الجشعمي
14-04-2011, 06:28 PM
مجهولو النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)"اللقطاء" (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513) أبرياء (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513) يدفعون (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)ضريبة (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)جرم لم يرتكبوه (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)
على أربعة بيوت توزَّعوا، وفي أحضان أمهات بديلات نشؤوا، ومع "شِبه إخوة" عاشوا حياتهم، منهم من لم يُكمل شهره الثاني ومنهم من تجاوز العشرين.. فتيات كانوا معهم وغادرن إلى بيوت الزوجية وأصبحن أمهات، وشباب تفصلهم أيام فقط عن إكمال نصف دينهم؛ هذه هي حياة مجهولي النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)الذين وَجدوا في جمعية مبرة الرحمة للأطفال مأوى لهم، بعد أن لفظهم المجتمع، وقتلَ الخجلُ من ماضيهم المجهول أمنيتهم بالحياة الاجتماعية الطبيعية، فصاروا يبحثون عمن يقبل بهم، ولأن البعض يشفق عليهم، والآخرين يرفضونهم، تعلقت حياتهم على حافة "أمل" بـ"القبول الاجتماعي"، الذي أتيح لهم في مبرةٍ للرحمة في غزة..
المجتمعات العربية عادة ترفض تقبل مجهولي النسب، باعتبار أن لا أصل لهم، وتحملهم ذنبا لم يرتكبوه، حتى أصبح نبذهم " ثقافة" اجتماعية لابد من التخلص منها، خاصة وأن الدين الإسلامي لا يُحمل الأشخاص ذنب غيرهم، ولو كانوا أقرب الناس إليهم، وفق قوله تعالى :" ولا تزر وازرة وزر أخرى".
" فلسطين" وبعد أن رفضَ مجهولو (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)الذين استقلوا بحياتهم- التحدث معها عن وضعهم الاجتماعي، ورفض كذلك مدير المبرة مؤمن بركات التحدث عن "حياتهم الاجتماعية" مُطلقا بداعي أنهم " حساسون جدا لوضعهم الاجتماعي"، ولأن أحد الحلول لمشكلتهم هو تجنيبهم التحدث مع الإعلام".. دون الإجراءات القانونية التي ذكرها في التقرير التالي:
مشكلتهم "المبرة"!!
مدير الجمعية أشار إلى أن 16 من مجهولي فقط يعيشون حاليا في قسم المبيت في المبرة، فيما يعيش 120 من نفس الفئة في أسرٍ بديلة، مؤكدا على لفظ "مجهولي عوضا عن اللقطاء"، حيث قال :"نرفض بشدة إطلاق صفة (لقيط) على أفراد هذه الفئة، ونفضل تسميتهم بمجهولي أو المهمّشين اجتماعيا".
16 من مجهولي (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)لنسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)فقط يعيشون حاليا في قسم المبيت في المبرة، فيما يعيش 120 من نفس الفئة في أسرٍ بديلة، ونرفض بشدة إطلاق صفة (لقيط) على أفراد هذه الفئة، ونفضل تسميتهم بمجهولي النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)أو المهمّشين اجتماعيا بركات
وأوضح بركات أن وجود عدد كبير من هؤلاء الأطفال دفع الجمعية إلى البحث عن أُسر بديلة تحتضنهم بطريقة شرعية، قائلا :" هي طريقة استحدثتها الجمعية ولا يوجد لها مثيل خارج قطاع غزة"، والتبني يكون بإرضاع الوالدة بالتبني أو إحدى قريبات الأسرة الطفل، ليصبح أحد أفراد الأسرة بالرضاعة.
وبيّن أن استقبال الأطفال حديثي الولادة يكون من خلال المستشفيات أو عن طريق الشرطة، الذين يعثرون عليهم في الشوارع، مشيرا إلى أنه وبعد وصولهم إلى المبرة، تتواصل الإدارة مع وزارة الداخلية والشرطة والنائب العام، إضافة إلى المحكمة ليتم استصدار شهادات ميلاد بأسماء وهمية تضمن لهم الحصول على حقوقهم كافة تماما مثل أي مواطن.
وأشار بركات إلى أن المبرة ساعدت في تزويج أربع فتيات وثلاثة شبان ممن نشؤوا واستقلوا في بيوتهم الخاصة وذلك بعد أن "هيأتهم الجمعية لحياة عملية وزوجية طبيعية" وفق قوله، مؤكدا أن التواصل مع المتزوجين والإشراف عليهم لا يزال متواصلا "لضمان عدم مساسهم بسوء".
وقال :"إن وجود الفرد في المبرة هو المشكلة الأساسية بالنسبة له بسبب غياب مكونات الأسرة الكاملة، إضافة إلى نظرة المجتمع السلبية لهم رغم سعي المبرة لتوفير كافة مقومات السعادة والرفاهية لهم، وتنتفي هذه المشكلة في حال وجود مجهول (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)[ النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)في أسرة حاضنة تعوضه بعضا مما يفقده".
لذلك ليس مصطلح "مجهولي النسب"، هو فقدانهم لأهلهم فقط، بل زادت عليه نظرة المجتمع، وعدم تقبله ضمنيا، ويظهر ذلك واضحا في رفض الكثير تزويج الـ"اللقطاء" والأخذ منهم.
(مولى) هي الحل
ولم يكن غياب الأسرة هو مشكلة مجهولي النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)الوحيدة، إذ يعاني الأطفال المحتضنون من عدم توافق الأسماء التي أُختيرت لهم عند استقبالهم في المبرة، مع أسماء الأسر البديلة التي تحتضنهم فيما بعد مما يشكل حرجا للابن أمام المجتمع وخاصة في حياته الدراسية.
لا مانع من إضافة كلمة (مولى) للطفل المتبنى ومثل هذه الكلمة معروفة عند علماء الشريعة (...) كلمة لا تعني العبودية فقد تُقال للسيد والمالك والمُنعِم أو المُنعَم عليه أو الصاحب أو الشريك أو الابن أو القريب مطلقاً (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513) المفتي الكحلوت
وللتخلص من المشكلة السابقة، اقترحت إدارة "المبرة" إضافة لفظ "مولى" بين اسم الابن والأب البديل، مؤكدا أنه تم عرض هذا الاقتراح على كافة الحكومات لتقوم بإقراره عبر المجلس التشريعي، لكنها جميعا رفضته "لحساسيات دينية".
وأطلع بركات "فلسطين" على نصوص فتاوى حصل عليها المركز تؤكد جواز تنفيذ اقتراح المبرة شرعا من مفتي محافظات غزة الدكتور عبد الكريم الكحلوت وأستاذ الحديث الشريف الرحل الدكتور نزار ريان، وعلى رسائل وجهتها المبرة لجهات حكومية لتبني الأمر.
وجاء في فتوى الشيخ الكحلوت المحررة في عام 2002: "لا مانع من إضافة كلمة (مولى) للطفل المتبنى ومثل هذه الكلمة معروفة عند علماء الشريعة (...) كلمة لا تعني العبودية فقد تُقال للسيد والمالك والمُنعِم أو المُنعَم عليه أو الصاحب أو الشريك أو الابن أو القريب مطلقاً".
وطالب بركات الحكومة والمجلس التشريعي "بالنظر والأخذ بيد الأسر الحاضنة لاستصدار قانون اسم (مولى) لإزالة الحرج عن الأسرة والطفل و منع أي إساءة نفسية له".
مدير المبرة رفض رفضا مطلقا كما أشرنا سابقا، السماح لـ"فلسطين" بالتحدث مع الأطفال بسبب "حساسيتهم المفرطة تجاه وضعهم الاجتماعي"، ولأن "أحد الحلول لمشكلتهم هو تجنيبهم التحدث مع الإعلام"، فتوجهنا إلى مديرة قسم المبيت في مبرة الرحمة خلود غانم لنتعرف من خلالها على أوضاع أبناء هذا القسم.
يسألون.. "من أنا"!!
الأطفال يعيشون في أربع شقق داخل مقر المبرة، وفي كل شقة موظفة تقوم بدور الوالدة تُسمى "أم بديلة" تبيت مع "أبنائها" خمسة أيام في الأسبوع، وفي اليومين المتبقيين تؤدي موظفات أخريات هذا الدور.
وعن مشاكلهم قالت غانم إنهم يكثرون من طرح الأسئلة عن وجودهم وعوائلهم، مثل: "من أنا؟ أين والداي؟ لماذا خلقنا طالما أن المجتمع يرفضنا؟"، مؤكدة أن الإجابات تختلف باختلاف عمر الطفل السائل، وقدرته على الاستيعاب ومدى استقراره نفسيا.
(http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)يكثر الأطفال من طرح الأسئلة عن وجودهم وعوائلهم، مثل: "من أنا؟ أين والداي؟ لماذا خلقنا طالما أن المجتمع يرفضنا؟"، مؤكدة أن الإجابات تختلف باختلاف عمر الطفل السائل، وقدرته على الاستيعاب ومدى استقراره نفسيا (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513) غانم
وأكدت أن الأجوبة تكون على وجهين، أولهما ديني بأن هذا الوضع هو مشابه ليُتم الرسول _صلى الله عليه وسلم_ واصطفاء من الله ، والشق الثاني اجتماعي لإقناع الطفل بأنه وجد مأوى في حين كان مصيره التشريد، مشيرة إلى أن الإجابات غالبا لا تكون شافية لذلك ينقلون دفة الحوار إلى موضوع آخر.
وإضافة إلى هذه التساؤلات يعاني الأطفال أيضا، كما قالت غانم، من تدني التحصيل الدراسي في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، مستدركة :"لكن الأمر يختلف في المرحلة الثانوية بحيث يقتنع الطالب بأن العلم هو سلاحه الوحيد وقد حصلت إحدى فتيات المبرة على الامتياز في التوجيهي العام الماضي وهي تدرس في الجامعة حاليا".
وبينت أن شخصيات مجهولي (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513) النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)في المبرة متشابهة إلى حد كبير نتيجة مرورهم بنفس الظرف الاجتماعي، وأن العناد وتقلب الحالة المزاجية والشرود الذهني هي أكثر السلوكيات التي تبدو عليهم، مضيفة إن الحزن المكبوت بداخلهم يظهر عليهم في مواقف كثيرة كرؤيتهم لطفل برفقة والدته، منوهة إلى أن بعضهم مُصابون بأمراض مختلفة لكون الحمل غير شرعي، وبسبب تعاطي أمهاتهم لعقاقير لمساعدتهن على التخلص من الحمل، مما يسبب المشاكل للأجنة.
وقالت:" إن فترات الأعياد والمناسبات تمرّ عليهم بقدر كبير من الحزن فتعمد إدارة المبرة إلى التخفيف عنهم من خلال تخصيص برنامج للنزهة واصطحابهم إلى السوق لشراء الملابس واحتياجات العيد".
نظرة سلبية
وبحسب غانم فإن نظرة المجتمع لمجهولي سلبية في معظمها وتُحمّلهم ذنب ما ارتكبه آباؤهم، أو أنها تنظر إليهم بعين الشفقة، وأن كلا النظرتين تؤثران على نفسيتهم بشكل كبير وتؤديان بهم إلى الخجل من مواجهة المجتمع، مطالبة المجتمع بتوفير يد حانية لهذه الفئة تساعدها على شق طريق في الحياة كخط وسط بين رفضهم وتجنبهم وبين الإشفاق عليهم.
ولكنها أشارت إلى بعض الخطوات الإيجابية من المجتمع تجاههم مثل الإقبال على احتضانهم في البيوت والزواج منهم.
ولكن كيف يعرف الطفل حقيقة وجوده، سألناها فأجابت:" إنهم يعرفون الحقيقة من خلال خبرتهم بحيث يتفاجأ الأطفال بإخوة جدد تأتي بهم الشرطة أو يشاهدونهم ملقون أمام بوابة المبرة"، مضيفة:" قديما كنا نقنعهم بأنهم أبناء شهداء وقد ساعدتنا الانتفاضة الأولى على ذلك، ولكن الآن يأتي الأطفال الجدد دون أن تُورد نشرات الأخبار أنباء قصف أو استشهاد، فنحتار في اختراع القصص لإقناعهم، ولكن بعد فترة نخبرهم بهدوء فيقتنعون".
وأكدت غانم أن المبرة تحرص على تزيين صورة الرجل والمرأة في نظر مجهولي النسب، مُفسرة :"حتى لا ينظر أحدهما للآخر نظرة سوداوية، وذلك بهدف تهيئتهم لحياة سوية مستقبلا وخاصة في حالة الزواج".
ضماناً للاستقرار..
وعن المربيات المعروفات بـ"الأمهات البديلات" قالت غانم :" إن اختيارهن يتم وفقا لمعايير محددة منها حصول المربية على تأهيل علمي مناسب، وألا تكون مرتبطة لتتمكن من المبيت معهم، وأن يتراوح عمرها من 25 إلى 35 عاما، ومن ثم يخضعن لبرنامج تدريبي وعدة دورات".
وأشارت غانم إلى معاناة المبرة من نقص الكادر الوظيفي المناسب للتعامل مع مجهولي بسبب رفض معظم الأُسر السماح لبناتهم بالبقاء داخل المبرة لخمسة أيام متواصلة، مبينة أن المبرة ترفض تقسيم العمل على عدة موظفات بنظام دوريات لضمان استقرار الأبناء وكأنهم في عائلة طبيعية..
كُل ما أوردناه في التقرير، يبقى استقراراً جزئياً لأفراد لم يكن لهم ذنب في شكل حياتهم، وسيرها، واضطرهم ظرفهم غير الطبيعي إلى محاولة التأقلم مع الوضع "الناقص" حتى لو على حسابهم الشخصي
على أربعة بيوت توزَّعوا، وفي أحضان أمهات بديلات نشؤوا، ومع "شِبه إخوة" عاشوا حياتهم، منهم من لم يُكمل شهره الثاني ومنهم من تجاوز العشرين.. فتيات كانوا معهم وغادرن إلى بيوت الزوجية وأصبحن أمهات، وشباب تفصلهم أيام فقط عن إكمال نصف دينهم؛ هذه هي حياة مجهولي النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)الذين وَجدوا في جمعية مبرة الرحمة للأطفال مأوى لهم، بعد أن لفظهم المجتمع، وقتلَ الخجلُ من ماضيهم المجهول أمنيتهم بالحياة الاجتماعية الطبيعية، فصاروا يبحثون عمن يقبل بهم، ولأن البعض يشفق عليهم، والآخرين يرفضونهم، تعلقت حياتهم على حافة "أمل" بـ"القبول الاجتماعي"، الذي أتيح لهم في مبرةٍ للرحمة في غزة..
المجتمعات العربية عادة ترفض تقبل مجهولي النسب، باعتبار أن لا أصل لهم، وتحملهم ذنبا لم يرتكبوه، حتى أصبح نبذهم " ثقافة" اجتماعية لابد من التخلص منها، خاصة وأن الدين الإسلامي لا يُحمل الأشخاص ذنب غيرهم، ولو كانوا أقرب الناس إليهم، وفق قوله تعالى :" ولا تزر وازرة وزر أخرى".
" فلسطين" وبعد أن رفضَ مجهولو (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)الذين استقلوا بحياتهم- التحدث معها عن وضعهم الاجتماعي، ورفض كذلك مدير المبرة مؤمن بركات التحدث عن "حياتهم الاجتماعية" مُطلقا بداعي أنهم " حساسون جدا لوضعهم الاجتماعي"، ولأن أحد الحلول لمشكلتهم هو تجنيبهم التحدث مع الإعلام".. دون الإجراءات القانونية التي ذكرها في التقرير التالي:
مشكلتهم "المبرة"!!
مدير الجمعية أشار إلى أن 16 من مجهولي فقط يعيشون حاليا في قسم المبيت في المبرة، فيما يعيش 120 من نفس الفئة في أسرٍ بديلة، مؤكدا على لفظ "مجهولي عوضا عن اللقطاء"، حيث قال :"نرفض بشدة إطلاق صفة (لقيط) على أفراد هذه الفئة، ونفضل تسميتهم بمجهولي أو المهمّشين اجتماعيا".
16 من مجهولي (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)لنسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)فقط يعيشون حاليا في قسم المبيت في المبرة، فيما يعيش 120 من نفس الفئة في أسرٍ بديلة، ونرفض بشدة إطلاق صفة (لقيط) على أفراد هذه الفئة، ونفضل تسميتهم بمجهولي النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)أو المهمّشين اجتماعيا بركات
وأوضح بركات أن وجود عدد كبير من هؤلاء الأطفال دفع الجمعية إلى البحث عن أُسر بديلة تحتضنهم بطريقة شرعية، قائلا :" هي طريقة استحدثتها الجمعية ولا يوجد لها مثيل خارج قطاع غزة"، والتبني يكون بإرضاع الوالدة بالتبني أو إحدى قريبات الأسرة الطفل، ليصبح أحد أفراد الأسرة بالرضاعة.
وبيّن أن استقبال الأطفال حديثي الولادة يكون من خلال المستشفيات أو عن طريق الشرطة، الذين يعثرون عليهم في الشوارع، مشيرا إلى أنه وبعد وصولهم إلى المبرة، تتواصل الإدارة مع وزارة الداخلية والشرطة والنائب العام، إضافة إلى المحكمة ليتم استصدار شهادات ميلاد بأسماء وهمية تضمن لهم الحصول على حقوقهم كافة تماما مثل أي مواطن.
وأشار بركات إلى أن المبرة ساعدت في تزويج أربع فتيات وثلاثة شبان ممن نشؤوا واستقلوا في بيوتهم الخاصة وذلك بعد أن "هيأتهم الجمعية لحياة عملية وزوجية طبيعية" وفق قوله، مؤكدا أن التواصل مع المتزوجين والإشراف عليهم لا يزال متواصلا "لضمان عدم مساسهم بسوء".
وقال :"إن وجود الفرد في المبرة هو المشكلة الأساسية بالنسبة له بسبب غياب مكونات الأسرة الكاملة، إضافة إلى نظرة المجتمع السلبية لهم رغم سعي المبرة لتوفير كافة مقومات السعادة والرفاهية لهم، وتنتفي هذه المشكلة في حال وجود مجهول (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)[ النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)في أسرة حاضنة تعوضه بعضا مما يفقده".
لذلك ليس مصطلح "مجهولي النسب"، هو فقدانهم لأهلهم فقط، بل زادت عليه نظرة المجتمع، وعدم تقبله ضمنيا، ويظهر ذلك واضحا في رفض الكثير تزويج الـ"اللقطاء" والأخذ منهم.
(مولى) هي الحل
ولم يكن غياب الأسرة هو مشكلة مجهولي النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)الوحيدة، إذ يعاني الأطفال المحتضنون من عدم توافق الأسماء التي أُختيرت لهم عند استقبالهم في المبرة، مع أسماء الأسر البديلة التي تحتضنهم فيما بعد مما يشكل حرجا للابن أمام المجتمع وخاصة في حياته الدراسية.
لا مانع من إضافة كلمة (مولى) للطفل المتبنى ومثل هذه الكلمة معروفة عند علماء الشريعة (...) كلمة لا تعني العبودية فقد تُقال للسيد والمالك والمُنعِم أو المُنعَم عليه أو الصاحب أو الشريك أو الابن أو القريب مطلقاً (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513) المفتي الكحلوت
وللتخلص من المشكلة السابقة، اقترحت إدارة "المبرة" إضافة لفظ "مولى" بين اسم الابن والأب البديل، مؤكدا أنه تم عرض هذا الاقتراح على كافة الحكومات لتقوم بإقراره عبر المجلس التشريعي، لكنها جميعا رفضته "لحساسيات دينية".
وأطلع بركات "فلسطين" على نصوص فتاوى حصل عليها المركز تؤكد جواز تنفيذ اقتراح المبرة شرعا من مفتي محافظات غزة الدكتور عبد الكريم الكحلوت وأستاذ الحديث الشريف الرحل الدكتور نزار ريان، وعلى رسائل وجهتها المبرة لجهات حكومية لتبني الأمر.
وجاء في فتوى الشيخ الكحلوت المحررة في عام 2002: "لا مانع من إضافة كلمة (مولى) للطفل المتبنى ومثل هذه الكلمة معروفة عند علماء الشريعة (...) كلمة لا تعني العبودية فقد تُقال للسيد والمالك والمُنعِم أو المُنعَم عليه أو الصاحب أو الشريك أو الابن أو القريب مطلقاً".
وطالب بركات الحكومة والمجلس التشريعي "بالنظر والأخذ بيد الأسر الحاضنة لاستصدار قانون اسم (مولى) لإزالة الحرج عن الأسرة والطفل و منع أي إساءة نفسية له".
مدير المبرة رفض رفضا مطلقا كما أشرنا سابقا، السماح لـ"فلسطين" بالتحدث مع الأطفال بسبب "حساسيتهم المفرطة تجاه وضعهم الاجتماعي"، ولأن "أحد الحلول لمشكلتهم هو تجنيبهم التحدث مع الإعلام"، فتوجهنا إلى مديرة قسم المبيت في مبرة الرحمة خلود غانم لنتعرف من خلالها على أوضاع أبناء هذا القسم.
يسألون.. "من أنا"!!
الأطفال يعيشون في أربع شقق داخل مقر المبرة، وفي كل شقة موظفة تقوم بدور الوالدة تُسمى "أم بديلة" تبيت مع "أبنائها" خمسة أيام في الأسبوع، وفي اليومين المتبقيين تؤدي موظفات أخريات هذا الدور.
وعن مشاكلهم قالت غانم إنهم يكثرون من طرح الأسئلة عن وجودهم وعوائلهم، مثل: "من أنا؟ أين والداي؟ لماذا خلقنا طالما أن المجتمع يرفضنا؟"، مؤكدة أن الإجابات تختلف باختلاف عمر الطفل السائل، وقدرته على الاستيعاب ومدى استقراره نفسيا.
(http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)يكثر الأطفال من طرح الأسئلة عن وجودهم وعوائلهم، مثل: "من أنا؟ أين والداي؟ لماذا خلقنا طالما أن المجتمع يرفضنا؟"، مؤكدة أن الإجابات تختلف باختلاف عمر الطفل السائل، وقدرته على الاستيعاب ومدى استقراره نفسيا (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513) غانم
وأكدت أن الأجوبة تكون على وجهين، أولهما ديني بأن هذا الوضع هو مشابه ليُتم الرسول _صلى الله عليه وسلم_ واصطفاء من الله ، والشق الثاني اجتماعي لإقناع الطفل بأنه وجد مأوى في حين كان مصيره التشريد، مشيرة إلى أن الإجابات غالبا لا تكون شافية لذلك ينقلون دفة الحوار إلى موضوع آخر.
وإضافة إلى هذه التساؤلات يعاني الأطفال أيضا، كما قالت غانم، من تدني التحصيل الدراسي في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، مستدركة :"لكن الأمر يختلف في المرحلة الثانوية بحيث يقتنع الطالب بأن العلم هو سلاحه الوحيد وقد حصلت إحدى فتيات المبرة على الامتياز في التوجيهي العام الماضي وهي تدرس في الجامعة حاليا".
وبينت أن شخصيات مجهولي (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513) النسب (http://www.ansab-alarab.org/vb/showthread.php?t=13513)في المبرة متشابهة إلى حد كبير نتيجة مرورهم بنفس الظرف الاجتماعي، وأن العناد وتقلب الحالة المزاجية والشرود الذهني هي أكثر السلوكيات التي تبدو عليهم، مضيفة إن الحزن المكبوت بداخلهم يظهر عليهم في مواقف كثيرة كرؤيتهم لطفل برفقة والدته، منوهة إلى أن بعضهم مُصابون بأمراض مختلفة لكون الحمل غير شرعي، وبسبب تعاطي أمهاتهم لعقاقير لمساعدتهن على التخلص من الحمل، مما يسبب المشاكل للأجنة.
وقالت:" إن فترات الأعياد والمناسبات تمرّ عليهم بقدر كبير من الحزن فتعمد إدارة المبرة إلى التخفيف عنهم من خلال تخصيص برنامج للنزهة واصطحابهم إلى السوق لشراء الملابس واحتياجات العيد".
نظرة سلبية
وبحسب غانم فإن نظرة المجتمع لمجهولي سلبية في معظمها وتُحمّلهم ذنب ما ارتكبه آباؤهم، أو أنها تنظر إليهم بعين الشفقة، وأن كلا النظرتين تؤثران على نفسيتهم بشكل كبير وتؤديان بهم إلى الخجل من مواجهة المجتمع، مطالبة المجتمع بتوفير يد حانية لهذه الفئة تساعدها على شق طريق في الحياة كخط وسط بين رفضهم وتجنبهم وبين الإشفاق عليهم.
ولكنها أشارت إلى بعض الخطوات الإيجابية من المجتمع تجاههم مثل الإقبال على احتضانهم في البيوت والزواج منهم.
ولكن كيف يعرف الطفل حقيقة وجوده، سألناها فأجابت:" إنهم يعرفون الحقيقة من خلال خبرتهم بحيث يتفاجأ الأطفال بإخوة جدد تأتي بهم الشرطة أو يشاهدونهم ملقون أمام بوابة المبرة"، مضيفة:" قديما كنا نقنعهم بأنهم أبناء شهداء وقد ساعدتنا الانتفاضة الأولى على ذلك، ولكن الآن يأتي الأطفال الجدد دون أن تُورد نشرات الأخبار أنباء قصف أو استشهاد، فنحتار في اختراع القصص لإقناعهم، ولكن بعد فترة نخبرهم بهدوء فيقتنعون".
وأكدت غانم أن المبرة تحرص على تزيين صورة الرجل والمرأة في نظر مجهولي النسب، مُفسرة :"حتى لا ينظر أحدهما للآخر نظرة سوداوية، وذلك بهدف تهيئتهم لحياة سوية مستقبلا وخاصة في حالة الزواج".
ضماناً للاستقرار..
وعن المربيات المعروفات بـ"الأمهات البديلات" قالت غانم :" إن اختيارهن يتم وفقا لمعايير محددة منها حصول المربية على تأهيل علمي مناسب، وألا تكون مرتبطة لتتمكن من المبيت معهم، وأن يتراوح عمرها من 25 إلى 35 عاما، ومن ثم يخضعن لبرنامج تدريبي وعدة دورات".
وأشارت غانم إلى معاناة المبرة من نقص الكادر الوظيفي المناسب للتعامل مع مجهولي بسبب رفض معظم الأُسر السماح لبناتهم بالبقاء داخل المبرة لخمسة أيام متواصلة، مبينة أن المبرة ترفض تقسيم العمل على عدة موظفات بنظام دوريات لضمان استقرار الأبناء وكأنهم في عائلة طبيعية..
كُل ما أوردناه في التقرير، يبقى استقراراً جزئياً لأفراد لم يكن لهم ذنب في شكل حياتهم، وسيرها، واضطرهم ظرفهم غير الطبيعي إلى محاولة التأقلم مع الوضع "الناقص" حتى لو على حسابهم الشخصي