنها تصول و تجول ، تتحدث عني و بأسمي تخطط و تتفق و تعقد ،
و صمتي و عزلتي و غفلتي ! هم عندك دليل صدقي و برهان التزامي و تمسكي بإسلامي !
يأتيني حديثك العذب أني شقيقتك في هذه الحياة ، و أتأمله طويلاً ، و أتسائل أتراني شقيقتك في الأحكام الفقهية فقط؟
وأعجب من حديثك عن السلف ، يسيل به مداد قلمك و ما يفوح منه شذا عطري ، و أبحث عني من بين حروفك فلا أجدني ؟
أكان السلف عندك كلهم رجالاً ، أم تحسب أني لم أساهم و لو بضفيرة في فتوحات و انتصارات تكتب أنت عنها اليوم بعد آلاف السنين و ما تشتاق أوراقك لتعانق صفحات سطرتها لمجد أمتي !
أيها العالِم ....أيها الداعية ...أيها المصلح و الكاتب ، أنت قبل كل شيء رجل ، أتراك تعيش صراعاً بين رغبتك و ما لا أشك لحظة في ما تحمله لي من أمنيات و مشاريع جميلة لترتقي بي و بمكانتي ، و بين قلقك و ترقبك إذ ما تربينا عليه طويلاً في مجتمعاتنا من أن الأمر قد استتب لي و لا داعي للحديث و لو بهمسة عني و إلا واجهت من الاتهامات و مع سبق الإصرار و الترصد أنك ما أردت بي إلا سوءاً ، فيتسلل هذا الهاجس بغتة و يصبغ حروفك بألوانه الباهتة ،
أم ماذا ؟
و في عمق الليل و سحره الهادئ أعيد قراءة سطورك ، فألمح من بينها حروفاً تجتمع إلى بعضها البعض لتشكل عبارة (لعله سهواً) !
ألم يصدر منكِ تقريراً بأني قبل كل شيء رجل ، أي بشر
إذن فأقبلي سهوي
إذن فأنت بحاجة لمن يذكرك ، و يُعلِمك عني ما لم تكن تعلم ،
و كما نقلت أبنة المسيب علم أبيها ، فاسمح لي أن آخذك من بين أوراقك و أفكارك إلى ليلة أنقل لك فيها علم أمي و عملها و حسن فقهها
عش فيها بكل ذرة من كيانك ، و أنصت جيداً ...
تأمله ، أتراك تشعر به مثلي ، فهو خائف وجل ، ما حدث هذه الليلة شيء عظيم ، و أول من لجأ إليها الحبيب صلى الله عليه و سلم كانت اِمرأة ، و آخر من فارق الدنيا و رأسه على صدرها الحنون - ما فارقها شهيداً و لا مصلياً و لا قارئاً لكتاب الله تعالى - كانت اِمرأة !
أتكون مفارقة الرجل للدنيا و يجمعه و زوجه المودة و الرحمة من علامات حسن الخاتمة ، أيكون العكس صحيحاً؟!
كم احتوته لأِنها أحبته ، قناعتها به لا حدود لها فانعكست في تلك اللحظات كهمسات قوية و حنونة تثبته و تعينه على أمره ،
و إذا أحبت المرأة أيدت بقلبها و إذا اقتنعت أيدت بعقلها ، فماذا لو اجتمع الاثنين ؟
تنطلق به إلى ابن عمها ، هي التي تقرر مالذي يتوجب فعله في هذه اللحظة و هي التي ترشح ! الشخصية الملائمة للاستشارة ، ليس هو صلى الله عليه و سلم .
مصير دعوة ، بل مصير أمة بقرار تتخذه اِمرأة ! ، أمن قلة الرجال يومئذ ، و الشأن ليس خاصاً بالأسرة وحدها ، و صحيح انه هو النبي و هو المعصوم صلى الله عليه و سلم و لكنه بشر ، ما كان في حالة تسمح له باتخاذ أي قرار ، و هكذا كانت مشيئة الله تعالى لتعلن أن المرأة ليست بمعزلٍ أبداً عن اتخاذ القرارات المصيرية ،
و اليوم و باسم الإسلام ! تعزل نفسها و يعزلها الرجل ، فلا رأي لها و لا تستشار فيمن يحكم بلادها و يسوس أمرها ، لا تقترح و لا ترشح و لا تنتخب ... ، فهي ليست أهلاً لذلك ، و لا يعنيها في قليل أو كثير ، و لعل القلم قد رُفِعَ عنها في هذا الشأن !
و تسري همساتها رضي الله عنها ، فإذا منطقها خير مترجم لمشاعر شتى تكتنفه و تجعله في حيرة من أمره ،
تستوثق من الخبر مثله ، يالها من مسؤولية عظيمة تجاه الكون و البشرية كلها .،
هاهي قد علمت ، فماذا يا ترى قد عملت ؟
تدعيم للدعوة بالمال....فقط !
ألمحها تسير الهوينى ... تفكر، كيف ستقوم بإبلاغ الخبر و ما الآلية المناسبة لذلك ، هل يكون بالدخول في الموضوع مباشرة دون تمهيد ، هل تضرب أمثالاً من قصص السابقين من الأنبياء ، فاختلاف المراحل العمرية لبنيات قد أخذ القلق منهن كل مأخذ على حال أب شفيق رحيم يُسرعن بالسؤال عنه ، و في البيت أيضاً أم أيمن ، ينبغي أن تعي ما حدث جيداً فهي ليست بمنأى عن هذه الأحداث ، و نساء قومها ، كم اِمرأة دعتها لتنضم إلى هذا الركب المبارك .
ألا تكون خديجة رضي الله عنها قد أسست أول (كتيبة) ! مؤمنة في عهد الحبيب صلى الله عليه و سلم ، و أنها كانت من النساء ، أقلهن هي و بناتها و أم أيمن ؟
هذه تأملاتي لليلة واحدة فقط ، و ليالي السلف و الخلف ! نساءاً و رجالاً جديرة بتأملاتك ، عسى فجرها أن يشرق لأمتك على يديك ، و يزيدك صبراً على طولها همس قوارير أتت و ستأتي دوماً إليك .
مــــنـــــقــــول