عبير الشوق
15-08-2013, 06:02 AM
كاتب المقال / يوسف القبلان
تروي سيدة مسافرة بالطائرة الموقف التالي: "كانت تجلس بجواري في رحلة طيران مسائية سيدة من سويسرا، وما إن قُدمت الوجبة حتى لاحظت أنها وضعت ملحاً وفلفلاً بكثرة على طبق الحلوى، وكانت قطعة الحلوى تبدو لذيذة وكانت عبارة عن كعكة الشيكولاته. اندهشت مضيفة الطيران وأوضحت انه ليس من الضروري القيام بذلك، فأجابت السيدة مبتسمة "أوه ولكنه من الضروري حتى أبقى بعيدة عن تناولها".
ما سبق مثال على قوة العادة سواء في الأكل أو في الممارسات الانسانية المختلفة ومنها ما يسيطر على الإنسان في منهجه التربوي أو الاداري أو الاجتماعي. وفي البرنامج اليومي للبعض عادات مسيطرة أو ممتعة لأصحابها.
يروي دونالد ريجان رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس ريجان الموقف التالي لمستشار الرئيس للأمن القومي جون بويندكستر بعد أن طلب منه الرئيس تقديم استقالته فوراً.
"لم أكن أعلم ذلك حين وجدت بويندكستر أخيراً في الساعة السابعة والدقيقة الأربعين صباحاً في مكتبه في الزاوية الشمالية الغربية من الجناح الغربي حيث كان يجلس الى طرف طاولة مصقولة للمؤتمرات يتناول إفطاره وحده (كما هي عادته) واليوم وبعد مضي وقت طويل على ماحدث أشعر أنني معجب بانضباطه الهادئ. لا يستطيع كل إنسان أن يجلس أمام صحن من اللحم والبيض بعد نصف ساعة من إبلاغه أنه أقيل من منصبه لإساءته للمصلحة العامة!".
وغير بعيد عن المثال السابق سيطرة عادة النوم بعد غداء ثقيل ومتأخر رغم مخاطرها الصحية. بعضنا لا يستطيع التخلص من هذه العادة مهما كانت الأسباب.
هناك عادات جيدة وعادات سيئة، ولكن حتى العادات الجيدة كرياضة المشي على سبيل المثال يمكن تطويرها وتنويعها.
وبعض السلوكيات لا يجد صاحبها مايبررها سوى القول (تعودنا على ذلك) ويدخل في هذا الباب موضوع المبالغة في تكريم الضيوف والتبذير في إعداد الحفلات والولائم.
وبعض العادات تتحول مع الزمن الى ثقافة كما يحصل في حفلات الزواج التي تستمر حتى الصباح، ويدخل في هذا الباب أيضا قضية التصنيف (تصنيف البشر) !
أما العادات الإدارية فهي تتحول أيضاً الى ثقافة ادارية، وأقرب الأمثلة الى الذهن الأسلوب المركزي في الادارة المقاوم للتغيير حيث رسخ في أدبيات الإداريين أن الجهاز المركزي هو الذي يخطط ويصدر القرارات، والترقيات، والتعاميم.. الخ
ولذلك نجد أن قرار تفويض الصلاحيات يصبح من الأخبار بالغة الأهمية ويمكن أن يقام لمثل هذا القرار حفل للتعبير عن الفرح به.
أما عادات الشعوب فهي كثيرة ومتنوعة وبعضها غريب وغير منطقي ومن ذلك أن إحدى القبائل في الهند تحرم على المرأة أن تحلب البقرة وان فعلت فهي تعاقب.
أما في أسبانيا فمن يستطيع إقناع الإنسان بالتخلي عن مصارعة الثيران رغم وجود أصوات معارضة لها.
أما العادات السياسية (هل يوجد عادات سياسية)، فكنت سأصنف عادة استخدام (الفيتو) لمصلحة اسرائيل في إطار هذه العادات ولكن القضية هنا قضية مصالح وهي أهم من القيم التي تنادي بها أمريكا فقد اصبحت من ثوابت السياسة الأمريكية ولم يجرؤ أحد حتى الآن أو يملك الإرادة للتمرد على هذه السياسة التي تحولت الى (عادة) وبعض العادات تتحول الى ثوابت.
أما أخطر العادات فهي تلك التي تتحول مع الزمن عند البعض الى قوة تأثير، وهذا النوع من العادات يحتاج الى إرادة قوية مدعومة بالبرامج التوعوية والثقافية من أجل التمسك بالعادات الجيدة وتطويرها والتخلص من العادات السيئة وخاصة المتعارضة مع الدين أو المضرة بالصحة أو التي تشكل عائقاً أمام التغيير نحو الأفضل.
تروي سيدة مسافرة بالطائرة الموقف التالي: "كانت تجلس بجواري في رحلة طيران مسائية سيدة من سويسرا، وما إن قُدمت الوجبة حتى لاحظت أنها وضعت ملحاً وفلفلاً بكثرة على طبق الحلوى، وكانت قطعة الحلوى تبدو لذيذة وكانت عبارة عن كعكة الشيكولاته. اندهشت مضيفة الطيران وأوضحت انه ليس من الضروري القيام بذلك، فأجابت السيدة مبتسمة "أوه ولكنه من الضروري حتى أبقى بعيدة عن تناولها".
ما سبق مثال على قوة العادة سواء في الأكل أو في الممارسات الانسانية المختلفة ومنها ما يسيطر على الإنسان في منهجه التربوي أو الاداري أو الاجتماعي. وفي البرنامج اليومي للبعض عادات مسيطرة أو ممتعة لأصحابها.
يروي دونالد ريجان رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس ريجان الموقف التالي لمستشار الرئيس للأمن القومي جون بويندكستر بعد أن طلب منه الرئيس تقديم استقالته فوراً.
"لم أكن أعلم ذلك حين وجدت بويندكستر أخيراً في الساعة السابعة والدقيقة الأربعين صباحاً في مكتبه في الزاوية الشمالية الغربية من الجناح الغربي حيث كان يجلس الى طرف طاولة مصقولة للمؤتمرات يتناول إفطاره وحده (كما هي عادته) واليوم وبعد مضي وقت طويل على ماحدث أشعر أنني معجب بانضباطه الهادئ. لا يستطيع كل إنسان أن يجلس أمام صحن من اللحم والبيض بعد نصف ساعة من إبلاغه أنه أقيل من منصبه لإساءته للمصلحة العامة!".
وغير بعيد عن المثال السابق سيطرة عادة النوم بعد غداء ثقيل ومتأخر رغم مخاطرها الصحية. بعضنا لا يستطيع التخلص من هذه العادة مهما كانت الأسباب.
هناك عادات جيدة وعادات سيئة، ولكن حتى العادات الجيدة كرياضة المشي على سبيل المثال يمكن تطويرها وتنويعها.
وبعض السلوكيات لا يجد صاحبها مايبررها سوى القول (تعودنا على ذلك) ويدخل في هذا الباب موضوع المبالغة في تكريم الضيوف والتبذير في إعداد الحفلات والولائم.
وبعض العادات تتحول مع الزمن الى ثقافة كما يحصل في حفلات الزواج التي تستمر حتى الصباح، ويدخل في هذا الباب أيضا قضية التصنيف (تصنيف البشر) !
أما العادات الإدارية فهي تتحول أيضاً الى ثقافة ادارية، وأقرب الأمثلة الى الذهن الأسلوب المركزي في الادارة المقاوم للتغيير حيث رسخ في أدبيات الإداريين أن الجهاز المركزي هو الذي يخطط ويصدر القرارات، والترقيات، والتعاميم.. الخ
ولذلك نجد أن قرار تفويض الصلاحيات يصبح من الأخبار بالغة الأهمية ويمكن أن يقام لمثل هذا القرار حفل للتعبير عن الفرح به.
أما عادات الشعوب فهي كثيرة ومتنوعة وبعضها غريب وغير منطقي ومن ذلك أن إحدى القبائل في الهند تحرم على المرأة أن تحلب البقرة وان فعلت فهي تعاقب.
أما في أسبانيا فمن يستطيع إقناع الإنسان بالتخلي عن مصارعة الثيران رغم وجود أصوات معارضة لها.
أما العادات السياسية (هل يوجد عادات سياسية)، فكنت سأصنف عادة استخدام (الفيتو) لمصلحة اسرائيل في إطار هذه العادات ولكن القضية هنا قضية مصالح وهي أهم من القيم التي تنادي بها أمريكا فقد اصبحت من ثوابت السياسة الأمريكية ولم يجرؤ أحد حتى الآن أو يملك الإرادة للتمرد على هذه السياسة التي تحولت الى (عادة) وبعض العادات تتحول الى ثوابت.
أما أخطر العادات فهي تلك التي تتحول مع الزمن عند البعض الى قوة تأثير، وهذا النوع من العادات يحتاج الى إرادة قوية مدعومة بالبرامج التوعوية والثقافية من أجل التمسك بالعادات الجيدة وتطويرها والتخلص من العادات السيئة وخاصة المتعارضة مع الدين أو المضرة بالصحة أو التي تشكل عائقاً أمام التغيير نحو الأفضل.