الــزعــيــم
05-11-2007, 12:23 PM
قصيدة رائعة للمتنبي لهوى النفوس سريرة لا تعلم
لهَوَى النّفُـوسِ سَرِيـرَةٌ لا تُعْلَـمُ = عَرَضاً نَظَرْتُ وَخِلْتُ أنـي أسْلَـمُ
يا أُختَ مُعْتَنِقِ الفَوَارِسِ في الوَغى = لأخوكِ ثَـمّ أرَقُّ منـكِ وَأرْحَـمُ
رَاعَتْكِ رَائِعَةُ البَيـاضِ بمَفْرِقـي = وَلَوَ انّهَا الأولى لَـرَاعَ الأسْحَـمُ
لَوْ كانَ يُمكِنُني سفَرْتُ عن الصّبى = فالشّيـبُ مِـنْ قَبـلِ الأوَانِ تَلَثُّـمُ
وَلَقَدْ رَأيتُ الحادِثـاتِ فَـلا أرَى = يَقَقـاً يُمِيـتُ وَلا سَـوَاداً يَعصِـمُ
وَالهَـمُّ يَخْتَـرِمُ الجَسيـمَ نَحَافَـةً = وَيُشيبُ نَاصِيَـةَ الصّبـيّ وَيُهـرِمُ
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيـمِ بعَقْلِـهِ = وَأخو الجَهالَةِ في الشّقـاوَةِ يَنعَـمُ
وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفـاظَ فمُطلَـقٌ = يَنسَى الذي يُولـى وَعَـافٍ يَنْـدَمُ
لا يَخْدَعَنّـكَ مِـنْ عَـدُوٍّ دَمْعُـهُ = وَارْحَمْ شَبابَكَ مـن عَـدُوٍّ تَرْحَـمُ
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ مـنَ الأذى = حتى يُرَاقَ عَلـى جَوَانِبِـهِ الـدّمُ
يُؤذي القَليلُ مِـنَ اللّئَـامِ بطَبْعِـهِ = مَنْ لا يَقِـلّ كَمَـا يَقِـلّ وَيَلْـؤمُ
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجـدْ = ذا عِـفّـةٍ فَلِعِـلّـةٍ لا يَـظْـلِـمُ
وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَـن لا يَرْعَـوي = عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَـن لا يَفهَـمُ
وَجُفُونُـهُ مَـا تَسْتَـقِـرّ كَأنّـهَـا = مَطْرُوفَةٌ أوْ فُـتّ فيهـا حِصـرِمُ
وَإذا أشَــارَ مُحَـدّثـاً فَكَـأنّـهُ = قِـرْدٌ يُقَهْقِـهُ أوْ عَجـوزٌ تَلْطِـمُ
يَقْلَـى مُفَارَقَـةَ الأكُـفّ قَـذالُـهُ = حتى يَكَـادَ عَلـى يَـدٍ يَتَعَـمّـمُ
وَتَراهُ أصغَرَ مَـا تَـرَاهُ نَاطِقـاً، = وَيكونُ أكذَبَ مـا يكـونُ وَيُقْسِـمُ
وَالذّلّ يُظْهِرُ فـي الذّليـلِ مَـوَدّةً = وَأوَدُّ مِنْـهُ لِمَـنْ يَـوَدّ الأرْقَــمُ
وَمِنَ العَـداوَةِ مـا يَنَالُـكَ نَفْعُـهُ = وَمِنَ الصّداقَةِ مـا يَضُـرّ وَيُؤلِـمُ
أرْسَلْتَ تَسألُنـي المَديـحَ سَفَاهَـةً = صَفْرَاءُ أضْيَقُ منكَ مـاذا أزْعَـمُ
فلَشَدّ ما جاوَزْتَ قَـدرَكَ صَاعِـداً = وَلَشَدّ ما قَرُبَـتْ عَلَيـكَ الأنجُـمُ
وَأرَغْتَ ما لأبي العَشَائِرِ خالِصـاً = إنّ الثّنَـاءَ لِمَـنْ يُـزَارُ فيُنْـعِـمُ
وَلمَنْ أقَمْتَ علـى الهَـوَانِ بِبَابِـهِ = تَدْنُـو فيُوجـأُ أخْدَعـاكَ وَتُنْهَـمُ
وَلمَنْ يُهِينُ المَـالَ وَهْـوَ مُكَـرَّمٌ = وَلمَنْ يَجُرّ الجَيشَ وَهْـوَ عَرَمْـرَمُ
وَلمَنْ إذا التَقَـتِ الكُمـاةُ بمَـأزِقٍ = فَنَصِيبُـهُ مِنْهَـا الكَمـيُّ المُعْلِـمُ
وَلَرُبّمَـا أطَـرَ القَنَـاةَ بـفَـارِسٍ = وَثَنى فَقَوّمَهَـا بِـآخَـرَ مِنْـهُـمُ
وَالوَجْهُ أزْهَـرُ وَالفُـؤادُ مُشَيَّـعٌ = وَالرّمْحُ أسمَرُ وَالحُسـامُ مُصَمِّـمُ
أفْعَالُ مَـن تَلِـدُ الكِـرامُ كَريمَـةٌ = وَفَعَالُ مَنْ تَلِـدُ الأعَاجِـمُ أعجـمُ
لهَوَى النّفُـوسِ سَرِيـرَةٌ لا تُعْلَـمُ = عَرَضاً نَظَرْتُ وَخِلْتُ أنـي أسْلَـمُ
يا أُختَ مُعْتَنِقِ الفَوَارِسِ في الوَغى = لأخوكِ ثَـمّ أرَقُّ منـكِ وَأرْحَـمُ
رَاعَتْكِ رَائِعَةُ البَيـاضِ بمَفْرِقـي = وَلَوَ انّهَا الأولى لَـرَاعَ الأسْحَـمُ
لَوْ كانَ يُمكِنُني سفَرْتُ عن الصّبى = فالشّيـبُ مِـنْ قَبـلِ الأوَانِ تَلَثُّـمُ
وَلَقَدْ رَأيتُ الحادِثـاتِ فَـلا أرَى = يَقَقـاً يُمِيـتُ وَلا سَـوَاداً يَعصِـمُ
وَالهَـمُّ يَخْتَـرِمُ الجَسيـمَ نَحَافَـةً = وَيُشيبُ نَاصِيَـةَ الصّبـيّ وَيُهـرِمُ
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيـمِ بعَقْلِـهِ = وَأخو الجَهالَةِ في الشّقـاوَةِ يَنعَـمُ
وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفـاظَ فمُطلَـقٌ = يَنسَى الذي يُولـى وَعَـافٍ يَنْـدَمُ
لا يَخْدَعَنّـكَ مِـنْ عَـدُوٍّ دَمْعُـهُ = وَارْحَمْ شَبابَكَ مـن عَـدُوٍّ تَرْحَـمُ
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ مـنَ الأذى = حتى يُرَاقَ عَلـى جَوَانِبِـهِ الـدّمُ
يُؤذي القَليلُ مِـنَ اللّئَـامِ بطَبْعِـهِ = مَنْ لا يَقِـلّ كَمَـا يَقِـلّ وَيَلْـؤمُ
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجـدْ = ذا عِـفّـةٍ فَلِعِـلّـةٍ لا يَـظْـلِـمُ
وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَـن لا يَرْعَـوي = عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَـن لا يَفهَـمُ
وَجُفُونُـهُ مَـا تَسْتَـقِـرّ كَأنّـهَـا = مَطْرُوفَةٌ أوْ فُـتّ فيهـا حِصـرِمُ
وَإذا أشَــارَ مُحَـدّثـاً فَكَـأنّـهُ = قِـرْدٌ يُقَهْقِـهُ أوْ عَجـوزٌ تَلْطِـمُ
يَقْلَـى مُفَارَقَـةَ الأكُـفّ قَـذالُـهُ = حتى يَكَـادَ عَلـى يَـدٍ يَتَعَـمّـمُ
وَتَراهُ أصغَرَ مَـا تَـرَاهُ نَاطِقـاً، = وَيكونُ أكذَبَ مـا يكـونُ وَيُقْسِـمُ
وَالذّلّ يُظْهِرُ فـي الذّليـلِ مَـوَدّةً = وَأوَدُّ مِنْـهُ لِمَـنْ يَـوَدّ الأرْقَــمُ
وَمِنَ العَـداوَةِ مـا يَنَالُـكَ نَفْعُـهُ = وَمِنَ الصّداقَةِ مـا يَضُـرّ وَيُؤلِـمُ
أرْسَلْتَ تَسألُنـي المَديـحَ سَفَاهَـةً = صَفْرَاءُ أضْيَقُ منكَ مـاذا أزْعَـمُ
فلَشَدّ ما جاوَزْتَ قَـدرَكَ صَاعِـداً = وَلَشَدّ ما قَرُبَـتْ عَلَيـكَ الأنجُـمُ
وَأرَغْتَ ما لأبي العَشَائِرِ خالِصـاً = إنّ الثّنَـاءَ لِمَـنْ يُـزَارُ فيُنْـعِـمُ
وَلمَنْ أقَمْتَ علـى الهَـوَانِ بِبَابِـهِ = تَدْنُـو فيُوجـأُ أخْدَعـاكَ وَتُنْهَـمُ
وَلمَنْ يُهِينُ المَـالَ وَهْـوَ مُكَـرَّمٌ = وَلمَنْ يَجُرّ الجَيشَ وَهْـوَ عَرَمْـرَمُ
وَلمَنْ إذا التَقَـتِ الكُمـاةُ بمَـأزِقٍ = فَنَصِيبُـهُ مِنْهَـا الكَمـيُّ المُعْلِـمُ
وَلَرُبّمَـا أطَـرَ القَنَـاةَ بـفَـارِسٍ = وَثَنى فَقَوّمَهَـا بِـآخَـرَ مِنْـهُـمُ
وَالوَجْهُ أزْهَـرُ وَالفُـؤادُ مُشَيَّـعٌ = وَالرّمْحُ أسمَرُ وَالحُسـامُ مُصَمِّـمُ
أفْعَالُ مَـن تَلِـدُ الكِـرامُ كَريمَـةٌ = وَفَعَالُ مَنْ تَلِـدُ الأعَاجِـمُ أعجـمُ