الــزعــيــم
24-09-2008, 08:56 PM
أثر الفلاحات وبعض العمليات الزراعية
على نمو وإنتاج الأشجار المثمرة
إعداد :
الدكتور المهندس الزراعي أحمد علي عبد الله
مقدمة:
تعتبر الفاكهة أحد فروع الزراعة الأساسية، التي تتسم بهدف رئيسي هو زراعة وتربية أشجار الفاكهة لإنتاج الثمار ذات القيمة الغذائية العالية، فالثمار وعصير الفواكه غنية بالفوائد التي لا تحصى كالفيتامينات والمواد المعدنية والبروتينية والأحماض العضوية والدهون النباتية والسكريات وغيرها التي تلعب دوراً هاماً في العمليات الحيوية للإنسان.
إن إنتاج واستهلاك الثمار يتزايد باستمرار وبدون شكل فإن ما توصل إليه العلم والتقدم التكنولوجي في هذا المجال وخصوصاً في العقدين الأخيرين قد تمت تحولات وتطورات جذرية شملت تكثيف الإنتاج وتحسين وتجديد أصناف الفاكهة وتغيرات لدرجة كبيرة طرق الغرس والتقليم والتشكيل التي حلت مشكلة الزراعة المكثفة وسهلت عملية التقليم بما يتوافق مع المتطلبات الحديثة وكذلك حدثت تغييرات في وسائل الإنتاج، وفي عمليات خدمة التربية والتسميد والسقاية والوقاية وفي عمليات قطف الثمار، وكذلك احتلت عمليات المكننة واستخدام التقنية الحديثة محل العمليات الفردية القديمة التي كان يقوم بها الإنسان بالطرق البدائية، بهدف زيادة مردود الإنتاج وبالتالي تحسين الدخل القومي من الفاكهة.
كل هذه المسائل والمشاكل بدرجة أو بأخرى ستجد مكاناً بين الراغبين في التعرف والاطلاع على علم الفاكهة، ورأينا أن نبحث عن أهم العمليات الزراعية التي تؤدي في حقول الأشجار المثمرة وأثر الفلاحات على سطح التربة وعلى الأشجار الصغيرة السن وكذلك على الكبيرة المثمرة إضافة إلى أثر بعض العمليات الزراعية الضرورية الإجراء في البساتين المثمرة ، بهدف زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته .
وكذلك راعيت في إخراج هذه النشرة الفنية الإرشادية مراعياً الإمكانات العملية ، والمتوفرة وإن تكون لبنة في أساس بناء هذا العلم خير من النقد والهدم ليس إلا.
أولاً : أثر الفلاحات على سطح التربة في البساتين الصغيرة السن:
في السنوات الأولى بعد غرس الأشجار مباشرة يجب أن يحافظ على التربة حول الساق بقلع الأعشاب وتنكيش الخطوط حول الحفرة المخصصة لكل غرسة حتى يبقى الحقل نظيفاً من الأعشاب والحشائش حتى لاتشارك الشجيرات في غذائها.
فالحراثة الأساسية الصحيحة يجب أن تتم في الخريف، ففي بساتين التفاحيات يجب أن تحرث التربة على أعماق لاتتعدى 12-15سم أما في بساتين اللوزيات فيجب أن لاتتعدى 5-10سم.
عمق الحراثة حول الساق 5-8 سم وتزداد عمقاً كلما ابتعدنا عن الساق (ولأن الجذور تزداد تعمقاً كلما ابتعدت عن الساق)، وزمن الحراثة الخريفية يتحدد من مراحل نمو المجموعة الجذرية لأشجار الفاكهة فالمرحلة الأولى للنمو تكون مبكرة مع بداية الصيف والمرحلة الثانية تبدأ في نهاية فصل النمو الخضري عندما تتهيأ المجموعة العلوية (الهوائية) للشجرة الدخول في طور السكون الشتوي.
وفي ظروف بعض المناطق في قطرنا يجب أن تتم حراثة الخريف مباشرة بعد قطاف أصناف التفاحيات المتأخرة النضج، أما في المرحلة الربيعية والصيفية فيجب أن يحافظ على التربة نظيفة من الحشائش والأعشاب مخلخلة ولإبقاء النظام الهوائي جيد في طبقات التربة.
ثانياً : أثر الفلاحات على سطح التربة في البساتين المثمرة:
تحتاج الأشجار المثمرة في طور الإثمار إلى تغذية غزيرة، ولهذا من الضروري العمل على زيادة خصوبة التربة باستمرار، ومن خلال تطبيق مجموعة من العمليات الزراعية كإبقاء التربة بحالة مفلوحة بإجراء حراثات دورية ومنتظمة لتبقى نظيفة من الحشائش والأعشاب والتسميد بالأسمدة المعدنية والعضوية اللازمة وكذلك زراعة أسمدة خضراء.
ففي الأراضي المروية وحسب ظروف التربة والمناخ قد تنمو الأعشاب بعد السقاية وفي فترات قصيرة تستدعي المحافظة على التربة نظيفة بفلاحتها دورياً. فالمحافظة على التربة مفلوحة ونظيفة تساعد على حفظ الرطوبة والمواد الغذائية في التربة لإبقائها نظيفة من الأعشاب خلال طيلة فصل النمو الخضري.
فالأرض المفلوحة أحد الشروط الهامة لإنجاح البستان فيما لو ترك فترة طويلة بدون حراثة ونمت الأعشاب بكثرة التي تؤدي إلى افتقار المواد الغذائية التي تكون الأعشاب قد امتصت جزء كبير منها.
فحراثة التربة في مثل هذه الحالة تتم في الخريف وحيث تمتص الأرض المفلوحة أكبر كمية من مياه الأمطار الشتوية إضافة إلى ذلك يموت عدد كبير من الحشرات ومسببات الأمراض. الأسمدة الخضراء تساعد على تحريك وتعبئة المواد الغذائية في التربة بأن تحولهم من الأشكال غير القابلة للامتصاص إلى أشكال قابلة للامتصاص، وأهم الأنواع التي تزرع خاصة العائلة البقولية التي تمتص الآزوت من الهواء وتغني التربة بكميات كبيرة منه.
فالنباتات البقولية تراكم من 75-100 كغ آزوت للهكتار والذي يتساوى مع كمية الآزوت الموجودة مثلاً في 15-20 طن سماد عضوي، وتضاف الأسمدة البلدية والفوسفورية والبوتاسية عند حراثة التربة وقلبها في الطبقات الدنيا، أما الأسمدة الخضراء المزروعة في الربيع تحرث في الصيف، والأسمدة الخضراء المزروعة في الصيف تحرث في التربة أثناء الخريف أما المحاصيل البقولية المزروعة في الخريف فتحرث في التربة في الربيع المبكر للسنة التالية:
وفي بعض الدول في البساتين البعلية تقوم بفرش قش ومحاصيل عشبية حول الساق وبدائرة قطرها 0.5-2 م، حيث أن الناحية الإيجابية لهذه العملية يكون بتشكيل بنية حبيبية للتربة مفتتة وغير كتيمة أحد شروط المحافظة على خصوبة التربة إضافة إلى أن الأعشاب وزراعة المحاصيل العشبية تراكم المواد العضوية مما تؤدي إلى تحسن لون الثمار عند نضجها.
ثالثاً: أثر بعض العمليات الزراعية على سطح التربة في البساتين المثمرة:
تجري عدة عمليات زراعية لتحسين خواص التربة الفيزيائية ولزيادة خصوبتها وخلق ظروف مناسبة لنمو وإثمار الأشجار المثمرة .
إن اختيار هذه العمليات الزراعية في حقول الأشجار المثمرة يكون حسب الخصائص البيولوجية لأنواع وأصناف أشجار الفاكهة، وعمر الأشجار والظروف المناخية ودرجة ميول الأرض، وكذلك حسب الإمكانيات المتاحة والمتوفرة للمكننة وللخدمة في عمليات الإنتاج.
ومن المستحسن أن تتوافق العمليات الزراعية على كافة الظروف المشار إليها والتي ستساعد على حفظ أو زيادة خصوبة التربة عند استعمال الطرق الحديثة لتربية الأشجار وزيادة الإنتاج.
ومن الناحية العملية تستخدم عدة طرق للمحافظة على خصوبة التربة في بساتين الأشجار المثمرة:
1- كالمحافظة على التربة مفلوحة Clean Cultivation .
2- زراعة بعض أنواع المحاصيل بين خطوط الأشجار Inter cropping.
3- ترك الأرض بور (بدون زراعة).
4- زراعة أعشاب قصيرة الأمد.
5- زراعة بعض الأنواع كأسمدة خضراء.
6- حراثة التربة في دوائر حول الساق.
7- تغطية التربة Sod mulchirjon.
3-1 : المحافظة على التربة مفلوحة ونظيفة على مدار السنة: Clean Cultivation
إن ترك التربة مفلوحة ونظيفة على مدار السنة وبدون أي زراعة ثانوية بين الأشجار المثمرة أحد الطرق الأساسية للمحافظة على سطح التربة في البساتين، حيث خلال فصل النمو الخضري للأشجار تجري عدة حراثات للمحافظة على سطح التربة مفككة ونظيفة من الحشائش والأعشاب يهدف التحسين المستمر للخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة وأن يزداد مخزونها من المواد الغذائية.
وبهذا الأسلوب يمكن خلق ظروف مثالية للنمو والتمثيل الطبيعي للمجموعات الجذرية والأعضاء العلوية (الهوائية) للأشجار المثمرة. وبتطبيق هذه العملية على التربة نستطيع المحافظة على رطوبتها وزيادتها وبتحسين النظام الهوائي والحراري في التربة وكذلك تساعد هذه العملية أيضاً على زيادة نشاط بكتريا النترتة والتي تسمى Nitrification Bacter والتي تلعب دوراً هاماً في زيادة خصوبة التربة بخلق بيئة مناسبة لتراكم النترات والأملاح القابلة للامتصاص (من فوسفور وبوتاسيوم) حيث يساعدوا على تحسين النظام الغذائي للأشجار.
الأثر الفعال الإيجابي لهذه العملية بإبقاء الأرض نظيفة خالية من الأعشاب والمحافظة على رطوبتها يعود إلى عدم وجود نباتات ثانية أخرى تشارك الأشجار غذاءها وكذلك فإن عمليات الحراثة المتكررة تعمل على تفتيت الطبقة الكتيمة والكتلة من قشرة التربة.
ومن ميزات هذه الطريقة أيضاً أنها تستوعب بسهولة مياه الأمطار في الحالة البعلية وكذلك مياه السقايات في الظروف المروية وبعد تفتت سطح التربة فإن الرطوبة تحفظ جيداً ولزمن طويل حيث يقل السطح المتبخر إلى أقل مايمكن حيث تتفتت الأنابيب الشعرية في بنية التربة.
تلعب الرطوبة دوراً هاماً في تحسين النظام الغذائي في التربة، وعند نقصها فإن عملية تمعدن Mineralitation المواد العضوية وإذابة الأسمدة وتفتت المركبات صعبة الهضم (صعبة الوصول للنبات) إلى مركبات سهلة الوصول والاستعمال من قبل جذور الأشجار.
ففي التربة المفلوحة هناك ظروف أفضل لنمو الجذور وامتدادها الواسع في الآفاق والأعماق حيث يتزايد ويتسع السطح الجذري الماص، وتنمو الجذور وتتغلغل في طبقات تربة جديدة بحثاً عن الماء والمواد الغذائية .
فنمو الأشجار المزروعة في مثل هذه الظروف يقوى ويزداد، وبالتالي تزداد البراعم والدوابر الثمرية ويزداد عدد الأوراق ويكبر حجمها ويزداد لونها اخضراراً وينشط عملها ( أي الأوراق ذات التأثير الهضمي).
فالأشجار القوية السليمة تتعمق جذورها وتمتد إلى أعماق كبيرة ويكون مخزونها كبير بالمواد اللدنة التي تساعد الأشجار على الدخول في طور السكون (طور الراحة) وبتكوين براعم ثمرية بشكل منتظم ويكون الإثمار سنوياً وبكميات كبيرة والثمار تكون كبيرة الحجم وبنوعية ممتازة.
ويمكن ملاحظة المردود المباشر لعملية الحراثة بزيادة المحصول وكبر حجم الثمار في الأشجار المزروعة في الظروف البعلية حيث يحافظ على خصوبة التربة بإجراء الحراثات المتكررة وبالتالي فإن لحم الثمار له بنية خلوية جيدة ودرجة صلابة جيدة، والثمار لها فترة استدامة أطول عند تخزينها.
وتؤثر الحراثة النظيفة من الأعشاب بشكل إيجابي أيضاً عند هرم وشيخوخة الأشجار، بتقوية النمو وتكوين نموات حديثة وطرود خضرية جديدة وقوية وتشكيل خشب جديد باستمرار، لذا فإن هرم وشيخوخة الأشجار بعد إجراء عملية التقليم المناسب على الأفرع القديمة الجافة واليابسة يبطئ ويتأخر كثيراً، وتستمر فترات الإثمار بالكامل زمناً أطول وتزداد الأشجار عمراً أطول وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع كميات المحصول وزيادة الدخل من حقول الأشجار المثمرة.
إن استمرارية حراثة التربة والمحافظة على سطحها مفلوحة نظيفة من الحشائش والأعشاب له بعض النواحي السلبية ( غير المنظورة) نجيز منها بأنها تؤكد عملية تمعدن Mineralitaion المواد العضوية ويقل بالتالي محتوى الدبال، ويقل كذلك الآزوت في التربة، فتخرب البنية الحبيبية للتربة، وأما الطبقة السفلى التي تلي طبقة الحراثة فقد تصبح كتيمة غير نافذة من جراء الحراثات المتعددة على الطبقة العليا، وعدم تغيير أعماق الحراثة وبالتالي تؤدي إلى سوء النظام الهوائي والمائي والحراري وبالتالي تؤدي إلى إضعاف التفاعلات الميكروبيولوجية كذلك يصعب امتصاص الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور.
وقد تتعرض الأشجار للإصابة بالاصفرار (كلوروزا) Clorosis ولجفاف بعض الأفرع ولضعف كلي في نمو الشجرة وبالتالي يقل المحصول وكذلك قد تتعرض الأشجار لتبادل الحمل بالسنوات.
ويحافظ على التربة بواسطة الحراثات المستمرة، فحراثة الخريف للتربة في البساتين المثمرة لها تأثيراً ايجابياً على نمو المجموعة الجذرية وتساعد على تخزين الساق والجذور بالمواد اللدنة، ويجب أن تتم مباشرة بعد إجراء عملية القطاف وجمع المحصول، وخاصة الأصناف المتأخرة النضج، وإذا كانت الرطوبة غير كافية في الأراضي المروية من المستحسن إضافة رية خفيفة للترطيب، وقبل إجراء الحراثة يمكن إضافة كمية محدودة من السماد الآزوتي.
عمق الحراثة يتناسب وقوة نمو الأصل والتوضع الأفقي والعمودي للمجموعة الجذرية، فالحراثة العميقة من 20-22 سم تتم في حقول الأشجار المطعمة على الأصول القوية وتوضع عميق للمجموعة الجذرية، أما الحراثة السطحية بعمق 15-18 سم فيجب إجراءها في حقول أمهات الأشجار الكبيرة السن والمطعمة على أصول متوسطة النمو.
وفي الأصول المقصرة وضعيفة النمو فإن عمق حراثة الخريف يجب أن لاتتجاوز من 10-12 سم بالقرب من الساق بدائرة قطرها 50-60 سم وحيث تكون فيها للجذور الهيكلية قريبة من سطح التربة، ولاتحرث هذه الدوائر بالمحراث لتلافي خطر الجذور أو تقطيعها ويمكن أن تكون حراثة الخريف سطحية في حقول الأشجار الصغيرة السن المزروعة على أراضي غدقة وغير مفلوحة سابقاً والتعمق التدريجي في هذه الحراثات يستمر من 2-3 سنوات.
الجروح الصغيرة والخدش وجروح الجذور المقطوعة الرفيعة والتي بسماكة 8-10 مم ، والجذيرات تستطيع أن تلتئم وتشكل كالوس خلال طور السكون الشتوي إلى أن يبدأ فصل النمو في بداية النمو الخضري التالي حيث تستطيع تكوين جذيرات جديدة وتستعيض المجموعة الجذرية وظائفها من جديد.
حراثة الخريف المتأخرة، وحراثة الشتا، ، حراثة الربيع في البساتين المثمرة تكون أقل فائدة من حراثة الخريف التي تتم في نهاية شهر أيلول وبداية شهر تشرين أول والتي فيها الجروح المتشكلة على الجذور تلتئم بسرعة وتشكل الكالوس، وتتكون جذور جديدة، أما الجذور المجروحة والمقطوعة الناتجة عن الحراثات المتأخرة لاتستطيع تكوين كالوس والتئامها بسبب حلول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة مما تؤدي إلى تعفنها وخلال الربيع يبطئ نموها ويتأخر بحوالي 20-25 يوم.
الحراثة العميقة في الربيع أو أثناء فصل النمو الخضري تؤثر على وظائف المجموعة الجذرية فيتعطل تزويد الأشجار بالماء والمواد الغذائية بسبب تأثير الجذيرات الماصة والذي يحدث في الفترة الزمنية التي تكون فيها الأشجار بأمس الحاجة إلى الماء والغذاء.
يجب أن نشير إلى تغيير عمق الحراثة الأساسية في الخريف من سنة لأخرى، حتى نبتعد عن تشكيل الطبقة الكتيمة تحت الطبقة السطحية، ويترك سطح التربة مكشوفة الأثلام بعد الحراثة، ويجب الانتباه على ألا يتشكل خط الحراثة العميق في الوسط بين مسافة الخطوط أو أن تتشكل أثلام كبيرة وعميقة.
إذا استطردنا الحديث لتلافي النواقص المشار إليها والابتعاد عن الجروح التي تحدث في الجذور أثناء حراثة الخريف الأساسية، وفي الآونة الأخيرة فقد أجريت عدة أبحاث فعوضاً عن الحراثة الدورية بعمق 20-22 سم على أن تتم الحراثة كل 3-4 سنوات مرة حراثة عميقة ومخلخلة (50-60) سم للتربة في وسط المسافة بين الخطوط وبنفس الوقت تجري عملية التسميد الأساسية وبكميات كبيرة.
إن الخلخلة العميقة وسط المسافة بين الخطوط تسبب تقطيع الكثير من الجذور الرفيعة، وتكون المسبب الرئيسي في تكوين جذيرات نشيطة جديدة التي تمد الشجرة بغزارة بالماء أو المواد الغذائية وبالتالي فإن نمو الأشجار يزداد ويقوى، وتزداد كميات المحصول من 21-46% حسب نتائج الأبحاث العالمية التي أثبتت بأن الخلخلة العميقة للمساحة بين الخطوط فإن الخاصية الشعرية للتربة تزداد من 9-12 % والرطوبة 2-2.5% والنتريت (أي تحول النترات إلى نتريت) بمرتين وكذلك تزداد الكميات الفوسفاتية.
كذلك عند تضرر الجذور الرفيعة السماكة حتى 3 سم لاتلاحظ اضطرابات في نمو الأشجار المثمرة عندما تتم الخلخلة العميقة دورياً. يجب أن تكون الحراثات بالمحاريث الحفارة وبالأمشاط، وبأن ينظم استعمال مثل هذه الحراثات بالمحاريث الحفارة شريطة أن يتبعها تمشيط بأحد الأمشطة المذكورة حتى يبتعد عن تشكيل الطبقة السفلى الكتيمة.
وفي الربيع المبكر وبعد جفاف التربة مباشرة تتم أول حراثة ربيعية بالمحاريث الحفارة، وإذا كانت التربة شديدة القساوة يمكن أن تحرث على أعمال 10-12 سم أما الحراثات التي تلي هذه فتكون حسب وجود الأعشاب ونسبتها، وتتكون عادة قشرة قاسية على سطح التربة نتيجة لسير الآلات الزراعية ومن الأمطار ومن مياه السقاية وتجري عادة عدة حراثات وحسب الإمكانيات المتوفرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تقليل عدد الحراثات عند استعمال مبيدات الأعشاب في حقول الأشجار المثمرة للقضاء على الحشائش والأعشاب.
3-2- زراعة بعض المحاصيل بين خطوط الأشجار Inter Copping وأثرذلك:
جذور أشجار الفاكهة لاتغطي كل المساحات المخصصة لها بعد الغرس ولا لمدة سنوات، ولاتستطيع أن تستخدم بشكل كلي كمية الماء والمواد الغذائية المضافة للتربة، ففي البساتين الحديثة وأثناء فصل النمو الشديد ، فإن الأجزاء العلوية تنمو بقوة في الاتجاه الطولي (الأعلى) وكذلك فإن الهيكل العلوي للشجرة يتفرع بسرعة بالارتفاع أكثر من الجوانب وعلى عكس ذلك فإن المجموعة الجذرية تنمو بقوة في الاتجاه الأفقي ويبطئ في الاتجاه العمودي (للأسفل)، كما أن بعض الفوارق في الأنواع والأصناف تكون كبيرة متمثلة في الخصائص النوعية للأنواع والأصناف.
من نتائج الأبحاث العالمية استنتج أن المجموعة الجذرية لأشجار التفاح المزروعة على مسافات 10×10 م في الأراضي البعلية تحتل في السنة الرابعة بعد الغرس مساحة 40-50% من المساحة الكلية المخصصة لكل شجرة وبعد السنة السادسة تحتل 60-90% من المساحة المخصصة لها وبعد 14 سنة من عمرها تحتل 100% من المساحة المخصصة لها، وفي البساتين الكثيفة حيث مسافات الزراعة صغيرة فالجذور تحتل المساحة المخصصة لها في وقت قصير، وتحتاج الأشجار في مثل هذه الزراعات إلى مواد غذائية بكثرة حتى تنمو بسرعة وتدخل بشكل مبكر في طور الإثمار.
ففي هذه الحالة يجب عدم زراعة أي نوع من الزراعات الثانوية بين الأشجار وعند اختيار المحاصيل المراد زراعتها بين الخطوط يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الحاجة ومتطلبات أشجار الفاكهة من حيث التربة والمناخ وإمكانية مكننة العمليات الزراعية أن تكون متوافقة مع بعض، فالمحاصيل المزروعة بين الأشجار يجب أن لاتؤثر على نمو وإثمار أشجار الفاكهة كما يجب عدم ترك أعشاب ضارة تنمو معهم حتى لاتنهك التربة وتعيق بالوقت نفسه تنفيذ العمليات الزراعية.
المحاصيل المراد زرعها يفضل أن تزرع متأخرة، وأن تتحمل الظل (التظيل) شريطة أن تكون مبكرة النضج (ذات عمر قصير) وتجمع مع بعضها وكذلك تكون ذات مردود اقتصادي عالي.
ويفضل دائماً انتقاء المحاصيل التي لاتشاطر الأشجار الماء والغذاء وخاصة أثناء فترة النمو الشديدة للجذور والأجزاء العلوية من الشجرة في فصلي الربيع والصيف. فمن المحاصيل التي تزرع بين الأشجار المثمرة:
3-2-1- الحبوب: وهذه أكثر المحاصيل غير المرغوبة، حيث يكون نموهم الشديد في الربيع منطبقة مع النمو الشديد لأشجار الفاكهة، في الفترة التي تكون فيها أشجار الفاكهة بأمس الحاجة إلى الماء والمواد الغذائية وهذا ما تحتاجه أنواع المحاصيل هذه التي تمتص كمية كبيرة منهم، وحيث تؤدي في النهاية إلى تعرقل النظام المائي والغذائي والهوائي في التربة فتأثير هذه المحاصيل يكون سلبياً على نمو وإثمار الأشجار، حيث أن الأشجار الصغيرة يبقى فيها السطح الامتصاصي للجذور الماصة محدود وصغير فقد تعاني من جراء ذلك أثناء الصيف من الجفاف ونقص المواد الغذائية مما يؤدي إلى موت قسم كبير.
3-2-2- المحاصيل العلفية: ويتشابه تأثير المحاصيل العلفية التي تكون طبقة عشبية سطحية كثيفة وبمساحة تبخر (نتح) وتمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء (وتمتص بشكل رئيسي كميات كبيرة من النترات والفوسفور).
في بداية الربيع حيث تؤثر تاثيراً سلبياً على نمو الغراس صغيرة السن وكذلك تؤثر على الأشجار الكبيرة حيث تتسبب بضعف النمو وتأخر الإثمار وبالتالي تكون كمية المحصول قليلة وغير منتظمة ، حيث تظهر أغلب سلبيات هذه الزراعات بين الأشجار على الإثمار والإنتاج في الأشجار المثمرة، ولهذا السبب ننصح بالابتعاد عن مثل هذه الزراعات في حقول البساتين المثمرة.
3-2-3- الذرة الصفراء: أما الحديث عن زراعة الذرة الصفراء سواء كان للحب أو للعلف بين الأشجار والتي تمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء ، وخصوصاً في الفترة الضرورية للأشجار لمحصول الذرة يجهد التربة كثيراً ويصعب عمليات خدمتها وتسميدها، ومكافحة الأمراض والحشرات وكذلك تصعب حركة الآلات الزراعية بين الخطوط ونحن بدورنا ننصع بعدم اتباع هذه الزراعة بين حقول الأشجار المثمرة نظراً لمساوئها المتعددة.
3-2-4- المحاصيل الزيتية والصناعية: كالقنب والكتان وعباد الشمس والقطن والدخان وغيرهم التي تمتص كميات كبيرة من الماء والمواد الغذائية وترهق الأشجار بقوة كبيرة وخاصة الضرر الأكبر يكون من زراعة القنب والكتان وعباد الشمس (دوار القمر) وجزء من الدخان، هذه الأنواع تنمو بالارتفاع وتكون نباتات كثيفة وعالية تظلل وتضغط على الأشجار الصغيرة وتسبب ضعف بالنمو وعدم نمو الهيكل العلوي للشجرة ويتزايد الضرر من الأمراض والحشرات وتصعب عمليات إجراء المكافحة وكذلك تصعب عمليات إجراء العمليات الزراعية بأنواعها، كل هذه الأنواع التي لاننصح بزراعتها بين الأشجار المثمرة للأسباب السالفة الذكر.
ويجب الابتعاد أيضاً عن زراعة النعنع كمحصول بين الأشجار المثمرة لأنه يمتص كمية كبيرة من الماء والمواد الغذائية.
3-2-5- المحاصيل الدرنية: الجذور الثمرة كالجزر واللفت والشوندر الأحمر والسكري تكون مضمونة ويمكن زراعتها بنجاح بين خطوط الأشجار الصغيرة السن وفي البساتين المنشأة حديثاً شريطة تهيئة التربة بالفلاحة والتسميد قبل الزراعة، وهذه الأنواع يكون تأثيرها السلبي ضعيف جداً باستثناء الشوندر السكري [1]، غير أن البطاطا تكون أصلح لزراعتها بين الخطوط.
3-2-6- الخضار وتشمل:
3-2-6-1- الخضار المبكرة النضج: كالخيار والبصل والثوم والفجل التي تزرع غالباً كمحصول ثانوي بين خطوط الأشجار الصغيرة السن، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياج هذه الأنواع المستمر للماء والغذاء والضوء، وهنا نشير إلى أنواع الخضار غير الملائمة للزراعات بين الأشجار لبعض الأنواع كالبراصيا والملفوف والسلق والبندورة المتأخرة النضج والكرنب.
3-2-6-2- الخضار المتأخرة النضج: إذا زرعت بين الأشجار قد تتسبب عن دوافع وإيقاظ النمو من جديد في الشجيرات صغيرة السن أو يتأخر فصل النمو بالاستدامة حيث يؤدي إلى عدم تهيئة الشجيرات الجيدة للدخول في طور الراحة (التشتية) مما يعرضها أثناء الشتاء إلى الحرارات المنخفضة المسببة لتجمد الطرود الغضة وغير المتخشبة.
وقد استنتج روبين في أبحاثه عام 1967 بأن نمو الأشجار في التفاح المزروع تحتها خضار كزراعات ثانوية يكون جيد يبلغ متوسط نمو الطرود وسطياً حوالي 110-127 سم أما عند نمو الأعشاب بين الخطوط أو عند زراعة الفصة فإن متوسط طول الطرود في التفاح إلى 56-60 سم.
3-2-6-3- القرعيات من الخضار: كالخيار والكوسا واليقطين والقرع والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرهما من الزراعات الثانوية التي يمكن أن تزرع في حقول الأشجار المثمرة الحديثة السن لولا بعض النواقص، النواحي السلبية في هذه الأنواع كالسوق الزاحفة والغضة التي لاتتحمل الجروح وتتوزع بتفريعاتها بحيث تغطي كل المساحة والتي تؤدي إلى تعرقل سير الآلات الزراعية وإجراء بعض العمليات الزراعية الضرورية إضافة إلى أن هذه الأنواع الخضرية لاتتحمل الظل.
3-2-7- المحاصيل البقولية: كالفاصولياء والفول والحمص والبازلاء وفول الصويا وغيرها من هذه العائلة التي تعتبر أفضل أنواع المحاصيل المشار إليها أعلاه للزراعات الثانوية بين حقول الأشجار المثمرة ونحن بدورنا ننصح باتباعها وزراعتها، خاصة عندما تزرع لاستعمالها للتسميد الأخضر، فالكتلة الخضراء تحرث في التربة وتغنيها بالآزوت والمادة العضوية، إضافة إلى تحمل هذه الأنواع للظل ومردودها الاقتصادي عالي وحتى في المناطق المظللة، أما عن أشجار الفاكهة المزروع بين خطوطها بقوليات فنموها وإثمارها جيدان إضافة إلى الصفات النوعية الممتازة للثمار.
3-2-8- ويمكن استخدام أو زراعة بعض أنواع الفاكهة كالفريز بين خطوط الأشجار الصغيرة السن، لكنها تحتاج إلى خدمة عالية المستوة وبالتالي تنعكس هذه الخدمة على الأشجار المثمرة، وخاصة إذا بلغت العناية الواسعة بنجاح زراعتها فالأشجار المثمرة هنا تنمو بسرعة وتدخل في طور الإثمار بشكل طبيعي والمحصول يمتاز بكمياته ونوعيته.
أما في حقول الأشجار المثمرة الكبيرة يجب الابتعاد عن زراعة الفريز كزراعة ثانوية لأنها تعطي محصول منخفض وبنوعية رديئة وتعرقل عمليات إجراء المكافحة من الأمراض والحشرات على الأشجار المثمرة.
الزراعات الثانوية تزرع فقط في المساحة غير المشغولة من قبل المجموعتين الأساسيتين للنبات المجموعة الجذرية والمجموعة العلوية، وفي البساتين المثمرة والتي فيها المجموعات العلوية بشكل كروي ومستدير والأصول القوية كما في التفاحيات، فيمكن وحتى 6-8 سنوات من زراعة المحاصيل الثانوية بين الأشجار المثمرة.
أما في اللوزيات فحتى 4-6 سنوات لكن في الزراعات المكثفة وعلى أصول مقصرة والتربية القصيرة للمجموعات العلوية فإن الزراعات الثانوية قد تقتصر من 1-2 سنة، بعد ذلك تترك المسافات بين خطوط الأشجار مفلوحة ونظيفة بشكل دوري ومنتظم بحيث نحافظ على النظام الغذائي والمائي والتهوية الجيدة لتأمين النمو الغزير لبناء هياكل علوية وجذرية سليمة للأشجار وكذلك للإسراع في الدخول المبكر في طور الإثمار.
عندما نرغب في زراعة ثانوية بين خطوط الأشجار من المستحسن ترك فراغات واسعة بدون محاصيل بين الخطوط 0.5-1.5 م حتى يتمكن من إجراء العمليات الزراعية في التربة والتسميد والسقاية ومكافحة الأمراض والحشرات والتقليم وتشكيل هيكل علوي للشجرة وغيرها من الخدمات، هذه الفراغات في المساكب بين الخطوط تتسع سنوياً وباستمرار من طرفي الخط بعرض 40-50 سم.
عند زراعة محاصيل ثانوية بين الأشجار من الضروري معرفة احتياجات أنواع هذه المحاصيل المراد زراعتها للضوء:
أ- محاصيل تتحمل الظل: كالفاصولياء والسبانخ والبصل والثوم للاستهلاك الأخضر.
ب-محاصيل متوسطة التحمل للمناطق المظللة: كالفول والبازلاء والبطاطا المتأخرة والجزر وغيرها.
ت-محاصيل لاتتحمل الظل : كالخيار والكوسا والبطيخ الأحمر والأصفر والبندورة المبكرة وغيرها.
وعند زراعة محاصيل ثانوية يجب الاهتمام بالخدمات الزراعية الواجب تأديتها كالحراثة والتسميد والسقاية وغيرها، وكذلك عند زراعتهم يفضل اتباع دورة زراعية وصحيحة حتى لاتترك قطعة تفتقر إلى مواد غذائية أكثر من قطعة أخرى أو يسوء استخدام كل القطع.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار خصائص وأنواع وأصناف الأشجار المثمرة المزروعة وأصولها عند اختيار الزراعات الثانوية: ففي أنواع أشجار الفاكهة (اللوزيات) كالدراق والمشمش والكرز يجب الابتعاد عن أنواع المحاصيل الثانوية التي ستزرع والتي تتطلب سقاية باستمرار وبغزارة.
كذلك في الأصول المقصرة يجب الابتعاد عن أنواع المحاصيل التي لها جذور عميقة وتمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء تضعف النمو والإثمار عند الأشجار المثمرة.
أثر عزق التربة في دوائر حول الساق في الأشجار:
عند حفظ سطح التربة مفلوحة ونظيفة من الحشائش والأعشاب في البساتين المثمرة حديثة السن بفلاحتها أو بزراعة محاصيل ثانوية بين الخطوط أو بزراعة محاصيل أسمدة خضراء، يجب أن لاتحتل كل المساحة بل من الضروري ترك مساحات على الخط نفسه حول الساق أو دوائر حول ساق كل شجرة وأن يحافظ على هذه المساحات خالية من الأعشاب يعزقها وتنكيشها وإبقائها متخلخلة وبهذه الطريقة يمكن أن يتحسن النظام المائي والغذائي والهوائي في التربة في حدود دائرة المساحات المشغولة من قبل المجموعة الجذرية للشجرة.
وفي هذه الحالة لاتتأثر الأشجار المثمرة من وجود زراعات محاصيل ثانوية بين خطوطها وتستخدم الأشجار الرطوبة والمواد الغذائية بشكل سليم ينعكس على نموها بالتالي، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن المجموعة الجذرية تتشر بأوسع من الهيكل العلوي للشجرة والدوائر المعزوقة حول الساق يجب أن تكون واسعة بأن تزداد سعتها سنوياً بحوالي 40-50 من جانبي الخط أو بحوالي 50 سم من خارج قطر الدائرة المتروكة حول الساق.
ويترك بعد الغرس مساحات بشكل أحواض أو دوائر حول كل غرسة بحدود 75-100 سم من كل الجهات وذلك لتأمين الحركة عند إجراء عمليات الخدمة. وتزداد هذه المساحة سنوياً على حساب المحاصيل الثانوية التي تقل تدريجياً بينما تزداد المساحة المعزوقة والمتروكة حول الساق لتبقى في النهاية مفلوحة نظيفة خالية من الحشائش والأعشاب.
في حقول البساتين التي مسافتها بين الخطوط أقل من 6 م كالدراق فإن المساحات المحروثة تحتل كل المساحة بين الخطوط في السنة الثالثة من الغرس وفي بعض الأنواع التي فيها الهيكل العلوي مستدير الشكل فتكون المدة بعد 3-4 سنوات كالتفاحيات.
وفي البساتين المثمرة البعلية وفي المناطق المعرضة للجفاف فالمساحات المحروثة أو الدوائر المعزوقة حول الساق تكون واسعة ويمكن في هذه الحالة الاستغناء عن زراعة المحاصيل الثانوية ويحافظ على سطح التربة نظيف من الحشائش والأعشاب بالحراثات.
بعد جمع المحصول من الزراعات الثانوية بين الأشجار تحرث بقاياه في التربة كسماد أخضر فعمق الحراثة في هذه الحالة من 13-15 سم ويتم حراثة سطح التربة كلها بعد التسوية اللازمة وبعد ذلك تجري في الخريف القادم الحراثة الاساسية.
وهناك طريقة غير متبعة في بلادنا حالياً، ولكن يمكننا أن نشير إليها ونعرف القارئ بها وهي للمحافظة على خصوبة سطح التربة تجري عملية تغطية أرض البستان والتي تسمى Sod Multchirian بحيث يغطى سطح التربة بمادة عضوية كالقش والتبن أو أعشاب مقصوص أو بقايا نباتات علفية محصودة أو مواد اصطناعية كالبولي ايثيلين وغيره بحيث تتم التغطية مبكراً في الربيع بعد الحراثة الأولى للتربة.
تسميد الأشجار المثمرة:
إحدى أهم العمليات الزراعية الأساسية التي تجري في بساتين الأشجار المثمرة للمحافظة على خصوبة التربة ولتوفير الغذاء اللازم للأشجار لتأمين نمو جيد ومحصول عالي وبنوعية جيدة، على اعتبار أن الأشجار المثمرة تزرع في مكان واحد سنوات عديدة قد تتجاوز 20-40 سنة وتمتص من التربة كميات كبيرة من المواد الغذائية التي يتطلب تأمينها باستمرار.
ماهي حاجة أشجار الفاكهة للمواد الغذائية:
يكون المردود جيد من التسميد عندما تتأمن متطلبات الأشجار ويحكم على ذلك من نقص أحد العناصر الغذائية في التربة، فمن نتائج الباحثين مثل تشاكاتسي 1948 Tchakatsi حيث أشار إلى أن أشجار الفاكهة المثمرة تمتص من تربة دونم واحد الكميات التالية من العناصر الغذائية الاساسية:
6.85 كغ آزوت N، 2.55 كغ فوسفور P2O5 ـ 9.70 كغ بوتاس K2 أو حسب النسبة الثلاثية المستعملة بين هذه العناصر ( K2, P2O5, N) 1.3:0.3:1 وإلى نتائج قريبة ومتشابهة توصل كل من فريتشه وفرت Wirther and Frithshe في النمسا وسويسرا ، وكوبل Kobel 1957 أشار إلى نتائج تشاكاتمي بأن التوزع النسبي بين العناصر الثلاثة يجب أن يؤخذ كأساس عند حساب كميات الأسمدة الواجب تسميدها لبساتين الأشجار المثمرة، وهذه النسبة يمكن أن تتغير قليلاً بالزيادة أو بالنقصان وحسب نقص العناصر أو زيادته في التربة وذلك من جراء تحليل عناصر التربية كيميائياً.
فأنواع الأشجار المثمرة لاتمتص العناصر الغذائية من التربة بالتساوي فالدراق يمتص أكبر كمية من العناصر الغذائية يليه التفاح والسفرجل ثم الأجاص.
حاجة أشجار الفاكهة للعناصر الغذائية تتغير حسب عمر الأشجار ومقارنة فالأشجار الحديثة السن أقل احتياجاً من الأشجار الكبيرة التي في طور الإثمار ويزداد احتياجهم ومتطلباتهم لكميات أكثر من العناصر الغذائية كلما تقدمت الأشجار بالسن.
وخلال مراحل النمو لأطوار الفينولوجية المختلفة تكون حاجة الأشجار للغذاء والعناصر الغذائية مختلفة، فدراسة سبيفاكوفسكي Spivakovski تدل بأن احتياج التفاح من الآزوت والبوتاس تنمو باستمرار أثناء طور النمو البطيء أو التخزين، والحاجة من الفوسفور تزداد خلال طور النمو القوي بينما تقل الحاجة إليه خلال طور النمو البطيء.
أثر حركة العناصر الغذائية وتوضع الجذور:
يجب معرفة توضع المجموعة الجذرية في آفاق التربة وإمكانياتها على امتصاص المواد الغذائية الضرورية، كذلك يجب معرفة حركة كل سماد على حده حتى نستطيع الحكم على مردودية الأسمدة عند استعمالها على الأشجار المثمرة.
ويمكن القول أن استمرارية التسميد بنوع واحد ما هي أضراره، فمثلاً الآزوت في حقول التفاح، والدراق يؤدي إلى اضطرابات فيزيولوجية ، حيث تؤثر على ضعف النمو وانخفاض المحصول ورداءة نوعية الثمار، وعندما يضاف إلى السماد الآزوتي السابق أسمدة فوسفورية وأسمدة بوتاسية فتعاود الأشجار نموها وحيويتها من جديد ويأخذ مسار نموها شكله الطبيعي.
دور العناصر الغذائية الرئيسية (الكبرى) Microelement :
الآزوت:
يعتبر الآزوت من العناصر الحيوية الضرورية، أهميته كبيرة نظراً لاشتراكه في بناء المواد البروتينية وغير البروتينية، والكلوروفيل (التمثيل اليخضوري) واستعماله يساعد على تحسين النمو الخضري للشجرة وكبر حجم الأوراق ولمعانها ويزيد من عملها بهضم المواد وبالتالي يساعد على نمو ثمار كبيرة الحجم.
فعند نقص الآزوت في الأشجار يضعف نموها وتكون طرود رفيعة وقصيرة ولون الأوراق يصبح زاهي (أخضر فاتح) ويختفي تدريجياً اللون الأخضر منها وتصبح بعد ذلك صفراء على حمراء وتسقط قبل وقتها وبالتالي كمية العقد تكون قليلة جداً، والثمار تبقى صغيرة وتنضج قبل موعدها ويزداد لونها اغمقاقاً.
فبزيادة الآزوت يكون نمو الاشجار قوي ويتأخر نمو الطرود الخضرية حتى الخريف ولايكون النضج جيداً وتكون الأشجار أكثر تأثراً لدرجات الحرارة المنخفضة، أما الأوراق فيكبر حجمها وناعمة تتأخر في السقوط بالخريف. ولايكون سقوط الأوراق كلها في وقت واحد وتكون نسبة العقد التي تسقط كبيرة، وأما الثمار المتبقية على الشجرة فيشحب لونها ويكبر حجمها وتفتقر للسكريات، ويكون لها فترة ديمومة اقل.
ويستحصل على الآزوت من تثبيت الهواء اجوي ومن العقد البكتيرية أو من تحلل المواد العضوية في طبقة التربة السطحية أو عن طريق التسميد حيث يكون في هذه الحالة سهل الوصول للنبات ولايستغرق وصوله لجذور الأشجار فترة زمنية والآزوت لايمكن أن يتراكم في التربة على صورة أشكال ثابتة (غير متحركة) ولهذه الناحية بالذات، غالباً ما تتفاعل الأشجار ايجابياً عند استعمال السماد الآزوتي، لكن في بعض الأراضي الغنية لايكون تجاوب الأشجار مع الأسمدة الآزوتية في البداية واضح.
أشكال الأسمدة الآزوتية المختلفة لاتكون واحدة ومتشابهة التأثير على نمو الأشجار فالأسمدة التي تحتوي على الآزوت في شكل نترات تكون سهلة الوصول وسهلة الحركة، وتمتص بسهولة من قبل النبات وتسبب نمو قوي في بدايته ولكن لفترة قصيرة، أما الأسمدة التي تحتوي على آزوت في شكل أمونياك تكون ضعيفة الوصول للنبات وضعيفة الحركة (بطيئة الوصول للنبات).
الفوسفور:
يشترك الفوسفور في بناء البروتينات وهو جزء لاينفصل من الأحماض الأمينية، إن ضرورية استعمال سماد الفوسفور للنمو الطبيعي للأعضاء التكاثرية كالبندورة والثمار وحيث أن البندورة تصبح جيدة النمو وبحيوية عالية ، وتحمل الثمار على الشجرة جيداً بسبب ذلك إضافة إلى تحسن نوعها كثيراً حيث تساعد على تراكم السكريات والنشويات في الثمار، كذلك يساعد الفوسفور على نضج خشب الطرود في الأشجار، فنقص الفوسفور يلاحظ بضعف نمو الطرود الخضرية وعددها يكون قليل ورفيعة وقصيرة ويبقى غالباً قلب الشجرة عارياً بين الفروع الأساسية، بدون نموات خضرية، والبراعم لاتكون مكتملة النضج، وتبقى نائمة (بدون تفتح) وأما الأوراق فيقل عددها وشكلها يكون ضعيف وسميك ويخضر لونها مع ميول للون الأزرق وتسقط مبكراً في الخريف، وأما الثمار فتبقى صغيرة الحجم ولاتصلح للتخزين. كذلك يضعف من نمو الجذور الشعرية والنصف هيكلية.
إن زيادة الفوسفور يمكن أن يقلل من محتوى الكلوروفيل في الأوراق وقد تسبب أعراض الاصفرار Chlorosis وكذلك إلى نقص عنصر الزنك، ولأنه زيادته تضعف من امتصاص النبات للآزوت.
الفوسفور المضاف عن طريق الأسمدة يكون صعب الحركة والوصول للنبات، وتتثبت كميته في طبقات الأرض (التربة) ولايمكنه الوصول إلى القسم الأعظمي من المجموعة الجذرية ولهذا السبب بالذات لاتتفاعل الأشجار مباشرة للتسميد بالأسمدة الفوسفورية ، كما في الآزوت.
إن أشجار الفاكهة تملك مقدرة عالية لتراكم في أنسجتها كميات كبيرة من الفوسفور بأكثر من الكميات الضرورية في لحظة النمو، لكي تستعمله فيما بعد، بحيث أن المجموعة الجذرية للأشجار المثمرة تكون قوية وتتعمق في طبقات التربة الغنية بالاتحادات الفوسفورية.
والأشجار المثمرة المزروعة في أراضي فقيرة بالفوسفور تتجاوب مثل بقية الأنواع المزروعة في مثل هذه الأراضي لاستعمالات الأسمدة الفوسفورية.
البوتاسيوم:
لايدخل البوتاسيوم في تركيب المادة العضوية، ويكثر وجوده في الأنسجة الحديثة كالبراعم والأوراق وكذلك في الجذور النشيطة ويقل وجوده في الأنسجة الهرمة، وقد دلت أبحاث كثيرة من العلماء أن هذا العنصر يلعب دوراً هاماً في الإرجاعات الكيميائية للمواد، وعنصر البوتاس ينظم regularities أو يعادل الحالة القلوية للبروتوبلازم ويسهل عملية امتصاص الماء ويحد من النتح.
وأعضاء الشجرة المخزنة جيداً بالبوتاس تزداد مناعة الأنسجة للبرد وللأمراض، ويساعد على زيادة المحصول، والثمار تكون غنية بالسكريات وكبيرة الحجم وتلوينها جيد ولها خواص طعم أفضل.
وعند النقص الكبير للبوتاس يلاحظ ضعف في النمو، والطرود تبقى قصيرة ورفيعة ونموها بطيء ، وأكثر حساسية لدرجات الحرارة المنخفضة في الشتاء ، وغالباً ماتموت القمم، الأوراق تبقى صغيرة الحجم وبحروق على حافة وقمة نصل الورقة سقوط الأوراق في الخريف يبدأ من القمة إلى الداخل (أي عكس السقوط الطبيعي للأوراق). الثمار تبقى صغيرة الحجم، بدون طعم، رديئة اللون، قسماً من الثمار تسقط قبل النضوج.
وأشجار اللوزيات من أكثر الأنواع حساسية لنقص البوتاس من أشجار الفاكهة، وزيادة البوتاس يمكن أن تسبب نقص في المغنزيوم، وعلى ظهور بقع مرة تحت قشرة الثمرة في ثمار التفاح.
وجزء من البوتاس يتثبت من طبقة التربة السطحية، وهو أكثر حركة من الفوسفور في الأراضي الخفيفة والمروية وفي الأراضي غزيرة الأمطار يتحرك جزءً كبيراً منه لطبقات سفلى ويمكن أن تستعمله (تستخدمه) جذور الشجرة المثمرة في الأراضي الثقيلة فإن حركة البوتاس تكون بطيئة، ولهذا يمكن بالتسميد العميق بالأسمدة البوتاسية أن تعطي مردوداً أكثر عندما تكون الأراضي فقيرة بالبوتاسيوم.
إن استمرارية زراعة أشجار الفاكهة وتربيتها في مكان واحد سنين طويلة تقلل من الاتحادات البوتاسية الاحتياطية الموجودة في التربة والذي يكون سبباً في ضرورة استعمال الأسمدة البوتاسية وحتى في الأراضي التي تختزن بهذا العنصر.
دور بعض العناصر الغذائية الرئيسية الصغرى Mikroelement:
بالإضافة إلى الإشارة التي ذكرناها عن العناصر الثلاثة الرئيسية (N,P,K) وللسريان الطبيعي للوظائف الحيوية لأشجار الفاكهة، فإن هناك دوراً هاماً تلعبه العناصر الدقيقة أيضاً كالمعنزيوم والحديد والمنغان والزنك والبور وغيرهم. فنقص عنصر أو آخر من هذه العناصر تسبب اضطرابات في نمو الأشجار وخاصة في شكلها الظاهري:
أولاً: نقص عنصر المغنزيوم: يسبب ظهور بقع بنية تجف وتسقط في نصل الورقة وتسمى Nekrosis والأوراق تلتف بالتالي وتسقط بدءً من القاعدة نحو القمة الطرد، وسقوط الأوراق من الطرود الخضرية والأفرع يؤدي إلى صغر ورداءة الثمار، فالتفاح أكثر الأنواع تأثراً بنقص المغنزيوم.
ثانياً: نقص عنصر الحديد: يسبب اصفراراً في الأوراق (كلوروز Chlorosis وتظهر هذه الحالة غالباً في البساتين المثمرة ومن المحتوى العالي للكلس في التربة PH المرتفع، ويكون إزهار الأشجار التي في مثل هذه الظروف ضعيف، والثمار بنوعية رديئة وعند النقص المتزايد للحديد تجف كل الفروع.
ثالثاً: نقص عنصر المنغنيز: يسبب ظهور بقع صفراء بين أعصاب الورقة، ويظهر نقص هذا العنصر عند PH المرتفع للتربة، زيادته تسبب البقع والتثقيب في نصل الورقة المسمى Nickrosis على القشرة وتتواجد هذه الظواهر في الأراضي الحامضية أن أشجار التفاح وخاصة صنف ستاركن يكون أكثر تأثراً بزيادة المنغنيز.
رابعاً : النقص في عنصر البور: يكون المحصول من الثمار ضعيف ومشوهة الحجم، ونقصه يظهر في تفلن بقعي في لحم الثمار، وأعراض نقصه تلاحظ غالباً في التفاح.
خامساً: نقص الزنك: يظهر بصغر حجم الأوراق وتقزم القمم والبقع الصفراء وأحياناً يغمق لون البقع المصفرة ويميل للاحمرار. أكثر الأنواع تأثراً لنقص عنصر الزنك التفاح والكرز والدراق.
الأسمدة اللازمة للأشجار المثمرة:تكون كميات الأسمدة عادة حسب عمر الأشجار، والنوع، والصنف وكذلك الأصل والطعم المستعمل، وقوة النمو وحجم الأشجار وخصوبة التربة وغنائها بالمواد الغذائية، وتتوقف كميات الأسمدة على مقدرة التربة على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية المضافة عن طريق التسميد، وحسب نظام السقاية أو البعل المزروعة عليه الأشجار، وحسب نظام خدمة التربة والمحافظة على خصوبة سطحها.
ويمكن وضع برنامج تسميد للبستان بالأسمدة اللازم إضافتها بعد إجراء التحليل الكيميائية للتربة دورياً كل 3-4 سنوات وكذلك يمكن ملاحظة حالة النبات من المواد الغذائية عن طريق التحليل الكيميائي للأوراق (في مخابر مديريتي البحوث العلمية الزراعية والأراضي بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي).
المردود الاقتصادي للأسمدة في الأشجار الصغيرة حديثة السن يكون حسب تهيئة التربة السابقة للغرس فعند التهيئة الجيدة للتربة وتسميدها بالأسمدة البلدية والفوسفورية والبوتاسية، فالأشجار المزروعة في هذه الحالة لاتحتاج لتسميد معدني وخاصة في الثلاث سنوات الأولى التي تلي الغرس.
وقد أثار العالم سبيفاكوفسكي 1962 للمردود الاقتصادي لتسميد الأشجار صغيرة السن بأن يكون مختلف، وباعتبار أن هذه الحالة غير مدروسة بوضوح، فمن الأفضل التسميد بالكميات المعتدلة من الأسمدة المعدنية والأسمدة العضوية.
وتحضير الأرض قبل الغرس وتهيئتها يكون أحد العمليات الضرورية لإقامة بستان عليها وخاصة إذا أضيفت الأسمدة البلدية والفوسفورية والبوتاسية أثناء التحضير. وبعد دخول الأشجار بداية مرحلة الإثمار، والإثمار الكامل فإن حاجتها للتسميد تزداد، ويجب أخذ العلم أن زيادة استعمال كميات الأسمدة عن معدلاتها أحياناً لاتؤدي إلى الغرض المنشود بزيادة المحصول. ويجب استشارة المهندسين الزراعيين المختصين في كل منطقة.
أما في ظروف بلادنا يمكن تسميد حقول الأشجار المثمرة بالمواد الغذائية الممثلة في الأسمدة العضوية والأسمدة المعدنية (الكيماوية), فمن الأسمدة البلدية يمكن إضافة من 3-5 طن للدونم الواحد ومن الأسمدة الكيماوية يمكن إضافة 10-18 كغ آزوت ومن 10-12 كغ سوبر فوسفات ومن 18-24 كغ بوتاس للدونم الواحد، ويمكن أن تزيد هذه الكميات قليلاً أو تنقص قليلاً حسب كثيراً من العوامل التي أشرنا إليها في بداية الحديث عن التسميد.
وقد جرت العادة في بعض المزارع المثمرة التسميد كل 3 سنوات مرة بالأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية والكمية نفسها المذكورة أعلاه تضرب بعدد السنين فمثلاً في حدود 30-35 كغ سوبر فوسفات توضع كل ثلاث سنوات مرة.
وفي البساتين الحديثة والبساتين المكثفة التي تعتمد على زيادة عدد الأشجار في وحدة المساحة يمكن الإشارة إلى التسميد بحيث يجب أن تزداد (تتوافق) مع عمر الأشجار وخاصة في الأراضي الفقيرة بحيث يجب أن تزداد كمية الأسمدة الآزوتية، والبوتاسية مع ازدياد عمر الأشجار للدونم.
الأشجار التي في طور الإثمار يجب تسميدها كل سنتان مرة بمعدل 4-5 طن سماد بلدي للدونم وعند نقص هذا السماد أو توفره يمكن زراعة محاصيل بقولية واستعمالها كسماد أخضر.
هذه الكميات من الأسمدة التي أشرنا إليه هي تقريبية وكذلك تتوقف على حسب خصوبة التربة وحاجة الأشجار للسماد. الكميات الكبيرة من الأسمدة لها مردود خاصة في الأراضي المروية التي تصحبها الحراثة اللازمة والوقاية من الأمراض والحشرات.
مواعيد استعمالات الأسمدة:
في الآونة الأخيرة ينصح بإضافة أسمدة فوسفورية وبوتاسية كل 3-4 سنوات مرة باستعمال الكميات الكبيرة، هذه الطريقة يمكن الاستفادة كلياً كلياً من كميات الأسمدة المضافة وكذلك يمكن تجنب جرح جزء كبير من الجذور الناتج من حراثة السماد في التربة على أعماق كبيرة في منطقة توزع المجموعة الجذرية.
ومواعيد استعمال الأسمدة لأشجار الفاكهة يجب أن يتوافق مع ديناميكية امتصاص المواد الغذائية وسير النمو في الجذور وحركة العناصر الغذائية في التربة وكذلك مع عمر الأشجار ومع خواص رطوبة التربة.
ويمكن إضافة السماد البلدي والأسمدة الفوسفورية والبوتاسية في الخريف بأن تنثر على سطح التربة، ويعقبها حراثة عميقة بفلح التربة وقلب السماد إلى الأعماق، أما الكمية الباقية من الأسمدة الآزوتية تضاف على دفعتين الأولى من 2-3 أسابيع قبل الإزهار ( عند بداية انتفاخ البراعم) والثانية بعد العقد من 1-1.5 شهر في أيار وحزيران. وتجدر الإشارة إلى أنه في الأراضي الثقيلة يمكن إضافة السماد الآزوتي مرة واحدة أما في الأراضي الخفيفة والطمية فيستحسن إضافته على دفعتان أو ثلاثة حتى يقلل من الضياع من جراء الغسيل بالمياه الزائدة، بحيث نصف الكمية تضاف في بداية الربيع، والنصف الثاني يوزع على موعدين آخرين.
والدفعة الثالثة تعطى الأسمدة الآزوتية على دفعتان الأولى في بداية فصل النمو والثانية في منتصف أيار إلى حزيران. التسميد الآزوتي المتأخر (في حزيران) ينشط نمو الطرود والتي قد تسبب اضطرابات فيزيولوجية، أما التسميد الآزوتي المتأخر في الخريف والذي يمكن أن يكون سبباً لإصابة الطرود الغضة المتأخرة النمو من تأثير الصقيع الخريفي أو الشتوي عليها.
طرق إضافة الأسمدة للبساتين المثمرة:
تضاف الأسمدة المعدنية للتربة إما عن طريق نثرها على السطح ومن ثم حرثها أو عن طريق استعمالات آلات تسميد لوضعها في أعماق التربة مباشرة وكذلك يمكن استعمالها عن طريق تسميد الأوراق باستخدام السماد الورقي.
يتوقف العمق الذي يوضع فيه السماد على حسب حركة العناصر في التربة وحسب الأصول المستعملة وبالتالي حسب التركيب الميكانيكي للتربة، فالأسمدة الآزوتية أسهل حركة وتنثر على سطح التربة وتحرث بعد ذلك حراثة سطحية.
في الأراضي الخفيفة وذات النفاذية العالية يمكن إضافة الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية سطيحاً حيث يعقبها حراثة على أعماق كبيرة وبنفس الطريقة يمكن إضافة الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية للأراضي العميقة ولكن عندما تكون الأشجار مطعمة على أصول سطحية المجموعة الجذرية كالتفاح على أصل بارادايس ودوسين والأجاص على أصل سفرجل.
وفي الأراضي الثقيلة، الأشجار المزروعة على أصول عميقة المجموعة الجذرية تضاف الأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية على عمق 35-40 سم حتى تصل الجزء الظاهر من المجموعة الجذرية وهذا يمكن أن يتأمن عن طريق آلات تسميد خاصة على العمق المطلوب، وفي هذه الحالة يوضع السماد بين الخطوط حيث لاتوجد جذور هيكلية سميكة، ويستحسن أن تضاف الأسمدة عند عملية حراثة التربة العميقة بعد نقبها وقبل زراعتها.
أما في المزارع الصغيرة وحقول الفاكهة قليلة العدد وحيث يصعب تأمين آلات تسميد عميقة، يمكن أن ينثر السماد الفوسفوري والبوتاسي في قاع الثلم أثناء حراثة الحريف العميقة أو في أقنية رفيعة على أعماق 40 سم محفورة بدائرة على أطراف مسقط الهيكل العلوي للشجرة على سطح التربة وكذلك السماد البلدي ينثر على سطح التربة ويحرث مع حراثة الخريف الأساسية.
وبالإضافة إلى الطرق الكلاسيكية للتسميد عن طريق الجذور هنا تجدر الإشارة إلى أن الأشجار يمكن أن تأخذ حاجتها من المواد الغذائية عن طريق الأجزاء العلوية للشجرة كالفريعات والأوراق بمحاليل سمادية ترش الأوراق بها عدة مرات ويسمى التسميد الخارجي، فيمكن إجراؤه بالكريميد بمعدل 0.1-1% بأن ترش الأشجار في شهري حزيران وتموز، ويجب ملاحظة أن الرش المتأخر يسبب تعفن الثمار عند تخزينها.
فقد أعطت نتائج جيدة من السماد الورقي عند استعمال عنصري المنغنيز والبور في تسميد الدراق في حزيران وتموز، رش مثل هذه الأسمدة يجب أن يتم مساء بعد الغروب أو صباحاً قبل الشروق في وجود الندى حتى لاتجف القطرات بسرعة، وحسب اعتقاد العلماء بأن المواد الغذائية تنتقل من المحلول للأوراق من 1-2 ساعة.
والتسميد الخارجي محدود الاستخدام ونادراً ما يطبق إضافة لكونه غالي الثمن ومكلف إضافة إلى أن محاليل الأسمدة لايمكن مزجها بمواد الوقاية من الأمراض والحشرات حيث أن المواد (الأخيرة) تقلل المردود الاقتصادي للسماد المستعمل. ويطبق السماد الورقي في حالات الأشجار المثمرة المصابة بالاصفرار (كلوروزا) الناتج عن نقص العناصر الدقيقة (ميكرو المنت) Microelement.
وفي الختام يمكن أن نشير إلى بعض النصائح العامة في هذا المجال:
1- أكثر من استعمالات الأسمدة العضوية فهي تقوي الأراضي الرملية الخفيفة وتساعدها على حفظ الرطوبة وتخفف الأراضي القوية (وذلك حسب إرشادات المهندسين الزراعيين المختصين في المنطقة).
2- إذا كان الطبقة السفلية من التربة كتيمة غير نافذة للماء يفضل أن يحفر خنادق طولانية أو عرضانية حسب ميل الأرض وفي الأراضي الحديثة الزراعية يفضل نقب التربة وتوصل بخندق عام في نهاية الحقل لتصريف المياه.
3- عدم إجراء الحراثة أو العزق أو استعمال الآلات عندما تكون الأرض رطبة أو طينية.
4- يجب الانتباه لعزق الأرض وتنظيفها من الأعشاب الضارة وخاصة عندما تكون هذه الأعشاب بحالة إزهرار.
5- إن المواعيد المبكرة للحراثات في حقول التفاح المروية قد أعطت نتائج جيدة من مواعيد الحراثات المتأخرة بعد سقوط الأوراق أما الحراثات في حقول البساتين المثمرة فأثناء طور النمو الخضري الأعظمي تتسبب اضطرابات فيزيولوجية تؤدي إلى ضعف النمو في الجذور عكس ماعليه إذا أجريت أثناء طور السكون (أو النمو البطيء).
6- العمليات الزراعية تؤثر على نمو المجموعة الجذرية وخصوصاً إذا أجريت أثناء الأطوار الفينولوجية للأشجار بزمن النمو وتخزين المواد الغذائية اللدنة وكذلك تتأثر من ظروف الوسط المحيط. وإن عدم الالتئام الجيد للجذور عند جرحها وتشكيل كالوس في طور السكون يعود إلى انخفاض الحيوية وحجم المواد المخزونة.
7- أشار كوليسنكوف في أبحاثه في ظروف مناطق القرم Krim في جنوب الاتحاد السوفييتي وعلى شواطئ البحر الأسود إلى أن فلاحة التربة في حقول التفاح يجب أن تتم على عمق بحيث لاتوجد فيه خطورة تضر بالجذور نصف هيكلية التي أقطارها من 10-12 سم بينما في جذور الدراق والخوخ والكرز والأثخن من ذلك بقليل، أما في الأجاص فالعمليات الزراعية في التربة على الجذور النصف هيكلية فتؤثر تأثيراً إيجابياً يؤدي بالتالي لزيادة الإنتاج وأما الجذور الهيكلية فلا توجد خطورة عليها من جراء الحراثات ولكن تستغرق زمناً أطول لالتئامها وتشكل الكالوس عليها.
8- حراثة الخريف قبل أو عند حلول فصل الأمطار تؤدي إلى تحسين الإنتاج وزيادة في المردود عن بقية المواعيد خاصة مواعيد الحراثة المتأخرة في تشرين ثاني وكانون أول بحيث أن درجة حرارة التربة في هذه المواعيد المتأخرة لإجراء العمليات الزراعية (تشرين ثاني، كانون أول) غير ملائمة لتشكل الكالوس والتئام الجرح.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الشوندر السكري: يمتصف كمية كبيرة من المواد الغذائية في 1= كغ تربة مأخوذة من عمق 0-30 سم عند زراعة الشوندر السكري كان موجوداً 33 ملغ آزوت و 25.5 ملغ فوسفور متحرك، لكن عند زراعة البطاطا كان موجوداً في 1 كغ تربة حوالي 51 ملغ آزوت و52 ملغ فوسفور متحرك.
منقووووووووووووول للفائده
ولكم تحااااااااااااااااااااتي الخااااااااااااااصة
على نمو وإنتاج الأشجار المثمرة
إعداد :
الدكتور المهندس الزراعي أحمد علي عبد الله
مقدمة:
تعتبر الفاكهة أحد فروع الزراعة الأساسية، التي تتسم بهدف رئيسي هو زراعة وتربية أشجار الفاكهة لإنتاج الثمار ذات القيمة الغذائية العالية، فالثمار وعصير الفواكه غنية بالفوائد التي لا تحصى كالفيتامينات والمواد المعدنية والبروتينية والأحماض العضوية والدهون النباتية والسكريات وغيرها التي تلعب دوراً هاماً في العمليات الحيوية للإنسان.
إن إنتاج واستهلاك الثمار يتزايد باستمرار وبدون شكل فإن ما توصل إليه العلم والتقدم التكنولوجي في هذا المجال وخصوصاً في العقدين الأخيرين قد تمت تحولات وتطورات جذرية شملت تكثيف الإنتاج وتحسين وتجديد أصناف الفاكهة وتغيرات لدرجة كبيرة طرق الغرس والتقليم والتشكيل التي حلت مشكلة الزراعة المكثفة وسهلت عملية التقليم بما يتوافق مع المتطلبات الحديثة وكذلك حدثت تغييرات في وسائل الإنتاج، وفي عمليات خدمة التربية والتسميد والسقاية والوقاية وفي عمليات قطف الثمار، وكذلك احتلت عمليات المكننة واستخدام التقنية الحديثة محل العمليات الفردية القديمة التي كان يقوم بها الإنسان بالطرق البدائية، بهدف زيادة مردود الإنتاج وبالتالي تحسين الدخل القومي من الفاكهة.
كل هذه المسائل والمشاكل بدرجة أو بأخرى ستجد مكاناً بين الراغبين في التعرف والاطلاع على علم الفاكهة، ورأينا أن نبحث عن أهم العمليات الزراعية التي تؤدي في حقول الأشجار المثمرة وأثر الفلاحات على سطح التربة وعلى الأشجار الصغيرة السن وكذلك على الكبيرة المثمرة إضافة إلى أثر بعض العمليات الزراعية الضرورية الإجراء في البساتين المثمرة ، بهدف زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته .
وكذلك راعيت في إخراج هذه النشرة الفنية الإرشادية مراعياً الإمكانات العملية ، والمتوفرة وإن تكون لبنة في أساس بناء هذا العلم خير من النقد والهدم ليس إلا.
أولاً : أثر الفلاحات على سطح التربة في البساتين الصغيرة السن:
في السنوات الأولى بعد غرس الأشجار مباشرة يجب أن يحافظ على التربة حول الساق بقلع الأعشاب وتنكيش الخطوط حول الحفرة المخصصة لكل غرسة حتى يبقى الحقل نظيفاً من الأعشاب والحشائش حتى لاتشارك الشجيرات في غذائها.
فالحراثة الأساسية الصحيحة يجب أن تتم في الخريف، ففي بساتين التفاحيات يجب أن تحرث التربة على أعماق لاتتعدى 12-15سم أما في بساتين اللوزيات فيجب أن لاتتعدى 5-10سم.
عمق الحراثة حول الساق 5-8 سم وتزداد عمقاً كلما ابتعدنا عن الساق (ولأن الجذور تزداد تعمقاً كلما ابتعدت عن الساق)، وزمن الحراثة الخريفية يتحدد من مراحل نمو المجموعة الجذرية لأشجار الفاكهة فالمرحلة الأولى للنمو تكون مبكرة مع بداية الصيف والمرحلة الثانية تبدأ في نهاية فصل النمو الخضري عندما تتهيأ المجموعة العلوية (الهوائية) للشجرة الدخول في طور السكون الشتوي.
وفي ظروف بعض المناطق في قطرنا يجب أن تتم حراثة الخريف مباشرة بعد قطاف أصناف التفاحيات المتأخرة النضج، أما في المرحلة الربيعية والصيفية فيجب أن يحافظ على التربة نظيفة من الحشائش والأعشاب مخلخلة ولإبقاء النظام الهوائي جيد في طبقات التربة.
ثانياً : أثر الفلاحات على سطح التربة في البساتين المثمرة:
تحتاج الأشجار المثمرة في طور الإثمار إلى تغذية غزيرة، ولهذا من الضروري العمل على زيادة خصوبة التربة باستمرار، ومن خلال تطبيق مجموعة من العمليات الزراعية كإبقاء التربة بحالة مفلوحة بإجراء حراثات دورية ومنتظمة لتبقى نظيفة من الحشائش والأعشاب والتسميد بالأسمدة المعدنية والعضوية اللازمة وكذلك زراعة أسمدة خضراء.
ففي الأراضي المروية وحسب ظروف التربة والمناخ قد تنمو الأعشاب بعد السقاية وفي فترات قصيرة تستدعي المحافظة على التربة نظيفة بفلاحتها دورياً. فالمحافظة على التربة مفلوحة ونظيفة تساعد على حفظ الرطوبة والمواد الغذائية في التربة لإبقائها نظيفة من الأعشاب خلال طيلة فصل النمو الخضري.
فالأرض المفلوحة أحد الشروط الهامة لإنجاح البستان فيما لو ترك فترة طويلة بدون حراثة ونمت الأعشاب بكثرة التي تؤدي إلى افتقار المواد الغذائية التي تكون الأعشاب قد امتصت جزء كبير منها.
فحراثة التربة في مثل هذه الحالة تتم في الخريف وحيث تمتص الأرض المفلوحة أكبر كمية من مياه الأمطار الشتوية إضافة إلى ذلك يموت عدد كبير من الحشرات ومسببات الأمراض. الأسمدة الخضراء تساعد على تحريك وتعبئة المواد الغذائية في التربة بأن تحولهم من الأشكال غير القابلة للامتصاص إلى أشكال قابلة للامتصاص، وأهم الأنواع التي تزرع خاصة العائلة البقولية التي تمتص الآزوت من الهواء وتغني التربة بكميات كبيرة منه.
فالنباتات البقولية تراكم من 75-100 كغ آزوت للهكتار والذي يتساوى مع كمية الآزوت الموجودة مثلاً في 15-20 طن سماد عضوي، وتضاف الأسمدة البلدية والفوسفورية والبوتاسية عند حراثة التربة وقلبها في الطبقات الدنيا، أما الأسمدة الخضراء المزروعة في الربيع تحرث في الصيف، والأسمدة الخضراء المزروعة في الصيف تحرث في التربة أثناء الخريف أما المحاصيل البقولية المزروعة في الخريف فتحرث في التربة في الربيع المبكر للسنة التالية:
وفي بعض الدول في البساتين البعلية تقوم بفرش قش ومحاصيل عشبية حول الساق وبدائرة قطرها 0.5-2 م، حيث أن الناحية الإيجابية لهذه العملية يكون بتشكيل بنية حبيبية للتربة مفتتة وغير كتيمة أحد شروط المحافظة على خصوبة التربة إضافة إلى أن الأعشاب وزراعة المحاصيل العشبية تراكم المواد العضوية مما تؤدي إلى تحسن لون الثمار عند نضجها.
ثالثاً: أثر بعض العمليات الزراعية على سطح التربة في البساتين المثمرة:
تجري عدة عمليات زراعية لتحسين خواص التربة الفيزيائية ولزيادة خصوبتها وخلق ظروف مناسبة لنمو وإثمار الأشجار المثمرة .
إن اختيار هذه العمليات الزراعية في حقول الأشجار المثمرة يكون حسب الخصائص البيولوجية لأنواع وأصناف أشجار الفاكهة، وعمر الأشجار والظروف المناخية ودرجة ميول الأرض، وكذلك حسب الإمكانيات المتاحة والمتوفرة للمكننة وللخدمة في عمليات الإنتاج.
ومن المستحسن أن تتوافق العمليات الزراعية على كافة الظروف المشار إليها والتي ستساعد على حفظ أو زيادة خصوبة التربة عند استعمال الطرق الحديثة لتربية الأشجار وزيادة الإنتاج.
ومن الناحية العملية تستخدم عدة طرق للمحافظة على خصوبة التربة في بساتين الأشجار المثمرة:
1- كالمحافظة على التربة مفلوحة Clean Cultivation .
2- زراعة بعض أنواع المحاصيل بين خطوط الأشجار Inter cropping.
3- ترك الأرض بور (بدون زراعة).
4- زراعة أعشاب قصيرة الأمد.
5- زراعة بعض الأنواع كأسمدة خضراء.
6- حراثة التربة في دوائر حول الساق.
7- تغطية التربة Sod mulchirjon.
3-1 : المحافظة على التربة مفلوحة ونظيفة على مدار السنة: Clean Cultivation
إن ترك التربة مفلوحة ونظيفة على مدار السنة وبدون أي زراعة ثانوية بين الأشجار المثمرة أحد الطرق الأساسية للمحافظة على سطح التربة في البساتين، حيث خلال فصل النمو الخضري للأشجار تجري عدة حراثات للمحافظة على سطح التربة مفككة ونظيفة من الحشائش والأعشاب يهدف التحسين المستمر للخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة وأن يزداد مخزونها من المواد الغذائية.
وبهذا الأسلوب يمكن خلق ظروف مثالية للنمو والتمثيل الطبيعي للمجموعات الجذرية والأعضاء العلوية (الهوائية) للأشجار المثمرة. وبتطبيق هذه العملية على التربة نستطيع المحافظة على رطوبتها وزيادتها وبتحسين النظام الهوائي والحراري في التربة وكذلك تساعد هذه العملية أيضاً على زيادة نشاط بكتريا النترتة والتي تسمى Nitrification Bacter والتي تلعب دوراً هاماً في زيادة خصوبة التربة بخلق بيئة مناسبة لتراكم النترات والأملاح القابلة للامتصاص (من فوسفور وبوتاسيوم) حيث يساعدوا على تحسين النظام الغذائي للأشجار.
الأثر الفعال الإيجابي لهذه العملية بإبقاء الأرض نظيفة خالية من الأعشاب والمحافظة على رطوبتها يعود إلى عدم وجود نباتات ثانية أخرى تشارك الأشجار غذاءها وكذلك فإن عمليات الحراثة المتكررة تعمل على تفتيت الطبقة الكتيمة والكتلة من قشرة التربة.
ومن ميزات هذه الطريقة أيضاً أنها تستوعب بسهولة مياه الأمطار في الحالة البعلية وكذلك مياه السقايات في الظروف المروية وبعد تفتت سطح التربة فإن الرطوبة تحفظ جيداً ولزمن طويل حيث يقل السطح المتبخر إلى أقل مايمكن حيث تتفتت الأنابيب الشعرية في بنية التربة.
تلعب الرطوبة دوراً هاماً في تحسين النظام الغذائي في التربة، وعند نقصها فإن عملية تمعدن Mineralitation المواد العضوية وإذابة الأسمدة وتفتت المركبات صعبة الهضم (صعبة الوصول للنبات) إلى مركبات سهلة الوصول والاستعمال من قبل جذور الأشجار.
ففي التربة المفلوحة هناك ظروف أفضل لنمو الجذور وامتدادها الواسع في الآفاق والأعماق حيث يتزايد ويتسع السطح الجذري الماص، وتنمو الجذور وتتغلغل في طبقات تربة جديدة بحثاً عن الماء والمواد الغذائية .
فنمو الأشجار المزروعة في مثل هذه الظروف يقوى ويزداد، وبالتالي تزداد البراعم والدوابر الثمرية ويزداد عدد الأوراق ويكبر حجمها ويزداد لونها اخضراراً وينشط عملها ( أي الأوراق ذات التأثير الهضمي).
فالأشجار القوية السليمة تتعمق جذورها وتمتد إلى أعماق كبيرة ويكون مخزونها كبير بالمواد اللدنة التي تساعد الأشجار على الدخول في طور السكون (طور الراحة) وبتكوين براعم ثمرية بشكل منتظم ويكون الإثمار سنوياً وبكميات كبيرة والثمار تكون كبيرة الحجم وبنوعية ممتازة.
ويمكن ملاحظة المردود المباشر لعملية الحراثة بزيادة المحصول وكبر حجم الثمار في الأشجار المزروعة في الظروف البعلية حيث يحافظ على خصوبة التربة بإجراء الحراثات المتكررة وبالتالي فإن لحم الثمار له بنية خلوية جيدة ودرجة صلابة جيدة، والثمار لها فترة استدامة أطول عند تخزينها.
وتؤثر الحراثة النظيفة من الأعشاب بشكل إيجابي أيضاً عند هرم وشيخوخة الأشجار، بتقوية النمو وتكوين نموات حديثة وطرود خضرية جديدة وقوية وتشكيل خشب جديد باستمرار، لذا فإن هرم وشيخوخة الأشجار بعد إجراء عملية التقليم المناسب على الأفرع القديمة الجافة واليابسة يبطئ ويتأخر كثيراً، وتستمر فترات الإثمار بالكامل زمناً أطول وتزداد الأشجار عمراً أطول وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع كميات المحصول وزيادة الدخل من حقول الأشجار المثمرة.
إن استمرارية حراثة التربة والمحافظة على سطحها مفلوحة نظيفة من الحشائش والأعشاب له بعض النواحي السلبية ( غير المنظورة) نجيز منها بأنها تؤكد عملية تمعدن Mineralitaion المواد العضوية ويقل بالتالي محتوى الدبال، ويقل كذلك الآزوت في التربة، فتخرب البنية الحبيبية للتربة، وأما الطبقة السفلى التي تلي طبقة الحراثة فقد تصبح كتيمة غير نافذة من جراء الحراثات المتعددة على الطبقة العليا، وعدم تغيير أعماق الحراثة وبالتالي تؤدي إلى سوء النظام الهوائي والمائي والحراري وبالتالي تؤدي إلى إضعاف التفاعلات الميكروبيولوجية كذلك يصعب امتصاص الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور.
وقد تتعرض الأشجار للإصابة بالاصفرار (كلوروزا) Clorosis ولجفاف بعض الأفرع ولضعف كلي في نمو الشجرة وبالتالي يقل المحصول وكذلك قد تتعرض الأشجار لتبادل الحمل بالسنوات.
ويحافظ على التربة بواسطة الحراثات المستمرة، فحراثة الخريف للتربة في البساتين المثمرة لها تأثيراً ايجابياً على نمو المجموعة الجذرية وتساعد على تخزين الساق والجذور بالمواد اللدنة، ويجب أن تتم مباشرة بعد إجراء عملية القطاف وجمع المحصول، وخاصة الأصناف المتأخرة النضج، وإذا كانت الرطوبة غير كافية في الأراضي المروية من المستحسن إضافة رية خفيفة للترطيب، وقبل إجراء الحراثة يمكن إضافة كمية محدودة من السماد الآزوتي.
عمق الحراثة يتناسب وقوة نمو الأصل والتوضع الأفقي والعمودي للمجموعة الجذرية، فالحراثة العميقة من 20-22 سم تتم في حقول الأشجار المطعمة على الأصول القوية وتوضع عميق للمجموعة الجذرية، أما الحراثة السطحية بعمق 15-18 سم فيجب إجراءها في حقول أمهات الأشجار الكبيرة السن والمطعمة على أصول متوسطة النمو.
وفي الأصول المقصرة وضعيفة النمو فإن عمق حراثة الخريف يجب أن لاتتجاوز من 10-12 سم بالقرب من الساق بدائرة قطرها 50-60 سم وحيث تكون فيها للجذور الهيكلية قريبة من سطح التربة، ولاتحرث هذه الدوائر بالمحراث لتلافي خطر الجذور أو تقطيعها ويمكن أن تكون حراثة الخريف سطحية في حقول الأشجار الصغيرة السن المزروعة على أراضي غدقة وغير مفلوحة سابقاً والتعمق التدريجي في هذه الحراثات يستمر من 2-3 سنوات.
الجروح الصغيرة والخدش وجروح الجذور المقطوعة الرفيعة والتي بسماكة 8-10 مم ، والجذيرات تستطيع أن تلتئم وتشكل كالوس خلال طور السكون الشتوي إلى أن يبدأ فصل النمو في بداية النمو الخضري التالي حيث تستطيع تكوين جذيرات جديدة وتستعيض المجموعة الجذرية وظائفها من جديد.
حراثة الخريف المتأخرة، وحراثة الشتا، ، حراثة الربيع في البساتين المثمرة تكون أقل فائدة من حراثة الخريف التي تتم في نهاية شهر أيلول وبداية شهر تشرين أول والتي فيها الجروح المتشكلة على الجذور تلتئم بسرعة وتشكل الكالوس، وتتكون جذور جديدة، أما الجذور المجروحة والمقطوعة الناتجة عن الحراثات المتأخرة لاتستطيع تكوين كالوس والتئامها بسبب حلول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة مما تؤدي إلى تعفنها وخلال الربيع يبطئ نموها ويتأخر بحوالي 20-25 يوم.
الحراثة العميقة في الربيع أو أثناء فصل النمو الخضري تؤثر على وظائف المجموعة الجذرية فيتعطل تزويد الأشجار بالماء والمواد الغذائية بسبب تأثير الجذيرات الماصة والذي يحدث في الفترة الزمنية التي تكون فيها الأشجار بأمس الحاجة إلى الماء والغذاء.
يجب أن نشير إلى تغيير عمق الحراثة الأساسية في الخريف من سنة لأخرى، حتى نبتعد عن تشكيل الطبقة الكتيمة تحت الطبقة السطحية، ويترك سطح التربة مكشوفة الأثلام بعد الحراثة، ويجب الانتباه على ألا يتشكل خط الحراثة العميق في الوسط بين مسافة الخطوط أو أن تتشكل أثلام كبيرة وعميقة.
إذا استطردنا الحديث لتلافي النواقص المشار إليها والابتعاد عن الجروح التي تحدث في الجذور أثناء حراثة الخريف الأساسية، وفي الآونة الأخيرة فقد أجريت عدة أبحاث فعوضاً عن الحراثة الدورية بعمق 20-22 سم على أن تتم الحراثة كل 3-4 سنوات مرة حراثة عميقة ومخلخلة (50-60) سم للتربة في وسط المسافة بين الخطوط وبنفس الوقت تجري عملية التسميد الأساسية وبكميات كبيرة.
إن الخلخلة العميقة وسط المسافة بين الخطوط تسبب تقطيع الكثير من الجذور الرفيعة، وتكون المسبب الرئيسي في تكوين جذيرات نشيطة جديدة التي تمد الشجرة بغزارة بالماء أو المواد الغذائية وبالتالي فإن نمو الأشجار يزداد ويقوى، وتزداد كميات المحصول من 21-46% حسب نتائج الأبحاث العالمية التي أثبتت بأن الخلخلة العميقة للمساحة بين الخطوط فإن الخاصية الشعرية للتربة تزداد من 9-12 % والرطوبة 2-2.5% والنتريت (أي تحول النترات إلى نتريت) بمرتين وكذلك تزداد الكميات الفوسفاتية.
كذلك عند تضرر الجذور الرفيعة السماكة حتى 3 سم لاتلاحظ اضطرابات في نمو الأشجار المثمرة عندما تتم الخلخلة العميقة دورياً. يجب أن تكون الحراثات بالمحاريث الحفارة وبالأمشاط، وبأن ينظم استعمال مثل هذه الحراثات بالمحاريث الحفارة شريطة أن يتبعها تمشيط بأحد الأمشطة المذكورة حتى يبتعد عن تشكيل الطبقة السفلى الكتيمة.
وفي الربيع المبكر وبعد جفاف التربة مباشرة تتم أول حراثة ربيعية بالمحاريث الحفارة، وإذا كانت التربة شديدة القساوة يمكن أن تحرث على أعمال 10-12 سم أما الحراثات التي تلي هذه فتكون حسب وجود الأعشاب ونسبتها، وتتكون عادة قشرة قاسية على سطح التربة نتيجة لسير الآلات الزراعية ومن الأمطار ومن مياه السقاية وتجري عادة عدة حراثات وحسب الإمكانيات المتوفرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تقليل عدد الحراثات عند استعمال مبيدات الأعشاب في حقول الأشجار المثمرة للقضاء على الحشائش والأعشاب.
3-2- زراعة بعض المحاصيل بين خطوط الأشجار Inter Copping وأثرذلك:
جذور أشجار الفاكهة لاتغطي كل المساحات المخصصة لها بعد الغرس ولا لمدة سنوات، ولاتستطيع أن تستخدم بشكل كلي كمية الماء والمواد الغذائية المضافة للتربة، ففي البساتين الحديثة وأثناء فصل النمو الشديد ، فإن الأجزاء العلوية تنمو بقوة في الاتجاه الطولي (الأعلى) وكذلك فإن الهيكل العلوي للشجرة يتفرع بسرعة بالارتفاع أكثر من الجوانب وعلى عكس ذلك فإن المجموعة الجذرية تنمو بقوة في الاتجاه الأفقي ويبطئ في الاتجاه العمودي (للأسفل)، كما أن بعض الفوارق في الأنواع والأصناف تكون كبيرة متمثلة في الخصائص النوعية للأنواع والأصناف.
من نتائج الأبحاث العالمية استنتج أن المجموعة الجذرية لأشجار التفاح المزروعة على مسافات 10×10 م في الأراضي البعلية تحتل في السنة الرابعة بعد الغرس مساحة 40-50% من المساحة الكلية المخصصة لكل شجرة وبعد السنة السادسة تحتل 60-90% من المساحة المخصصة لها وبعد 14 سنة من عمرها تحتل 100% من المساحة المخصصة لها، وفي البساتين الكثيفة حيث مسافات الزراعة صغيرة فالجذور تحتل المساحة المخصصة لها في وقت قصير، وتحتاج الأشجار في مثل هذه الزراعات إلى مواد غذائية بكثرة حتى تنمو بسرعة وتدخل بشكل مبكر في طور الإثمار.
ففي هذه الحالة يجب عدم زراعة أي نوع من الزراعات الثانوية بين الأشجار وعند اختيار المحاصيل المراد زراعتها بين الخطوط يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الحاجة ومتطلبات أشجار الفاكهة من حيث التربة والمناخ وإمكانية مكننة العمليات الزراعية أن تكون متوافقة مع بعض، فالمحاصيل المزروعة بين الأشجار يجب أن لاتؤثر على نمو وإثمار أشجار الفاكهة كما يجب عدم ترك أعشاب ضارة تنمو معهم حتى لاتنهك التربة وتعيق بالوقت نفسه تنفيذ العمليات الزراعية.
المحاصيل المراد زرعها يفضل أن تزرع متأخرة، وأن تتحمل الظل (التظيل) شريطة أن تكون مبكرة النضج (ذات عمر قصير) وتجمع مع بعضها وكذلك تكون ذات مردود اقتصادي عالي.
ويفضل دائماً انتقاء المحاصيل التي لاتشاطر الأشجار الماء والغذاء وخاصة أثناء فترة النمو الشديدة للجذور والأجزاء العلوية من الشجرة في فصلي الربيع والصيف. فمن المحاصيل التي تزرع بين الأشجار المثمرة:
3-2-1- الحبوب: وهذه أكثر المحاصيل غير المرغوبة، حيث يكون نموهم الشديد في الربيع منطبقة مع النمو الشديد لأشجار الفاكهة، في الفترة التي تكون فيها أشجار الفاكهة بأمس الحاجة إلى الماء والمواد الغذائية وهذا ما تحتاجه أنواع المحاصيل هذه التي تمتص كمية كبيرة منهم، وحيث تؤدي في النهاية إلى تعرقل النظام المائي والغذائي والهوائي في التربة فتأثير هذه المحاصيل يكون سلبياً على نمو وإثمار الأشجار، حيث أن الأشجار الصغيرة يبقى فيها السطح الامتصاصي للجذور الماصة محدود وصغير فقد تعاني من جراء ذلك أثناء الصيف من الجفاف ونقص المواد الغذائية مما يؤدي إلى موت قسم كبير.
3-2-2- المحاصيل العلفية: ويتشابه تأثير المحاصيل العلفية التي تكون طبقة عشبية سطحية كثيفة وبمساحة تبخر (نتح) وتمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء (وتمتص بشكل رئيسي كميات كبيرة من النترات والفوسفور).
في بداية الربيع حيث تؤثر تاثيراً سلبياً على نمو الغراس صغيرة السن وكذلك تؤثر على الأشجار الكبيرة حيث تتسبب بضعف النمو وتأخر الإثمار وبالتالي تكون كمية المحصول قليلة وغير منتظمة ، حيث تظهر أغلب سلبيات هذه الزراعات بين الأشجار على الإثمار والإنتاج في الأشجار المثمرة، ولهذا السبب ننصح بالابتعاد عن مثل هذه الزراعات في حقول البساتين المثمرة.
3-2-3- الذرة الصفراء: أما الحديث عن زراعة الذرة الصفراء سواء كان للحب أو للعلف بين الأشجار والتي تمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء ، وخصوصاً في الفترة الضرورية للأشجار لمحصول الذرة يجهد التربة كثيراً ويصعب عمليات خدمتها وتسميدها، ومكافحة الأمراض والحشرات وكذلك تصعب حركة الآلات الزراعية بين الخطوط ونحن بدورنا ننصع بعدم اتباع هذه الزراعة بين حقول الأشجار المثمرة نظراً لمساوئها المتعددة.
3-2-4- المحاصيل الزيتية والصناعية: كالقنب والكتان وعباد الشمس والقطن والدخان وغيرهم التي تمتص كميات كبيرة من الماء والمواد الغذائية وترهق الأشجار بقوة كبيرة وخاصة الضرر الأكبر يكون من زراعة القنب والكتان وعباد الشمس (دوار القمر) وجزء من الدخان، هذه الأنواع تنمو بالارتفاع وتكون نباتات كثيفة وعالية تظلل وتضغط على الأشجار الصغيرة وتسبب ضعف بالنمو وعدم نمو الهيكل العلوي للشجرة ويتزايد الضرر من الأمراض والحشرات وتصعب عمليات إجراء المكافحة وكذلك تصعب عمليات إجراء العمليات الزراعية بأنواعها، كل هذه الأنواع التي لاننصح بزراعتها بين الأشجار المثمرة للأسباب السالفة الذكر.
ويجب الابتعاد أيضاً عن زراعة النعنع كمحصول بين الأشجار المثمرة لأنه يمتص كمية كبيرة من الماء والمواد الغذائية.
3-2-5- المحاصيل الدرنية: الجذور الثمرة كالجزر واللفت والشوندر الأحمر والسكري تكون مضمونة ويمكن زراعتها بنجاح بين خطوط الأشجار الصغيرة السن وفي البساتين المنشأة حديثاً شريطة تهيئة التربة بالفلاحة والتسميد قبل الزراعة، وهذه الأنواع يكون تأثيرها السلبي ضعيف جداً باستثناء الشوندر السكري [1]، غير أن البطاطا تكون أصلح لزراعتها بين الخطوط.
3-2-6- الخضار وتشمل:
3-2-6-1- الخضار المبكرة النضج: كالخيار والبصل والثوم والفجل التي تزرع غالباً كمحصول ثانوي بين خطوط الأشجار الصغيرة السن، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياج هذه الأنواع المستمر للماء والغذاء والضوء، وهنا نشير إلى أنواع الخضار غير الملائمة للزراعات بين الأشجار لبعض الأنواع كالبراصيا والملفوف والسلق والبندورة المتأخرة النضج والكرنب.
3-2-6-2- الخضار المتأخرة النضج: إذا زرعت بين الأشجار قد تتسبب عن دوافع وإيقاظ النمو من جديد في الشجيرات صغيرة السن أو يتأخر فصل النمو بالاستدامة حيث يؤدي إلى عدم تهيئة الشجيرات الجيدة للدخول في طور الراحة (التشتية) مما يعرضها أثناء الشتاء إلى الحرارات المنخفضة المسببة لتجمد الطرود الغضة وغير المتخشبة.
وقد استنتج روبين في أبحاثه عام 1967 بأن نمو الأشجار في التفاح المزروع تحتها خضار كزراعات ثانوية يكون جيد يبلغ متوسط نمو الطرود وسطياً حوالي 110-127 سم أما عند نمو الأعشاب بين الخطوط أو عند زراعة الفصة فإن متوسط طول الطرود في التفاح إلى 56-60 سم.
3-2-6-3- القرعيات من الخضار: كالخيار والكوسا واليقطين والقرع والبطيخ الأحمر والأصفر وغيرهما من الزراعات الثانوية التي يمكن أن تزرع في حقول الأشجار المثمرة الحديثة السن لولا بعض النواقص، النواحي السلبية في هذه الأنواع كالسوق الزاحفة والغضة التي لاتتحمل الجروح وتتوزع بتفريعاتها بحيث تغطي كل المساحة والتي تؤدي إلى تعرقل سير الآلات الزراعية وإجراء بعض العمليات الزراعية الضرورية إضافة إلى أن هذه الأنواع الخضرية لاتتحمل الظل.
3-2-7- المحاصيل البقولية: كالفاصولياء والفول والحمص والبازلاء وفول الصويا وغيرها من هذه العائلة التي تعتبر أفضل أنواع المحاصيل المشار إليها أعلاه للزراعات الثانوية بين حقول الأشجار المثمرة ونحن بدورنا ننصح باتباعها وزراعتها، خاصة عندما تزرع لاستعمالها للتسميد الأخضر، فالكتلة الخضراء تحرث في التربة وتغنيها بالآزوت والمادة العضوية، إضافة إلى تحمل هذه الأنواع للظل ومردودها الاقتصادي عالي وحتى في المناطق المظللة، أما عن أشجار الفاكهة المزروع بين خطوطها بقوليات فنموها وإثمارها جيدان إضافة إلى الصفات النوعية الممتازة للثمار.
3-2-8- ويمكن استخدام أو زراعة بعض أنواع الفاكهة كالفريز بين خطوط الأشجار الصغيرة السن، لكنها تحتاج إلى خدمة عالية المستوة وبالتالي تنعكس هذه الخدمة على الأشجار المثمرة، وخاصة إذا بلغت العناية الواسعة بنجاح زراعتها فالأشجار المثمرة هنا تنمو بسرعة وتدخل في طور الإثمار بشكل طبيعي والمحصول يمتاز بكمياته ونوعيته.
أما في حقول الأشجار المثمرة الكبيرة يجب الابتعاد عن زراعة الفريز كزراعة ثانوية لأنها تعطي محصول منخفض وبنوعية رديئة وتعرقل عمليات إجراء المكافحة من الأمراض والحشرات على الأشجار المثمرة.
الزراعات الثانوية تزرع فقط في المساحة غير المشغولة من قبل المجموعتين الأساسيتين للنبات المجموعة الجذرية والمجموعة العلوية، وفي البساتين المثمرة والتي فيها المجموعات العلوية بشكل كروي ومستدير والأصول القوية كما في التفاحيات، فيمكن وحتى 6-8 سنوات من زراعة المحاصيل الثانوية بين الأشجار المثمرة.
أما في اللوزيات فحتى 4-6 سنوات لكن في الزراعات المكثفة وعلى أصول مقصرة والتربية القصيرة للمجموعات العلوية فإن الزراعات الثانوية قد تقتصر من 1-2 سنة، بعد ذلك تترك المسافات بين خطوط الأشجار مفلوحة ونظيفة بشكل دوري ومنتظم بحيث نحافظ على النظام الغذائي والمائي والتهوية الجيدة لتأمين النمو الغزير لبناء هياكل علوية وجذرية سليمة للأشجار وكذلك للإسراع في الدخول المبكر في طور الإثمار.
عندما نرغب في زراعة ثانوية بين خطوط الأشجار من المستحسن ترك فراغات واسعة بدون محاصيل بين الخطوط 0.5-1.5 م حتى يتمكن من إجراء العمليات الزراعية في التربة والتسميد والسقاية ومكافحة الأمراض والحشرات والتقليم وتشكيل هيكل علوي للشجرة وغيرها من الخدمات، هذه الفراغات في المساكب بين الخطوط تتسع سنوياً وباستمرار من طرفي الخط بعرض 40-50 سم.
عند زراعة محاصيل ثانوية بين الأشجار من الضروري معرفة احتياجات أنواع هذه المحاصيل المراد زراعتها للضوء:
أ- محاصيل تتحمل الظل: كالفاصولياء والسبانخ والبصل والثوم للاستهلاك الأخضر.
ب-محاصيل متوسطة التحمل للمناطق المظللة: كالفول والبازلاء والبطاطا المتأخرة والجزر وغيرها.
ت-محاصيل لاتتحمل الظل : كالخيار والكوسا والبطيخ الأحمر والأصفر والبندورة المبكرة وغيرها.
وعند زراعة محاصيل ثانوية يجب الاهتمام بالخدمات الزراعية الواجب تأديتها كالحراثة والتسميد والسقاية وغيرها، وكذلك عند زراعتهم يفضل اتباع دورة زراعية وصحيحة حتى لاتترك قطعة تفتقر إلى مواد غذائية أكثر من قطعة أخرى أو يسوء استخدام كل القطع.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار خصائص وأنواع وأصناف الأشجار المثمرة المزروعة وأصولها عند اختيار الزراعات الثانوية: ففي أنواع أشجار الفاكهة (اللوزيات) كالدراق والمشمش والكرز يجب الابتعاد عن أنواع المحاصيل الثانوية التي ستزرع والتي تتطلب سقاية باستمرار وبغزارة.
كذلك في الأصول المقصرة يجب الابتعاد عن أنواع المحاصيل التي لها جذور عميقة وتمتص كميات كبيرة من الماء والغذاء تضعف النمو والإثمار عند الأشجار المثمرة.
أثر عزق التربة في دوائر حول الساق في الأشجار:
عند حفظ سطح التربة مفلوحة ونظيفة من الحشائش والأعشاب في البساتين المثمرة حديثة السن بفلاحتها أو بزراعة محاصيل ثانوية بين الخطوط أو بزراعة محاصيل أسمدة خضراء، يجب أن لاتحتل كل المساحة بل من الضروري ترك مساحات على الخط نفسه حول الساق أو دوائر حول ساق كل شجرة وأن يحافظ على هذه المساحات خالية من الأعشاب يعزقها وتنكيشها وإبقائها متخلخلة وبهذه الطريقة يمكن أن يتحسن النظام المائي والغذائي والهوائي في التربة في حدود دائرة المساحات المشغولة من قبل المجموعة الجذرية للشجرة.
وفي هذه الحالة لاتتأثر الأشجار المثمرة من وجود زراعات محاصيل ثانوية بين خطوطها وتستخدم الأشجار الرطوبة والمواد الغذائية بشكل سليم ينعكس على نموها بالتالي، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن المجموعة الجذرية تتشر بأوسع من الهيكل العلوي للشجرة والدوائر المعزوقة حول الساق يجب أن تكون واسعة بأن تزداد سعتها سنوياً بحوالي 40-50 من جانبي الخط أو بحوالي 50 سم من خارج قطر الدائرة المتروكة حول الساق.
ويترك بعد الغرس مساحات بشكل أحواض أو دوائر حول كل غرسة بحدود 75-100 سم من كل الجهات وذلك لتأمين الحركة عند إجراء عمليات الخدمة. وتزداد هذه المساحة سنوياً على حساب المحاصيل الثانوية التي تقل تدريجياً بينما تزداد المساحة المعزوقة والمتروكة حول الساق لتبقى في النهاية مفلوحة نظيفة خالية من الحشائش والأعشاب.
في حقول البساتين التي مسافتها بين الخطوط أقل من 6 م كالدراق فإن المساحات المحروثة تحتل كل المساحة بين الخطوط في السنة الثالثة من الغرس وفي بعض الأنواع التي فيها الهيكل العلوي مستدير الشكل فتكون المدة بعد 3-4 سنوات كالتفاحيات.
وفي البساتين المثمرة البعلية وفي المناطق المعرضة للجفاف فالمساحات المحروثة أو الدوائر المعزوقة حول الساق تكون واسعة ويمكن في هذه الحالة الاستغناء عن زراعة المحاصيل الثانوية ويحافظ على سطح التربة نظيف من الحشائش والأعشاب بالحراثات.
بعد جمع المحصول من الزراعات الثانوية بين الأشجار تحرث بقاياه في التربة كسماد أخضر فعمق الحراثة في هذه الحالة من 13-15 سم ويتم حراثة سطح التربة كلها بعد التسوية اللازمة وبعد ذلك تجري في الخريف القادم الحراثة الاساسية.
وهناك طريقة غير متبعة في بلادنا حالياً، ولكن يمكننا أن نشير إليها ونعرف القارئ بها وهي للمحافظة على خصوبة سطح التربة تجري عملية تغطية أرض البستان والتي تسمى Sod Multchirian بحيث يغطى سطح التربة بمادة عضوية كالقش والتبن أو أعشاب مقصوص أو بقايا نباتات علفية محصودة أو مواد اصطناعية كالبولي ايثيلين وغيره بحيث تتم التغطية مبكراً في الربيع بعد الحراثة الأولى للتربة.
تسميد الأشجار المثمرة:
إحدى أهم العمليات الزراعية الأساسية التي تجري في بساتين الأشجار المثمرة للمحافظة على خصوبة التربة ولتوفير الغذاء اللازم للأشجار لتأمين نمو جيد ومحصول عالي وبنوعية جيدة، على اعتبار أن الأشجار المثمرة تزرع في مكان واحد سنوات عديدة قد تتجاوز 20-40 سنة وتمتص من التربة كميات كبيرة من المواد الغذائية التي يتطلب تأمينها باستمرار.
ماهي حاجة أشجار الفاكهة للمواد الغذائية:
يكون المردود جيد من التسميد عندما تتأمن متطلبات الأشجار ويحكم على ذلك من نقص أحد العناصر الغذائية في التربة، فمن نتائج الباحثين مثل تشاكاتسي 1948 Tchakatsi حيث أشار إلى أن أشجار الفاكهة المثمرة تمتص من تربة دونم واحد الكميات التالية من العناصر الغذائية الاساسية:
6.85 كغ آزوت N، 2.55 كغ فوسفور P2O5 ـ 9.70 كغ بوتاس K2 أو حسب النسبة الثلاثية المستعملة بين هذه العناصر ( K2, P2O5, N) 1.3:0.3:1 وإلى نتائج قريبة ومتشابهة توصل كل من فريتشه وفرت Wirther and Frithshe في النمسا وسويسرا ، وكوبل Kobel 1957 أشار إلى نتائج تشاكاتمي بأن التوزع النسبي بين العناصر الثلاثة يجب أن يؤخذ كأساس عند حساب كميات الأسمدة الواجب تسميدها لبساتين الأشجار المثمرة، وهذه النسبة يمكن أن تتغير قليلاً بالزيادة أو بالنقصان وحسب نقص العناصر أو زيادته في التربة وذلك من جراء تحليل عناصر التربية كيميائياً.
فأنواع الأشجار المثمرة لاتمتص العناصر الغذائية من التربة بالتساوي فالدراق يمتص أكبر كمية من العناصر الغذائية يليه التفاح والسفرجل ثم الأجاص.
حاجة أشجار الفاكهة للعناصر الغذائية تتغير حسب عمر الأشجار ومقارنة فالأشجار الحديثة السن أقل احتياجاً من الأشجار الكبيرة التي في طور الإثمار ويزداد احتياجهم ومتطلباتهم لكميات أكثر من العناصر الغذائية كلما تقدمت الأشجار بالسن.
وخلال مراحل النمو لأطوار الفينولوجية المختلفة تكون حاجة الأشجار للغذاء والعناصر الغذائية مختلفة، فدراسة سبيفاكوفسكي Spivakovski تدل بأن احتياج التفاح من الآزوت والبوتاس تنمو باستمرار أثناء طور النمو البطيء أو التخزين، والحاجة من الفوسفور تزداد خلال طور النمو القوي بينما تقل الحاجة إليه خلال طور النمو البطيء.
أثر حركة العناصر الغذائية وتوضع الجذور:
يجب معرفة توضع المجموعة الجذرية في آفاق التربة وإمكانياتها على امتصاص المواد الغذائية الضرورية، كذلك يجب معرفة حركة كل سماد على حده حتى نستطيع الحكم على مردودية الأسمدة عند استعمالها على الأشجار المثمرة.
ويمكن القول أن استمرارية التسميد بنوع واحد ما هي أضراره، فمثلاً الآزوت في حقول التفاح، والدراق يؤدي إلى اضطرابات فيزيولوجية ، حيث تؤثر على ضعف النمو وانخفاض المحصول ورداءة نوعية الثمار، وعندما يضاف إلى السماد الآزوتي السابق أسمدة فوسفورية وأسمدة بوتاسية فتعاود الأشجار نموها وحيويتها من جديد ويأخذ مسار نموها شكله الطبيعي.
دور العناصر الغذائية الرئيسية (الكبرى) Microelement :
الآزوت:
يعتبر الآزوت من العناصر الحيوية الضرورية، أهميته كبيرة نظراً لاشتراكه في بناء المواد البروتينية وغير البروتينية، والكلوروفيل (التمثيل اليخضوري) واستعماله يساعد على تحسين النمو الخضري للشجرة وكبر حجم الأوراق ولمعانها ويزيد من عملها بهضم المواد وبالتالي يساعد على نمو ثمار كبيرة الحجم.
فعند نقص الآزوت في الأشجار يضعف نموها وتكون طرود رفيعة وقصيرة ولون الأوراق يصبح زاهي (أخضر فاتح) ويختفي تدريجياً اللون الأخضر منها وتصبح بعد ذلك صفراء على حمراء وتسقط قبل وقتها وبالتالي كمية العقد تكون قليلة جداً، والثمار تبقى صغيرة وتنضج قبل موعدها ويزداد لونها اغمقاقاً.
فبزيادة الآزوت يكون نمو الاشجار قوي ويتأخر نمو الطرود الخضرية حتى الخريف ولايكون النضج جيداً وتكون الأشجار أكثر تأثراً لدرجات الحرارة المنخفضة، أما الأوراق فيكبر حجمها وناعمة تتأخر في السقوط بالخريف. ولايكون سقوط الأوراق كلها في وقت واحد وتكون نسبة العقد التي تسقط كبيرة، وأما الثمار المتبقية على الشجرة فيشحب لونها ويكبر حجمها وتفتقر للسكريات، ويكون لها فترة ديمومة اقل.
ويستحصل على الآزوت من تثبيت الهواء اجوي ومن العقد البكتيرية أو من تحلل المواد العضوية في طبقة التربة السطحية أو عن طريق التسميد حيث يكون في هذه الحالة سهل الوصول للنبات ولايستغرق وصوله لجذور الأشجار فترة زمنية والآزوت لايمكن أن يتراكم في التربة على صورة أشكال ثابتة (غير متحركة) ولهذه الناحية بالذات، غالباً ما تتفاعل الأشجار ايجابياً عند استعمال السماد الآزوتي، لكن في بعض الأراضي الغنية لايكون تجاوب الأشجار مع الأسمدة الآزوتية في البداية واضح.
أشكال الأسمدة الآزوتية المختلفة لاتكون واحدة ومتشابهة التأثير على نمو الأشجار فالأسمدة التي تحتوي على الآزوت في شكل نترات تكون سهلة الوصول وسهلة الحركة، وتمتص بسهولة من قبل النبات وتسبب نمو قوي في بدايته ولكن لفترة قصيرة، أما الأسمدة التي تحتوي على آزوت في شكل أمونياك تكون ضعيفة الوصول للنبات وضعيفة الحركة (بطيئة الوصول للنبات).
الفوسفور:
يشترك الفوسفور في بناء البروتينات وهو جزء لاينفصل من الأحماض الأمينية، إن ضرورية استعمال سماد الفوسفور للنمو الطبيعي للأعضاء التكاثرية كالبندورة والثمار وحيث أن البندورة تصبح جيدة النمو وبحيوية عالية ، وتحمل الثمار على الشجرة جيداً بسبب ذلك إضافة إلى تحسن نوعها كثيراً حيث تساعد على تراكم السكريات والنشويات في الثمار، كذلك يساعد الفوسفور على نضج خشب الطرود في الأشجار، فنقص الفوسفور يلاحظ بضعف نمو الطرود الخضرية وعددها يكون قليل ورفيعة وقصيرة ويبقى غالباً قلب الشجرة عارياً بين الفروع الأساسية، بدون نموات خضرية، والبراعم لاتكون مكتملة النضج، وتبقى نائمة (بدون تفتح) وأما الأوراق فيقل عددها وشكلها يكون ضعيف وسميك ويخضر لونها مع ميول للون الأزرق وتسقط مبكراً في الخريف، وأما الثمار فتبقى صغيرة الحجم ولاتصلح للتخزين. كذلك يضعف من نمو الجذور الشعرية والنصف هيكلية.
إن زيادة الفوسفور يمكن أن يقلل من محتوى الكلوروفيل في الأوراق وقد تسبب أعراض الاصفرار Chlorosis وكذلك إلى نقص عنصر الزنك، ولأنه زيادته تضعف من امتصاص النبات للآزوت.
الفوسفور المضاف عن طريق الأسمدة يكون صعب الحركة والوصول للنبات، وتتثبت كميته في طبقات الأرض (التربة) ولايمكنه الوصول إلى القسم الأعظمي من المجموعة الجذرية ولهذا السبب بالذات لاتتفاعل الأشجار مباشرة للتسميد بالأسمدة الفوسفورية ، كما في الآزوت.
إن أشجار الفاكهة تملك مقدرة عالية لتراكم في أنسجتها كميات كبيرة من الفوسفور بأكثر من الكميات الضرورية في لحظة النمو، لكي تستعمله فيما بعد، بحيث أن المجموعة الجذرية للأشجار المثمرة تكون قوية وتتعمق في طبقات التربة الغنية بالاتحادات الفوسفورية.
والأشجار المثمرة المزروعة في أراضي فقيرة بالفوسفور تتجاوب مثل بقية الأنواع المزروعة في مثل هذه الأراضي لاستعمالات الأسمدة الفوسفورية.
البوتاسيوم:
لايدخل البوتاسيوم في تركيب المادة العضوية، ويكثر وجوده في الأنسجة الحديثة كالبراعم والأوراق وكذلك في الجذور النشيطة ويقل وجوده في الأنسجة الهرمة، وقد دلت أبحاث كثيرة من العلماء أن هذا العنصر يلعب دوراً هاماً في الإرجاعات الكيميائية للمواد، وعنصر البوتاس ينظم regularities أو يعادل الحالة القلوية للبروتوبلازم ويسهل عملية امتصاص الماء ويحد من النتح.
وأعضاء الشجرة المخزنة جيداً بالبوتاس تزداد مناعة الأنسجة للبرد وللأمراض، ويساعد على زيادة المحصول، والثمار تكون غنية بالسكريات وكبيرة الحجم وتلوينها جيد ولها خواص طعم أفضل.
وعند النقص الكبير للبوتاس يلاحظ ضعف في النمو، والطرود تبقى قصيرة ورفيعة ونموها بطيء ، وأكثر حساسية لدرجات الحرارة المنخفضة في الشتاء ، وغالباً ماتموت القمم، الأوراق تبقى صغيرة الحجم وبحروق على حافة وقمة نصل الورقة سقوط الأوراق في الخريف يبدأ من القمة إلى الداخل (أي عكس السقوط الطبيعي للأوراق). الثمار تبقى صغيرة الحجم، بدون طعم، رديئة اللون، قسماً من الثمار تسقط قبل النضوج.
وأشجار اللوزيات من أكثر الأنواع حساسية لنقص البوتاس من أشجار الفاكهة، وزيادة البوتاس يمكن أن تسبب نقص في المغنزيوم، وعلى ظهور بقع مرة تحت قشرة الثمرة في ثمار التفاح.
وجزء من البوتاس يتثبت من طبقة التربة السطحية، وهو أكثر حركة من الفوسفور في الأراضي الخفيفة والمروية وفي الأراضي غزيرة الأمطار يتحرك جزءً كبيراً منه لطبقات سفلى ويمكن أن تستعمله (تستخدمه) جذور الشجرة المثمرة في الأراضي الثقيلة فإن حركة البوتاس تكون بطيئة، ولهذا يمكن بالتسميد العميق بالأسمدة البوتاسية أن تعطي مردوداً أكثر عندما تكون الأراضي فقيرة بالبوتاسيوم.
إن استمرارية زراعة أشجار الفاكهة وتربيتها في مكان واحد سنين طويلة تقلل من الاتحادات البوتاسية الاحتياطية الموجودة في التربة والذي يكون سبباً في ضرورة استعمال الأسمدة البوتاسية وحتى في الأراضي التي تختزن بهذا العنصر.
دور بعض العناصر الغذائية الرئيسية الصغرى Mikroelement:
بالإضافة إلى الإشارة التي ذكرناها عن العناصر الثلاثة الرئيسية (N,P,K) وللسريان الطبيعي للوظائف الحيوية لأشجار الفاكهة، فإن هناك دوراً هاماً تلعبه العناصر الدقيقة أيضاً كالمعنزيوم والحديد والمنغان والزنك والبور وغيرهم. فنقص عنصر أو آخر من هذه العناصر تسبب اضطرابات في نمو الأشجار وخاصة في شكلها الظاهري:
أولاً: نقص عنصر المغنزيوم: يسبب ظهور بقع بنية تجف وتسقط في نصل الورقة وتسمى Nekrosis والأوراق تلتف بالتالي وتسقط بدءً من القاعدة نحو القمة الطرد، وسقوط الأوراق من الطرود الخضرية والأفرع يؤدي إلى صغر ورداءة الثمار، فالتفاح أكثر الأنواع تأثراً بنقص المغنزيوم.
ثانياً: نقص عنصر الحديد: يسبب اصفراراً في الأوراق (كلوروز Chlorosis وتظهر هذه الحالة غالباً في البساتين المثمرة ومن المحتوى العالي للكلس في التربة PH المرتفع، ويكون إزهار الأشجار التي في مثل هذه الظروف ضعيف، والثمار بنوعية رديئة وعند النقص المتزايد للحديد تجف كل الفروع.
ثالثاً: نقص عنصر المنغنيز: يسبب ظهور بقع صفراء بين أعصاب الورقة، ويظهر نقص هذا العنصر عند PH المرتفع للتربة، زيادته تسبب البقع والتثقيب في نصل الورقة المسمى Nickrosis على القشرة وتتواجد هذه الظواهر في الأراضي الحامضية أن أشجار التفاح وخاصة صنف ستاركن يكون أكثر تأثراً بزيادة المنغنيز.
رابعاً : النقص في عنصر البور: يكون المحصول من الثمار ضعيف ومشوهة الحجم، ونقصه يظهر في تفلن بقعي في لحم الثمار، وأعراض نقصه تلاحظ غالباً في التفاح.
خامساً: نقص الزنك: يظهر بصغر حجم الأوراق وتقزم القمم والبقع الصفراء وأحياناً يغمق لون البقع المصفرة ويميل للاحمرار. أكثر الأنواع تأثراً لنقص عنصر الزنك التفاح والكرز والدراق.
الأسمدة اللازمة للأشجار المثمرة:تكون كميات الأسمدة عادة حسب عمر الأشجار، والنوع، والصنف وكذلك الأصل والطعم المستعمل، وقوة النمو وحجم الأشجار وخصوبة التربة وغنائها بالمواد الغذائية، وتتوقف كميات الأسمدة على مقدرة التربة على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية المضافة عن طريق التسميد، وحسب نظام السقاية أو البعل المزروعة عليه الأشجار، وحسب نظام خدمة التربة والمحافظة على خصوبة سطحها.
ويمكن وضع برنامج تسميد للبستان بالأسمدة اللازم إضافتها بعد إجراء التحليل الكيميائية للتربة دورياً كل 3-4 سنوات وكذلك يمكن ملاحظة حالة النبات من المواد الغذائية عن طريق التحليل الكيميائي للأوراق (في مخابر مديريتي البحوث العلمية الزراعية والأراضي بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي).
المردود الاقتصادي للأسمدة في الأشجار الصغيرة حديثة السن يكون حسب تهيئة التربة السابقة للغرس فعند التهيئة الجيدة للتربة وتسميدها بالأسمدة البلدية والفوسفورية والبوتاسية، فالأشجار المزروعة في هذه الحالة لاتحتاج لتسميد معدني وخاصة في الثلاث سنوات الأولى التي تلي الغرس.
وقد أثار العالم سبيفاكوفسكي 1962 للمردود الاقتصادي لتسميد الأشجار صغيرة السن بأن يكون مختلف، وباعتبار أن هذه الحالة غير مدروسة بوضوح، فمن الأفضل التسميد بالكميات المعتدلة من الأسمدة المعدنية والأسمدة العضوية.
وتحضير الأرض قبل الغرس وتهيئتها يكون أحد العمليات الضرورية لإقامة بستان عليها وخاصة إذا أضيفت الأسمدة البلدية والفوسفورية والبوتاسية أثناء التحضير. وبعد دخول الأشجار بداية مرحلة الإثمار، والإثمار الكامل فإن حاجتها للتسميد تزداد، ويجب أخذ العلم أن زيادة استعمال كميات الأسمدة عن معدلاتها أحياناً لاتؤدي إلى الغرض المنشود بزيادة المحصول. ويجب استشارة المهندسين الزراعيين المختصين في كل منطقة.
أما في ظروف بلادنا يمكن تسميد حقول الأشجار المثمرة بالمواد الغذائية الممثلة في الأسمدة العضوية والأسمدة المعدنية (الكيماوية), فمن الأسمدة البلدية يمكن إضافة من 3-5 طن للدونم الواحد ومن الأسمدة الكيماوية يمكن إضافة 10-18 كغ آزوت ومن 10-12 كغ سوبر فوسفات ومن 18-24 كغ بوتاس للدونم الواحد، ويمكن أن تزيد هذه الكميات قليلاً أو تنقص قليلاً حسب كثيراً من العوامل التي أشرنا إليها في بداية الحديث عن التسميد.
وقد جرت العادة في بعض المزارع المثمرة التسميد كل 3 سنوات مرة بالأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية والكمية نفسها المذكورة أعلاه تضرب بعدد السنين فمثلاً في حدود 30-35 كغ سوبر فوسفات توضع كل ثلاث سنوات مرة.
وفي البساتين الحديثة والبساتين المكثفة التي تعتمد على زيادة عدد الأشجار في وحدة المساحة يمكن الإشارة إلى التسميد بحيث يجب أن تزداد (تتوافق) مع عمر الأشجار وخاصة في الأراضي الفقيرة بحيث يجب أن تزداد كمية الأسمدة الآزوتية، والبوتاسية مع ازدياد عمر الأشجار للدونم.
الأشجار التي في طور الإثمار يجب تسميدها كل سنتان مرة بمعدل 4-5 طن سماد بلدي للدونم وعند نقص هذا السماد أو توفره يمكن زراعة محاصيل بقولية واستعمالها كسماد أخضر.
هذه الكميات من الأسمدة التي أشرنا إليه هي تقريبية وكذلك تتوقف على حسب خصوبة التربة وحاجة الأشجار للسماد. الكميات الكبيرة من الأسمدة لها مردود خاصة في الأراضي المروية التي تصحبها الحراثة اللازمة والوقاية من الأمراض والحشرات.
مواعيد استعمالات الأسمدة:
في الآونة الأخيرة ينصح بإضافة أسمدة فوسفورية وبوتاسية كل 3-4 سنوات مرة باستعمال الكميات الكبيرة، هذه الطريقة يمكن الاستفادة كلياً كلياً من كميات الأسمدة المضافة وكذلك يمكن تجنب جرح جزء كبير من الجذور الناتج من حراثة السماد في التربة على أعماق كبيرة في منطقة توزع المجموعة الجذرية.
ومواعيد استعمال الأسمدة لأشجار الفاكهة يجب أن يتوافق مع ديناميكية امتصاص المواد الغذائية وسير النمو في الجذور وحركة العناصر الغذائية في التربة وكذلك مع عمر الأشجار ومع خواص رطوبة التربة.
ويمكن إضافة السماد البلدي والأسمدة الفوسفورية والبوتاسية في الخريف بأن تنثر على سطح التربة، ويعقبها حراثة عميقة بفلح التربة وقلب السماد إلى الأعماق، أما الكمية الباقية من الأسمدة الآزوتية تضاف على دفعتين الأولى من 2-3 أسابيع قبل الإزهار ( عند بداية انتفاخ البراعم) والثانية بعد العقد من 1-1.5 شهر في أيار وحزيران. وتجدر الإشارة إلى أنه في الأراضي الثقيلة يمكن إضافة السماد الآزوتي مرة واحدة أما في الأراضي الخفيفة والطمية فيستحسن إضافته على دفعتان أو ثلاثة حتى يقلل من الضياع من جراء الغسيل بالمياه الزائدة، بحيث نصف الكمية تضاف في بداية الربيع، والنصف الثاني يوزع على موعدين آخرين.
والدفعة الثالثة تعطى الأسمدة الآزوتية على دفعتان الأولى في بداية فصل النمو والثانية في منتصف أيار إلى حزيران. التسميد الآزوتي المتأخر (في حزيران) ينشط نمو الطرود والتي قد تسبب اضطرابات فيزيولوجية، أما التسميد الآزوتي المتأخر في الخريف والذي يمكن أن يكون سبباً لإصابة الطرود الغضة المتأخرة النمو من تأثير الصقيع الخريفي أو الشتوي عليها.
طرق إضافة الأسمدة للبساتين المثمرة:
تضاف الأسمدة المعدنية للتربة إما عن طريق نثرها على السطح ومن ثم حرثها أو عن طريق استعمالات آلات تسميد لوضعها في أعماق التربة مباشرة وكذلك يمكن استعمالها عن طريق تسميد الأوراق باستخدام السماد الورقي.
يتوقف العمق الذي يوضع فيه السماد على حسب حركة العناصر في التربة وحسب الأصول المستعملة وبالتالي حسب التركيب الميكانيكي للتربة، فالأسمدة الآزوتية أسهل حركة وتنثر على سطح التربة وتحرث بعد ذلك حراثة سطحية.
في الأراضي الخفيفة وذات النفاذية العالية يمكن إضافة الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية سطيحاً حيث يعقبها حراثة على أعماق كبيرة وبنفس الطريقة يمكن إضافة الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية للأراضي العميقة ولكن عندما تكون الأشجار مطعمة على أصول سطحية المجموعة الجذرية كالتفاح على أصل بارادايس ودوسين والأجاص على أصل سفرجل.
وفي الأراضي الثقيلة، الأشجار المزروعة على أصول عميقة المجموعة الجذرية تضاف الأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية على عمق 35-40 سم حتى تصل الجزء الظاهر من المجموعة الجذرية وهذا يمكن أن يتأمن عن طريق آلات تسميد خاصة على العمق المطلوب، وفي هذه الحالة يوضع السماد بين الخطوط حيث لاتوجد جذور هيكلية سميكة، ويستحسن أن تضاف الأسمدة عند عملية حراثة التربة العميقة بعد نقبها وقبل زراعتها.
أما في المزارع الصغيرة وحقول الفاكهة قليلة العدد وحيث يصعب تأمين آلات تسميد عميقة، يمكن أن ينثر السماد الفوسفوري والبوتاسي في قاع الثلم أثناء حراثة الحريف العميقة أو في أقنية رفيعة على أعماق 40 سم محفورة بدائرة على أطراف مسقط الهيكل العلوي للشجرة على سطح التربة وكذلك السماد البلدي ينثر على سطح التربة ويحرث مع حراثة الخريف الأساسية.
وبالإضافة إلى الطرق الكلاسيكية للتسميد عن طريق الجذور هنا تجدر الإشارة إلى أن الأشجار يمكن أن تأخذ حاجتها من المواد الغذائية عن طريق الأجزاء العلوية للشجرة كالفريعات والأوراق بمحاليل سمادية ترش الأوراق بها عدة مرات ويسمى التسميد الخارجي، فيمكن إجراؤه بالكريميد بمعدل 0.1-1% بأن ترش الأشجار في شهري حزيران وتموز، ويجب ملاحظة أن الرش المتأخر يسبب تعفن الثمار عند تخزينها.
فقد أعطت نتائج جيدة من السماد الورقي عند استعمال عنصري المنغنيز والبور في تسميد الدراق في حزيران وتموز، رش مثل هذه الأسمدة يجب أن يتم مساء بعد الغروب أو صباحاً قبل الشروق في وجود الندى حتى لاتجف القطرات بسرعة، وحسب اعتقاد العلماء بأن المواد الغذائية تنتقل من المحلول للأوراق من 1-2 ساعة.
والتسميد الخارجي محدود الاستخدام ونادراً ما يطبق إضافة لكونه غالي الثمن ومكلف إضافة إلى أن محاليل الأسمدة لايمكن مزجها بمواد الوقاية من الأمراض والحشرات حيث أن المواد (الأخيرة) تقلل المردود الاقتصادي للسماد المستعمل. ويطبق السماد الورقي في حالات الأشجار المثمرة المصابة بالاصفرار (كلوروزا) الناتج عن نقص العناصر الدقيقة (ميكرو المنت) Microelement.
وفي الختام يمكن أن نشير إلى بعض النصائح العامة في هذا المجال:
1- أكثر من استعمالات الأسمدة العضوية فهي تقوي الأراضي الرملية الخفيفة وتساعدها على حفظ الرطوبة وتخفف الأراضي القوية (وذلك حسب إرشادات المهندسين الزراعيين المختصين في المنطقة).
2- إذا كان الطبقة السفلية من التربة كتيمة غير نافذة للماء يفضل أن يحفر خنادق طولانية أو عرضانية حسب ميل الأرض وفي الأراضي الحديثة الزراعية يفضل نقب التربة وتوصل بخندق عام في نهاية الحقل لتصريف المياه.
3- عدم إجراء الحراثة أو العزق أو استعمال الآلات عندما تكون الأرض رطبة أو طينية.
4- يجب الانتباه لعزق الأرض وتنظيفها من الأعشاب الضارة وخاصة عندما تكون هذه الأعشاب بحالة إزهرار.
5- إن المواعيد المبكرة للحراثات في حقول التفاح المروية قد أعطت نتائج جيدة من مواعيد الحراثات المتأخرة بعد سقوط الأوراق أما الحراثات في حقول البساتين المثمرة فأثناء طور النمو الخضري الأعظمي تتسبب اضطرابات فيزيولوجية تؤدي إلى ضعف النمو في الجذور عكس ماعليه إذا أجريت أثناء طور السكون (أو النمو البطيء).
6- العمليات الزراعية تؤثر على نمو المجموعة الجذرية وخصوصاً إذا أجريت أثناء الأطوار الفينولوجية للأشجار بزمن النمو وتخزين المواد الغذائية اللدنة وكذلك تتأثر من ظروف الوسط المحيط. وإن عدم الالتئام الجيد للجذور عند جرحها وتشكيل كالوس في طور السكون يعود إلى انخفاض الحيوية وحجم المواد المخزونة.
7- أشار كوليسنكوف في أبحاثه في ظروف مناطق القرم Krim في جنوب الاتحاد السوفييتي وعلى شواطئ البحر الأسود إلى أن فلاحة التربة في حقول التفاح يجب أن تتم على عمق بحيث لاتوجد فيه خطورة تضر بالجذور نصف هيكلية التي أقطارها من 10-12 سم بينما في جذور الدراق والخوخ والكرز والأثخن من ذلك بقليل، أما في الأجاص فالعمليات الزراعية في التربة على الجذور النصف هيكلية فتؤثر تأثيراً إيجابياً يؤدي بالتالي لزيادة الإنتاج وأما الجذور الهيكلية فلا توجد خطورة عليها من جراء الحراثات ولكن تستغرق زمناً أطول لالتئامها وتشكل الكالوس عليها.
8- حراثة الخريف قبل أو عند حلول فصل الأمطار تؤدي إلى تحسين الإنتاج وزيادة في المردود عن بقية المواعيد خاصة مواعيد الحراثة المتأخرة في تشرين ثاني وكانون أول بحيث أن درجة حرارة التربة في هذه المواعيد المتأخرة لإجراء العمليات الزراعية (تشرين ثاني، كانون أول) غير ملائمة لتشكل الكالوس والتئام الجرح.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الشوندر السكري: يمتصف كمية كبيرة من المواد الغذائية في 1= كغ تربة مأخوذة من عمق 0-30 سم عند زراعة الشوندر السكري كان موجوداً 33 ملغ آزوت و 25.5 ملغ فوسفور متحرك، لكن عند زراعة البطاطا كان موجوداً في 1 كغ تربة حوالي 51 ملغ آزوت و52 ملغ فوسفور متحرك.
منقووووووووووووول للفائده
ولكم تحااااااااااااااااااااتي الخااااااااااااااصة