جريح الامس
15-11-2011, 11:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في تعامل الناس مع أوجب الواجبات، وأهم المهمات، يرى الناظر مظاهر ضعف تجاه التوحيد، وأخطاء يقترفها بعضهم تخدش في أصل التوحيد، وتخرج بعضها صاحبها من الملة، وتخلده في النار والعياذ بالله، وأخطاء استسهلها كثير من الناس، فأصبحت أمرًا عادياً، وكأن شيئا لم يكن.
ورأس هذه الأخطاء:
1/عدم معرفة الله تعالى حق معرفته، وعدم استشعار تلك المعرفة، ومن وقع في هذا الأمر هان عليه كل أمر، فلا رادع يردعه عن المعصية، ولو كانت شركا أكبر، فضلا عن المعاصي والشرك الأصغر، فمثل هذا فتح المجال لهواه، وشيطانه، ونفسه، فقادوه إلى المهالك، وأوقعوه في أردأ الموارد فتراه متنقلا بين معصية وأخرى، ينام على فراشه، خاتما يومه بذنب اقترفه، مستيقظا على آخر، غافلا عن أوامر ربه، ناسيا - أو متناسيا- تعاليم مولاه، يتقلب في بحار الشهوات البهمية، وقلبه ملئ بالشكوك الشيطانية، لا يقر له قرار في عبادة، متشاغلا بأمور دنياه عن دينه، نسي أن الله تعالى أخبر عن نفسه سبحانه:()، وكما أخبر عن نفسه سبحانه:()، فحري بك أيها المسلم وأنت تنتمي إلى هذا التوحيد أن تستشعر عظمة خالقك، وأن تعظم أوامره، وتقف عند حدوده، وتنتهي عما نهاك عنه.
2/ومن مظاهر ضعف التوحيد الظاهرة، وأخطاء بعض الناس فيه: الوقوع في المعاصي، واستسهالها، واستمرائها، والإصرار عليها، وعدم القلق حال ارتكابها، أو الخوف منها، وأعظم من ذلك المجاهرة بها،والتحدث عنها، وكأنها من النعم المسداة إليه، وجاء في الحديث الصحيح(كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملا بالليل وقد ستره الله فيقول يافلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه).
3/ومن مظاهر ضعف التوحيد: التكاسل عن أداء العبادات، والتثاقل في فعل الطاعات، وإن أداها فحركات جوفاء، يؤديها بجسده وقلبه يتقلب في أحوال الدنيا، وأمثال هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى في المنافقين:()
4/ومن مظاهر ضعف التوحيد في النفوس، بل أعظمها وأشدها خطرا: التعلق بغير الله - سبحانه وتعالى- والركون للمخلوقين أحياء وأمواتا، والتشفع بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله - سبحانه وتعالى- وطلب الحاجات والمدد منهم، ودعاؤهم، والاستغاثة بهم، والطواف حول قبورهم وأضرحتهم، وطلب شفاء أمراضهم منهم، ومثله التعلق بالسحرة والمشعوذين، وتصديق الدجاجلة والكذابين، والركون إلى الكهنة والمنجمين، وبذل الأموال الطائلة لهم، وتلبية أوامرهم، ولو كانت كفرا بواحا، كالذبح للشياطين، وتمزيق كتاب الله في الحمامات، والبول عليها، ونحو ذلك، وطلب أحوال المستقبل، وتصديقهم فيها، وبناء حيلتهم عليها، ومثله تعلق القلب حال الإصابة بمصائب وأمراض بهم أو بالطبيب من دون الله تعالى، واعتقاد أن الشفاء بأيديهم، والنفع والضر بتقديرهم، فهذه كلها وأمثالها من أعظم المنكرات، وأفدح الأخطاء القادحة في التوحيد، إذ هي شرك أكبر، مخرج عن الملة، فهل يتنبه من وقع فيها، وفي أمثالها فيصحح وضعه، ويقوم نفسه، وينقي توحيده، ويعود إلى ربه.
5/ومن مظاهر ضعف التوحيد: الخوف من المستقبل، من حيث رزقه، ورزق أولاده، وهلع نفسه تجاهه، والقلق الشديد في ذلك، فلم يستشعر ما عند الله – سبحانه- وتقديره للمقادير كلها، وأن الغناء، والفقر، والرخاء، والشدة، كلها بيد الله وحده، فمن فعل ذلك فقد أخطاء على نفسه، وجنى عليها، ولم يتوكل على الله حق توكله، ومثل هؤلاء لم يؤمنوا بقوله سبحانه:()
6/ ومن مظاهر ضعف التوحيد: التعلق بالدنيا، وملذاتها، وشهواتها، والنظر بعين الغيرة والحسد إلى من أوتي حظا كبيرا منها، واعتبار السعادة، وبلوغ الأماني في الحصول عليه، وينبني على ذلك البعد عن الآخرة، وضعف العمل لها، فتجد مثل هذا ممسكا ماله، حريصا عليه، فلا ينفق في معروف، ولا يعطف على مسكين، ولا يرحم يتيما، ولا يحسن إلى فقير؛ يخشى الفقر، ويأمل الغنى، مسرفا في شهواته، ولو كان في الحرام.
والمسلم الموحد هو الذي يعرف قيمة الدنيا، وأنها معبر سريع إلى الآخرة، ومحطة يتزود فيها إلى مقره، وميدان تنافس لعمل الصالحات.
*وقفه مع أسباب ضعف التوحيد:
من الخير للمسلم - وقد أمده الله بعمر ووقت- أن يتحسس نفسه، ومواضع نقص التوحيد عنده، ونقاط الضعف فيه، فيحاسبها، ويجدد العهد مع ربه لتلافيها، وأن يعالج الأسباب المؤدية إلى الوقوع في هذه المظاهر، ومن أهمها:
-الجهل بالله وعدم العلم بشريعته، وضعف الاهتمام بها وبتطبيقها.
-عدم تعظيم شعائر الله في النفوس.
-أكل الحرام، والتعامل به، وجلب الأموال بالطريقة الخبيثة، وصرفها في المصارف المحرمة.
فتحسس يا رعاك الله، من نفسك، ما يخدش توحيدك، وعالجه بتعاليم ربك، قبل أن تحين ساعة فراقك من الدنيا، فتندم، ولات ساعة مندم، وتتمنى، ولا ينفع التمني.
منقول
في تعامل الناس مع أوجب الواجبات، وأهم المهمات، يرى الناظر مظاهر ضعف تجاه التوحيد، وأخطاء يقترفها بعضهم تخدش في أصل التوحيد، وتخرج بعضها صاحبها من الملة، وتخلده في النار والعياذ بالله، وأخطاء استسهلها كثير من الناس، فأصبحت أمرًا عادياً، وكأن شيئا لم يكن.
ورأس هذه الأخطاء:
1/عدم معرفة الله تعالى حق معرفته، وعدم استشعار تلك المعرفة، ومن وقع في هذا الأمر هان عليه كل أمر، فلا رادع يردعه عن المعصية، ولو كانت شركا أكبر، فضلا عن المعاصي والشرك الأصغر، فمثل هذا فتح المجال لهواه، وشيطانه، ونفسه، فقادوه إلى المهالك، وأوقعوه في أردأ الموارد فتراه متنقلا بين معصية وأخرى، ينام على فراشه، خاتما يومه بذنب اقترفه، مستيقظا على آخر، غافلا عن أوامر ربه، ناسيا - أو متناسيا- تعاليم مولاه، يتقلب في بحار الشهوات البهمية، وقلبه ملئ بالشكوك الشيطانية، لا يقر له قرار في عبادة، متشاغلا بأمور دنياه عن دينه، نسي أن الله تعالى أخبر عن نفسه سبحانه:()، وكما أخبر عن نفسه سبحانه:()، فحري بك أيها المسلم وأنت تنتمي إلى هذا التوحيد أن تستشعر عظمة خالقك، وأن تعظم أوامره، وتقف عند حدوده، وتنتهي عما نهاك عنه.
2/ومن مظاهر ضعف التوحيد الظاهرة، وأخطاء بعض الناس فيه: الوقوع في المعاصي، واستسهالها، واستمرائها، والإصرار عليها، وعدم القلق حال ارتكابها، أو الخوف منها، وأعظم من ذلك المجاهرة بها،والتحدث عنها، وكأنها من النعم المسداة إليه، وجاء في الحديث الصحيح(كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملا بالليل وقد ستره الله فيقول يافلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه).
3/ومن مظاهر ضعف التوحيد: التكاسل عن أداء العبادات، والتثاقل في فعل الطاعات، وإن أداها فحركات جوفاء، يؤديها بجسده وقلبه يتقلب في أحوال الدنيا، وأمثال هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى في المنافقين:()
4/ومن مظاهر ضعف التوحيد في النفوس، بل أعظمها وأشدها خطرا: التعلق بغير الله - سبحانه وتعالى- والركون للمخلوقين أحياء وأمواتا، والتشفع بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله - سبحانه وتعالى- وطلب الحاجات والمدد منهم، ودعاؤهم، والاستغاثة بهم، والطواف حول قبورهم وأضرحتهم، وطلب شفاء أمراضهم منهم، ومثله التعلق بالسحرة والمشعوذين، وتصديق الدجاجلة والكذابين، والركون إلى الكهنة والمنجمين، وبذل الأموال الطائلة لهم، وتلبية أوامرهم، ولو كانت كفرا بواحا، كالذبح للشياطين، وتمزيق كتاب الله في الحمامات، والبول عليها، ونحو ذلك، وطلب أحوال المستقبل، وتصديقهم فيها، وبناء حيلتهم عليها، ومثله تعلق القلب حال الإصابة بمصائب وأمراض بهم أو بالطبيب من دون الله تعالى، واعتقاد أن الشفاء بأيديهم، والنفع والضر بتقديرهم، فهذه كلها وأمثالها من أعظم المنكرات، وأفدح الأخطاء القادحة في التوحيد، إذ هي شرك أكبر، مخرج عن الملة، فهل يتنبه من وقع فيها، وفي أمثالها فيصحح وضعه، ويقوم نفسه، وينقي توحيده، ويعود إلى ربه.
5/ومن مظاهر ضعف التوحيد: الخوف من المستقبل، من حيث رزقه، ورزق أولاده، وهلع نفسه تجاهه، والقلق الشديد في ذلك، فلم يستشعر ما عند الله – سبحانه- وتقديره للمقادير كلها، وأن الغناء، والفقر، والرخاء، والشدة، كلها بيد الله وحده، فمن فعل ذلك فقد أخطاء على نفسه، وجنى عليها، ولم يتوكل على الله حق توكله، ومثل هؤلاء لم يؤمنوا بقوله سبحانه:()
6/ ومن مظاهر ضعف التوحيد: التعلق بالدنيا، وملذاتها، وشهواتها، والنظر بعين الغيرة والحسد إلى من أوتي حظا كبيرا منها، واعتبار السعادة، وبلوغ الأماني في الحصول عليه، وينبني على ذلك البعد عن الآخرة، وضعف العمل لها، فتجد مثل هذا ممسكا ماله، حريصا عليه، فلا ينفق في معروف، ولا يعطف على مسكين، ولا يرحم يتيما، ولا يحسن إلى فقير؛ يخشى الفقر، ويأمل الغنى، مسرفا في شهواته، ولو كان في الحرام.
والمسلم الموحد هو الذي يعرف قيمة الدنيا، وأنها معبر سريع إلى الآخرة، ومحطة يتزود فيها إلى مقره، وميدان تنافس لعمل الصالحات.
*وقفه مع أسباب ضعف التوحيد:
من الخير للمسلم - وقد أمده الله بعمر ووقت- أن يتحسس نفسه، ومواضع نقص التوحيد عنده، ونقاط الضعف فيه، فيحاسبها، ويجدد العهد مع ربه لتلافيها، وأن يعالج الأسباب المؤدية إلى الوقوع في هذه المظاهر، ومن أهمها:
-الجهل بالله وعدم العلم بشريعته، وضعف الاهتمام بها وبتطبيقها.
-عدم تعظيم شعائر الله في النفوس.
-أكل الحرام، والتعامل به، وجلب الأموال بالطريقة الخبيثة، وصرفها في المصارف المحرمة.
فتحسس يا رعاك الله، من نفسك، ما يخدش توحيدك، وعالجه بتعاليم ربك، قبل أن تحين ساعة فراقك من الدنيا، فتندم، ولات ساعة مندم، وتتمنى، ولا ينفع التمني.
منقول