القنـــــاص
08-03-2008, 07:27 AM
الإبل عطايا الله
الإبل من مخلوقات الله العظيمة التي تتجلى فيها قدرته سبحانه وتعالى وحينما خلقها جلت قدرته لم يخلقها للعذاب في الصحاري القاحلة بل جعلها آية للبشر للتأمل في عظمة خلقه
وهو القائل جل من قال:(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)الغاشية17
إنها دعوة من الخالق المصور سبحانه وتعالى للتأمل والتفكر في كيفية خلق الإبل وتصويرها بهذا الشكل المعجز بإعتبارها خلقا دالا على عظمة الخالق وكمال قدرته وحسن تدبيره، وقد أكرمها الله سبحانه وتعالى فجعلها آية من آياته وورد ذكرها قبل السماء والأرض والجبال
جاء في تفسير ابن كثير: (فإن خلقها عجيب وتركيبها غريب وهي في غاية القوة والشدة ومع ذلك تنقاد للضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها)
وكان شريح القاضي يقول: اخرجوا بنا حتى ننظر الإبل كيف خلقت
والإبل وهبها الله سبحانه وتعالى ميزات لا توجد في سواها من الكائنات الأخرى فبالاضافة لضخامة هيكلها منحها الله الصبر وقوة التحمل والقدرة على التكيف مع جميع الظروف البيئية القاسية كالجوع والظمأ والحر الشديد والبرد القارس والأمطار الرعدية والعواصف الرملية حيث وهبها سبحانه وتعالى عدة ظلالات على أعينها وأنفها وأذنيها تنغلق في حالة العواصف الرملية والأتربة المتطايرة فلا تتأثر بتلك الظروف وهذه الميزة لا مثيل لها في عالم الحيوان، كما وهبها الله جلت قدرته مخزن عملاق يسمى السنام مليء بالشحوم والدهون التي تتغذى عليها في حال نقص الطعام لأيام عديدة بالاضافة لوجود ثلاثة مخازن في وعاء البطن أحدهما للطعام والآخر للماء وهو تجويف مليء بملايين الحجيرات الصغيرة كمخزون استراتيجي للماء في حال العطش الشديد وهو أيضا غير موجود في أي حيوان آخر، والمخزن الثالث المعدة التي تقوم بخلط الطعام والماء، ومن عجائب قدرة الله في خلق الإبل أن جعل أقدامها مبطنة بجلد قوي ولين عريض يسمى (الخف) يمنحها السير على الرمال بسهولة ويسر دون أن تغوص أقدامها في تلك الرمال فسميت بذلك سفينة الصحراء
غرائب الإبل
من غرائب الإبل أنها تتميز بذاكرة عجيبة فهي لا تنسى موطنها الأصلي الذي تربت فيه ولو بعد سنين طويلة حيث تستطيع العودة إليه بكل يسر وسهولة، ويستطيع صغيرها العودة إلى آخر مكان رضع فيه الحليب من أمه في حال ضياعه من القطيع، كما أن الإبل لديها قدرة عجيبة على معرفة عدود المياه وأماكن نزول الأمطار والأراضي المعشبة لما تتمتع به من حاسة شم قوية، كذلك تستطيع الإبل التفريق بين الأصوات بدقة متناهية فهي تعرف صوت راعيها من غيره، ومن غرائب الإبل أنها عندما تسير تقوم برفع اليد اليمنى والرجل اليمنى مع بعض في خطوة واحدة واليد اليسرى مع الرجل اليسرى في الخطوة التالية وذلك لحفظ توازنها وهذه الميزة لا توجد في أي كائن آخر غير الإبل فسبحان الخالق المصور، ويعتبر الجمل (الفحل) من أشد الكائنات غيرة خصوصا في حالة الهيجان في وقت التزاوج فهو لا يسمح بوجود فحل آخر غيره في القطيع وفي حالة وجود أكثر من فحل يجب أن يتم التحكم برباطهما جيدا وإبعادهما عن بعض وإلا سوف يقتتلان قتالا شديدا حتى يقتل أحدهما الآخر، ومن غرائب الإبل أيضا أن عملية (العقل) يجب أن تبدأ باليد اليسرى لجعلها تبرك أو تلازم مكانها، وربط الجمل الفحل أو الرحول المعدة للركوب تكون في اليد اليسرى، وحلب الناقة يكون من الجهة اليسرى، وهي من الكائنات التي لديها القدرة على السباحة بأيديها وأرجلها
أنواع الإبل
الإبل في العالم تنقسم إلى ثلاثة أنواع بحيث تكون ملائمة لبيئتها وأماكن تواجدها وهي كالتالي
النوع الأول: الإبل العربية وهي ذات السنام الواحد وتنتشر في جزيرة العرب والمناطق الممتدة إلى الهند شرقا وإلى البلاد المتاخمة للصحراء الكبرى في أفريقيا غربا وتمتاز بشكلها الجميل الجذاب وهيكلها الضخم الكبير
النوع الثاني: ذات السنامين وتستوطن أواسط آسيا وهي متوسطة الهيكل والضخامة ولا وجود لها في جزيرة العرب
النوع الثالث: حيوان اللاما وينتشر في الأمريكيتين وهو ذا هيكل صغير نوعا ما ولا يحمل سنام في أعلى الظهر ولكنه شبيه إلى حد كبير بالإبل العربية من حيث شكل الرأس والرقبة واليدين والرجلين والذيل ولا وجود له في جزيرة العرب
ولم يعرف الغرب الإبل العربية ذات السنام الواحد إلا بعد دخول جيوش المسلمين إلى الأندلس أما أمريكا فلم تعرف الإبل العربية إلا في عام 1857م عن طريق وزارة الحربية الأمريكية آنذاك وذلك باقتراح (ادوارد فترز جرلد بيل) الرحالة الشهير الذي استخدمها لاستكشاف طريق تجارية لعربات السفر في صحراء أريزونا وقد أرسل وزير الحربية يومها رجالا إلى بلاد العرب لشراء الكثير من الجمال - هكذا وردت القصة في كتاب الصحراء لمؤلفيه سام وبريل ابشين
وتشكل الإبل في الوطن العربي 65% من مجموع الإبل في العالم وتؤدي خدمات كبيرة في تنفيذ الأعمال الزراعية في مناطق متعددة من مصر والشمال الأفريقي واليمن وغيرها وفي النقل والتنقل في كثير من البلاد العربية وهي عماد الاقتصاد في مناطق واسعة من الصومال والسودان وموريتانيا وجنوب الجزائر وتونس ويشكل حليبها الغذاء الرئيسي لسكان تلك المناطق في معظم أيام السنة،
ثم فقدت الإبل أهميتها في المجتمع واستغنى عنها كوسيلة نقل وترحال
ويتم تصنيف الإبل العربية إلى عدة مسميات متفق عليها للتفريق بينها ومن هذه المسميات العربية والصيعرية والدوسرية والمهرية والساحلية والشرارية والحرة والعمانية والسودانية وبعض هذه الأنواع مخصص للركوب بعد تدريبها وكانت في الماضي تسمى الجيش ومفردها ذلول/ركبي
ومن مستلزمات الركوب الشداد والحداجة والمسامة
وهناك أنواع مخصصة للنساء مثل الهودج والظلة
ألوان الإبل
ألوان الإبل لها مسميات كثيرة يطلقها سكان جزيرة العرب على الإبل للتفريق بينها وهي مسميات غالبية مفرداتها محصورة في اللهجة العامية لأهل البادية والقليل منها نجد له أصل في اللغة العربية مثل العفراء وهي في أصل اللغة البيضاء وهو وصف مطابق للموصوف وكذلك مصطلح المجاهيم والذي يطلق على الإبل ذوات اللون الأسود وهو اسم مشتق من جهمة الليل المعتم
وألوان الإبل تنقسم إلى مصطلحين رئيسين هما: المجاهيم والمغاتير
فالمجاهيم هي ذات اللون الأسود ويندرج تحت هذا المسمى الألوان القريبة من السواد مثل الصهب وهي ذات اللون الأقل سوادا
أما المغاتير فيندرج تحته كل من: الوضح (العفر) وهي ذات اللون الأبيض، والشقح وهي ذات اللون الأبيض مصحوبا ببعض الاحمرار، والحمر وهي ذات اللون الأحمر مصحوبا بالبياض في اليدين،والزرق وهي ذات اللون الأبيض مصحوبا بالسواد في الكتفين وأعلى السنام، والشعل وهي ذات اللون الأشقر ومنها (الشقر والدعم والبياضية) والصفر وهي ذات اللون الأصفر الداكن المصحوب بالسواد في أعلى السنام ونهاية الذيل ومنها صفراء مغاتير وصفراء مجاهيم
أعمار الإبل
تحمل الإبل مسميات عمرية متعارف عليها عند أهل البادية، فعند الولادة يطلق عليها حوار/حواره يليه مفرود/مفرودة ثم حق/حقة ثم لقي/لقية ثم جذع/جذعة ثم ثني/ثنية ثم رباع ثم سدس/سديس ثم جمل/ناقة ثم هرش/فاطر ومعدل حياة الجمل أو الناقة هو ما بين 25-30 سنة تقريبا
وسوم الإبل
اهتم العرب بعملية الوسم وهو علامة مميزة توضع على جزء معين من الناقة أو الجمل عن طريق الكي وذلك بإحماء قطعة من الحديد ثم وضعها على المكان المراد وضع الوسم فيه، وللوسم فوائد كثيرة وهو شيء متعارف عليه منذ قديم الزمن وحتى الوقت الحاضر وأهم تلك الفوائد هو حفظها من الضياع أو السرقة كما أنه علامة واضحة للدلالة على أصحابها لتمييزها والتعرف عليها، ولكل قوم وسم متعارف عليه لا يخالطهم فيه أحد بالاضافة للشاهد وهو علامة تضاف للوسم للتفريق بين القوم الواحدة أو أبناء العمومة أنفسهم
أمراض الإبل
http://toraath.jeeran.com/camell00.JPG
من الأمراض التي تصيب الإبل الجرب والقرع وهي أمراض جلدية والطير ويصيب الرأس والهيام ويصيب البطن والصبة وتصيب الرجل والنحاز ويصيب الرئة
والنزر والشويغروالحضاة ويصبن الثدي
فوائد الإبل
الإبل سخرها الله سبحانه وتعالى للانسان ليستفيد من منافعها الكثيرة، فهو يأكل لحمها ويشرب حليبها ويستخدم وبرها لصناعة الملابس والبشوت والخيام والحبال، وجلودها لصناعة قرب المياه الكبيرة (الروي) وصناعة الأحذية والسيور المستخدمة للربط، وكانت الإبل في الماضي هي عصب المواصلات والتنقل وهي الراحلة الرئيسية للقوافل البرية، فعليها يرتحل المسافر قاطعا المسافات الطويلة في الصحاري القاحلة لملائمتها لتلك الظروف البيئية القاسية، كما أنها كانت تستخدم في الماضي لنقل الأحمال والأمتعة الثقال ولجلب المياه من الأماكن البعيدة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير
كذلك استخدمت الإبل في المعارك والحروب وكانوا يفضلونها على الخيل لما تمتاز به من قوة التحمل والقدرة على السير لمسافات طويلة بالاضافة لتحملها الجوع والعطش لأيام عديدة
ومن فوائد الإبل أيضا أنها كانت تدفع مهرا للزواج وتساق دية في حوادث القتل
ويعتبر عبد المطلب أول من سن الدية من الإبل، وقد جاء في الحديث الشريف: لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة وهذا نهيا صريحا عن سب أو شتم الإبل التي أكرمها الله وأعلى منزلتها حيث كانت تقدم في الديات فتحقن بها الدماء ويسود بها وئام الأمة
وقد قال حكيم العرب الجاهلي اكثم بن صيفي يوصي العرب بالإبل: لاتضعوا رقاب الإبل في غير حقها فإنها مهر الكريمة ورقوء الدم، بألبانها يتحف الكبير ويغذي الصغير
ومن فوائد الإبل أيضا لحومها التي تقي من زيادة الوزن وأمراض القلب لقلة الدهون فيها كما أنها تفوق اللحوم الأخرى من حيث القيمة الغذائية الصحية نظرا للنسبة العالية لتركيبة الحامض الأميني التي تحتوي عليها الدهون في لحوم الإبل مقارنة مع غيرها من اللحوم
كذلك من فوائد الإبل الجلية الحليب الذي يعتبر الغذاء الرئيسي لأهل البادية ويفضلونه طازجا في أغلب الحالات وتتدرج فوائده حسب عمر الناقة ومرحلة الإدرار ونوع الطعام والشراب الذي تتغذى عليه، فحليب الإبل يعتبر قلويا ولكنه سرعان ما يتحول إلى حمضي إذا ترك لفترة من الزمن ويحتوي حليب الإبل على مواد بروتينية ودهون ومواد سكرية(الاكتوز) وكلوريد الصوديوم والحديد والكالسيوم والفوسفور وفيتامينات مثل ب2 وج ونسبة عالية من المياه
وفي الماضي البعيد استخدم العرب حليب الإبل في علاج كثير من الأمراض كالأمراض الباطنية وخاصة المعدة والأمعاء ومرض الاستسقاء وأمراض الكبد وخاصة اليرقان وتليف الكبد وأمراض الصدر والرئة كالربو والسل وضيق التنفس ومرض السكري، كذلك استخدم لعلاج الضعف الجنسي كما أنه يساعد على نمو العظام عند الأطفال والمحافظة على الأسنان ويقوي عضلة القلب
كذلك من فوائد حليب الإبل أنه يقاوم السموم في الجسم ويولد دما جديدا ويعتبر مرطبا للبدن واذا شرب مع العسل يعالج القروح الباطنية، واذا شرب مع السكر يحسن اللون ويصفي البشرة وهو جيد للاستسقاء ويعتبر أفضل أنواع المسهلات، واذا شرب مع بول الناقة البكر أي (الوزر) كما يسميه أهل البادية فإنه يساعد في علاج الأمراض الخبيثة كالسرطان وهناك قصص كثيرة عن مصابون بذلك المرض الخبيث شافاهم الله بعد استعالمهم لحليب الإبل مخلوطا بالوزر ويفضل أن يكون ذلك في موسم الربيع حيث تتغذى الإبل على النباتات الطبيعة، وقد أثبتت التحاليل المخبرية أن بول الإبل يحتوي على تركيز عالي من البوتاسيوم والبولينا والبروتينات الزلالية والأزمولارتي وكميات قليلة من حامض اليوريك والصوديوم والكرياتين، كذلك استخدمت أبوال الإبل (الوزر) وخاصة الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه ولعلاج القرع والقشرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذرية بطونهم
وعن أسيد بن حضير أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ألبان الإبل فقال: توضئوا من ألبانها
وعن أنس رضي الله عنه: (أن اناسا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم) رواه البخاري
وفي الأثر عن الشافعي رضي الله عنه أورده السيوطي في المنهج السوي والمنهل الروي يقول: ثلاثة أشياء دواء للداء الذي ليس لا دواء له، الذي أعيا الأطباء أن يداووه: العنب ولبن اللقاح وقصب السكر، ولولا قصب السكر ما أقمت بمصر
وقال الرازي في حليب الإبل: لبن اللقاح يشفي أوجاع الكبد وفساد المزاج
وقال ابن سينا في كتاب القانون: ان لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق وما فيه من خاصية، وان هذا اللبن شديد المنفعة فلو أن انسانا أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به، وقد جرب ذلك قوم دفعوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعفوا
وقال الأشبيهي في المستطرف: ما خلق الله شيئا من الدواب خيرا من الإبل، إن حملت أثقلت وإن سارت أبعدت وإن حلبت أروت وإن نحرت أشبعت
مكانة الإبل
الإبل رمز الخير والعطاء والصبر والتحمل وأحد مفاخر العرب ورموزهم الأصيلة التي سحرت الألباب العربية بحبها وخطفت الأبصار بشكلها وهيئتها قيل فيها الكثير من الأشعار وجاء ذكرها في كثير من القصائد المتنوعة منها الحداء والفخر والحماسة والتمني والتوجد والغزل والرثاء ...الخ
تلك الكائنات العجيبة استطاعت التكيف مع الانسان في جميع ظروفه المعيشية ليكون بذلك البدوي هو أول من استأنسها وقام بتربيتها حيث حفظ كرامتها ودللها ومشى في رغبتها وعلى هواها وضرب المخاطر في سبيل أن ترعى في المراعي الخصبة المليئة بالأعشاب أينما كانت فحظيت بالتقدير العظيم والحب الكبير والمنزلة العالية والمكانة الرفيعة عند العرب قديما وحديثا حيث انتخا باسمها الفرسان ووصف بفحولها الشجعان وتغنى بها الشعراء، وكان امتلاكها ابرازا للوجاهة والقوة والشجاعة وكنزا افتخر بامتلاكه العرب وقامت من أجلها المعارك والحروب الدامية، وعندها قتل الرجال وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل حمايتها والذود عنها
عن أبي سعيد الخدري قال افتخر أهل الإبل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال الرسول الكريم: السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبل
وفي الوقت الحاضر مازال للإبل قدر كبير من الحب والتقدير عند سكان جزيرة العرب خصوصا أهل البادية منهم فهم يحرصون على اقتنائها والعناية بها ويدفعون الأموال الطائلة لشراء الطيب منها كما أن الكثير منهم يرفض فكرة بيعها أو الاستغناء عنها لعظم مكانتها في قلوبهم، ويوجد في جزيرة العرب أعداد هائلة من الإبل تمتلك المملكة العربية السعودية النصيب الأكبر من هذه الأرقام
مسميات الإبل عند البدو
الإبل شكّلت ومازالت تشكّل دورا مهما في حياة أهل البادية من محبيها والمهتمين بها لذلك أصبح لها عندهم عدة مسميات تطلق عليها وهي مسميات متعارف عليها فيما بينهم ومنها:
الحلال
ويقصد بها الابل على وجه الخصوص
الذود (الذيدان)
البوش
الطرش
الدبش (الأدباش)
الرعايا
الجهام
العرب (العرابا)
الخور
حرش العراقيب
مقرعات التوادي
طوال النسانيس
حلوات اللبن
شمخ النيب
شمخ الذرا
شمخ القيد
علط الأرقاب
سحج العشاير
مهرجعات الحنين
حم الشعاف
حم الذرا
صفات الإبل ومعانيها
الهايج: وتعني أن الجمل (الفحل) أصبح جاهزا للتزواج ويستدل على ذلك بضمور البطن ويسمى في هذه الحالة (قافل)
الفادر: وتعني أن الجمل (الفحل) انتهت فترة استعداده للتزواج ويستدل على ذلك ببروز البطن وانتفاخه
الهامل: وتعني الناقة أو الجمل السائب الذي لا يعرف له صاحب
الحايل: وتعني الناقة التي ليست حامل
الميسّر (المجسّر): وتعني الناقة المستعدة للتزواج
المعشّر: وتعني الناقة التي في بداية الحمل
اللقحة: وتعني الناقة التي مضى على حملها أكثر من أربعة أشهر
الخلفة: وتعني الناقة التي لها ولد عمره أقل من ستة أشهر
العشرا: وتعني الناقة التي لها ولد عمره أكثر من ستة أشهر
الخلوج: وتعني الناقة التي مات ولدها مؤخرا وتظل تحن باستمرار بحثا عنه
الخفوت: وتعني الناقة التي مات ولدها من مدة ونسيت موته
المضيّرة: والتضيّيّر هو عملية ابتكرها البدوي لجعل الناقة تدر الحليب على ولد ليس ولدها وذلك لعدة أسباب إما نتيجة لموت ولدها الحقيقي أو لعدم تعرفها على ولدها ساعة ولادته وخاصة البكر وإما أن تكون حايل وسمين جدا فيراد بذلك تخفيف شحمها عن طريق الحلب والرضاعة
المسوح: وتعني الناقة التي تدر بمجرد المسح على ثديها بدون وجود ولدها
النحوس: وتعني الناقة التي لا تسمح بحلبها
الجضور: وتعني الناقة التي ترغي بكثرة في حالة الحلب
الرموح: وتعني الناقة التي ترمح برجلها في حالة حلبها أو الجمل الذي يرمح برجله كل من اقترب منه
الهبود: وتعني الناقة التي تهبد بيدها في حالة حلبها أو الجمل الذي يهبد بيده كل من اقترب منه
الجفول: وتعني الناقة أو الجمل الذي يفزعه أي شيء
الشرود: وتعني الناقة أو الجمل الذي يهرب ويصعب الإمساك به
الأكله: وتعني الجمل الذي يفترس كل من يقترب منه
الخبوط: وتعني الناقة أو الجمل الذي يخبط بيده الأمامية على الأرض
الرابخ: وتعني الناقة البدين نتيجة لتوفر العشب والربيع أو العلف الطيب الوفير
الثاوي: وتعني الناقة أو الجمل الذي لا يستطيع النهوض لضعفه
حرذون: وتعني الركوب بدون شداد أو حداجة
الطفوح: الناقة التي تسير دائماً في مقدمة الإبل من تلقاء نفسها
القوداء: الناقة التي تقود الإبل دائما
المعطاء: الناقة التي رقبتها طويلة وقليلة اللحم والوبر
الهارب: الناقة التي تسير أمام الإبل بمسافة بعيدة وكأنها هارب
الفاهية: الناقة التي تفوق الإبل بكل شيء
العليا: الناقة التي أعلى من الأبل في كل المواصفات وهو من العلو
الوجناء: التي ذللت للركوب وقطع المسافات
العوصاء: الذلول الشديدة القوية
عملية ولادة الناقة بالصور
http://toraath.jeeran.com/mk7301.jpeg
http://toraath.jeeran.com/mk7304.jpeg
فيلم وصور
لمشاهدة الفيلم اضغط على هذا الرابط
http://www.abunawaf.com/mix/may04/naga1.ram
الإبل من مخلوقات الله العظيمة التي تتجلى فيها قدرته سبحانه وتعالى وحينما خلقها جلت قدرته لم يخلقها للعذاب في الصحاري القاحلة بل جعلها آية للبشر للتأمل في عظمة خلقه
وهو القائل جل من قال:(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)الغاشية17
إنها دعوة من الخالق المصور سبحانه وتعالى للتأمل والتفكر في كيفية خلق الإبل وتصويرها بهذا الشكل المعجز بإعتبارها خلقا دالا على عظمة الخالق وكمال قدرته وحسن تدبيره، وقد أكرمها الله سبحانه وتعالى فجعلها آية من آياته وورد ذكرها قبل السماء والأرض والجبال
جاء في تفسير ابن كثير: (فإن خلقها عجيب وتركيبها غريب وهي في غاية القوة والشدة ومع ذلك تنقاد للضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها)
وكان شريح القاضي يقول: اخرجوا بنا حتى ننظر الإبل كيف خلقت
والإبل وهبها الله سبحانه وتعالى ميزات لا توجد في سواها من الكائنات الأخرى فبالاضافة لضخامة هيكلها منحها الله الصبر وقوة التحمل والقدرة على التكيف مع جميع الظروف البيئية القاسية كالجوع والظمأ والحر الشديد والبرد القارس والأمطار الرعدية والعواصف الرملية حيث وهبها سبحانه وتعالى عدة ظلالات على أعينها وأنفها وأذنيها تنغلق في حالة العواصف الرملية والأتربة المتطايرة فلا تتأثر بتلك الظروف وهذه الميزة لا مثيل لها في عالم الحيوان، كما وهبها الله جلت قدرته مخزن عملاق يسمى السنام مليء بالشحوم والدهون التي تتغذى عليها في حال نقص الطعام لأيام عديدة بالاضافة لوجود ثلاثة مخازن في وعاء البطن أحدهما للطعام والآخر للماء وهو تجويف مليء بملايين الحجيرات الصغيرة كمخزون استراتيجي للماء في حال العطش الشديد وهو أيضا غير موجود في أي حيوان آخر، والمخزن الثالث المعدة التي تقوم بخلط الطعام والماء، ومن عجائب قدرة الله في خلق الإبل أن جعل أقدامها مبطنة بجلد قوي ولين عريض يسمى (الخف) يمنحها السير على الرمال بسهولة ويسر دون أن تغوص أقدامها في تلك الرمال فسميت بذلك سفينة الصحراء
غرائب الإبل
من غرائب الإبل أنها تتميز بذاكرة عجيبة فهي لا تنسى موطنها الأصلي الذي تربت فيه ولو بعد سنين طويلة حيث تستطيع العودة إليه بكل يسر وسهولة، ويستطيع صغيرها العودة إلى آخر مكان رضع فيه الحليب من أمه في حال ضياعه من القطيع، كما أن الإبل لديها قدرة عجيبة على معرفة عدود المياه وأماكن نزول الأمطار والأراضي المعشبة لما تتمتع به من حاسة شم قوية، كذلك تستطيع الإبل التفريق بين الأصوات بدقة متناهية فهي تعرف صوت راعيها من غيره، ومن غرائب الإبل أنها عندما تسير تقوم برفع اليد اليمنى والرجل اليمنى مع بعض في خطوة واحدة واليد اليسرى مع الرجل اليسرى في الخطوة التالية وذلك لحفظ توازنها وهذه الميزة لا توجد في أي كائن آخر غير الإبل فسبحان الخالق المصور، ويعتبر الجمل (الفحل) من أشد الكائنات غيرة خصوصا في حالة الهيجان في وقت التزاوج فهو لا يسمح بوجود فحل آخر غيره في القطيع وفي حالة وجود أكثر من فحل يجب أن يتم التحكم برباطهما جيدا وإبعادهما عن بعض وإلا سوف يقتتلان قتالا شديدا حتى يقتل أحدهما الآخر، ومن غرائب الإبل أيضا أن عملية (العقل) يجب أن تبدأ باليد اليسرى لجعلها تبرك أو تلازم مكانها، وربط الجمل الفحل أو الرحول المعدة للركوب تكون في اليد اليسرى، وحلب الناقة يكون من الجهة اليسرى، وهي من الكائنات التي لديها القدرة على السباحة بأيديها وأرجلها
أنواع الإبل
الإبل في العالم تنقسم إلى ثلاثة أنواع بحيث تكون ملائمة لبيئتها وأماكن تواجدها وهي كالتالي
النوع الأول: الإبل العربية وهي ذات السنام الواحد وتنتشر في جزيرة العرب والمناطق الممتدة إلى الهند شرقا وإلى البلاد المتاخمة للصحراء الكبرى في أفريقيا غربا وتمتاز بشكلها الجميل الجذاب وهيكلها الضخم الكبير
النوع الثاني: ذات السنامين وتستوطن أواسط آسيا وهي متوسطة الهيكل والضخامة ولا وجود لها في جزيرة العرب
النوع الثالث: حيوان اللاما وينتشر في الأمريكيتين وهو ذا هيكل صغير نوعا ما ولا يحمل سنام في أعلى الظهر ولكنه شبيه إلى حد كبير بالإبل العربية من حيث شكل الرأس والرقبة واليدين والرجلين والذيل ولا وجود له في جزيرة العرب
ولم يعرف الغرب الإبل العربية ذات السنام الواحد إلا بعد دخول جيوش المسلمين إلى الأندلس أما أمريكا فلم تعرف الإبل العربية إلا في عام 1857م عن طريق وزارة الحربية الأمريكية آنذاك وذلك باقتراح (ادوارد فترز جرلد بيل) الرحالة الشهير الذي استخدمها لاستكشاف طريق تجارية لعربات السفر في صحراء أريزونا وقد أرسل وزير الحربية يومها رجالا إلى بلاد العرب لشراء الكثير من الجمال - هكذا وردت القصة في كتاب الصحراء لمؤلفيه سام وبريل ابشين
وتشكل الإبل في الوطن العربي 65% من مجموع الإبل في العالم وتؤدي خدمات كبيرة في تنفيذ الأعمال الزراعية في مناطق متعددة من مصر والشمال الأفريقي واليمن وغيرها وفي النقل والتنقل في كثير من البلاد العربية وهي عماد الاقتصاد في مناطق واسعة من الصومال والسودان وموريتانيا وجنوب الجزائر وتونس ويشكل حليبها الغذاء الرئيسي لسكان تلك المناطق في معظم أيام السنة،
ثم فقدت الإبل أهميتها في المجتمع واستغنى عنها كوسيلة نقل وترحال
ويتم تصنيف الإبل العربية إلى عدة مسميات متفق عليها للتفريق بينها ومن هذه المسميات العربية والصيعرية والدوسرية والمهرية والساحلية والشرارية والحرة والعمانية والسودانية وبعض هذه الأنواع مخصص للركوب بعد تدريبها وكانت في الماضي تسمى الجيش ومفردها ذلول/ركبي
ومن مستلزمات الركوب الشداد والحداجة والمسامة
وهناك أنواع مخصصة للنساء مثل الهودج والظلة
ألوان الإبل
ألوان الإبل لها مسميات كثيرة يطلقها سكان جزيرة العرب على الإبل للتفريق بينها وهي مسميات غالبية مفرداتها محصورة في اللهجة العامية لأهل البادية والقليل منها نجد له أصل في اللغة العربية مثل العفراء وهي في أصل اللغة البيضاء وهو وصف مطابق للموصوف وكذلك مصطلح المجاهيم والذي يطلق على الإبل ذوات اللون الأسود وهو اسم مشتق من جهمة الليل المعتم
وألوان الإبل تنقسم إلى مصطلحين رئيسين هما: المجاهيم والمغاتير
فالمجاهيم هي ذات اللون الأسود ويندرج تحت هذا المسمى الألوان القريبة من السواد مثل الصهب وهي ذات اللون الأقل سوادا
أما المغاتير فيندرج تحته كل من: الوضح (العفر) وهي ذات اللون الأبيض، والشقح وهي ذات اللون الأبيض مصحوبا ببعض الاحمرار، والحمر وهي ذات اللون الأحمر مصحوبا بالبياض في اليدين،والزرق وهي ذات اللون الأبيض مصحوبا بالسواد في الكتفين وأعلى السنام، والشعل وهي ذات اللون الأشقر ومنها (الشقر والدعم والبياضية) والصفر وهي ذات اللون الأصفر الداكن المصحوب بالسواد في أعلى السنام ونهاية الذيل ومنها صفراء مغاتير وصفراء مجاهيم
أعمار الإبل
تحمل الإبل مسميات عمرية متعارف عليها عند أهل البادية، فعند الولادة يطلق عليها حوار/حواره يليه مفرود/مفرودة ثم حق/حقة ثم لقي/لقية ثم جذع/جذعة ثم ثني/ثنية ثم رباع ثم سدس/سديس ثم جمل/ناقة ثم هرش/فاطر ومعدل حياة الجمل أو الناقة هو ما بين 25-30 سنة تقريبا
وسوم الإبل
اهتم العرب بعملية الوسم وهو علامة مميزة توضع على جزء معين من الناقة أو الجمل عن طريق الكي وذلك بإحماء قطعة من الحديد ثم وضعها على المكان المراد وضع الوسم فيه، وللوسم فوائد كثيرة وهو شيء متعارف عليه منذ قديم الزمن وحتى الوقت الحاضر وأهم تلك الفوائد هو حفظها من الضياع أو السرقة كما أنه علامة واضحة للدلالة على أصحابها لتمييزها والتعرف عليها، ولكل قوم وسم متعارف عليه لا يخالطهم فيه أحد بالاضافة للشاهد وهو علامة تضاف للوسم للتفريق بين القوم الواحدة أو أبناء العمومة أنفسهم
أمراض الإبل
http://toraath.jeeran.com/camell00.JPG
من الأمراض التي تصيب الإبل الجرب والقرع وهي أمراض جلدية والطير ويصيب الرأس والهيام ويصيب البطن والصبة وتصيب الرجل والنحاز ويصيب الرئة
والنزر والشويغروالحضاة ويصبن الثدي
فوائد الإبل
الإبل سخرها الله سبحانه وتعالى للانسان ليستفيد من منافعها الكثيرة، فهو يأكل لحمها ويشرب حليبها ويستخدم وبرها لصناعة الملابس والبشوت والخيام والحبال، وجلودها لصناعة قرب المياه الكبيرة (الروي) وصناعة الأحذية والسيور المستخدمة للربط، وكانت الإبل في الماضي هي عصب المواصلات والتنقل وهي الراحلة الرئيسية للقوافل البرية، فعليها يرتحل المسافر قاطعا المسافات الطويلة في الصحاري القاحلة لملائمتها لتلك الظروف البيئية القاسية، كما أنها كانت تستخدم في الماضي لنقل الأحمال والأمتعة الثقال ولجلب المياه من الأماكن البعيدة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير
كذلك استخدمت الإبل في المعارك والحروب وكانوا يفضلونها على الخيل لما تمتاز به من قوة التحمل والقدرة على السير لمسافات طويلة بالاضافة لتحملها الجوع والعطش لأيام عديدة
ومن فوائد الإبل أيضا أنها كانت تدفع مهرا للزواج وتساق دية في حوادث القتل
ويعتبر عبد المطلب أول من سن الدية من الإبل، وقد جاء في الحديث الشريف: لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة وهذا نهيا صريحا عن سب أو شتم الإبل التي أكرمها الله وأعلى منزلتها حيث كانت تقدم في الديات فتحقن بها الدماء ويسود بها وئام الأمة
وقد قال حكيم العرب الجاهلي اكثم بن صيفي يوصي العرب بالإبل: لاتضعوا رقاب الإبل في غير حقها فإنها مهر الكريمة ورقوء الدم، بألبانها يتحف الكبير ويغذي الصغير
ومن فوائد الإبل أيضا لحومها التي تقي من زيادة الوزن وأمراض القلب لقلة الدهون فيها كما أنها تفوق اللحوم الأخرى من حيث القيمة الغذائية الصحية نظرا للنسبة العالية لتركيبة الحامض الأميني التي تحتوي عليها الدهون في لحوم الإبل مقارنة مع غيرها من اللحوم
كذلك من فوائد الإبل الجلية الحليب الذي يعتبر الغذاء الرئيسي لأهل البادية ويفضلونه طازجا في أغلب الحالات وتتدرج فوائده حسب عمر الناقة ومرحلة الإدرار ونوع الطعام والشراب الذي تتغذى عليه، فحليب الإبل يعتبر قلويا ولكنه سرعان ما يتحول إلى حمضي إذا ترك لفترة من الزمن ويحتوي حليب الإبل على مواد بروتينية ودهون ومواد سكرية(الاكتوز) وكلوريد الصوديوم والحديد والكالسيوم والفوسفور وفيتامينات مثل ب2 وج ونسبة عالية من المياه
وفي الماضي البعيد استخدم العرب حليب الإبل في علاج كثير من الأمراض كالأمراض الباطنية وخاصة المعدة والأمعاء ومرض الاستسقاء وأمراض الكبد وخاصة اليرقان وتليف الكبد وأمراض الصدر والرئة كالربو والسل وضيق التنفس ومرض السكري، كذلك استخدم لعلاج الضعف الجنسي كما أنه يساعد على نمو العظام عند الأطفال والمحافظة على الأسنان ويقوي عضلة القلب
كذلك من فوائد حليب الإبل أنه يقاوم السموم في الجسم ويولد دما جديدا ويعتبر مرطبا للبدن واذا شرب مع العسل يعالج القروح الباطنية، واذا شرب مع السكر يحسن اللون ويصفي البشرة وهو جيد للاستسقاء ويعتبر أفضل أنواع المسهلات، واذا شرب مع بول الناقة البكر أي (الوزر) كما يسميه أهل البادية فإنه يساعد في علاج الأمراض الخبيثة كالسرطان وهناك قصص كثيرة عن مصابون بذلك المرض الخبيث شافاهم الله بعد استعالمهم لحليب الإبل مخلوطا بالوزر ويفضل أن يكون ذلك في موسم الربيع حيث تتغذى الإبل على النباتات الطبيعة، وقد أثبتت التحاليل المخبرية أن بول الإبل يحتوي على تركيز عالي من البوتاسيوم والبولينا والبروتينات الزلالية والأزمولارتي وكميات قليلة من حامض اليوريك والصوديوم والكرياتين، كذلك استخدمت أبوال الإبل (الوزر) وخاصة الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه ولعلاج القرع والقشرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذرية بطونهم
وعن أسيد بن حضير أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ألبان الإبل فقال: توضئوا من ألبانها
وعن أنس رضي الله عنه: (أن اناسا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم) رواه البخاري
وفي الأثر عن الشافعي رضي الله عنه أورده السيوطي في المنهج السوي والمنهل الروي يقول: ثلاثة أشياء دواء للداء الذي ليس لا دواء له، الذي أعيا الأطباء أن يداووه: العنب ولبن اللقاح وقصب السكر، ولولا قصب السكر ما أقمت بمصر
وقال الرازي في حليب الإبل: لبن اللقاح يشفي أوجاع الكبد وفساد المزاج
وقال ابن سينا في كتاب القانون: ان لبن النوق دواء نافع لما فيه من الجلاء برفق وما فيه من خاصية، وان هذا اللبن شديد المنفعة فلو أن انسانا أقام عليه بدل الماء والطعام شفي به، وقد جرب ذلك قوم دفعوا إلى بلاد العرب فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعفوا
وقال الأشبيهي في المستطرف: ما خلق الله شيئا من الدواب خيرا من الإبل، إن حملت أثقلت وإن سارت أبعدت وإن حلبت أروت وإن نحرت أشبعت
مكانة الإبل
الإبل رمز الخير والعطاء والصبر والتحمل وأحد مفاخر العرب ورموزهم الأصيلة التي سحرت الألباب العربية بحبها وخطفت الأبصار بشكلها وهيئتها قيل فيها الكثير من الأشعار وجاء ذكرها في كثير من القصائد المتنوعة منها الحداء والفخر والحماسة والتمني والتوجد والغزل والرثاء ...الخ
تلك الكائنات العجيبة استطاعت التكيف مع الانسان في جميع ظروفه المعيشية ليكون بذلك البدوي هو أول من استأنسها وقام بتربيتها حيث حفظ كرامتها ودللها ومشى في رغبتها وعلى هواها وضرب المخاطر في سبيل أن ترعى في المراعي الخصبة المليئة بالأعشاب أينما كانت فحظيت بالتقدير العظيم والحب الكبير والمنزلة العالية والمكانة الرفيعة عند العرب قديما وحديثا حيث انتخا باسمها الفرسان ووصف بفحولها الشجعان وتغنى بها الشعراء، وكان امتلاكها ابرازا للوجاهة والقوة والشجاعة وكنزا افتخر بامتلاكه العرب وقامت من أجلها المعارك والحروب الدامية، وعندها قتل الرجال وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل حمايتها والذود عنها
عن أبي سعيد الخدري قال افتخر أهل الإبل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال الرسول الكريم: السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبل
وفي الوقت الحاضر مازال للإبل قدر كبير من الحب والتقدير عند سكان جزيرة العرب خصوصا أهل البادية منهم فهم يحرصون على اقتنائها والعناية بها ويدفعون الأموال الطائلة لشراء الطيب منها كما أن الكثير منهم يرفض فكرة بيعها أو الاستغناء عنها لعظم مكانتها في قلوبهم، ويوجد في جزيرة العرب أعداد هائلة من الإبل تمتلك المملكة العربية السعودية النصيب الأكبر من هذه الأرقام
مسميات الإبل عند البدو
الإبل شكّلت ومازالت تشكّل دورا مهما في حياة أهل البادية من محبيها والمهتمين بها لذلك أصبح لها عندهم عدة مسميات تطلق عليها وهي مسميات متعارف عليها فيما بينهم ومنها:
الحلال
ويقصد بها الابل على وجه الخصوص
الذود (الذيدان)
البوش
الطرش
الدبش (الأدباش)
الرعايا
الجهام
العرب (العرابا)
الخور
حرش العراقيب
مقرعات التوادي
طوال النسانيس
حلوات اللبن
شمخ النيب
شمخ الذرا
شمخ القيد
علط الأرقاب
سحج العشاير
مهرجعات الحنين
حم الشعاف
حم الذرا
صفات الإبل ومعانيها
الهايج: وتعني أن الجمل (الفحل) أصبح جاهزا للتزواج ويستدل على ذلك بضمور البطن ويسمى في هذه الحالة (قافل)
الفادر: وتعني أن الجمل (الفحل) انتهت فترة استعداده للتزواج ويستدل على ذلك ببروز البطن وانتفاخه
الهامل: وتعني الناقة أو الجمل السائب الذي لا يعرف له صاحب
الحايل: وتعني الناقة التي ليست حامل
الميسّر (المجسّر): وتعني الناقة المستعدة للتزواج
المعشّر: وتعني الناقة التي في بداية الحمل
اللقحة: وتعني الناقة التي مضى على حملها أكثر من أربعة أشهر
الخلفة: وتعني الناقة التي لها ولد عمره أقل من ستة أشهر
العشرا: وتعني الناقة التي لها ولد عمره أكثر من ستة أشهر
الخلوج: وتعني الناقة التي مات ولدها مؤخرا وتظل تحن باستمرار بحثا عنه
الخفوت: وتعني الناقة التي مات ولدها من مدة ونسيت موته
المضيّرة: والتضيّيّر هو عملية ابتكرها البدوي لجعل الناقة تدر الحليب على ولد ليس ولدها وذلك لعدة أسباب إما نتيجة لموت ولدها الحقيقي أو لعدم تعرفها على ولدها ساعة ولادته وخاصة البكر وإما أن تكون حايل وسمين جدا فيراد بذلك تخفيف شحمها عن طريق الحلب والرضاعة
المسوح: وتعني الناقة التي تدر بمجرد المسح على ثديها بدون وجود ولدها
النحوس: وتعني الناقة التي لا تسمح بحلبها
الجضور: وتعني الناقة التي ترغي بكثرة في حالة الحلب
الرموح: وتعني الناقة التي ترمح برجلها في حالة حلبها أو الجمل الذي يرمح برجله كل من اقترب منه
الهبود: وتعني الناقة التي تهبد بيدها في حالة حلبها أو الجمل الذي يهبد بيده كل من اقترب منه
الجفول: وتعني الناقة أو الجمل الذي يفزعه أي شيء
الشرود: وتعني الناقة أو الجمل الذي يهرب ويصعب الإمساك به
الأكله: وتعني الجمل الذي يفترس كل من يقترب منه
الخبوط: وتعني الناقة أو الجمل الذي يخبط بيده الأمامية على الأرض
الرابخ: وتعني الناقة البدين نتيجة لتوفر العشب والربيع أو العلف الطيب الوفير
الثاوي: وتعني الناقة أو الجمل الذي لا يستطيع النهوض لضعفه
حرذون: وتعني الركوب بدون شداد أو حداجة
الطفوح: الناقة التي تسير دائماً في مقدمة الإبل من تلقاء نفسها
القوداء: الناقة التي تقود الإبل دائما
المعطاء: الناقة التي رقبتها طويلة وقليلة اللحم والوبر
الهارب: الناقة التي تسير أمام الإبل بمسافة بعيدة وكأنها هارب
الفاهية: الناقة التي تفوق الإبل بكل شيء
العليا: الناقة التي أعلى من الأبل في كل المواصفات وهو من العلو
الوجناء: التي ذللت للركوب وقطع المسافات
العوصاء: الذلول الشديدة القوية
عملية ولادة الناقة بالصور
http://toraath.jeeran.com/mk7301.jpeg
http://toraath.jeeran.com/mk7304.jpeg
فيلم وصور
لمشاهدة الفيلم اضغط على هذا الرابط
http://www.abunawaf.com/mix/may04/naga1.ram