موسى البلخي
18-02-2009, 05:53 PM
طفلة أحبت الله فرأت الملائكة
إنها قصة من أروع القصص الواقعية المؤثرة ،
حصلت لطفلة صغيرة تقية صالحة رغم صغر سنها ،
وهي قصة من أعجب القصص .
سيرويها لكم أبوها وهو – لبناني - اشتغل في السعودية فترة من الزمن .
قال : عشت في الدمام عشر سنين , ورزقت فيها بابنة واحدة أسميتها ياسمين ,
وكان قد ولد لي من قبلها ابن واحد وأسميته أحمد وكان يكبرها بثمان سنين
وكنت اعمل هنا في مهنة هندسية .. فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراه ..
كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني زاهر ..
ومع بلوغها التسع سنوات ، رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي ,
وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر ..
فكانت ما إن تنتهي من أداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور ،
وتفترش سجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتله ترتيلاً طفولياً ساحراً ..
كنت أقول لها : قومي العبي مع صديقاتكِ .. فكانت تقول :
صديقي هو قرآني وصديقي هو ربي ، ونعم الصديق .. ثم تواصل قراءة القرآن ..
وذات يوم .. اشتكت من ألم في بطنها عند النوم .. فأخذتها إلى المستوصف القريب
فأعطاها بعض المسكنات فتهدأ آلامها يومين .. ثم تعاودها .. وهكذا تكرت الحالة ..
ولم أعط الأمر حينها أي جدية .. وشاء الله أن تفتح الشركة التي أعمل بها
فرعاً في الولايات المتحدة الأمريكية .. وعرضوا علي منصب المدير العام هناك فوافقت ..
ولم ينقض شهر واحد حتى كنا في أحضان أمريكا مع زوجتي وأحمد وياسمين ..
ولا أستطيع وصف سعادتنا بتلك الفرصة الذهبية والسفر للعيش في أمريكا
هذا البلد العملاق الذي يحلم بالسفر إليه كل إنسان ..
بعد مضي قرابة الشهرين على وصولنا إلى أمريكا عاودت الآلام ياسمين
فأخذتها إلى دكتور باطني متخصص .. فقام بفحصها ، وقال:
ستظهر النتائج بعد أسبوع ولا داعي للقلق ، أدخل كلام الطبيب الاطمئنان إلى قلبي ..
وسرعان ما حجزت لنا مقاعد على أقرب رحلة إلى مدينة الألعاب ( أورلاندو )
وقضينا وقتاً ممتعاً مع ياسمين .. بين الألعاب والتنزه هنا وهناك ..
وبينما نحن في متعة المرح .. رن صوت هاتفي النقال .. فوقع قلبي ..
عجباً .. أكيد الرقم خطأ .. فترددت في الإجابة .. وأخيرا ضغطت على زر الإجابة ..
- الو .. من المتحدث .؟؟
- أهلاً يا حضرة المهندس .. معذرة على الإزعاج
فأنا الدكتور ستيفن .. طبيب ياسمين .
هل يمكنني لقاؤك في عيادتي غدا ؟
- وهل هناك ما يقلق في النتائج .؟!
- في الواقع .. نعم .. لذا أود رؤية ياسمين ..
وطرح عدد من الأسئلة قبل التشخيص النهائي
- حسناً .. سنكون عصر غد عند الخامسة في عيادتك .. إلى اللقاء ..
اختلطت المخاوف والأفكار في رأسي .. ولم أدرِي كيف أتصرف ,
فقد بقي في برنامج الرحلة يومان .. وياسمين في قمة السعادة
لأنها المرة الأولى التي تخرج فيها للتنزه منذ وصولنا إلى أمريكا ..
وأخيراً أخبرتهم بأن الشركة تريد حضوري غداً إلى العمل لطارئ ما ..
وهي فرصة جيدة لمتابعة تحاليل ياسمين ..
فوافقوا جميعاً على العودة بشرط أن نرجع إلى ( أورلاندو ) في العطلة الصيفية ..
وفي العيادة استهل الدكتور ستيفن حديثه لياسمين بقوله :
- مرحبا ياسمين كيف حالك .؟
- جيدة ولله الحمد .. ولكني أحس بآلام وضعف ، لا أدري مما .!
وبدأ الدكتور يطرح الأسئلة الكثيرة .. وأخيرا طأطأ رأسه وقال لي:
- تفضل في الغرفة الأخرى ..
وفي الحجرة أنزل الدكتور على رأسي صاعقة ..
تمنيت عندها لو أن الأرض انشقت وابتلعتني ..
قال الدكتور : - منذ متى وياسمين تعاني من المرض .؟
قلت : منذ سنة تقريباً , وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى ..
فقال الطبيب : ولكن مرضها لا يتعافى بالمهدئات ..
أنها مصابة بسرطان الدم في مراحله الأخيرة جداً ..
ولم يبق لها من العمر إلاَّ ستة أشهر ....
وقبل مجيئكم تم عرض التحاليل على أعضاء لجنة مرضى السرطان في المنطقة
وقد أقروا جميعاً بذلك من واقع التحاليل ..
فلم أتمالك نفسي وانخرطت في البكاء ..
وقلت : مسكينة .. والله مسكينة ياسمين هذه الوردة الجميلة ..
كيف ستموت وترحل عن الدنيا ..
وسمعت زوجتي صوت بكائي فدخلت ولما علمت أغمى عليها ..
وهنا دخلت ياسمين وابني أحمد , وعندما علم أحمد بالخبر احتضن أخته وقال :
مستحيييييييييييييييييل أن تموت ياسمين .!!
فقالت ياسمين ببراءتها المعهودة : أموت .؟! .. يعني ماذا أموت ؟!
فتلعثم الجميع من هذا السؤال .. فقال الطبيب : يعني سترحلين إلى الله ..
فقالت ياسمين : حقاً سأرحل إلى الله ؟!.. وهل هو سيئ الرحيل إلى الله ..؟!
ألم تعلماني يا والدي بأن الله أفضل من الوالدين والناس وكل الدنيا ..!
وهل رحيلي إلى الله يجعلك تبكي يا أبي , ويجعل أمي يغمى عليها ..؟؟!
فوقع كلامها البريء الشفاف مثل صاعقة أخرى ...
فـ ياسمين ترى في الموت رحلة شيقة فيها لقاء مع الحبيب ..
فقال الطبيب : عليك الآن أن تبدأي العلاج
فقالت : إذا كان لابد لي من الموت فلماذا العلاج والدواء والمصاريف .؟!
رد الطبيب : نعم يا ياسمين .. نحن الأصحاء أيضاً سنموت ..
فهل يعني ذلك بأن نمتنع عن الأكل والعلاج والسفر والنوم وبناء مستقبل ..؟
فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة ولم يبق على وجه الأرض كائن حي .
الطبيب : تعلمين يا ياسمين بأن في جسد كل إنسان أجهزة وآلات كثيرة
هي كلها أمانات من الله أعطانا إياها لنعتني بها ..
فأنتي مثلاً .. إذا أعطتكِ صديقتك لعبة .. هل ستقومين بتكـسيرها , أم ستعتنين بها ؟
- ياسمين – بل سأعتني بها , وأحافظ عليها ..
الطبيب : وكذلك هو الحال لجهازكِ الهضمي والعصبي والقلب والمعدة والعينين والأذنين ،
كلها أجهزة ينبغي عليك الاهتمام بها وصيانتها من التلف ..
والأدوية والمواد الكيميائية التي سنقوم بإعطائكِ إياها , إنما لها هدفان ..
الأول : تخفيف آلام المرض ..
والثاني : المحافظة قدر الإمكان على أجهزتكِ الداخلية من التلف ..
حتى عندما تلتقين بربكِ وخالقكِ تقولين له ؛
لقد حافظت على الأمانات التي جعلتني مسئولة عنها ...
هأنذا أعيدها لك إلاَّ ما تلف من غير قصد مني .
ياسمين : إذا كان الأمر كذلك .. فأنا مستعدة لأخذ العلاج
حتى لا أقف أمام الله كوقوفي أمام صديقتي إذا كـسرت لعبها وحاجياتها ..
مضت الستة أشهر ثقيلة وحزينة بالنسبة لأسرة ستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة ..
وعكـس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين ..
فكان كل يوم يمر يزيدها إشراقاً وجمالاً وقرباً من الله تعالى ..
قامت بحفظ سور من القرآن .. وسألناها : لماذا تحفظين القرآن ؟
قالت : علمت بأن الله يحب القرآن .. فأردت أن أقول له :
يا رب .. حفظت بعض سور القرآن لأنك تحب من يحفظه .
وكانت كثيرة الصلاة وقوفاً .. وأحياناً كثيرة تصلي على سريرها
فسألتها عن ذلك فقالت : سمعت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول :
( جعلت قرة عيني في الصلاة ) .. فأحببت أن تكون لي الصلاة قرة عين .
وحان يوم رحيلها .. وأشرق بالأنوار وجهها .. وامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة ..
وأخذت تقرأ سورة ( يس ) التي حفظتها , وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ..
ثم قرأت سورة ( الحمد ) وسورة ( قل هو الله أحد ) ثم آية الكرسي ..
ثم قالت : الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن وحفظنيه وقوَّى جسمي للصلاة
وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين ، حمداً كثيراً أبدا ..
واشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة ..
ثم قالت : تنح يا والدي قليلاً .. فإن سقف الحجرة قد انشق
وأرى أناساً مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي
ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى ..
وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى رب العالمين ..
,,’’,,’’,,’’,,’’,,’’,,’’,,’’,,’’,,’’,,
طفلة صغيرة السن شعرت بخالقها .. وتعلق قلبها به
ففعلت ما يقربها منه , وفرحت بلقائه
إنها قصة من أروع القصص الواقعية المؤثرة ،
حصلت لطفلة صغيرة تقية صالحة رغم صغر سنها ،
وهي قصة من أعجب القصص .
سيرويها لكم أبوها وهو – لبناني - اشتغل في السعودية فترة من الزمن .
قال : عشت في الدمام عشر سنين , ورزقت فيها بابنة واحدة أسميتها ياسمين ,
وكان قد ولد لي من قبلها ابن واحد وأسميته أحمد وكان يكبرها بثمان سنين
وكنت اعمل هنا في مهنة هندسية .. فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراه ..
كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني زاهر ..
ومع بلوغها التسع سنوات ، رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي ,
وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر ..
فكانت ما إن تنتهي من أداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور ،
وتفترش سجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتله ترتيلاً طفولياً ساحراً ..
كنت أقول لها : قومي العبي مع صديقاتكِ .. فكانت تقول :
صديقي هو قرآني وصديقي هو ربي ، ونعم الصديق .. ثم تواصل قراءة القرآن ..
وذات يوم .. اشتكت من ألم في بطنها عند النوم .. فأخذتها إلى المستوصف القريب
فأعطاها بعض المسكنات فتهدأ آلامها يومين .. ثم تعاودها .. وهكذا تكرت الحالة ..
ولم أعط الأمر حينها أي جدية .. وشاء الله أن تفتح الشركة التي أعمل بها
فرعاً في الولايات المتحدة الأمريكية .. وعرضوا علي منصب المدير العام هناك فوافقت ..
ولم ينقض شهر واحد حتى كنا في أحضان أمريكا مع زوجتي وأحمد وياسمين ..
ولا أستطيع وصف سعادتنا بتلك الفرصة الذهبية والسفر للعيش في أمريكا
هذا البلد العملاق الذي يحلم بالسفر إليه كل إنسان ..
بعد مضي قرابة الشهرين على وصولنا إلى أمريكا عاودت الآلام ياسمين
فأخذتها إلى دكتور باطني متخصص .. فقام بفحصها ، وقال:
ستظهر النتائج بعد أسبوع ولا داعي للقلق ، أدخل كلام الطبيب الاطمئنان إلى قلبي ..
وسرعان ما حجزت لنا مقاعد على أقرب رحلة إلى مدينة الألعاب ( أورلاندو )
وقضينا وقتاً ممتعاً مع ياسمين .. بين الألعاب والتنزه هنا وهناك ..
وبينما نحن في متعة المرح .. رن صوت هاتفي النقال .. فوقع قلبي ..
عجباً .. أكيد الرقم خطأ .. فترددت في الإجابة .. وأخيرا ضغطت على زر الإجابة ..
- الو .. من المتحدث .؟؟
- أهلاً يا حضرة المهندس .. معذرة على الإزعاج
فأنا الدكتور ستيفن .. طبيب ياسمين .
هل يمكنني لقاؤك في عيادتي غدا ؟
- وهل هناك ما يقلق في النتائج .؟!
- في الواقع .. نعم .. لذا أود رؤية ياسمين ..
وطرح عدد من الأسئلة قبل التشخيص النهائي
- حسناً .. سنكون عصر غد عند الخامسة في عيادتك .. إلى اللقاء ..
اختلطت المخاوف والأفكار في رأسي .. ولم أدرِي كيف أتصرف ,
فقد بقي في برنامج الرحلة يومان .. وياسمين في قمة السعادة
لأنها المرة الأولى التي تخرج فيها للتنزه منذ وصولنا إلى أمريكا ..
وأخيراً أخبرتهم بأن الشركة تريد حضوري غداً إلى العمل لطارئ ما ..
وهي فرصة جيدة لمتابعة تحاليل ياسمين ..
فوافقوا جميعاً على العودة بشرط أن نرجع إلى ( أورلاندو ) في العطلة الصيفية ..
وفي العيادة استهل الدكتور ستيفن حديثه لياسمين بقوله :
- مرحبا ياسمين كيف حالك .؟
- جيدة ولله الحمد .. ولكني أحس بآلام وضعف ، لا أدري مما .!
وبدأ الدكتور يطرح الأسئلة الكثيرة .. وأخيرا طأطأ رأسه وقال لي:
- تفضل في الغرفة الأخرى ..
وفي الحجرة أنزل الدكتور على رأسي صاعقة ..
تمنيت عندها لو أن الأرض انشقت وابتلعتني ..
قال الدكتور : - منذ متى وياسمين تعاني من المرض .؟
قلت : منذ سنة تقريباً , وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى ..
فقال الطبيب : ولكن مرضها لا يتعافى بالمهدئات ..
أنها مصابة بسرطان الدم في مراحله الأخيرة جداً ..
ولم يبق لها من العمر إلاَّ ستة أشهر ....
وقبل مجيئكم تم عرض التحاليل على أعضاء لجنة مرضى السرطان في المنطقة
وقد أقروا جميعاً بذلك من واقع التحاليل ..
فلم أتمالك نفسي وانخرطت في البكاء ..
وقلت : مسكينة .. والله مسكينة ياسمين هذه الوردة الجميلة ..
كيف ستموت وترحل عن الدنيا ..
وسمعت زوجتي صوت بكائي فدخلت ولما علمت أغمى عليها ..
وهنا دخلت ياسمين وابني أحمد , وعندما علم أحمد بالخبر احتضن أخته وقال :
مستحيييييييييييييييييل أن تموت ياسمين .!!
فقالت ياسمين ببراءتها المعهودة : أموت .؟! .. يعني ماذا أموت ؟!
فتلعثم الجميع من هذا السؤال .. فقال الطبيب : يعني سترحلين إلى الله ..
فقالت ياسمين : حقاً سأرحل إلى الله ؟!.. وهل هو سيئ الرحيل إلى الله ..؟!
ألم تعلماني يا والدي بأن الله أفضل من الوالدين والناس وكل الدنيا ..!
وهل رحيلي إلى الله يجعلك تبكي يا أبي , ويجعل أمي يغمى عليها ..؟؟!
فوقع كلامها البريء الشفاف مثل صاعقة أخرى ...
فـ ياسمين ترى في الموت رحلة شيقة فيها لقاء مع الحبيب ..
فقال الطبيب : عليك الآن أن تبدأي العلاج
فقالت : إذا كان لابد لي من الموت فلماذا العلاج والدواء والمصاريف .؟!
رد الطبيب : نعم يا ياسمين .. نحن الأصحاء أيضاً سنموت ..
فهل يعني ذلك بأن نمتنع عن الأكل والعلاج والسفر والنوم وبناء مستقبل ..؟
فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة ولم يبق على وجه الأرض كائن حي .
الطبيب : تعلمين يا ياسمين بأن في جسد كل إنسان أجهزة وآلات كثيرة
هي كلها أمانات من الله أعطانا إياها لنعتني بها ..
فأنتي مثلاً .. إذا أعطتكِ صديقتك لعبة .. هل ستقومين بتكـسيرها , أم ستعتنين بها ؟
- ياسمين – بل سأعتني بها , وأحافظ عليها ..
الطبيب : وكذلك هو الحال لجهازكِ الهضمي والعصبي والقلب والمعدة والعينين والأذنين ،
كلها أجهزة ينبغي عليك الاهتمام بها وصيانتها من التلف ..
والأدوية والمواد الكيميائية التي سنقوم بإعطائكِ إياها , إنما لها هدفان ..
الأول : تخفيف آلام المرض ..
والثاني : المحافظة قدر الإمكان على أجهزتكِ الداخلية من التلف ..
حتى عندما تلتقين بربكِ وخالقكِ تقولين له ؛
لقد حافظت على الأمانات التي جعلتني مسئولة عنها ...
هأنذا أعيدها لك إلاَّ ما تلف من غير قصد مني .
ياسمين : إذا كان الأمر كذلك .. فأنا مستعدة لأخذ العلاج
حتى لا أقف أمام الله كوقوفي أمام صديقتي إذا كـسرت لعبها وحاجياتها ..
مضت الستة أشهر ثقيلة وحزينة بالنسبة لأسرة ستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة ..
وعكـس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين ..
فكان كل يوم يمر يزيدها إشراقاً وجمالاً وقرباً من الله تعالى ..
قامت بحفظ سور من القرآن .. وسألناها : لماذا تحفظين القرآن ؟
قالت : علمت بأن الله يحب القرآن .. فأردت أن أقول له :
يا رب .. حفظت بعض سور القرآن لأنك تحب من يحفظه .
وكانت كثيرة الصلاة وقوفاً .. وأحياناً كثيرة تصلي على سريرها
فسألتها عن ذلك فقالت : سمعت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول :
( جعلت قرة عيني في الصلاة ) .. فأحببت أن تكون لي الصلاة قرة عين .
وحان يوم رحيلها .. وأشرق بالأنوار وجهها .. وامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة ..
وأخذت تقرأ سورة ( يس ) التي حفظتها , وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ..
ثم قرأت سورة ( الحمد ) وسورة ( قل هو الله أحد ) ثم آية الكرسي ..
ثم قالت : الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن وحفظنيه وقوَّى جسمي للصلاة
وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين ، حمداً كثيراً أبدا ..
واشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة ..
ثم قالت : تنح يا والدي قليلاً .. فإن سقف الحجرة قد انشق
وأرى أناساً مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي
ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى ..
وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى رب العالمين ..
,,’’,,’’,,’’,,’’,,’’,,’’,,’’,,’’,,’’,,
طفلة صغيرة السن شعرت بخالقها .. وتعلق قلبها به
ففعلت ما يقربها منه , وفرحت بلقائه