قَلَمْ يَكْتُبْ أَلَمْ
05-09-2011, 06:34 AM
:g73:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت الحساسيات، أو ما يُسمّى أيضاً بالأرجيات، تستقطب الاهتمام منذ سنوات عدّة. ما علينا سوى مناقشة الأمر مع من حولنا لإدراك أن الأشخاص الذين لم يعانوا يوماً في حياتهم من الحساسية بدأوا يشعرون بعوارضها المزعجة.
تتعدّد الأسباب مثل: التلوّث، المناخ، وارتفاع حرارة الأرض... وقد لا تكون دوماً مقنعة. ذلك ينطبق أيضاً على الحساسيات الناجمة عن الأغذية. بعضها شائع منذ زمن طويل، وبعدها حديث الظهور ويطاول الأطفال والراشدين على حدّ سواء.
يُعزى تصنيف هذه المشكلة من ضمن مشاكل الصحة العامة إلى أسباب عدّة. أولاً، قد تتسبب الحساسية بالموت، لذا تشكّل مشكلة خطيرة بحدّ ذاتها. ثانياً، يكلّف تزايد عدد حالات الإصابة بالحساسية المجتمع ثمناً اقتصادياً. وأخيراً، قد تتأثر نوعية حياة بعض المرضى وأسرهم بشكل سلبي جداً.
لذا، يجب الوثوق بهذه المعلومات وإجراء التشخيص بدقة كبيرة. بما أن بعض الحساسيات مميت، تبرز فاعلية إجراءات الوقاية المتّخذة تجاه الشخص المعني. لكن يجب التأكّد من أن الحساسية مزمنة، وتحديد مسبّباتها بدقّة.
سبب زيادتها
ما من شك في أن تطوّر نمط عيشنا أحدث اضطراباً في غذائنا. فنحن نستهلك منتجات لم تكن أجسامنا معتادة عليها في القرون الماضية، وتتوافر بالتالي منتجات جديدة مسبّبة للحساسية. التنويع الغذائي مفيد حتماً، لكن السمسم مثلاً الذي قلّ ما كان يُستخدم منذ بضع عشرات السنين يتسبّب اليوم بأكثر من 4% من الحساسيات الغذائية لدى الراشدين. فضلاً عن ذلك، يساهم تحوّل المنتجات الغذائية الذي يزداد شيوعاً، في انتشار مثل هذه الحساسيات الجديدة. لا يجب أن ننسى أيضاً أنه من الصعب غالباً تحديد المكوّنات أو المواد المضافة المسؤولة عن ظهورها. في المقابل، من الأسباب الأخرى التي يطرحها خبراء الغذاء، تضاؤل الاهتمام بالرضاعة التي تشكّل غذاء الطفل المثالي. ينقل حليب الأم للطفل مواد مسببة للحساسية، إنما أيضاً أجساماً مضادة تسمح ببناء الحاجز المناعي في أمعائه. لا بد من الإشارة أيضاً في معرض الحديث عن غذاء الرضيع إلى أن طعامه يغدو متنوّعاً في وقت أبكر مما يُفترض، الأمر الذي يزيد مخاطر الإصابة بالأكزيما.
تقول نظرية أخرى إن مجتمعاتنا أصبحت تهتم أكثر فأكثر بنظافة الجسم وصحّته، ما قد يؤدّي إلى ضعف جهاز المناعة لأنه لم يعد مضطراً إلى مكافحة مختلف الهجمات بطريقة كافية. هكذا، للعناية المفرطة بالنظافة مساوئها أيضاً.
تعريف مهم
ينجم هذا المرض عن تناول طعام مسبّب للحساسية، يحتوي على مواد قادرة على استثارة حساسية الجسم لدى بعض الأشخاص وتوليد أعراض مرضية.
اللاكتوز والغلوتين
تتمثّل ظاهرة عدم التحمّل الأكثر شيوعاً في عدم تحمّل اللاكتوز، الناجم بكل بساطة عن نقص في أنزيمه والذي لا يمت بصلة الى الحساسية الفعلية كتلك التي يصاب بها البعض تجاه حليب البقر مثلاً. فضلاً عن ذلك، قد يتسبّب بعض المنتجات الغنية بالهيستامين، مثل الفريز أو القشريات بردود فعل لا تندرج بالضرورة ضمن عوارض الحساسية، إنما تشكّل حوادث بسيطة دقيقة. وفي هذا الصدد أيضاً، الأطفال أكثر
حساسيةً مقارنةً بالبالغين.
ينطبق الأمر عينه على الغلوتين الذي نربطه غالباً خطأً بالحساسية. من وجهة النظر الطبية، تنجم حالة عدم تحمّل الغلوتين عن رد فعل دفاعي معيب على مستوى غشاء الأمعاء المخاطي. يقضي العلاج الوحيد بالتالي بإزالة الغلوتين لتجنّب أية مضاعفات قد تسفر عن سرطانات على مرّ السنين. فضلاً عن ذلك، يصبح النظام الغذائي اليومي للأشخاص المصابين بهذه الحالة في غاية التعقيد، إذ يتوافر الغلوتين على نحو شائع في غذائنا.
يتولّد رد الفعل المرتبط بالحساسية عن وجود عامل مسبّب للحساسية أو أكثر، فضلاً عن درجة استهلاك الغلوتين، والاستعداد المسبق للإصابة على المستوى الوراثي.
آلية الحساسيات الغذائيّة
مرحلة التحسّس
يحفّز احتكاك مسبّب الحساسية بجهاز المناعة إفراز الغلوبولينات المناعية e التي تستقر على الجلد والأغشية المخاطية فضلاً عن الخلايا التي تحتوي على الهيستامين من بين مواد أخرى، وذلك بتنقّلها عبر الدورة الدموية. يثير ذلك كلّه الحساسية حّتى لو لم تظهر أية عوارض خلال أول احتكاك.
رد الفعل
عند الاحتكاك الثاني مع مسبّب الحساسية عينه عبر الغلوبولوينات المناعية e، ستظهر على الجسم عوارض سريرية ذات طبيعة أرجية تتفاوت حدّتها بحسب كل شخص. فيتحرر الهيستامين مولّداً حساسية مفرطة.
المسببات
لمساعدة الأشخاص المعرّضين للحساسية، يجب الانتقال إلى مرحلة التعريف عن المسببات. من بين مختلف البروتينات، نجد غالباً المواد المذنبة عينها وأشهرها البروتين الموجود في الفول السوداني لكننا نتحدث في غالبية الأحيان عن البيض، حليب البقر، الصويا، الجوزيات والقشريات.
مع ذلك، ما يثير القلق خصوصاً في الوقت الراهن وجود المضافات في الأطباق المعدّة مسبقاً بكميات ضئيلة، إنما قد تولّد حساسية لدى بعض الأشخاص شيئاً فشيئاً نظراً إلى ضآلة الجرعات. ما من داع لتسليط الاهتمام عليها، لأن الجرعة بحد ذاتها لا تطرح أية مخاطر. مع ذلك، يؤدي استهلاك المواد المضافة المستمرّ إلى إثارة الحساسية.
ما هي الحساسيات المتقاطعة؟
عبارة عن حساسيات ناجمة عن مسبّبات لم يسبق أن تحسس المرء منها. يتمثل رد فعل الهيستامين في التقارب بين مركّبات هذه المسببات. فإن كنّا نعاني حساسية ضد الفول السوداني مثلاً، لا بد من اكتشاف الحساسيات المتقاطعة المحتملة مع منتجات أخرى، مثل الصويا أو الفول. في معظم الحالات، من غير المجدي إزالة هذه الأطعمة من النظام الغذائي، لكن في 10% من الحالات نراها تتسبّب بحساسية. لذا، لعيش حياة طبيعية بأكبر قدر ممكن، يجب القيام بفحوص معمّقة.
الأطعمة الأساسية المسبّبة للحساسية
:g21:- حليب البقر أحد الأطعمة التقليدية في هذا الإطار، والمعروفة منذ زمن طويل. اكتشف أطباء الأطفال ضلوعه في الحساسية لأن الرضّع هم الأكثر عرضةً في المقام الأول. وفي ما يتعلّق بالبالغين، الكازيين هو المسبب. يُستخدم هذا البروتين بكثرة كأحد المكوّنات لصناعة المنتجات الغذائية.
:g21:- يتسبّب الفول السوداني الذي يُستهلك على شكل مكسّرات، زيت، زبدة أو مادة مُضافة بثلث حالات الحساسية لدى من تقل أعمارهم عن 15 عاماً. تظهر هذه الحساسية، التي لم تكن موجودة منذ ثلاثين عاماً، في البلدان الأنغلوساكسونية خصوصاً. تحدث ردود الفعل عند الاحتكاك البسيط مع الفول السوداني، وتتّصف بالخطورة مع إصابة 40% من الحالات بالوذمة الوعائية، عبارة عن انتفاخ سريع وخطير في البشرة والأغشية المخاطية قد يؤدي إلى الاختناق. غالباً، تُصنّف الجوزيات أيضاً من المسببات.
:g21:- البيض أحد المسبّبات الرئيسة أيضاً. تُعزى 34% من الحساسيات الغذائية لدى الأطفال إلى البيض (مقارنةً بـ1.3% لدى البالغين)، والعنصر الذي يثير هذه الحساسية هو البياض. تكمن المشكلة في هذه الحالة أيضاً في أن البروتين المعني يُستخدم غالباً في صناعة المنتجات الغذائية تحت أسماء مختلفة، فضلاً عن منتجات للعناية بنظافة الجسم أو الأدوية.
:g21:- حساسية الصويا حديثة كما استهلاكها. فضلاً عن ذلك، تُعتبر حساسية الحبوب مثل القمح أو الشيلم أكثر شيوعاً لدينا من حساسية الرز التي نصادفها في اليابان خصوصاً.
:g21:- تصيب حساسية الأسماك 5% من الأطفال الحساسين و3% من البالغين. وفي السياق عينه، نلاحظ حساسية القشريات والرخويات لكن بنسبة أضعف.
:g21:- تخص حساسية الفواكه والخضار البالغين بشكل أساسي وتكون مرتبطة غالباً بحساسيات تجاه غبار الطلع.
:g21:- أمّا الفئة الأخيرة المهمّة والتي يصعب كشفها فهي المضافات الغذائية بسبب استخدامها المتزايد في المنتجات المتحوّلة. تسبب المواد الملوّنة، الحافظة، المكثّفة، المحلّية وغيرها بعض ردود الفعل، علماً أن ذلك لا يصيب سوى بعض الأشخاص المعرّضين للحساسية. لكن مادة الكبريتيت هي الأخطر بالنسبة إلى مرضى الربو خصوصاً. نجدها في الأدوية، المنتجات المسبقة التحضير كتلك الآسيوية، أو الصلصات المعدّة لبعض أنواع السلطة.
كيفيّة الوقاية
تسمح توصيات بسيطة بتجنّب الحساسيات لا سيما لدى حديثي الولادة. مثلاً، لا يجب على المرأة تناول الفول السوداني خلال حملها وإرضاع طفلها لفترة مطوّلة. يجب أيضاً الاحتفاظ بعلبة إسعافات في حال الإصابة بنوبة حساسية حادة. وفي النهاية، يجب الاطلاع على المواد المضافة إلى منتج ما.
التشخيص
تتمثل المرحلة الأولى في جلسة استجواب دقيقة من الاختصاصي حول النظام الغذائي المتّبع، يعقبه عموماً بحث غذائي على المريض أن يدوّن خلاله كل ما يستهلكه في جداول زمنية فضلاً عن ردود الفعل المحتملة.
يتبع الفحص السريري وقياس كمية الغلوبولينات المناعية اختبارات وخز الجلد الشهيرة، عبارة عن فحوصات عبر الجلد توخَز فيه الذراع الأمامية للتحقّق من ردود الفعل. لكن هذه الاختبارات غير كافية.
بعدئذ يحين دور الفحوصات التي تُحفَّز فيها ردود الفعل، إنما بشكل حميد بما يكفي لعدم التسبّب بأي ضرر، وذلك في الحالات التي يصبح فيها التشخيص مستحيلاً فحسب فيما أن ردود الفعل موجودة فعلياً. يقضي هذا الفحص بوضع الطعام المشبوه على الشفتين، ويتمثل رد الفعل الإيجابي عموماً في انتفاخهما، لكن قد تظهر أيضاً حساسيات جلدية وعلى مستوى الذقن خصوصاً.
العلاجات
:g21:- علاج الإقصاء: هذا العلاج ضروري لإبطال الحساسيات المؤكّدة ويُنفّذ على يد اختصاصية تغذية. هذا ويساعد بعض الجمعيات على قراءة المكوّنات الواردة على أغلفة الأطعمة.
:g21:- علاج الصدمة التأقية: يقضي هذا العلاج باصطحاب المريض فوراً إلى المستشفى وإجراء تشخيص سريع له. يُعطى عموماً الأدرينالين فضلاً عن أدوية أخرى ذات صلة. وحين يُبلّغ المريض بخطورة الصدمة، يُزوّد بعلبة إسعافات فيها قلم حقن ذاتي سهل الاستخدام.
:g21:- العلاج بواسطة مضادات الهيستامين: يُعطى في حالات الحساسية ضد غبار الطلع أكثر منه لعلاج الحساسيات الغذائية.
:g21:- العلاج المناعي ضد الحساسيات: لا يُتّبع مطلقاً في حالات الحساسية الغذائية لأن مفعوله ليس قوياً.
في النهاية، في حال الاشتباه بالإصابة بحساسية، لا بد من استشارة الطبيب المعالج الذي سيحيلك إلى اختصاصي حساسيات. قد تكون نصائح الصيدلي مفيدة أيضاً، لكن في حال الشك بها، لا تتردد في الأخذ برأي طبيب.
:g21:دمتم بصحة وعافية:g21:
تحيتي
:g73:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت الحساسيات، أو ما يُسمّى أيضاً بالأرجيات، تستقطب الاهتمام منذ سنوات عدّة. ما علينا سوى مناقشة الأمر مع من حولنا لإدراك أن الأشخاص الذين لم يعانوا يوماً في حياتهم من الحساسية بدأوا يشعرون بعوارضها المزعجة.
تتعدّد الأسباب مثل: التلوّث، المناخ، وارتفاع حرارة الأرض... وقد لا تكون دوماً مقنعة. ذلك ينطبق أيضاً على الحساسيات الناجمة عن الأغذية. بعضها شائع منذ زمن طويل، وبعدها حديث الظهور ويطاول الأطفال والراشدين على حدّ سواء.
يُعزى تصنيف هذه المشكلة من ضمن مشاكل الصحة العامة إلى أسباب عدّة. أولاً، قد تتسبب الحساسية بالموت، لذا تشكّل مشكلة خطيرة بحدّ ذاتها. ثانياً، يكلّف تزايد عدد حالات الإصابة بالحساسية المجتمع ثمناً اقتصادياً. وأخيراً، قد تتأثر نوعية حياة بعض المرضى وأسرهم بشكل سلبي جداً.
لذا، يجب الوثوق بهذه المعلومات وإجراء التشخيص بدقة كبيرة. بما أن بعض الحساسيات مميت، تبرز فاعلية إجراءات الوقاية المتّخذة تجاه الشخص المعني. لكن يجب التأكّد من أن الحساسية مزمنة، وتحديد مسبّباتها بدقّة.
سبب زيادتها
ما من شك في أن تطوّر نمط عيشنا أحدث اضطراباً في غذائنا. فنحن نستهلك منتجات لم تكن أجسامنا معتادة عليها في القرون الماضية، وتتوافر بالتالي منتجات جديدة مسبّبة للحساسية. التنويع الغذائي مفيد حتماً، لكن السمسم مثلاً الذي قلّ ما كان يُستخدم منذ بضع عشرات السنين يتسبّب اليوم بأكثر من 4% من الحساسيات الغذائية لدى الراشدين. فضلاً عن ذلك، يساهم تحوّل المنتجات الغذائية الذي يزداد شيوعاً، في انتشار مثل هذه الحساسيات الجديدة. لا يجب أن ننسى أيضاً أنه من الصعب غالباً تحديد المكوّنات أو المواد المضافة المسؤولة عن ظهورها. في المقابل، من الأسباب الأخرى التي يطرحها خبراء الغذاء، تضاؤل الاهتمام بالرضاعة التي تشكّل غذاء الطفل المثالي. ينقل حليب الأم للطفل مواد مسببة للحساسية، إنما أيضاً أجساماً مضادة تسمح ببناء الحاجز المناعي في أمعائه. لا بد من الإشارة أيضاً في معرض الحديث عن غذاء الرضيع إلى أن طعامه يغدو متنوّعاً في وقت أبكر مما يُفترض، الأمر الذي يزيد مخاطر الإصابة بالأكزيما.
تقول نظرية أخرى إن مجتمعاتنا أصبحت تهتم أكثر فأكثر بنظافة الجسم وصحّته، ما قد يؤدّي إلى ضعف جهاز المناعة لأنه لم يعد مضطراً إلى مكافحة مختلف الهجمات بطريقة كافية. هكذا، للعناية المفرطة بالنظافة مساوئها أيضاً.
تعريف مهم
ينجم هذا المرض عن تناول طعام مسبّب للحساسية، يحتوي على مواد قادرة على استثارة حساسية الجسم لدى بعض الأشخاص وتوليد أعراض مرضية.
اللاكتوز والغلوتين
تتمثّل ظاهرة عدم التحمّل الأكثر شيوعاً في عدم تحمّل اللاكتوز، الناجم بكل بساطة عن نقص في أنزيمه والذي لا يمت بصلة الى الحساسية الفعلية كتلك التي يصاب بها البعض تجاه حليب البقر مثلاً. فضلاً عن ذلك، قد يتسبّب بعض المنتجات الغنية بالهيستامين، مثل الفريز أو القشريات بردود فعل لا تندرج بالضرورة ضمن عوارض الحساسية، إنما تشكّل حوادث بسيطة دقيقة. وفي هذا الصدد أيضاً، الأطفال أكثر
حساسيةً مقارنةً بالبالغين.
ينطبق الأمر عينه على الغلوتين الذي نربطه غالباً خطأً بالحساسية. من وجهة النظر الطبية، تنجم حالة عدم تحمّل الغلوتين عن رد فعل دفاعي معيب على مستوى غشاء الأمعاء المخاطي. يقضي العلاج الوحيد بالتالي بإزالة الغلوتين لتجنّب أية مضاعفات قد تسفر عن سرطانات على مرّ السنين. فضلاً عن ذلك، يصبح النظام الغذائي اليومي للأشخاص المصابين بهذه الحالة في غاية التعقيد، إذ يتوافر الغلوتين على نحو شائع في غذائنا.
يتولّد رد الفعل المرتبط بالحساسية عن وجود عامل مسبّب للحساسية أو أكثر، فضلاً عن درجة استهلاك الغلوتين، والاستعداد المسبق للإصابة على المستوى الوراثي.
آلية الحساسيات الغذائيّة
مرحلة التحسّس
يحفّز احتكاك مسبّب الحساسية بجهاز المناعة إفراز الغلوبولينات المناعية e التي تستقر على الجلد والأغشية المخاطية فضلاً عن الخلايا التي تحتوي على الهيستامين من بين مواد أخرى، وذلك بتنقّلها عبر الدورة الدموية. يثير ذلك كلّه الحساسية حّتى لو لم تظهر أية عوارض خلال أول احتكاك.
رد الفعل
عند الاحتكاك الثاني مع مسبّب الحساسية عينه عبر الغلوبولوينات المناعية e، ستظهر على الجسم عوارض سريرية ذات طبيعة أرجية تتفاوت حدّتها بحسب كل شخص. فيتحرر الهيستامين مولّداً حساسية مفرطة.
المسببات
لمساعدة الأشخاص المعرّضين للحساسية، يجب الانتقال إلى مرحلة التعريف عن المسببات. من بين مختلف البروتينات، نجد غالباً المواد المذنبة عينها وأشهرها البروتين الموجود في الفول السوداني لكننا نتحدث في غالبية الأحيان عن البيض، حليب البقر، الصويا، الجوزيات والقشريات.
مع ذلك، ما يثير القلق خصوصاً في الوقت الراهن وجود المضافات في الأطباق المعدّة مسبقاً بكميات ضئيلة، إنما قد تولّد حساسية لدى بعض الأشخاص شيئاً فشيئاً نظراً إلى ضآلة الجرعات. ما من داع لتسليط الاهتمام عليها، لأن الجرعة بحد ذاتها لا تطرح أية مخاطر. مع ذلك، يؤدي استهلاك المواد المضافة المستمرّ إلى إثارة الحساسية.
ما هي الحساسيات المتقاطعة؟
عبارة عن حساسيات ناجمة عن مسبّبات لم يسبق أن تحسس المرء منها. يتمثل رد فعل الهيستامين في التقارب بين مركّبات هذه المسببات. فإن كنّا نعاني حساسية ضد الفول السوداني مثلاً، لا بد من اكتشاف الحساسيات المتقاطعة المحتملة مع منتجات أخرى، مثل الصويا أو الفول. في معظم الحالات، من غير المجدي إزالة هذه الأطعمة من النظام الغذائي، لكن في 10% من الحالات نراها تتسبّب بحساسية. لذا، لعيش حياة طبيعية بأكبر قدر ممكن، يجب القيام بفحوص معمّقة.
الأطعمة الأساسية المسبّبة للحساسية
:g21:- حليب البقر أحد الأطعمة التقليدية في هذا الإطار، والمعروفة منذ زمن طويل. اكتشف أطباء الأطفال ضلوعه في الحساسية لأن الرضّع هم الأكثر عرضةً في المقام الأول. وفي ما يتعلّق بالبالغين، الكازيين هو المسبب. يُستخدم هذا البروتين بكثرة كأحد المكوّنات لصناعة المنتجات الغذائية.
:g21:- يتسبّب الفول السوداني الذي يُستهلك على شكل مكسّرات، زيت، زبدة أو مادة مُضافة بثلث حالات الحساسية لدى من تقل أعمارهم عن 15 عاماً. تظهر هذه الحساسية، التي لم تكن موجودة منذ ثلاثين عاماً، في البلدان الأنغلوساكسونية خصوصاً. تحدث ردود الفعل عند الاحتكاك البسيط مع الفول السوداني، وتتّصف بالخطورة مع إصابة 40% من الحالات بالوذمة الوعائية، عبارة عن انتفاخ سريع وخطير في البشرة والأغشية المخاطية قد يؤدي إلى الاختناق. غالباً، تُصنّف الجوزيات أيضاً من المسببات.
:g21:- البيض أحد المسبّبات الرئيسة أيضاً. تُعزى 34% من الحساسيات الغذائية لدى الأطفال إلى البيض (مقارنةً بـ1.3% لدى البالغين)، والعنصر الذي يثير هذه الحساسية هو البياض. تكمن المشكلة في هذه الحالة أيضاً في أن البروتين المعني يُستخدم غالباً في صناعة المنتجات الغذائية تحت أسماء مختلفة، فضلاً عن منتجات للعناية بنظافة الجسم أو الأدوية.
:g21:- حساسية الصويا حديثة كما استهلاكها. فضلاً عن ذلك، تُعتبر حساسية الحبوب مثل القمح أو الشيلم أكثر شيوعاً لدينا من حساسية الرز التي نصادفها في اليابان خصوصاً.
:g21:- تصيب حساسية الأسماك 5% من الأطفال الحساسين و3% من البالغين. وفي السياق عينه، نلاحظ حساسية القشريات والرخويات لكن بنسبة أضعف.
:g21:- تخص حساسية الفواكه والخضار البالغين بشكل أساسي وتكون مرتبطة غالباً بحساسيات تجاه غبار الطلع.
:g21:- أمّا الفئة الأخيرة المهمّة والتي يصعب كشفها فهي المضافات الغذائية بسبب استخدامها المتزايد في المنتجات المتحوّلة. تسبب المواد الملوّنة، الحافظة، المكثّفة، المحلّية وغيرها بعض ردود الفعل، علماً أن ذلك لا يصيب سوى بعض الأشخاص المعرّضين للحساسية. لكن مادة الكبريتيت هي الأخطر بالنسبة إلى مرضى الربو خصوصاً. نجدها في الأدوية، المنتجات المسبقة التحضير كتلك الآسيوية، أو الصلصات المعدّة لبعض أنواع السلطة.
كيفيّة الوقاية
تسمح توصيات بسيطة بتجنّب الحساسيات لا سيما لدى حديثي الولادة. مثلاً، لا يجب على المرأة تناول الفول السوداني خلال حملها وإرضاع طفلها لفترة مطوّلة. يجب أيضاً الاحتفاظ بعلبة إسعافات في حال الإصابة بنوبة حساسية حادة. وفي النهاية، يجب الاطلاع على المواد المضافة إلى منتج ما.
التشخيص
تتمثل المرحلة الأولى في جلسة استجواب دقيقة من الاختصاصي حول النظام الغذائي المتّبع، يعقبه عموماً بحث غذائي على المريض أن يدوّن خلاله كل ما يستهلكه في جداول زمنية فضلاً عن ردود الفعل المحتملة.
يتبع الفحص السريري وقياس كمية الغلوبولينات المناعية اختبارات وخز الجلد الشهيرة، عبارة عن فحوصات عبر الجلد توخَز فيه الذراع الأمامية للتحقّق من ردود الفعل. لكن هذه الاختبارات غير كافية.
بعدئذ يحين دور الفحوصات التي تُحفَّز فيها ردود الفعل، إنما بشكل حميد بما يكفي لعدم التسبّب بأي ضرر، وذلك في الحالات التي يصبح فيها التشخيص مستحيلاً فحسب فيما أن ردود الفعل موجودة فعلياً. يقضي هذا الفحص بوضع الطعام المشبوه على الشفتين، ويتمثل رد الفعل الإيجابي عموماً في انتفاخهما، لكن قد تظهر أيضاً حساسيات جلدية وعلى مستوى الذقن خصوصاً.
العلاجات
:g21:- علاج الإقصاء: هذا العلاج ضروري لإبطال الحساسيات المؤكّدة ويُنفّذ على يد اختصاصية تغذية. هذا ويساعد بعض الجمعيات على قراءة المكوّنات الواردة على أغلفة الأطعمة.
:g21:- علاج الصدمة التأقية: يقضي هذا العلاج باصطحاب المريض فوراً إلى المستشفى وإجراء تشخيص سريع له. يُعطى عموماً الأدرينالين فضلاً عن أدوية أخرى ذات صلة. وحين يُبلّغ المريض بخطورة الصدمة، يُزوّد بعلبة إسعافات فيها قلم حقن ذاتي سهل الاستخدام.
:g21:- العلاج بواسطة مضادات الهيستامين: يُعطى في حالات الحساسية ضد غبار الطلع أكثر منه لعلاج الحساسيات الغذائية.
:g21:- العلاج المناعي ضد الحساسيات: لا يُتّبع مطلقاً في حالات الحساسية الغذائية لأن مفعوله ليس قوياً.
في النهاية، في حال الاشتباه بالإصابة بحساسية، لا بد من استشارة الطبيب المعالج الذي سيحيلك إلى اختصاصي حساسيات. قد تكون نصائح الصيدلي مفيدة أيضاً، لكن في حال الشك بها، لا تتردد في الأخذ برأي طبيب.
:g21:دمتم بصحة وعافية:g21:
تحيتي
:g73: