صقـر عتيبـة
30-10-2007, 06:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعروالأديب الكبير حسين سرحان شاعر الجزيرة العربية
في العصر الحديث
عاش من عام 1334هـ الى 1413هـ .
نسبه : هو حسين بن علي بن صويلح بن سرحان الرويس العتيبي
ينحدر من بني سعد بن بكر بن هوازن من قيس عيلان من مضر.
نشأ أديبنا وشاعرنا الكبير في مدينة مكة المكرمة متنقلا بين الحرم المكي ينهل من معين مكتبته وبين مدارس الفلاح التي درس وتعلم فيها.
وفي عام 1367هـ اصبح مشرفا على قسم الثقافة في صحيفة البلاد.
تنقل في العمل الحكومي في وزارة المالية .. حتى اصبح مسئولا عن مطابع الحكومة في نهاية حياته الوظيفية .
لم يمنعه العمل الحكومي أو الوظيفة من القراءة والاطلاع بل انه استطاع وبمجهوده الخاص ان يكون لنفسه قاعدة ثقافية واسعة جدا .. فقرض الشعر وكتب المقالة وقص القصة .. وابدع في هذه وتلك حتى اصبح علما بارزا من اعلام الثقافة والادب في المملكة العربية السعودية بل وفي الوطن العربي.قال عنه الدكتور عبد الله الحيدري في محاضرة القاها في ندوة الوفاء الخميسية بالرياض :
إن حسين سرحان ولد في بادية مكة المكرمة ، والطائف وأَلِف حياة البساطة ، وتأثرت نفسه بهذه البيئة البدوية حيث ضاق بحياة الحضر ، وتطلع لحياة البادية لكونها حياة جميلة ، فطرة نقية ، يشعر فيها بحريته. فأُصيب بما يشبه الصدمة الحضرية ، وكان عليه إما التوافق مع البيئة الحضرية أو رفضها ، لذا فقد وجد نفسه غريباً في المجتمع الحضري المدني ، فلجأ إلى العزلة منذ شبابه وحتى وفاته.وقال عنه علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر :
(( وهو ابن البادية ، أمضى زهرة شبابه وريعانه وعهد كهولته متنقلا في مرابعها ومراتعها، فبدت سمات تلك الصحراء بارزة في شعره في جزالته وفي صدق تعبيرة وفي أسلوبه . وفي استعماله كلمات يظنها قارىء شعره مما تعمق الشاعر في البحث عنها في معجمات اللغة ، بل من عويص تلك الكلمات . ))والمتتبع الفاحص لما كتبه شاعرنا يجد فعلا كلمات من بيئته البدوية تقتحم قصائدة وكأنه يستخرجها من متون القاميس العربية .. فهو لا يختار من العامية الا ما كان له اصل في اللسان العربي . وهذا البيت من اكبر الامثلة على ذلك :
تَطْوِي السَّبَارِيْتَ لا حرُّ فتعلمهكلاَّ ولا أنتَ عن مثْواك بالدَّارِي
ومعلوم أن السباريت هي ( القفار الواسعة ) وهي كلمة عامية عند معظم اهل البادية.
وفي موقع اخر يقول في شطر احد أبياته :
إِذَا تَبَدَّحَ لَمْ تَفْرَحْ بِهِ قَدَمُ
تبدح كلمة معروفة عند العامة و( يقال جاء فلان يتبدح ) في المعجم تعني ( جاء يمشي على انبساط وسعة بال ).
وتأمل كلمة الرجام في هذا البيت :أعشت ألفا ؟ أم ثلاثا ؟ فما= بعد سوى تركك تحت الرجام
والحقيقة ان قصائدة ومقالاته مليئة بمثل هذه الكلمات التي استوحاها من بيئته البدوية حتى اختياره لاسم ابنته الكبرى ( مزنه ) دليل على هذا التأثر بالرغم من انه عاش فترات طويلة في مجتمع متمدن متعدد الثقافات.
وللعزلة والحزن اثر كبير في حياة الشاعر وربما كان متأثرا بوفاة ابنته الكبرى .. ووفاة ابنه محمد، ولذلك كان يبتعد عن الاضواء وهي تلاحقه .
يقول عنه الدكتور عبدالله الغامدي في هذا الشأن :-إذا كان المتنبي (مالئ الدنيا وشاغل الناس) فذاك مجد صنعه لنفسه وهدف سعى إليه بقدراته، واشتغل عليه بوفرة حضوره وكثافة اعتداده بنفسه وخصوبة نتاجه في عمره غير المديد!!
أما ضيفنا اليوم فإنه وإن شارك المتنبي في الفكرة إلا أنه خالفه في الآلية، فقد اعتاض عن الأحياء بالعزلة، إلا أن الحياة كانت حاضرة (وجدانيا) بكل أبعادها، وهذا ظاهر في شعره ونثره.
صدر للشاعر ديوانين هما : الطائر الغريب ، واجنحة بلا ريش
لانطيل عليكم فأنتم متلهفون لقراءة بعض قصائده الرائعة والمؤثرة وسنوافيكم ببقية قصائده تباعا انشاء الله :
1- مرثيته في ابنته ( مزنه ) التي توفيت منتصف عام 1376هـ . وعمرها عشرون عاما )
أراك .. أراك في نومي وصحويوفي بعـدٍ وفـي قـربٍ قريـب
أراك ..على النمارق والحشايـاأراك علـيّ آخــذة دروبــي
أراك .. كخير ما يبهـي محيـاعلى استضحاكه وعلى القطـوب
أراك على مـدى طـرف بعيـدأراك على صدى صوت مجيـب
أراك مع الهـواء مـع الأمانـيمع الماء الذي أحسو ( بكوبي )
أراك مـلأت أخيلتـي وقلـبـيوأحلامـي بكـل سنـى حبيـب
اراك وربمـا أبصـرت نفسـيخلالـك عبـر أوديـة الغيـوب
أراك .. رأتك عيـن الله خلـداتضـوّع بالمباهـج والطـيـوب
أراك على النوافذ فـي ارتقابـياذا استبطأت أوبي من ذهوبـي
أراك بكـل متـجـه بـشـرقوغرب فـي شمـال أو جنـوب
عليك على ضريحك كل ( مزن )تهب به الريـاح مـع الهبـوب
تمج الغيث فـي مسـك شـذاهلـه أرج كتمـزيـق الجـيـوب
أرك إذا استطـار بكـل أفــقودف بوبـل هاطلـة سـكـوب
يؤم ثراك – مزنـة – إن قلبـيتحمـل كـل أحـزان القـلـوب
2- وهذه المرثية الثانية :
3- تحيـــــاتي اليك
قصيدة قالها بعد مرور تسعة اعوام على احتساب ( الشاعر ) كبرى كريماته :
تحياتي إليـك مـع السمـاحمساء إن أردت وفي الصبـاح
وإن أنا لم أزرك ولـم أعـرجعسى وجدت بمعتلج البطـاح
فعذرا يا ( مزينة ) أن عمريأناهيـة الزمـان نهـاب راح
أرنق في سراب الدهر كأسـيوآكل مـن شآبيـب الريـاح
وأخطو والحياة خطـاً ولكـنوددت لو أنني طلـق الجمـاح
ألمـا تعلمـي أن اغتبـاقـيطيوف من خيالك واصطباحـي
وأني حيثمـا وجهـت طرفـيأراك وإن تعـدت النـواحـي
أملي اللوم بعـدك لـم أنـادمولم أشهد سوى وجـه وقـاح
يكشر لـي بأنيـاب مـراضويضحك لي بأشداق صحـاح
ولكن فاعلمـي يـا أم عينـيويا أخت الشقيقـات المـلاح
بأني لـم أعـره الطـرف إلاليلعـق فـي أذاه دم الجـراح
فيا ( مزناه ) يا ضوء الدراريتفيض النور في أبهى وشـاح
ويا ( مزناه ) يا كبـد اللآلـيإذا انطلقـت بألسنـة فصـاح
ألا يا جوهر الـدر المصفـىبلى يا زينـة الفلـك المتـاح
متى ألقاك حيث تقـر عينـيوتورق فـي مقاديـم الجنـاح
وعندئـذ ألـذ فـإن عيشـيلمجتاح المنـى كـل اجتيـاح
4- القصيدة الثانية ( قصيدة فلسفية ) تتحدث عن مجموعة من الدود تزدحم على جثة الميت ، فإذا فرغ من الجثة عاد الدود فالتهم بعضه بعضا ويبقى منه بعد ذلك دودتان كبيرتان ، فتتقاتلان على البقاء فتفترس القوية الضعيفة ، ثم تموت الدودة الاخيرة من الجوع :
قصيدة ( الدودة الأخيرة )
ازدحـم الـدود علـى جثـةأضفى عليها نسج أضراسهـا
حلة نعمى ، أذهبـت طيبهـاواستنفـذت آخـر أنفاسهـا
كم قلبت فوق فـراش وثيـروكن تروت من معين السرور
واستخدمت في عيشها زمـرةكبيرها يهرع قبـل الصغيـر
الآمـر أمـر نافـذ حكـمـهوالنهـي نهـي بالـغ شأنـه
حازت من الدنيا جميع المنـىفأين ( هارون ) وسلطانـه.
هذي الملاييـن بـلا حاسـبمن ذلك الدود الكثير الكثيـر
امتارهـا مـائـدة دسـمـةوبات يرعى في حماها النضير
لو شامها في قبرهـا شائـملتلتـفـت للهول أعصـابـه
منظر قبح بعـد حسـن فمـالـذة عيـش تلـك أعقابـه
أمسى يغني الدود في روضـةما أخرجت أحسن منها السماء
أغصانها، أثمارها ، نورهـايقطف من ألوانهـا مايشـام
قد استوى المأمور والأميـرفيها وأمسى العبـد كالسيـد
إن الردى كـأس ولا بـد أنيجرع جبار القـوى صباهـا
يستبشر المنصور في غـدوةوما درى ماذا يجن المسـاء
وكم لواء فـاز صبحـا فـإنجاء الدجى وحطم ذاك اللـواء
وخدعـة العيـش طبيعـيـةلكنهـا تذهـل عمـا يــرام
أعشت ألف ؟ أم ثلاثا ؟ فمـابعد سوى تركك تحت الرجـام
وغيرت ساعات بـرح أليـمونالها في الجوع أمر عظيـم
حالة نحـس بعـد سعدوهـلمن حالة عند الليالي تـدوم ؟
وجهدة تبقـى علـى نفسهـاما ادخرته من ذمـاء الحيـاة
تنهش من أحشائها ما تقـيبه كريم الروح كرب الوفـاة
خطبتها تمـت ولا ضيـر أنيمنى خطيب مصقع بالسكوت
بالسـة الجثـة مـع دودهـاآن لهـا مرغمـة ان تمـوت
5- قصيدة ( لا أبتغي الا التقانا )
يا مـن أود لـو أننـيسـوط تحركـه يمينـة
وأود لـو أنـي عقيدتـه(م) المكينـة أو يقيـنـه
وأود لـو أنـي هــداه(م) إذا رسا فيه مكينـه
وأود أنـــي ظـلــهأحمي خطـاه ولا أدينـه
وأود أنــي سـيـفـهأردي عـداه ولا أخونـه
وأود أنــي مـعـقـليلقاه مـن قلبـي أمينـه
وأود لو أنـي السريـرة(م) لا تغـش ولا تمينـه
وأود لـو أنـي المنـاملـه إذا أرقـت جفونـه
وأود لـو أنـي الوفـاءيصونـه ممـا يصونـه
وأود لـو أنـي كـتـاج(م) زانـه فيمـا يزينـه
يامن حـلا للقلـب مـر(م) الصاب فيه هان هونه
واستعذبت نفسي الهوىمن أجله وبـدى كمينـه
الحـرب أنـت حسامهـاوالصلب أنت لـه تلينـه
والجـود أنـت لـه أبيعتز فـي يـده جنينـه
لا العلم لا الأدب الرفيـع(م) ولا البيان ولا ثمينه
كـلا ولا رتـب الكمـال(م ) ولا الدهاء ولا فنونه
أدركتـهـا وحويتـهـاكالليث حف بـه عرينـه
أنا من يحبـك لا يريـدسوى رضاك فيستلينـه
لا أبتـغـي إلا التفـاتـامنـك رمقنـي عيونـه
أبغي لك العمـر الطويـلتزيد من عمري سنونـه
أبغي لك المجـد الأثيـلتطول كل مـدى قرونـه
أبغي حياتك مثل بستـانتحـدى مــا يشيـنـه
قد عنـت الأطيـار فيـهوقد تضوع يـا سمينـه
6- ماهو السر
ترى ماهو السر بين الزهور
وبين النسيم اذا ما سرى
وطاف بنرجسه في البكور
فأسكرها برحيق الكرى
وفتق أكممها في الظلام
وأترع في طرفها كأس نور
وهب رخاء وللزنبق
ذبول ففرج أوراقه
وحل براعم لم تفتق
وأسعد في الوجد مشتاقه
**
فهذا احمرار وذاك اصفرار
وهذاك ينهل من أزرق
وكم زهرة بعد فرط الذوى
على القيظ من ما ئها الساكب
أقام لها ساقها فاستوى
وشعشع من نشرها الخالب
**
ويهرج ألوانها الحاليات
وأنعش من روحها ما ثوى
سوى زهرة حظها خائب
وان عصفت في ثراها الرياح
تعيش فيجذبها جاذب
الى الترب من بعد طول النواح
فللموت ما تلد الوالدات
وللحطم ما يسلب السالب
7- قصيدة ( شكـــوى )
أنـا والله أشتكيـك علـى اللـيـلإذا طــال أو ألـــح مـطــالا
وعلى الشمس حين تشرق لا أحظىبلقـيـا ولا أنـــال وصـــالا
وعلى الأفق وهـو أرحـب صـدراحـيـن تـأبـى عـلـيّ إلا دلالا
وعلى المـاء وهـو يدنـو ولكـنأنت أنـأى مـا كنـت قـط منـالا
وعلى الزهـر كلمـا نفـح النفحـةابعـدت فــي الخـيـال خـيـالا
وعلى الكأس أين من راحتي كـأسإذا شـئـت أتـرعـت جـريـالا
وعلى الأرض أبصر الناس والأشياءفيـهـا وأبـصــر الأجـيــالا
وجنانـا تخضَّـب بـدم الطـيـبوشـقـت لـهـاتـه والـقــذالا
أشتكي الهجر أشتكي الـدل والتيـهوحبـا غــلا وخـدنـا غـالـى
أشتكي أشتكـي وقلبـي مـا يفتـأيقـلـو الـخـصـوم والـعــذالا
أشتكـي فـي سريرتـي ولسانـيمـادح منـك مـا فعلـت الفعـالا
أخدع النـاس ثـم أخـدع نفسـيوأرى مـا عملـت فــي حــلالا
ثم أغـدو وقـد تمزقـت أنصابـاعلـى طيبتـي وهجـت انفـعـالا
ومـددت الظـلال مـن بعـد نـورساطع فـي الفـؤاد شاهـد ظـلالا
أنا أشكوك للسمـاء وقـد أطلعـتالشمـس ثــم أبــدت هــلالا
أي هذيـن كـان أحلـى وأبـهـىمنك وجهـا أو كـان أسبىجمـالا
ما هو الحسن يا ترى شفـةٌ رقـتوطـرف سبـي وعطـف مــالا
إنما الحسن حيـن تعشـق نقصـاثم يمسي مـن فـرط حـب كمـالا
أي شيء عليه لـم أشتـك الوجـدولـم أرتخـص لــه الإعــوالا
ثـي دنيـا وأنـت بعـد كمثليهـاهــدى إن أردتــه أوضــلالا
أنت دنياي أنت أثمن من أشعافهـا(م) أنـت روحهـا حيـث جــالا
أنت ما أنـت لعبـة أصبـح الجـدعلـى سحرهـا رخيصـا مــذالا
أفتدري كم موعـد منـك أو مـأت(م) شمالا فرحـت أجـري شمـالا
أنـت لا تكـذب الوعـود ولـكـنتتقيهـا حـتـى تـعـود مـحـالا
أيهـذا الـذي تلاعـب بالنـفـسوأضـحـى عـلـي داء عـضـالا
اتق الحب اتـق القلـب إن كنـتوشيـكـا للقـلـب أن تـغـتـالا
ياه .. ياني ! أصبحت حربـا فمـاتلـوي لـواء ولا تطيـق سجـالا
أنـا مـن ذاك مستعـيـذ فـإنـيقتـل وجـد لا يـهـزم الأقـتـالا
إن تقم أننـي مقيـم فـإن رمـتزوالا فـي العيـش رمــت زوالا
أنا مضناك حيث كنت فـإن شئـتحـلــولا وإن أردت ارتـحــالا
مسلم غايتي إليـك علـى الحاليـنإن ضـقـت أو تنـادحـت بــالا
ومن روائع ما قال حسين سرحان :
فيا روحـا تحمـل غيـر قـالوحقق في الخلـود لـه هـواه
تذكرت جسمك الملقـى برمـسعتـت أحجـاره وقسـا ثـراه
قد انشعبت عناصـره وعـادتكعـودة غائـب طالـت ثـواه
تجـد منـه بقايـا ذات شـأنتذكـر غافـلا مـا قـد سـلاه
تجد في الزهر وهو يضوع نشراويرقـص فـي كمائمـه نـداه
تجد في الـورد ممتنعـا بشـكوإن لـم يمتنـع منـه شـذاه
تجده فـي إنـاء مـن زجـاجومـن طيـن طـواه ماطـواه
يـحللها التـراب ويحتويـهـاليمنحهـا النبـات ومـا غـذاه
وله ايضا :
ولقد كنت طائرا يألـف الضـوءولا يألـف الدجـى الغربيـبـا
وأنـا الان لا تطيـق جفـونـيرؤية النـور نازحـا أو قريبـا
قابـع فـي غيابـة مـن ظـلامأوجس الخوف أو أعـد الذنوبـا
تترامى حولي الوساوس والأوهام(م) تشـتـد أوتــدب دبيـبـا
وقال ايضا :
ماذا يسرك من خدن علـى رمـقشلو تبلـغ منـه النـاب والظفـر
أراد محيا فأمسى وهـو لا زهـرفـي راحتيـه ولا مـاء ولا ثمـر
إذا تبـدح لـم تفـرح بـه قـدموإن تطرب لم يصـدح لـه وتـر
وغي ذلك لو يختـار طـاب لـهمن المنى غير ما اختارت له الخير
لو لم يعش كان أحجى بيد أن لـهحظا من الشقو لا يبقى ولا يـذر
ومما قاله :
( الحياة صغرى وكبرى )
تمسَّ بالخير قالت لي أبنتي وغفتْ
ما أعذب النطقَ من فيها إذا أنسابا
نامت على أربع من عمرها ورأت
أحلامها صـوراً شتـى وألعابَـا
تحيا الحياة طيوراً حلـوةً ودمـىً
في ناضريهـا موشـاةً وأكوابَـا
وقبضة التُرب كالهنـاء تحسبهـا
والعُود منتصبـاً يبدولهـا غابَـا
وكل شيء له فـي نفسهـا رَهَـجٌ
وما عليها أغابَ الشيْء أم آبَـا ؟؟
كذأك كنَّا _ ومازلنا وكم سخـرت
بنـا الحقائـق إبـداء وأعقـابَـا
والناس كم شربوا بالجهل أو طعموا
وكذبّـوا بقضايـا العقـلِ كذَّابَـا
وله ايضا
نضوت أحلامي
نَضَوْتُ أحلامـي
نَضْوَ الإِهابِ الرثْ
وسُقْـت أيّـامـي
إلى خُطىً تحْتَـثْ
فيليتـنـي أدْري
واليأسُ يضْنينـي
عمّـا يُلاقيـنـي
ما حيلةُ المضطرْ
في عَيْلـم زاخـرْ
أجترّ مـا أجتـرْ
من ذِهنيَ الحائـرْ
لو كان يُغرينـي
لكننِنّـي حـائـرْ
كحَيْرة المطْـرودْ
من ههنـا عاثـرْ
ومن هنا مكـدودْ
أعيـشُ محروبـاً
في العْفِ واللّيـنِ
عَيْشَ المساكيـنِ
يا بدْرُ هل تـدْرِي
وأنتَ تُجرِي النورْ
في الأفق السحرِي
ما خبّأ المقـدور
فليـتـنـي أدري
واليأسُ يضنينـي
عمّـا يُلاقيـنـي
وله ايضا :
أنا الكأس والساقي أنا الهم والهوى
كأني وراء الليـل ألهثـه سـرى
تأمل فكم ثـوب يقـوم بـلا فتـى
بــمـــاذا اشـتـغــلــت؟
بنات قلبـي بأمـر غيـر مفهـوم
فإنـه مثـل غـيـلان الديامـيـم
وقال ايضا :
سئمت وجه حياة لايـراد بهـاوجه الاله ولا الأخلاق والدينـا
وعفت حتى على المكروه قافيةتعيدنا مثلمـا كنـا مساكينـا
والنفس قد شحبت خبثا واهزلهامطامع ليست لنا فيهم ولا فينا
أما الفؤاد فقد ينـزو بمأملـهنزو الملائك تستب الشياطينـا
هذا أنا في شقاء غير منفصـلشارفت فيه على اللذواء ستينا
كأنني وهي لا كـره ولا مقـةحمامة غرقت في رمل يبرينـا
ستون عاما على منهاج واحدةكأنهـا سـت عـادت لستينـا
آمل ان اكون وفقت في اختيار القصائد ..
ومن لديه اضافة قصائد للشاعر .. فليضيفها في المشاركات .. بشرط التأكد منها وكتابتها كتابة صحيحة .. وعدم التكرار ..
ولكم أجمل تحياتي ،،
الشاعروالأديب الكبير حسين سرحان شاعر الجزيرة العربية
في العصر الحديث
عاش من عام 1334هـ الى 1413هـ .
نسبه : هو حسين بن علي بن صويلح بن سرحان الرويس العتيبي
ينحدر من بني سعد بن بكر بن هوازن من قيس عيلان من مضر.
نشأ أديبنا وشاعرنا الكبير في مدينة مكة المكرمة متنقلا بين الحرم المكي ينهل من معين مكتبته وبين مدارس الفلاح التي درس وتعلم فيها.
وفي عام 1367هـ اصبح مشرفا على قسم الثقافة في صحيفة البلاد.
تنقل في العمل الحكومي في وزارة المالية .. حتى اصبح مسئولا عن مطابع الحكومة في نهاية حياته الوظيفية .
لم يمنعه العمل الحكومي أو الوظيفة من القراءة والاطلاع بل انه استطاع وبمجهوده الخاص ان يكون لنفسه قاعدة ثقافية واسعة جدا .. فقرض الشعر وكتب المقالة وقص القصة .. وابدع في هذه وتلك حتى اصبح علما بارزا من اعلام الثقافة والادب في المملكة العربية السعودية بل وفي الوطن العربي.قال عنه الدكتور عبد الله الحيدري في محاضرة القاها في ندوة الوفاء الخميسية بالرياض :
إن حسين سرحان ولد في بادية مكة المكرمة ، والطائف وأَلِف حياة البساطة ، وتأثرت نفسه بهذه البيئة البدوية حيث ضاق بحياة الحضر ، وتطلع لحياة البادية لكونها حياة جميلة ، فطرة نقية ، يشعر فيها بحريته. فأُصيب بما يشبه الصدمة الحضرية ، وكان عليه إما التوافق مع البيئة الحضرية أو رفضها ، لذا فقد وجد نفسه غريباً في المجتمع الحضري المدني ، فلجأ إلى العزلة منذ شبابه وحتى وفاته.وقال عنه علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر :
(( وهو ابن البادية ، أمضى زهرة شبابه وريعانه وعهد كهولته متنقلا في مرابعها ومراتعها، فبدت سمات تلك الصحراء بارزة في شعره في جزالته وفي صدق تعبيرة وفي أسلوبه . وفي استعماله كلمات يظنها قارىء شعره مما تعمق الشاعر في البحث عنها في معجمات اللغة ، بل من عويص تلك الكلمات . ))والمتتبع الفاحص لما كتبه شاعرنا يجد فعلا كلمات من بيئته البدوية تقتحم قصائدة وكأنه يستخرجها من متون القاميس العربية .. فهو لا يختار من العامية الا ما كان له اصل في اللسان العربي . وهذا البيت من اكبر الامثلة على ذلك :
تَطْوِي السَّبَارِيْتَ لا حرُّ فتعلمهكلاَّ ولا أنتَ عن مثْواك بالدَّارِي
ومعلوم أن السباريت هي ( القفار الواسعة ) وهي كلمة عامية عند معظم اهل البادية.
وفي موقع اخر يقول في شطر احد أبياته :
إِذَا تَبَدَّحَ لَمْ تَفْرَحْ بِهِ قَدَمُ
تبدح كلمة معروفة عند العامة و( يقال جاء فلان يتبدح ) في المعجم تعني ( جاء يمشي على انبساط وسعة بال ).
وتأمل كلمة الرجام في هذا البيت :أعشت ألفا ؟ أم ثلاثا ؟ فما= بعد سوى تركك تحت الرجام
والحقيقة ان قصائدة ومقالاته مليئة بمثل هذه الكلمات التي استوحاها من بيئته البدوية حتى اختياره لاسم ابنته الكبرى ( مزنه ) دليل على هذا التأثر بالرغم من انه عاش فترات طويلة في مجتمع متمدن متعدد الثقافات.
وللعزلة والحزن اثر كبير في حياة الشاعر وربما كان متأثرا بوفاة ابنته الكبرى .. ووفاة ابنه محمد، ولذلك كان يبتعد عن الاضواء وهي تلاحقه .
يقول عنه الدكتور عبدالله الغامدي في هذا الشأن :-إذا كان المتنبي (مالئ الدنيا وشاغل الناس) فذاك مجد صنعه لنفسه وهدف سعى إليه بقدراته، واشتغل عليه بوفرة حضوره وكثافة اعتداده بنفسه وخصوبة نتاجه في عمره غير المديد!!
أما ضيفنا اليوم فإنه وإن شارك المتنبي في الفكرة إلا أنه خالفه في الآلية، فقد اعتاض عن الأحياء بالعزلة، إلا أن الحياة كانت حاضرة (وجدانيا) بكل أبعادها، وهذا ظاهر في شعره ونثره.
صدر للشاعر ديوانين هما : الطائر الغريب ، واجنحة بلا ريش
لانطيل عليكم فأنتم متلهفون لقراءة بعض قصائده الرائعة والمؤثرة وسنوافيكم ببقية قصائده تباعا انشاء الله :
1- مرثيته في ابنته ( مزنه ) التي توفيت منتصف عام 1376هـ . وعمرها عشرون عاما )
أراك .. أراك في نومي وصحويوفي بعـدٍ وفـي قـربٍ قريـب
أراك ..على النمارق والحشايـاأراك علـيّ آخــذة دروبــي
أراك .. كخير ما يبهـي محيـاعلى استضحاكه وعلى القطـوب
أراك على مـدى طـرف بعيـدأراك على صدى صوت مجيـب
أراك مع الهـواء مـع الأمانـيمع الماء الذي أحسو ( بكوبي )
أراك مـلأت أخيلتـي وقلـبـيوأحلامـي بكـل سنـى حبيـب
اراك وربمـا أبصـرت نفسـيخلالـك عبـر أوديـة الغيـوب
أراك .. رأتك عيـن الله خلـداتضـوّع بالمباهـج والطـيـوب
أراك على النوافذ فـي ارتقابـياذا استبطأت أوبي من ذهوبـي
أراك بكـل متـجـه بـشـرقوغرب فـي شمـال أو جنـوب
عليك على ضريحك كل ( مزن )تهب به الريـاح مـع الهبـوب
تمج الغيث فـي مسـك شـذاهلـه أرج كتمـزيـق الجـيـوب
أرك إذا استطـار بكـل أفــقودف بوبـل هاطلـة سـكـوب
يؤم ثراك – مزنـة – إن قلبـيتحمـل كـل أحـزان القـلـوب
2- وهذه المرثية الثانية :
3- تحيـــــاتي اليك
قصيدة قالها بعد مرور تسعة اعوام على احتساب ( الشاعر ) كبرى كريماته :
تحياتي إليـك مـع السمـاحمساء إن أردت وفي الصبـاح
وإن أنا لم أزرك ولـم أعـرجعسى وجدت بمعتلج البطـاح
فعذرا يا ( مزينة ) أن عمريأناهيـة الزمـان نهـاب راح
أرنق في سراب الدهر كأسـيوآكل مـن شآبيـب الريـاح
وأخطو والحياة خطـاً ولكـنوددت لو أنني طلـق الجمـاح
ألمـا تعلمـي أن اغتبـاقـيطيوف من خيالك واصطباحـي
وأني حيثمـا وجهـت طرفـيأراك وإن تعـدت النـواحـي
أملي اللوم بعـدك لـم أنـادمولم أشهد سوى وجـه وقـاح
يكشر لـي بأنيـاب مـراضويضحك لي بأشداق صحـاح
ولكن فاعلمـي يـا أم عينـيويا أخت الشقيقـات المـلاح
بأني لـم أعـره الطـرف إلاليلعـق فـي أذاه دم الجـراح
فيا ( مزناه ) يا ضوء الدراريتفيض النور في أبهى وشـاح
ويا ( مزناه ) يا كبـد اللآلـيإذا انطلقـت بألسنـة فصـاح
ألا يا جوهر الـدر المصفـىبلى يا زينـة الفلـك المتـاح
متى ألقاك حيث تقـر عينـيوتورق فـي مقاديـم الجنـاح
وعندئـذ ألـذ فـإن عيشـيلمجتاح المنـى كـل اجتيـاح
4- القصيدة الثانية ( قصيدة فلسفية ) تتحدث عن مجموعة من الدود تزدحم على جثة الميت ، فإذا فرغ من الجثة عاد الدود فالتهم بعضه بعضا ويبقى منه بعد ذلك دودتان كبيرتان ، فتتقاتلان على البقاء فتفترس القوية الضعيفة ، ثم تموت الدودة الاخيرة من الجوع :
قصيدة ( الدودة الأخيرة )
ازدحـم الـدود علـى جثـةأضفى عليها نسج أضراسهـا
حلة نعمى ، أذهبـت طيبهـاواستنفـذت آخـر أنفاسهـا
كم قلبت فوق فـراش وثيـروكن تروت من معين السرور
واستخدمت في عيشها زمـرةكبيرها يهرع قبـل الصغيـر
الآمـر أمـر نافـذ حكـمـهوالنهـي نهـي بالـغ شأنـه
حازت من الدنيا جميع المنـىفأين ( هارون ) وسلطانـه.
هذي الملاييـن بـلا حاسـبمن ذلك الدود الكثير الكثيـر
امتارهـا مـائـدة دسـمـةوبات يرعى في حماها النضير
لو شامها في قبرهـا شائـملتلتـفـت للهول أعصـابـه
منظر قبح بعـد حسـن فمـالـذة عيـش تلـك أعقابـه
أمسى يغني الدود في روضـةما أخرجت أحسن منها السماء
أغصانها، أثمارها ، نورهـايقطف من ألوانهـا مايشـام
قد استوى المأمور والأميـرفيها وأمسى العبـد كالسيـد
إن الردى كـأس ولا بـد أنيجرع جبار القـوى صباهـا
يستبشر المنصور في غـدوةوما درى ماذا يجن المسـاء
وكم لواء فـاز صبحـا فـإنجاء الدجى وحطم ذاك اللـواء
وخدعـة العيـش طبيعـيـةلكنهـا تذهـل عمـا يــرام
أعشت ألف ؟ أم ثلاثا ؟ فمـابعد سوى تركك تحت الرجـام
وغيرت ساعات بـرح أليـمونالها في الجوع أمر عظيـم
حالة نحـس بعـد سعدوهـلمن حالة عند الليالي تـدوم ؟
وجهدة تبقـى علـى نفسهـاما ادخرته من ذمـاء الحيـاة
تنهش من أحشائها ما تقـيبه كريم الروح كرب الوفـاة
خطبتها تمـت ولا ضيـر أنيمنى خطيب مصقع بالسكوت
بالسـة الجثـة مـع دودهـاآن لهـا مرغمـة ان تمـوت
5- قصيدة ( لا أبتغي الا التقانا )
يا مـن أود لـو أننـيسـوط تحركـه يمينـة
وأود لـو أنـي عقيدتـه(م) المكينـة أو يقيـنـه
وأود لـو أنـي هــداه(م) إذا رسا فيه مكينـه
وأود أنـــي ظـلــهأحمي خطـاه ولا أدينـه
وأود أنــي سـيـفـهأردي عـداه ولا أخونـه
وأود أنــي مـعـقـليلقاه مـن قلبـي أمينـه
وأود لو أنـي السريـرة(م) لا تغـش ولا تمينـه
وأود لـو أنـي المنـاملـه إذا أرقـت جفونـه
وأود لـو أنـي الوفـاءيصونـه ممـا يصونـه
وأود لـو أنـي كـتـاج(م) زانـه فيمـا يزينـه
يامن حـلا للقلـب مـر(م) الصاب فيه هان هونه
واستعذبت نفسي الهوىمن أجله وبـدى كمينـه
الحـرب أنـت حسامهـاوالصلب أنت لـه تلينـه
والجـود أنـت لـه أبيعتز فـي يـده جنينـه
لا العلم لا الأدب الرفيـع(م) ولا البيان ولا ثمينه
كـلا ولا رتـب الكمـال(م ) ولا الدهاء ولا فنونه
أدركتـهـا وحويتـهـاكالليث حف بـه عرينـه
أنا من يحبـك لا يريـدسوى رضاك فيستلينـه
لا أبتـغـي إلا التفـاتـامنـك رمقنـي عيونـه
أبغي لك العمـر الطويـلتزيد من عمري سنونـه
أبغي لك المجـد الأثيـلتطول كل مـدى قرونـه
أبغي حياتك مثل بستـانتحـدى مــا يشيـنـه
قد عنـت الأطيـار فيـهوقد تضوع يـا سمينـه
6- ماهو السر
ترى ماهو السر بين الزهور
وبين النسيم اذا ما سرى
وطاف بنرجسه في البكور
فأسكرها برحيق الكرى
وفتق أكممها في الظلام
وأترع في طرفها كأس نور
وهب رخاء وللزنبق
ذبول ففرج أوراقه
وحل براعم لم تفتق
وأسعد في الوجد مشتاقه
**
فهذا احمرار وذاك اصفرار
وهذاك ينهل من أزرق
وكم زهرة بعد فرط الذوى
على القيظ من ما ئها الساكب
أقام لها ساقها فاستوى
وشعشع من نشرها الخالب
**
ويهرج ألوانها الحاليات
وأنعش من روحها ما ثوى
سوى زهرة حظها خائب
وان عصفت في ثراها الرياح
تعيش فيجذبها جاذب
الى الترب من بعد طول النواح
فللموت ما تلد الوالدات
وللحطم ما يسلب السالب
7- قصيدة ( شكـــوى )
أنـا والله أشتكيـك علـى اللـيـلإذا طــال أو ألـــح مـطــالا
وعلى الشمس حين تشرق لا أحظىبلقـيـا ولا أنـــال وصـــالا
وعلى الأفق وهـو أرحـب صـدراحـيـن تـأبـى عـلـيّ إلا دلالا
وعلى المـاء وهـو يدنـو ولكـنأنت أنـأى مـا كنـت قـط منـالا
وعلى الزهـر كلمـا نفـح النفحـةابعـدت فــي الخـيـال خـيـالا
وعلى الكأس أين من راحتي كـأسإذا شـئـت أتـرعـت جـريـالا
وعلى الأرض أبصر الناس والأشياءفيـهـا وأبـصــر الأجـيــالا
وجنانـا تخضَّـب بـدم الطـيـبوشـقـت لـهـاتـه والـقــذالا
أشتكي الهجر أشتكي الـدل والتيـهوحبـا غــلا وخـدنـا غـالـى
أشتكي أشتكـي وقلبـي مـا يفتـأيقـلـو الـخـصـوم والـعــذالا
أشتكـي فـي سريرتـي ولسانـيمـادح منـك مـا فعلـت الفعـالا
أخدع النـاس ثـم أخـدع نفسـيوأرى مـا عملـت فــي حــلالا
ثم أغـدو وقـد تمزقـت أنصابـاعلـى طيبتـي وهجـت انفـعـالا
ومـددت الظـلال مـن بعـد نـورساطع فـي الفـؤاد شاهـد ظـلالا
أنا أشكوك للسمـاء وقـد أطلعـتالشمـس ثــم أبــدت هــلالا
أي هذيـن كـان أحلـى وأبـهـىمنك وجهـا أو كـان أسبىجمـالا
ما هو الحسن يا ترى شفـةٌ رقـتوطـرف سبـي وعطـف مــالا
إنما الحسن حيـن تعشـق نقصـاثم يمسي مـن فـرط حـب كمـالا
أي شيء عليه لـم أشتـك الوجـدولـم أرتخـص لــه الإعــوالا
ثـي دنيـا وأنـت بعـد كمثليهـاهــدى إن أردتــه أوضــلالا
أنت دنياي أنت أثمن من أشعافهـا(م) أنـت روحهـا حيـث جــالا
أنت ما أنـت لعبـة أصبـح الجـدعلـى سحرهـا رخيصـا مــذالا
أفتدري كم موعـد منـك أو مـأت(م) شمالا فرحـت أجـري شمـالا
أنـت لا تكـذب الوعـود ولـكـنتتقيهـا حـتـى تـعـود مـحـالا
أيهـذا الـذي تلاعـب بالنـفـسوأضـحـى عـلـي داء عـضـالا
اتق الحب اتـق القلـب إن كنـتوشيـكـا للقـلـب أن تـغـتـالا
ياه .. ياني ! أصبحت حربـا فمـاتلـوي لـواء ولا تطيـق سجـالا
أنـا مـن ذاك مستعـيـذ فـإنـيقتـل وجـد لا يـهـزم الأقـتـالا
إن تقم أننـي مقيـم فـإن رمـتزوالا فـي العيـش رمــت زوالا
أنا مضناك حيث كنت فـإن شئـتحـلــولا وإن أردت ارتـحــالا
مسلم غايتي إليـك علـى الحاليـنإن ضـقـت أو تنـادحـت بــالا
ومن روائع ما قال حسين سرحان :
فيا روحـا تحمـل غيـر قـالوحقق في الخلـود لـه هـواه
تذكرت جسمك الملقـى برمـسعتـت أحجـاره وقسـا ثـراه
قد انشعبت عناصـره وعـادتكعـودة غائـب طالـت ثـواه
تجـد منـه بقايـا ذات شـأنتذكـر غافـلا مـا قـد سـلاه
تجد في الزهر وهو يضوع نشراويرقـص فـي كمائمـه نـداه
تجد في الـورد ممتنعـا بشـكوإن لـم يمتنـع منـه شـذاه
تجده فـي إنـاء مـن زجـاجومـن طيـن طـواه ماطـواه
يـحللها التـراب ويحتويـهـاليمنحهـا النبـات ومـا غـذاه
وله ايضا :
ولقد كنت طائرا يألـف الضـوءولا يألـف الدجـى الغربيـبـا
وأنـا الان لا تطيـق جفـونـيرؤية النـور نازحـا أو قريبـا
قابـع فـي غيابـة مـن ظـلامأوجس الخوف أو أعـد الذنوبـا
تترامى حولي الوساوس والأوهام(م) تشـتـد أوتــدب دبيـبـا
وقال ايضا :
ماذا يسرك من خدن علـى رمـقشلو تبلـغ منـه النـاب والظفـر
أراد محيا فأمسى وهـو لا زهـرفـي راحتيـه ولا مـاء ولا ثمـر
إذا تبـدح لـم تفـرح بـه قـدموإن تطرب لم يصـدح لـه وتـر
وغي ذلك لو يختـار طـاب لـهمن المنى غير ما اختارت له الخير
لو لم يعش كان أحجى بيد أن لـهحظا من الشقو لا يبقى ولا يـذر
ومما قاله :
( الحياة صغرى وكبرى )
تمسَّ بالخير قالت لي أبنتي وغفتْ
ما أعذب النطقَ من فيها إذا أنسابا
نامت على أربع من عمرها ورأت
أحلامها صـوراً شتـى وألعابَـا
تحيا الحياة طيوراً حلـوةً ودمـىً
في ناضريهـا موشـاةً وأكوابَـا
وقبضة التُرب كالهنـاء تحسبهـا
والعُود منتصبـاً يبدولهـا غابَـا
وكل شيء له فـي نفسهـا رَهَـجٌ
وما عليها أغابَ الشيْء أم آبَـا ؟؟
كذأك كنَّا _ ومازلنا وكم سخـرت
بنـا الحقائـق إبـداء وأعقـابَـا
والناس كم شربوا بالجهل أو طعموا
وكذبّـوا بقضايـا العقـلِ كذَّابَـا
وله ايضا
نضوت أحلامي
نَضَوْتُ أحلامـي
نَضْوَ الإِهابِ الرثْ
وسُقْـت أيّـامـي
إلى خُطىً تحْتَـثْ
فيليتـنـي أدْري
واليأسُ يضْنينـي
عمّـا يُلاقيـنـي
ما حيلةُ المضطرْ
في عَيْلـم زاخـرْ
أجترّ مـا أجتـرْ
من ذِهنيَ الحائـرْ
لو كان يُغرينـي
لكننِنّـي حـائـرْ
كحَيْرة المطْـرودْ
من ههنـا عاثـرْ
ومن هنا مكـدودْ
أعيـشُ محروبـاً
في العْفِ واللّيـنِ
عَيْشَ المساكيـنِ
يا بدْرُ هل تـدْرِي
وأنتَ تُجرِي النورْ
في الأفق السحرِي
ما خبّأ المقـدور
فليـتـنـي أدري
واليأسُ يضنينـي
عمّـا يُلاقيـنـي
وله ايضا :
أنا الكأس والساقي أنا الهم والهوى
كأني وراء الليـل ألهثـه سـرى
تأمل فكم ثـوب يقـوم بـلا فتـى
بــمـــاذا اشـتـغــلــت؟
بنات قلبـي بأمـر غيـر مفهـوم
فإنـه مثـل غـيـلان الديامـيـم
وقال ايضا :
سئمت وجه حياة لايـراد بهـاوجه الاله ولا الأخلاق والدينـا
وعفت حتى على المكروه قافيةتعيدنا مثلمـا كنـا مساكينـا
والنفس قد شحبت خبثا واهزلهامطامع ليست لنا فيهم ولا فينا
أما الفؤاد فقد ينـزو بمأملـهنزو الملائك تستب الشياطينـا
هذا أنا في شقاء غير منفصـلشارفت فيه على اللذواء ستينا
كأنني وهي لا كـره ولا مقـةحمامة غرقت في رمل يبرينـا
ستون عاما على منهاج واحدةكأنهـا سـت عـادت لستينـا
آمل ان اكون وفقت في اختيار القصائد ..
ومن لديه اضافة قصائد للشاعر .. فليضيفها في المشاركات .. بشرط التأكد منها وكتابتها كتابة صحيحة .. وعدم التكرار ..
ولكم أجمل تحياتي ،،