مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر محمد عواض الثبيتي


صقـر عتيبـة
04-07-2008, 05:36 AM
نبذه عن الشاعر

محمد عواض الثبيتي
شاعر من المملكة العربية السعودية
ولد عام 1952 في منطقة الطائف
حصل على بكالوريوس في علم الاجتماع
عمل في التعليم
صدر له من الدواوين :
- عاشقة الزمن الوردي 1982
- تهجيت حلما .. تهجيت وهما 1984
- التصاريس 1986
- موقف الرمال / موقف الجناس
-فاز بجائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000م .



أمضي إلى المعنى



أمضي إلى المعنى



وأمتصّ الرحيقَ من الحريقِ

فأرتوي

وأعلُّ

من

ماءِ

الملامِ

وأمرُّ ما بين المسالكِ والمهالكِ

حيث لا يمٌّ يلمُّ شتاتَ أشرعتي

ولا أفقٌ يضمّ نثارَ أجنحتي

ولا شجرٌ

يلوذُ

به حَمامي

أمضي إلى المعنى

وبين أصابعي تتعانق الطرقاتُ

والأوقات، ينفضُّ السرابُ عن الشرابِ

ويرتمي

ظِلّي

أمامي

أفتضُّ أبكارَ النجومِ

وأستزيد من الهمومِ

وأنتشي بالخوف حين يمرّ منْ

خدر الوريدِ

إلى

العظامِ

وأجوب بيداء الدجى

حتى تباكرني صباحات الحجا

أَرِقاً

وظامي.

- إني رأيتُ.. ألم ترَ!؟

- عينايَ خانهما الكرى

وسهيلُ ألقى في يمين الشمسِ

مهجتَه وولَّى والثريا حلَّ في

أفلاكها

بدرٌ

شآميْ

يا بدرَها

وهدى البصيره

يا فخرَها

وهوى السريره

يا مُهرها

وحِمى العشيره

يا شَعرها

ومدى الضفيره.

في ساحة العثراتِ

ما بين الخوارجِ والبوارجِ

ضجّ بي

صبري

وأقلقني

مُقامي

فمضيت للمعنى

أُحدّق في أسارير الحبيبة كي

أُسمّيها

فضاقتْ

عن

سجاياها

الأسامي

ألفيتُها وطني

وبهجةَ صوتها شجني

ومجدَ حضورها الضافي منايَ

وريقَها

الصافي

مُدامي

ونظرتُ في عين السَّما

فخبتْ شَراراتُ الظما

وانشقَّ

عن مطرٍ

غماميْ

للبائتين على الطوى

والناشرين لما انطوى

والناظرين

إلى

الأمامِ

للنخل للكثبان للشيح الشماليِّ

وللنفحات من ريح الصَّبا

للطير في خضر الربا

للشمس للجبلِ

الحجازيِّ

وللبحرِ

التهاميْ.



وضاح



صاحبي..

ما الذي غيركْ

ما الذي خدر الحلم في صحو عينيك من لف حول

حدائق روحك هذا الشَرَكْ

عهدتك تطوي دروب المدينة مبتهجًا وتبث بأطرافها

عنبرك

صاحبي..

هل ستهجس بالحب - بين اتساع الحنين وضيق الميادين -

لو طوقتك خيول الدرَكْ

هل ستوقظ أنشودة الروح في غابة الخيزران الأنيقة

لو أنكرت مظهرك

صاحبي..

لا تمل الغناء

فما دمت تنهل صفو الينابيع شق بنعليك ماء البركْ



تغريبة القوافل والمطر



أدِرْ مهج الصبحِ

صبَّ لنا وطنًا في الكؤوسْ

يدير الرؤوسْ

وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابه

أدِرْ مهجة الصبح

واسفح على قلل القوم قهوتك المرْةَ المستطابة

أدر مهجة الصبح ممزوجة باللظى

وقلّب مواجعنا فوق جمر الغضا

ثم هات الربابه

هات الربابه :

الأديمة زرقاء تكتظ بالدما

فتجلو سواد الماء عن ساحل الظما

ألا قمرًا يحمرُّ في غرة الدجى

ويهمي على الصحراء غيثًا وأنجما

فنكسوه من أحزاننا البيض حُلةً

ونتلو على أبوابه سورة الحِمى

ألا أيها المخبوء بين خيامنا

أدمت مطال الرمل حتى تورّما

أدمت مطال الرمل فاصنع له يدًا

ومدَّ له في حانة الوقت موسما

أدِرْ مهجة الصبحِ

حتى يئن عمود الضحى

وجددْ دم الزعفران إذا ما امّحى

أدر مهجة الصبح حتى ترى مفرق الضوء

بين الصدور وبين اللحى .

أيا كاهن الحي

أسَرَتْ بنا العيسُ وانطفأت لغة المدلجينَ

بوادي الغضا

كم جلدنا متون الربى

واجتمعنا على الماءِ

يا كاهن الحيِّ

هلاّ مخرت لنا الليل في طور سيناء

هلا ضربت لنا موعداً في الجزيره

أيا كاهن الحيِّ

هل في كتابك من نبأِ القوم إذ عطلوا

البيد واتبعوا نجمة الصبحِ

مرّوا خفافاً على الرمل

ينتعلون الوجى

أسفروا عن وجوه من الآل

واكتحلوا بالدجى

نظروا نظرةً

فامتطى علسُ التيه ظعنهمُ

والرياح مواتيةٌ للسفرْ

والمدى غربةٌ ومطرْ .

أيا كاهن الحي

إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الأرض

وإنا طرقْنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها خاشعينَ

فرتلْ علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر :

شُدّنا في ساعديك

واحفظ العمر لديك

هَبْ لنا نور الضحى

وأعرنا مقلتيكْ

واطو أحلام الثرى

تحت أقدام السُّليكْ

نارك الملقاة في

صحونا, حنّت إليك

ودمانا مذ جرت

كوثرًا من كاحليك

لم تهن يومًا وما

قبّلت إلا يديك

سلام عليكَ

سلام عليكْ .

أيا مورقًا بالصبايا

ويا مترعًا بلهيب المواويل

أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم

في رئتيكْ .

سلام عليكَ

سلام عليكْ.

مطُرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا للغناء

ولتكن سورة القلب فواحةً بالدماء .

سلام عليكَ

سلام عليكْ

سلام عليك فهذا دم الراحلين كتاب

من الوجد نتلوه

تلك مواطئهم في الرمالْ

وتلك مدافن أسرارهم حينما ذللت

لهم الأرض فاستبقوا أيهم يرِدُ الماءْ

- ما أبعد الماءَ

ما أبعد الماء

- لا .. فالذي عتقته رمال الجزيرة

واستودعته بكارتها يَردُ الماءَ

يا وارد الماء علَّ المطايا

وصبّ لنا وطنًا في عيون الصبايا

فما زال في الغيب منتجع للشقاء

وفي الريح من تعب الراحلين بقايا

إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ

وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ بزيت القناديل

يا أرض كفِّي دمًا مشرَبًا بالثآليل

يا نخلُ أدركْ بنا أول الليل

ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ

ها نحن نكتب تحت الثرى :

مطرًا وقوافل

يا كاهن الحيِّ

طال النوى

كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطي

لتقرأ يا كاهن الحي

فرتل علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر



الأوقات



وأفقت من تعب القرى فإذا المدينة شارع

قفر ونافذة تطل

على السماء

أفقت من سغب المدينة خائفا فإذا الهوى

حجر على باب

النساء

وأفقت من وطني فكانت حمرة الأوقات مسدلة

وكان الحزن متسعا لأن نبكي

فيغلبنا النشيد

وتسيل أغنية بشارعنا الجديد

وأفقت من زمني فأيقظت الكرى وغسلت بالماء

المهذب

مقلتيك فسال ماء السيف بين شفاهنا والقبلة

الأولى

فأوغرنا صدور الطير كي تشدو مبخرة فنشعل

قبلة أخرى

على باب الهوى الشرقي . .

هذا صباح واقف بالباب

(هذا عاشق طفل يباغته الرفاق مضرجا

بالشهوة الأولى)

فيقطر من ملامحه حياء ناصع ويبوح باللون

البهي

ويرتقي شجر الفؤاد

متعثرا بالجوع والحمى وخارطة البلاد

وجه صباحي ، وأسئلة ، وصوت شاحب ،

وأصابع سمر

يلوثها المداد

- ماذا سمعت اليوم ؟

- أغنية تقول :

(ولي نجمة حينما لا تغيب

تكلل صدر الفضاء الرحيب )

فحينا أراها تطوف الشمال

وحينا تشق صباح الجنوب

على البعد تبدو غناء شجيا

لقلبي ، وريحانة من قريب

سماوية في زمان الشقاء

وأرضية في الزمان الخصيب

يجاذبها الرمل حبل الشعاع

وتشتاقها شرفات المغيب

كنا على طرف المدينة نمنح الإصباح بهجتها

ونرحل في سهوب

الضوء ، نقتسم المرارة والرغيف الحر والتعب

الشهي

ما أجمل الفجر العصي

ما أجمل الأطفال حين يهزهم فرح النبي

هذا صباح آخر بالباب . عاشق بكر ينام معطرا

بالريح

مرتديا غموض الليل ..

حين تفجر الرؤيا منامه

فيهب نحو الله ..

ويفز من فجر إلى فجر ونجمته أمامه

ويزل عن قدم الطريق المر مبتهجا

ويرسم حول خطوته علامة

- ماذا قرأت اليوم ؟

- أغنية جديدة :

(ما بال هذا النسر كم غنى غناء نابيا حتى

ادلهم التيه وانكشفت من البيداء سوأتها

فعاد يمص من ظمأ وريده

كم من يد صبت على آثاره لحنا رماديا

وكم بكر رأت يمناه قانية وشمت فيه

رائحة بليدة وارته صهباء الرمال عن الرجال وطوقت

بغبارها الذهبي هامته وجيده يا أشعثا عقر الطريق وشل بادرة

الخصوبة بعدما. وهنت قوادمه وأضحى ورده غشا وعقته الطريدة

قال الذي مسته نار الصالحين : إذا رأيت البدر مكتملا بأحداق

النساء وقامت

الجوزاء بين النخل سافرة تدور الأرض دورتها الجديدة .. .)



موقف الرمال موقف الجناس..



ضمني،

ثم أوقفني في الرمال

ودعاني:

بميم وحاء وميم ودال

واستوى ساطعاً في يقيني

وقال:

أنت والنخلُ فرعانِ

أنت افترعت بنات النوى

ورفعت النواقيس

هن اعترفن بسر النوى

وعرفن النواميس

فاكهة الفقراءِ

وفاكهة الشعراءِ

تساقيتما بالخليطين:

جمراً بريئاً وسحراً حلالُ

أنت والنخل صنوانِ

هذا الذي تدعيه النياشينُ

ذاك الذي تشتهيه البساتينُ

هذا الذي

دَخَلت إلى أفلاكه العذراء

ذاك الذي

خلدت إلى أكفاله العذراء

هذا الذي في الخريف احتمالُ

وذاك الذي في الربيع اكتمال

أنت والنخل طفلان

واحد يتردد بين الفصول

وثان يردد بين الفصول:

أصادق الشوارع

والرمل والمزارع

أصادق النخيل

أصادق المدينة

والبحر والسفينة

والشاطىء الجميل

أصادق البلابل

والمنزل المقابل

والعزف والهديل

أصادق الحجارة

والساحة المنارة

والموسم الطويل

أنت والنخل طفلان

طفل قضى شاهداً في الرجال

وطفل مضى شاهراً للجمال

أنت والنخل سيان

قد صرتَ دَيدَنَهُنَّ

وهن يداك

وصرتَ سماكاً على سمكهن

وهن سمَاك

وهن شهدن أفول الثريَّا

وأنت رأيت بزوغ الهلال

تسري الدماء من العذوق

إلى العروق

وتنتشي لغة البروق:

أي بحر تجيد؟

أي حبر تريد؟

سيدي لم يعد سيدي

ويدي لم تعد بيدي

قال:

أنت بعيد كماء السماء

قلتُ:

إني قريب كقطر الندى

المدى والمدائنُ

قفر وفقرُ

والجنى والجنائنُ

صبر وصبرُ

وعروسُ السفائنِ

ليلٌ وبحرُ

ومدادُ الخزائنِ

شطرٌ وسطرُ

قالَ:

يا أيها النخلُ

يغتابك الشجر الهزيل

ويذمُّك الوتد الذليل

وتظلُّ تسمو في فضاء الله

ذا ثمرٍ خرافي

وذا صبر جميل

قال:

يا أيها النخلُ

هل ترثي زمانك

أم مكانك

أم فؤاداً بعد ماء الرقيتين عصاك

حين استبد بك الهوى

فشققت بين القريتين عصاك

وكتبت نافرة الحروف ببطن مكة

والأهلة حول وجهك مستهلةُ

والقصائد في يديك مصائدُ

والليل بحر للهواجس والنهارُ

قصيدة لا تنتمي إلا لباريها

وباري الناي

يا طاعنا في النأي

اسلم،

إذا عثرت خطاك

واسلم،

إذا عثرت عيون الكاتبين على خطاك

وما خطاك؟!

إني أحدقُ في المدينة كي أراكَ

فلا أراك

إلا شميماً من أراك.



التضاريس



ترتيلة البدء :

جئتُ عرافاً لهذا الرملِ

استقصي احتمالات السوادْ

جئت ابتاع اساطيرَ

ووقتاً ورمادْ

بين عينيَّ وبين السبت

طقسٌ ومدينهْ..

خدر ينساب من ثدي السفينةْ

هذه أولى القراءاتِ

وهذا ورق التين يبوحْ

قل: هو الرعد يعرِّي جسد الموتِ

ويستثني تضاريس الخصوبهْ

قل: هي النار العجيبهْ

تستوي خلف المدار الحرِّ

تِنيناً جميلاً ..

وبكارهْ

نخلة حبلى ،

مخاضاً للحجارهْ

**

من شفاهي تقطر الشمسُ

وصمتي لغة شاهقة تتلو

أسارير البلادْ

هذه أولى القراءات وهذا

وجه ذي القرنين عادْ

مشرباً بالملح والقطران عادْ

خارجاً من بين اصلاب

الشياطينِ

واحشاء الرمادْ .

حيثُ تمتدُّ جذور الماءِ

تنفضُّ إشتهاءات الترابْ

يا غراباً ينبش النارَ ..

يواري عورة الطينِ

وأعراس الذبابْ

حيث تمتدُّ جذور الماءِ

تمتدُّ شرايين الطيورِ الحمرِ ،

تسري مهجة الطاعونِ ،

يشتدُّ المخاضْ

يادماً يدخل ابراج الفتوحاتِ

وصدراً ينبت الاقمارَ والخبز

الخرافيَّ

وشامات البياضْ



القرين



مقيمٌ على شغف الزوبعهْ

له جانحان .. ولي أربعه

يخامرني وجهه كل يومٍ

فالغي مكاني وامضي معه

أُفاتحه بدمي المستفيقِ

فيذرف من مقلتي ادمعهْ

وأغُمد في رئتيه السؤالَ

فيرفع عن شفتي إصبعهْ

- أما زلت تتلو فصول الرمالْ ؟

- أُقامر بالجرحِ ..

اقرع بوابة الإحتمالْ

- (( أأشعلت فاصلة الارتيابْ )) ؟

- دمي مشرع للتحول والانتصابْ

- أتدرك ما قالت البوصلهْ ؟

- زمني عاقرٌ

قريتي أرملهْ

وكفي معلقة فوق باب المدينةِ

منذ اعتنقت وقار الطفولةِ

وانتابني رمد المرحلهْ .

لدى سادن الوقت تشرق بي

جرعة الماء..

تجنح بي طرقات الوباء ..

تلاحقني تمتمات البسوسْ

أرى بين صدري وبين صراط الشهادة

شمساً مراهقةً

وسماءً مرابطةً

ويميناً غموسْ



المغني



المغني

إبتداءً من الشيبِ حتى هديل الأباريقِ

تسترسلُ اللغة الحجريةُ

بيضاء كالقارِ ..

نافرة كعروق الزجاجةِ

قال المغنِّي :

يعاقرني كل يوم غياب القوافلِ

قلتُ :

يؤرِّقُـك الزمن المتقابلُ

للجرح بوابتانِ :

من الخمر والزنجبيلْ

للقصيدة بحر طويلٌ

وليل طويلٌ

ودهر طويلْ .

قال المغني :

لصوتي رائحة الجوعِ

قلتُ :

لوجهك لونُ البراريَ

للجرح وجهان :

من ظمإٍ نادمته الحناجرُ

من وطن للطريق المهاجرِ

يحتدُّ صوت المغني ..

يكبِّـل في قامة الريح إمرأةً

وكتاباً ..

وقبراً قديمْ

- كيف أُغمد أوردتي في السديمْ ..

كيف أُخرج من شبق الطين

موتاً يتيمْ . ؟؟

- إبتكر للدماء صهيلاً

تدثر بخاتمة الكلمات

بالبخور الذي يتناسل في الطرقات .

إبتكر للرماح صبوحاً

دماؤك موغلةٌ في القناديل

وجهك منتجع للغات .

إبتكرْ للطفولة شكلاً ..

كتاباً تطارحه الخوفَ ،

تقرأ فيه محاق الكواكبِ ،

تكتب فيه حروف الندمْ .

إبتكر للطفولة عرساً تعلِّق فيه التمائمَ

واللعبَ الورقية .. والاغنيات .



الصعلوك



* يفيق من الخوف ظُهراً

ويمضي إلى السوقِ

يحمل أوراقه وخطاهْ

- من يقاسمني الجوع والشعر والصعلكهْ

من يقاسمني نشوة التهلكهْ ؟؟

- أنت اسطورة أثخنتها المجاعاتُ

قل لي :

متى تثخن الخيل والليل والمعركهْ .

* يفيق من الجوع ظهراً

ويبتاع شيئاً من الخبز والتمر والماء

والعنب الرازقيِّ الذي جاء مقتحماً موسمَهْ

- من يعلمني لعبة مُبهَمَهْ

- ترجل عن الجدب واحسب خطاياهُ واسفك دَمَهْ .

* يفيق من الشعر ظهراً ..

يتوسد إثفيَّةً وحذاءْ

يطوح اقدامه في الهواءْ

- من يطارحني قمراً ونساءْ

- ليس هذا المساءْ

ليس هذا المساءْ

ليس هذا المساءْ .



الصدى



يوشك الماء أن يتخثّر في رئة النهرِ :

- هذا التراب يمزق وجهي

وهذا النخيل يمدُّ إليَّ يدَهْ .

يوشك النهر أن يتقيأَّ أجوبة الماءِ

- من قال أن النهار له ضفتانِ

وأن الرمال لها أوردَهْ



البابلي



* مسَّه الضرُّ هذا البعيد القريب

المسجَّى

باجنحة الطير

شاخت على ساعديه الطحالب

والنمل يأكل اجفانه ..

.. والذبابْ

مات ثم أنابْ .

وعاد إلى منبع الطين معتمراً رأسهُ الأزليّ..

تجرع كأس النبوءةِ ،

أوقد ليلاً من الضوءِ ،

غادر نعليه مرتحلاً في عيون المدينةِ ..

طاف بداخلها الف عامٍ

وأخرج أحشاءها للكلابْ .

هوى فوق قارعة الصمتِ

فانسحقت ركبتاهُ

تأوّه حيناً ..

وعاد إلى أولِ المنحنى باحثاً عن يديهْ

تنامى بداخله الموتُ

فاخضرّ ثوب الحياة عليهْ .

* مسَّهُ الضُّرُّ هذا البعيد القريب المسجَّى

باجنحة الطيرِ

شاخت على ساعديه الطحالبُ

والنمل يأكل اجفانه ..

والذبابْ

مات موت الترابْ .

تدلَّى من الشجر المرِّ .. ثم استوى

عند بوابة الريحِ

اجهش :

بوابةُ الريحِ

بوابة الريح

بوابة الريحِ .....

فانبثق الماءُ من تحته غدقاً ،

كان يسكنه عطش للثرى

كان يسكنه عطش للقُرى

كان بين القبور مُـكِبّاً على وجههِ

حين رفَّ على راسه شاهدان من الطير ..

دار الزمـانُ

ودار الزمانْ

فحطَّ على رأسه الطائرانْ .

* مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى

باجنحة الطيرِ

شاخت على ساعديه الطحالبُ

والنمل يأكل اجفانهُ ..

والذبابْ

مات موت الترابْ

وارتدى جبلاً

وحذاء من النارِ

كان الصباح بعيداً

وكان المساء قريباً

وبينهما صفحة من كتابْ .

تلاها ..

وأسقط إبهامه فوقها

ثم تسرْبَلَ زيتونةً .. فأضاءْ

حينها ،

فرّ وجه المساءْ

حينها ،

عَرَفتهُ النساءْ .

* مسه الضر هذا البعيد القريب المسجَّى

باجنحة الطيرِ

شاخت على ساعديه الطحالبُ

والنمل يأكل اجفانه ..

والذبابْ

مات موت الترابْ .

تماثل للعشق ثم شكا ورماً بين نهديهِ ..

فاقتاده وثن عبقريٌ إلى حيثُ

لا تُشرق الشمسُ

بعد ثلاثٍ أتى مورقاً

وتكوّر في ملتقى الشاطئين

وحين تساقط من حوله الليلُ

كان يعاني الصداعْ

الصداعُ ...

الصداعْ .

دارت الشمس حول المدينةِ فانشطر البابليُّ

وأصبح نصفين

نصف يعب نخاع السنينِ

وآخرُ يصنع آنية للشرابْ .

* مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى

بأجنحة الطيرِ

شاخت على ساعديهِ الطحالب

والنمل يأكل اجفانهُ ..

والذبابْ

مات ثم أنابْ .

مات ثم أنابْ .

مات ثم أنابْ .



البشير



أنا خاتم الماثلين على النطعِ

هذا حسام الخطيئة يعبر خاصرتي

فأُسلسل نبعاً من النار يجري دماً

في عروق العذارى

أنا آخر الموت ..

أول طفل تسوَّر قامته

فرأى فلك التيهِ

والزمن المتحجر فيهْ ..

رأى بلداً من ضبابٍ

وصحراء طاعنة في السرابْ .

رأى زمناً احمراً

ورأى مدناً مزق الطلق أحشاءها

وتقيحَّ تحت اظافرها الماءُ

حتى اناخ لها النخل اعناقهُ

فأطال بها .. واستطالْ

وافرغ منها صديد الرمالْ .



الأجنّة



وأجنةٍ يستنبئون الريح عن زمن اللقاحِ

ويزجرون الطيرَ ..

ماذا عن مواعيد البكاء المرِّ

واللعب الخرافيِّ المباح . ؟؟

ماذا عن الأعراسِ ،

ماذا عن دم الياقوتِ

والكتب المشاعهْ ؟

هل أورقت جثث العناكب تحت اجنحة النساء

هل أزهر الجرح القديم على مصابيح الشتاءْ .

سَـخَـتْ طيور النار

فانتهزوا الولاده

سـخـت طيور الماء

فانتهزوا الولاده .

وتماثلوا للإحتلام .. تماثلوا للهاجس الليليِّ

يا أرضَ ابلعي تعب العراةْ

هذا كتاب الرمل .. والشيطان مصلوبٌ

على باب البناتْ .

وعلى مسافات الردى بدوٌ وحاناتٌ

وأرصفة تموجْ

وخيول ليلٍ أمطرت شبقاً على البيداءِ

فاحمرّت نبوءات البروجْ .

وقوافل الدهناء صاديةٌ

إلى ماء السماءْ

حملت عيون الماء وابتهلتْ

إلى ماء السماء

ماتت من الظمإِ الطويل وباركتْ

ماء السماءْ .

قد كنت أتلو سورة الأحزاب في نجدٍ

واتلو سورة أخرى على نار بأطراف الحجازْ

قد كنت ابتاع الرقى للعاشقين بذي المجازْ .

قد كنت اتلو الأحرف الأنتى

وكان الصيف ميقاتاً لنار البدوِ ..

كان الصيف ميقاتاً لأعياد اليتامى

ياصباح الفتح والنوق التي أرختْ

عنان الشمسْ

يا نجمةً قامت على أبوابنا بالأمسْ .

هذا الدم الحوليُّ ميثاق من الصلواتِ

معقود على الراياتِ ،

شمس تستظل بها سحابهْ

قمر ترابيٌ تدثر بالشعائر وانتمى للجوعِ

واعتنق الكتابهْ

يفترُّ عن ريحانة وقبائل خضر وأسئلةٍ

مذابهْ .

هذا الدمُ الحوليُّ

منصوب على تيماءَ

من يلقي بوادي الجن شيئاً من نحاسْ

من ذا يغنِّي : لا مساسْ .

من ذا يريق الراية الحمراءَ

من يحصي الخُـطَا

من ذا يعرِّي قامة الصحراء

من سرب القطا .



الأسئلة



اقبلوا كالعصافير يشتعلون غناءً

فحدقت في داخلي

كيف أقرأ هذي الوجوه

وفي لفتى حجر جاهليّْ.؟

بين نارين أفرغت كأسي..

ناشدت قلبي أن يستريحْ

هل يعود الصبا مشرعاً للغناء المعطّر

أو للبكاء الفصيح.؟

******

لو جرحت ذراعي ما ابتل كفي ولا معصمي

أيها النازلون فؤادي

هل صار نوراً دمي.؟

*****

قل لليلى تجئ صباح الأحد

إنها تقف الآن بين الزلال وبين الزبد

قل لها :

ظاهر الماء ملح وباطنه من زبد

قل لها :

أنت حل بهذا البلد

أنت حل لهذا الولد

**

كم هي الساعة الآن يا قائماً للصلاة ؟

قل هي الآن واقفةٌ..

قل تشير إلى نفسها

كيف تغدو المدينة لو جف ماء الحياة ..؟

******

حسناً أيها الفارس البدويّْ

هل تجرعت حزن الغداة

وصبر العشي ...؟؟

أرى وجهك اليوم خارطة للبكاء

وعينيك تجري دماً أعجمي.

الــزعــيــم
04-07-2008, 07:37 AM
صقر عتيبـة

ابدعت في حسن الاختيار

أتيتا لنا بديوان الشاعر محمد الثبيتي

الله يعطيك العافية

كعادتك مبدع في حسن الاختيار

تقبل تحيااااااااااااااااااااتي الخاااااااااااااااااااااصة

المحترف العجيب
04-07-2008, 08:54 AM
الله يعطيك العافية

تقبل مروري

صقـر عتيبـة
06-07-2008, 06:00 AM
الزعيم


المحترف العجيب


مشكووووووورين على المرور الجميل المميز الذي سعت بة عند تواجده في موضوعي


تــــقـــبــــلــــو تـــحـــيــــــااااااااااااااااااااااااااااااااااا تــــــي


صقر عتيبة

أميـرالقوافــل
14-07-2008, 12:17 PM
صقر عتيبة


مشكوووووور على الديوان الجميل المميز ننتظر جديدك


تـــــقــــــ تــــــحــــــيــــــااااااااااااااااااااااااااااا اتــــــــي ـــــــــبــــــــل


أمير القوافل

صقـر عتيبـة
25-07-2008, 12:23 AM
أمير القوافل

مشكووووووووور على الرد الجميل المميز

تقبل تحيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتي


صقر عتيبة

! الموهوب !
28-07-2008, 07:36 PM
الله يعطيك العافية

صقـر عتيبـة
29-07-2008, 06:16 PM
قائد القوافل

مشكوووووووورعلى الرد الجميل المميز وانشاء الله ما ننحرم منه


تقبل تحيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااتي


صقر عتيبة

خيّال
30-08-2008, 10:12 PM
صح لسان قايل هالأبداعات ..
وصحّت يد ناقلها ..


" .. صقر عتيبة .. "

يعطيك العافيه
وكل الشكر وكل الود

صقـر عتيبـة
01-09-2008, 03:34 AM
صح لسان قايل هالأبداعات ..
وصحّت يد ناقلها ..


" .. صقر عتيبة .. "

يعطيك العافيه
وكل الشكر وكل الود

مشكووووووور على الرد الجميل المميز


تقبل تحياااااااااااااااااااتي


صقر عتيبة

النشمي
27-12-2008, 05:11 PM
مشكور والله يعطيك العافيه

ابن عميش
27-12-2008, 10:00 PM
صقـــر عتيبــــــه

الله يعطيك الف عافيه على هذا الابداع

ولك الشكر على هذه الهديه الغاليــــه

وهي ديــوان الشاعر محمد الثبيتـــــي

لك التحيــــــــــــــــه والتقــــــــــــــــديــر


ابـــــن عميــــــــــــــــــــــــش

binhlailبن هليــل
03-01-2009, 03:17 PM
الله يعطيك العافية


مشكور على النقل المميز



لك خالص تحيتي

ابو عبدالرحمن
20-01-2009, 02:10 AM
صقر عتيبـة

ابدعت في حسن الاختيار

الله يعطيك العافية

صقـر عتيبـة
29-01-2009, 01:00 AM
أخواني الاعضاء مشكووووورين على الردود الجميلة المميزة



تقبلوووووووو تحيااااااااااااااااااااااااتي



صقر عتيبة