الــزعــيــم
05-11-2007, 01:34 PM
الـنـحــل مخلوق أبهر العالم
يعتبر النحل من أرقى المخلوقات على الأرض، و خير دليل على هذا قول الله عز و جل (و أوحى ربك إلى النحل) مما يدل على قدرة النحل العقلية، كما أن أعمال النحل و حياته من نشاط و تعاون و تفاني في العمل و خدمة الملكة و الخلية من تنظيف، بناء، دفاع، جمع الرحيق، رعاية صغار النحل و البيض حتى يفقس، بجانب قدارته في تمييز أنواع الزهور و مواعيد العمل الخاصة بجمع الرحيق و التعقيم و التطريد و مواعيد النحال القائم على خدمته، و بالطبع لا نستطيع أن ننسى الهيكل التنظيمي الأجتماعي لدى النحل، حيث نجد على قمة ذلك الهيكل الملكة التي يدين لها الكل بالولاء و الطاعة، و قمة الديموقراطية في ذلك النظام ألا وهو عند إحساس الالملكة بعدم القدرة على إنجاز المطلوب منها لكبر سنها، فعلى الفور تقوم بالتنحي عن منصبها لتترك المجال لملكة أخرى صغيرة السن، يليها من حيث الأهمية الذكور و وظيفة الذكور الأساسية هي تلقيح الملكة بعد الخروج من الخلية في رحلة التلقيح و يتسابق الذكور في تلقيح الملكة و واحد فقط هو الذي يستطيع التلقيح و بعدها يموت، أما المرتبة الأخيرة فهي الشغالات و هي أكثر عطاء و عمل عن الملكة و الذكور، حيث تقوم بنسبة %90 من العمل داخل الخلية لكن تكمن المشكلة في ضمور أعضائها التناسلية، لذا فنحن نستطيع تشبيه كل خلية بدولة مستقلة بذاتها، لها حكامها و مستشاريها و عمالها و جيشها ومنتجيها، بجانب إختلاف أجناس و أنواع النحل من حيث الشكل و الطباع و الأنتاج، مثلنا نحن البشر تماما.
لغة النحل
لعل أغرب ما اكتشفه العلم الحديث في عالم الحشرات هو أن للنحل لغة خاصة يتفاهم بها عن طريق الرقص ، و قد شرحها بالتفصيل عالم ألماني ضمنها كتابه المسمى " حياة النحل الراقص " ، بعد دراسات استمرت نحوا من عاما نال بسببها جائزة نوبل العالمية عام 1973 . فقد تبين لهذا العالم أن للنحلة الشغالة في جسمها من الأجهزة ما يجعلها تستطيع قياس المسافات و الأبعاد و الزوايا بين قرص الشمس و الخلية ، ثم إنها تستخدم لغة سرية في التخاطب عن طريق رقصات خاصة معبرة تنبئ بها أخواتها عن وجود الرحيق الحلو و تحدد لهن موضعه تحديدا دقيقاً من حيث زاوية الاتجاه إليه و بعده عن بيتها .. و هي كلها حقائق أغرب من الخيال ، ولكنها من آيات الله المعجزة التي كشف العلم الحديث عن بعض أسرارها بعد أربعة عشر قرناُ من نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
أنواع النحل
النحل المصري Apis mellifera lamarkii
يعتبر من أقدم أنواع النحل إستئناساً، و قد أثبتت البرديات و النقوش في المعابد المصرية ذلك، ، و قد أستخدم في العديد من الوصفات الفرعونية القديمة، وكان الفراعنة يقومون بتربيته في خلايا طينية، أما بالنسبة لصفاته الجسدية فهو صغير الحجم لونه أصفر مع وجود زغب أبيض فضى لامع على الجسم والنحل المصرى شرس الطباع لا يتحمل البرد علاوة على أن إنتاجه من العسل قليل وذكوره لها القدرة على تلقيح ملكات النحل الأجنبى من السلالات الأخري بالمنطقة ومقاوم لمعظم الأمراض كما أنه ذو كفاءة عالية في تلقيح الأزهار،و تم إستباط سلالات متعددة من هذا النوع للمحافظة عليه من الأنقراض و خاصاً في منطقة واحات سيوة.
النحل الألماني Apis mellifera mellifera
ويسمى هذا النحل بالنحل الأسود، وأصل هذه السلالة كل شمال أوروبا وغرب الألب ووسط روسيا. والنحل الأسود كبير الحجم، لسانه قصير(5.7 – 6.4 ملم) ذو بطن عريضة، لون الكيتين غامق جداً مع وجود بقع صفراء صغيرة على الترجات البطنية الثانية والثالثة، شعراته طويلة وشعر الصدر في الذكور بنى غامق وأحياناً أسود. و يعتبر هذا النحل حاد الطباع، عصبى المزاج عند فتح الخلية، حيث يجرى على الأقراص بسرعة ويكون كرة كبيرة من النحل في الركن السفلى من القرص والتى قد تسقط على الأرض، كما أنه من الصعب العثور على الملكة أثناء الفحص، ولكنه ليس دائماً شرس، وهذه السلالة بطيئة في نمو وتطور طوائفها في الربيع، وتكون الطوائف قوية في أواخر الصيف وخلالا الشتاء. والنحل الأسود ميال إلى التطريد، ويمكنه التشتية بصورة جيدة تحت الظروف القاسية، كما أنه حساس لأمراض الحضنة وخاصة تعفن الحضنة الأوربى ومرض الحضنة الطباشيرى وديدان الشمع، قليل في جمع البروبوليس.
النحل الكرنيولى Apis mellifera carnica
و يطلق عليه في بعض الأحيان باليوغسلافي ،أصل هذه السلالة هى الجزء الجنوبى لجبال النمسا وشمال يوغسلافيا، ومن وجهة النظر الاقتصادية يمكن التمييز بين خطوتين مهمتين:
الخطوة الأولى:
قبل الحرب العالمية الأولى حيث تم شحن آلاف الطرود من موطنها الأصلى وتم العمل على إكثارها بطريقة بسيطة طبيعية، حيث تم الانتخاب فيها على أساس الميل للتطريد ولكن كانت النتائج فيها مخيبة للآمال حيث كانت مقدرتها قليلة في إنتاج العسل، وبعضها مازال موجود في سلوفينيا حتى الآن.
الخطوة الثانية:
حدثت في حوالى سنة 1930 حيث تمت تربية هذه السلالة في النمسا على أساس برنامج مخطط بشكل جيد وأنتجت سلالة معينة على أساس أدائها في الإنتاج وميلها للتطريد، هذه السلالات هى التى تعرف الآن باسم الكرنيولى هذا النوع من النحل كبير الحجم لونه رمادى غامق (سنجابى) هادىء الطباع سهل المعاملة ملكاته نشطة في وضع البيض والشغالات تجمع العسل بوفرة، وشمعه ناصع البياض يصلح في إنتاج القطاعات العسلية. طول اللسان من (6.4 - 6.8 ملم)، والشعيرات على الجسم كثيفة وقصيرة،طبقة الكيتين لونها غامق، وعلى الترجتين البطنيتين الثانية والثالثة غالباً يوجد بقع بنية،لون الشعرات في الذكور رصاصى يميل إلى البنى. والنحل الكرنيولى يقضى الشتاء في طوائف صغيرة الحجم مع استهلاك كميات قليلة من الغذاء، وتبدأ الطوائف في تربية الحضنة مع أول دفعة تم إحضارها من حبوب اللقاح، وبعد ذلك يبدأ نمو الطائفة. و خلال الصيف تحتفظ الطائفة بعش كبير من الحضنة فقط عندما يكون الإمداد بحبوب اللقاح كاف، بينما تكون تربية الحضنة محدودة عندما يقل فيض حبوب اللقاح، وفى الخريف يتناقص تعداد الطائفة بشكل سريع. حاسة النحل الكرنيولى للتوجيه جيدة جداً وغير ميال للسرقة، واستخدامه قليل من البروبوليس.
النحل الإيطالى Apis mellifera ligustica
أصل هذه السلالة من إيطاليا، وهو نحل صغير الحجم بعض الشئ لسانه طويل نسبياً(6.3 - 6.6 ملم) تم إدخالها إلى ألمانيا سنة 1853 وفى الولايات المتحدة سنة 1856. والى هذه السلالة يرجع الفضل في انتشار وازدهار تربية النحل في المائة سنة الأخيرة. لونها أصفر ذهبى حيث توجد شرائط صفراء على الترجتين البطنيتين الأولتين أو الأربعة ترجات الأولى، بحافة ضيقة سوداء وكذلك على حلقة الصدر الأخيرة. والنحل الإيطالى هادىء الطباع ملكاته بياضة، نشط في جمع العسل، ميال إلى تربية حضنة جيدة وتبدأ الطائفة في تربي حضنة مبكراً محتفظة بمساحات كبيرة من الحضنة حتى الخريف. هذه السلالة قليلة الميل إلى التطريد، تقضى فصل الشتاء في طوائف قوية، تغطى العيون السداسية بأغطية شمعية ناصعة البياض. والنحل الإيطالى مقاوم لمرض الحضنة الأوربى بعكس السلالات السوداءو لكن يعيب عليها أيضا ميلها إلى سرقة العسل من الخلايا الأخرى
النحل القوقازى Apis mellifera caucasica
أصل هذا النحل في أعالى وديان وسط القوقاز، قريب الشبه جداً في شكله وحجمه إلى النحل الكرنيولى، لون الكيتين غامق وتوجد بقع بنية على الشرائط الأولى في البطن، شعرات الصدر في الذكر لونها أسود في حين أنها في الشغالات رصاصى، اللسان طويل جداً (أطول من 7.2 ملم)، ويسمى هذا النحل بالنحل السنجابى. وهذا النحل هادئ الطباع، غزير في إنتاج الحضنة مكوناً طوائف قوية، ولكنها لا تصل إلى كامل قوتها قبل منتصف الصيف، قليل الميل للتطريد، ميال لجمع البروبوليس. والنحل القوقازى حساس للإصابة بالنيوزيما، الأغطية الشمعية لعيون العسل مسطحة وغامقة اللون، ميال للسرقة من الخلايا الأخرى. ولقد شارك هذا النحل بدور هام في إنتاج الهجن، ولقد كان للهجين الأول مع الكرنيولى صفات ممتازة، أما تهجينه مع السلالات الصفراء أنتج هجناً ذا صفات غير مرغوبة.
النحل الأناضولى Apis mellifera anatolica
موطن هذا النحل هو تركيا، ويتم تربيته حتى الآن هناك في الخلايا الطينية، وهو هادئ الطباع، النحلة كبيرة الحجم لونها أصفر داكن، جماع للبروبوليس.
النحل الأرمنى Apis mellifera armeniaca
تعيش هذه السلالة في أرمينيا وهى سلالاة صفراء، شرسة، نشطة في إنتاج الحضنة، لا تميل إلى التطريد، تتحمل البرد، حساسة للإصابة بمرض النيوزيما.
النحل القبرصى Apis mellifera cypria
يشبه النحل الايطالى ولكنه صغير الحجم، ويعتقد أن أصل هذه السلالة هى أصل السلالات السورية والفلسطينية والإيطالية، والنحل القبرصى نشط جداً في جمع العسل، لونها أصفر، متوسطة الشراسة، ميال للتطريد.
النحل اليمنى Apis mellifera yemenitica
يعيش في شرق إفريقيا والسودان والصومال وتشاد وغرب آسيا في السعودية واليمن وعمان، صفات هذا النحل رديئة، النحل صغير الحجم وميال للتطريد، وتتم تربيته هناك في الخلايا البلدية.
النحل السورى Apis mellifera syriaca
ويوجد منه طرازان: السيافى والغنامى، السيافى محارب شرس والغنامى مطيع سهل الانقياد، ومن الصعب تمييزهما من المظهر الخارجى. يوجد هذا النحل في سوريا ولبنان، وهو يشبه كل من النحل الايطالى والقبرصى، والنحل السورى صغير الحجم لونه أصفر، أرجله طويلة شديد الشراسة، ميال للتطريد ولا يجمع البروبوليس ولكنه نشط في جمع الرحيق، توجد ثلاثة خطوط باهتة اللون على الثلاث حلقات البطنية الأولى، حواف الأجنحة لونها أصفر.
ويوجد في الخلية الواحدة كلاً من :
الملكة
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118231226&arID=1660
ملكة النحل وهى تضم البيض
هي الأنثى الخصبة الوحيدة في الخلية، وهي أم كل نحل الطائفة؛ فهي الوحيدة التي تضع البيض، وهي أكبر حجمًا من كل من الشغالات والذكور، وظيفتها الوحيدة هي وضع البيض، تفرز فرمونات (روائح كيميائية) تتحكم بها في الخلية، وتعرف شغالات الطائفة فرمونات ملكتها، وتتعرف على شغالات نفس الطائفة؛ لأن لها نفس الرائحة، وتهاجم وقد تقتل الشغالات من الطوائف الأخرى إذا حاولت دخول خليتها؛ لأنها تحمل رائحة مختلفة.
ويتم إنتاج الملكة من بيضة ملقحة مثلها في ذلك مثل الشغالات، ولكن اليرقة الملكية تُغذى منذ فقسها على الغذاء الملكي، وهو مادة تفرز من غدد خاصة في رؤوس الشغالات، والغذاء الملكي غني بالفيتامينات والهرمونات التي تعمل على تطور وخصب مبايض الملكة، تحتاج اليرقة لأربعة عشر يوما منذ الفقس حتى تتحول إلى حشرة كاملة (تسمى العذراء)، بمجرد خروج العذراء من البيت الملكي (الشرنقة) تقوم بمهاجمة البيوت الملكية الأخرى التي لم تفقس بعد لتقضي على المنافسين ولتأكل الغذاء الملكي الموجود في قاع هذه البيوت.
الزفاف الملكى
تظل العذراء في الخلية عدة أيام تتغذى خلالها على العسل، ولا تعبأ بها الشغالات؛ بل تزجرها من حين لآخر، ثم تخرج العذراء للتلقيح، وتقف على باب الخلية في الصباح، وتصدر صفيرا من ثغورها التنفسية يسمعه بالكاد النحال على بُعد متر أو اثنين من الخلية، لكن الذكور على بُعد 4 كيلومترات تسمع هذا الصفير وتلبي النداءات في الحال، بمجرد توافر عدد معقول من الذكور، تنطلق العذراء لتطير بسرعة كبيرة ووراءها سرب من الذكور كل منها يحاول تلقيحها، وينجح أقوى عشرة ذكور في تلقيح العذراء التي تصبح عندئذ ملكة، ويموت هؤلاء الفحول؛ لأنهم يتركون آلة السفاد داخل فتحة الأنثى التناسلية، تعود العذراء لخليتها وخلفها بقية سرب الذكور، يسمح حراس الخلية للملكة بالدخول، ولكنهم يقتلون سرب الذكور فيما يعرف بمذبحة الذكور، حيث لم يعد لهم فائدة.
وعلى الفور وبمجرد دخول الملكة تلتف حولها الشغالات في ولاء وإعزاز، وتقوم بلعقها وتنظيفها، وإزالة آلات السفاد، وتغذيتها بالغذاء الملكي الذي ينشط التبويض، لا يتكرر هذا الزفاف؛ لأن الملكة تخزن السائل المنوي في حويصلة خاصة، وتضغط بطنها عند وضع البيضة فيخرج حيوان منوي من الحويصلة ليلقح البيضة الخارجة.
البيوت الملكية
البيت الملكي هو الذي توضع فيه البيضة التي ستصير عذراء، وله شكل مميز؛ ففي البداية يكون على هيئة كأس مقلوبة ضيقة الفتحة، ثم مع فقس البيضة ونمو اليرقة تقوم الشغالات بتطويله حتى يصبح ذا شكل يشبه الفول السوداني، وأخيرا تغلق على اليرقة الملكية حتى تنسلخ لتصبح عذراء.
التطريد الطبيعى
تقوم الشغالات ببناء البيوت الملكية في موسم الرحيق؛ رغبة منها في التطريد؛ لإكثار عدد الطوائف ونشرها في البيئة، وهناك عوامل تساعد على بناء البيوت الملكية، منها: الزحام داخل الخلية، وارتفاع الحرارة، وشيخوخة الملكة. هناك بيوت طوارئ ملكية تبينها الشغالات في حالة موت الملكة، وتبني في هذه الحالة عددًا هائلا من البيوت، وتبنيها حول البيض المخصب أو اليرقات الصغيرة.
ومن أهم واجبات النحّال عند الكشف على الخلية هو تدمير هذه البيوت الملكية حتى لا تخرج عذارى جديدة تلقح وتصبح ملكات، كل ملكة تأخذ عددًا من الشغالات، وتهاجر لتسكن الأشجار وهذا يدمر الخلية، في حالة بيوت الطوارئ على النحال أن يهدم كل البيوت عدا أكبرها حجمًا؛ فيتركه لتخرج منه ملكة بدلا من الملكة المفقودة.
الشغالات
هي إناث عقيمة تنتج من بيضة ملقحة، ولكنها تتغذى في الطور اليرقي على خبز النحل، وهو عبارة عن خليط من العسل وحبوب اللقاح فتضمر أجهزتها التناسلية. تقوم الشغالات بكل أعمال الخلية؛ فالملكة ليس لها وظيفة سوى وضع البيض، والذكور ليس لها وظيفة سوى تلقيح الملكة.
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118230736&arID=1665
النحلة الشغالة
أما الشغالات فتقوم بكل شيء فهي التي تجلب الرحيق وحبوب اللقاح، وتصنع منه العسل وخبز النحل، وهي التي تغذي يرقات الحضنة، وتغذي الملكة بالغذاء الملكي، وتعنى بها وتنظفها، وتبني الشمع من غدد خاصة، وتنظف الخلية وتحرس الباب حتى تحمي الطائفة من الأعداء الحيوية ومن نحل الطوائف الأخرى، وهي التي تحدد نوع الأجيال القادمة؛ فتبني عيونًا سداسية واسعة عندما ترى أن الموسم مناسب للتطريد الذي يحتاج لذكور تلقح العذارى الجديدة.
كما أنها تبني بيوتًا ملكية، وتجبر الملكة على وضع البيض فيها عندما تجد الملكة قد شاخت، وتريد استبدالها ملكة أخرى بها، وإذا أصرت الملكة العجوز على تدمير البيوت الملكية الجديدة تقوم الشغالات بطردها من الخلية، فمن الخطأ أن نسميها مملكة النحل بل هي جمهورية تحكمها الشغالات، وما الملكة إلا ماكينة تفريخ. الشغالة أصغر أفراد الطائفة، وتحتوي الخلية على حوالي 60000 شغالة أثناء موسم الرحيق، وقد تصل إلى 100000 شغالة، ولكن الخلايا الضعيفة قد تحتوي على عدة مئات فقط، ويقل العدد في الشتاء.
أعمال الشغالة
تعيش الشغالة شهرًا واحدًا في موسم الرحيق؛ ربما لإنهاكها في العمل، ولكنها تستطيع اجتياز كل شهور الشتاء. لكل مرحلة من عمر الشغالة عمل خاص:
في الأيام الأولى تقوم بتدفئة الحضنة، وتنظيف العيون السداسية؛ تمهيدا لكي تضع الملكة البيض فيها.
بعد ذلك تقوم بتغذية اليرقات الكبيرة بخبز النحل.
ابتداء من اليوم السادس من عمرها تنشط غدد الغذاء الملكي لديها، فتقوم بتغذية الملكة والعناية بها، كما تغذي اليرقات من عمر 1-3 أيام بالغذاء الملكي.
تضمر غدد الغذاء الملكي لديها، فتقوم برحلات استكشافية قصيرة لمعرفة مكان الخلية، وتقف عند مدخل الخلية لتسلم الرحيق وحبوب اللقاح من الشغالات الجمّاعة، وتقوم بتركيزه وإفراز الإنزيمات عليه، ثم تخزينه في العيون السداسية.
بناء أقراص الشمع، وذلك ابتداء من عمر 12 يوما، حيث تنشط لديها الغدد الشمعية، ويحتاج كيلو الشمع إلى عشرين كيلو عسل.
حراسة مدخل الخلية في عمر 18 يوما، والقيام بأعمال النظافة.
جمع الرحيق وحبوب اللقاح والماء، ويستمر حتى ينتهي عمرها.
وهذا التقسيم مرن، وعند الحاجة تختصر المراحل.. بل عند الحاجة تنشط غدد الغذاء الملكي الضامرة في النحل الجمّاع حتى يستطيع تغذية الملكة، وقد تصبح الشغالة جمّاعة على عمر مبكر عند اللزوم.
جمع الرحيق:
بعض الشغالات تجمع الرحيق فقط، وبعضها يجمع حبوب اللقاح فقط، والبعض الآخر يجمع الاثنين. الرحيق سائل سكري تفرزه غدد خاصة في زهور النبات، يوجد بالرحيق ثلاثة أنواع من السكريات: السكروز والجلوكوز والفركتوز بنسب متفاوتة، علاوة على بعض الفيتامينات والخمائر والإنزيمات والبروتينات والزيوت الطيارة والصموغ والأحماض العضوية والمعادن. يخرج نحل الاستطلاع في الصباح يبحث عن الزهور مستدلا عليها بشكلها ورائحتها، ويجمع منها الرحيق بواسطة خرطومه الماص.
وتعود هذه النحلات إلى الخلية وتؤدي رقصة النحل التي تدل على مكان الرحيق، تشكل الشغالات حلقة حول النحلة الراقصة، وتعرف مكان الرحيق وتذوق طعمه، وتنطلق خارج الخلية لتعود محملة بالرحيق، وكل منها يؤدي رقصة النحل ليدل المزيد من الشغالات عن مكان الرحيق. عند عودة الشغالة بالرحيق لا تضعه بنفسها في العيون السداسية؛ بل تسلمه للشغالات العاملة داخل الخلية، وتسرع بجمع المزيد، تمتص الشغالة الرحيق من الزهرة إلى حويصلة خاصة في صدرها، وكذلك النحلة التي تتسلمه، وهذه الحويصلة غير متصلة بالجهاز الهضمي، ويتم في الحويصلة تحويل السكريات الثنائية (مثل السكروز) إلى سكريات أحادية (جلوكوز، فركتوز)، ويتم تبخير نسبة كبيرة من الماء، وتفرز عليه بعض الإنزيمات، ثم تضعه في إحدى العيون السداسية.
جمع حبوب اللقاح
حبوب اللقاح ضرورية لنمو اليرقات؛ حيث تعد مصدرًا للبروتين، كما أن العسل مصدر للكربوهيدرات تبلل النحلة أرجلها الأمامية بالعسل من فمها، ثم تمسح به رأسها وصدرها، فتعلق بها حبوب اللقاح العالقة على الصدر والبطن بواسطة الأرجل الخلفية، فتعلق كتلة اللقاح اللزجة على الأرجل الخلفية. عندما ترجع النحلة إلى خليتها تضع حمولتها في إحدى العيون السداسية أو على سطح البراويز.
جمع الماء
يجمع النحل الماء في الشتاء لإذابة العسل المتجمد قبل التغذية عليه، ويجمع الماء في الصيف لتلطيف حرارة الخلية، وحتى لا تتعرض اليرقات للجفاف، ويلزم الماء كذلك لإفراز الغذاء الملكي. عندما تدخل الشغالة جامعة الماء إلى الخلية تؤدي رقصة مثل رقصة الرحيق لتدل باقي الشغالات على مصدر الماء، وتقوم بتسليم الماء إلى شغالات الخلية التي تخزن الماء في حويصلاتها، ويسمى هذا النوع بالنحل الخازن، خلال الشهور الحارة قد يخزن الماء في عيون سداسية على ظهر البراويز، أما في الشتاء فلا يخزن إلا في حويصلات النحل الخازن.
جمع البروبوليس
ويسمى العلك أو صمغ النحل أو العكبر، وهو مادة صمغية يجمعها النحل من براعم وجذوع بعض الأشجار، ويستعملها في سد شقوق الخلية حتى لا يتسرب منها البرد أو الأعداء. كما يستعمل في دهان السطح الداخلي وتغطية الأشياء غير المرغوبة (مثل جثة الدبور) التي لا تستطيع النحل إخراجها من الخلية. وهذا الصمغ له فوائد علاجية، ومع ذلك يعد كثرة جمع الصمغ من عيوب بعض السلالات مثل النحل القوقازي.
الذكور
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118230868&arID=1677
ذكور النحل - تتميز بوجود شعر فى المؤخرة
يوجد في الخلية عدد من الذكور عند توافر الرحيق، حيث تقوم الشغالات ببناء عيون سداسية واسعة ينتج عنها ذكور، والسبب هو أن الملكة لا تضغط بطنها عند وضع البيض في العيون الواسعة، والبيض غير الملقح ينتج ذكورا، ولا عمل للذكر سوى تلقيح العذارى، وعند انتهاء موسم الرحيق يلاحظ النحال اختفاء الذكور من الخلية؛ لأن الشغالات تقتل جميع الذكور، ولا تبني ذكور؛ لأنها تأكل ولا تفعل أي شيء، وانتهت مهمتها التناسلية، الذكور قصيرة الجسم، ولكنها عريضة، وهي أكبر من الشغالات، وبطونها ليست مدببة، ولا تمتلك آله لسع، وإن كان لها طنين مزعج.
يقوم النحال بهدم بيوت الذكور للحد من استهلاكها للعسل. يمكن تمييز بيوت الذكور بارتفاع غطائها عن بيوت الشغالات، ويكون الغطاء على هيئة قبة.
آفات النحل
طيور الوروار
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118231045&arID=1680
طائر الوروار - يسمى آكل النحل
طيور مهاجرة ذات ألون جذابة، وهي أخطر آفات النحل، ويسمى "آكل النحل"، يلتهم الطائر الواحد نحو 70 نحلة في اليوم أو أكثر، وهو يظهر في المناحل في مصر في الربيع أثناء عودته إلى أوروبا؛ فيغير على المناحل في طريقه ويفتك بها، ولا حيلة للنحال في دفع هذا البلاء.
والطائر يتمتع بقوة خارقة وقدرة على المناورة مذهلة أثناء الطيران؛ بحيث يصطاد النحلة أثناء طيرانها. في البداية بمجرد شعور النحل بتواجد الوروار حول المنحل فإنه يمتنع تماما عن الخروج من الخلايا لعدة أيام عسى أن ينصرف سرب الوروار، لكنه يضطر في النهاية للخروج لجمع الماء والغذاء الضروري، ولكنه يتبع إستراتيجية غاية في الذكاء؛ إذ يخرج من خلاياه في الصباح الباكر على غير العادة حتى يستفيد من غبش الصبح في الفرار من الوروار، ولا يرجع النحل إلى خلاياه؛ بل يظل في الحقول طوال النهار، ولا يعود إلا بعد الغروب (على غير العادة أيضا) حتى يتفادى قنص الوروار؛ بسبب قلة الضوء، وبسبب رجوع النحل دفعة واحدة فيقل العدد المَصيد. فإذا استمر سرب الوروار رابضا حول المنحل فإن النحل يطور إستراتيجية أخرى تنمّ عن الذكاء والبسالة أيضا؛ إذ يخرج نحل مختلف الطوائف في أسراب تطارد الوروار لتلسعه فيفر منها الطائر خوفا على عينيه؛ فهي الجزء الوحيد الممكن لسعه، وعندما يصل النحل إلى هذه المرحلة تؤثر الطيور السلامة، وترحل عن المنحل.
الدبور الأحمر
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118230700&arID=1680
الدبور الأحمر
يُسمى أيضًا "دبور البلح"، وهو من أخطر آفات النحل أيضا (إذ يلتهم النحل، ويدخل الخلايا، ويأكل العسل)، ويجب عدم إقامة المناحل في المناطق الموبوءة بالدبور الأحمر، وتتلخص المقاومة فيما يلي:
تضييق مداخل الخلية ليسهل الدفاع عنها.
وضع قطع من السمك أو اللحم المسموم بجوار المنحل؛ لأن الدبور حشرة رِمية تأكل الجيف، ولا خوف على النحل من السم؛ لأنه لا يتغذى إلا على الزهور.
استعمال مصايد الزنابير.
أعداء آخرون: الغراب والزرزور والفأر والضفدعة والبرص والدبور الأصفر وذئب النحل والنمل ودودة الشمع، وحيوان الرتل... وكلها تسهل مقاومة الطوائف القوية لها؛ فعلى النحال أن يحرص أشد الحرص على تقوية جميع الطوائف.
أمراض الحضنة
هناك الكثير من الأمراض مثل مرض النوزيما، الأميبا، الدوسنتاريا، الشلل، الأكارين، الفاروا… ولعل أخطرها جميعا هو الفاروا، لذلك سنذكره بشيء من التفصيل.
مرض الفاروا
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118231104&arID=1680
طفيل الفاروة
من الآفات التي تسبب تعفن الحضنة، وينتج عن أكاروس (عنكبوت دقيق)، لا تكاد ترى بالعين المجردة طولها 1-1.5 ملي وعرضها 1.5 – 1.6 ملي، ولونها بني. تتطفل على الشغالات، وتمتص دماءها من بين حلقات البطن، وتبيض على يرقات النحل، يفقس بيض الفاروا، ويتغذى على يرقة النحل؛ فتموت الحضنة وتتعفن، وتخرج الفاروا الصغيرة من العيون السداسية للحضنة الميتة، وتتطفل على شغالات النحل لتكمل دورة حياتها. العلاج المعتمد حاليا هو حمض الفورميك، وهو حمض عضوي يوجد بصورة طبيعية (وإن كان بنسبة ضئيلة) في عسل النحل. يوضع الحمض التجاري في أوعية بلاستيكية أو زجاجية مفلطحة (حتى يمكن وضعها بين البراويز)، وتغطى بغطاء مثقوب. يتبخر أو يتسامى الحمض من خلال هذا الثقب؛ فيقضي على الفاروا ولا يضر النحل. وهذا العلاج كافٍ للعلاج والوقاية من كافة أمراض الحضنة.
تغذية النحل
هناك علامات لاحتياج الخلية للتغذية مثل قلة العسل وحبوب اللقاح في الخلية، واختفاء الذكور، وإلقاء اليرقات خارج الخلية وخفة وزن الخلية. يُلاحظ أن الخلايا في الريف المصري لا تحتاج تغذية على الإطلاق؛ ففي الشتاء تتوافر زهور الفول والخضراوات والأشجار الخشبية وحتى الحشائش على الجسور… إلخ. يمكن الاحتفاظ ببراويز العسل القاتم اللون (لا تصلح للتسويق) للتغذية عليها خلال الشتاء.
التغذية بالمحلول السكري
يمكن التغذية بمحلول سكري 2 كجم لكل لتر ماء، ويراعى ما يلي:
يجب أن يكون السكر نقيًّا.
تجرى التغذية في المساء لتجنب السرقة.
لا يترك المحلول السكري طويلا في الخلية حتى لا يتخمر.
تقدم كمية محلول متناسبة مع قوة الخلية.
تغذى كل الطوائف في نفس الوقت، ونبدأ بالخلايا الأقوى لتجنب السرقة.
تنظف الخلايا، وتجفف جيدا بعد كل تغذية.
هناك أنواع كثيرة من المغذيات ، وأسهلها هو وضع المحلول السكري في أكياس بلاستيكية مع ثقبها ثقبًا أو اثنين بإبره رفيعة، ويوضع الكيس فوق البراويز. عند تحضير المحلول يسخن الماء، ويوضع على السكر، وليس العكس، ويقلب حتى الذوبان دون وضعه على النار مباشرة، وبعد الذوبان يعصر عليه فص ليمون لمنع التبلور، وقد تضاف ملعقة ملح صغيرة؛ لأن النحل يحب ذلك. يترك ليبرد ثم يعبأ في المغذيات.
بدائل حبوب اللقاح
في حالة نقص حبوب اللقاح تتوقف الملكة عن وضع البيض حتى لو توافر العسل؛ لذلك يجب تغذية الخلية بحبوب اللقاح أو بدائلها عند الحاجة لذلك. هناك مصائد لحبوب اللقاح توضع على أبواب الخلايا لجمع حبوب اللقاح خلال موسم توافره، وتستعمل للتغذية في مواسم نقص الحبوب. هناك أنواع كثيرة من بدائل حبوب اللقاح لعل أفضلها هو المكون من 3 أجزاء: دقيق فول صويا مع جزء خميرة البيرة وجزء لبن فرز مجفف، مع عجن هذا الخليط بمحلول سكري، وتوضع على ظهر البراويز، وتغطى بالبلاستيك حتى لا تجف.
توازن الطوائف
عند نقص الرحيق تقوم شغالات الطوائف القوية بالإغارة على الطوائف الضعيفة، وتسرق منها العسل، وتنشب معارك تؤدي إلى هلاك الطوائف الضعيفة؛ مما يسبب خسائر كبيرة. هناك سلالات تميل للسرقة مثل النحل الإيطالي، والسر في ذلك هو خصوبة الملكة وعدم توازن وضع البيض مع توافر الرحيق، بينما ملكات النحل الكرينيولي تقلل من وضع البيض عند قلة مصادر الرحيق. يقوم النحال بمنع السرقة بالتغذية في الأوقات المناسبة، وبتقوية الخلايا الضعيفة؛ وذلك بتغيير ملكاتها بملكات قوية شابة، وعن طريق إضافة براويز حضنة مغلقة (على وشك خروج الشغالات الصغيرة منها) من الخلايا القوية (بدون نحل عالق بها) إلى الخلايا الضعيفة، وبذلك نقلل عدد شغالات الخلايا القوية، وتزيد عدد شغالات الخلايا الضعيفة. كما يجب تضييق مداخل الخلايا الضعيفة وإحكام منافذها؛ حتى يسهل لنحلها منع غارات النحل السارق ومنع الأعداء الطبيعية.
يعتبر النحل من أرقى المخلوقات على الأرض، و خير دليل على هذا قول الله عز و جل (و أوحى ربك إلى النحل) مما يدل على قدرة النحل العقلية، كما أن أعمال النحل و حياته من نشاط و تعاون و تفاني في العمل و خدمة الملكة و الخلية من تنظيف، بناء، دفاع، جمع الرحيق، رعاية صغار النحل و البيض حتى يفقس، بجانب قدارته في تمييز أنواع الزهور و مواعيد العمل الخاصة بجمع الرحيق و التعقيم و التطريد و مواعيد النحال القائم على خدمته، و بالطبع لا نستطيع أن ننسى الهيكل التنظيمي الأجتماعي لدى النحل، حيث نجد على قمة ذلك الهيكل الملكة التي يدين لها الكل بالولاء و الطاعة، و قمة الديموقراطية في ذلك النظام ألا وهو عند إحساس الالملكة بعدم القدرة على إنجاز المطلوب منها لكبر سنها، فعلى الفور تقوم بالتنحي عن منصبها لتترك المجال لملكة أخرى صغيرة السن، يليها من حيث الأهمية الذكور و وظيفة الذكور الأساسية هي تلقيح الملكة بعد الخروج من الخلية في رحلة التلقيح و يتسابق الذكور في تلقيح الملكة و واحد فقط هو الذي يستطيع التلقيح و بعدها يموت، أما المرتبة الأخيرة فهي الشغالات و هي أكثر عطاء و عمل عن الملكة و الذكور، حيث تقوم بنسبة %90 من العمل داخل الخلية لكن تكمن المشكلة في ضمور أعضائها التناسلية، لذا فنحن نستطيع تشبيه كل خلية بدولة مستقلة بذاتها، لها حكامها و مستشاريها و عمالها و جيشها ومنتجيها، بجانب إختلاف أجناس و أنواع النحل من حيث الشكل و الطباع و الأنتاج، مثلنا نحن البشر تماما.
لغة النحل
لعل أغرب ما اكتشفه العلم الحديث في عالم الحشرات هو أن للنحل لغة خاصة يتفاهم بها عن طريق الرقص ، و قد شرحها بالتفصيل عالم ألماني ضمنها كتابه المسمى " حياة النحل الراقص " ، بعد دراسات استمرت نحوا من عاما نال بسببها جائزة نوبل العالمية عام 1973 . فقد تبين لهذا العالم أن للنحلة الشغالة في جسمها من الأجهزة ما يجعلها تستطيع قياس المسافات و الأبعاد و الزوايا بين قرص الشمس و الخلية ، ثم إنها تستخدم لغة سرية في التخاطب عن طريق رقصات خاصة معبرة تنبئ بها أخواتها عن وجود الرحيق الحلو و تحدد لهن موضعه تحديدا دقيقاً من حيث زاوية الاتجاه إليه و بعده عن بيتها .. و هي كلها حقائق أغرب من الخيال ، ولكنها من آيات الله المعجزة التي كشف العلم الحديث عن بعض أسرارها بعد أربعة عشر قرناُ من نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
أنواع النحل
النحل المصري Apis mellifera lamarkii
يعتبر من أقدم أنواع النحل إستئناساً، و قد أثبتت البرديات و النقوش في المعابد المصرية ذلك، ، و قد أستخدم في العديد من الوصفات الفرعونية القديمة، وكان الفراعنة يقومون بتربيته في خلايا طينية، أما بالنسبة لصفاته الجسدية فهو صغير الحجم لونه أصفر مع وجود زغب أبيض فضى لامع على الجسم والنحل المصرى شرس الطباع لا يتحمل البرد علاوة على أن إنتاجه من العسل قليل وذكوره لها القدرة على تلقيح ملكات النحل الأجنبى من السلالات الأخري بالمنطقة ومقاوم لمعظم الأمراض كما أنه ذو كفاءة عالية في تلقيح الأزهار،و تم إستباط سلالات متعددة من هذا النوع للمحافظة عليه من الأنقراض و خاصاً في منطقة واحات سيوة.
النحل الألماني Apis mellifera mellifera
ويسمى هذا النحل بالنحل الأسود، وأصل هذه السلالة كل شمال أوروبا وغرب الألب ووسط روسيا. والنحل الأسود كبير الحجم، لسانه قصير(5.7 – 6.4 ملم) ذو بطن عريضة، لون الكيتين غامق جداً مع وجود بقع صفراء صغيرة على الترجات البطنية الثانية والثالثة، شعراته طويلة وشعر الصدر في الذكور بنى غامق وأحياناً أسود. و يعتبر هذا النحل حاد الطباع، عصبى المزاج عند فتح الخلية، حيث يجرى على الأقراص بسرعة ويكون كرة كبيرة من النحل في الركن السفلى من القرص والتى قد تسقط على الأرض، كما أنه من الصعب العثور على الملكة أثناء الفحص، ولكنه ليس دائماً شرس، وهذه السلالة بطيئة في نمو وتطور طوائفها في الربيع، وتكون الطوائف قوية في أواخر الصيف وخلالا الشتاء. والنحل الأسود ميال إلى التطريد، ويمكنه التشتية بصورة جيدة تحت الظروف القاسية، كما أنه حساس لأمراض الحضنة وخاصة تعفن الحضنة الأوربى ومرض الحضنة الطباشيرى وديدان الشمع، قليل في جمع البروبوليس.
النحل الكرنيولى Apis mellifera carnica
و يطلق عليه في بعض الأحيان باليوغسلافي ،أصل هذه السلالة هى الجزء الجنوبى لجبال النمسا وشمال يوغسلافيا، ومن وجهة النظر الاقتصادية يمكن التمييز بين خطوتين مهمتين:
الخطوة الأولى:
قبل الحرب العالمية الأولى حيث تم شحن آلاف الطرود من موطنها الأصلى وتم العمل على إكثارها بطريقة بسيطة طبيعية، حيث تم الانتخاب فيها على أساس الميل للتطريد ولكن كانت النتائج فيها مخيبة للآمال حيث كانت مقدرتها قليلة في إنتاج العسل، وبعضها مازال موجود في سلوفينيا حتى الآن.
الخطوة الثانية:
حدثت في حوالى سنة 1930 حيث تمت تربية هذه السلالة في النمسا على أساس برنامج مخطط بشكل جيد وأنتجت سلالة معينة على أساس أدائها في الإنتاج وميلها للتطريد، هذه السلالات هى التى تعرف الآن باسم الكرنيولى هذا النوع من النحل كبير الحجم لونه رمادى غامق (سنجابى) هادىء الطباع سهل المعاملة ملكاته نشطة في وضع البيض والشغالات تجمع العسل بوفرة، وشمعه ناصع البياض يصلح في إنتاج القطاعات العسلية. طول اللسان من (6.4 - 6.8 ملم)، والشعيرات على الجسم كثيفة وقصيرة،طبقة الكيتين لونها غامق، وعلى الترجتين البطنيتين الثانية والثالثة غالباً يوجد بقع بنية،لون الشعرات في الذكور رصاصى يميل إلى البنى. والنحل الكرنيولى يقضى الشتاء في طوائف صغيرة الحجم مع استهلاك كميات قليلة من الغذاء، وتبدأ الطوائف في تربية الحضنة مع أول دفعة تم إحضارها من حبوب اللقاح، وبعد ذلك يبدأ نمو الطائفة. و خلال الصيف تحتفظ الطائفة بعش كبير من الحضنة فقط عندما يكون الإمداد بحبوب اللقاح كاف، بينما تكون تربية الحضنة محدودة عندما يقل فيض حبوب اللقاح، وفى الخريف يتناقص تعداد الطائفة بشكل سريع. حاسة النحل الكرنيولى للتوجيه جيدة جداً وغير ميال للسرقة، واستخدامه قليل من البروبوليس.
النحل الإيطالى Apis mellifera ligustica
أصل هذه السلالة من إيطاليا، وهو نحل صغير الحجم بعض الشئ لسانه طويل نسبياً(6.3 - 6.6 ملم) تم إدخالها إلى ألمانيا سنة 1853 وفى الولايات المتحدة سنة 1856. والى هذه السلالة يرجع الفضل في انتشار وازدهار تربية النحل في المائة سنة الأخيرة. لونها أصفر ذهبى حيث توجد شرائط صفراء على الترجتين البطنيتين الأولتين أو الأربعة ترجات الأولى، بحافة ضيقة سوداء وكذلك على حلقة الصدر الأخيرة. والنحل الإيطالى هادىء الطباع ملكاته بياضة، نشط في جمع العسل، ميال إلى تربية حضنة جيدة وتبدأ الطائفة في تربي حضنة مبكراً محتفظة بمساحات كبيرة من الحضنة حتى الخريف. هذه السلالة قليلة الميل إلى التطريد، تقضى فصل الشتاء في طوائف قوية، تغطى العيون السداسية بأغطية شمعية ناصعة البياض. والنحل الإيطالى مقاوم لمرض الحضنة الأوربى بعكس السلالات السوداءو لكن يعيب عليها أيضا ميلها إلى سرقة العسل من الخلايا الأخرى
النحل القوقازى Apis mellifera caucasica
أصل هذا النحل في أعالى وديان وسط القوقاز، قريب الشبه جداً في شكله وحجمه إلى النحل الكرنيولى، لون الكيتين غامق وتوجد بقع بنية على الشرائط الأولى في البطن، شعرات الصدر في الذكر لونها أسود في حين أنها في الشغالات رصاصى، اللسان طويل جداً (أطول من 7.2 ملم)، ويسمى هذا النحل بالنحل السنجابى. وهذا النحل هادئ الطباع، غزير في إنتاج الحضنة مكوناً طوائف قوية، ولكنها لا تصل إلى كامل قوتها قبل منتصف الصيف، قليل الميل للتطريد، ميال لجمع البروبوليس. والنحل القوقازى حساس للإصابة بالنيوزيما، الأغطية الشمعية لعيون العسل مسطحة وغامقة اللون، ميال للسرقة من الخلايا الأخرى. ولقد شارك هذا النحل بدور هام في إنتاج الهجن، ولقد كان للهجين الأول مع الكرنيولى صفات ممتازة، أما تهجينه مع السلالات الصفراء أنتج هجناً ذا صفات غير مرغوبة.
النحل الأناضولى Apis mellifera anatolica
موطن هذا النحل هو تركيا، ويتم تربيته حتى الآن هناك في الخلايا الطينية، وهو هادئ الطباع، النحلة كبيرة الحجم لونها أصفر داكن، جماع للبروبوليس.
النحل الأرمنى Apis mellifera armeniaca
تعيش هذه السلالة في أرمينيا وهى سلالاة صفراء، شرسة، نشطة في إنتاج الحضنة، لا تميل إلى التطريد، تتحمل البرد، حساسة للإصابة بمرض النيوزيما.
النحل القبرصى Apis mellifera cypria
يشبه النحل الايطالى ولكنه صغير الحجم، ويعتقد أن أصل هذه السلالة هى أصل السلالات السورية والفلسطينية والإيطالية، والنحل القبرصى نشط جداً في جمع العسل، لونها أصفر، متوسطة الشراسة، ميال للتطريد.
النحل اليمنى Apis mellifera yemenitica
يعيش في شرق إفريقيا والسودان والصومال وتشاد وغرب آسيا في السعودية واليمن وعمان، صفات هذا النحل رديئة، النحل صغير الحجم وميال للتطريد، وتتم تربيته هناك في الخلايا البلدية.
النحل السورى Apis mellifera syriaca
ويوجد منه طرازان: السيافى والغنامى، السيافى محارب شرس والغنامى مطيع سهل الانقياد، ومن الصعب تمييزهما من المظهر الخارجى. يوجد هذا النحل في سوريا ولبنان، وهو يشبه كل من النحل الايطالى والقبرصى، والنحل السورى صغير الحجم لونه أصفر، أرجله طويلة شديد الشراسة، ميال للتطريد ولا يجمع البروبوليس ولكنه نشط في جمع الرحيق، توجد ثلاثة خطوط باهتة اللون على الثلاث حلقات البطنية الأولى، حواف الأجنحة لونها أصفر.
ويوجد في الخلية الواحدة كلاً من :
الملكة
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118231226&arID=1660
ملكة النحل وهى تضم البيض
هي الأنثى الخصبة الوحيدة في الخلية، وهي أم كل نحل الطائفة؛ فهي الوحيدة التي تضع البيض، وهي أكبر حجمًا من كل من الشغالات والذكور، وظيفتها الوحيدة هي وضع البيض، تفرز فرمونات (روائح كيميائية) تتحكم بها في الخلية، وتعرف شغالات الطائفة فرمونات ملكتها، وتتعرف على شغالات نفس الطائفة؛ لأن لها نفس الرائحة، وتهاجم وقد تقتل الشغالات من الطوائف الأخرى إذا حاولت دخول خليتها؛ لأنها تحمل رائحة مختلفة.
ويتم إنتاج الملكة من بيضة ملقحة مثلها في ذلك مثل الشغالات، ولكن اليرقة الملكية تُغذى منذ فقسها على الغذاء الملكي، وهو مادة تفرز من غدد خاصة في رؤوس الشغالات، والغذاء الملكي غني بالفيتامينات والهرمونات التي تعمل على تطور وخصب مبايض الملكة، تحتاج اليرقة لأربعة عشر يوما منذ الفقس حتى تتحول إلى حشرة كاملة (تسمى العذراء)، بمجرد خروج العذراء من البيت الملكي (الشرنقة) تقوم بمهاجمة البيوت الملكية الأخرى التي لم تفقس بعد لتقضي على المنافسين ولتأكل الغذاء الملكي الموجود في قاع هذه البيوت.
الزفاف الملكى
تظل العذراء في الخلية عدة أيام تتغذى خلالها على العسل، ولا تعبأ بها الشغالات؛ بل تزجرها من حين لآخر، ثم تخرج العذراء للتلقيح، وتقف على باب الخلية في الصباح، وتصدر صفيرا من ثغورها التنفسية يسمعه بالكاد النحال على بُعد متر أو اثنين من الخلية، لكن الذكور على بُعد 4 كيلومترات تسمع هذا الصفير وتلبي النداءات في الحال، بمجرد توافر عدد معقول من الذكور، تنطلق العذراء لتطير بسرعة كبيرة ووراءها سرب من الذكور كل منها يحاول تلقيحها، وينجح أقوى عشرة ذكور في تلقيح العذراء التي تصبح عندئذ ملكة، ويموت هؤلاء الفحول؛ لأنهم يتركون آلة السفاد داخل فتحة الأنثى التناسلية، تعود العذراء لخليتها وخلفها بقية سرب الذكور، يسمح حراس الخلية للملكة بالدخول، ولكنهم يقتلون سرب الذكور فيما يعرف بمذبحة الذكور، حيث لم يعد لهم فائدة.
وعلى الفور وبمجرد دخول الملكة تلتف حولها الشغالات في ولاء وإعزاز، وتقوم بلعقها وتنظيفها، وإزالة آلات السفاد، وتغذيتها بالغذاء الملكي الذي ينشط التبويض، لا يتكرر هذا الزفاف؛ لأن الملكة تخزن السائل المنوي في حويصلة خاصة، وتضغط بطنها عند وضع البيضة فيخرج حيوان منوي من الحويصلة ليلقح البيضة الخارجة.
البيوت الملكية
البيت الملكي هو الذي توضع فيه البيضة التي ستصير عذراء، وله شكل مميز؛ ففي البداية يكون على هيئة كأس مقلوبة ضيقة الفتحة، ثم مع فقس البيضة ونمو اليرقة تقوم الشغالات بتطويله حتى يصبح ذا شكل يشبه الفول السوداني، وأخيرا تغلق على اليرقة الملكية حتى تنسلخ لتصبح عذراء.
التطريد الطبيعى
تقوم الشغالات ببناء البيوت الملكية في موسم الرحيق؛ رغبة منها في التطريد؛ لإكثار عدد الطوائف ونشرها في البيئة، وهناك عوامل تساعد على بناء البيوت الملكية، منها: الزحام داخل الخلية، وارتفاع الحرارة، وشيخوخة الملكة. هناك بيوت طوارئ ملكية تبينها الشغالات في حالة موت الملكة، وتبني في هذه الحالة عددًا هائلا من البيوت، وتبنيها حول البيض المخصب أو اليرقات الصغيرة.
ومن أهم واجبات النحّال عند الكشف على الخلية هو تدمير هذه البيوت الملكية حتى لا تخرج عذارى جديدة تلقح وتصبح ملكات، كل ملكة تأخذ عددًا من الشغالات، وتهاجر لتسكن الأشجار وهذا يدمر الخلية، في حالة بيوت الطوارئ على النحال أن يهدم كل البيوت عدا أكبرها حجمًا؛ فيتركه لتخرج منه ملكة بدلا من الملكة المفقودة.
الشغالات
هي إناث عقيمة تنتج من بيضة ملقحة، ولكنها تتغذى في الطور اليرقي على خبز النحل، وهو عبارة عن خليط من العسل وحبوب اللقاح فتضمر أجهزتها التناسلية. تقوم الشغالات بكل أعمال الخلية؛ فالملكة ليس لها وظيفة سوى وضع البيض، والذكور ليس لها وظيفة سوى تلقيح الملكة.
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118230736&arID=1665
النحلة الشغالة
أما الشغالات فتقوم بكل شيء فهي التي تجلب الرحيق وحبوب اللقاح، وتصنع منه العسل وخبز النحل، وهي التي تغذي يرقات الحضنة، وتغذي الملكة بالغذاء الملكي، وتعنى بها وتنظفها، وتبني الشمع من غدد خاصة، وتنظف الخلية وتحرس الباب حتى تحمي الطائفة من الأعداء الحيوية ومن نحل الطوائف الأخرى، وهي التي تحدد نوع الأجيال القادمة؛ فتبني عيونًا سداسية واسعة عندما ترى أن الموسم مناسب للتطريد الذي يحتاج لذكور تلقح العذارى الجديدة.
كما أنها تبني بيوتًا ملكية، وتجبر الملكة على وضع البيض فيها عندما تجد الملكة قد شاخت، وتريد استبدالها ملكة أخرى بها، وإذا أصرت الملكة العجوز على تدمير البيوت الملكية الجديدة تقوم الشغالات بطردها من الخلية، فمن الخطأ أن نسميها مملكة النحل بل هي جمهورية تحكمها الشغالات، وما الملكة إلا ماكينة تفريخ. الشغالة أصغر أفراد الطائفة، وتحتوي الخلية على حوالي 60000 شغالة أثناء موسم الرحيق، وقد تصل إلى 100000 شغالة، ولكن الخلايا الضعيفة قد تحتوي على عدة مئات فقط، ويقل العدد في الشتاء.
أعمال الشغالة
تعيش الشغالة شهرًا واحدًا في موسم الرحيق؛ ربما لإنهاكها في العمل، ولكنها تستطيع اجتياز كل شهور الشتاء. لكل مرحلة من عمر الشغالة عمل خاص:
في الأيام الأولى تقوم بتدفئة الحضنة، وتنظيف العيون السداسية؛ تمهيدا لكي تضع الملكة البيض فيها.
بعد ذلك تقوم بتغذية اليرقات الكبيرة بخبز النحل.
ابتداء من اليوم السادس من عمرها تنشط غدد الغذاء الملكي لديها، فتقوم بتغذية الملكة والعناية بها، كما تغذي اليرقات من عمر 1-3 أيام بالغذاء الملكي.
تضمر غدد الغذاء الملكي لديها، فتقوم برحلات استكشافية قصيرة لمعرفة مكان الخلية، وتقف عند مدخل الخلية لتسلم الرحيق وحبوب اللقاح من الشغالات الجمّاعة، وتقوم بتركيزه وإفراز الإنزيمات عليه، ثم تخزينه في العيون السداسية.
بناء أقراص الشمع، وذلك ابتداء من عمر 12 يوما، حيث تنشط لديها الغدد الشمعية، ويحتاج كيلو الشمع إلى عشرين كيلو عسل.
حراسة مدخل الخلية في عمر 18 يوما، والقيام بأعمال النظافة.
جمع الرحيق وحبوب اللقاح والماء، ويستمر حتى ينتهي عمرها.
وهذا التقسيم مرن، وعند الحاجة تختصر المراحل.. بل عند الحاجة تنشط غدد الغذاء الملكي الضامرة في النحل الجمّاع حتى يستطيع تغذية الملكة، وقد تصبح الشغالة جمّاعة على عمر مبكر عند اللزوم.
جمع الرحيق:
بعض الشغالات تجمع الرحيق فقط، وبعضها يجمع حبوب اللقاح فقط، والبعض الآخر يجمع الاثنين. الرحيق سائل سكري تفرزه غدد خاصة في زهور النبات، يوجد بالرحيق ثلاثة أنواع من السكريات: السكروز والجلوكوز والفركتوز بنسب متفاوتة، علاوة على بعض الفيتامينات والخمائر والإنزيمات والبروتينات والزيوت الطيارة والصموغ والأحماض العضوية والمعادن. يخرج نحل الاستطلاع في الصباح يبحث عن الزهور مستدلا عليها بشكلها ورائحتها، ويجمع منها الرحيق بواسطة خرطومه الماص.
وتعود هذه النحلات إلى الخلية وتؤدي رقصة النحل التي تدل على مكان الرحيق، تشكل الشغالات حلقة حول النحلة الراقصة، وتعرف مكان الرحيق وتذوق طعمه، وتنطلق خارج الخلية لتعود محملة بالرحيق، وكل منها يؤدي رقصة النحل ليدل المزيد من الشغالات عن مكان الرحيق. عند عودة الشغالة بالرحيق لا تضعه بنفسها في العيون السداسية؛ بل تسلمه للشغالات العاملة داخل الخلية، وتسرع بجمع المزيد، تمتص الشغالة الرحيق من الزهرة إلى حويصلة خاصة في صدرها، وكذلك النحلة التي تتسلمه، وهذه الحويصلة غير متصلة بالجهاز الهضمي، ويتم في الحويصلة تحويل السكريات الثنائية (مثل السكروز) إلى سكريات أحادية (جلوكوز، فركتوز)، ويتم تبخير نسبة كبيرة من الماء، وتفرز عليه بعض الإنزيمات، ثم تضعه في إحدى العيون السداسية.
جمع حبوب اللقاح
حبوب اللقاح ضرورية لنمو اليرقات؛ حيث تعد مصدرًا للبروتين، كما أن العسل مصدر للكربوهيدرات تبلل النحلة أرجلها الأمامية بالعسل من فمها، ثم تمسح به رأسها وصدرها، فتعلق بها حبوب اللقاح العالقة على الصدر والبطن بواسطة الأرجل الخلفية، فتعلق كتلة اللقاح اللزجة على الأرجل الخلفية. عندما ترجع النحلة إلى خليتها تضع حمولتها في إحدى العيون السداسية أو على سطح البراويز.
جمع الماء
يجمع النحل الماء في الشتاء لإذابة العسل المتجمد قبل التغذية عليه، ويجمع الماء في الصيف لتلطيف حرارة الخلية، وحتى لا تتعرض اليرقات للجفاف، ويلزم الماء كذلك لإفراز الغذاء الملكي. عندما تدخل الشغالة جامعة الماء إلى الخلية تؤدي رقصة مثل رقصة الرحيق لتدل باقي الشغالات على مصدر الماء، وتقوم بتسليم الماء إلى شغالات الخلية التي تخزن الماء في حويصلاتها، ويسمى هذا النوع بالنحل الخازن، خلال الشهور الحارة قد يخزن الماء في عيون سداسية على ظهر البراويز، أما في الشتاء فلا يخزن إلا في حويصلات النحل الخازن.
جمع البروبوليس
ويسمى العلك أو صمغ النحل أو العكبر، وهو مادة صمغية يجمعها النحل من براعم وجذوع بعض الأشجار، ويستعملها في سد شقوق الخلية حتى لا يتسرب منها البرد أو الأعداء. كما يستعمل في دهان السطح الداخلي وتغطية الأشياء غير المرغوبة (مثل جثة الدبور) التي لا تستطيع النحل إخراجها من الخلية. وهذا الصمغ له فوائد علاجية، ومع ذلك يعد كثرة جمع الصمغ من عيوب بعض السلالات مثل النحل القوقازي.
الذكور
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118230868&arID=1677
ذكور النحل - تتميز بوجود شعر فى المؤخرة
يوجد في الخلية عدد من الذكور عند توافر الرحيق، حيث تقوم الشغالات ببناء عيون سداسية واسعة ينتج عنها ذكور، والسبب هو أن الملكة لا تضغط بطنها عند وضع البيض في العيون الواسعة، والبيض غير الملقح ينتج ذكورا، ولا عمل للذكر سوى تلقيح العذارى، وعند انتهاء موسم الرحيق يلاحظ النحال اختفاء الذكور من الخلية؛ لأن الشغالات تقتل جميع الذكور، ولا تبني ذكور؛ لأنها تأكل ولا تفعل أي شيء، وانتهت مهمتها التناسلية، الذكور قصيرة الجسم، ولكنها عريضة، وهي أكبر من الشغالات، وبطونها ليست مدببة، ولا تمتلك آله لسع، وإن كان لها طنين مزعج.
يقوم النحال بهدم بيوت الذكور للحد من استهلاكها للعسل. يمكن تمييز بيوت الذكور بارتفاع غطائها عن بيوت الشغالات، ويكون الغطاء على هيئة قبة.
آفات النحل
طيور الوروار
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118231045&arID=1680
طائر الوروار - يسمى آكل النحل
طيور مهاجرة ذات ألون جذابة، وهي أخطر آفات النحل، ويسمى "آكل النحل"، يلتهم الطائر الواحد نحو 70 نحلة في اليوم أو أكثر، وهو يظهر في المناحل في مصر في الربيع أثناء عودته إلى أوروبا؛ فيغير على المناحل في طريقه ويفتك بها، ولا حيلة للنحال في دفع هذا البلاء.
والطائر يتمتع بقوة خارقة وقدرة على المناورة مذهلة أثناء الطيران؛ بحيث يصطاد النحلة أثناء طيرانها. في البداية بمجرد شعور النحل بتواجد الوروار حول المنحل فإنه يمتنع تماما عن الخروج من الخلايا لعدة أيام عسى أن ينصرف سرب الوروار، لكنه يضطر في النهاية للخروج لجمع الماء والغذاء الضروري، ولكنه يتبع إستراتيجية غاية في الذكاء؛ إذ يخرج من خلاياه في الصباح الباكر على غير العادة حتى يستفيد من غبش الصبح في الفرار من الوروار، ولا يرجع النحل إلى خلاياه؛ بل يظل في الحقول طوال النهار، ولا يعود إلا بعد الغروب (على غير العادة أيضا) حتى يتفادى قنص الوروار؛ بسبب قلة الضوء، وبسبب رجوع النحل دفعة واحدة فيقل العدد المَصيد. فإذا استمر سرب الوروار رابضا حول المنحل فإن النحل يطور إستراتيجية أخرى تنمّ عن الذكاء والبسالة أيضا؛ إذ يخرج نحل مختلف الطوائف في أسراب تطارد الوروار لتلسعه فيفر منها الطائر خوفا على عينيه؛ فهي الجزء الوحيد الممكن لسعه، وعندما يصل النحل إلى هذه المرحلة تؤثر الطيور السلامة، وترحل عن المنحل.
الدبور الأحمر
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118230700&arID=1680
الدبور الأحمر
يُسمى أيضًا "دبور البلح"، وهو من أخطر آفات النحل أيضا (إذ يلتهم النحل، ويدخل الخلايا، ويأكل العسل)، ويجب عدم إقامة المناحل في المناطق الموبوءة بالدبور الأحمر، وتتلخص المقاومة فيما يلي:
تضييق مداخل الخلية ليسهل الدفاع عنها.
وضع قطع من السمك أو اللحم المسموم بجوار المنحل؛ لأن الدبور حشرة رِمية تأكل الجيف، ولا خوف على النحل من السم؛ لأنه لا يتغذى إلا على الزهور.
استعمال مصايد الزنابير.
أعداء آخرون: الغراب والزرزور والفأر والضفدعة والبرص والدبور الأصفر وذئب النحل والنمل ودودة الشمع، وحيوان الرتل... وكلها تسهل مقاومة الطوائف القوية لها؛ فعلى النحال أن يحرص أشد الحرص على تقوية جميع الطوائف.
أمراض الحضنة
هناك الكثير من الأمراض مثل مرض النوزيما، الأميبا، الدوسنتاريا، الشلل، الأكارين، الفاروا… ولعل أخطرها جميعا هو الفاروا، لذلك سنذكره بشيء من التفصيل.
مرض الفاروا
http://www.kenanaonline.com/figureGet.php?t=2&fgID=1118231104&arID=1680
طفيل الفاروة
من الآفات التي تسبب تعفن الحضنة، وينتج عن أكاروس (عنكبوت دقيق)، لا تكاد ترى بالعين المجردة طولها 1-1.5 ملي وعرضها 1.5 – 1.6 ملي، ولونها بني. تتطفل على الشغالات، وتمتص دماءها من بين حلقات البطن، وتبيض على يرقات النحل، يفقس بيض الفاروا، ويتغذى على يرقة النحل؛ فتموت الحضنة وتتعفن، وتخرج الفاروا الصغيرة من العيون السداسية للحضنة الميتة، وتتطفل على شغالات النحل لتكمل دورة حياتها. العلاج المعتمد حاليا هو حمض الفورميك، وهو حمض عضوي يوجد بصورة طبيعية (وإن كان بنسبة ضئيلة) في عسل النحل. يوضع الحمض التجاري في أوعية بلاستيكية أو زجاجية مفلطحة (حتى يمكن وضعها بين البراويز)، وتغطى بغطاء مثقوب. يتبخر أو يتسامى الحمض من خلال هذا الثقب؛ فيقضي على الفاروا ولا يضر النحل. وهذا العلاج كافٍ للعلاج والوقاية من كافة أمراض الحضنة.
تغذية النحل
هناك علامات لاحتياج الخلية للتغذية مثل قلة العسل وحبوب اللقاح في الخلية، واختفاء الذكور، وإلقاء اليرقات خارج الخلية وخفة وزن الخلية. يُلاحظ أن الخلايا في الريف المصري لا تحتاج تغذية على الإطلاق؛ ففي الشتاء تتوافر زهور الفول والخضراوات والأشجار الخشبية وحتى الحشائش على الجسور… إلخ. يمكن الاحتفاظ ببراويز العسل القاتم اللون (لا تصلح للتسويق) للتغذية عليها خلال الشتاء.
التغذية بالمحلول السكري
يمكن التغذية بمحلول سكري 2 كجم لكل لتر ماء، ويراعى ما يلي:
يجب أن يكون السكر نقيًّا.
تجرى التغذية في المساء لتجنب السرقة.
لا يترك المحلول السكري طويلا في الخلية حتى لا يتخمر.
تقدم كمية محلول متناسبة مع قوة الخلية.
تغذى كل الطوائف في نفس الوقت، ونبدأ بالخلايا الأقوى لتجنب السرقة.
تنظف الخلايا، وتجفف جيدا بعد كل تغذية.
هناك أنواع كثيرة من المغذيات ، وأسهلها هو وضع المحلول السكري في أكياس بلاستيكية مع ثقبها ثقبًا أو اثنين بإبره رفيعة، ويوضع الكيس فوق البراويز. عند تحضير المحلول يسخن الماء، ويوضع على السكر، وليس العكس، ويقلب حتى الذوبان دون وضعه على النار مباشرة، وبعد الذوبان يعصر عليه فص ليمون لمنع التبلور، وقد تضاف ملعقة ملح صغيرة؛ لأن النحل يحب ذلك. يترك ليبرد ثم يعبأ في المغذيات.
بدائل حبوب اللقاح
في حالة نقص حبوب اللقاح تتوقف الملكة عن وضع البيض حتى لو توافر العسل؛ لذلك يجب تغذية الخلية بحبوب اللقاح أو بدائلها عند الحاجة لذلك. هناك مصائد لحبوب اللقاح توضع على أبواب الخلايا لجمع حبوب اللقاح خلال موسم توافره، وتستعمل للتغذية في مواسم نقص الحبوب. هناك أنواع كثيرة من بدائل حبوب اللقاح لعل أفضلها هو المكون من 3 أجزاء: دقيق فول صويا مع جزء خميرة البيرة وجزء لبن فرز مجفف، مع عجن هذا الخليط بمحلول سكري، وتوضع على ظهر البراويز، وتغطى بالبلاستيك حتى لا تجف.
توازن الطوائف
عند نقص الرحيق تقوم شغالات الطوائف القوية بالإغارة على الطوائف الضعيفة، وتسرق منها العسل، وتنشب معارك تؤدي إلى هلاك الطوائف الضعيفة؛ مما يسبب خسائر كبيرة. هناك سلالات تميل للسرقة مثل النحل الإيطالي، والسر في ذلك هو خصوبة الملكة وعدم توازن وضع البيض مع توافر الرحيق، بينما ملكات النحل الكرينيولي تقلل من وضع البيض عند قلة مصادر الرحيق. يقوم النحال بمنع السرقة بالتغذية في الأوقات المناسبة، وبتقوية الخلايا الضعيفة؛ وذلك بتغيير ملكاتها بملكات قوية شابة، وعن طريق إضافة براويز حضنة مغلقة (على وشك خروج الشغالات الصغيرة منها) من الخلايا القوية (بدون نحل عالق بها) إلى الخلايا الضعيفة، وبذلك نقلل عدد شغالات الخلايا القوية، وتزيد عدد شغالات الخلايا الضعيفة. كما يجب تضييق مداخل الخلايا الضعيفة وإحكام منافذها؛ حتى يسهل لنحلها منع غارات النحل السارق ومنع الأعداء الطبيعية.