القنـــــاص
18-05-2012, 01:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتح الرياض عام 1319هـ-1902م بين قوات الملك عبد العزيز وابن عجلان قائد جيش ابن رشيد في الرياض
المحاولة الاولى عام 1318هـ- 1901م
جاءت المحاولة الأولى لاستعادة عاصمة الدولة ( الرياض ) في عام 1318هـ ( 1901م ) عندما تحرك الشيخ مبارك الصباح على رأس جيش كبير ومعه عبدالرحمن بن فيصل لمحاربة ابن رشيد،وعندما وصل الجيش إلى (الشوكي) في الدهناء استغل الملك عبدالعزيز هذه الفرصة واستطاع إقناع والده و مبارك الصباح بأن يذهب على رأس سرية من رجاله لفتح الرياض وبذلك يضطّر ابن رشيد إلى أن يقاتل بجيشه على جبهتين مختلفتين مما يضعف صفوفه ويزيد من فرص الانتصار عليه، فأذنا له بالسير إلى هناك فقطع المسافة ما بين الشوكي والرياض في يومين . علمت حامية ابن رشيد بالأمر وخرجت للتصدي له بقيادة عامل ابن رشيد على الرياض ( عبدالرحمن بن ضبعان ) فقاتلها عبدالعزيز وهزمها ودخل المدينة ، ثم لجأت الحامية إلى داخل القصر ( المصمك ) وتحصّنت فيه فحاصرها الملك عبدالعزيز وباشر في حفر نفق إلى داخل القصر وفي الجهة الأخرى دارت الحرب الطاحنة بين ابن رشيد والشيخ مبارك في مكان يسمى الصريف في القصيم على مقربة من الطرفية في 17 ذي الحجة سنة 1318هـ الموافق 7 أيار ( مارس ) 1901م ، كان النصر فيها من نصيب ابن رشيد وقواته فعاد مبارك الصباح إلى الكويت ومعه عبدالرحمن بن فيصل الذي أرسل إلى ولده الملك عبدالعزيز يحذره ويطلب منه ترك محاصرة الرياض والعودة بمن معه إلى الكويت خوفا عليهم من قوات ابن رشيد بعد نشوة هذا الانتصار . استجاب الابن لطلب والده وكان رأيا صائبا من الاثنين فالرأي والحكمة قبل الشجاعةولكن الملك عبدالعزيز لم تطل إقامته في الكويت هذه المرة بعد أن ذاق حلاوة النصر وكاد أن يصل إلى هدفه.
المحاولة الثانية عام 1319هـ -1902م
حاول الملك عبد العزيز استأذان والده لتكرار المحاولة وطلب منه مخاطبة الشيخ مبارك الصباح لأخذ الإذن له ومنحه المساعدة اللازمة، وتحت الإلحاح القوي والإصرار الشديد وافق الإمام عبدالرحمن بن فيصل وخاطب الشيخ مبارك الصباح لتسهيل المهمة
وافق الشيخ مبارك الصباح وقام بتزويده بأربعين ذلولا ، وثلاثين بندقية، ومائتي ريال وزادا يكفيه ومن معه ، وقال له مباركا خطواته : البلد بلدك، والأهل أهلك، متى ما ضاقت بك السبل عد إلينا تجدنا كما كنا. فشكره الملك عبدالعزيز وودّعه أجمل وداع وخرج من الكويت في أربعين رجلا من آل سعود والموالين لهم وفي الطريق انضم إليه العديد من الرجال ليصبح عدد رجاله يربو على الستين رجلا، فأكمل مسيرته حتى وصل إلى ( يبرين ) بسرية تامة، وهناك تفقّد رجاله الثلاثة والستين استعدادا للزحف على الرياض واستردادها . يقول الملك عبدالعزيز : " افتكرنا مع ربعنا فيما نعمل، فاتفق الرأي على السطو على الرياض فلربما حصلت لنا فرصة في القلعة نأخذها بسياسة، لأنه في الظاهر كانت علينا جواسيس . "
وفي هذه الأثناء وصلت رسالة من الإمام عبدالرحمن بن فيصل، قرأها الملك عبدالعزيز ثم جمع رجاله حوله لاستشارتهم حيث قرأ عليهم الرسالة وقال : " لا أزيدكم علما بما نحن فيه وهذا كتاب والدي يدعونا للعودة إلى الكويت قرأته عليكم، أنتم أحرار فيما تتخذونه لأنفسكم، فمن أراد الراحة ولقاء أهله فإلى يساري إلى يساري . " فتواثب الجميع إلى يمينه معلنين قرارهم التاريخي بأن يصحبوه حتى يتحقق الحلم الغالي بإذن الله عندها التفت جلالته إلى مبعوث والده وقال له: " سلم على الإمام وخبره بما رأيت واسأله الدعاء لنا، وقل له إن موعدنا إن شاء الله في الرياض . "
وقد اضطر الملك عبدالعزيز إلى اتباع سياسة التخفي نظرا للمخاطر التي كانت تحيط بهم، فأقام مع رجاله في الربع الخالي حتى تنصرف الأنظار عنهم . يقول الملك عبدالعزيز : " أخذنا أرزاقنا وسرنا وسط الربع الخالي ولم يدر أحد عنا أين كنا ، فجلسنا شعبان بطوله إلى عشرين رمضان ثم سرنا إلى العارض . " وكان يسبقهم الفارسين عبدالله بن حسين الجريس وسطام ابالخيل لكشف الطريق وتهيئته لهم.
ثم بدأ الملك عبدالعزيز في تنفيذ خطته حيث تحرك برجاله في الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة 1319هـ ووجهته الرياض فوصل إلى مورد ( أبو جفان ) يوم عيد الفطر، وفي 4 شوال الموافق الثالث عشر من كانون الثاني ( يناير ) سنة 1902م وصل إلى ( ضلع الشقيب ) الذي يبعد عن الرياض ساعة ونصف بالاقدام، وكانت الساعة الثالثة بالتوقيت العربي (التاسعة ليلا زوالية) فترك عند الإبل والأمتعة عشرين رجلا لحراستها وليكونوا مددا وعونا عند الحاجة وقال لهم: " إذا ارتفعت الشمس ولم يأتكم خبرنا فعودوا إلى الكويت وكونوا رسل النعي إلى أبي وإذا أكرمنا الله بالنصر فسأرسل لكم فارسا يلوّح لكم بثوبه إشارة إلى الظفر ثم تأتوننا " وتقدم بالأربعين الآخرين ومن ضمنهم أخيه محمد بن عبد الرحمن وابنا عمه عبد الله وفهد بن جلوي ، فدخل بساتين نخل في شرقي الرياض يقال لها ( الشمسية ) .
يقول الملك عبدالعزيز : " فنحن مشينا حتى وصلنا محلا اسمه ضلع الشقيب يبعد عن البلد ساعة ونصف بالاقدام، هنا تركنا رفاقنا وجيشنا ومشينا على أرجلنا الساعة السادسة ليلا، وتركنا عشرين رجلا عند الجيش والأربعون مشينا لا نعلم مصيرنا ولا غايتنا، ولم يكن بيننا وبين أهل البلد أي اتفاق . "
وفي بستان قرب بوابة الظهيرة خارج سور الرياض استبقى الملك عبدالعزيز ثلاثة وثلاثين رجلا من رفاقه وجعل قيادتهم لأخيه محمد بن عبد الرحمن كقوة مساندة عند الحاجة وقال لهم : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ! إذا لم يصل إليكم رسول منا غدا فأسرعوا بالنجاة واعلموا بأننا قد استشهدنا في سبيل الله ) .
وتقدم بالسبعة الباقين لمهاجمة منزل عامل ابن رشيد ابن عجلان ففوجئ بما لم يكن في الحسبان عندما علم من زوجة عجلان أنه يبيت في ( المصمك ) ولا يخرج منه إلا في الصباح لتفقد الخيل، عندها أرسل الملك عبدالعزيز في طلب أخيه محمد بن عبد الرحمن ليأتي بمن معه للتشاور فيما يمكن عمله، فدخلوا البيت متسللين وتشاوروا في تنفيذ الخطة، وكانت الساعة التاسعة والنصف عربية، والفجر يطلع الحادية عشر ، فأكل الملك عبدالعزيز ورجاله شيئا من التمر كان هناك ثم ناموا قليلا ، وعند انبثاق الفجر نهضوا فصلى بهم جلالته وأخذ يتحدث إليهم حتى بزوغ شمس يوم الجمعة الخامس من شهر شوال سنة 1319هـ الموافق 15 كانون الثاني ( يناير ) 1902م .
ثم تقدم برجاله واقتربوا من الساحة التي يتفقد فيها ابن عجلان الخيل منتظرين خروجه ، وبعد فترة بسيطة خرج عجلان من البوابة ومعه بعض رجاله فوقعت عيناه على الملك عبدالعزيز فعرفه بهيئته وطول قامته التي اشتهر بها ، فحاول ومن معه الهرب منقلبين على أعقابهم ، فأطلق عليه الملك عبدالعزيز بندقيته فأصابه في غير مقتل ، ثم لحق به وأدركه قبل دخوله من الخوخة ( الباب الصغير في البوابة الكبيرة ) فأمسك برجليه وتعلق ابن عجلان بيديه من الداخل ، وفي هذه الأثناء رماه فهد بن جلوي بالحربة ( الشلفا ) فأخطأته واستقرت في الباب ،
عندها تمكن ابن عجلان من الانفلات والدخول إلى القصر ، فلحق به عبدالله بن جلوي إلى الداخل ولحق به العشرة الآخرون واستطاع قتل عجلان بن محمد العجلان ، ثم هجم بقية الرجال على من في القصر من الحامية فقتلوا أكثر من ثلاثين رجلا وتحصّن نحو العشرين في إحدى الجهات ، فأمّنهم عبدالعزيز على أرواحهم واستسلموا ، فنادى المنادي : ( الملك لله ثم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود ) وخرج أهالي الرياض لتحية أميرهم العائد بعد غياب مهللين مكبرين يحمدون الله ويشكرونه بقلوب يغمرها الفرح والسرور بهذا الفتح العظيم وهذا النصر الكبير
اسماءالمشاركين في المعركة (جيش ابن سعود)
-ابراهيم بن عبدالرحمن بن محيذيف،من الرياض
2-ابراهيم بن عبدالرحمن النفيسي، من الرياض
3-ثلاّب العجالين الدوسري .من وادي الدواسر
4-حترش العرجاني .من بريدة
5-حزام بن حزّام العجالين الدوسري .من وادي الدواسر
6-حشاش العرجاني . من بريدة
7-خليفة بن عبدالرحمن بن بديع، من الدرعية.
8-زايد البقشي السبيعي . من سبيع
9-زيد بن محمد بن زيد ، من الرياض
10-سعد بن عبدالله بن عبيّد، من ملهم
11-سالم الأفيجح. من الرياض
12-سعد بن بخيت التركي، من الرياض
13-صلبوخ بن عبيد، من بلدة صلبوخ.
14-سعد بن نجيفان ، من بلدة منفوحه
15-سعد بن هديب، من الدلم
16-سعود بن ناصر بن سعود بن فرحان آل سعود .من الكويت
17-سعيد بن بيشان الدوسري، من الدرعية
18-سلطان (مولى الملك عبدالعزيز). من الكويت
19-شايع بن شداد السهلي .من الزلفي
20-صالح بن إبراهيم بن سبعان ، من الرياض
21-صطام (سطام) أبا الخيل المطيري ، من بريدة
22-طلال بن عجرش السبيعي . من سبيع
23-عبدالعزيز بن جلوي بن تركي آل سعود. من الكويت
24-عبدالعزيز بن عبدالله بن تركي آل سعود.من الكويت
25-عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود .من الكويت
26-عبدالله بن حسين بن جريس الجريس من آل جريس الدواسر، من العمارية وهو من أوائل رجال الملك عبدالعزيز الذين ساروا معه من الكويت ومن فرسانه المشهورين
27-عبدالله بن محمد الجطيلي، من عنيزه
28-عبدالله بن جلوي بن تركي آل سعود .من الكويت
29-عبدالله بن علي بن خنيزان، من الرياض
30-عبدالله أبودريب السبيعي . من الرياض
31-عبدالله بن شنار الدوسري . من الرياض
32-عبدالله بن سعود بن عبدالله (صنيتان) آل سعود . من الكويت
33-عبدالله بن عثمان الهزاني ، من الحريق
34-عبدالله بن عسكر(السيد)، من الرياض
35-عبدالله بن مرعيد السبيعي. من الرياض
36-عبداللطيف بن حسين المعشوق ، من الرياض
37-عبيد(أخو شعواء) الدوسري . من الدرعية
38-عبيد بن صالح بن مشخص (عوييل)، من الرياض
39-فالح بن مجلاد الفويجح السبيعي .من الخرج
40-فهد بن عبدالعزيز بن معمر، من العيينه.
41-فرحان آل سعود(مولى آل سعود). من الكويت
42-فهد بن إبراهيم بن مشاري آل سعود .من الكويت
43-فهد بن جلوي بن تركي آل سعود(راعي الشلفا). من الكويت
44-فهد (أو محمد) بن شعيل الدوسري .من الرس
45-فهد بن علي المعشوق ، من الرياض
46-فيروز العبدالعزيز(مولى الملك عبدالعزيز). من الكويت
47-ماجد بن مرعيد السبيعي .من الرياض
48-محمد بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود .من الكويت
49-محمد بن رشيد بن قماع، من الرياض
50-محمد بن حسين المعشوق، من الرياض
51-محمد بن موسى المحمد السيف ، من بريدة
52-محمد بن عامر الوبير الشامري العجمي . من ضرماء
53- محمد بن هزاع. من الدرعية
54-مسعود آل مبروك، من الرياض
55-مسلّم بن مجفل السبيعي. من سبيع
56-مطلق بن الحميدي المغيربي، من الرياض
57-مطلق بن جفال السبيعي .من سبيع
58-مطلق بن محمد بن عجيبان ، من الرياض
59-معضد بن خرصان الشامري العجمي. من الحريق
60-مناور بن محمد العنزي . من الرياض
61-منصور بن محمد بن حمزه، من الرياض
62-منصور بن فريج، من الرياض
63-ناصر بن عبدالله بن شامان المليحي السبيعي ، من الدرعية
64-ناصر بن سعود بن فرحان آل سعود. من الكويت
65-ناصر عبد العزيز المالك .من الرس
66-نافع بن ساير الحربي .من عنيزة
67-يوسف بن صالح بن مشخص ، من الرياض
منقول
فتح الرياض عام 1319هـ-1902م بين قوات الملك عبد العزيز وابن عجلان قائد جيش ابن رشيد في الرياض
المحاولة الاولى عام 1318هـ- 1901م
جاءت المحاولة الأولى لاستعادة عاصمة الدولة ( الرياض ) في عام 1318هـ ( 1901م ) عندما تحرك الشيخ مبارك الصباح على رأس جيش كبير ومعه عبدالرحمن بن فيصل لمحاربة ابن رشيد،وعندما وصل الجيش إلى (الشوكي) في الدهناء استغل الملك عبدالعزيز هذه الفرصة واستطاع إقناع والده و مبارك الصباح بأن يذهب على رأس سرية من رجاله لفتح الرياض وبذلك يضطّر ابن رشيد إلى أن يقاتل بجيشه على جبهتين مختلفتين مما يضعف صفوفه ويزيد من فرص الانتصار عليه، فأذنا له بالسير إلى هناك فقطع المسافة ما بين الشوكي والرياض في يومين . علمت حامية ابن رشيد بالأمر وخرجت للتصدي له بقيادة عامل ابن رشيد على الرياض ( عبدالرحمن بن ضبعان ) فقاتلها عبدالعزيز وهزمها ودخل المدينة ، ثم لجأت الحامية إلى داخل القصر ( المصمك ) وتحصّنت فيه فحاصرها الملك عبدالعزيز وباشر في حفر نفق إلى داخل القصر وفي الجهة الأخرى دارت الحرب الطاحنة بين ابن رشيد والشيخ مبارك في مكان يسمى الصريف في القصيم على مقربة من الطرفية في 17 ذي الحجة سنة 1318هـ الموافق 7 أيار ( مارس ) 1901م ، كان النصر فيها من نصيب ابن رشيد وقواته فعاد مبارك الصباح إلى الكويت ومعه عبدالرحمن بن فيصل الذي أرسل إلى ولده الملك عبدالعزيز يحذره ويطلب منه ترك محاصرة الرياض والعودة بمن معه إلى الكويت خوفا عليهم من قوات ابن رشيد بعد نشوة هذا الانتصار . استجاب الابن لطلب والده وكان رأيا صائبا من الاثنين فالرأي والحكمة قبل الشجاعةولكن الملك عبدالعزيز لم تطل إقامته في الكويت هذه المرة بعد أن ذاق حلاوة النصر وكاد أن يصل إلى هدفه.
المحاولة الثانية عام 1319هـ -1902م
حاول الملك عبد العزيز استأذان والده لتكرار المحاولة وطلب منه مخاطبة الشيخ مبارك الصباح لأخذ الإذن له ومنحه المساعدة اللازمة، وتحت الإلحاح القوي والإصرار الشديد وافق الإمام عبدالرحمن بن فيصل وخاطب الشيخ مبارك الصباح لتسهيل المهمة
وافق الشيخ مبارك الصباح وقام بتزويده بأربعين ذلولا ، وثلاثين بندقية، ومائتي ريال وزادا يكفيه ومن معه ، وقال له مباركا خطواته : البلد بلدك، والأهل أهلك، متى ما ضاقت بك السبل عد إلينا تجدنا كما كنا. فشكره الملك عبدالعزيز وودّعه أجمل وداع وخرج من الكويت في أربعين رجلا من آل سعود والموالين لهم وفي الطريق انضم إليه العديد من الرجال ليصبح عدد رجاله يربو على الستين رجلا، فأكمل مسيرته حتى وصل إلى ( يبرين ) بسرية تامة، وهناك تفقّد رجاله الثلاثة والستين استعدادا للزحف على الرياض واستردادها . يقول الملك عبدالعزيز : " افتكرنا مع ربعنا فيما نعمل، فاتفق الرأي على السطو على الرياض فلربما حصلت لنا فرصة في القلعة نأخذها بسياسة، لأنه في الظاهر كانت علينا جواسيس . "
وفي هذه الأثناء وصلت رسالة من الإمام عبدالرحمن بن فيصل، قرأها الملك عبدالعزيز ثم جمع رجاله حوله لاستشارتهم حيث قرأ عليهم الرسالة وقال : " لا أزيدكم علما بما نحن فيه وهذا كتاب والدي يدعونا للعودة إلى الكويت قرأته عليكم، أنتم أحرار فيما تتخذونه لأنفسكم، فمن أراد الراحة ولقاء أهله فإلى يساري إلى يساري . " فتواثب الجميع إلى يمينه معلنين قرارهم التاريخي بأن يصحبوه حتى يتحقق الحلم الغالي بإذن الله عندها التفت جلالته إلى مبعوث والده وقال له: " سلم على الإمام وخبره بما رأيت واسأله الدعاء لنا، وقل له إن موعدنا إن شاء الله في الرياض . "
وقد اضطر الملك عبدالعزيز إلى اتباع سياسة التخفي نظرا للمخاطر التي كانت تحيط بهم، فأقام مع رجاله في الربع الخالي حتى تنصرف الأنظار عنهم . يقول الملك عبدالعزيز : " أخذنا أرزاقنا وسرنا وسط الربع الخالي ولم يدر أحد عنا أين كنا ، فجلسنا شعبان بطوله إلى عشرين رمضان ثم سرنا إلى العارض . " وكان يسبقهم الفارسين عبدالله بن حسين الجريس وسطام ابالخيل لكشف الطريق وتهيئته لهم.
ثم بدأ الملك عبدالعزيز في تنفيذ خطته حيث تحرك برجاله في الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة 1319هـ ووجهته الرياض فوصل إلى مورد ( أبو جفان ) يوم عيد الفطر، وفي 4 شوال الموافق الثالث عشر من كانون الثاني ( يناير ) سنة 1902م وصل إلى ( ضلع الشقيب ) الذي يبعد عن الرياض ساعة ونصف بالاقدام، وكانت الساعة الثالثة بالتوقيت العربي (التاسعة ليلا زوالية) فترك عند الإبل والأمتعة عشرين رجلا لحراستها وليكونوا مددا وعونا عند الحاجة وقال لهم: " إذا ارتفعت الشمس ولم يأتكم خبرنا فعودوا إلى الكويت وكونوا رسل النعي إلى أبي وإذا أكرمنا الله بالنصر فسأرسل لكم فارسا يلوّح لكم بثوبه إشارة إلى الظفر ثم تأتوننا " وتقدم بالأربعين الآخرين ومن ضمنهم أخيه محمد بن عبد الرحمن وابنا عمه عبد الله وفهد بن جلوي ، فدخل بساتين نخل في شرقي الرياض يقال لها ( الشمسية ) .
يقول الملك عبدالعزيز : " فنحن مشينا حتى وصلنا محلا اسمه ضلع الشقيب يبعد عن البلد ساعة ونصف بالاقدام، هنا تركنا رفاقنا وجيشنا ومشينا على أرجلنا الساعة السادسة ليلا، وتركنا عشرين رجلا عند الجيش والأربعون مشينا لا نعلم مصيرنا ولا غايتنا، ولم يكن بيننا وبين أهل البلد أي اتفاق . "
وفي بستان قرب بوابة الظهيرة خارج سور الرياض استبقى الملك عبدالعزيز ثلاثة وثلاثين رجلا من رفاقه وجعل قيادتهم لأخيه محمد بن عبد الرحمن كقوة مساندة عند الحاجة وقال لهم : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ! إذا لم يصل إليكم رسول منا غدا فأسرعوا بالنجاة واعلموا بأننا قد استشهدنا في سبيل الله ) .
وتقدم بالسبعة الباقين لمهاجمة منزل عامل ابن رشيد ابن عجلان ففوجئ بما لم يكن في الحسبان عندما علم من زوجة عجلان أنه يبيت في ( المصمك ) ولا يخرج منه إلا في الصباح لتفقد الخيل، عندها أرسل الملك عبدالعزيز في طلب أخيه محمد بن عبد الرحمن ليأتي بمن معه للتشاور فيما يمكن عمله، فدخلوا البيت متسللين وتشاوروا في تنفيذ الخطة، وكانت الساعة التاسعة والنصف عربية، والفجر يطلع الحادية عشر ، فأكل الملك عبدالعزيز ورجاله شيئا من التمر كان هناك ثم ناموا قليلا ، وعند انبثاق الفجر نهضوا فصلى بهم جلالته وأخذ يتحدث إليهم حتى بزوغ شمس يوم الجمعة الخامس من شهر شوال سنة 1319هـ الموافق 15 كانون الثاني ( يناير ) 1902م .
ثم تقدم برجاله واقتربوا من الساحة التي يتفقد فيها ابن عجلان الخيل منتظرين خروجه ، وبعد فترة بسيطة خرج عجلان من البوابة ومعه بعض رجاله فوقعت عيناه على الملك عبدالعزيز فعرفه بهيئته وطول قامته التي اشتهر بها ، فحاول ومن معه الهرب منقلبين على أعقابهم ، فأطلق عليه الملك عبدالعزيز بندقيته فأصابه في غير مقتل ، ثم لحق به وأدركه قبل دخوله من الخوخة ( الباب الصغير في البوابة الكبيرة ) فأمسك برجليه وتعلق ابن عجلان بيديه من الداخل ، وفي هذه الأثناء رماه فهد بن جلوي بالحربة ( الشلفا ) فأخطأته واستقرت في الباب ،
عندها تمكن ابن عجلان من الانفلات والدخول إلى القصر ، فلحق به عبدالله بن جلوي إلى الداخل ولحق به العشرة الآخرون واستطاع قتل عجلان بن محمد العجلان ، ثم هجم بقية الرجال على من في القصر من الحامية فقتلوا أكثر من ثلاثين رجلا وتحصّن نحو العشرين في إحدى الجهات ، فأمّنهم عبدالعزيز على أرواحهم واستسلموا ، فنادى المنادي : ( الملك لله ثم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود ) وخرج أهالي الرياض لتحية أميرهم العائد بعد غياب مهللين مكبرين يحمدون الله ويشكرونه بقلوب يغمرها الفرح والسرور بهذا الفتح العظيم وهذا النصر الكبير
اسماءالمشاركين في المعركة (جيش ابن سعود)
-ابراهيم بن عبدالرحمن بن محيذيف،من الرياض
2-ابراهيم بن عبدالرحمن النفيسي، من الرياض
3-ثلاّب العجالين الدوسري .من وادي الدواسر
4-حترش العرجاني .من بريدة
5-حزام بن حزّام العجالين الدوسري .من وادي الدواسر
6-حشاش العرجاني . من بريدة
7-خليفة بن عبدالرحمن بن بديع، من الدرعية.
8-زايد البقشي السبيعي . من سبيع
9-زيد بن محمد بن زيد ، من الرياض
10-سعد بن عبدالله بن عبيّد، من ملهم
11-سالم الأفيجح. من الرياض
12-سعد بن بخيت التركي، من الرياض
13-صلبوخ بن عبيد، من بلدة صلبوخ.
14-سعد بن نجيفان ، من بلدة منفوحه
15-سعد بن هديب، من الدلم
16-سعود بن ناصر بن سعود بن فرحان آل سعود .من الكويت
17-سعيد بن بيشان الدوسري، من الدرعية
18-سلطان (مولى الملك عبدالعزيز). من الكويت
19-شايع بن شداد السهلي .من الزلفي
20-صالح بن إبراهيم بن سبعان ، من الرياض
21-صطام (سطام) أبا الخيل المطيري ، من بريدة
22-طلال بن عجرش السبيعي . من سبيع
23-عبدالعزيز بن جلوي بن تركي آل سعود. من الكويت
24-عبدالعزيز بن عبدالله بن تركي آل سعود.من الكويت
25-عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود .من الكويت
26-عبدالله بن حسين بن جريس الجريس من آل جريس الدواسر، من العمارية وهو من أوائل رجال الملك عبدالعزيز الذين ساروا معه من الكويت ومن فرسانه المشهورين
27-عبدالله بن محمد الجطيلي، من عنيزه
28-عبدالله بن جلوي بن تركي آل سعود .من الكويت
29-عبدالله بن علي بن خنيزان، من الرياض
30-عبدالله أبودريب السبيعي . من الرياض
31-عبدالله بن شنار الدوسري . من الرياض
32-عبدالله بن سعود بن عبدالله (صنيتان) آل سعود . من الكويت
33-عبدالله بن عثمان الهزاني ، من الحريق
34-عبدالله بن عسكر(السيد)، من الرياض
35-عبدالله بن مرعيد السبيعي. من الرياض
36-عبداللطيف بن حسين المعشوق ، من الرياض
37-عبيد(أخو شعواء) الدوسري . من الدرعية
38-عبيد بن صالح بن مشخص (عوييل)، من الرياض
39-فالح بن مجلاد الفويجح السبيعي .من الخرج
40-فهد بن عبدالعزيز بن معمر، من العيينه.
41-فرحان آل سعود(مولى آل سعود). من الكويت
42-فهد بن إبراهيم بن مشاري آل سعود .من الكويت
43-فهد بن جلوي بن تركي آل سعود(راعي الشلفا). من الكويت
44-فهد (أو محمد) بن شعيل الدوسري .من الرس
45-فهد بن علي المعشوق ، من الرياض
46-فيروز العبدالعزيز(مولى الملك عبدالعزيز). من الكويت
47-ماجد بن مرعيد السبيعي .من الرياض
48-محمد بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود .من الكويت
49-محمد بن رشيد بن قماع، من الرياض
50-محمد بن حسين المعشوق، من الرياض
51-محمد بن موسى المحمد السيف ، من بريدة
52-محمد بن عامر الوبير الشامري العجمي . من ضرماء
53- محمد بن هزاع. من الدرعية
54-مسعود آل مبروك، من الرياض
55-مسلّم بن مجفل السبيعي. من سبيع
56-مطلق بن الحميدي المغيربي، من الرياض
57-مطلق بن جفال السبيعي .من سبيع
58-مطلق بن محمد بن عجيبان ، من الرياض
59-معضد بن خرصان الشامري العجمي. من الحريق
60-مناور بن محمد العنزي . من الرياض
61-منصور بن محمد بن حمزه، من الرياض
62-منصور بن فريج، من الرياض
63-ناصر بن عبدالله بن شامان المليحي السبيعي ، من الدرعية
64-ناصر بن سعود بن فرحان آل سعود. من الكويت
65-ناصر عبد العزيز المالك .من الرس
66-نافع بن ساير الحربي .من عنيزة
67-يوسف بن صالح بن مشخص ، من الرياض
منقول