جريح الامس
24-12-2008, 06:22 PM
كانت ليلة
الجو في الخارج يلفه الصقيع :
السماء بيضاء لكثرة ما تلبدت بالغيوم والثلج يندف كحبيبات قطنية بيضاء,
ارتدت معطفها المصنوع من الفرو السميك, وهرولت مسرعة إلى الخارج
كان يقف متسمرا على غير عادته حين يقابلها في كل مرة,
أرادت أن تقول له شيئا ولكنها حين لمحت دمعة استعصت على النزول ,
وتحجرت هناك عند مآقيه , آثرت الصمت ,ولم تنبس ببنت شفة
كانت تتأبط ذراعه بقوة عجيبة , كأنها تخشى عليه من أن يضيع أو يهرب منها ,
لا شيء في الدنيا يشعرها بالأمان كالتصاقها به : دفئ مشاعره , وأحاسيسه ,
ولكنه كان خاليا من كل هذا في هذه الليلة الحزينة
التي كانت تعرف أنها ليلة الوداع الأخيرة .
فقااااااال لها 00000
(تعالي)
تعال ..
فما عاد في عمرنا معا بقية ..
و هاهي قصة حبنا بين أيدينا اليوم تحتضر ..
تنهد بحرقة , وهو يفلت يدها البضة الطرية من بين أصابعه ,
كان يتصبب عرقا على الرغم من برودة الجو المخيفة ,
اغرورقت عيناه بالدموع وغامت الرؤية لديه تماما ,
فقال حينها000
يا رياح اليأس ثوري ... واحرقيني ,
وأحرقي باليأس أحداق عيوني ,
وانسفي في اليم رمادي , وشجوني ,
واطفئي , في يوم ريح مدلهمٌ, كل أنوار يقيني ....
أواه من جمرة في القلب تحرقني , أواه من طعنة في القلب نجلاء ,
تنهي حلما عذبا, ماكنت أظنني في ذات يوم أصحو منه ,
كان شريط عشقهما يتكرر أمام ناظريه في الثانية ألف مرة
وهو لا يحسب أبدا ما مضى , أو ما سيأتي !!
لم يكن يعلم وقتها أن المجتمع قاتله , ونظرات الناس ستفرق حبهم
فقير ؟؟ بسيط ؟؟ وماذا يعني هذا ؟؟
هو كبير بخلقه وعلمه , ولكنهم لا يعلمون ... , هؤلاء البشر ,
نشأوا على الكذب والنفاق , وهذه المجتمعات , بنيت على أنقاض أخلاق نبيلة
أزهقنا روحها وبنينا فوقها مدن العادات , وحضارة التقاليد , وثقافة العيب ...
هو لن يراها بعد اليوم أبدا , بعد أن أخبره أباها , أنه لن يدخل للعائلة ,
أشخاص , دخولهم أقل من دخل سائقه الشخصي !!
هل صحيح يا ملاكي ؟؟
لن أراك بعد هذا أبدا ؟؟!!
لن تنعم عيناي برؤية وجهك البريء؟؟!!
ولن تسمع أذناي , سيمفونية صوتك العذب ؟؟!!
يالها من نهاية حزينة , لقصة لم تعرف الكذب والخداع
وبقيت على الدوام طاهرة بريئة ,
أرادت أن ترى بهاء النور ,
فكان لها أن وئدت من غير ذنب لها أو جرم
سوى أنها أرادات التمرد على طوق العادات والتقاليد
اذهبي يا صغيرتي , وابتعدي كما تشائين , فأنت قد بنيت قصرا في قلبي , لن تطاله أيديهم
ولن يستطيع كائن من كان أن يمسه بسوء
هم حرموا أجسدنا أن تلتقي على هذه البسيطة الظالمة
ولكنهم مطلقا لن يستطيعوا أن يحرموا أرواحنا , أن تتعانق متى شاءت ....
ولم يدر بنفسه , إلا والحضور , يرشون على وجهه الماء , ليفيقوه من إغماءة
لم يعرف إن طالت أو قصرت !!
تحياااااتي
بقلم
(جريح الامس)
الجو في الخارج يلفه الصقيع :
السماء بيضاء لكثرة ما تلبدت بالغيوم والثلج يندف كحبيبات قطنية بيضاء,
ارتدت معطفها المصنوع من الفرو السميك, وهرولت مسرعة إلى الخارج
كان يقف متسمرا على غير عادته حين يقابلها في كل مرة,
أرادت أن تقول له شيئا ولكنها حين لمحت دمعة استعصت على النزول ,
وتحجرت هناك عند مآقيه , آثرت الصمت ,ولم تنبس ببنت شفة
كانت تتأبط ذراعه بقوة عجيبة , كأنها تخشى عليه من أن يضيع أو يهرب منها ,
لا شيء في الدنيا يشعرها بالأمان كالتصاقها به : دفئ مشاعره , وأحاسيسه ,
ولكنه كان خاليا من كل هذا في هذه الليلة الحزينة
التي كانت تعرف أنها ليلة الوداع الأخيرة .
فقااااااال لها 00000
(تعالي)
تعال ..
فما عاد في عمرنا معا بقية ..
و هاهي قصة حبنا بين أيدينا اليوم تحتضر ..
تنهد بحرقة , وهو يفلت يدها البضة الطرية من بين أصابعه ,
كان يتصبب عرقا على الرغم من برودة الجو المخيفة ,
اغرورقت عيناه بالدموع وغامت الرؤية لديه تماما ,
فقال حينها000
يا رياح اليأس ثوري ... واحرقيني ,
وأحرقي باليأس أحداق عيوني ,
وانسفي في اليم رمادي , وشجوني ,
واطفئي , في يوم ريح مدلهمٌ, كل أنوار يقيني ....
أواه من جمرة في القلب تحرقني , أواه من طعنة في القلب نجلاء ,
تنهي حلما عذبا, ماكنت أظنني في ذات يوم أصحو منه ,
كان شريط عشقهما يتكرر أمام ناظريه في الثانية ألف مرة
وهو لا يحسب أبدا ما مضى , أو ما سيأتي !!
لم يكن يعلم وقتها أن المجتمع قاتله , ونظرات الناس ستفرق حبهم
فقير ؟؟ بسيط ؟؟ وماذا يعني هذا ؟؟
هو كبير بخلقه وعلمه , ولكنهم لا يعلمون ... , هؤلاء البشر ,
نشأوا على الكذب والنفاق , وهذه المجتمعات , بنيت على أنقاض أخلاق نبيلة
أزهقنا روحها وبنينا فوقها مدن العادات , وحضارة التقاليد , وثقافة العيب ...
هو لن يراها بعد اليوم أبدا , بعد أن أخبره أباها , أنه لن يدخل للعائلة ,
أشخاص , دخولهم أقل من دخل سائقه الشخصي !!
هل صحيح يا ملاكي ؟؟
لن أراك بعد هذا أبدا ؟؟!!
لن تنعم عيناي برؤية وجهك البريء؟؟!!
ولن تسمع أذناي , سيمفونية صوتك العذب ؟؟!!
يالها من نهاية حزينة , لقصة لم تعرف الكذب والخداع
وبقيت على الدوام طاهرة بريئة ,
أرادت أن ترى بهاء النور ,
فكان لها أن وئدت من غير ذنب لها أو جرم
سوى أنها أرادات التمرد على طوق العادات والتقاليد
اذهبي يا صغيرتي , وابتعدي كما تشائين , فأنت قد بنيت قصرا في قلبي , لن تطاله أيديهم
ولن يستطيع كائن من كان أن يمسه بسوء
هم حرموا أجسدنا أن تلتقي على هذه البسيطة الظالمة
ولكنهم مطلقا لن يستطيعوا أن يحرموا أرواحنا , أن تتعانق متى شاءت ....
ولم يدر بنفسه , إلا والحضور , يرشون على وجهه الماء , ليفيقوه من إغماءة
لم يعرف إن طالت أو قصرت !!
تحياااااتي
بقلم
(جريح الامس)