صقـر عتيبـة
01-07-2008, 08:15 PM
اسمها ونسبها:
هي من أهم شاعرات العرب المتقدمات في الإسلام ولا يتقدمها أحد من النساء سوى الخنساء. هي ليلى بنت عبدالله بن الرحال وسميت الرحالة، وآخر أجدادها كان يعرف بالأخيل وهم ينتسبون إلى قبيلة بني عامر، وعرفت قبيلتهم بأنهم كانوا من عشاق العرب، ولكن كانوا بالإضافة إلى الشعر من أوائل المسلمين الذين ساهموا في . معارك الإسلام
معاصرتها للأحداث السياسية:
عاصرت ليلى الأخيلية أهم أحداث عصرها السياسية، ولكن شعرها خلا من تلك الأحداث باستثناء رثائها لعثمان الذي استشهد سنة 35هـ. وبرزت ليلى بجمالها الذي سلب عقل توبة، وشجاعتها التي مكنتها من التصدي لأكبر الشخصيات ، ومقدرتها على إسكات فحول الشعراء بشاعريتها الواضحة في شعرها، وعفتها التي حافظت عليها مع من تعشقه طوال عمرها
ونشأت ليلى منذ صغرها مع ابن عمها توبة بن الحمير والمشهور عنها أنها عشقت توبة وعشقها، وكان يوصف بالشجاعة ومكارم الأخلاق والفصاحة. وكان اللقاء عند الكبر عندما كانت ليلى من النساء اللواتي ينتظرن الغزاة، وكان توبة مع الغزاة فرأى ليلى وافتتن بها، وهكذا توطدت علاقة حب عذري. ولكن رفض والد ليلى كان عائق زواجهما، لانتشار أمرهما، وقصة الحب بين الناس. وبعد ذلك
زوجها أبوها من أبي الأذلع. ولكن زواج ليلى لم يمنع توبة من زيارتها وكثرت زياراته لها، من بعد ذلك تظلم بنو الأذلع إلى السلطان الذي أهدر دم توبة، إذا عاود زيارة ليلى،فأخذوا يترصدون له في المكان المعتاد، وذات يوم علمت ليلى بمجيء توبة وخرجت للقائه سافرة وجلست في طريقه واستغرب خروجها سافرة، ولكنه فطن أنها أرادت أن تعلمه عن كمين نصب له فأخذ فرسه وركض، وكانت ليلى هي السبب في :نجاته. وفي هذا الحدث يقول توبة
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها
تزوجت ليلى مرتين، وكان زواجها الأول من الأذلعي ومن أهم صفات زوجها الأول أنه كان غيوراً جداً، وبعض القصص تقول أنه طلقها لغيرته الشديدة من توبة، وقصص أخرى أنه مات عنها. أما عن زوجها الثاني فهو سوار بن أوفي القشيري والملقب بابن الحيا.وكان سوار شاعراً مخضرماً من الصحابة ويقال أنها أنجبت العديد من الأولاد.
وفي ذلك الزمان كانت ليلى مشهورة بين الأمراء والخلفاء. فحظيت بمكانة لائقة واحترام كبير، وكانت تُسمِـع الخلفاء شعرها سواء كان من الرثاء أو المديح، فنالت منهم الأعطيات والرغبات، وكذلك كان الشعراء يحتكمون إليها، وكانت .تفاضل بينهم
ليلى وكبار الأمراء:
أ. ذات يوم وفدت ليلى على معاوية بن أبي سفيان ولديها عدة قصائد مدحته فيها .وقصيدة لها وصفت فيها ناقتها التي كانت تجوب الأرض لتصل إلى معاوية فيجود عليها من كرمه، وسأل معاوية ذات يوم ليلى عن توبة العشيق إذ كان يصفه الناس بالجمال والشجاعة والكرم . فقالت " يا أمير المؤمنين سبط البنان، حديد اللسان، شجى للأقران، كريم المختبر، عفيف المئزر، جميل المنظر، وهو كما قلت له أمير المؤمنين " ثم قال معاوية وما قلت له ؟ قالت : "قلت ولم أتعد الحق وعلمي فنه .فأعجب من وصفها وأمر لها بجائزة عظيمة واستنشدها المزيد.
ب. وكانت ليلى على علاقة وثيقة بالحجاج بن يوسف وبالأمويين عامة . ويذكر ذات يوم أنها دخلت على الحجاج، فاستؤذن لليلى فقال الحجاج من ليلى ؟ قيل الأخيلية صاحبة توبة . فقال : ادخلوها ، فدخلت امرأة طويلة دعجاء العينين، حسنة المشية، حسنة الثغر، وعند دخولها سلمت فرد عليها الحجاج ورحب بها . وبعد جلوسها سألها عن سبب مجيئها فقالت السلام على الأمير والقضاء لحقه والتعرض لمعروفه،ثم قال لها وكيف خلفت قومك؟ قالت تركتهم في حال خصب وأمن ودعة، أما الخصب ففي الأموال والكلأ، وأما الأمن فقد أمنه الله عز وجل، وأما الدعة فقد خامرهم من خوفك ما أصلح بينهم، ثم قالت: ألا أنشدك؟ فقال: إذا شئت ، فقالت :
أحــجاج لا يفـلل سلاحك إنما المنـايا بكـف الله حيث تراها
إذا هبـط الحجاج أرضاً مريضة تتبـع أقصـى دائـها فشفـاها
شفاها من الداء العضال الذي بها غـلام إذا هـز القنـا سقـاها
سقاها دمــاء المارقين وعلـهاإذا جمحت يوماً وخفيـف أذاها
إذا سمـع الحجـاج صوت كتيبة أعـد لها قبـل النـزول قراها
وبعد انتهائها قال الحجاج: لله ما أشعرها. وأمر لها بخمسمائة درهم، وخمسة أثواب وخمسة جِمال.وبعد مسيرها أقبل الحجاج على مجلسه، وقال:أتدرون من هذه؟ قالوا:لا والله ما رأينا امرأة أفصح وأبلغ ولا أحسن إنشاداً .قال: هذه ليلى صاحبة توبة، ولم يكن الحجاج يظهر بشاشته ولا سماحته في الخلق إلا في اليوم الذي دخلت عليه ليلى الأخيلية.
خصائص شعرها:
إن أغلب القدماء أشادوا بأن ليلى الأخيلية شاعرة فاقت أغلب الفحول من الشعراء، وشهدوا لها بالفصاحة والإبداع. وبعضهم كان يقدمها على الخنساء عندما كان أشراف قريش مجتمعين في مجلس يتذاكرون الخنساء الأخيلية ثم أجمعوا أن الأخيلية أفصحهما، وإن ليلى أكثر تصرفاً وأغزر بحراً وأقوى لفظاً ولكن الخنساء أغلب قصائدها الرثاء.
وهناك الكثير الذين أعجبوا بشعرها ومنهم الفرزدق حتى أنه فضل ليلى على نفسه، وأبو نواس الذي حفظ العديد من قصائدها، وأبو تمام الذي ضرب بشعرها المثل، وأبو العلاء المعري الذي وصف شعرها بأنه حسن ظاهره.
والناظر في شعرها وشعر الخنساء يرى أن شعر الخنساء من خيال ضعيف وخلو شعرها من الحكمة، واقتصار أشعارها على موضوع واحد بالإضافة إلى تكرار المطالع والألفاظ عدد الأغراض الشعرية من مديح وهجاء وفخر وغزل وكذلك الرثاء ، واحتواء شعرها على العديد من الحكم والأمثال مثل
ولا تقولن لشيء سوف أفعله قد قدر الله ما كل امرئ لاق
: امتزاج شعرها بفيض العاطفة وخاصة رثائها لتوبة
فآليت لا أنفك أبكيك ما دعت على فنن ورقاء أو طار طائر
قتل بني عوف فيا لهفتا لـه وما كنت إياهـم عليه أحـاذر
وتتسم العطفة في شعرها بالهدوء والاستسلام للقدر على شيء من التفلسف .والتأمل في الوجود من خلال شعرها يتبين تأثير البيئة الأموية التي عادت فيها العصبيات القبلية إلى الظهور، وتفاخر الشعراء بقبائلهم كقول الأخيلية وذكر ما فعله قومها :لبني مذحج وهمدان، ومن أشعارها التي كانت تفتخر فيها بقومها:
نحن الأخايل لا يزال غلامنا حتى يدب على العصا، مشهوراً
تبـكي الرماح إذا فقدن أكفنا جزعاً، وتعرفنا الرفاق بحـوراً
ويلاحظ التأنق اللفظي في شعر الأخيلية وهذا التأنق يأتي بعيداً عن التكلف والتعقيد :والذي ساعد في الموسيقى الشعرية وتميز شعرها عن غيرها، كما في قولها
فوارس أحلى نشأها عن عقيرة لعاقرها فيها عقيرة عاقر
والقصد بعقيرة عاقر إن توبة أعظم الناس جميعاً.
ومن أساليب التأنق اللفظي يلاحظ في شعرها الطباق ، وهناك غموض خفيف وبساطة قريبة من عالم الشعر والخيال. ويمكن ملاحظة الطباق من خلال هذا :البيت
إن يصدروا الأمر تطلعه موارده أو يوردوا الأمر تحلله بإصدار
ومن سمات شعر الأخيلية التكرار اللفظي، وهذا التكرار مستحسن لدى الأخيلية :وغايته تأكيد المعنى والإكثار من الألفاظ المتشابهة ومنه ،
أما توبة بن الحمير فشاعر غزل رقيق فصيح الألفاظ سهل التراكيب وقوي العاطفة :ومن أشعاره التي كان يتشوق فيها ليلى
أرى اليوم يمر دون ليلى كأنما أتت حـجج من دونها وشهوراً
حمامـة بطن الواديين، ترنمي سقاك من الغر الغوادي مطيرها
وفاتها:
أقبلت ليلى من سفر وأرادت أن تزور قبر توبة ذات يوم ومعها زوجها الذي كان يمنعها، ولكنها قالت: "والله لا أبرح حتى أسلم على توبة" فلما رأى زوجها إصرارها تركها تفعل ما تشاء. ووقفت أمام قبر توبة وقالت:"السلام عليك ياتوبة" ثم قالت لقومها ما عرفت له كذبة قط قبل هذا فلما سألوها عن ذلك :فقالت أليس هو القائل
ولو أن ليلى الأخيلية سلمـت علـي، ودوني تربـة وصـفائح
لسلمت تسليم البشاشة أوصاح إليها صدى من جانب القبر صائح
فما باله لم يسلم علي كما قال ؟! وكانت بجانب القبر بومة فلما رأت الهودج فزعت وطارت في وجه الجمل، الذي أدى إلى اضطرابه ورمى ليلى على رأسها وماتت في نفس الوقت ودفنت بجانب قبر توبة. وكانت المنطقة تعرف بالري. وكان ذلك في سنة 85هـ.
طربت وما هذا بساعة مطرب
طربت وما هذا بساعة مطرب =إلى الَحيّ حَلّوا بين عَاذٍ فجُبْجُبِ
قَدِيمافأمْسَتْ دارُهُم قد تلعبتْ =بها خرقات الريح من كل ملعبِ
وكَمْ قَدْ رَأى رائيهِم ورَأْيتُه ب=ِها لِي مِنْ عمِّ كريم ومن أَبِ
فوارس من آل النفاضة سادة=ومن آل كَعْبِ سؤددٌ غيرُ مُعْقَبِ
وحيِّ حريدٍ قد صبحْنا بغارة ِ =فلم يمس بيت منهم تحت كوكبِ
سننا عليهم ، كل جرداء شطبة= لجوج تباري كل أجرد شرجبِ
أجشُّ هزيمٌ في الخَبارِإذا انتحى =هَوادي عِطفَيْه العِنان مُقرّبِ
لوحشِيها من جانبَي زَفيَانِها= حفيف كخذروف الوليد المنقبِ
إذا جاشَ بالماءِ الحَميمِ سجاها=نَضَخْنَ به نَضْحَ البمزادِ المسرَّبِ
فذر ذا ، ولكن تمنيت راكباً =إذا قالَ قوْلاً صادِقاً لم يكذّبِ
له ناقة عندي وساع وكورها =كلا مرفقيها عن رحاها بمجذبِ
إذا حركتها رحلة جنحت به =جنوح القطاة تنتحي كل سبسبِ
جنوح قطاة الورد في عصب القطا =قَربْنَ مِياهَ النَّهْي منْ كلّ مَقرَبِ
فغادين بالأجزاع فوق صوائق= ومدفع ذات العين أعذب مشربِ
فَظَلْنَ نَشَاوى بالعُيونِ كأَنَّها =شَروبٌ بَدَتْ عنْ مرزُبان مُحجَبِ
فنالَتْ قَلِيلاً شَافيا وتعجَّلَتْ =لنادلها بين الشباك وتنضبِ
تبيت بمَوماة ٍ وتصْبحُ ثَاويا =بها في أفاحيص الغوي المعصبِ
وضمت إلى جوف جناحاً وجؤجؤاً= وناطَتْ قَلِيلاً في سِقاءٍ مُجبَبِ
إذا فترت ضرب الجناحين عاقبت =عَلَى شُزنيها مَنْكبا بعد مَنكبِ
فلما أحسا جرسها وتضورا= وأوبتَها من ذلك المُتأوّبِ
تدلّتْ إلى حُص الرؤوسِ كأنَّها =كرات غلام من كساء مرنبِ
فلما انجلت عنْها الدُّجى َ وسقتْهما =صبيب سقاء نيط لما يخربِ
غدَت كنواة ِ القَسبِ عنْها واصبَحَتْ =تراطنها دوية لم تعربِ
ولي في المُنى أَلا يعرّجَ راكِبي =ويحبس عنها كل شيء متربِ
ويفرج بوّابٌ لها عَنْ مُناخها =بقليدهِ بابَ الرتاج المُضبّبِ
إذا ما أنيهت بابن مروان ناقتي= فليسَ عليها لِلهَبانيقِ مَرْكَبي
أدلت بقربي عنده وقضى لها =قضاءً فلم ينقض ولم يتعقبِ
فإنك بعد الله أنت أميرها =وقنعانها من كل خوف ومرعبِ
فتقضى فلولا أنه كل ريبة =وكل قليل من وعيدك مزهبي
إذا ما ابتغى العادي الظلوم ظلامة =لديَّ، وما استجلبَت للمتجلبِ
تُبادرُ أبناءَ الوَشاة ِ وتبتَغي =لها طلبات الحق من كل مطلبِ
إذا أدلجت حتى ترى الصبح واصلت= أديم نهار الشمس مالم تغيبِ
فلما رَأتْ دَارَ الأميرِ تحاوصَتْ =وصوت المنادي بالأذان المثوبِ
وترجيعَ أصواتِ الخُصوم يردُّها =سقوفُ بيُوتٍ في طِمارٍ مُبوَّبِ
يظل لأعلاها دوي كأنه= تَرَنُّمُ قارِي بيتِ نحّال مُجَوَّبِ
مُعَاويَ لمْ أكَدْ آتيك تَهْوي
مُعَاويَ لمْ أكَدْ آتيك تَهْوى=يبرَحْلِي رَادة ُ الأصلاب نابُ
قريح الظهر يفرح أن يراها =إذا وضعتة ليتها الغرابُ
تَجُوبُ الأَرْضَ نَحْوك ما تَأنّى= إذا ما الأكمُ قنّعها السَّرابُ
وكنتَ المُرْتَجى وَبِكَ استغاثَتْ= لتُنعِشَها؛إِذا بَخُلَ السَّحابُ
فتى لم يزل يزداد خيراً لدن نشا
فتى لم يزل يزداد خيراً لدن نشا =إلى أن علاه الشيب فوق المسايحِ
تراه إذا ما الموت حل بورده =ضَروبا على أقرانهِ بالصّفائحِ
شُجاعٌ لدى الهَيْجاء ثَبْتٌ مشايحٌ= إذا انحازَ عن أقرانه كلُّ سابحِ
فعاشَ حميدا لا ذميماً فِعالُهُ =وصولاً لقرباه يرى غير كالحِ
نطرت وركن من ذقانين دونه
نطرت وركن من ذقانين دونه= مَفَاوِزُ حَوْضَى ، أَيّ نَظْرة ِ نَاظِرِ
لأونسَ إنْ لم يَقْصُرِ الطِّرْفُ عنهمُ= فلم تقصر الأخبار والطرف قاصري
فوارس أجلى شاؤها عن عقيرة= لعاقرها فيها عقيرة عاقرِ
قَتِيلُ بني عَوْفٍ وأَيصُرُ دونَه= قتيلُ بني عَوْفٍ قتيلُ يُحَايرِ
تَوَاردَه أسيافُهم فكأنّما =تصادرون عن أقطاع أبيض باترِ
من الهندوانيات في كل قطعة= دَمٌ زلّ عن أَثْرٍ من السَّيف ظاهرِ
أتتْه المنايَا دون زَغْفٍ حصينة ٍ= وأسمر خطي وخوصاء ضامرِ
على كل جرداء السراة وسابح =درأن بشباك الحديد زوافرِ
عوابس بعدو الثعلبية ضمراً =وهُنّ شَوَاحٍ بالشَّكيم الشّواجرِ
فلا يُبْعدَنكَ اللُه ياتَوْبُ إنّما =لِقاءُ المَنايا دارِعَا مثلُ حَاسرِ
فإلاّ تَكُ القَتْلَى بَوَاءً فإنّكم =ستلقون يوماً ورده غير صادرِ
وإن السليل إذ يباوى قتيلكم= كمرحومة ٍ من عَرْكِا غيرِ طاهرِ
فإن تكن القتلى بواء فإنكم =فتى ما قتلتم آل عوف بن عامرِ
فَتًى لا تَخَطَّاه الرَّفاقُ ولا يرى= لقدر عيالاً دون جار مجاروِ
ولا تأخذُ الكُومُ الجِلادُ رِماحَها =لتوبة َ في نَحْسِ الشِّتاء الصَّنَابِرِ
إذا ما رأته قائماً بسلاحه =تَقَتْه الخِفْافُ بالثِّقال البَهَازِرِ
إذا لم يَجُدْ منها برسْلٍ فقَصْرُه =ذُرَى المُرْهَفاتِ والقِلاَصِ التَّواجِرِ
قَرَى سيفَه منها مُشَاشاً وضَيْفَه= سنام المهاريس السباط المشافرِ
وتوبة أخيا من فتاة حيية =وأجرأُ من لَيْث بخَفْانَ خادرِ
ونعم الفتى إن كان توبة فاجراً =وفَوْقَ الفَتَى إنْ كانَ ليْسَ بفَاجِرِ
فتى يُنْهِلُ الحاجاتِ ثُمَّ يُعلُّها =فيطلعها عنه ثنايا المصادرِ
كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ= قَلائصَ يَفْحَصْنَ الحَصَا بالكَرَاكرِ
ولم يبن أبراداً عتاقاً لفتية =كِرَامٍ ويَرْحَلْ قبل فَيْء الهَوَاجِرِ
ولم يتجل الصبح عنه وبطنه= لَطِيفٌ كطَيِّ السِّبِّ ليس بِحَادرِ
فتًى كان للمَوْلى سنَاءً ورفعة ً =وللطارق الساري قرى غير باسرِ
ولم يدع يوماً للحفاظ وللندا =وللحرب يرمى نارها بالشرائرِ
وللبازِل الكَوْماءِ يرْغو حُوَارُها =وللخيل تعدو بالماة المساعرِ
كأنّكَ لم تَقْطَعْ فلاة ً ولم تُنِخْ =قِلاصا لدى فأوٍ من الأَرض غائرِ
وتُصْبِحْ بمَوْماة ٍ كأنّ صَرِيفَها= صَريفُ خَطَاطِيفِ الصَّرَى في المَحَاوِرِ
طوت نفها عنا كلاب وى سدت= بنا أجهليها بين غاو وشاعرِ
وقد كان أن تقول سراتهم= لعا لأخينا عالياً غير عائرِ
ودوية قفر يحار بها القطا =تخطيتها بالناعجات الضوامرِ
فتَاللَّهِ تَبنِي بيتَها أُمُّ عاصمٍ =على مثله أُخْرَى الليالي الغوابرِ
فليس شِهَابُ الحربِ تَوْبة ُ بعدَها =بغازٍ ولاغادٍ برَكْبِ مُسَافرِ
وقد كان طَلاّعَ النّجادِ وبَيِّنَ اللـ =فآنستُ خيلاً بالرُّقيِّ مُغيرة ً
وقد كان قبل الحادثاتِ إذا انتحَى= وسائق أو مغبُوطة ً لم يُغَادِرِ
وكنت إذا مولاك خاف ظلامة =دَعَاك ولم يَهْتِف سواك بناصرِ
فإنْ يَكُ عبدُالله آسَى ابنَ أُمِّه =وآب بأسلاب الكمي المغاورِ
وكان كذات البَوِّ تَضْرِب عنده =سِباعا وقد ألقَيْنَه في الجَرَاجِرِ
فإنك قد فارقْتَه لك عاذرا =وأنى لحي عذر من في المقابرِ
فأقسمت أبكي بعد توبة هالكاً =واحفل من نالت صروف المقادرِ
على مثلِ هَمَّاٍم ولابنِ مُطَرِّفٍ= لتبك البواكي أو لبشر بن عامرٍ
غلامان كانا استوردا كل سورة =من المَجْدِ ثم استوثقا في المَصَادِرِ
رَبِيعَيْ حَيا كانَا يَفِيضُ نَدَاهُما =على كل مغمور نداه وغامرِ
كأن سنا ناريهما كل شتوة =سنا البرق يبدو للعيون النواظرِ
أياعين بكي توبة ابن حمير
أياعين بكي توبة ابن حمير= بسح كفيض الجدول المتفجرِ
لتبك عليه من خفاجة نسوة =بمَاء شؤونِ العَبْرة المُتَحَدِّرِ
سَمِعْنَ بَهْيجَا أرهقَتْ فذكَرْنَه =ولا يَبْعَثُ الأحزانَ مِثلُ التَّذَكُّرِ
كأن فتى الفتيان توبة لم يسر= بنَجْدٍ ولم يَطْلُعْ مع المُتَغوِّرِ
ولم يَرِدِ المَاء السِّدامَ إذا بَدَا= سنا الصبح في بادي الحواشي منورِ
ولم يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأال =جفان سديفاً يوم نكباء صرصرِ
ولم يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُها= بسرة بين الأشمسات فايصرِ
وصَحْراءَ مَوْماة ٍ يَحارُ بها القَطَا =قطعت على هول الجنان بمنسرِ
يقودون قبا كالسراحين لاحها =سُرَاهُمْ وسَيْرُ الراكبِ المُتَهَجِّرِ
فلما بدت أرض العدو سقيتها= مجاج بقيات المزاد المقيرِ
ولما أهابوا بالنهاب حويتها= بخاظِى البَضيعِ كَرُّه غيرُ أعْسَرِ
ممر ككر الأندري مثابر =إذا ما وَنَيْنَ مُهْلِبِ الشَّد مُحْضِرِ
فألوت باعناق طوار وراعها =صلاصل بيض سابغ وسنورِ
ألم تر أن العبد يقتل ربه =فيظهر جد العبد من غير مظهرِ
قَتَلْتُمْ فتى لا يُسْقِطُ الرَّوع رُمْحَه= إذا الخيلُ جالَتْ في قَناً متكسِّرِ
فيا توب للهيجا وياتوب للندى= ويا توب للمستنبح المتنورِ
ألا رب مكروب أجبت ونائل =بذلت ومعروف لديك ومنكرِ
كم هاتف بك من باك وباكية
كم هاتف بك من باك وباكية= يا توبُ للضَّفِ إذْ تُدْعَى وللجّارِ
وتوب للخصم إن جاروا وإن عدلوا =وبدلوا الأمر تقضاَ بعد إمرارِ
إنْ يُصِدرُوا الأمْرَ تُطلِعهُ مَوَاردُهِ= أو يُورِدُوا الأمرَ تُحلله بإصدَارِ
أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً
أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً =وأحفل من دارت عليه الدوائرُ
لَعَمْرُكَ مَابِالمَوْتِ عارٌ عَلَى الفَتَى =إذا لم تصبه في الحياة المعايرُ
وَمَا أَحَدٌ حَيٌّ وإِن عاشَ سالِما =بأخلد ممن غيبته المقابرُ
ومَنْ كانَ مِّما يُحدِثُ الدَّهْرُ جَازعا= فلا بُدَّ يَوْمَاً أن يُرى وهو صابرُ
وليس لذي عيش عن الموت مقصر= وليس على الأيام والدهر غابرُ
ولا الحَيُّ مِمّا يُحدِثُ الدَّهْر مُعتَبٌ =وَلا المَيْتُ إِنْ لَمْ يَصْبِرِ الحيُّ ناشِرُ
وكل شباب أو جديد غلى بلى=وكل امرىء يوماً إلى الله صائرُ
وكل قريني إلفة لتفرق =شتاتاً وإن ضنا وطال التعاشرُ
ولكنَّما أَخْثَى عَلَيْه قَبِيلة ٍ =أخا الحرب إن دارت عليك الدوائرُ
فَآليْتُ لا أَنْفَكُّ أَبْكِيكَ ما دَعَتْ= على فنن ورقاء أو طار طائرث
إن كنت تبغي أبا بكر فإنهم
إن كنت تبغي أبا بكر فإنهم= بكل ساحة قوم منهم أثرُ
نعمى وبؤسى بآفاق البلاد فما =أَعْداؤُهُمْ مِنْهُم، ولا قَدَرُوا
والعالمون إذا ما الأمر ضاقهم= أنّى يُحَاولُ فيه الوِردُ والصَدَرُ
وَکختَرْتُ آلَ أبي بَكْرٍ لِحَاجَتِنا =وكان فيهم لمن يختارهم خيرُ
وَما اتهَمْتُ بَني جزءٍ بِظنّتِهِ =وما أساءوا وما ضاع الذي خطروا
جَزَى اللُه خَيْراً وَالجزاءُ بكفِه
جَزَى اللُه خَيْراً وَالجزاءُ بكفِه= فتى من عقيل ساد غير مكلفِ
فَتًى كانَتِ الدُّنْيَا تَهُونُ بأسْرِها =عليه ولا ينفك جم التصرفِ
يَنَالُ عَلّياتِ الأُمورِ بِهَوْنة ٍ= إذا هِيَ أَعيَت كُلَّ خرْق مُشَّرفِ
هُوَ الذَّوبُ بلْ أريُ الخَلايا شَبيهُه= بدِرياقة ٍ من خَمْرِ بَيْسانَ قَرْقَفِ
فيا تَوبُ مافي العَيْشِ خَيرٌ ولاندًى= يعد وقد أمسيت في ترب نفنفِ
ومانِلْتُ منْكَ النَّصفَ حتى ارتَمَتْ بِكَ =المَنَايا بسهمٍ صائبِ الوَقْعِ أعْجَفِ
فياالف ألف كنت حيا مسلماً =لألقاك مثل القسور المتطرفِ
كما كنت إذ كنت المنحى من الردى =غذا الخيل جالت بالقنا المتقصفِ
وكَمْ من لَهيفٍ مُحجَر قدأجبتَه =بأبيضَ قطّاعِ الضريبَة ِ مُرْهفِ
فأنقذتَه والموْتُ يَحرقُ نابَهُ =عليه ولم يطعن ولم يتسيفِ
أنيخت لدى باب ابن مروان ناقتي
أنيخت لدى باب ابن مروان ناقتي= ثلاثاً لها عند النتاج صريفُ
يُطيفُ بِهَا فِتْيَانَه كُلَّ لَيْلَة ٍ =بِنيرَيْنِ مِئْرانِ الجِبالُ وريفُ
غلام تلقى سؤددا وهو ناشىء= فآتت به رحب الذراع أليفُ
بقيل كتَحْبير اليَمَاني ونَائِلٍ =إذا قلبت دون العطاء كفوفُ
ورحنا كأنا نمتطي احذرية=حليٌّ بجَنْبى ثادق وجَفيفُ
أرن عليها قارباً وانتحت له =مبرة ارساغ اليدين زروفُ
تُهادي خجوجا خَدّدَ الجَرْيُ لَحْمَهُ= فلا جحشها بالصيف فهي خروفُ
تَخَلّى عَنْ أَبي حَرْبٍ فَوَلّى
تَخَلّى عَنْ أَبي حَرْبٍ فَوَلّى =بهيدة قابض قبل القتالِ
ونجى قابض ورد سبوح =يَمْرُّ كأنهُ مريخُ غالِ
نَفَخْتَ بهِ اليَمينَ فَظَلَّ يَهْوي= هويَّ الصَّقْرِ في يَوْمِ الظّلالِ
فجاء كأنما يهوي لنحب= طويل المتن مرتفع القذالِ
ألما أن رايت الخيل تردى= تباري بالخدود شبا العوالي
على زَبَدِ القَوَائِمِ أعوجيٍّ= حثيث الركض منكفت القوالي
حباك بهِ ولمْ يجدْ بكَ لمّا= راك محارفاً صمن الشمالِ
فإنّك لو ركضتَ ـ خلاكَ ذَمُ ـ= وفارقَكَ ابنُ عمّك غيرَ قالِ
ألمْ تعْلمْ جَزاك الله شرا= بأن الموت منهاة الرجالِ
فتضربَ ضَرْبة ً يسْمُو إليها= حديث القوم في الرفق العجالِ
فلا وأبيك يا ابن ابي عقيل =يبلُّك بعدها عندي بلال
ولنعم الفتى ياتوب كنت إذا التقت
ولنعم الفتى ياتوب كنت إذا التقت= صدور العالي واستشال الأسافلُ
ونعم الفتى ياتوب كنت ولم تكن= لتسبق يوماً كنت فيه تحاولُ
ونعم التفى ياتوب كنت لخائف= أتاك لكي يحمي ونعم الجاملُ
ونعم الفتى ياتوب جاراً وصاحباً= ونعم الفتى ياتوب حين تفاضلُ
لعمري لأنت المرء ابكي لفقده =بجد ولو لامت عليه العواذلُ
لعمري لنت المرء أبكي لفقده= ويكثر تسهيدي له لا أوائلُ
لعمري لأنت المرء أبكي لفقده= ولو لام فيه ناقص الرأي جاهلُ
لعمري لأنت المرء أبكي لفقده= إذا كَثُرتْ بالمُلحمينَ التلاتلُ
أبى لك ذمَّ الناسِ ياتوبَ كلّما =ذُكرتَ أمورٌ مُحكماتٌ كواملُ
أبى لك ذمَّ الناسِ يا توبِ كلّما= ذكرت سماح حين تأوي الأراملُ
فلا يُبعدنكَ اللُه ياتوبَ إنما =لقيت حمام الموت والموت عاجلُ
ولايُبعدنكَ اللُه ياتوبَ إنها= كذاكَ المنايا عاجِلاتٌ وآجلُ
ولايُبعدنَك اللُه ياتوب والتقت= عليك الغوادي المدجنات الهواطلُ
أَتاني مِنَ الأَنْباءِ أَنّ عَشِيرة ً
أَتاني مِنَ الأَنْباءِ أَنّ عَشِيرة ً =بشوران يزجون المطي المنعلاَ
يروح ويغدو وفدهم بصحيفة =لِيَسْتَجْلِدُوا لِي، سَاءَ ذلك مَعْمَلاَ
على غير جرم غير أن قلت:عنهم= يعيش أبوهم في ذراه مغفلاَ
وأعمى أتاه باحجاز نثاهم =وكان بأطراف الجبال فأسهلاَ
فجَاءَبهِ أصْحابُهُ يَحْمِلُونَهُ =غلى خير حي آخرين وأولاَ
إذا صَدَرَتْ ورّادهُم عن حِياضِهِم =تغادر نهباً للزكاة معقلاَ
تنافر سواراً إلى المجد والعلى= وأقسم حقاً غن فعلت ليفعلاَ
بمجد إذا المرء اللئيم أراده= هوى دونه في مثبل ثم عضلاَ
وهل أنْت إنْ كانَ الهِجَاءُ مُحَرَّما =وفي غيره فضل لمن كان فصلاَ
لنا تامك دون السماء وأصله= مقيم طوال الدهر لن يتحلحلاَ
وماكانَ مَجْدٌ في أُناسٍ عَلِمْتُهُ =من الناس غلا مجدنا كان أولاَ
أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا
أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا= وكنت صنياً بين صدين مجهلاَ
أنابغ إن تنبغ بلؤمك لا تجد= لِلُؤمك إلاوَسَسْطَ جَعْدَة َ مَجْعَلا
أعيرتني داء بأمك مثله =وأي جواد لا يقال له: هلا
وما كنت وقاذفت جل عشيرتي= لأذكرَ قَعْبي حَارزٍ قد تثمّلا
وذي حاجة ٍ قلنا له لاتبح بها
وذي حاجة ٍ قلنا له لاتبح بها =فليس إليها ما حييتَ سبيلُ
لنا صَاحِبٌ لا يَنْبغي أنْ نَخْونَهُ =وانت لأخرى فارغ وحليلُ
تخالك تهوى غيرها فأنها =لَهَا مِنْ تَظَنّيها عَلَيْكَ دَليلُ
بعيدُ الثَّرَى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ
بعيدُ الثَّرَى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ =الد ملد يغلب الحق باطلهُ
غذا حل ركب في ذراه وظله =ليمنعهم مما تخاف نوازلهُ
حماهم بنصل السيف من كل فادح =يخافونه حتى تموت خصائلهُ
معاذ غلهي كان والله سيداً =جواداً على العلات جمأ نوافلهُ
أغر خفاجياً يرى البخل سبة =تَحَلَّبُ كَفَّاه النَّدى وأنامِلُه
عفيفاً بعيد الهم صلباً قناته =جميلاً محياه قليلاً غوائلهُ
وكان إذا ما الضيف أرغى بعيره= لَدَيْه أتاهُ نَيلُه وفواضلُهْ
وقدعلمَ الجُوعُ الذي بات سَارياً =على الضّيفِ والجيرانِ أنك قاتِلُهْ
وانك رحب الباع ياتوب بالقرى =إذا مالئيمُ القَوْمِ ضاقتْ مَنَازِلُهْ
يبيت قرير العين من بات جاره= ويُضْحي بِخَيْر ضيفُه ومنازِلُهْ
أَتَتْه المَنايا حينَ تمَّ تَمَامُه =وأقصَرع عنْهُ كلُّ قِرْنٍ يُطاوِلُه
وكانَ كليثِ الغَاب يَحْمِي عَرينَه =وتَرْضَى بهِ أشْبالُهُ وحَلائِلُهْ
غضوب حليم حين يطلب حلمه= وسِمٌّ زُعَافٌ لا تُصابُ مَقَاتِلُهْ
ستحملني ورحلي ذات وخد
ستحملني ورحلي ذات وخد =عَلَيْها بِنْتُ آباءٍ كِرامِ
إذا جعلت سواد الشأم جنباً =وغُلَّق دونَها باب اللَّئامِ
فليسَ بعَائدٍ أبدا إلَيهِم =ذوُو الحَاجاتِ في غَلَسِ الظَلاَمِ
أعاتِكَ لَوْ رَأَيْتِ غَدَاة بِنا= عَزاءَ النّفْسِ عنكُمُ واعْتِزامِي
إذاً لعَلِمْتِ واسْتَيْقَنْتِ أنّي =مْشَيَّعة ٌ، ولم تَرْعَيْ ذِمامي
أأجعلُ مثلَ توبة َ في نداه= أبا الذبان فوه الدهر دامي
معاذ الله عسفت برحلي= تُغذُّ السَّيرَ لِلبَلدِ التّهامِي
أقلتِ:خَلِيفة ٌ فَسِواه أحْجَى= بِامْرَتهِ وأولى باللَّئامِ
لِثامِ الملك حينَ تُعَدُّ كعبٌ =ذوو الأخْطارِ والخُطَطِ الجسامِ
ياعينُ بَكّي بدَمْعٍ دائِمِ السَّجمِ
ياعينُ بَكّي بدَمْعٍ دائِمِ السَّجمِ =وابكي لتوبة عند الروع والبهمِ
على فتًى من بَني سَعْدٍ فُجعتُ بهِ= ماذا أجنَّ به في الحُفْرَة ِ الرَّجْمِ
منكلّ صَافية ٍ صرْفٍ وقافية =مثل السِّنان وأمر غير مُقتَسمِ
ومصدر حين يعيي القوم مصدرهم =وحَفنة عند نحسِ الكوكبِ الشبمِ
حداك الحين أن عالبت ملكاً
حداك الحين أن عالبت ملكاً =أريبا ذا مُخاتلَة ٍ وحَزْمِ
ومصنوعاً له فِيماأتَاه =إلى الأملاك من وتر وغمِّ
فدونَكَها فَذُقْ كأسا قَتُولاً =على طعمين: ممقور وسمِّ
نْحْنُ مَنَعنَا بَيْنَ أَسْفَلِ ناعِت
نْحْنُ مَنَعنَا بَيْنَ أَسْفَلِ ناعِت =إلى وارداتٍ بالخَمِيس العَرَمْرمِ
بِحَيٍّ إذا قيلَ اظعَنُوا قد أَتَيْتُمُ =أقاموا على هول الجنان الرجمِ
تحمل أولاهم من الدار غدوة=وتُمْسي بها أخْراهم لَمْ تَصْرمِ
لما تَخَايلت الحُمُول حَسِبْتَها
لما تَخَايلت الحُمُول حَسِبْتَها =دُوماً بأيلة َ ناعِماً مَكْمُومَا
يا أيها السَّدمُ المُلَوي رأسَهُ= ليَقُودَ مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ بريمَا
أترِيدُ عمرو بنَ الخَليعِ ودونَه= كعب غذا لوجدته مرؤومَا
أنَّ الخَليعَ وَرَهْطَهُ في عامِرِ= كالقلب البس جؤجؤا وحزيمَا
لاتُسْرِعَنّ إلى رَبيعة َ إنَّهُمْ =جَمَعُوا سَوادا للعدوّ عَظِيمَا
شَعْبا تَفَرَّقَ من جِماعٍ واحدٍ= عدلت معداً تابعاً وصميمَا
لا تغزون الدهر آل مطرف= لاظالِماً أبَداً ولامظلومَا
فَاقصِد بِذرْعكَ لو وَطِئتَ بلادَهم= لاقت بكارتك الحقاق قرومَا
وتَعاقَبَتْكَ كَتَائِبٌابن مطرف= فأرتك في وضح الصباح نجومَا
قوم رباط الخيل وسط بيوتهم =وأَسنة ٌ زُرْقٌ تُخَالُ نُجومَا
ومخرق عنه القميص تخاله= وسْط البُيوتِ من الحياءِ سَقِيمَا
حتّى إذا رَفَعَ اللواءَ رأيتَهُ =تَحْتَ اللواءِ على الخَميسِ زَعِيمَا
وإذا تشاء وجدت منهم مانعاً =فلجاً على سَخَط العدو مُقيمَا
أو ناشئاً حَدَثاً تحكم مثلَهُ =صلع الرجال توارث التحكيمَا
لن تستطيع بأن تحول عزهم =حتى تحول ذا الهضاب يسومَا
إن سالموكَ فدَغهم من هَذِه= وارقد كفى لك بالرقاد نعيمَا
أحجاج إن الله أعطاك غاية
أحجاج إن الله أعطاك غاية =يُقصّر عَنْها مَن أَرَادَ مَداهَا
أحجاج لا يفلل سلاحك إنما ال =منايا بكف الله حيث تراهَا
إذا هَبَطَ الحَجَّاجُ أرْضاً مَريضَة ً= تَتبعَ أقصَى دائها فَشفَاهَا
شَفَاها من الدّاءِ العُضالِ الّذي بِها= غلام إذا هز القناة سقاهَا
سَقَاها دمَاءَ المارقينَ وعَلّها =غذا جمحت يوماً وخيف أذاهَا
إذا سمع الحجاج رز كتيبة= أعد لها قبل النزول قراهَا
أعد لها مصقولة فارسية =بأيدي رِجالٍ يحلبُون صراهَا
فما ولد الأبكار والعون مثله= بنجدٍ ولا أرضٍ يجف تراهَا
أحجاج لا تعط العصاة مناهم =ولا اللُّه يُعطي لِلْعُصَاة ِ مُناهَا
ولا كل حلاف تقلد بيعة =فأعظمَ عهدَ اللّه ثُمّ شَراهَا
هي من أهم شاعرات العرب المتقدمات في الإسلام ولا يتقدمها أحد من النساء سوى الخنساء. هي ليلى بنت عبدالله بن الرحال وسميت الرحالة، وآخر أجدادها كان يعرف بالأخيل وهم ينتسبون إلى قبيلة بني عامر، وعرفت قبيلتهم بأنهم كانوا من عشاق العرب، ولكن كانوا بالإضافة إلى الشعر من أوائل المسلمين الذين ساهموا في . معارك الإسلام
معاصرتها للأحداث السياسية:
عاصرت ليلى الأخيلية أهم أحداث عصرها السياسية، ولكن شعرها خلا من تلك الأحداث باستثناء رثائها لعثمان الذي استشهد سنة 35هـ. وبرزت ليلى بجمالها الذي سلب عقل توبة، وشجاعتها التي مكنتها من التصدي لأكبر الشخصيات ، ومقدرتها على إسكات فحول الشعراء بشاعريتها الواضحة في شعرها، وعفتها التي حافظت عليها مع من تعشقه طوال عمرها
ونشأت ليلى منذ صغرها مع ابن عمها توبة بن الحمير والمشهور عنها أنها عشقت توبة وعشقها، وكان يوصف بالشجاعة ومكارم الأخلاق والفصاحة. وكان اللقاء عند الكبر عندما كانت ليلى من النساء اللواتي ينتظرن الغزاة، وكان توبة مع الغزاة فرأى ليلى وافتتن بها، وهكذا توطدت علاقة حب عذري. ولكن رفض والد ليلى كان عائق زواجهما، لانتشار أمرهما، وقصة الحب بين الناس. وبعد ذلك
زوجها أبوها من أبي الأذلع. ولكن زواج ليلى لم يمنع توبة من زيارتها وكثرت زياراته لها، من بعد ذلك تظلم بنو الأذلع إلى السلطان الذي أهدر دم توبة، إذا عاود زيارة ليلى،فأخذوا يترصدون له في المكان المعتاد، وذات يوم علمت ليلى بمجيء توبة وخرجت للقائه سافرة وجلست في طريقه واستغرب خروجها سافرة، ولكنه فطن أنها أرادت أن تعلمه عن كمين نصب له فأخذ فرسه وركض، وكانت ليلى هي السبب في :نجاته. وفي هذا الحدث يقول توبة
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها
تزوجت ليلى مرتين، وكان زواجها الأول من الأذلعي ومن أهم صفات زوجها الأول أنه كان غيوراً جداً، وبعض القصص تقول أنه طلقها لغيرته الشديدة من توبة، وقصص أخرى أنه مات عنها. أما عن زوجها الثاني فهو سوار بن أوفي القشيري والملقب بابن الحيا.وكان سوار شاعراً مخضرماً من الصحابة ويقال أنها أنجبت العديد من الأولاد.
وفي ذلك الزمان كانت ليلى مشهورة بين الأمراء والخلفاء. فحظيت بمكانة لائقة واحترام كبير، وكانت تُسمِـع الخلفاء شعرها سواء كان من الرثاء أو المديح، فنالت منهم الأعطيات والرغبات، وكذلك كان الشعراء يحتكمون إليها، وكانت .تفاضل بينهم
ليلى وكبار الأمراء:
أ. ذات يوم وفدت ليلى على معاوية بن أبي سفيان ولديها عدة قصائد مدحته فيها .وقصيدة لها وصفت فيها ناقتها التي كانت تجوب الأرض لتصل إلى معاوية فيجود عليها من كرمه، وسأل معاوية ذات يوم ليلى عن توبة العشيق إذ كان يصفه الناس بالجمال والشجاعة والكرم . فقالت " يا أمير المؤمنين سبط البنان، حديد اللسان، شجى للأقران، كريم المختبر، عفيف المئزر، جميل المنظر، وهو كما قلت له أمير المؤمنين " ثم قال معاوية وما قلت له ؟ قالت : "قلت ولم أتعد الحق وعلمي فنه .فأعجب من وصفها وأمر لها بجائزة عظيمة واستنشدها المزيد.
ب. وكانت ليلى على علاقة وثيقة بالحجاج بن يوسف وبالأمويين عامة . ويذكر ذات يوم أنها دخلت على الحجاج، فاستؤذن لليلى فقال الحجاج من ليلى ؟ قيل الأخيلية صاحبة توبة . فقال : ادخلوها ، فدخلت امرأة طويلة دعجاء العينين، حسنة المشية، حسنة الثغر، وعند دخولها سلمت فرد عليها الحجاج ورحب بها . وبعد جلوسها سألها عن سبب مجيئها فقالت السلام على الأمير والقضاء لحقه والتعرض لمعروفه،ثم قال لها وكيف خلفت قومك؟ قالت تركتهم في حال خصب وأمن ودعة، أما الخصب ففي الأموال والكلأ، وأما الأمن فقد أمنه الله عز وجل، وأما الدعة فقد خامرهم من خوفك ما أصلح بينهم، ثم قالت: ألا أنشدك؟ فقال: إذا شئت ، فقالت :
أحــجاج لا يفـلل سلاحك إنما المنـايا بكـف الله حيث تراها
إذا هبـط الحجاج أرضاً مريضة تتبـع أقصـى دائـها فشفـاها
شفاها من الداء العضال الذي بها غـلام إذا هـز القنـا سقـاها
سقاها دمــاء المارقين وعلـهاإذا جمحت يوماً وخفيـف أذاها
إذا سمـع الحجـاج صوت كتيبة أعـد لها قبـل النـزول قراها
وبعد انتهائها قال الحجاج: لله ما أشعرها. وأمر لها بخمسمائة درهم، وخمسة أثواب وخمسة جِمال.وبعد مسيرها أقبل الحجاج على مجلسه، وقال:أتدرون من هذه؟ قالوا:لا والله ما رأينا امرأة أفصح وأبلغ ولا أحسن إنشاداً .قال: هذه ليلى صاحبة توبة، ولم يكن الحجاج يظهر بشاشته ولا سماحته في الخلق إلا في اليوم الذي دخلت عليه ليلى الأخيلية.
خصائص شعرها:
إن أغلب القدماء أشادوا بأن ليلى الأخيلية شاعرة فاقت أغلب الفحول من الشعراء، وشهدوا لها بالفصاحة والإبداع. وبعضهم كان يقدمها على الخنساء عندما كان أشراف قريش مجتمعين في مجلس يتذاكرون الخنساء الأخيلية ثم أجمعوا أن الأخيلية أفصحهما، وإن ليلى أكثر تصرفاً وأغزر بحراً وأقوى لفظاً ولكن الخنساء أغلب قصائدها الرثاء.
وهناك الكثير الذين أعجبوا بشعرها ومنهم الفرزدق حتى أنه فضل ليلى على نفسه، وأبو نواس الذي حفظ العديد من قصائدها، وأبو تمام الذي ضرب بشعرها المثل، وأبو العلاء المعري الذي وصف شعرها بأنه حسن ظاهره.
والناظر في شعرها وشعر الخنساء يرى أن شعر الخنساء من خيال ضعيف وخلو شعرها من الحكمة، واقتصار أشعارها على موضوع واحد بالإضافة إلى تكرار المطالع والألفاظ عدد الأغراض الشعرية من مديح وهجاء وفخر وغزل وكذلك الرثاء ، واحتواء شعرها على العديد من الحكم والأمثال مثل
ولا تقولن لشيء سوف أفعله قد قدر الله ما كل امرئ لاق
: امتزاج شعرها بفيض العاطفة وخاصة رثائها لتوبة
فآليت لا أنفك أبكيك ما دعت على فنن ورقاء أو طار طائر
قتل بني عوف فيا لهفتا لـه وما كنت إياهـم عليه أحـاذر
وتتسم العطفة في شعرها بالهدوء والاستسلام للقدر على شيء من التفلسف .والتأمل في الوجود من خلال شعرها يتبين تأثير البيئة الأموية التي عادت فيها العصبيات القبلية إلى الظهور، وتفاخر الشعراء بقبائلهم كقول الأخيلية وذكر ما فعله قومها :لبني مذحج وهمدان، ومن أشعارها التي كانت تفتخر فيها بقومها:
نحن الأخايل لا يزال غلامنا حتى يدب على العصا، مشهوراً
تبـكي الرماح إذا فقدن أكفنا جزعاً، وتعرفنا الرفاق بحـوراً
ويلاحظ التأنق اللفظي في شعر الأخيلية وهذا التأنق يأتي بعيداً عن التكلف والتعقيد :والذي ساعد في الموسيقى الشعرية وتميز شعرها عن غيرها، كما في قولها
فوارس أحلى نشأها عن عقيرة لعاقرها فيها عقيرة عاقر
والقصد بعقيرة عاقر إن توبة أعظم الناس جميعاً.
ومن أساليب التأنق اللفظي يلاحظ في شعرها الطباق ، وهناك غموض خفيف وبساطة قريبة من عالم الشعر والخيال. ويمكن ملاحظة الطباق من خلال هذا :البيت
إن يصدروا الأمر تطلعه موارده أو يوردوا الأمر تحلله بإصدار
ومن سمات شعر الأخيلية التكرار اللفظي، وهذا التكرار مستحسن لدى الأخيلية :وغايته تأكيد المعنى والإكثار من الألفاظ المتشابهة ومنه ،
أما توبة بن الحمير فشاعر غزل رقيق فصيح الألفاظ سهل التراكيب وقوي العاطفة :ومن أشعاره التي كان يتشوق فيها ليلى
أرى اليوم يمر دون ليلى كأنما أتت حـجج من دونها وشهوراً
حمامـة بطن الواديين، ترنمي سقاك من الغر الغوادي مطيرها
وفاتها:
أقبلت ليلى من سفر وأرادت أن تزور قبر توبة ذات يوم ومعها زوجها الذي كان يمنعها، ولكنها قالت: "والله لا أبرح حتى أسلم على توبة" فلما رأى زوجها إصرارها تركها تفعل ما تشاء. ووقفت أمام قبر توبة وقالت:"السلام عليك ياتوبة" ثم قالت لقومها ما عرفت له كذبة قط قبل هذا فلما سألوها عن ذلك :فقالت أليس هو القائل
ولو أن ليلى الأخيلية سلمـت علـي، ودوني تربـة وصـفائح
لسلمت تسليم البشاشة أوصاح إليها صدى من جانب القبر صائح
فما باله لم يسلم علي كما قال ؟! وكانت بجانب القبر بومة فلما رأت الهودج فزعت وطارت في وجه الجمل، الذي أدى إلى اضطرابه ورمى ليلى على رأسها وماتت في نفس الوقت ودفنت بجانب قبر توبة. وكانت المنطقة تعرف بالري. وكان ذلك في سنة 85هـ.
طربت وما هذا بساعة مطرب
طربت وما هذا بساعة مطرب =إلى الَحيّ حَلّوا بين عَاذٍ فجُبْجُبِ
قَدِيمافأمْسَتْ دارُهُم قد تلعبتْ =بها خرقات الريح من كل ملعبِ
وكَمْ قَدْ رَأى رائيهِم ورَأْيتُه ب=ِها لِي مِنْ عمِّ كريم ومن أَبِ
فوارس من آل النفاضة سادة=ومن آل كَعْبِ سؤددٌ غيرُ مُعْقَبِ
وحيِّ حريدٍ قد صبحْنا بغارة ِ =فلم يمس بيت منهم تحت كوكبِ
سننا عليهم ، كل جرداء شطبة= لجوج تباري كل أجرد شرجبِ
أجشُّ هزيمٌ في الخَبارِإذا انتحى =هَوادي عِطفَيْه العِنان مُقرّبِ
لوحشِيها من جانبَي زَفيَانِها= حفيف كخذروف الوليد المنقبِ
إذا جاشَ بالماءِ الحَميمِ سجاها=نَضَخْنَ به نَضْحَ البمزادِ المسرَّبِ
فذر ذا ، ولكن تمنيت راكباً =إذا قالَ قوْلاً صادِقاً لم يكذّبِ
له ناقة عندي وساع وكورها =كلا مرفقيها عن رحاها بمجذبِ
إذا حركتها رحلة جنحت به =جنوح القطاة تنتحي كل سبسبِ
جنوح قطاة الورد في عصب القطا =قَربْنَ مِياهَ النَّهْي منْ كلّ مَقرَبِ
فغادين بالأجزاع فوق صوائق= ومدفع ذات العين أعذب مشربِ
فَظَلْنَ نَشَاوى بالعُيونِ كأَنَّها =شَروبٌ بَدَتْ عنْ مرزُبان مُحجَبِ
فنالَتْ قَلِيلاً شَافيا وتعجَّلَتْ =لنادلها بين الشباك وتنضبِ
تبيت بمَوماة ٍ وتصْبحُ ثَاويا =بها في أفاحيص الغوي المعصبِ
وضمت إلى جوف جناحاً وجؤجؤاً= وناطَتْ قَلِيلاً في سِقاءٍ مُجبَبِ
إذا فترت ضرب الجناحين عاقبت =عَلَى شُزنيها مَنْكبا بعد مَنكبِ
فلما أحسا جرسها وتضورا= وأوبتَها من ذلك المُتأوّبِ
تدلّتْ إلى حُص الرؤوسِ كأنَّها =كرات غلام من كساء مرنبِ
فلما انجلت عنْها الدُّجى َ وسقتْهما =صبيب سقاء نيط لما يخربِ
غدَت كنواة ِ القَسبِ عنْها واصبَحَتْ =تراطنها دوية لم تعربِ
ولي في المُنى أَلا يعرّجَ راكِبي =ويحبس عنها كل شيء متربِ
ويفرج بوّابٌ لها عَنْ مُناخها =بقليدهِ بابَ الرتاج المُضبّبِ
إذا ما أنيهت بابن مروان ناقتي= فليسَ عليها لِلهَبانيقِ مَرْكَبي
أدلت بقربي عنده وقضى لها =قضاءً فلم ينقض ولم يتعقبِ
فإنك بعد الله أنت أميرها =وقنعانها من كل خوف ومرعبِ
فتقضى فلولا أنه كل ريبة =وكل قليل من وعيدك مزهبي
إذا ما ابتغى العادي الظلوم ظلامة =لديَّ، وما استجلبَت للمتجلبِ
تُبادرُ أبناءَ الوَشاة ِ وتبتَغي =لها طلبات الحق من كل مطلبِ
إذا أدلجت حتى ترى الصبح واصلت= أديم نهار الشمس مالم تغيبِ
فلما رَأتْ دَارَ الأميرِ تحاوصَتْ =وصوت المنادي بالأذان المثوبِ
وترجيعَ أصواتِ الخُصوم يردُّها =سقوفُ بيُوتٍ في طِمارٍ مُبوَّبِ
يظل لأعلاها دوي كأنه= تَرَنُّمُ قارِي بيتِ نحّال مُجَوَّبِ
مُعَاويَ لمْ أكَدْ آتيك تَهْوي
مُعَاويَ لمْ أكَدْ آتيك تَهْوى=يبرَحْلِي رَادة ُ الأصلاب نابُ
قريح الظهر يفرح أن يراها =إذا وضعتة ليتها الغرابُ
تَجُوبُ الأَرْضَ نَحْوك ما تَأنّى= إذا ما الأكمُ قنّعها السَّرابُ
وكنتَ المُرْتَجى وَبِكَ استغاثَتْ= لتُنعِشَها؛إِذا بَخُلَ السَّحابُ
فتى لم يزل يزداد خيراً لدن نشا
فتى لم يزل يزداد خيراً لدن نشا =إلى أن علاه الشيب فوق المسايحِ
تراه إذا ما الموت حل بورده =ضَروبا على أقرانهِ بالصّفائحِ
شُجاعٌ لدى الهَيْجاء ثَبْتٌ مشايحٌ= إذا انحازَ عن أقرانه كلُّ سابحِ
فعاشَ حميدا لا ذميماً فِعالُهُ =وصولاً لقرباه يرى غير كالحِ
نطرت وركن من ذقانين دونه
نطرت وركن من ذقانين دونه= مَفَاوِزُ حَوْضَى ، أَيّ نَظْرة ِ نَاظِرِ
لأونسَ إنْ لم يَقْصُرِ الطِّرْفُ عنهمُ= فلم تقصر الأخبار والطرف قاصري
فوارس أجلى شاؤها عن عقيرة= لعاقرها فيها عقيرة عاقرِ
قَتِيلُ بني عَوْفٍ وأَيصُرُ دونَه= قتيلُ بني عَوْفٍ قتيلُ يُحَايرِ
تَوَاردَه أسيافُهم فكأنّما =تصادرون عن أقطاع أبيض باترِ
من الهندوانيات في كل قطعة= دَمٌ زلّ عن أَثْرٍ من السَّيف ظاهرِ
أتتْه المنايَا دون زَغْفٍ حصينة ٍ= وأسمر خطي وخوصاء ضامرِ
على كل جرداء السراة وسابح =درأن بشباك الحديد زوافرِ
عوابس بعدو الثعلبية ضمراً =وهُنّ شَوَاحٍ بالشَّكيم الشّواجرِ
فلا يُبْعدَنكَ اللُه ياتَوْبُ إنّما =لِقاءُ المَنايا دارِعَا مثلُ حَاسرِ
فإلاّ تَكُ القَتْلَى بَوَاءً فإنّكم =ستلقون يوماً ورده غير صادرِ
وإن السليل إذ يباوى قتيلكم= كمرحومة ٍ من عَرْكِا غيرِ طاهرِ
فإن تكن القتلى بواء فإنكم =فتى ما قتلتم آل عوف بن عامرِ
فَتًى لا تَخَطَّاه الرَّفاقُ ولا يرى= لقدر عيالاً دون جار مجاروِ
ولا تأخذُ الكُومُ الجِلادُ رِماحَها =لتوبة َ في نَحْسِ الشِّتاء الصَّنَابِرِ
إذا ما رأته قائماً بسلاحه =تَقَتْه الخِفْافُ بالثِّقال البَهَازِرِ
إذا لم يَجُدْ منها برسْلٍ فقَصْرُه =ذُرَى المُرْهَفاتِ والقِلاَصِ التَّواجِرِ
قَرَى سيفَه منها مُشَاشاً وضَيْفَه= سنام المهاريس السباط المشافرِ
وتوبة أخيا من فتاة حيية =وأجرأُ من لَيْث بخَفْانَ خادرِ
ونعم الفتى إن كان توبة فاجراً =وفَوْقَ الفَتَى إنْ كانَ ليْسَ بفَاجِرِ
فتى يُنْهِلُ الحاجاتِ ثُمَّ يُعلُّها =فيطلعها عنه ثنايا المصادرِ
كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ= قَلائصَ يَفْحَصْنَ الحَصَا بالكَرَاكرِ
ولم يبن أبراداً عتاقاً لفتية =كِرَامٍ ويَرْحَلْ قبل فَيْء الهَوَاجِرِ
ولم يتجل الصبح عنه وبطنه= لَطِيفٌ كطَيِّ السِّبِّ ليس بِحَادرِ
فتًى كان للمَوْلى سنَاءً ورفعة ً =وللطارق الساري قرى غير باسرِ
ولم يدع يوماً للحفاظ وللندا =وللحرب يرمى نارها بالشرائرِ
وللبازِل الكَوْماءِ يرْغو حُوَارُها =وللخيل تعدو بالماة المساعرِ
كأنّكَ لم تَقْطَعْ فلاة ً ولم تُنِخْ =قِلاصا لدى فأوٍ من الأَرض غائرِ
وتُصْبِحْ بمَوْماة ٍ كأنّ صَرِيفَها= صَريفُ خَطَاطِيفِ الصَّرَى في المَحَاوِرِ
طوت نفها عنا كلاب وى سدت= بنا أجهليها بين غاو وشاعرِ
وقد كان أن تقول سراتهم= لعا لأخينا عالياً غير عائرِ
ودوية قفر يحار بها القطا =تخطيتها بالناعجات الضوامرِ
فتَاللَّهِ تَبنِي بيتَها أُمُّ عاصمٍ =على مثله أُخْرَى الليالي الغوابرِ
فليس شِهَابُ الحربِ تَوْبة ُ بعدَها =بغازٍ ولاغادٍ برَكْبِ مُسَافرِ
وقد كان طَلاّعَ النّجادِ وبَيِّنَ اللـ =فآنستُ خيلاً بالرُّقيِّ مُغيرة ً
وقد كان قبل الحادثاتِ إذا انتحَى= وسائق أو مغبُوطة ً لم يُغَادِرِ
وكنت إذا مولاك خاف ظلامة =دَعَاك ولم يَهْتِف سواك بناصرِ
فإنْ يَكُ عبدُالله آسَى ابنَ أُمِّه =وآب بأسلاب الكمي المغاورِ
وكان كذات البَوِّ تَضْرِب عنده =سِباعا وقد ألقَيْنَه في الجَرَاجِرِ
فإنك قد فارقْتَه لك عاذرا =وأنى لحي عذر من في المقابرِ
فأقسمت أبكي بعد توبة هالكاً =واحفل من نالت صروف المقادرِ
على مثلِ هَمَّاٍم ولابنِ مُطَرِّفٍ= لتبك البواكي أو لبشر بن عامرٍ
غلامان كانا استوردا كل سورة =من المَجْدِ ثم استوثقا في المَصَادِرِ
رَبِيعَيْ حَيا كانَا يَفِيضُ نَدَاهُما =على كل مغمور نداه وغامرِ
كأن سنا ناريهما كل شتوة =سنا البرق يبدو للعيون النواظرِ
أياعين بكي توبة ابن حمير
أياعين بكي توبة ابن حمير= بسح كفيض الجدول المتفجرِ
لتبك عليه من خفاجة نسوة =بمَاء شؤونِ العَبْرة المُتَحَدِّرِ
سَمِعْنَ بَهْيجَا أرهقَتْ فذكَرْنَه =ولا يَبْعَثُ الأحزانَ مِثلُ التَّذَكُّرِ
كأن فتى الفتيان توبة لم يسر= بنَجْدٍ ولم يَطْلُعْ مع المُتَغوِّرِ
ولم يَرِدِ المَاء السِّدامَ إذا بَدَا= سنا الصبح في بادي الحواشي منورِ
ولم يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأال =جفان سديفاً يوم نكباء صرصرِ
ولم يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُها= بسرة بين الأشمسات فايصرِ
وصَحْراءَ مَوْماة ٍ يَحارُ بها القَطَا =قطعت على هول الجنان بمنسرِ
يقودون قبا كالسراحين لاحها =سُرَاهُمْ وسَيْرُ الراكبِ المُتَهَجِّرِ
فلما بدت أرض العدو سقيتها= مجاج بقيات المزاد المقيرِ
ولما أهابوا بالنهاب حويتها= بخاظِى البَضيعِ كَرُّه غيرُ أعْسَرِ
ممر ككر الأندري مثابر =إذا ما وَنَيْنَ مُهْلِبِ الشَّد مُحْضِرِ
فألوت باعناق طوار وراعها =صلاصل بيض سابغ وسنورِ
ألم تر أن العبد يقتل ربه =فيظهر جد العبد من غير مظهرِ
قَتَلْتُمْ فتى لا يُسْقِطُ الرَّوع رُمْحَه= إذا الخيلُ جالَتْ في قَناً متكسِّرِ
فيا توب للهيجا وياتوب للندى= ويا توب للمستنبح المتنورِ
ألا رب مكروب أجبت ونائل =بذلت ومعروف لديك ومنكرِ
كم هاتف بك من باك وباكية
كم هاتف بك من باك وباكية= يا توبُ للضَّفِ إذْ تُدْعَى وللجّارِ
وتوب للخصم إن جاروا وإن عدلوا =وبدلوا الأمر تقضاَ بعد إمرارِ
إنْ يُصِدرُوا الأمْرَ تُطلِعهُ مَوَاردُهِ= أو يُورِدُوا الأمرَ تُحلله بإصدَارِ
أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً
أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً =وأحفل من دارت عليه الدوائرُ
لَعَمْرُكَ مَابِالمَوْتِ عارٌ عَلَى الفَتَى =إذا لم تصبه في الحياة المعايرُ
وَمَا أَحَدٌ حَيٌّ وإِن عاشَ سالِما =بأخلد ممن غيبته المقابرُ
ومَنْ كانَ مِّما يُحدِثُ الدَّهْرُ جَازعا= فلا بُدَّ يَوْمَاً أن يُرى وهو صابرُ
وليس لذي عيش عن الموت مقصر= وليس على الأيام والدهر غابرُ
ولا الحَيُّ مِمّا يُحدِثُ الدَّهْر مُعتَبٌ =وَلا المَيْتُ إِنْ لَمْ يَصْبِرِ الحيُّ ناشِرُ
وكل شباب أو جديد غلى بلى=وكل امرىء يوماً إلى الله صائرُ
وكل قريني إلفة لتفرق =شتاتاً وإن ضنا وطال التعاشرُ
ولكنَّما أَخْثَى عَلَيْه قَبِيلة ٍ =أخا الحرب إن دارت عليك الدوائرُ
فَآليْتُ لا أَنْفَكُّ أَبْكِيكَ ما دَعَتْ= على فنن ورقاء أو طار طائرث
إن كنت تبغي أبا بكر فإنهم
إن كنت تبغي أبا بكر فإنهم= بكل ساحة قوم منهم أثرُ
نعمى وبؤسى بآفاق البلاد فما =أَعْداؤُهُمْ مِنْهُم، ولا قَدَرُوا
والعالمون إذا ما الأمر ضاقهم= أنّى يُحَاولُ فيه الوِردُ والصَدَرُ
وَکختَرْتُ آلَ أبي بَكْرٍ لِحَاجَتِنا =وكان فيهم لمن يختارهم خيرُ
وَما اتهَمْتُ بَني جزءٍ بِظنّتِهِ =وما أساءوا وما ضاع الذي خطروا
جَزَى اللُه خَيْراً وَالجزاءُ بكفِه
جَزَى اللُه خَيْراً وَالجزاءُ بكفِه= فتى من عقيل ساد غير مكلفِ
فَتًى كانَتِ الدُّنْيَا تَهُونُ بأسْرِها =عليه ولا ينفك جم التصرفِ
يَنَالُ عَلّياتِ الأُمورِ بِهَوْنة ٍ= إذا هِيَ أَعيَت كُلَّ خرْق مُشَّرفِ
هُوَ الذَّوبُ بلْ أريُ الخَلايا شَبيهُه= بدِرياقة ٍ من خَمْرِ بَيْسانَ قَرْقَفِ
فيا تَوبُ مافي العَيْشِ خَيرٌ ولاندًى= يعد وقد أمسيت في ترب نفنفِ
ومانِلْتُ منْكَ النَّصفَ حتى ارتَمَتْ بِكَ =المَنَايا بسهمٍ صائبِ الوَقْعِ أعْجَفِ
فياالف ألف كنت حيا مسلماً =لألقاك مثل القسور المتطرفِ
كما كنت إذ كنت المنحى من الردى =غذا الخيل جالت بالقنا المتقصفِ
وكَمْ من لَهيفٍ مُحجَر قدأجبتَه =بأبيضَ قطّاعِ الضريبَة ِ مُرْهفِ
فأنقذتَه والموْتُ يَحرقُ نابَهُ =عليه ولم يطعن ولم يتسيفِ
أنيخت لدى باب ابن مروان ناقتي
أنيخت لدى باب ابن مروان ناقتي= ثلاثاً لها عند النتاج صريفُ
يُطيفُ بِهَا فِتْيَانَه كُلَّ لَيْلَة ٍ =بِنيرَيْنِ مِئْرانِ الجِبالُ وريفُ
غلام تلقى سؤددا وهو ناشىء= فآتت به رحب الذراع أليفُ
بقيل كتَحْبير اليَمَاني ونَائِلٍ =إذا قلبت دون العطاء كفوفُ
ورحنا كأنا نمتطي احذرية=حليٌّ بجَنْبى ثادق وجَفيفُ
أرن عليها قارباً وانتحت له =مبرة ارساغ اليدين زروفُ
تُهادي خجوجا خَدّدَ الجَرْيُ لَحْمَهُ= فلا جحشها بالصيف فهي خروفُ
تَخَلّى عَنْ أَبي حَرْبٍ فَوَلّى
تَخَلّى عَنْ أَبي حَرْبٍ فَوَلّى =بهيدة قابض قبل القتالِ
ونجى قابض ورد سبوح =يَمْرُّ كأنهُ مريخُ غالِ
نَفَخْتَ بهِ اليَمينَ فَظَلَّ يَهْوي= هويَّ الصَّقْرِ في يَوْمِ الظّلالِ
فجاء كأنما يهوي لنحب= طويل المتن مرتفع القذالِ
ألما أن رايت الخيل تردى= تباري بالخدود شبا العوالي
على زَبَدِ القَوَائِمِ أعوجيٍّ= حثيث الركض منكفت القوالي
حباك بهِ ولمْ يجدْ بكَ لمّا= راك محارفاً صمن الشمالِ
فإنّك لو ركضتَ ـ خلاكَ ذَمُ ـ= وفارقَكَ ابنُ عمّك غيرَ قالِ
ألمْ تعْلمْ جَزاك الله شرا= بأن الموت منهاة الرجالِ
فتضربَ ضَرْبة ً يسْمُو إليها= حديث القوم في الرفق العجالِ
فلا وأبيك يا ابن ابي عقيل =يبلُّك بعدها عندي بلال
ولنعم الفتى ياتوب كنت إذا التقت
ولنعم الفتى ياتوب كنت إذا التقت= صدور العالي واستشال الأسافلُ
ونعم الفتى ياتوب كنت ولم تكن= لتسبق يوماً كنت فيه تحاولُ
ونعم التفى ياتوب كنت لخائف= أتاك لكي يحمي ونعم الجاملُ
ونعم الفتى ياتوب جاراً وصاحباً= ونعم الفتى ياتوب حين تفاضلُ
لعمري لأنت المرء ابكي لفقده =بجد ولو لامت عليه العواذلُ
لعمري لنت المرء أبكي لفقده= ويكثر تسهيدي له لا أوائلُ
لعمري لأنت المرء أبكي لفقده= ولو لام فيه ناقص الرأي جاهلُ
لعمري لأنت المرء أبكي لفقده= إذا كَثُرتْ بالمُلحمينَ التلاتلُ
أبى لك ذمَّ الناسِ ياتوبَ كلّما =ذُكرتَ أمورٌ مُحكماتٌ كواملُ
أبى لك ذمَّ الناسِ يا توبِ كلّما= ذكرت سماح حين تأوي الأراملُ
فلا يُبعدنكَ اللُه ياتوبَ إنما =لقيت حمام الموت والموت عاجلُ
ولايُبعدنكَ اللُه ياتوبَ إنها= كذاكَ المنايا عاجِلاتٌ وآجلُ
ولايُبعدنَك اللُه ياتوب والتقت= عليك الغوادي المدجنات الهواطلُ
أَتاني مِنَ الأَنْباءِ أَنّ عَشِيرة ً
أَتاني مِنَ الأَنْباءِ أَنّ عَشِيرة ً =بشوران يزجون المطي المنعلاَ
يروح ويغدو وفدهم بصحيفة =لِيَسْتَجْلِدُوا لِي، سَاءَ ذلك مَعْمَلاَ
على غير جرم غير أن قلت:عنهم= يعيش أبوهم في ذراه مغفلاَ
وأعمى أتاه باحجاز نثاهم =وكان بأطراف الجبال فأسهلاَ
فجَاءَبهِ أصْحابُهُ يَحْمِلُونَهُ =غلى خير حي آخرين وأولاَ
إذا صَدَرَتْ ورّادهُم عن حِياضِهِم =تغادر نهباً للزكاة معقلاَ
تنافر سواراً إلى المجد والعلى= وأقسم حقاً غن فعلت ليفعلاَ
بمجد إذا المرء اللئيم أراده= هوى دونه في مثبل ثم عضلاَ
وهل أنْت إنْ كانَ الهِجَاءُ مُحَرَّما =وفي غيره فضل لمن كان فصلاَ
لنا تامك دون السماء وأصله= مقيم طوال الدهر لن يتحلحلاَ
وماكانَ مَجْدٌ في أُناسٍ عَلِمْتُهُ =من الناس غلا مجدنا كان أولاَ
أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا
أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا= وكنت صنياً بين صدين مجهلاَ
أنابغ إن تنبغ بلؤمك لا تجد= لِلُؤمك إلاوَسَسْطَ جَعْدَة َ مَجْعَلا
أعيرتني داء بأمك مثله =وأي جواد لا يقال له: هلا
وما كنت وقاذفت جل عشيرتي= لأذكرَ قَعْبي حَارزٍ قد تثمّلا
وذي حاجة ٍ قلنا له لاتبح بها
وذي حاجة ٍ قلنا له لاتبح بها =فليس إليها ما حييتَ سبيلُ
لنا صَاحِبٌ لا يَنْبغي أنْ نَخْونَهُ =وانت لأخرى فارغ وحليلُ
تخالك تهوى غيرها فأنها =لَهَا مِنْ تَظَنّيها عَلَيْكَ دَليلُ
بعيدُ الثَّرَى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ
بعيدُ الثَّرَى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ =الد ملد يغلب الحق باطلهُ
غذا حل ركب في ذراه وظله =ليمنعهم مما تخاف نوازلهُ
حماهم بنصل السيف من كل فادح =يخافونه حتى تموت خصائلهُ
معاذ غلهي كان والله سيداً =جواداً على العلات جمأ نوافلهُ
أغر خفاجياً يرى البخل سبة =تَحَلَّبُ كَفَّاه النَّدى وأنامِلُه
عفيفاً بعيد الهم صلباً قناته =جميلاً محياه قليلاً غوائلهُ
وكان إذا ما الضيف أرغى بعيره= لَدَيْه أتاهُ نَيلُه وفواضلُهْ
وقدعلمَ الجُوعُ الذي بات سَارياً =على الضّيفِ والجيرانِ أنك قاتِلُهْ
وانك رحب الباع ياتوب بالقرى =إذا مالئيمُ القَوْمِ ضاقتْ مَنَازِلُهْ
يبيت قرير العين من بات جاره= ويُضْحي بِخَيْر ضيفُه ومنازِلُهْ
أَتَتْه المَنايا حينَ تمَّ تَمَامُه =وأقصَرع عنْهُ كلُّ قِرْنٍ يُطاوِلُه
وكانَ كليثِ الغَاب يَحْمِي عَرينَه =وتَرْضَى بهِ أشْبالُهُ وحَلائِلُهْ
غضوب حليم حين يطلب حلمه= وسِمٌّ زُعَافٌ لا تُصابُ مَقَاتِلُهْ
ستحملني ورحلي ذات وخد
ستحملني ورحلي ذات وخد =عَلَيْها بِنْتُ آباءٍ كِرامِ
إذا جعلت سواد الشأم جنباً =وغُلَّق دونَها باب اللَّئامِ
فليسَ بعَائدٍ أبدا إلَيهِم =ذوُو الحَاجاتِ في غَلَسِ الظَلاَمِ
أعاتِكَ لَوْ رَأَيْتِ غَدَاة بِنا= عَزاءَ النّفْسِ عنكُمُ واعْتِزامِي
إذاً لعَلِمْتِ واسْتَيْقَنْتِ أنّي =مْشَيَّعة ٌ، ولم تَرْعَيْ ذِمامي
أأجعلُ مثلَ توبة َ في نداه= أبا الذبان فوه الدهر دامي
معاذ الله عسفت برحلي= تُغذُّ السَّيرَ لِلبَلدِ التّهامِي
أقلتِ:خَلِيفة ٌ فَسِواه أحْجَى= بِامْرَتهِ وأولى باللَّئامِ
لِثامِ الملك حينَ تُعَدُّ كعبٌ =ذوو الأخْطارِ والخُطَطِ الجسامِ
ياعينُ بَكّي بدَمْعٍ دائِمِ السَّجمِ
ياعينُ بَكّي بدَمْعٍ دائِمِ السَّجمِ =وابكي لتوبة عند الروع والبهمِ
على فتًى من بَني سَعْدٍ فُجعتُ بهِ= ماذا أجنَّ به في الحُفْرَة ِ الرَّجْمِ
منكلّ صَافية ٍ صرْفٍ وقافية =مثل السِّنان وأمر غير مُقتَسمِ
ومصدر حين يعيي القوم مصدرهم =وحَفنة عند نحسِ الكوكبِ الشبمِ
حداك الحين أن عالبت ملكاً
حداك الحين أن عالبت ملكاً =أريبا ذا مُخاتلَة ٍ وحَزْمِ
ومصنوعاً له فِيماأتَاه =إلى الأملاك من وتر وغمِّ
فدونَكَها فَذُقْ كأسا قَتُولاً =على طعمين: ممقور وسمِّ
نْحْنُ مَنَعنَا بَيْنَ أَسْفَلِ ناعِت
نْحْنُ مَنَعنَا بَيْنَ أَسْفَلِ ناعِت =إلى وارداتٍ بالخَمِيس العَرَمْرمِ
بِحَيٍّ إذا قيلَ اظعَنُوا قد أَتَيْتُمُ =أقاموا على هول الجنان الرجمِ
تحمل أولاهم من الدار غدوة=وتُمْسي بها أخْراهم لَمْ تَصْرمِ
لما تَخَايلت الحُمُول حَسِبْتَها
لما تَخَايلت الحُمُول حَسِبْتَها =دُوماً بأيلة َ ناعِماً مَكْمُومَا
يا أيها السَّدمُ المُلَوي رأسَهُ= ليَقُودَ مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ بريمَا
أترِيدُ عمرو بنَ الخَليعِ ودونَه= كعب غذا لوجدته مرؤومَا
أنَّ الخَليعَ وَرَهْطَهُ في عامِرِ= كالقلب البس جؤجؤا وحزيمَا
لاتُسْرِعَنّ إلى رَبيعة َ إنَّهُمْ =جَمَعُوا سَوادا للعدوّ عَظِيمَا
شَعْبا تَفَرَّقَ من جِماعٍ واحدٍ= عدلت معداً تابعاً وصميمَا
لا تغزون الدهر آل مطرف= لاظالِماً أبَداً ولامظلومَا
فَاقصِد بِذرْعكَ لو وَطِئتَ بلادَهم= لاقت بكارتك الحقاق قرومَا
وتَعاقَبَتْكَ كَتَائِبٌابن مطرف= فأرتك في وضح الصباح نجومَا
قوم رباط الخيل وسط بيوتهم =وأَسنة ٌ زُرْقٌ تُخَالُ نُجومَا
ومخرق عنه القميص تخاله= وسْط البُيوتِ من الحياءِ سَقِيمَا
حتّى إذا رَفَعَ اللواءَ رأيتَهُ =تَحْتَ اللواءِ على الخَميسِ زَعِيمَا
وإذا تشاء وجدت منهم مانعاً =فلجاً على سَخَط العدو مُقيمَا
أو ناشئاً حَدَثاً تحكم مثلَهُ =صلع الرجال توارث التحكيمَا
لن تستطيع بأن تحول عزهم =حتى تحول ذا الهضاب يسومَا
إن سالموكَ فدَغهم من هَذِه= وارقد كفى لك بالرقاد نعيمَا
أحجاج إن الله أعطاك غاية
أحجاج إن الله أعطاك غاية =يُقصّر عَنْها مَن أَرَادَ مَداهَا
أحجاج لا يفلل سلاحك إنما ال =منايا بكف الله حيث تراهَا
إذا هَبَطَ الحَجَّاجُ أرْضاً مَريضَة ً= تَتبعَ أقصَى دائها فَشفَاهَا
شَفَاها من الدّاءِ العُضالِ الّذي بِها= غلام إذا هز القناة سقاهَا
سَقَاها دمَاءَ المارقينَ وعَلّها =غذا جمحت يوماً وخيف أذاهَا
إذا سمع الحجاج رز كتيبة= أعد لها قبل النزول قراهَا
أعد لها مصقولة فارسية =بأيدي رِجالٍ يحلبُون صراهَا
فما ولد الأبكار والعون مثله= بنجدٍ ولا أرضٍ يجف تراهَا
أحجاج لا تعط العصاة مناهم =ولا اللُّه يُعطي لِلْعُصَاة ِ مُناهَا
ولا كل حلاف تقلد بيعة =فأعظمَ عهدَ اللّه ثُمّ شَراهَا