عبير الشوق
02-12-2013, 12:29 PM
كاتبة المقال :اميمة الخميس
حلم المستبد العادل وانتظاره وترقبه هو حلم لا يندثر، فكرة ترسخت في الوجدان العربي، حول عادل يحتكمون إليه ويمررون له سلة أوجاعهم ويرجئون حل مشاكلهم إلى حين بزوغه من (مغارة الغياب).
ومع ترسخ الصورة النمطية للمخلص الواحد في الوجدان تصبح النتيجة هي فشل مشروع التحديث في العالم العربي!
هناك كثير من الأجوبة التي تصدت للسؤال الذي ما برح يطرح منذ عهد النهضة العربية إلى الآن، وهو لماذا تفشل الحداثة بجميع تجلياتها وحلولها وما يتعلق منها بالأنظمة السياسية والإدارية والمحاسبية وحقوق الانسان والاقليات وتمكين النساء..؟
لماذا نظل نحتكم إلى نموذج قبلي مكتمل يقولب حرية الإبداع والتحليق؛ بحيث تبقى الحداثة على الحدود والضفاف ولا تستطيع الدخول والتبيؤ؟
حتى بتنا نشعر أن العالم العربي، يعاني من عدم استعداد جيني لتبني أنظمة التحديث أسوة ببلدان العالم.
يقول المفكر (داريوش شايغان) في كتابه الرائع (الحضارات التقليدية في مواجهة الحداثة) إن الغرب لم يخرج من ظلمة العصور الوسطي إلا بعد أن تعرض لثلاث صدمات:
- صدمة ( كوبرينكوس وجالليليو) بأن الأرض هي ليس مركز الكون.
- وصدمة داروين، في كتابه أصل الأنواع، والذي أثبت فيه علميا (بالمشترك الجيني) بين الانسان وبقية مخلوقات الأرض بشكل حجب عنه أسطورة قدسيته وتفوقه على المخلوقات.
- صدمة فرويد عن اللاوعي وتحكمه بالأفعال، بشكل يعثر ما كان يظنه الانسان كامل استقلال قراره وإرادته.
ويرى داريوش أن إنسان من اسماهم بالحضارات التقليدية، لم يتعرض لهذه الصدمات الثلاث، لذا ظل كثقافة وكوعي في مرحلة ما قبل الحداثة بجميع تشكلاتها.
وهذا من الممكن أن يفسر لنا عجز العصر الحديث عن الدخول إلى مرابعنا، فما برحنا نجد في جميع شؤون حياتنا أن النظام المثالي هو النظام البطريركي الأبوي التقليدي.. أو المستبد العادل.
فعلى سبيل المثال أثناء فوضى المظاهرات في مصر بعد سقوط نظام مبارك، كان الشعب المصري في الشارع يعيش اضطرابا وجدانيا وقلقا نظرا لغياب الأب، بحيث كان الإعلام ينقل لنا الكثير من البسطاء في الشارع يصيحون: (يا جماعة مصر عاوزة دكر)!! كانوا يصيحون بها بصدق واستجداء رغم وقع اللفظ الخادش على المسامع، ولكنه ببساطة لفظ عبر عن اللاوعي الشعبي للبسيط القلق من غياب نموذج الأب.
مع ملاحظة أن الرئيس المخلوع (مبارك) كان يخاطبهم بقوله أبنائي وكأن هناك اتفاقا ضمنيا يعطي الحاكم دور الأب العلوي أو العارف الكلي بشؤون الأبناء أو الرعية.
هو الأطمئنان الطفولي الأول للذكر الحامي، مع عدم نضج في تحديد العلاقة المتعادلة المتوازنة الناضجة ما بين فئات المجتمع..
منذ بداية عصر النهضة العربية ظهرت الكثير من المحاولات الداعمة لدخول الحداثة إلى العالم العربي، ولكن تظل التيارات التقليدية والرجعية تمتلك من السطوة والنفوذ بالشكل الذي يجعلها قادرة على إجهاض هذه المحاولات.
ما برح العالم العربي بعد ثورات الربيع العربي يعيش في مرحلة الذعر وعدم الثقة بالنفس، الشعور بالحاجة إلى الغائب المستبد، الأب الحامي، الوجدان العربي ما برح يكابد طفولته ولا أعتقد أنه سينضج قريبا، بل يبدو من المشهد الآن أنه يحتاج إلى حزم متوالية من السنوات.
حلم المستبد العادل وانتظاره وترقبه هو حلم لا يندثر، فكرة ترسخت في الوجدان العربي، حول عادل يحتكمون إليه ويمررون له سلة أوجاعهم ويرجئون حل مشاكلهم إلى حين بزوغه من (مغارة الغياب).
ومع ترسخ الصورة النمطية للمخلص الواحد في الوجدان تصبح النتيجة هي فشل مشروع التحديث في العالم العربي!
هناك كثير من الأجوبة التي تصدت للسؤال الذي ما برح يطرح منذ عهد النهضة العربية إلى الآن، وهو لماذا تفشل الحداثة بجميع تجلياتها وحلولها وما يتعلق منها بالأنظمة السياسية والإدارية والمحاسبية وحقوق الانسان والاقليات وتمكين النساء..؟
لماذا نظل نحتكم إلى نموذج قبلي مكتمل يقولب حرية الإبداع والتحليق؛ بحيث تبقى الحداثة على الحدود والضفاف ولا تستطيع الدخول والتبيؤ؟
حتى بتنا نشعر أن العالم العربي، يعاني من عدم استعداد جيني لتبني أنظمة التحديث أسوة ببلدان العالم.
يقول المفكر (داريوش شايغان) في كتابه الرائع (الحضارات التقليدية في مواجهة الحداثة) إن الغرب لم يخرج من ظلمة العصور الوسطي إلا بعد أن تعرض لثلاث صدمات:
- صدمة ( كوبرينكوس وجالليليو) بأن الأرض هي ليس مركز الكون.
- وصدمة داروين، في كتابه أصل الأنواع، والذي أثبت فيه علميا (بالمشترك الجيني) بين الانسان وبقية مخلوقات الأرض بشكل حجب عنه أسطورة قدسيته وتفوقه على المخلوقات.
- صدمة فرويد عن اللاوعي وتحكمه بالأفعال، بشكل يعثر ما كان يظنه الانسان كامل استقلال قراره وإرادته.
ويرى داريوش أن إنسان من اسماهم بالحضارات التقليدية، لم يتعرض لهذه الصدمات الثلاث، لذا ظل كثقافة وكوعي في مرحلة ما قبل الحداثة بجميع تشكلاتها.
وهذا من الممكن أن يفسر لنا عجز العصر الحديث عن الدخول إلى مرابعنا، فما برحنا نجد في جميع شؤون حياتنا أن النظام المثالي هو النظام البطريركي الأبوي التقليدي.. أو المستبد العادل.
فعلى سبيل المثال أثناء فوضى المظاهرات في مصر بعد سقوط نظام مبارك، كان الشعب المصري في الشارع يعيش اضطرابا وجدانيا وقلقا نظرا لغياب الأب، بحيث كان الإعلام ينقل لنا الكثير من البسطاء في الشارع يصيحون: (يا جماعة مصر عاوزة دكر)!! كانوا يصيحون بها بصدق واستجداء رغم وقع اللفظ الخادش على المسامع، ولكنه ببساطة لفظ عبر عن اللاوعي الشعبي للبسيط القلق من غياب نموذج الأب.
مع ملاحظة أن الرئيس المخلوع (مبارك) كان يخاطبهم بقوله أبنائي وكأن هناك اتفاقا ضمنيا يعطي الحاكم دور الأب العلوي أو العارف الكلي بشؤون الأبناء أو الرعية.
هو الأطمئنان الطفولي الأول للذكر الحامي، مع عدم نضج في تحديد العلاقة المتعادلة المتوازنة الناضجة ما بين فئات المجتمع..
منذ بداية عصر النهضة العربية ظهرت الكثير من المحاولات الداعمة لدخول الحداثة إلى العالم العربي، ولكن تظل التيارات التقليدية والرجعية تمتلك من السطوة والنفوذ بالشكل الذي يجعلها قادرة على إجهاض هذه المحاولات.
ما برح العالم العربي بعد ثورات الربيع العربي يعيش في مرحلة الذعر وعدم الثقة بالنفس، الشعور بالحاجة إلى الغائب المستبد، الأب الحامي، الوجدان العربي ما برح يكابد طفولته ولا أعتقد أنه سينضج قريبا، بل يبدو من المشهد الآن أنه يحتاج إلى حزم متوالية من السنوات.