الــزعــيــم
03-09-2008, 11:34 PM
يعد انجازا علمياً جديداً في مكافحة آفات النخيل ..
مهندس زراعي سعودي يكتشف طفيلاً يقضي على يرقات «حفار ساق النخيل» الخطير
http://www.alriyadh.com/2006/05/27/img/275680%20copy.jpg
وهنا يعثر على يرقات حفار
تحقيق : صالح المحيسن
لم أكن أدرك منذ قبل معنى النشوة التي يعيشها الباحث أو المخترع حينما يتوصل إلى نتيجة لطالما سعى لها طويلاً ، أكاد أجزم أنها تلك لحظة يصل فيها الباحث إلى حد اللاشعور تلك اللحظات عايشتها ميدانياً الأسبوع الماضي حينما رافقت أحد أبناء هذا الوطن في مهمة حري بنا جميعاً أن نعاضده ونشد من أزره عليها ! فقد اصطحبني الباحث الزراعي في قسم وقاية النبات في المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور بالاحساء المهندس عبدالمحسن محمد العبدالمحسن الى أحد حقول النخيل في المركز الذي نجح وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى في تحقيق إنجاز علمي يجير باسم المملكة حيث تمكن من اكتشاف طفيل محلي يستطيع القضاء على يرقات حشرة حفار ساق النخيل ذي القرون الطويلة ( الذي يعد أقدم وأكثر آفات النخيل انتشاراً في المملكة وأكثرها فتكاً بعد السوسة ) ! ومن يعرف المسيرة العلمية للمهندس عبدالمحسن لا يستغرب منه ذلك ، فقد كان له إنجاز آخر قبل نحو 20 عاماً (وتحديداً في عام 1407 ه ) حينما اكتشف السوسة الحمراء لأول مرة في المملكة فراح يعمل جاهداً ولسنوات طويلة يسبر أغوار هذه الآفة التي دمرت ثروة زراعية هامة متمثلة في النخلة ليتسنى له وبقية زملائه من القضاء عليها إن شاء الله ! ولم يكن المهندس عدنان العفالق مدير المركز الوطني أقل نشوة وفرحاً من الباحث نفسه ، فقد زف البشرى لمقام وزارة الزراعة بهذا الانجازالجديد في مجال المكافحة الحيوية وعلى يد شاب سعودي طموح 0
(الرياض) تنفرد بنشر تفاصيل هذا الحدث العلمي عبر الالتقاء بالمهندس عبدالمحسن :
حفار النخيل.. فتاك
لكي ندرك أهمية الكشف الذي توصل له المهندس عبدالمحسن كان لزاماً علينا أن نعرف أكثر عن حفار النخيل ومدى خطورته على النخيل ، أوضح المهندس ذلك بقوله : حشرة حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة ( Jebusea hammershmidti )تنتمي إلى عائلة الخنافس ذات القرون الطويلة التي تمثل أهم الآفات الحشرية خطورة على نخيل التمور ولا تقل خطورة عن سوسة النخيل الحمراء ، فهي تعمل أنفاقاً كثيرة في جذوع النخلة وتلك الأنفاق تؤدي إلى إضعاف النخلة وتدهور محصولها ثم تنكسر عند هبوب الرياح ، وهنا لا بد من أن نلفت النظر إلى أن كل الدراسات الحقلية والميدانية أثبتت أن هناك علاقة طردية بين تزايد الإصابة بالحفار وزيادة نسبة الإصابة بالسوسة ! فالحفار حشرة مهيأة لدخول السوسة إلى جذع النخلة من خلال الثقوب التي تحدثها ، لتأتي السوسة وتضع بيضها ومن هنا تتفاقم الإصابة وينتهي الأمر بالقضاء على النخلة، ومن هنا يتضح أن التقليل من أعداد الحفارات (وهي مساعد مهم لانتشار الإصابة بالسوسة) سيفضي حتماً إلى انخفاض ملموس في الإصابة بالسوسة ! ويضيف المهندس عبدالمحسن : الحفار حشرة خطيرة تفتك بهدوء، كما أنها استطاعت أن تكوِّن مناعة ضد المبيدات الكيميائية وهذا أحد أسباب انتشارها بشكل واسع وعدم انخفاض أعدادها رغم أساليب المكافحة المتبعة ، لكنها باتت حشرة مستوطنة ، وهي منتشرة انتشاراً واسعاً في كل مناطق المملكة وبشكل اكبر في الإحساء والقطيف.
http://www.alriyadh.com/2006/05/27/img/275678%20copy.jpg
هكذا تم اكتشاف الطفيل !
استطرد الباحث في حديثه شارحاً كيف اكتشف الطفيل قائلاً : أنا مهتمٌ حالياً بدراسة تبحث في أسلوب لتشخيص الإصابة بحفارات النخيل بما فيها سوسة النخيل الحمراء عن طريق المخلفات النباتية « النشارة » التي تحدثها (وليس عن طريق ملاحظة الحشرات) ، فكنت أجمع المخلفات النباتية من الثقوب الموجودة على النخيل المصابة ، فلاحظت بعد عملية الحفر واستخراج يرقات الحفار أن هناك حشرة (دبور) تحوم حولي فاقتربت يرقات الحفار واستمرت في المناورة لفترة طويلة مبدية سلوك الدبابير المتطفلة ، فبدأت بالمراقبة المستمرة لهذا الدبور منذ مطلع شهر مارس 2006 م الماضي، فلاحظت أنها تحوم حول النخلة كأنها تبحث عن عائل تضع فيه بيضها أو تتغذى عليه، فوضعت علامات على الأماكن التي وقفت عليها من جذع النخلة ، ثم حفرتها فوجدت أن كل مكان وقفت عليه (وبنسبة 100 ? ) من جذع النخلة وجدت تحتها يرقات » حفار النخيل » إما كانت ميتة أو مصابة بالطفيل أو وجدت شرانق للطفيل ،على الرغم من عدم وجود أي أعراض للحفار !!
وأضاف : وللتأكد أجريت تطفلاً معملياً ، فأخذت الدبابير ووضعتها في حاويات واستجلبت لها يرقات حفار من بساتين النخيل ووضعتها معها في نفس المكان فتطفلت عليها ، فخرجت منها أطوار الدبور واليرقات وعذّرت ، فثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه طفيل متخصص على يرقات الحفارات.
« الطفيل » ومراحل تطفله
ويشرح العبدالمحسن مراحل تطفل الطفيل : تبدأ أنثى الطفيل عملها منذ الصباح الباكر فتحوم حول النخلة مبتدئةً من قاعدة النخلة وحتى قمتها ، حتى تهبط على الجذع فتبدأ بالتحسس بواسطة قرون الاستشعار عن مكان اليرقات بالضبط فتحقن البيض إما على اليرقات مباشرة أوفي مكان قريب منها ، فيفقس البيض فيبدأ باختراق جسم يرقات الحفار فيتغذى عليها حتى يكمل الطور اليرقي ،وتخرج اليرقات من اليرقات المصابة لتعذر خارجها في شرانق حريرية لتخرج الدبابير وتعيد دورة الحياة ( في مدة تتراوح مابين 2 - 3 أسابيع ) وقد تم توثيق هذه العملية حقلياً ومعملياً بالتسجيل المصور والثابت .
ولفت الباحث الى ملاحظته في أنه ومع دخول شهر مايو وارتفاع درجات الحرارة وندرة الطور اليرقي للحفار قل ظهور الطفيل ، لكنه شاهده في المزارع التي يكثر فيها الظل ، وبين أن أولى مشاهداته للطفيل كانت في أحد الحقول التابعة للمركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور ، ثم شاهده في قرية البطالية التي تبعد 8 كم ، ثم في قرية المطيرفي ، ولا زلنا بحاجة إلى دراسة لمعرفة مدى انتشاره في الواحة.
« الطفيل » ومتحف التاريخ الطبيعي
(متحف التاريخ الطبيعي في بريطانيا ، إدارة الحشرات ) هي الجهة المتخصصة في تعريف الحشرات ، هكذا اوضح المهندس عبدالمحسن وأضاف : أرسلنا عينات من الطفيل » الدبور » إلى المتحف وبدأنا بالفعل اتصالات لمعرفة ما إذا كان هذا الطفيل مسجلاً في المملكة أو في الشرق الأوسط أم لا ، كما أننا ابلغنا المتحف أنه تم رصد تطفل هذه الحشرة على يرقات حفار ساق النخيل.
ويشير العبدالمحسن إلى أن هذا الطفيل ينتمي إلى عائلة تضم 60 ألف نوع من الحشرات وكلها متطفلة على يرقات حشرات الخنافس التي تنخر الأخشاب ولم تسجل أي أضرار تذكر لهذا النوع من الحشرات ، ومن المواصفات المورفولوجية للحشرة تبين أنها :
تنتمي لرتبة غشائية الأجنحة (order : Hymenoptera ) وفوق عائلة (super family : Ichneumonoidae ) و عائلة (Ichneumonoidae family :) والحشرة الكاملة عبارة عن دبور لونه أحمر بطول يتراوح من 12 - 14 ملم ، ولها زوجان من القرون الطويلة ، و زوجان من الأجنحة الشفافة لونها مصفر يميل إلى البرتقالي والنهايات الطرفية سوداء وأجزاء الفم قارضة كما تتميز الأنثى عن الذكر بكبر حجمها ووجود آلة لوضع البيض(Ovipositor) طويلة وقوية لها القدرة على اختراق جذع النخلة ووضع البيض ، وألفت المهندس عبدالمحسن النظر الى أنه وفي السياق ذاته وفي خطوة هامة فإنه يجرى حالياً اختبار تأثير هذا الطفيل على سوسة النخيل الحمراء .
http://www.alriyadh.com/2006/05/27/img/275675%20copy.jpg
ماذا بعد الكشف ؟!
وفي رده على هذا السؤال يشير المهندس عبدالمحسن أنه وبعد أن ثبت نجاح هذا الطفيل في القضاء على يرقات الحفار ، فإن المرحلة الأخرى تتمثل في إكثار الطفيل وتشريسه ومن ثم إطلاقه في الطبيعة حتى تزداد أعداده ، سيما وانه متأقلم والظروف البيئية والمناخية للمنطقة مما يدفع في اتجاه تعديل الميزان الحيوي في صالح مكافحة آفات النخيل .
ويضيف : لاشك في أن هذا الكشف سيفتح باباً جديداً لمكافحة آفات النخيل باستخدام المتطفلات الحشرية مما يدعم برامج مكافحة آفات النخيل بالطرق الحيوية ، وأؤكد في هذا السياق أن معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم يدعم بقوة البحوث التطبيقية في هذا المجال ويشدد على المكافحة في ظل حماية البيئة ، وختم حديثه بالإشارة إلى أن واحة الإحساء المكان المناسب لدراسة النخيل وآفاتها نظراً لما تحتويه من تراكم خبرات في مجال زراعة النخيل وتوفر ما لا يقل عن ثلاثة ملايين نخلة وعدد من مراكز الأبحاث الزراعية المتخصصة التابعة لوزارة الزراعة وجامعة الملك فيصل ، وأضاف العبدالمحسن أنه وقسم الوقاية بالمركز على استعداد تام للتعاون مع من لديه الرغبة في التعمق في دراسة هذا الطفيل من حيث السلوك ومدى انتشاره والمدى العائلي وإمكانية الاستفادة منه في مكافحة سوسة النخيل الحمراء بصورة مباشرة .
المصدر جريدة الرياض
مهندس زراعي سعودي يكتشف طفيلاً يقضي على يرقات «حفار ساق النخيل» الخطير
http://www.alriyadh.com/2006/05/27/img/275680%20copy.jpg
وهنا يعثر على يرقات حفار
تحقيق : صالح المحيسن
لم أكن أدرك منذ قبل معنى النشوة التي يعيشها الباحث أو المخترع حينما يتوصل إلى نتيجة لطالما سعى لها طويلاً ، أكاد أجزم أنها تلك لحظة يصل فيها الباحث إلى حد اللاشعور تلك اللحظات عايشتها ميدانياً الأسبوع الماضي حينما رافقت أحد أبناء هذا الوطن في مهمة حري بنا جميعاً أن نعاضده ونشد من أزره عليها ! فقد اصطحبني الباحث الزراعي في قسم وقاية النبات في المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور بالاحساء المهندس عبدالمحسن محمد العبدالمحسن الى أحد حقول النخيل في المركز الذي نجح وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى في تحقيق إنجاز علمي يجير باسم المملكة حيث تمكن من اكتشاف طفيل محلي يستطيع القضاء على يرقات حشرة حفار ساق النخيل ذي القرون الطويلة ( الذي يعد أقدم وأكثر آفات النخيل انتشاراً في المملكة وأكثرها فتكاً بعد السوسة ) ! ومن يعرف المسيرة العلمية للمهندس عبدالمحسن لا يستغرب منه ذلك ، فقد كان له إنجاز آخر قبل نحو 20 عاماً (وتحديداً في عام 1407 ه ) حينما اكتشف السوسة الحمراء لأول مرة في المملكة فراح يعمل جاهداً ولسنوات طويلة يسبر أغوار هذه الآفة التي دمرت ثروة زراعية هامة متمثلة في النخلة ليتسنى له وبقية زملائه من القضاء عليها إن شاء الله ! ولم يكن المهندس عدنان العفالق مدير المركز الوطني أقل نشوة وفرحاً من الباحث نفسه ، فقد زف البشرى لمقام وزارة الزراعة بهذا الانجازالجديد في مجال المكافحة الحيوية وعلى يد شاب سعودي طموح 0
(الرياض) تنفرد بنشر تفاصيل هذا الحدث العلمي عبر الالتقاء بالمهندس عبدالمحسن :
حفار النخيل.. فتاك
لكي ندرك أهمية الكشف الذي توصل له المهندس عبدالمحسن كان لزاماً علينا أن نعرف أكثر عن حفار النخيل ومدى خطورته على النخيل ، أوضح المهندس ذلك بقوله : حشرة حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة ( Jebusea hammershmidti )تنتمي إلى عائلة الخنافس ذات القرون الطويلة التي تمثل أهم الآفات الحشرية خطورة على نخيل التمور ولا تقل خطورة عن سوسة النخيل الحمراء ، فهي تعمل أنفاقاً كثيرة في جذوع النخلة وتلك الأنفاق تؤدي إلى إضعاف النخلة وتدهور محصولها ثم تنكسر عند هبوب الرياح ، وهنا لا بد من أن نلفت النظر إلى أن كل الدراسات الحقلية والميدانية أثبتت أن هناك علاقة طردية بين تزايد الإصابة بالحفار وزيادة نسبة الإصابة بالسوسة ! فالحفار حشرة مهيأة لدخول السوسة إلى جذع النخلة من خلال الثقوب التي تحدثها ، لتأتي السوسة وتضع بيضها ومن هنا تتفاقم الإصابة وينتهي الأمر بالقضاء على النخلة، ومن هنا يتضح أن التقليل من أعداد الحفارات (وهي مساعد مهم لانتشار الإصابة بالسوسة) سيفضي حتماً إلى انخفاض ملموس في الإصابة بالسوسة ! ويضيف المهندس عبدالمحسن : الحفار حشرة خطيرة تفتك بهدوء، كما أنها استطاعت أن تكوِّن مناعة ضد المبيدات الكيميائية وهذا أحد أسباب انتشارها بشكل واسع وعدم انخفاض أعدادها رغم أساليب المكافحة المتبعة ، لكنها باتت حشرة مستوطنة ، وهي منتشرة انتشاراً واسعاً في كل مناطق المملكة وبشكل اكبر في الإحساء والقطيف.
http://www.alriyadh.com/2006/05/27/img/275678%20copy.jpg
هكذا تم اكتشاف الطفيل !
استطرد الباحث في حديثه شارحاً كيف اكتشف الطفيل قائلاً : أنا مهتمٌ حالياً بدراسة تبحث في أسلوب لتشخيص الإصابة بحفارات النخيل بما فيها سوسة النخيل الحمراء عن طريق المخلفات النباتية « النشارة » التي تحدثها (وليس عن طريق ملاحظة الحشرات) ، فكنت أجمع المخلفات النباتية من الثقوب الموجودة على النخيل المصابة ، فلاحظت بعد عملية الحفر واستخراج يرقات الحفار أن هناك حشرة (دبور) تحوم حولي فاقتربت يرقات الحفار واستمرت في المناورة لفترة طويلة مبدية سلوك الدبابير المتطفلة ، فبدأت بالمراقبة المستمرة لهذا الدبور منذ مطلع شهر مارس 2006 م الماضي، فلاحظت أنها تحوم حول النخلة كأنها تبحث عن عائل تضع فيه بيضها أو تتغذى عليه، فوضعت علامات على الأماكن التي وقفت عليها من جذع النخلة ، ثم حفرتها فوجدت أن كل مكان وقفت عليه (وبنسبة 100 ? ) من جذع النخلة وجدت تحتها يرقات » حفار النخيل » إما كانت ميتة أو مصابة بالطفيل أو وجدت شرانق للطفيل ،على الرغم من عدم وجود أي أعراض للحفار !!
وأضاف : وللتأكد أجريت تطفلاً معملياً ، فأخذت الدبابير ووضعتها في حاويات واستجلبت لها يرقات حفار من بساتين النخيل ووضعتها معها في نفس المكان فتطفلت عليها ، فخرجت منها أطوار الدبور واليرقات وعذّرت ، فثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه طفيل متخصص على يرقات الحفارات.
« الطفيل » ومراحل تطفله
ويشرح العبدالمحسن مراحل تطفل الطفيل : تبدأ أنثى الطفيل عملها منذ الصباح الباكر فتحوم حول النخلة مبتدئةً من قاعدة النخلة وحتى قمتها ، حتى تهبط على الجذع فتبدأ بالتحسس بواسطة قرون الاستشعار عن مكان اليرقات بالضبط فتحقن البيض إما على اليرقات مباشرة أوفي مكان قريب منها ، فيفقس البيض فيبدأ باختراق جسم يرقات الحفار فيتغذى عليها حتى يكمل الطور اليرقي ،وتخرج اليرقات من اليرقات المصابة لتعذر خارجها في شرانق حريرية لتخرج الدبابير وتعيد دورة الحياة ( في مدة تتراوح مابين 2 - 3 أسابيع ) وقد تم توثيق هذه العملية حقلياً ومعملياً بالتسجيل المصور والثابت .
ولفت الباحث الى ملاحظته في أنه ومع دخول شهر مايو وارتفاع درجات الحرارة وندرة الطور اليرقي للحفار قل ظهور الطفيل ، لكنه شاهده في المزارع التي يكثر فيها الظل ، وبين أن أولى مشاهداته للطفيل كانت في أحد الحقول التابعة للمركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور ، ثم شاهده في قرية البطالية التي تبعد 8 كم ، ثم في قرية المطيرفي ، ولا زلنا بحاجة إلى دراسة لمعرفة مدى انتشاره في الواحة.
« الطفيل » ومتحف التاريخ الطبيعي
(متحف التاريخ الطبيعي في بريطانيا ، إدارة الحشرات ) هي الجهة المتخصصة في تعريف الحشرات ، هكذا اوضح المهندس عبدالمحسن وأضاف : أرسلنا عينات من الطفيل » الدبور » إلى المتحف وبدأنا بالفعل اتصالات لمعرفة ما إذا كان هذا الطفيل مسجلاً في المملكة أو في الشرق الأوسط أم لا ، كما أننا ابلغنا المتحف أنه تم رصد تطفل هذه الحشرة على يرقات حفار ساق النخيل.
ويشير العبدالمحسن إلى أن هذا الطفيل ينتمي إلى عائلة تضم 60 ألف نوع من الحشرات وكلها متطفلة على يرقات حشرات الخنافس التي تنخر الأخشاب ولم تسجل أي أضرار تذكر لهذا النوع من الحشرات ، ومن المواصفات المورفولوجية للحشرة تبين أنها :
تنتمي لرتبة غشائية الأجنحة (order : Hymenoptera ) وفوق عائلة (super family : Ichneumonoidae ) و عائلة (Ichneumonoidae family :) والحشرة الكاملة عبارة عن دبور لونه أحمر بطول يتراوح من 12 - 14 ملم ، ولها زوجان من القرون الطويلة ، و زوجان من الأجنحة الشفافة لونها مصفر يميل إلى البرتقالي والنهايات الطرفية سوداء وأجزاء الفم قارضة كما تتميز الأنثى عن الذكر بكبر حجمها ووجود آلة لوضع البيض(Ovipositor) طويلة وقوية لها القدرة على اختراق جذع النخلة ووضع البيض ، وألفت المهندس عبدالمحسن النظر الى أنه وفي السياق ذاته وفي خطوة هامة فإنه يجرى حالياً اختبار تأثير هذا الطفيل على سوسة النخيل الحمراء .
http://www.alriyadh.com/2006/05/27/img/275675%20copy.jpg
ماذا بعد الكشف ؟!
وفي رده على هذا السؤال يشير المهندس عبدالمحسن أنه وبعد أن ثبت نجاح هذا الطفيل في القضاء على يرقات الحفار ، فإن المرحلة الأخرى تتمثل في إكثار الطفيل وتشريسه ومن ثم إطلاقه في الطبيعة حتى تزداد أعداده ، سيما وانه متأقلم والظروف البيئية والمناخية للمنطقة مما يدفع في اتجاه تعديل الميزان الحيوي في صالح مكافحة آفات النخيل .
ويضيف : لاشك في أن هذا الكشف سيفتح باباً جديداً لمكافحة آفات النخيل باستخدام المتطفلات الحشرية مما يدعم برامج مكافحة آفات النخيل بالطرق الحيوية ، وأؤكد في هذا السياق أن معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم يدعم بقوة البحوث التطبيقية في هذا المجال ويشدد على المكافحة في ظل حماية البيئة ، وختم حديثه بالإشارة إلى أن واحة الإحساء المكان المناسب لدراسة النخيل وآفاتها نظراً لما تحتويه من تراكم خبرات في مجال زراعة النخيل وتوفر ما لا يقل عن ثلاثة ملايين نخلة وعدد من مراكز الأبحاث الزراعية المتخصصة التابعة لوزارة الزراعة وجامعة الملك فيصل ، وأضاف العبدالمحسن أنه وقسم الوقاية بالمركز على استعداد تام للتعاون مع من لديه الرغبة في التعمق في دراسة هذا الطفيل من حيث السلوك ومدى انتشاره والمدى العائلي وإمكانية الاستفادة منه في مكافحة سوسة النخيل الحمراء بصورة مباشرة .
المصدر جريدة الرياض