عبير الشوق
17-11-2014, 05:05 PM
كاتب المقال / فهد عامر الأحمدي
يبدو أنني من القلة في هذا البلد التي (لا تعاني) نقصاً في فيتامين دال.. ففي آخر عامين أجريت ثلاثة تحاليل شاملة أحدها في الهند اتضح من خلالها امتلاكي نسبة مرتفعة من هذا الفيتامين (التي يحظى باهتمام طبي خاص هذه الأيام).. لا أعتقد أن للشمس دوراً في تمتعي بهذا الفائض كونه قد تمر أسابيع لا أخرج فيها خلال النهار.. ولكنني لا أستبعد أن يكون لذلك علاقة باللبن (الزبادي) الذي أتناول منه كميات كبيرة خلال اليوم.. فكلما شعرت بالجوع أو حتى الملل أفتح ثلاجتي الصغيرة وأتناول علبة أخضها بعنف لمدة دقيقتين حتى تصبح في حالة سائلة أشربها بسرعة.. قبل أن أفكر بأخذ واحدة أخرى.
لا أفعل ذلك لغرض صحي أو طبي بل لأنني ببساطة أحب تناوله بهذه الطريقة وأعشق تمتعي بشنبات بيضاء مثل كل الأطفال.. وما يشجعني على الاستمرار في هذه العادة ومن هنا تبدأ الفقرة التي تهمك كثرة الدراسات والأبحاث التي تؤكد محاسن اللبن الزبادي (من قوة العظام ووفرة فيتامين دال، إلى قوة المناعة والعمر الطويل)!
ففي بداية القرن العشرين قرر عالم أحياء روسي البحث عن سر العمر الطويل الذي تتمتع به بعض الشعوب؛ فقد لاحظ أن هناك شعوباً تصل بسهولة إلى سن المئة في حين ينخفض متوسط العمر لدى أخرى إلى40 عاماً فقط.. وكان هذا العالم (ويدعى ميكنكوف) على قناعة بأن السر يكمن في طبيعة الغذاء الذي تتناوله تلك الشعوب. وهكذا زار 36 بلداً في مختلف القارات لدراسة الأنظمة الغذائية السائدة فيها. وفي بلغاريا لاحظ أن الناس يعمرون أكثر من غيرهم وأن بعض المناطق تزخر برجال ونساء تجاوزوا سن المئة. وبدراسة نظام الغذاء البلغاري أصبح على قناعة بأن الفضل يعود إلى استهلاكهم كميات كبيرة من اللبن الزبادي خصوصاً في القرى النائية. فالمواطنون هناك يتناولون الزبادي في جميع وجباتهم
ومناسباتهم ويحمله الأطفال إلى مدارسهم والفلاحون إلى مزارعهم .. ويدّعي البلغار أنهم أول من اخترع اللبن الزبادي حيث تشير الأواني المكتشفة إلى تناوله منذ ثلاثة آلاف عام وأن البكتيريا التي يصنعون منها اللبن لا توجد في غير البيئة البلغارية!
ورغم أن العلاقة التي قدمها ميكنكوف (وفاز بسببها بجائزة نوبل عام 1908) كانت قوية وواضحة إلا أن أحداً لم يفهم سرها الحقيقي.. أما اليوم فأصبح مؤكداً أن البكتيريا الموجودة في اللبن تحمى الخلايا من التسمم وتنشط جهاز المناعة والغدد الليمفاوية.. كما تعمل الأحماض الفريدة فيه على طرد سموم الأمعاء والحماية من أنواع معينة من السرطانات ناهيك عن دورها في مقاومة أكسدة الخلايا المسؤول الأول عن إصابتنا بالشيخوخة والهرم.
أضف لكل هذا أنه غذاء متكامل (كونه يصنع من الحليب) ويتضمن كميات كبيرة من المعادن والفيتامينات في مقدمتها الكالسيوم وفيتامين دال..
ومن المعروف أن اللبن بأشكاله المتعددة يصنع بإضافة أنواع معينة من البكتيريا الحميدة إلى حليب الأبقار والماعز (مثل العقدية اللعابية والملينة البلغارية). وهذه البكتيريا تعمل على تغيير سكر الحليب إلى حمض اللبنيك وإعطاء الزبادي طعمه اللاذع وقوامه السميك. وخلال نزولها في الأمعاء يعمل هذا الحمض على تنظيف الغشاء الداخلي وإزالة بقايا السموم التي تفرزها الخلايا!!
أيها السادة: إن كان الحليب هو الغذاء المتكامل الذي يستغني به الأطفال الرضع عن بقية الأطعمة فإن اللبن هو إكسير الشباب الذي يعتقد معظم الكبار أنه لم يكتشف حتى الآن!
يبدو أنني من القلة في هذا البلد التي (لا تعاني) نقصاً في فيتامين دال.. ففي آخر عامين أجريت ثلاثة تحاليل شاملة أحدها في الهند اتضح من خلالها امتلاكي نسبة مرتفعة من هذا الفيتامين (التي يحظى باهتمام طبي خاص هذه الأيام).. لا أعتقد أن للشمس دوراً في تمتعي بهذا الفائض كونه قد تمر أسابيع لا أخرج فيها خلال النهار.. ولكنني لا أستبعد أن يكون لذلك علاقة باللبن (الزبادي) الذي أتناول منه كميات كبيرة خلال اليوم.. فكلما شعرت بالجوع أو حتى الملل أفتح ثلاجتي الصغيرة وأتناول علبة أخضها بعنف لمدة دقيقتين حتى تصبح في حالة سائلة أشربها بسرعة.. قبل أن أفكر بأخذ واحدة أخرى.
لا أفعل ذلك لغرض صحي أو طبي بل لأنني ببساطة أحب تناوله بهذه الطريقة وأعشق تمتعي بشنبات بيضاء مثل كل الأطفال.. وما يشجعني على الاستمرار في هذه العادة ومن هنا تبدأ الفقرة التي تهمك كثرة الدراسات والأبحاث التي تؤكد محاسن اللبن الزبادي (من قوة العظام ووفرة فيتامين دال، إلى قوة المناعة والعمر الطويل)!
ففي بداية القرن العشرين قرر عالم أحياء روسي البحث عن سر العمر الطويل الذي تتمتع به بعض الشعوب؛ فقد لاحظ أن هناك شعوباً تصل بسهولة إلى سن المئة في حين ينخفض متوسط العمر لدى أخرى إلى40 عاماً فقط.. وكان هذا العالم (ويدعى ميكنكوف) على قناعة بأن السر يكمن في طبيعة الغذاء الذي تتناوله تلك الشعوب. وهكذا زار 36 بلداً في مختلف القارات لدراسة الأنظمة الغذائية السائدة فيها. وفي بلغاريا لاحظ أن الناس يعمرون أكثر من غيرهم وأن بعض المناطق تزخر برجال ونساء تجاوزوا سن المئة. وبدراسة نظام الغذاء البلغاري أصبح على قناعة بأن الفضل يعود إلى استهلاكهم كميات كبيرة من اللبن الزبادي خصوصاً في القرى النائية. فالمواطنون هناك يتناولون الزبادي في جميع وجباتهم
ومناسباتهم ويحمله الأطفال إلى مدارسهم والفلاحون إلى مزارعهم .. ويدّعي البلغار أنهم أول من اخترع اللبن الزبادي حيث تشير الأواني المكتشفة إلى تناوله منذ ثلاثة آلاف عام وأن البكتيريا التي يصنعون منها اللبن لا توجد في غير البيئة البلغارية!
ورغم أن العلاقة التي قدمها ميكنكوف (وفاز بسببها بجائزة نوبل عام 1908) كانت قوية وواضحة إلا أن أحداً لم يفهم سرها الحقيقي.. أما اليوم فأصبح مؤكداً أن البكتيريا الموجودة في اللبن تحمى الخلايا من التسمم وتنشط جهاز المناعة والغدد الليمفاوية.. كما تعمل الأحماض الفريدة فيه على طرد سموم الأمعاء والحماية من أنواع معينة من السرطانات ناهيك عن دورها في مقاومة أكسدة الخلايا المسؤول الأول عن إصابتنا بالشيخوخة والهرم.
أضف لكل هذا أنه غذاء متكامل (كونه يصنع من الحليب) ويتضمن كميات كبيرة من المعادن والفيتامينات في مقدمتها الكالسيوم وفيتامين دال..
ومن المعروف أن اللبن بأشكاله المتعددة يصنع بإضافة أنواع معينة من البكتيريا الحميدة إلى حليب الأبقار والماعز (مثل العقدية اللعابية والملينة البلغارية). وهذه البكتيريا تعمل على تغيير سكر الحليب إلى حمض اللبنيك وإعطاء الزبادي طعمه اللاذع وقوامه السميك. وخلال نزولها في الأمعاء يعمل هذا الحمض على تنظيف الغشاء الداخلي وإزالة بقايا السموم التي تفرزها الخلايا!!
أيها السادة: إن كان الحليب هو الغذاء المتكامل الذي يستغني به الأطفال الرضع عن بقية الأطعمة فإن اللبن هو إكسير الشباب الذي يعتقد معظم الكبار أنه لم يكتشف حتى الآن!