ورود الريم
20-05-2013, 12:24 PM
كُن بخير حين تسوء أيامك
يحدث أن تمرّ بأيام تسوء فيها الأمور جميعها العام منها والخاص. تسير السفن بما لا تشتهيه رياح رغباتك وينال منك التعب في العمل. تغضب من كلّ شيء ولا يتفهم أحد حالتك النفسية. باختصار، أنت تمرّ بحالة من الضغط! لحسن الحظّ لكلّ داء دواء... ودواء حالات الضغط الشديد يعتمد على بضع وسائل بسيطة تساعدك على استعادة سيطرتك على الأمور حين تبدو حياتك على شفير الانهيار.
ينتشر الضغط بين الناس على صعيد واسع وهو أمر عادي جداً لأنه يؤدي إلى إفراز مادة الأدرينالين ويدفعك إلى تقديم أفضل ما لديك ويشجعك.
«اللاضغط» غاية يصعب الوصول إليها. قد لا ترميك في هوة الضعف إلا أنها تعيق طريق الوصول إلى الهدوء المطلق. غير ذلك، لا مجال لنكران أن بعض الأشخاص المزاجيين يحتاجون نوعاً ما إلى الضغط، ونعني بهم أولئك الرجال والنساء الذين يظهرون ردود فعل إيجابية عند مواجهة ظروف مقلقة فيعملون بجهد أكبر ويحرزون تقدماً ملحوظاً ويرون في البحث عن حلول وإجراءات لمواجهة الظروف غير المنتظرة أمراً إيجابياً، لا سيما أنهم يملون سريعاً حين تمرّ الحياة بسلاسة وهدوء.
فلمَ لا تبقى عقلانياً وتقرّ أن هدفك الأساسي يتجلى في تعلّم كيفية السيطرة على الضغط والعصبية لما فيه خيرك أو خير محيطك، من دون طبعاً أن تقصيه عن حياتك؟
تقييم جيد
امنح نفسك بعض الوقت لتحليل الأسباب الرئيسة الكامنة وراء ما تشعر به من ضغط علّك تجد طريقة تساعدك على مواجهة بعضها. إنه أمر غاية في الأهمية لا شكّ ستلاحظ جدواه وسيساعدك على تجنّب حرقة المعدة أو مشاكل القلب أو الأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم أو الاكتئاب أو تطور بعض الأورام كنتيجة مباشرة للشعور بالضغط. في ظروف أقل خطراً، يميل الإنسان إلى التأثر بكلّ ما يحيط به عندما يمرّ في حالات ضغط وإرهاق فتزداد حساسيته إلى الفيروسات، وهو أمر نادر بين الأشخاص الذين لا يرزحون تحت عبء أي ضغط أو غضب أو توتر على الصعيد البيئي.
من المشاكل الأساسية التي تواجه الأشخاص الذين يشعرون بالضغط، عدم قدرتهم على مواجهة التعب. فكّر قليلاً في محيطك ستلاحظ أنك محاط بأشخاص متعبين على الدوام من دون أن تكون لتعبهم أسباب واضحة، ومن يدري قد تكون واحداً منهم، إلا إذا كنت تسهر كثيراً أو تمارس رياضة مرهقة. هنا تجد نفسك أمام خيارين، إما التحمل والاستمرار في التقدّم علماً أن محيطك العائلي والاجتماعي سرعان ما سيلاحظ تعبك جراء الضغط الذي تعيش فيه، أو ألا تتحمل من دون حتى أن تعي الأمر وتقع شيئاً فشيئاً ضحية الحزن والاكتئاب. ولا ننسى تأثير التعب على حياتك المهنية والعاطفية والفكرية!
دائرة مغلقة
في حالات الضغط، تقلق كثيراً من إمكان شعورك سريعاً بالغضب، علماً أنه أمر عادي، ومن اضطرابات النوم إذ تنام كثيراً نوماً سيئاً لا فائدة منه أو تعاني الأرق.
اكتشف عالم أحياء منذ حوالى 24 عاماً حالة الضغط عبر إجراء دراسات في البداية على الحيوانات، فرض عليها ظروفاً غير متوقعة (نقص في التغذية، تغيير في ظروف الحياة...) ولاحظ أنها بدأت تنتج بعض الهرمونات بشكلٍ غير طبيعي ومن بينها الأدرينالين. في تلك الفترة، أطلق عالم الأحياء على الضغط اسم متلازمة التأقلم وقسمها إلى ثلاث مراحل، الأولى والثانية منها عاديتان يطلق خلالهما الجسم نوعاً من التحذير وسلسلة من ردود الفعل الجسدية العادية كدقات القلب والتعرق وبعض الخوف.
لاحقاً، يُظهر الجسم قدرة على التأقلم مع الظروف الجديدة التي تُفرض عليه فيتمكن من ضبط العلامات الجسدية المذكورة. بعد ذلك، يفقد الجسم قدرته على السيطرة والتأقلم فيشعر بالتعب الشديد وتُفتح الأبواب جميعها أمام الضغط.
وسائل مفيدة
تتعدد الوسائل التي يمكن من خلالها السيطرة على الضغط، وتشمل مثلاً بعض أنواع الأدوية كالمهدئات المصنوعة من الأعشاب والحبوب المنومة أو المضادة للقلق. يلجأ الأشخاص الذين يعانون ضغطاً غير عادي معلوم الأسباب إلى المعالجة بالمغايرة. يحتاج المرء أحياناً إلى اللجوء إلى وسائل موقتة تساعده على ضبط نومه واستعادة قوته، علماً أن المهدئات المصنوعة من مواد طبيعية قد تكفيه من دون أن يدمن عليها.
غير ذلك، يمكنك أن تختار اللجوء إلى كلّ ما قد يساهم في تحقيق نتائج جيدة، فقد تجرّب حلولاً كثيرة قبل أن تقع على حلّ جيد يناسب وضعك. فلا عجب إذاً أن يطرق البعض أبواب المعالجين النفسيين طلباً لحلّ لمشاكل الضغط، علماً أنهم لن يصلوا إلى غايتهم في حال كان الضغط ناجماً عن تشوش أو ارتباك لأن التحليل سيؤثر من دون شكّ على الضغط إلا أنه لن يقدّم حلاً كافياً. لذلك يمكنك استبداله بعلاجات أكثر بساطة إن قررت سلوك هذا الدرب. غالباً ما يبدو تحليل الأسباب الكامنة وراء الضغط أمراً بسيطاً إلى أنه لا يساعد على التخلص منها كما قد يفعل السفر إلى إحدى بقاع الأرض النائية أو الطلاق. ولكن للأسف، لا بدّ من تحمّل الأسباب من دون أن تلحق الضرر بصحتك.
10 نصائح
هل تستطيع اتخاذ قرارات جيدة؟ في ما يلي مجموعة صغيرة من النصائح البسيطة لمساعدتك. إليك تعود حرية الاختيار!
1 راقب نظامك الغذائي
يوافق الجميع اليوم على أمرٍ منطقي جداً: كل ما يأكله الإنسان يؤثر على شخصيته وعلى حالته الجسدية والنفسية أيضاً. سواء وافقت على أساليب الطبّ الآسيوي أو لا، من الواضح أن الرأس والجسد وجهان لعملةٍ واحدة. لذلك وتجنباً للضغط، خفف من هول الأمور ولا تضع أهدافاً لن تتمكن أبداً من تحقيقها. عوضاً عن ذلك اعتمد حلولاً أبسط تقوم على تغذية بسيطة ومتوازنة من خلال إضافة بعض الفاكهة والخضار المجمدة أو الطازجة إلى غذائك. أياً كان وزنك، من الضروري أن تتبع تغذية منتظمة فانسَ أمر الوجبات العشوائية السريعة وتذكر دائماً أن الصحة الجيدة هي أساس السعادة، فحين تسوء الصحة تسوء الحياة. قد لا تكون هذه القاعدة صحيحة 100% إلا أنها تحمل في طياتها جزءاً كبيراً من الحقيقة.
2 حارب الكسل
للتخلص من الكسل تتعين عليك ممارسة نشاط ما من دون أن تكون مرغماً على التحوّل إلى رياضي، إلا إذا أعجبك الأمر ورغبت في ذلك. ابحث عن نشاط بسيط وسهل تمكنك ممارسته من دون أن تغيّر عاداتك. فكّر مثلاً بالذهاب مشياً إلى عملك أو أن تمشي كلّ نهاية أسبوع أو لبعض الوقت يومياً، أو بركوب الدراجة أو العجلات أو ممارسة تمارين التمدد أو كرة المضرب. لا تنتظر طويلاً، بل سارع إلى تنظيم وقتك واستفسر عن أنواع الرياضة لممارستها شرط ألا ترغم نفسك على ممارستها على المدى الطويل فقد تجد نفسك عاجزاً عن المتابعة. في مطلق الأحوال، ستحسنّ الرياضة والنشاطات الجسدية أياً كان نوعها من حالك بعد بذل مجهود على مدى بضعة أيام وتمنحك سعادة خفية فلا ضرر إذاً من اعتمادها حلاً ينفعك. اختر نشاطاً يناسب جسدك وسنّك وواظب على ممارسته مرةً كلّ أسبوع على الأقل. ستلاحظ إيجابيات الرياضة خلال فترةٍ قصيرة، لا سيما أنها تساهم في إنتاج جزيئيات المزاج الجيد، وخلافاً للشوكولا فهي لا تزيد الوزن بل تبقيك رشيقاً نحيفاً مع مرور الأيام.
3 انتبه إلى نومك
يرتكز توازن الإنسان العقلي والنفسي على النوم. إلا أن استعادة القدرة على النوم تبدو أمراً صعباً حين يضلّ طريقه إلى جفنيك، لا سيما في أوقات الضغط. تخلد إلى النوم إلا أن الأرق يقاطع عينيك بعد ثلاث ساعات فتتدفق إليك المخاوف والهموم من كلّ حدبٍ وصوب لتتعاظم أكثر فأكثر في الظلام. حاول إذاً أن تستعيد سيطرتك عن طريق اعتماد تقنيات بسيطة بدءاً من الاسترخاء والتنفس وصولاً إلى الشاي؛ وفي حال لم تجد للنوم سبيلاً بعد فترة، لا تهمل الأمر بل استشر طبيب العائلة علّه يدلّك إلى طريقةٍ فاعلة حتى وإن كنت تعاني حساسية تجاه المنومات.
4 حافظ على أنانيتك
قد لا يبدو الأمر منطقياً، لا سيما أن الأنانية لا تشكل جزءًا من المزايا الحميدة، ولكن في عالم يحيط فيه الجنون أحياناً بالبشر من كل زاوية، لن تجد الأمان إلا حين تتوصل إلى العثور على ذاتك وتحقيق ما ترغب فيه مهما كان بسيطاً. لذلك ترغب في الصراخ عالياً علّ الضغط يتوقف ويتركك بسلام حين يجتاحك القلق وتحيط بك الهموم وحين تتعرقل أعمالك وتسأم من أطفالك وتجد في الابتعاد أفضل حلّ متناسياً كلّ شيء، فتغتنم فرصة العطلة للذهاب إلى السينما ومتابعة فيلم ينقلك إلى عالم آخر أو إلى حوض السباحة أو للتسكع مع صديق. ستلاحظ أن نتائج فترة الراحة الصغيرة هذه أفضل بكثير من الانفجار غضباً أو من كبت الغضب. تناس الشعور بالذنب وامنح نفسك وقتاً لتستريح. حاول مكافحة عادة التدخين التي تُعتبر بحدّ ذاتها هماً ثقيلاً، لا سيما أنها تأتي كرد فعل على العصبية مخافة أن تفقد السيطرة عليها إذا استمرت الظروف المحيطة على ما هي عليه وأن تعجز عن الإقلاع عنها حين يزول الضغط.
5 حافظ على أحبابك وأصدقائك
قد لا يختبر الإنسان أسوأ من الوحدة والانعزال، لذلك حافظ على علاقات الود والمحبة مع الشريك والأطفال والأحفاد أو أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الحيوانات الأليفة التي تعيش معك. من الضروري للحفاظ على توازنك أن تحبّ كائناً حياً وأن يبادلك الحبّ، فأن تُحَب وتُقدر أمر لا غنى عنه. حين تقذف الحياة إليك بمصاعبها فيسيطر الضغط عليك فجأةً، تأكد أنك ستحتاج بشدة إلى الحبّ الذي يحيط بك حتى وإن كان صادراً عن شخصٍ أو شخصين. وكم ستجد من الراحة حين تكون حياتك العاطفية في أوجها، وإن افتقدت لألق الحبّ ابحث عن شيء تحبه لتقضي من خلال الحبّ على الضغط واليأس. بدلاً من انتظار الأميرة الساحرة، اسعَ بنفسك إلى بناء علاقات تملأ حياتك اليومية.
6 انسحب من المشاكل
من ضمن العوامل التي تُشعرك بتلوّث الأجواء من حولك وبعدم قدرتك على التحملّ أولئك الأشخاص الذين يثيرون غضبك وغيظك فيسببون لك ضغطاً لا يمكنك تجاهله. صحيح أن من تحب قد يثير غضبك أحياناً إلا أن الأمر في هذه الحالة مختلف ولا يسبب أي مشكلة. في العمل أيضاً تختلف الأمور، إذ لا تسمح لك أجواء العمل أن تقوم دائماً بما تريد. تعلّم لما فيه خيرك وخير الآخرين أن ترفض من وقتٍ إلى آخر. فإضافة التزامات خيالية إلى التزاماتك الحقيقة الكثيرة أصلاً لن تجدي نفعاً، فمن قال إن العمل بضمير يرغمك على تحمّل غيرة الآخرين وتعليقاتهم المزعجة؟
7 قم بعملك
أياً كانت المهمة الموكلة إليك، لكلّ عملٍ نقطة معينة ترضيك حين تبلغها عن أدائك حتى وإن لم يكن العمل الذي تقوم به مثيراً للاهتمام. النساء مثلاً، لسن جميعهن من محبات مسح الغبار أو القيام بالأعمال المنزلية ولكن ما إن يبدأن بالعمل حتى وإن كن ملزمات سينتظرن بفارغ الصبر رؤية نتيجة جهودهن علماً أنهن يدركن أن النتيجة هذه لن تدوم طويلاً. في العمل، تتأرجح الأمور بين الجيدة والحسنة، إلا أن إتمام المهمة الموكلة إليك على أكمل وجه يمنحك دائماً شعوراً حسناً، والأفضل طبعاً حين تلقى المديح وحين يعترف الآخر بجهودك وهو أمرٌ نادر الحصول. ولكن لا بدّ من الاعتراف بأن العمل يشكل مصدر ضغط وسبباً يدفعك إلى التركيز على مهمتك لتنسى الأمور الأخرى جميعها. وكثر هم الأشخاص الذين يفضلون العمل على البقاء في المنزل مرتاحين بعد وفاة عزيز على سبيل المثال. لا يهرب هؤلاء من مأساتهم إلى العمل، إنما يدركون أن عليهم التمسك بأمرٍ يساعدهم على تخطي المصاعب.
8 فكّر في مشاريعك
يسبب التفكير في المستقبل أحياناً عامل ضغط أو على العكس مبعثاً للأمل. لكلّ شخص طريقة معينة في رؤية الأمور ولكن لا بدّ من أن تدرك صعوبة العيش كلّ يوم بيومه من دون أن تشغل بالك بالغد. لذلك لا ينبغي أن تثق باللاضغط فهو لا يعني دائماً السعادة. خطط لمشاريع خاصة لتنمي نظرة متفائلة في الحياة وتساعد نفسك على التقدّم حين تعاكسك الظروف. لا داعي لأن تهمل مشاريعك أو أن تغيرها أو تستبدلها. يبقى الحلم والقدرة على العمل خير دواء للخروج من مستنقع الحياة اليومية الضاغطة. اشتر بطاقة يانصيب عشوائية وفكّر في كلّ ما يبعث المتعة في حياتك. سيخطر في بالك أنك تغري نفسك بسلوك مماثل ولكن ينبغي أحياناً أن توهم نفسك لبضع ساعات أو بضعة أيام. انطلق في خيالك وتصفح المجلة التي ترى فيها المنزل المثالي أو حوض السباحة الذي ترغب فيه، أو اقصد المعرض حيث يمكنك أن تجد لوحتك المفضلة... ستشعر بالحماسة وستقرر فعلاً ما تحبّ.
9 الجأ إلى صديق
عندما تفيض الكأس، ويسيطر الضغط عليك سيطرةً كاملة فلا يتركك بسلام، عد إلى نقطة البداية! قد لا تبدو محاولاتك للسيطرة على الأمور وحدها الحلّ الصحيح. أنظر حولك، فتّش عن المخارج ولا تتردد في التحدث إلى شخص تثق به، ربما إلى شخص عانى الأعراض عينها ويمكنك أن تناقش الأمر معه بثقة، أو إلى أحد أفراد العائلة أو إلى طبيب، أو معالج نفسي. خذ ما تحتاج إليه من وقت، أما في ما يتعلق بالحلّ المعجزة فلا مشكلة إن تأخرت قليلاً قبل أن تعثر عليه.
10 اختر الهروب
في حال لم تسعفك المخارج، حاول الخروج ببساطة هرباً من الضغط ورفعاً لمعنوياتك.
في حال لم تجدِ هذه النصائح نفعاً، فكّر في النصيحة الأخيرة التي لن تضرك في أي حال من الأحوال: العطلة المقبلة!
يحدث أن تمرّ بأيام تسوء فيها الأمور جميعها العام منها والخاص. تسير السفن بما لا تشتهيه رياح رغباتك وينال منك التعب في العمل. تغضب من كلّ شيء ولا يتفهم أحد حالتك النفسية. باختصار، أنت تمرّ بحالة من الضغط! لحسن الحظّ لكلّ داء دواء... ودواء حالات الضغط الشديد يعتمد على بضع وسائل بسيطة تساعدك على استعادة سيطرتك على الأمور حين تبدو حياتك على شفير الانهيار.
ينتشر الضغط بين الناس على صعيد واسع وهو أمر عادي جداً لأنه يؤدي إلى إفراز مادة الأدرينالين ويدفعك إلى تقديم أفضل ما لديك ويشجعك.
«اللاضغط» غاية يصعب الوصول إليها. قد لا ترميك في هوة الضعف إلا أنها تعيق طريق الوصول إلى الهدوء المطلق. غير ذلك، لا مجال لنكران أن بعض الأشخاص المزاجيين يحتاجون نوعاً ما إلى الضغط، ونعني بهم أولئك الرجال والنساء الذين يظهرون ردود فعل إيجابية عند مواجهة ظروف مقلقة فيعملون بجهد أكبر ويحرزون تقدماً ملحوظاً ويرون في البحث عن حلول وإجراءات لمواجهة الظروف غير المنتظرة أمراً إيجابياً، لا سيما أنهم يملون سريعاً حين تمرّ الحياة بسلاسة وهدوء.
فلمَ لا تبقى عقلانياً وتقرّ أن هدفك الأساسي يتجلى في تعلّم كيفية السيطرة على الضغط والعصبية لما فيه خيرك أو خير محيطك، من دون طبعاً أن تقصيه عن حياتك؟
تقييم جيد
امنح نفسك بعض الوقت لتحليل الأسباب الرئيسة الكامنة وراء ما تشعر به من ضغط علّك تجد طريقة تساعدك على مواجهة بعضها. إنه أمر غاية في الأهمية لا شكّ ستلاحظ جدواه وسيساعدك على تجنّب حرقة المعدة أو مشاكل القلب أو الأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم أو الاكتئاب أو تطور بعض الأورام كنتيجة مباشرة للشعور بالضغط. في ظروف أقل خطراً، يميل الإنسان إلى التأثر بكلّ ما يحيط به عندما يمرّ في حالات ضغط وإرهاق فتزداد حساسيته إلى الفيروسات، وهو أمر نادر بين الأشخاص الذين لا يرزحون تحت عبء أي ضغط أو غضب أو توتر على الصعيد البيئي.
من المشاكل الأساسية التي تواجه الأشخاص الذين يشعرون بالضغط، عدم قدرتهم على مواجهة التعب. فكّر قليلاً في محيطك ستلاحظ أنك محاط بأشخاص متعبين على الدوام من دون أن تكون لتعبهم أسباب واضحة، ومن يدري قد تكون واحداً منهم، إلا إذا كنت تسهر كثيراً أو تمارس رياضة مرهقة. هنا تجد نفسك أمام خيارين، إما التحمل والاستمرار في التقدّم علماً أن محيطك العائلي والاجتماعي سرعان ما سيلاحظ تعبك جراء الضغط الذي تعيش فيه، أو ألا تتحمل من دون حتى أن تعي الأمر وتقع شيئاً فشيئاً ضحية الحزن والاكتئاب. ولا ننسى تأثير التعب على حياتك المهنية والعاطفية والفكرية!
دائرة مغلقة
في حالات الضغط، تقلق كثيراً من إمكان شعورك سريعاً بالغضب، علماً أنه أمر عادي، ومن اضطرابات النوم إذ تنام كثيراً نوماً سيئاً لا فائدة منه أو تعاني الأرق.
اكتشف عالم أحياء منذ حوالى 24 عاماً حالة الضغط عبر إجراء دراسات في البداية على الحيوانات، فرض عليها ظروفاً غير متوقعة (نقص في التغذية، تغيير في ظروف الحياة...) ولاحظ أنها بدأت تنتج بعض الهرمونات بشكلٍ غير طبيعي ومن بينها الأدرينالين. في تلك الفترة، أطلق عالم الأحياء على الضغط اسم متلازمة التأقلم وقسمها إلى ثلاث مراحل، الأولى والثانية منها عاديتان يطلق خلالهما الجسم نوعاً من التحذير وسلسلة من ردود الفعل الجسدية العادية كدقات القلب والتعرق وبعض الخوف.
لاحقاً، يُظهر الجسم قدرة على التأقلم مع الظروف الجديدة التي تُفرض عليه فيتمكن من ضبط العلامات الجسدية المذكورة. بعد ذلك، يفقد الجسم قدرته على السيطرة والتأقلم فيشعر بالتعب الشديد وتُفتح الأبواب جميعها أمام الضغط.
وسائل مفيدة
تتعدد الوسائل التي يمكن من خلالها السيطرة على الضغط، وتشمل مثلاً بعض أنواع الأدوية كالمهدئات المصنوعة من الأعشاب والحبوب المنومة أو المضادة للقلق. يلجأ الأشخاص الذين يعانون ضغطاً غير عادي معلوم الأسباب إلى المعالجة بالمغايرة. يحتاج المرء أحياناً إلى اللجوء إلى وسائل موقتة تساعده على ضبط نومه واستعادة قوته، علماً أن المهدئات المصنوعة من مواد طبيعية قد تكفيه من دون أن يدمن عليها.
غير ذلك، يمكنك أن تختار اللجوء إلى كلّ ما قد يساهم في تحقيق نتائج جيدة، فقد تجرّب حلولاً كثيرة قبل أن تقع على حلّ جيد يناسب وضعك. فلا عجب إذاً أن يطرق البعض أبواب المعالجين النفسيين طلباً لحلّ لمشاكل الضغط، علماً أنهم لن يصلوا إلى غايتهم في حال كان الضغط ناجماً عن تشوش أو ارتباك لأن التحليل سيؤثر من دون شكّ على الضغط إلا أنه لن يقدّم حلاً كافياً. لذلك يمكنك استبداله بعلاجات أكثر بساطة إن قررت سلوك هذا الدرب. غالباً ما يبدو تحليل الأسباب الكامنة وراء الضغط أمراً بسيطاً إلى أنه لا يساعد على التخلص منها كما قد يفعل السفر إلى إحدى بقاع الأرض النائية أو الطلاق. ولكن للأسف، لا بدّ من تحمّل الأسباب من دون أن تلحق الضرر بصحتك.
10 نصائح
هل تستطيع اتخاذ قرارات جيدة؟ في ما يلي مجموعة صغيرة من النصائح البسيطة لمساعدتك. إليك تعود حرية الاختيار!
1 راقب نظامك الغذائي
يوافق الجميع اليوم على أمرٍ منطقي جداً: كل ما يأكله الإنسان يؤثر على شخصيته وعلى حالته الجسدية والنفسية أيضاً. سواء وافقت على أساليب الطبّ الآسيوي أو لا، من الواضح أن الرأس والجسد وجهان لعملةٍ واحدة. لذلك وتجنباً للضغط، خفف من هول الأمور ولا تضع أهدافاً لن تتمكن أبداً من تحقيقها. عوضاً عن ذلك اعتمد حلولاً أبسط تقوم على تغذية بسيطة ومتوازنة من خلال إضافة بعض الفاكهة والخضار المجمدة أو الطازجة إلى غذائك. أياً كان وزنك، من الضروري أن تتبع تغذية منتظمة فانسَ أمر الوجبات العشوائية السريعة وتذكر دائماً أن الصحة الجيدة هي أساس السعادة، فحين تسوء الصحة تسوء الحياة. قد لا تكون هذه القاعدة صحيحة 100% إلا أنها تحمل في طياتها جزءاً كبيراً من الحقيقة.
2 حارب الكسل
للتخلص من الكسل تتعين عليك ممارسة نشاط ما من دون أن تكون مرغماً على التحوّل إلى رياضي، إلا إذا أعجبك الأمر ورغبت في ذلك. ابحث عن نشاط بسيط وسهل تمكنك ممارسته من دون أن تغيّر عاداتك. فكّر مثلاً بالذهاب مشياً إلى عملك أو أن تمشي كلّ نهاية أسبوع أو لبعض الوقت يومياً، أو بركوب الدراجة أو العجلات أو ممارسة تمارين التمدد أو كرة المضرب. لا تنتظر طويلاً، بل سارع إلى تنظيم وقتك واستفسر عن أنواع الرياضة لممارستها شرط ألا ترغم نفسك على ممارستها على المدى الطويل فقد تجد نفسك عاجزاً عن المتابعة. في مطلق الأحوال، ستحسنّ الرياضة والنشاطات الجسدية أياً كان نوعها من حالك بعد بذل مجهود على مدى بضعة أيام وتمنحك سعادة خفية فلا ضرر إذاً من اعتمادها حلاً ينفعك. اختر نشاطاً يناسب جسدك وسنّك وواظب على ممارسته مرةً كلّ أسبوع على الأقل. ستلاحظ إيجابيات الرياضة خلال فترةٍ قصيرة، لا سيما أنها تساهم في إنتاج جزيئيات المزاج الجيد، وخلافاً للشوكولا فهي لا تزيد الوزن بل تبقيك رشيقاً نحيفاً مع مرور الأيام.
3 انتبه إلى نومك
يرتكز توازن الإنسان العقلي والنفسي على النوم. إلا أن استعادة القدرة على النوم تبدو أمراً صعباً حين يضلّ طريقه إلى جفنيك، لا سيما في أوقات الضغط. تخلد إلى النوم إلا أن الأرق يقاطع عينيك بعد ثلاث ساعات فتتدفق إليك المخاوف والهموم من كلّ حدبٍ وصوب لتتعاظم أكثر فأكثر في الظلام. حاول إذاً أن تستعيد سيطرتك عن طريق اعتماد تقنيات بسيطة بدءاً من الاسترخاء والتنفس وصولاً إلى الشاي؛ وفي حال لم تجد للنوم سبيلاً بعد فترة، لا تهمل الأمر بل استشر طبيب العائلة علّه يدلّك إلى طريقةٍ فاعلة حتى وإن كنت تعاني حساسية تجاه المنومات.
4 حافظ على أنانيتك
قد لا يبدو الأمر منطقياً، لا سيما أن الأنانية لا تشكل جزءًا من المزايا الحميدة، ولكن في عالم يحيط فيه الجنون أحياناً بالبشر من كل زاوية، لن تجد الأمان إلا حين تتوصل إلى العثور على ذاتك وتحقيق ما ترغب فيه مهما كان بسيطاً. لذلك ترغب في الصراخ عالياً علّ الضغط يتوقف ويتركك بسلام حين يجتاحك القلق وتحيط بك الهموم وحين تتعرقل أعمالك وتسأم من أطفالك وتجد في الابتعاد أفضل حلّ متناسياً كلّ شيء، فتغتنم فرصة العطلة للذهاب إلى السينما ومتابعة فيلم ينقلك إلى عالم آخر أو إلى حوض السباحة أو للتسكع مع صديق. ستلاحظ أن نتائج فترة الراحة الصغيرة هذه أفضل بكثير من الانفجار غضباً أو من كبت الغضب. تناس الشعور بالذنب وامنح نفسك وقتاً لتستريح. حاول مكافحة عادة التدخين التي تُعتبر بحدّ ذاتها هماً ثقيلاً، لا سيما أنها تأتي كرد فعل على العصبية مخافة أن تفقد السيطرة عليها إذا استمرت الظروف المحيطة على ما هي عليه وأن تعجز عن الإقلاع عنها حين يزول الضغط.
5 حافظ على أحبابك وأصدقائك
قد لا يختبر الإنسان أسوأ من الوحدة والانعزال، لذلك حافظ على علاقات الود والمحبة مع الشريك والأطفال والأحفاد أو أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الحيوانات الأليفة التي تعيش معك. من الضروري للحفاظ على توازنك أن تحبّ كائناً حياً وأن يبادلك الحبّ، فأن تُحَب وتُقدر أمر لا غنى عنه. حين تقذف الحياة إليك بمصاعبها فيسيطر الضغط عليك فجأةً، تأكد أنك ستحتاج بشدة إلى الحبّ الذي يحيط بك حتى وإن كان صادراً عن شخصٍ أو شخصين. وكم ستجد من الراحة حين تكون حياتك العاطفية في أوجها، وإن افتقدت لألق الحبّ ابحث عن شيء تحبه لتقضي من خلال الحبّ على الضغط واليأس. بدلاً من انتظار الأميرة الساحرة، اسعَ بنفسك إلى بناء علاقات تملأ حياتك اليومية.
6 انسحب من المشاكل
من ضمن العوامل التي تُشعرك بتلوّث الأجواء من حولك وبعدم قدرتك على التحملّ أولئك الأشخاص الذين يثيرون غضبك وغيظك فيسببون لك ضغطاً لا يمكنك تجاهله. صحيح أن من تحب قد يثير غضبك أحياناً إلا أن الأمر في هذه الحالة مختلف ولا يسبب أي مشكلة. في العمل أيضاً تختلف الأمور، إذ لا تسمح لك أجواء العمل أن تقوم دائماً بما تريد. تعلّم لما فيه خيرك وخير الآخرين أن ترفض من وقتٍ إلى آخر. فإضافة التزامات خيالية إلى التزاماتك الحقيقة الكثيرة أصلاً لن تجدي نفعاً، فمن قال إن العمل بضمير يرغمك على تحمّل غيرة الآخرين وتعليقاتهم المزعجة؟
7 قم بعملك
أياً كانت المهمة الموكلة إليك، لكلّ عملٍ نقطة معينة ترضيك حين تبلغها عن أدائك حتى وإن لم يكن العمل الذي تقوم به مثيراً للاهتمام. النساء مثلاً، لسن جميعهن من محبات مسح الغبار أو القيام بالأعمال المنزلية ولكن ما إن يبدأن بالعمل حتى وإن كن ملزمات سينتظرن بفارغ الصبر رؤية نتيجة جهودهن علماً أنهن يدركن أن النتيجة هذه لن تدوم طويلاً. في العمل، تتأرجح الأمور بين الجيدة والحسنة، إلا أن إتمام المهمة الموكلة إليك على أكمل وجه يمنحك دائماً شعوراً حسناً، والأفضل طبعاً حين تلقى المديح وحين يعترف الآخر بجهودك وهو أمرٌ نادر الحصول. ولكن لا بدّ من الاعتراف بأن العمل يشكل مصدر ضغط وسبباً يدفعك إلى التركيز على مهمتك لتنسى الأمور الأخرى جميعها. وكثر هم الأشخاص الذين يفضلون العمل على البقاء في المنزل مرتاحين بعد وفاة عزيز على سبيل المثال. لا يهرب هؤلاء من مأساتهم إلى العمل، إنما يدركون أن عليهم التمسك بأمرٍ يساعدهم على تخطي المصاعب.
8 فكّر في مشاريعك
يسبب التفكير في المستقبل أحياناً عامل ضغط أو على العكس مبعثاً للأمل. لكلّ شخص طريقة معينة في رؤية الأمور ولكن لا بدّ من أن تدرك صعوبة العيش كلّ يوم بيومه من دون أن تشغل بالك بالغد. لذلك لا ينبغي أن تثق باللاضغط فهو لا يعني دائماً السعادة. خطط لمشاريع خاصة لتنمي نظرة متفائلة في الحياة وتساعد نفسك على التقدّم حين تعاكسك الظروف. لا داعي لأن تهمل مشاريعك أو أن تغيرها أو تستبدلها. يبقى الحلم والقدرة على العمل خير دواء للخروج من مستنقع الحياة اليومية الضاغطة. اشتر بطاقة يانصيب عشوائية وفكّر في كلّ ما يبعث المتعة في حياتك. سيخطر في بالك أنك تغري نفسك بسلوك مماثل ولكن ينبغي أحياناً أن توهم نفسك لبضع ساعات أو بضعة أيام. انطلق في خيالك وتصفح المجلة التي ترى فيها المنزل المثالي أو حوض السباحة الذي ترغب فيه، أو اقصد المعرض حيث يمكنك أن تجد لوحتك المفضلة... ستشعر بالحماسة وستقرر فعلاً ما تحبّ.
9 الجأ إلى صديق
عندما تفيض الكأس، ويسيطر الضغط عليك سيطرةً كاملة فلا يتركك بسلام، عد إلى نقطة البداية! قد لا تبدو محاولاتك للسيطرة على الأمور وحدها الحلّ الصحيح. أنظر حولك، فتّش عن المخارج ولا تتردد في التحدث إلى شخص تثق به، ربما إلى شخص عانى الأعراض عينها ويمكنك أن تناقش الأمر معه بثقة، أو إلى أحد أفراد العائلة أو إلى طبيب، أو معالج نفسي. خذ ما تحتاج إليه من وقت، أما في ما يتعلق بالحلّ المعجزة فلا مشكلة إن تأخرت قليلاً قبل أن تعثر عليه.
10 اختر الهروب
في حال لم تسعفك المخارج، حاول الخروج ببساطة هرباً من الضغط ورفعاً لمعنوياتك.
في حال لم تجدِ هذه النصائح نفعاً، فكّر في النصيحة الأخيرة التي لن تضرك في أي حال من الأحوال: العطلة المقبلة!