عبير الشوق
06-11-2012, 05:44 PM
كاتب المقال : الإعلامي الرقمي عبد الله المغلوث
ثمة بهجة عارمة مخبوءة في حصر الجمال الذي ينهمر من أصدقائنا وأحبتنا، لكننا للأسف مشغولون عنه بتعداد زلاتهم والتنقيب عن أخطائهم، ولو حاول كل منا استرجاع اللحظات الجميلة لصنعنا مجلدات كافية لرسم فرح يغمر هذا الكون
دأبت أمي على معايدتي صغيرا بدفتر يحمل كلمات جميلة تفوهت بها على مسامعها أو كتبتها. كنت أنتظر عيد الفطر كل عام لأستكشف ما أعجب أمي عبر الدفتر الذي تتصدره 5 نجوم دلالة على عمري حينما شرعت في مكافأتي به. كانت تكتب كل جملة وبجانبها تاريخها ومناسبتها.
أصبح هذا الدفتر حصادا لعام مضى وإلهاما لعام سيأتي.. صار شاهدا على ذكرياتي. جعلتني هذه المكافأة السنوية أكثر حرصا على اختيار عباراتي ومفرداتي أمام أمي؛ لكي أقبض نهاية العام على دفتر أسمن وأشهى من سابقه. انعكست هذه السياسة التي انتهجتها أمي في حرصي على التفوه أمامها وغيرها بعبارات منتقاة ومصطفاة. أفكر في كلماتي غير مرة قبل أن أطلقها وأشيعها. دفعني أسلوبها إلى التساؤل: هل ما سأقوله أو ما سأكتبه سيكون جديرا بالإقامة في دفتر أمي ذي الخمس نجوم أم لا؟ أزعم أن هذا الدفتر هو أحد أهم أسباب تعلقي بالكتابة وارتباطي بها.
كبرت وما زالت أمي تعايدني بهذا الدفتر حتى هذا اليوم. أصبحت تملؤه بما يعجبها مما أكتبه وأنشره وأنثره هنا وهناك. تقتبس بسخاء، وتحيط حروفي بورود ترسمها ونجوم تصنعها.
فرحتي بهذا الدفتر لم تذو أو تتراجع، بل زادت وارتفعت. أبتهج به كطفل صغير. كلما فزت به أشعر أنني ما زلت أكتب ما يستحق اهتمامها وعنايتها، جلدها وكرمها. فالدفتر حتى ولو بدا بسيطا وصغيرا فهو يحتاج إلى مجهود كبير. فهي تحرص على أن تعده بنفسها. تكتبه بخطها الجميل.
وتضع بجوار كل جملة تعليقها الأخاذ الذي يسحرني ويأسرني. وبعد أن تفرغ منه تطبع منه نسخة إضافية تدخرها.
جاء دوري الأسبوع الماضي لأخوض هذه التجربة وأقرأ ردة فعل ابنتي، سفانة (5 سنوات) على دفترها الأول الذي قمت بإعداده بالتعاون مع زوجتي، مأخوذا بفكرة أمي. فاقت ردة فعل ابنتي توقعاتي. طارت به كعصفور. أخذت تستعرضه أمام صديقاتها وأقاربها. تقول لهم: شاهدوا ماذا كتبت وماذا قلت، ماذا رسمت.. وماذا صنعت؟
ردة فعلها المحلقة جعلتني أفكر في تطوير هذه الفكرة العام المقبل، وأحاول أن تتجاوز محيط المنزل. رأيت أن أتقاسمها معكم، وأيضا أن أقوم بها مع زميل أوصديق أو شخص أتابع ما يكتب وأبعثها له كعربون محبة في عيد الفطر المقبل، إن شاء الله.
لنجعل العيد فرصة جميلة لنجمع ما نحب لمن نحب. أن نروج للجمال والدهشة والبساطة.
إن هذا العالم المتخم بالتقنية والتكلف بحاجة إلى الكثير من المشاعر التلقائية والخاصة لاستمطار السعادة المفقودة.
لا يوجد شيء أكثر صدقا وتعبيرا عن المحبة كمن يجمع جمالك ويضعه بين دفتي دفتر.
ثمة بهجة عارمة مخبوءة في حصر الجمال الذي ينهمر من أصدقائنا وأحبتنا، لكننا للأسف مشغولون عنه بتعداد زلاتهم والتنقيب عن أخطائهم.
لو حاول كل منا استرداد واسترجاع اللحظات الجميلة والكلمات الصادقة المعبرة التي هطلت من شفاه وأصابع أحبتنا أجزم أننا بوسعنا أن نصنع مجلدات كافية لرسم فرح يغمر هذا الكون.
إننا دائما ننفق أوقاتنا في البحث عن هدية تبسط السعادة في صدور أحبتنا، بدلا من أن نصنعها. اصنع السعادة ولا تبحث عنها.
هناك أشياء تحتفظ بها، وأشياء تحتفل بها.
بيد أن أجملها على الإطلاق هو ما تحتفظ وتحتفل به معا. أشياء لا تذبل ولا تصدأ تزداد تألقا وتوهجا مع مرور الأيام.
مضى العيد بعد أن أنفقنا الكثير الكثير. لكن القليل منا نال السعادة الحقيقية. من أراد أن يتذوقها فعليه أن يبدأ من اليوم في رصد الأشياء الجميلة وإشاعتها في اللحظات الجميلة.
ثمة بهجة عارمة مخبوءة في حصر الجمال الذي ينهمر من أصدقائنا وأحبتنا، لكننا للأسف مشغولون عنه بتعداد زلاتهم والتنقيب عن أخطائهم، ولو حاول كل منا استرجاع اللحظات الجميلة لصنعنا مجلدات كافية لرسم فرح يغمر هذا الكون
دأبت أمي على معايدتي صغيرا بدفتر يحمل كلمات جميلة تفوهت بها على مسامعها أو كتبتها. كنت أنتظر عيد الفطر كل عام لأستكشف ما أعجب أمي عبر الدفتر الذي تتصدره 5 نجوم دلالة على عمري حينما شرعت في مكافأتي به. كانت تكتب كل جملة وبجانبها تاريخها ومناسبتها.
أصبح هذا الدفتر حصادا لعام مضى وإلهاما لعام سيأتي.. صار شاهدا على ذكرياتي. جعلتني هذه المكافأة السنوية أكثر حرصا على اختيار عباراتي ومفرداتي أمام أمي؛ لكي أقبض نهاية العام على دفتر أسمن وأشهى من سابقه. انعكست هذه السياسة التي انتهجتها أمي في حرصي على التفوه أمامها وغيرها بعبارات منتقاة ومصطفاة. أفكر في كلماتي غير مرة قبل أن أطلقها وأشيعها. دفعني أسلوبها إلى التساؤل: هل ما سأقوله أو ما سأكتبه سيكون جديرا بالإقامة في دفتر أمي ذي الخمس نجوم أم لا؟ أزعم أن هذا الدفتر هو أحد أهم أسباب تعلقي بالكتابة وارتباطي بها.
كبرت وما زالت أمي تعايدني بهذا الدفتر حتى هذا اليوم. أصبحت تملؤه بما يعجبها مما أكتبه وأنشره وأنثره هنا وهناك. تقتبس بسخاء، وتحيط حروفي بورود ترسمها ونجوم تصنعها.
فرحتي بهذا الدفتر لم تذو أو تتراجع، بل زادت وارتفعت. أبتهج به كطفل صغير. كلما فزت به أشعر أنني ما زلت أكتب ما يستحق اهتمامها وعنايتها، جلدها وكرمها. فالدفتر حتى ولو بدا بسيطا وصغيرا فهو يحتاج إلى مجهود كبير. فهي تحرص على أن تعده بنفسها. تكتبه بخطها الجميل.
وتضع بجوار كل جملة تعليقها الأخاذ الذي يسحرني ويأسرني. وبعد أن تفرغ منه تطبع منه نسخة إضافية تدخرها.
جاء دوري الأسبوع الماضي لأخوض هذه التجربة وأقرأ ردة فعل ابنتي، سفانة (5 سنوات) على دفترها الأول الذي قمت بإعداده بالتعاون مع زوجتي، مأخوذا بفكرة أمي. فاقت ردة فعل ابنتي توقعاتي. طارت به كعصفور. أخذت تستعرضه أمام صديقاتها وأقاربها. تقول لهم: شاهدوا ماذا كتبت وماذا قلت، ماذا رسمت.. وماذا صنعت؟
ردة فعلها المحلقة جعلتني أفكر في تطوير هذه الفكرة العام المقبل، وأحاول أن تتجاوز محيط المنزل. رأيت أن أتقاسمها معكم، وأيضا أن أقوم بها مع زميل أوصديق أو شخص أتابع ما يكتب وأبعثها له كعربون محبة في عيد الفطر المقبل، إن شاء الله.
لنجعل العيد فرصة جميلة لنجمع ما نحب لمن نحب. أن نروج للجمال والدهشة والبساطة.
إن هذا العالم المتخم بالتقنية والتكلف بحاجة إلى الكثير من المشاعر التلقائية والخاصة لاستمطار السعادة المفقودة.
لا يوجد شيء أكثر صدقا وتعبيرا عن المحبة كمن يجمع جمالك ويضعه بين دفتي دفتر.
ثمة بهجة عارمة مخبوءة في حصر الجمال الذي ينهمر من أصدقائنا وأحبتنا، لكننا للأسف مشغولون عنه بتعداد زلاتهم والتنقيب عن أخطائهم.
لو حاول كل منا استرداد واسترجاع اللحظات الجميلة والكلمات الصادقة المعبرة التي هطلت من شفاه وأصابع أحبتنا أجزم أننا بوسعنا أن نصنع مجلدات كافية لرسم فرح يغمر هذا الكون.
إننا دائما ننفق أوقاتنا في البحث عن هدية تبسط السعادة في صدور أحبتنا، بدلا من أن نصنعها. اصنع السعادة ولا تبحث عنها.
هناك أشياء تحتفظ بها، وأشياء تحتفل بها.
بيد أن أجملها على الإطلاق هو ما تحتفظ وتحتفل به معا. أشياء لا تذبل ولا تصدأ تزداد تألقا وتوهجا مع مرور الأيام.
مضى العيد بعد أن أنفقنا الكثير الكثير. لكن القليل منا نال السعادة الحقيقية. من أراد أن يتذوقها فعليه أن يبدأ من اليوم في رصد الأشياء الجميلة وإشاعتها في اللحظات الجميلة.