binhlailبن هليــل
14-09-2007, 05:59 PM
http://www.7mbc.com/up/upf8/7mbc_1854257235.gif
تحقيق بلاد ونسب بني شبابة
مجلة العرب
التاريخ:4/24/2005
أقوال البلدانيين في بعض مدن بلاد كنانة:
مرّ بنا فيما تقدّم أنّ شبابة هم من قبائل كنانة وفروعها، وأنّ بلادها هي جنوب الطائف. وفيما يلي ذِكر لبعض بلاد كنانة في جنوب مكة، وهو ما يُعرف أيضاً ببلاد اليمن، أي جنوب مكة، حيث نستعرض هنا بعض النصوص من أقوال المؤرخين حول بلاد كنانة:
حَدثـة:
قال الزمخشري (ت538هـ): "وادٍ أسفله لكنانة والباقي لهذيل"(1).
وادي بيض، والتلاعة في المصادر:
- قال ياقوت الحموي (ت626هـ) عن ديار كنانة ومنها وادي بيض: "من منازل بني كنانة بالحجاز..."(2). وقال عن ماء لبني كنانة يدعى التلاعة: "التلاعة بالفتح والتخفيف: اسم ماءٍ لبني كنانة بالحجاز".
قال بُديل بن عبد مناة الخزاعي:
ونحن صبحنا بالتلاعة داركم بأسيافنا يسبقن لوم العواذل"(3)
ويقول البلادي: "التلاعة وادٍ يسيل من جبال راية فيصبّ في إدام من الشرق". وقال: "ولا زالت على الحدود بين هذيل وكنانة"(4).
وادي يلملم:
- قال عنه البكري (ت487هـ): "وهو جبل من كبار جبال تهامة، على ليلتين من مكة، وأهله كنانة، وأوديته تصبّ في البحر، قال سلمة بن المقعد:
ولقد نزعنا من مجالس نخلةٍ فنجيز من حُتنٍ بياض ألملما"
وقال: "...جبل على ليلتين من مكة، ومن جبال تهامة وأهله كنانة، تنحدر أوديته إلى البحر، وهو في طريق اليمن إلى مكة، وهو ميقات مَن حجّ من هناك. ويقال: ألملم بالهمز، وهو الأصل.. وقال طفيل:
وسلهبة تنضو الجياد كأنها رداةٌ تدلَّت من فروع يلملم"(5)
وقال ياقوت الحموي (ت626هـ): "...موضع على ليلتين من مكة، وهو ميقات أهل اليمن، وفيه مسجد معاذ بن جبل".
وقال المرزوقي: "وهو جبل من الطائف على ليلتين، أو ثلاث، وقيل: هو وادٍ هناك، قال أبو دهبل:
فما نام من راعٍ ولا ارتدّ سامرٌ من الحيّ حتى جاوزت بي يلملما"(6)
وادي مركوب:
- قال عنه ياقوت الحموي: "مركوب وادٍ خلف يلملم أعلاه لهذيل، وأسفله لكنانة، وهو محرم أهل اليمن"(7).
حليـة:
- قال عنها الزمخشري (ت538هـ): "حلية وادٍ بتهامة أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة"(8).
وادي سعيا:
- قال عنه ياقوت: "وهو وادٍ بتهامة قرب مكة، أسفله لكنانة، وأعلاه لهذيل، وقيل جبل..."(9).
وادي عتود:
- قال عنه ياقوت: "هو ماء لكنانة لهم ولخزاعة..."(10).
وقال الهمداني في ذِكر بعض القبائل التي تقطن غرب السراة: "خلف ذلك الجبل في غريبة إلى أسياف البحر من بلاد الأشعريين وعك وحكم وكنانة...". ويذكر الهمداني من الفروع التي تحل هذه الديار: "...ثم سراة بجيلة فنجدها بنو المعترف، وأصلهم من تميم، وقال لي بعضهم: إنهم من عُكل. وغورها بنو سعد من كنانة ثم سراة بني شبابة وعدوان وغورهم الليث ومركوب فيلملم، ونجدهم فيه عدوان مما يلي مطار ثم سراة الطائف..."(11).
ويضيف الجاسر على النص المتقدّم: "...أي الأرض الواقعة شرق أودية الطائف والتي تفيض سيولها إلى بسل ثم كلاخ وتفضي إلى طرف ركبة الجنوبي"(12).
وتتصل ديارهم وتمتدّ إلى بلاد الطائف، أي شرق مكة والطائف، حيث يذكر ابن سعيد (ت685هـ) نقلاً عن البيهقي حيث يقول: "قال البيهقي: ومن منازل كنانة في طريق الطائف معدن البُرم التي تُحمل إلى الآفاق، وفي طريق العراق وادي نخلة: وفيه قرى ومزارع، بينه وبين عرفات مرحلة..."(13).
وقد ذكر ياقوت معدن البُرم فقال: "ومعدم البُرم وهو السراة الثانية، وهو في بلاد عدوان..."(14).
لكن نص البيهقي يؤكد أنّ معدن البُرم أصبح من ديار كنانة فيما بعد، ومن أودية كنانة التي كانت تقطنها وادي وج، وهو من أودية الطائف. وكان من كنانة أمية بن الأسكر الكناني أدرك الإسلام، وهو شيخ كبير، وكان شريفًا في قومه، وله خبر مشهور في شوقه إلى ابنين، وقد ذهبا في غزو العراق، في خلافة عمر بن الخطاب ، وكان أحدهما يسمّى كلابًا، فبكاهما بأشعار فردّهما عليه، وقد قال في تشوّقه لولده كلاب منها:
لمن شيخان قد نشدا كلابًا
أنـاديه فيعـرض في إبـاءٍ
وإنك والتماس الأجر بعدي كتاب الله لو قَبِل الكتابا
فلا وأبي كلاب ما أصابا
كباغي الماء يتّبـع السرابا
ومنها:
تركت أباك مرعشـة يداه
إذا نعب الحمـام ببطن وَجٍ وأمك ما تسيغُ لها شرابا
على بيضاته ذكرا كلابا(15)
شبابة اليوم:
مرّ بنا أنّ بني سعد يقطنون وسط بلاد شبابة في سراة عروان، وهذا يعني أنهم بقية شبابة؛ إذ هم يحلون في نفس الديار.
ويذكر الهمداني عن جبل عروان وديار هذيل ما نصه: "... وغزوان فأخرجهم منه بنو سعد أخرجوها في وقتنا هذا بمعونة عج بن شاخ، سلطان مكة"(16). وفي هذا الخبر تصحّف اسمان الأوّل غزوان، والصواب: عروان، والثاني: شاخ، صوابه: حاج، وهو عج بن حاج، سلطان مكة المكرمة الذي تولى الحكم بين سنتي 281 إلى 306هـ(17). وفي هذا إشارة إلى أن تاريخ وقعة هذيل وبني سعد كان زمن إمرة عج بن حاج هذا، وكان من نتيجة هذه الوقعة استقلال بني سعد بجبل عروان.
وعن جبل عروان يقول الهمداني: "غزوان من أمنع جبال الحجاز صيدًا وعسلاً، وهو يشاكل من جبال السراة شنا وبارق"(18). وقال: "غزوان جبل عرفة العالي، ثم طلعت الجبال بعد منه..." قلت: وهو مذكور في أشعارهم. قال الراجز:
يا ناق سيري قد بدا يَسُومان فاطويهما تبد قنانُ عَروان(19)
وقد ورد اسم عروان لدى الهمداني بأكثر من رسم مرة غزوان، وأخرى عروان(20). وقال البلادي في ذِكر غزوان: "أخشى أن يكون تصحيفًا من عروان بالمهملتين؛ لأنه لا يعرف غزوان اليوم"(21). وقال: "...يبعد عروان قرابة 65 كيلاً جنوب مكة إلى الشرق"(22). وقد ذكره السكندري (ت560هـ) عروان بدون تصحيف فقال: "عروان جبل بمكة، وهو الجبل الذي في ذروته الطائف وتسكنه قبائل هذيل، وليس بالحجاز موضع أعلى من هذا الجبل، ولذلك اعتدل هواء الطائف، وقيل إنّ الماء يجمد فيه وليس في الحجاز موضع يجمد فيه الماء سوى عروان، وقال ساعدة بن جُؤيّة:
وما ضرب بيضاءُ تسقي دُبورها دُفاق فعُروان الكراث فضِيمُها
وقال أبو صخر الهذلي:
فالحقـن محبوكًا كأن نشاصَـهُ مناكبُ من عروان بيضُ الأهاضب"(23)
ويفهم من نصوص العلماء المتقدمة أنّ الطائف على ظهر جبل عروان. وقد علّق البلادي على هذا فقال: "ربما كان الاسم يشمل منابع وج وليّه، ثم اقتصر"، وقال: "إنّ الاسم كان شاملاً لسراة الطائف، ثم اقتصر على هذا الجبل الذي يبعد قرابة خمسين كيلاً جنوبًا غربيًّا من الطائف"(24).
وبهذا نعلم أنّ ديار بني سعد شملت سراة عروان الواقع في ديار شبابة. وقد ذكر بني سعد في هذه الديار بعض العلماء؛ قال الاصطخري (ت328هـ): "بغزوان ديار بني سعد، وسائر قبائل هذيل". وقال الاصطخري: "...وأما نواحي مكة، فإنّ الغالب على نواحيها مما يلي المشرق بنو هلال، وبنو سعد في قبائل من هذيل"(25).
ويفهم من هذا أنّ بني سعد يقطنون المنطقة الكائنة بين هذيل وبني هلال من جهة الشرق، أي شرق مكة والطائف، وهذا يعني أنهم يجاورون هذيلاً في سراة عروان. قال ياقوت الحموي: "وادي رهاط في بلاد هذيل"(26). وقال الهمداني: "وادي جلدان منقلب إلى نجد في شرقي الطائف يسكنه بنو هلال"(27).
وإنّ المتتبّع لبعض النصوص ليرى أنّ ديار بني سعد كنانة قد امتدّت حتى شملت ديار بني هلال وهذيل. يقول الهمداني: "...الزيمة موضع فيه بستان عبدالله بن عبيدالله الهاشمي، وكان في أيام المقتدر على غاية العمارة، وكان يغلّ خمسة آلاف دينار مثقال، وفيه حصن للمقاتلة، مبنيّ بالصخر، ويحميه بنو سعد من ساكنة عروان..."(28).
ويستفاد من نص الهمداني أنّ بني سعد الذين هم أهل الزيمة الواقع في وادي نخلة هم من بني سعد ساكنة عروان.
وقد نص البيهقي على أنّ وادي نخلة من منازل كنانة(29).
خلاصة القول حول بني سعد:
تقدّم نص الهمداني أنّ بني سعد المذكورة في جنوب الطائف هي سعد من كنانة. وذكر الهمداني أنهم يسكنون سراة عروان، وهي جزء من سراة بني شبابة، كما ذكر العلماء وهم الاصطخري وابن حوقل والإدريسي الذين أتوا بعد زمن الهمداني وذكروا بني سعد في هذه الديار. وذكر عرام بن الأصبغ السلمي، من علماء القرن الثالث الهجري، فقال في ذِكر رهاط والحديبية: "هؤلاء القريات لسعد وبني مسروح، وهم الذين نشأ رسول الله فيهم، ولهذيل فيها شيء ولفهم أيضًا..."(30).
وقال في خيف ذي القبر أسفل خيف سلام في وادي نخلة الشامية: "سكانه بنو مسروح وسعد وكنانة..."(31).
ويعلّق الدكتور عيّاد الثبيتي على نص عرام عند قوله: "أنّ سعدًا في كلام عرام ليست سعد بن بكر بن هوازن، وزاد الرواة -النساخ- وهم الذين نشأ رسول الله فيهم لشهرة ذلك وذيوعه؛ فلكل مسلم ولوع بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولسعد بن بكر من هذه البابة شهرة لا تدانيها سعد أخرى...". ثم يضيف الثبيتي عند قوله: "...أفلا يحتمل أن تكون سعد الواردة في كلام عرام من كنانة... خاصة أنّ كنانة من قبائل تلك النواحي. وينبغي أن نتذكر أنّ عرامًا لم يزد على (سعد)..."اهـ(32).
وحول نص عرام بن الأصبغ السلمي، فقد جاء في إحدى النسخ: سعد وكنانة وأعتقد أنه خطأ، ويؤيد هذا ما جاء في نسخة الميمني سعد كنانة وأنّ هذا النص نقله بدون إضافة واو ياقوت الحموي(33). وقد نقل البكري من رسالة عرام إلا أنه أضاف من عنده وسعد هوازن(34)؟! زيادة على نص عرام، وهذا ما لم يذكره عرام السلمي.
كما وقع في هذه الزيادة ياقوت الحموي حيث ذكر سعد بن بكر، وهو ناقل عن عرام، وعرام لم يقل سعد بن بكر لكن ياقوت نقل نص عرام حول خيف ذي القبر عند قوله: "سكانه بنو مسروح وسعد كنانة..."، وهو ما يتفق مع ما نشره الميمني(35).
ويقول الدكتور عيّاد الثبيتي: "والأصل في هذا كله -في ظني- كلام عرام"(36).
قلت: وهذا هو الصحيح؛ إذ مصدرهم وعمدتهم هو رسالة عرام السلمي. وذلك لأنّ سعد كنانة الذين يسكنون خيف ذي القبر، قرب تَنْضُب، في وادي نخلة الشامية، ويسكن مع سعد كنانة في خيف ذي القبر بنو مسروح. أما سعد الثانية فلم يقل عنها عرام أنها سعد هوازن؛ لأنه يقول في ذِكر رهاط والحديبية: "هؤلاء القريات لسعد ومسروح، وهم الذين نشأ فيهم رسول الله ؛ ومعروف أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام نشأ في بني سعد بن بكر بن هوازن. ونص عرام فيه ذِكر لقبيلتين سعد وبني مسروح وإن صح أنّ عرامًا قال: وهم الذين نشأ...إلخ وليس زيادة من النساخ كما قال بذلك الدكتور الثبيتي؛ فهذا يعني أنّ مسروحًا من بني سعد بن بكر بن هوازن.
وقد ذكر ابن الكلبي (ت204هـ) أنّ أبا مسروح من رجال سعد بن بكر، وهو الحارث بن يعمر بن حيّان بن عميرة من بني سعد بن بكر. وقال في موضع آخر من كتابه: "واغتربت صفية بنت العباس عند عبدالله بن أبي مسروح من بني سعد بن بكر..."(37). ورهاط التي تسكنها القبيلتان تقع على نحو 150 كيلاً شمال شرق مكة المكرمة(38). أما الحديبية، فهي على نحو 22 كيلاً غرب مكة(39). وعرام نص أنّ سعد كنانة ينـزلون خيف ذي القبر في وادي نخلة الشامية، وتقدّم نص الهمداني من أنّ سعد ساكني الزيمة في وادي نخلة اليمانية من سعد عروان الذين هم من سعد كنانة والزيمة قريبة، أو تجاور تنضب القريب من خيف ذي القبر.
كذلك ذكرها الأصطخري ومن نقل عنه أنّ بني سعد هؤلاء ينـزلون مع هذيل وبني هلال من نواحي مكة مما يلي المشرق، أي شرق الطائف.
ونلاحظ أنّ هذيلاً يساكنون بني سعد ويشاركونهم في الديار من جهة الشرق والجنوب الشرقي، أي جنوب الطائف الشرقي من بلادهم، فهم معهم في جبال عروان، ويشاركونهم كذلك في رهاط وأيضًا في وادي نخلة.
وبهذا يتضح لنا أنّ ما جاء لدى عرام وهْمٌ يدحضه الواقع؛ إذ أنّ ديار سعد هوازن لم يذكرها أحد من المؤرخين في الحديبية الكائنة غرب مكة المكرمة، والحديبية موضع يعدّ من بلاد كنانة.
ما هي فروع بني شبابة؟
لا تذكر الكتب والمصادر القديمة فروع شبابة، والذي اتضح لنا بأنها من كنانة، ولكن يتبيّن معنا في النصوص القديمة أنّ بني سعد هي فرع من كنانة، وأنّ بلادهم تقع في ديار شبابة كنانة، وهناك أدلّة كثيرة تؤيّد صحة ذلك، منها أنّ شبابة نص على كنانيتها النسابة البلاذري المتوفَّى سنة 279هـ والأزهري المتوفَّى سنة 380هـ. ونجد أنّ عرامًا ينص على أنّ بني سعد هم سعد كنانة، كذلك ينص على هذا الهمداني المتوفَّى نحو 344هـ أنّ سعدًا هي سعد كنانة، وهذا يعني أنّ بني سعد هم من شبابة كنانة؛ إذ البلاد وجزء من السراة هي لشبابة كنانة وديار سعد من غور سراة بجيلة جنوبًا إلى سراة عروان حتى غور رهاط شمال شرق مكة.
وقد حلّ اسم بني سعد محل اسم بني شبابة مع الاحتفاظ باسم شبابة الأصل الأول. ومعروف أنّ الأسماء القديمة أحيانًا يحل محلها، أو يطغى عليها أسماء أخرى من القبيلة نفسها لا تكون بقِدم الاسم الأول.
كما أنّ سراة شبابة طغى عليها اسم سراة بني سعد كما ذكر ذلك الفاسي المتوفَّى سنة 832هـ في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي (ت434هـ): "ثم سكن أبو ذر الهروي عند العرب، وتزوج عندهم بالسراة (سراة بني شبابة) وهي سراة بني سعد، بجهة بجيلة، بمجرى وما حولها من بلاد بني سعد"(40).
بنو سعـد:
لاشك في أنّ بني سعد الذين يقطنون جنوب الطائف هم من شبابة كنانة؛ إذ هم في ديار شبابة كنانة كما تقدّم. وقد ذكر الهمداني وعرام بن الأصبغ السلمي بني سعد في جنوب الطائف خلال القرن الثالث الهجري؛ وبهذا نعلم أنّ وجود بني سعد في جنوب الطائف قديم جدًّا، مع ملاحظة أنّ نصوص العلماء تتفق أنّ شبابة من كنانة وأن بني سعد من كنانة، كما جاء في نصي البلاذري والهمداني المتقدّمين.
وقبيلة بني سعد هذه من قبائل جنوب الطائف، وبلاد السراة من بلاد الحجاز.
ومن أقدم من ذكرها في هذه الديار هما عرام السلمي والهمداني.
ويرى بعض بني سعد هؤلاء أنهم بنو سعد بن بكر بن هوازن(41) الذين وصفهم أبو علي الهجري، من علماء القرن الرابع الهجري، بسعد الحضنة لاحتضانهم النبي (42) على يد مرضعته حليمة السعدية -رحمها الله- كما يدّعي البعض أن مكانًا يقع في جنوب الطائف في الشوحطة من بلاد الذويبات أنه منـزل حليمة السعدية، وهذا وهْمٌ يدحضه واقع الديار(43)، كما أن كُتُب السِّيَر لم تشر إلى ذلك.
رأي شيخنا الشيخ الجاسر -رحمه لله- في بني سعد:
وكان للشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- رأي ننقله هنا حول بني سعد الذين يسكنون جنوب الطائف، وهو قوله: "إنّ أكثر عشائر عتيبة تنتمي إلى بني سعد، القبيلة المعروفة بمنطقة الطائف، ولا يمكن الجزم بأنها قبيلة (حليمة السعدية) وإن اشتهر هذا عند العامة؛ إذ مجرّد ما تناقله العامّة لا يصح الجزم بصحته، وقد يكون له أصل منها"(44).
لكن بني سعد اليوم يتفقون في نفس الوقت نقلاً عن أسلافهم، ومن خلال أشعارهم القديمة المنشورة أنهم ينحدرون من شبابة، وأنّ أصلهم هو شبابة(45)، وهذا ما يتفق مع النصوص مثل نص الزركلي الذي يقول فيه: "بنو سعد وهم رؤوس شبابة"(46).
ومما تقدّم نلاحظ أنّ الرواية المدوّنة القائلة أنّ بني سعد هم من بني شبابة، صحيحة، وتتفق مع ما دوّنته المصادر القديمة مثل نص البلاذري والهمداني، وعرام وغيرهم من العلماء التي مرت بنا نصوصهم.
وبهذا نعلم أنّ نسبة بني سعد إلى بني شبابة صحيحة، بل إنّ الأدلة كلها تفيد بثبوت ذلك وصحته.
أقدم فروع بني سعد في النصوص القديمة:
لاشك أنّ معظم بطون بني سعد اليوم هي بطون وفروع عريقة، لكني سأذكر هنا ما توفر لديّ من خلال النصوص القديمة والمتاحة التي ذكرت بعض هذه البطون فنقول ما يلي:
1- وقدان من بني سعد في بلاد الطائف:
ذكرهم الهجري، وهو من علماء القرن الرابع الهجري، وهم أحد فروع بني سعد القديمة والمذكورة في ديار بني شبابة من بلاد الطائف، حيث ذكر بني وقدان فقال: "أنشدني الثمالي للوقداني" ثم قال: "من أحلاف ثقيف"(47).
وقد ذكر المرجاني الذي كان بالطائف سنة 754 و 796هـ وادي نخب حيث قال: "وهو الآن قرية يسكنها جماعة من عتيبة (بني سعد) يقال لهم: وقدان، وفيه مزارع وآبار"(48).
ولا تزال وقدان تقطن وادي النمل (نخب)، شرق الطائف، إلى يومنا هذا مجاورين ثقيف.
كما أورد الحضراوي (ت1327هـ) في ترجمة بديوي الوقداني عندما اجتمع به بالطائف سنة 1287هـ ونقل عنه نسبه فقال: "بديوي بن جبران بن هندي بن جبر بن صالح بن مسفر بن حجل الوقداني السعدي نسبة إلى بني سعد العتيبي..."(49).
كذلك ذكر الشريف محمد بن منصور أنّ إحدى وثائق وقدان التي تعود إلى القرن العاشر الهجري ينعت المالك لها بعد ذكر اسمه: بالوقداني السعدي(50).
كما ذكر سنوك هرخرونيه في رحلته إلى مكّة وجدّة في سنتي 1302-1303هـ الشاعر بديوي الوقداني فقال: "الشيخ بديوي الوقداني السعدي"(51).
2- الثبتة من بني سعد:
ذكر الفاسي (ت832هـ)، أحد بطون بني سعد، وهم الثبتة باسم الثبيتات، وذلك سنة 827هـ، في ترجمة محمد بن فرج المكي، القائد جمال الدين حيث قال: "كان أبوه مولى لبعض الأعراب المعروفين بالثبيتات"(52).
وبهذه النصوص نعلم أنّ وجود بني سعد في هذه الديار قديم جدًّا، أي من وقت البلاذري (ت279هـ) والهجري، وربما أقدم من ذلك لورود ذِكر بني شبابة في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأنهم في بلاد بني شبابة حتى طغى مسمى بني سعد على اسم شبابة، فصارت السراة المعروفة بسراة شبابة تعرف بسراة بني سعد، ولا يزال بنو سعد ينتسبون إلى شبابة، ويفخرون بها. وقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرخين: كالزركلي والبلادي مما تقدّمت نصوصهم(53). وقد قال الجاسر -رحمه الله- عن شبابة: "...وعلى هذا فإنّ هذا الاسم بعد أن كان يطلق على قبيلة، أصبح كلمة اعتزاء وشعار يشمل قبائل كثيرة مختلفة النسب، متباينة المنازل". وقد تقدّم ذِكر هذا النص.
وقال أيضًا: "ويطلق اسم شبابة في عصرنا الحاضر على مجموعة من القبائل. قال الأستاذ محمد سعيد كمال في كتابه (تاريخ الطائف): "وفي العارفين بالأنساب من يُرجع هذه القبائل إلى أصلين أعلى من عتيبة وثقيف، وهما شبابة وخندف، فإذا قيل شبابة اندمجت فيها قبائل عتيبة كلها، وبني الحارث، وبني سعد، وهم رؤوس شبابة، وحرب وقحطان..."(54).
الهوامش:
* الرياض.
(1) الجبال والأمكنة، تأليف الإمام جارالله أبي القاسم محمود بن عمر الومخشري؛ تحقيق د. أحمد عبدالتواب، دار الفضيلة، القاهرة،[د.ت]، ص98. وقد ذكر الأصفهاني هذا الوادي وغيره من بلاد كنانة من أودية وجبال ومياه مثل: وادي أدام، ووداي الضّجن، ووداي مَلكان، وجبلا تضرع وتضارع، وماء خذارق، وماء مجنّة، وماء المحدث، ورخمَة، وجبل سروَعَة، وجبيل شَامَة، وجبل ضَاف، وجبل يقال له الوَتَرُ، انظر كتابه بلاد العرب، تأليف الحسن بن عبدالله الأصفهاني، من علماء القرن الثالث الهجري،تحقيق حمد الجاسر، ود.صالح العلي، منشورات دار اليمامة، الرياض، [د.ت]، ص16، 17، 19، 21، 22، 23، 48.
(2) معجم البلدان، 1/631. (3) المصدر السابق، 2/47.
(4) معجم معالم الحجاز، 2/38-39. (5) معجم ما استعجم، 1/173 و4/225.
(6) معجم البلدان، 5/504. (7) معجم البلدان، 5/128.
(8) الجبال والأمكنة، 98؛ ومعجم البلدان، 2/341.
(9) معجم البلدان، 3/250. (10) المصدر السابق، 4/93.
(11) صفة جزيرة العرب، 120. (12) في سراة غامد وزهران، 356.
(13) نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، تأليف ابن سعيد المغربي، تح. د.نصرت عبدالرحمن، مكتبة الأقصى، عمّان، 1982م، 1/372.
(14) معجم البلدان، 3/231، وهو ناقل عن الهمداني.
(15) الإصابة في تمييز الصحابة، تأليف الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ/1995م، 1/178-179 و265.
(16) صفة جزيرة العرب، 323.
(17) ذيول تاريخ الطبري، صلة تاريخ الطبري، عريب بن سعد القرطبي، ط3، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، [د.ت]، 71.
(18) صفة جزيرة العرب، 323. (19) المصدر السابق، ص60.
(20) انظر: عن غزوان، 60 و323 وعروان، 211 و266 و267 و292، المصدر نفسه
(21) معالم الحجاز، 6/246. (22) المصدر السابق، 6/83.
(23) معجم البلدان، 4/125-126. (24) معجم معالم الحجاز، 684.
(25) مسالك الممالك، تأليف أبي اسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الأصطخري، دار صادر، وهو معول على كتاب صور الأقاليم للبلخي، ص19، ونقل النص ابن حوقل في كتابه صورة الأرض، ص22، كذلك نقله الإدريسي (560هـ) في كتابه نزهة المشتاق، ط1، 1409هـ/1989م، 145.
(26) معجم البلدان، 3/121. (27) صفة جزيرة العرب، 233.
(28) صفة جزيرة العرب، 440. (29) نشوة الطرب، 1/372.
(30) أسماء جبال تهامة، تأليف عرام بن الأصبغ السلمي، تحقيق وتعليق د. محمد صالح شناوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ/1990م، 22.
(31) المصدر السابق، 26، وحول تعليق الدكتور الثبيتي، انظر: مجلة العرب، س24.
(32) مجلة العرب، مقالة للدكتور عياد الثبيتي، س24.
(33) نوادر المخطوطات،تح.عبدالسلام هارون، ط1،1373هـ/1954م، ص414 (حاشية).
(34) معجم ما استعجم، 3/69. (35) نوادر المخطوطات، ص14 (حاشية).
(36) مجلة العرب، س24. (37) جمهرة النسب، 1/423، 425.
(38) معجم معالم الحجاز، 4/107. (39) المصدر السابق، 2/246-247.
(40) العقد الثمين، مصدر سابق 5/147. ومما يؤيّد أيضا صحة انتساب بني سعد القبيلة التي تقطن جنوب الطائف إلى شبابة كنانة وثيقة مهمة مؤرخة في 10/3/1005هـ حيث ورد فيها انتساب أحد بطون بني سعد وهم النفعة إلى جد سعد بني سعد ثم إلى عتيب جد قبيلة عتيبة، ثم إلى شباب جدّ قبيلة شبابة؛ وبهذا نعلم أن بني سعد الواردة في نصوص عرام والهمداني هي بني سعد من عتيبة، حيث يعدّ ما ذكراه في نظري ذكرًا لعتيبة في القرن الثالث الهجري، وهذا نص النسب الوارد في الوثيقة وهو: (صرار ومجنون أولاد صالح بن نافع [جد النفعة] بن نفيع وبركوت ومزروع أولاد علي بن طويفح بن نفيع بن رائق بن فلاح بن شملان[شملى]بن زياد بن علي بن كتيم بن كعب بن بطيان بن سعد [جد بني سعد] بن حجاج بن مسعود بن أكوع بن عتيب [جد قبيلة عتيبة]بن كعب بن هوازم بن صالح بن شباب[جد شبابة] والله أعلم).
(41) مجلة العرب، س28، ص38. (42) التعليقات والنوادر، 4/75-76.
(43) وقد ألّفت كتابًا عن قبيلة بني سعد بن بكر خلصت فيه إلى أنّ ديارهم لم تصل يومًا إلى جنوب الطائف، وعن دحض هذا القول، انظر: تركي بن مطلق القداح، بنو سعد بن بكر أظار النبي ، ط1، 1424هـ/2003م، ص74 و89-90 الذي ضمنته مقال الدكتور عياد الثبيتي القيّم المنشور في مجلة العرب، س24.
(44) مجلة العرب، س30، ص425.
(45) انظر: مجلة العرب، س28، ص38.
(46) ما رأيت وما سمعت، 152.
(47) التعليقات والنوادر، 4/1898.
(48) إهداء اللطائف، لحسن العجيمي، تحقيق د.يحيى ساعاتي،[د.ت]ص ص 72، 64.
(49) نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعِبر (مخطوط)، دار الكتب القومية، القاهرة، مخطوطة رقم 1970تاريخ تيمور، الورقة 185-186 أتحفني بصورة من هذه الترجمة مشكورًا الأخ الباحث محمد بن فهد الحربي.
(50) قبائل الطائف وأشراف الحجاز، الشريف محمد بن منصور بن هاشم، دار الحارثي، الطائف، ط1، 1401هـ، ص98، هذه الوثيقة اطلعت عليها فوجدت تاريخها هو سنة 913هـ.
(51) صفحات من تاريخ مكة، تعريب د. علي عودة الشيوخ، 1419هـ/1999م، صدر بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 2/649.
(52) العقد الثمين، مصدر سابق، 2/337.
(53) ما رأيت وما سمعت، 152، والارتسامات اللطاف، تأليف شكيب أرسلان، دار الشعب بالقاهرة، 341؛ والبلادي، معجم معالم الحجاز، 6/37-38؛ ومعجم قبائل الحجاز، 243.
(54) في سراة غامد وزهران،
منقووووووووووول
تحقيق بلاد ونسب بني شبابة
مجلة العرب
التاريخ:4/24/2005
أقوال البلدانيين في بعض مدن بلاد كنانة:
مرّ بنا فيما تقدّم أنّ شبابة هم من قبائل كنانة وفروعها، وأنّ بلادها هي جنوب الطائف. وفيما يلي ذِكر لبعض بلاد كنانة في جنوب مكة، وهو ما يُعرف أيضاً ببلاد اليمن، أي جنوب مكة، حيث نستعرض هنا بعض النصوص من أقوال المؤرخين حول بلاد كنانة:
حَدثـة:
قال الزمخشري (ت538هـ): "وادٍ أسفله لكنانة والباقي لهذيل"(1).
وادي بيض، والتلاعة في المصادر:
- قال ياقوت الحموي (ت626هـ) عن ديار كنانة ومنها وادي بيض: "من منازل بني كنانة بالحجاز..."(2). وقال عن ماء لبني كنانة يدعى التلاعة: "التلاعة بالفتح والتخفيف: اسم ماءٍ لبني كنانة بالحجاز".
قال بُديل بن عبد مناة الخزاعي:
ونحن صبحنا بالتلاعة داركم بأسيافنا يسبقن لوم العواذل"(3)
ويقول البلادي: "التلاعة وادٍ يسيل من جبال راية فيصبّ في إدام من الشرق". وقال: "ولا زالت على الحدود بين هذيل وكنانة"(4).
وادي يلملم:
- قال عنه البكري (ت487هـ): "وهو جبل من كبار جبال تهامة، على ليلتين من مكة، وأهله كنانة، وأوديته تصبّ في البحر، قال سلمة بن المقعد:
ولقد نزعنا من مجالس نخلةٍ فنجيز من حُتنٍ بياض ألملما"
وقال: "...جبل على ليلتين من مكة، ومن جبال تهامة وأهله كنانة، تنحدر أوديته إلى البحر، وهو في طريق اليمن إلى مكة، وهو ميقات مَن حجّ من هناك. ويقال: ألملم بالهمز، وهو الأصل.. وقال طفيل:
وسلهبة تنضو الجياد كأنها رداةٌ تدلَّت من فروع يلملم"(5)
وقال ياقوت الحموي (ت626هـ): "...موضع على ليلتين من مكة، وهو ميقات أهل اليمن، وفيه مسجد معاذ بن جبل".
وقال المرزوقي: "وهو جبل من الطائف على ليلتين، أو ثلاث، وقيل: هو وادٍ هناك، قال أبو دهبل:
فما نام من راعٍ ولا ارتدّ سامرٌ من الحيّ حتى جاوزت بي يلملما"(6)
وادي مركوب:
- قال عنه ياقوت الحموي: "مركوب وادٍ خلف يلملم أعلاه لهذيل، وأسفله لكنانة، وهو محرم أهل اليمن"(7).
حليـة:
- قال عنها الزمخشري (ت538هـ): "حلية وادٍ بتهامة أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة"(8).
وادي سعيا:
- قال عنه ياقوت: "وهو وادٍ بتهامة قرب مكة، أسفله لكنانة، وأعلاه لهذيل، وقيل جبل..."(9).
وادي عتود:
- قال عنه ياقوت: "هو ماء لكنانة لهم ولخزاعة..."(10).
وقال الهمداني في ذِكر بعض القبائل التي تقطن غرب السراة: "خلف ذلك الجبل في غريبة إلى أسياف البحر من بلاد الأشعريين وعك وحكم وكنانة...". ويذكر الهمداني من الفروع التي تحل هذه الديار: "...ثم سراة بجيلة فنجدها بنو المعترف، وأصلهم من تميم، وقال لي بعضهم: إنهم من عُكل. وغورها بنو سعد من كنانة ثم سراة بني شبابة وعدوان وغورهم الليث ومركوب فيلملم، ونجدهم فيه عدوان مما يلي مطار ثم سراة الطائف..."(11).
ويضيف الجاسر على النص المتقدّم: "...أي الأرض الواقعة شرق أودية الطائف والتي تفيض سيولها إلى بسل ثم كلاخ وتفضي إلى طرف ركبة الجنوبي"(12).
وتتصل ديارهم وتمتدّ إلى بلاد الطائف، أي شرق مكة والطائف، حيث يذكر ابن سعيد (ت685هـ) نقلاً عن البيهقي حيث يقول: "قال البيهقي: ومن منازل كنانة في طريق الطائف معدن البُرم التي تُحمل إلى الآفاق، وفي طريق العراق وادي نخلة: وفيه قرى ومزارع، بينه وبين عرفات مرحلة..."(13).
وقد ذكر ياقوت معدن البُرم فقال: "ومعدم البُرم وهو السراة الثانية، وهو في بلاد عدوان..."(14).
لكن نص البيهقي يؤكد أنّ معدن البُرم أصبح من ديار كنانة فيما بعد، ومن أودية كنانة التي كانت تقطنها وادي وج، وهو من أودية الطائف. وكان من كنانة أمية بن الأسكر الكناني أدرك الإسلام، وهو شيخ كبير، وكان شريفًا في قومه، وله خبر مشهور في شوقه إلى ابنين، وقد ذهبا في غزو العراق، في خلافة عمر بن الخطاب ، وكان أحدهما يسمّى كلابًا، فبكاهما بأشعار فردّهما عليه، وقد قال في تشوّقه لولده كلاب منها:
لمن شيخان قد نشدا كلابًا
أنـاديه فيعـرض في إبـاءٍ
وإنك والتماس الأجر بعدي كتاب الله لو قَبِل الكتابا
فلا وأبي كلاب ما أصابا
كباغي الماء يتّبـع السرابا
ومنها:
تركت أباك مرعشـة يداه
إذا نعب الحمـام ببطن وَجٍ وأمك ما تسيغُ لها شرابا
على بيضاته ذكرا كلابا(15)
شبابة اليوم:
مرّ بنا أنّ بني سعد يقطنون وسط بلاد شبابة في سراة عروان، وهذا يعني أنهم بقية شبابة؛ إذ هم يحلون في نفس الديار.
ويذكر الهمداني عن جبل عروان وديار هذيل ما نصه: "... وغزوان فأخرجهم منه بنو سعد أخرجوها في وقتنا هذا بمعونة عج بن شاخ، سلطان مكة"(16). وفي هذا الخبر تصحّف اسمان الأوّل غزوان، والصواب: عروان، والثاني: شاخ، صوابه: حاج، وهو عج بن حاج، سلطان مكة المكرمة الذي تولى الحكم بين سنتي 281 إلى 306هـ(17). وفي هذا إشارة إلى أن تاريخ وقعة هذيل وبني سعد كان زمن إمرة عج بن حاج هذا، وكان من نتيجة هذه الوقعة استقلال بني سعد بجبل عروان.
وعن جبل عروان يقول الهمداني: "غزوان من أمنع جبال الحجاز صيدًا وعسلاً، وهو يشاكل من جبال السراة شنا وبارق"(18). وقال: "غزوان جبل عرفة العالي، ثم طلعت الجبال بعد منه..." قلت: وهو مذكور في أشعارهم. قال الراجز:
يا ناق سيري قد بدا يَسُومان فاطويهما تبد قنانُ عَروان(19)
وقد ورد اسم عروان لدى الهمداني بأكثر من رسم مرة غزوان، وأخرى عروان(20). وقال البلادي في ذِكر غزوان: "أخشى أن يكون تصحيفًا من عروان بالمهملتين؛ لأنه لا يعرف غزوان اليوم"(21). وقال: "...يبعد عروان قرابة 65 كيلاً جنوب مكة إلى الشرق"(22). وقد ذكره السكندري (ت560هـ) عروان بدون تصحيف فقال: "عروان جبل بمكة، وهو الجبل الذي في ذروته الطائف وتسكنه قبائل هذيل، وليس بالحجاز موضع أعلى من هذا الجبل، ولذلك اعتدل هواء الطائف، وقيل إنّ الماء يجمد فيه وليس في الحجاز موضع يجمد فيه الماء سوى عروان، وقال ساعدة بن جُؤيّة:
وما ضرب بيضاءُ تسقي دُبورها دُفاق فعُروان الكراث فضِيمُها
وقال أبو صخر الهذلي:
فالحقـن محبوكًا كأن نشاصَـهُ مناكبُ من عروان بيضُ الأهاضب"(23)
ويفهم من نصوص العلماء المتقدمة أنّ الطائف على ظهر جبل عروان. وقد علّق البلادي على هذا فقال: "ربما كان الاسم يشمل منابع وج وليّه، ثم اقتصر"، وقال: "إنّ الاسم كان شاملاً لسراة الطائف، ثم اقتصر على هذا الجبل الذي يبعد قرابة خمسين كيلاً جنوبًا غربيًّا من الطائف"(24).
وبهذا نعلم أنّ ديار بني سعد شملت سراة عروان الواقع في ديار شبابة. وقد ذكر بني سعد في هذه الديار بعض العلماء؛ قال الاصطخري (ت328هـ): "بغزوان ديار بني سعد، وسائر قبائل هذيل". وقال الاصطخري: "...وأما نواحي مكة، فإنّ الغالب على نواحيها مما يلي المشرق بنو هلال، وبنو سعد في قبائل من هذيل"(25).
ويفهم من هذا أنّ بني سعد يقطنون المنطقة الكائنة بين هذيل وبني هلال من جهة الشرق، أي شرق مكة والطائف، وهذا يعني أنهم يجاورون هذيلاً في سراة عروان. قال ياقوت الحموي: "وادي رهاط في بلاد هذيل"(26). وقال الهمداني: "وادي جلدان منقلب إلى نجد في شرقي الطائف يسكنه بنو هلال"(27).
وإنّ المتتبّع لبعض النصوص ليرى أنّ ديار بني سعد كنانة قد امتدّت حتى شملت ديار بني هلال وهذيل. يقول الهمداني: "...الزيمة موضع فيه بستان عبدالله بن عبيدالله الهاشمي، وكان في أيام المقتدر على غاية العمارة، وكان يغلّ خمسة آلاف دينار مثقال، وفيه حصن للمقاتلة، مبنيّ بالصخر، ويحميه بنو سعد من ساكنة عروان..."(28).
ويستفاد من نص الهمداني أنّ بني سعد الذين هم أهل الزيمة الواقع في وادي نخلة هم من بني سعد ساكنة عروان.
وقد نص البيهقي على أنّ وادي نخلة من منازل كنانة(29).
خلاصة القول حول بني سعد:
تقدّم نص الهمداني أنّ بني سعد المذكورة في جنوب الطائف هي سعد من كنانة. وذكر الهمداني أنهم يسكنون سراة عروان، وهي جزء من سراة بني شبابة، كما ذكر العلماء وهم الاصطخري وابن حوقل والإدريسي الذين أتوا بعد زمن الهمداني وذكروا بني سعد في هذه الديار. وذكر عرام بن الأصبغ السلمي، من علماء القرن الثالث الهجري، فقال في ذِكر رهاط والحديبية: "هؤلاء القريات لسعد وبني مسروح، وهم الذين نشأ رسول الله فيهم، ولهذيل فيها شيء ولفهم أيضًا..."(30).
وقال في خيف ذي القبر أسفل خيف سلام في وادي نخلة الشامية: "سكانه بنو مسروح وسعد وكنانة..."(31).
ويعلّق الدكتور عيّاد الثبيتي على نص عرام عند قوله: "أنّ سعدًا في كلام عرام ليست سعد بن بكر بن هوازن، وزاد الرواة -النساخ- وهم الذين نشأ رسول الله فيهم لشهرة ذلك وذيوعه؛ فلكل مسلم ولوع بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولسعد بن بكر من هذه البابة شهرة لا تدانيها سعد أخرى...". ثم يضيف الثبيتي عند قوله: "...أفلا يحتمل أن تكون سعد الواردة في كلام عرام من كنانة... خاصة أنّ كنانة من قبائل تلك النواحي. وينبغي أن نتذكر أنّ عرامًا لم يزد على (سعد)..."اهـ(32).
وحول نص عرام بن الأصبغ السلمي، فقد جاء في إحدى النسخ: سعد وكنانة وأعتقد أنه خطأ، ويؤيد هذا ما جاء في نسخة الميمني سعد كنانة وأنّ هذا النص نقله بدون إضافة واو ياقوت الحموي(33). وقد نقل البكري من رسالة عرام إلا أنه أضاف من عنده وسعد هوازن(34)؟! زيادة على نص عرام، وهذا ما لم يذكره عرام السلمي.
كما وقع في هذه الزيادة ياقوت الحموي حيث ذكر سعد بن بكر، وهو ناقل عن عرام، وعرام لم يقل سعد بن بكر لكن ياقوت نقل نص عرام حول خيف ذي القبر عند قوله: "سكانه بنو مسروح وسعد كنانة..."، وهو ما يتفق مع ما نشره الميمني(35).
ويقول الدكتور عيّاد الثبيتي: "والأصل في هذا كله -في ظني- كلام عرام"(36).
قلت: وهذا هو الصحيح؛ إذ مصدرهم وعمدتهم هو رسالة عرام السلمي. وذلك لأنّ سعد كنانة الذين يسكنون خيف ذي القبر، قرب تَنْضُب، في وادي نخلة الشامية، ويسكن مع سعد كنانة في خيف ذي القبر بنو مسروح. أما سعد الثانية فلم يقل عنها عرام أنها سعد هوازن؛ لأنه يقول في ذِكر رهاط والحديبية: "هؤلاء القريات لسعد ومسروح، وهم الذين نشأ فيهم رسول الله ؛ ومعروف أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام نشأ في بني سعد بن بكر بن هوازن. ونص عرام فيه ذِكر لقبيلتين سعد وبني مسروح وإن صح أنّ عرامًا قال: وهم الذين نشأ...إلخ وليس زيادة من النساخ كما قال بذلك الدكتور الثبيتي؛ فهذا يعني أنّ مسروحًا من بني سعد بن بكر بن هوازن.
وقد ذكر ابن الكلبي (ت204هـ) أنّ أبا مسروح من رجال سعد بن بكر، وهو الحارث بن يعمر بن حيّان بن عميرة من بني سعد بن بكر. وقال في موضع آخر من كتابه: "واغتربت صفية بنت العباس عند عبدالله بن أبي مسروح من بني سعد بن بكر..."(37). ورهاط التي تسكنها القبيلتان تقع على نحو 150 كيلاً شمال شرق مكة المكرمة(38). أما الحديبية، فهي على نحو 22 كيلاً غرب مكة(39). وعرام نص أنّ سعد كنانة ينـزلون خيف ذي القبر في وادي نخلة الشامية، وتقدّم نص الهمداني من أنّ سعد ساكني الزيمة في وادي نخلة اليمانية من سعد عروان الذين هم من سعد كنانة والزيمة قريبة، أو تجاور تنضب القريب من خيف ذي القبر.
كذلك ذكرها الأصطخري ومن نقل عنه أنّ بني سعد هؤلاء ينـزلون مع هذيل وبني هلال من نواحي مكة مما يلي المشرق، أي شرق الطائف.
ونلاحظ أنّ هذيلاً يساكنون بني سعد ويشاركونهم في الديار من جهة الشرق والجنوب الشرقي، أي جنوب الطائف الشرقي من بلادهم، فهم معهم في جبال عروان، ويشاركونهم كذلك في رهاط وأيضًا في وادي نخلة.
وبهذا يتضح لنا أنّ ما جاء لدى عرام وهْمٌ يدحضه الواقع؛ إذ أنّ ديار سعد هوازن لم يذكرها أحد من المؤرخين في الحديبية الكائنة غرب مكة المكرمة، والحديبية موضع يعدّ من بلاد كنانة.
ما هي فروع بني شبابة؟
لا تذكر الكتب والمصادر القديمة فروع شبابة، والذي اتضح لنا بأنها من كنانة، ولكن يتبيّن معنا في النصوص القديمة أنّ بني سعد هي فرع من كنانة، وأنّ بلادهم تقع في ديار شبابة كنانة، وهناك أدلّة كثيرة تؤيّد صحة ذلك، منها أنّ شبابة نص على كنانيتها النسابة البلاذري المتوفَّى سنة 279هـ والأزهري المتوفَّى سنة 380هـ. ونجد أنّ عرامًا ينص على أنّ بني سعد هم سعد كنانة، كذلك ينص على هذا الهمداني المتوفَّى نحو 344هـ أنّ سعدًا هي سعد كنانة، وهذا يعني أنّ بني سعد هم من شبابة كنانة؛ إذ البلاد وجزء من السراة هي لشبابة كنانة وديار سعد من غور سراة بجيلة جنوبًا إلى سراة عروان حتى غور رهاط شمال شرق مكة.
وقد حلّ اسم بني سعد محل اسم بني شبابة مع الاحتفاظ باسم شبابة الأصل الأول. ومعروف أنّ الأسماء القديمة أحيانًا يحل محلها، أو يطغى عليها أسماء أخرى من القبيلة نفسها لا تكون بقِدم الاسم الأول.
كما أنّ سراة شبابة طغى عليها اسم سراة بني سعد كما ذكر ذلك الفاسي المتوفَّى سنة 832هـ في ترجمة شيخ الحرم عبد بن أحمد الهروي (ت434هـ): "ثم سكن أبو ذر الهروي عند العرب، وتزوج عندهم بالسراة (سراة بني شبابة) وهي سراة بني سعد، بجهة بجيلة، بمجرى وما حولها من بلاد بني سعد"(40).
بنو سعـد:
لاشك في أنّ بني سعد الذين يقطنون جنوب الطائف هم من شبابة كنانة؛ إذ هم في ديار شبابة كنانة كما تقدّم. وقد ذكر الهمداني وعرام بن الأصبغ السلمي بني سعد في جنوب الطائف خلال القرن الثالث الهجري؛ وبهذا نعلم أنّ وجود بني سعد في جنوب الطائف قديم جدًّا، مع ملاحظة أنّ نصوص العلماء تتفق أنّ شبابة من كنانة وأن بني سعد من كنانة، كما جاء في نصي البلاذري والهمداني المتقدّمين.
وقبيلة بني سعد هذه من قبائل جنوب الطائف، وبلاد السراة من بلاد الحجاز.
ومن أقدم من ذكرها في هذه الديار هما عرام السلمي والهمداني.
ويرى بعض بني سعد هؤلاء أنهم بنو سعد بن بكر بن هوازن(41) الذين وصفهم أبو علي الهجري، من علماء القرن الرابع الهجري، بسعد الحضنة لاحتضانهم النبي (42) على يد مرضعته حليمة السعدية -رحمها الله- كما يدّعي البعض أن مكانًا يقع في جنوب الطائف في الشوحطة من بلاد الذويبات أنه منـزل حليمة السعدية، وهذا وهْمٌ يدحضه واقع الديار(43)، كما أن كُتُب السِّيَر لم تشر إلى ذلك.
رأي شيخنا الشيخ الجاسر -رحمه لله- في بني سعد:
وكان للشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- رأي ننقله هنا حول بني سعد الذين يسكنون جنوب الطائف، وهو قوله: "إنّ أكثر عشائر عتيبة تنتمي إلى بني سعد، القبيلة المعروفة بمنطقة الطائف، ولا يمكن الجزم بأنها قبيلة (حليمة السعدية) وإن اشتهر هذا عند العامة؛ إذ مجرّد ما تناقله العامّة لا يصح الجزم بصحته، وقد يكون له أصل منها"(44).
لكن بني سعد اليوم يتفقون في نفس الوقت نقلاً عن أسلافهم، ومن خلال أشعارهم القديمة المنشورة أنهم ينحدرون من شبابة، وأنّ أصلهم هو شبابة(45)، وهذا ما يتفق مع النصوص مثل نص الزركلي الذي يقول فيه: "بنو سعد وهم رؤوس شبابة"(46).
ومما تقدّم نلاحظ أنّ الرواية المدوّنة القائلة أنّ بني سعد هم من بني شبابة، صحيحة، وتتفق مع ما دوّنته المصادر القديمة مثل نص البلاذري والهمداني، وعرام وغيرهم من العلماء التي مرت بنا نصوصهم.
وبهذا نعلم أنّ نسبة بني سعد إلى بني شبابة صحيحة، بل إنّ الأدلة كلها تفيد بثبوت ذلك وصحته.
أقدم فروع بني سعد في النصوص القديمة:
لاشك أنّ معظم بطون بني سعد اليوم هي بطون وفروع عريقة، لكني سأذكر هنا ما توفر لديّ من خلال النصوص القديمة والمتاحة التي ذكرت بعض هذه البطون فنقول ما يلي:
1- وقدان من بني سعد في بلاد الطائف:
ذكرهم الهجري، وهو من علماء القرن الرابع الهجري، وهم أحد فروع بني سعد القديمة والمذكورة في ديار بني شبابة من بلاد الطائف، حيث ذكر بني وقدان فقال: "أنشدني الثمالي للوقداني" ثم قال: "من أحلاف ثقيف"(47).
وقد ذكر المرجاني الذي كان بالطائف سنة 754 و 796هـ وادي نخب حيث قال: "وهو الآن قرية يسكنها جماعة من عتيبة (بني سعد) يقال لهم: وقدان، وفيه مزارع وآبار"(48).
ولا تزال وقدان تقطن وادي النمل (نخب)، شرق الطائف، إلى يومنا هذا مجاورين ثقيف.
كما أورد الحضراوي (ت1327هـ) في ترجمة بديوي الوقداني عندما اجتمع به بالطائف سنة 1287هـ ونقل عنه نسبه فقال: "بديوي بن جبران بن هندي بن جبر بن صالح بن مسفر بن حجل الوقداني السعدي نسبة إلى بني سعد العتيبي..."(49).
كذلك ذكر الشريف محمد بن منصور أنّ إحدى وثائق وقدان التي تعود إلى القرن العاشر الهجري ينعت المالك لها بعد ذكر اسمه: بالوقداني السعدي(50).
كما ذكر سنوك هرخرونيه في رحلته إلى مكّة وجدّة في سنتي 1302-1303هـ الشاعر بديوي الوقداني فقال: "الشيخ بديوي الوقداني السعدي"(51).
2- الثبتة من بني سعد:
ذكر الفاسي (ت832هـ)، أحد بطون بني سعد، وهم الثبتة باسم الثبيتات، وذلك سنة 827هـ، في ترجمة محمد بن فرج المكي، القائد جمال الدين حيث قال: "كان أبوه مولى لبعض الأعراب المعروفين بالثبيتات"(52).
وبهذه النصوص نعلم أنّ وجود بني سعد في هذه الديار قديم جدًّا، أي من وقت البلاذري (ت279هـ) والهجري، وربما أقدم من ذلك لورود ذِكر بني شبابة في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأنهم في بلاد بني شبابة حتى طغى مسمى بني سعد على اسم شبابة، فصارت السراة المعروفة بسراة شبابة تعرف بسراة بني سعد، ولا يزال بنو سعد ينتسبون إلى شبابة، ويفخرون بها. وقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرخين: كالزركلي والبلادي مما تقدّمت نصوصهم(53). وقد قال الجاسر -رحمه الله- عن شبابة: "...وعلى هذا فإنّ هذا الاسم بعد أن كان يطلق على قبيلة، أصبح كلمة اعتزاء وشعار يشمل قبائل كثيرة مختلفة النسب، متباينة المنازل". وقد تقدّم ذِكر هذا النص.
وقال أيضًا: "ويطلق اسم شبابة في عصرنا الحاضر على مجموعة من القبائل. قال الأستاذ محمد سعيد كمال في كتابه (تاريخ الطائف): "وفي العارفين بالأنساب من يُرجع هذه القبائل إلى أصلين أعلى من عتيبة وثقيف، وهما شبابة وخندف، فإذا قيل شبابة اندمجت فيها قبائل عتيبة كلها، وبني الحارث، وبني سعد، وهم رؤوس شبابة، وحرب وقحطان..."(54).
الهوامش:
* الرياض.
(1) الجبال والأمكنة، تأليف الإمام جارالله أبي القاسم محمود بن عمر الومخشري؛ تحقيق د. أحمد عبدالتواب، دار الفضيلة، القاهرة،[د.ت]، ص98. وقد ذكر الأصفهاني هذا الوادي وغيره من بلاد كنانة من أودية وجبال ومياه مثل: وادي أدام، ووداي الضّجن، ووداي مَلكان، وجبلا تضرع وتضارع، وماء خذارق، وماء مجنّة، وماء المحدث، ورخمَة، وجبل سروَعَة، وجبيل شَامَة، وجبل ضَاف، وجبل يقال له الوَتَرُ، انظر كتابه بلاد العرب، تأليف الحسن بن عبدالله الأصفهاني، من علماء القرن الثالث الهجري،تحقيق حمد الجاسر، ود.صالح العلي، منشورات دار اليمامة، الرياض، [د.ت]، ص16، 17، 19، 21، 22، 23، 48.
(2) معجم البلدان، 1/631. (3) المصدر السابق، 2/47.
(4) معجم معالم الحجاز، 2/38-39. (5) معجم ما استعجم، 1/173 و4/225.
(6) معجم البلدان، 5/504. (7) معجم البلدان، 5/128.
(8) الجبال والأمكنة، 98؛ ومعجم البلدان، 2/341.
(9) معجم البلدان، 3/250. (10) المصدر السابق، 4/93.
(11) صفة جزيرة العرب، 120. (12) في سراة غامد وزهران، 356.
(13) نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب، تأليف ابن سعيد المغربي، تح. د.نصرت عبدالرحمن، مكتبة الأقصى، عمّان، 1982م، 1/372.
(14) معجم البلدان، 3/231، وهو ناقل عن الهمداني.
(15) الإصابة في تمييز الصحابة، تأليف الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ/1995م، 1/178-179 و265.
(16) صفة جزيرة العرب، 323.
(17) ذيول تاريخ الطبري، صلة تاريخ الطبري، عريب بن سعد القرطبي، ط3، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، [د.ت]، 71.
(18) صفة جزيرة العرب، 323. (19) المصدر السابق، ص60.
(20) انظر: عن غزوان، 60 و323 وعروان، 211 و266 و267 و292، المصدر نفسه
(21) معالم الحجاز، 6/246. (22) المصدر السابق، 6/83.
(23) معجم البلدان، 4/125-126. (24) معجم معالم الحجاز، 684.
(25) مسالك الممالك، تأليف أبي اسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الأصطخري، دار صادر، وهو معول على كتاب صور الأقاليم للبلخي، ص19، ونقل النص ابن حوقل في كتابه صورة الأرض، ص22، كذلك نقله الإدريسي (560هـ) في كتابه نزهة المشتاق، ط1، 1409هـ/1989م، 145.
(26) معجم البلدان، 3/121. (27) صفة جزيرة العرب، 233.
(28) صفة جزيرة العرب، 440. (29) نشوة الطرب، 1/372.
(30) أسماء جبال تهامة، تأليف عرام بن الأصبغ السلمي، تحقيق وتعليق د. محمد صالح شناوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ/1990م، 22.
(31) المصدر السابق، 26، وحول تعليق الدكتور الثبيتي، انظر: مجلة العرب، س24.
(32) مجلة العرب، مقالة للدكتور عياد الثبيتي، س24.
(33) نوادر المخطوطات،تح.عبدالسلام هارون، ط1،1373هـ/1954م، ص414 (حاشية).
(34) معجم ما استعجم، 3/69. (35) نوادر المخطوطات، ص14 (حاشية).
(36) مجلة العرب، س24. (37) جمهرة النسب، 1/423، 425.
(38) معجم معالم الحجاز، 4/107. (39) المصدر السابق، 2/246-247.
(40) العقد الثمين، مصدر سابق 5/147. ومما يؤيّد أيضا صحة انتساب بني سعد القبيلة التي تقطن جنوب الطائف إلى شبابة كنانة وثيقة مهمة مؤرخة في 10/3/1005هـ حيث ورد فيها انتساب أحد بطون بني سعد وهم النفعة إلى جد سعد بني سعد ثم إلى عتيب جد قبيلة عتيبة، ثم إلى شباب جدّ قبيلة شبابة؛ وبهذا نعلم أن بني سعد الواردة في نصوص عرام والهمداني هي بني سعد من عتيبة، حيث يعدّ ما ذكراه في نظري ذكرًا لعتيبة في القرن الثالث الهجري، وهذا نص النسب الوارد في الوثيقة وهو: (صرار ومجنون أولاد صالح بن نافع [جد النفعة] بن نفيع وبركوت ومزروع أولاد علي بن طويفح بن نفيع بن رائق بن فلاح بن شملان[شملى]بن زياد بن علي بن كتيم بن كعب بن بطيان بن سعد [جد بني سعد] بن حجاج بن مسعود بن أكوع بن عتيب [جد قبيلة عتيبة]بن كعب بن هوازم بن صالح بن شباب[جد شبابة] والله أعلم).
(41) مجلة العرب، س28، ص38. (42) التعليقات والنوادر، 4/75-76.
(43) وقد ألّفت كتابًا عن قبيلة بني سعد بن بكر خلصت فيه إلى أنّ ديارهم لم تصل يومًا إلى جنوب الطائف، وعن دحض هذا القول، انظر: تركي بن مطلق القداح، بنو سعد بن بكر أظار النبي ، ط1، 1424هـ/2003م، ص74 و89-90 الذي ضمنته مقال الدكتور عياد الثبيتي القيّم المنشور في مجلة العرب، س24.
(44) مجلة العرب، س30، ص425.
(45) انظر: مجلة العرب، س28، ص38.
(46) ما رأيت وما سمعت، 152.
(47) التعليقات والنوادر، 4/1898.
(48) إهداء اللطائف، لحسن العجيمي، تحقيق د.يحيى ساعاتي،[د.ت]ص ص 72، 64.
(49) نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعِبر (مخطوط)، دار الكتب القومية، القاهرة، مخطوطة رقم 1970تاريخ تيمور، الورقة 185-186 أتحفني بصورة من هذه الترجمة مشكورًا الأخ الباحث محمد بن فهد الحربي.
(50) قبائل الطائف وأشراف الحجاز، الشريف محمد بن منصور بن هاشم، دار الحارثي، الطائف، ط1، 1401هـ، ص98، هذه الوثيقة اطلعت عليها فوجدت تاريخها هو سنة 913هـ.
(51) صفحات من تاريخ مكة، تعريب د. علي عودة الشيوخ، 1419هـ/1999م، صدر بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، 2/649.
(52) العقد الثمين، مصدر سابق، 2/337.
(53) ما رأيت وما سمعت، 152، والارتسامات اللطاف، تأليف شكيب أرسلان، دار الشعب بالقاهرة، 341؛ والبلادي، معجم معالم الحجاز، 6/37-38؛ ومعجم قبائل الحجاز، 243.
(54) في سراة غامد وزهران،
منقووووووووووول