عبير الشوق
11-11-2014, 08:48 AM
كاتبة المقال / نجوى هاشم
عندما تشتعل النيران في منزلك.. عليك أن تسارع إلى إخماد الحريق.. ومن ثم البحث عن الفاعل.. وأسباب إشعاله للحريق.. وليس ترك النار تشتعل.. لتدمر المنزل.. وأنت تركض هنا وهناك لتقبض على من أحرقه.. يبدو ذلك واضحاً في احتواء الدولة لأهالي مصاب الإحساء.. واحتضانهم واحتواء أحزانهم.. ومن ثم عدم تأخرها في البحث الجاد عن المجرمين ومرتكبي الحادث الأليم الذين تم القبض على أعداد كبيرة منهم وهم في الواقع لا ينتهون.. فكثير من خلاياهم نائمة وتنتظر تفجير الوضع الداخلي.. وتمزيق الوطن الذي لا ينتمون إليه.. من خلال ترويجهم للانتماء إلى الوطن الأكبر أو الدولة الإسلامية..!!
احتواء الأحداث ببراعة إنسانياً وأمنياً.. وهذا التعاطف الكبير غير المسيس مع أبناء الإحساء من جميع مكونات المجتمع وبمختلف أطيافه أرسل إشارات واضحة للإرهابين بأن عليهم التأكد من أن الاحتماء بما تبقى من بقايا القاعدة أو العهد القديم لم يعد مجدياً.. وأن ما ارتكبوه من جريمة مروعة في حق المدنيين الأبرياء ربما يشكل لهم بداية فترة السكتة الفكرية لهذا الفكر المتطرف والدموي الذي يرفضه المجتمع منذ بدايته.. ويرفضه الآن وبقوة ويتصدى لرياحه الموسمية كلما عاودت هبوبها لتحرق الأبرياء برياحها الساخنة وتقتلعهم من الحياة..!!
وكما هو معروف اعتادت هذه الجماعات الإرهابية على مهاجمة رجال الأمن البواسل.. والهجوم على المنشآت الحكومية.. أو قتل الغربيين العزل.. لكنها هذه المرة تغير المسار تماماً متجهة إلى الشق الداخلي الحميم للوطن.. منطلقة بتخطيط مسبق إلى مسار آخر وهو الإخوة الشيعة معتمدة على فكرة أن التفجير للوضع هنا وفي يوم عاشوراء بالتحديد سيخلق حرباً مفتوحة.. وأرضهاالطبيعية في منطقة الحدث.. بسلوك إجرامي بالغ الدلالة يحكمه مزيد من التشدد.. وفي الوقت نفسه مزيد من اليأس التام من قدرة هذه الجماعة المجرمة على إقناع الآخرين بفكرها وبسطه على الأرض.. وتراجع الإيمان لديها بفرض حقائقها على الأرض..!!
هل هو ارتفاع الوعي الجمعي الذي تصدى هذه المرة وبقوة لهذا الفعل المجرم؟ ربما.. ولكن علينا أن نتوقف جدياً أمام ماتطرحه وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات "تويتر"وكم العنف والتطرف الذي به.. المخيف في تويتر أن ملايين البشر لديهم حسابات بعضهم بآسمائهم وبعضهم وهميون.. قليل منهم هم الذين يتدثرون بالوعي أقصد الوعي المجتمعي وحقوق الآخر وماتريده أنت لا ينبغي أن تحرّمه على غيرك.. وقليل ٌ جداً منهم من يستوعب معنى الحرية ومفهومها الحقيقي وهو أن الحرية الخاصة ترتبط بحرية الآخر.. بمعنى أنك إذا أردت أن تكون حراً.. فمن حق الآخر أن يكون أيضاً حراً.. وبالتالي لا تطالب بحريتك وترفضها على الآخر..!
قليل منهم من يستوعب معنى الوطن وأنه وطن الجميع.. وليس وطن فئة دون أخرى.. أو وطن قبيلة دون جماعة أخرى.. أو وطن منطقة دون منطقة أخرى.. الكارثة لا تتوقف على حدود تفويض أنفسهم بأنهم الأحق بالوطن دون غيرهم ولكن تتجاوز عند أي اختلاف إلى تكفير الآخر وهو ابن الوطن والشريك الأساسي به.. وقد تصل أحياناً إلى مطالبته بالبحث عن وطن آخر.. وأحياناً سلسلة من الشتائم والسوقية لمجرد الاختلاف في الرأي وتعدّ على الوالدين والمعايرة بالمنطقة والقبيلة.. والبيئة والعائلة والأصل.. والتوجه الفكري.. تشعر وأنت تتابع أنك أمام نيران مشتعلة.. أشعلها جهلة وعديمو الفكر والوعي.. في فضاء فسيح.. تزداد النيران ويزداد من يحملون اللهب.. ويغيب من يحاولون الإطفاء..!
ما أردت أن أقوله أن تويتر وبعض القنوات التلفزيونية واليوتيوب المنتشر الذي لا رقابة له ينشرون الفكر المتطرف والآحادي.. يفيض تويتر بمن يفهم ومن لا يفهم وهم الأكثرية فتهتز الأرض ويموت البشر.. لا أقصد أن تويتر هو من شكّل فكر القاعدة ولكنه الآن يقوم بدور مرعب لمساعدة التنظيمات الإرهابية ونشر الصور المقيتة والتي تحرض على العنف.. وسائر مفردات التحريض على القتل.. والإجرام وأي اختلاف مع شخص تشتمه وتتهمه في دينه وكأن هذه الوسائل أصبحت أداة لترويع الآمنين.. وزرع للفتنة الطائفية.. وتأجيج خطاب الكراهية.. والشحن ضد فئات معينة بهدف تفجير أزمات داخلية تتمحور حول إشغال الوطن وهز أركانه.. بصخب وغوغائية.. ليصبح كل ماحولنا ملوثاً بالخوف والتقاتل الطائفي.. بعيداً عن ثقافة التسامح والمحبة التي ينبغي أن تحتوينا وتظللنا.. وتحمينا..!
اكتبوا مفردات الحياة.. بلطف.. وتعايش سلمي ورغبة في ملامسة الضوء وهو يعم على أرجاء الوطن.. وغيبوا ملامح ذلك الجزء المعتم من الصورة وهو الجهل والكراهية.. وفوضى الحقائق.. الكاذبة..!
وفي النهاية إذا أردنا أن نعتاد على حياة الضوء.. والاخضرار والأمان.. علينا أن لا ننظر إلى الظلال.. على اعتبار أنها حقائق.!
عندما تشتعل النيران في منزلك.. عليك أن تسارع إلى إخماد الحريق.. ومن ثم البحث عن الفاعل.. وأسباب إشعاله للحريق.. وليس ترك النار تشتعل.. لتدمر المنزل.. وأنت تركض هنا وهناك لتقبض على من أحرقه.. يبدو ذلك واضحاً في احتواء الدولة لأهالي مصاب الإحساء.. واحتضانهم واحتواء أحزانهم.. ومن ثم عدم تأخرها في البحث الجاد عن المجرمين ومرتكبي الحادث الأليم الذين تم القبض على أعداد كبيرة منهم وهم في الواقع لا ينتهون.. فكثير من خلاياهم نائمة وتنتظر تفجير الوضع الداخلي.. وتمزيق الوطن الذي لا ينتمون إليه.. من خلال ترويجهم للانتماء إلى الوطن الأكبر أو الدولة الإسلامية..!!
احتواء الأحداث ببراعة إنسانياً وأمنياً.. وهذا التعاطف الكبير غير المسيس مع أبناء الإحساء من جميع مكونات المجتمع وبمختلف أطيافه أرسل إشارات واضحة للإرهابين بأن عليهم التأكد من أن الاحتماء بما تبقى من بقايا القاعدة أو العهد القديم لم يعد مجدياً.. وأن ما ارتكبوه من جريمة مروعة في حق المدنيين الأبرياء ربما يشكل لهم بداية فترة السكتة الفكرية لهذا الفكر المتطرف والدموي الذي يرفضه المجتمع منذ بدايته.. ويرفضه الآن وبقوة ويتصدى لرياحه الموسمية كلما عاودت هبوبها لتحرق الأبرياء برياحها الساخنة وتقتلعهم من الحياة..!!
وكما هو معروف اعتادت هذه الجماعات الإرهابية على مهاجمة رجال الأمن البواسل.. والهجوم على المنشآت الحكومية.. أو قتل الغربيين العزل.. لكنها هذه المرة تغير المسار تماماً متجهة إلى الشق الداخلي الحميم للوطن.. منطلقة بتخطيط مسبق إلى مسار آخر وهو الإخوة الشيعة معتمدة على فكرة أن التفجير للوضع هنا وفي يوم عاشوراء بالتحديد سيخلق حرباً مفتوحة.. وأرضهاالطبيعية في منطقة الحدث.. بسلوك إجرامي بالغ الدلالة يحكمه مزيد من التشدد.. وفي الوقت نفسه مزيد من اليأس التام من قدرة هذه الجماعة المجرمة على إقناع الآخرين بفكرها وبسطه على الأرض.. وتراجع الإيمان لديها بفرض حقائقها على الأرض..!!
هل هو ارتفاع الوعي الجمعي الذي تصدى هذه المرة وبقوة لهذا الفعل المجرم؟ ربما.. ولكن علينا أن نتوقف جدياً أمام ماتطرحه وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات "تويتر"وكم العنف والتطرف الذي به.. المخيف في تويتر أن ملايين البشر لديهم حسابات بعضهم بآسمائهم وبعضهم وهميون.. قليل منهم هم الذين يتدثرون بالوعي أقصد الوعي المجتمعي وحقوق الآخر وماتريده أنت لا ينبغي أن تحرّمه على غيرك.. وقليل ٌ جداً منهم من يستوعب معنى الحرية ومفهومها الحقيقي وهو أن الحرية الخاصة ترتبط بحرية الآخر.. بمعنى أنك إذا أردت أن تكون حراً.. فمن حق الآخر أن يكون أيضاً حراً.. وبالتالي لا تطالب بحريتك وترفضها على الآخر..!
قليل منهم من يستوعب معنى الوطن وأنه وطن الجميع.. وليس وطن فئة دون أخرى.. أو وطن قبيلة دون جماعة أخرى.. أو وطن منطقة دون منطقة أخرى.. الكارثة لا تتوقف على حدود تفويض أنفسهم بأنهم الأحق بالوطن دون غيرهم ولكن تتجاوز عند أي اختلاف إلى تكفير الآخر وهو ابن الوطن والشريك الأساسي به.. وقد تصل أحياناً إلى مطالبته بالبحث عن وطن آخر.. وأحياناً سلسلة من الشتائم والسوقية لمجرد الاختلاف في الرأي وتعدّ على الوالدين والمعايرة بالمنطقة والقبيلة.. والبيئة والعائلة والأصل.. والتوجه الفكري.. تشعر وأنت تتابع أنك أمام نيران مشتعلة.. أشعلها جهلة وعديمو الفكر والوعي.. في فضاء فسيح.. تزداد النيران ويزداد من يحملون اللهب.. ويغيب من يحاولون الإطفاء..!
ما أردت أن أقوله أن تويتر وبعض القنوات التلفزيونية واليوتيوب المنتشر الذي لا رقابة له ينشرون الفكر المتطرف والآحادي.. يفيض تويتر بمن يفهم ومن لا يفهم وهم الأكثرية فتهتز الأرض ويموت البشر.. لا أقصد أن تويتر هو من شكّل فكر القاعدة ولكنه الآن يقوم بدور مرعب لمساعدة التنظيمات الإرهابية ونشر الصور المقيتة والتي تحرض على العنف.. وسائر مفردات التحريض على القتل.. والإجرام وأي اختلاف مع شخص تشتمه وتتهمه في دينه وكأن هذه الوسائل أصبحت أداة لترويع الآمنين.. وزرع للفتنة الطائفية.. وتأجيج خطاب الكراهية.. والشحن ضد فئات معينة بهدف تفجير أزمات داخلية تتمحور حول إشغال الوطن وهز أركانه.. بصخب وغوغائية.. ليصبح كل ماحولنا ملوثاً بالخوف والتقاتل الطائفي.. بعيداً عن ثقافة التسامح والمحبة التي ينبغي أن تحتوينا وتظللنا.. وتحمينا..!
اكتبوا مفردات الحياة.. بلطف.. وتعايش سلمي ورغبة في ملامسة الضوء وهو يعم على أرجاء الوطن.. وغيبوا ملامح ذلك الجزء المعتم من الصورة وهو الجهل والكراهية.. وفوضى الحقائق.. الكاذبة..!
وفي النهاية إذا أردنا أن نعتاد على حياة الضوء.. والاخضرار والأمان.. علينا أن لا ننظر إلى الظلال.. على اعتبار أنها حقائق.!