حورية البحر
08-04-2011, 07:27 PM
مصطلحات نفسية
هذه بعض العبارات أو المفاهيم المتداولة أو المرددة لدي العاملين في حقل علم النفس. وكذلك تردد هذه العبارات بشكل غير دقيق للمعنى المقصود بين العامة. لذلك رأيت أن أتطرق لهذه الكلمات بشي من التوضيح والشرح.
الغرائز “instincts”:تعرف بشكل عام على أنها قوى بيولوجية داخلية تدفع الفرد للسلوك بطريقة معينة. وهذه الغرائز أكثر وضوحاً في الحيوان الذي يتوارثها عبر السلالات وعبر السنين عن طريق الحامض النووي بالخلية. ولأن الحيوان لا يفكر ولا ينطق وجب أن تكون هنالك وسيلة لتناقل المعرفة وأساليب السلوك المتطلبة عند بعض الظروف من جيل لآخر. فلذلك وبتوارث هذه الغرائز أمكن لهذه الحيوانات أن تكون لها القدرة على الحفاظ على حياتها والاحتفاظ بنوعها عبر السنين بدون الحاجة إلى تدوين هذه المعلومات أو تمريرها بالحفظ والذاكرة عبر الأجيال.
كمثال لذلك إذا أتيت بصغيري أحد الحيوانات ذكر وأنثى فعند نضوجهما الجنسي فإنهما بدون أن يتعلما من من هم أكبر تراهما يتعاشران في الوقت المحدد ومن ثم يبدءان في إعداد المكان المناسب تحسباً لقدوم الصغار، مثلاً الأعشاش بأشكالها المتنوعة. وعند قدوم الصغار تعرف الأم تماما كيف تطعمهم وكيف تحافظ على حياتهم لحين يستطيعون ذلك من أنفسهم.
حدد فرويد غريزتين أساسيتين هما غريزتا الحياة، أيروس،، ويمثلها مبدأ اللذة وغريزة الموت، ثناتوس، ويمثلها مبدأ العدوان. والآن حدد ما يقرب عن عشرين غريزة منها غريزتي حب التملك وغريزة العدوان.
اختلف العلماء فيما إذا كان العدوان غريزة فطرية كما يعتقد فرويد. ولا يعتقد الكثير منهم كذلك لأن العدوان لا يحدث إذا عوقب في وقت سابق. لذلك يعتقد أنه سلوك متعلم من خلال الملاحظة أو التقليد. ويبدو ذلك جلياً من حوادث العنف التي قد تؤدي إلى الموت والتي يقترفها الأطفال من وقت لآخر في البلاد الغربية ويعزى ذلك لمشاهدة مناظر العنف والقتل بصورة متكررة في الأفلام السينمائية والتلفاز ويبدو مرتكبوها كأبطال يحاول هؤلاء الأطفال الإقتداء بهم.
فيما يعتقد كارل يونج أن اللاوعي الشخصي يحتوي على خبرات وتجارب الفرد السابقة التي كانت في وعي الفرد والتي قمعت وكبتت فيما بعد وأصبحت في طي النسيان، فهنالك كذلك لاوعي جمعي يتكون من التجارب والخبرات والذكريات التي توارثناها عن أسلافنا وهي عبارة عن تراكمات للتطور التاريخي للإنسان. ومن المنطقي أن نقول أن هذه التجارب والخبرات والذكريات قد تداولت عبر ذاكرة الخلية عن طريق الحامض النووي من الأسلاف وإلى الجيل الحالي. وهنالك كذلك اللاوعي العالمي الذي اقترحه كارل يونج كذلك وهو يتكون من الخبرات والتجارب والذكريات والثقافة التي يشترك فيها جميع البشر في قاراتهم المختلفة بالرغم من عدم اتصالهم ببعض. هذا يدل على أن اصل الإنسان واحد وأن هذه الموروثات تناقلت عبر الخلية إلى الجميع بالرغم من تنوع سلالاتهم وتفرقهم على القارات المختلفة.
“ personal, collective & universal unconscious”
حديثاً استبدل تعبير الغريزة بمفهوم جديد وهو مفهومي الدافع والحاجة وذلك لأن نظرية الغرائز لم تعد كافية لتفسير السلوك الإنساني.
الحاجة “ need” :
نستدل بها على الحالة الفزيولوجية للخلايا الناجمة عن الحرمان أو الرغبة في تحقيق أمر ملح، مثلاً العطش.
الدافع “Motive” :
هو حالة من الاستثارة الجسمية أو نزعة تدفع الفرد إلى أن يسلك سلوكاً ما يشبع أو يرضي الحاجة. أو حالة سيكلوجية ناجمة عن الحاجة تدفع لسلوك معين لإشباعها. ويمكن القول بأن الدافع هو الجانب السيكلوجي للحاجة. فمهمة الدافع بالإضافة إلى تحريك وتنشيط السلوك، توجيه السلوك أيضاً مع مداومته إلى أن يتم إشباع الحاجة.
مثال أن حالة العطش تدفع الفرد لسلوك البحث عن الماء، لإشباع العطش أو الحاجة للماء. فالعطش حالة فزيولوجية ناجمة من افتقار خلايا الجسم للماء. وهذه الحالة الفزيولوجية التي نعبر عنها بالحاجة، ينتج عنها حالة سيكلوجية، وهي الدافع، الذي يدفع بالفرد لسلوك البحث عن الماء لإشباع الحاجة للشرب.
من أهم الدوافع دوافع الحفاظ على البقاء كالجوع والعطش، ودوافع الحفاظ على النوع كدوافع الجنس والأمومة. وتوجد دوافع أخرى تحرك الفرد كدوافع النشاط والحركة منها الاستكشاف والسيطرة على المنطقة التي يعيش فيها الفرد، وكذلك دافع الإثارة الحسية بالحواس الخمس.
الاتزان “homeostasis” :
يشير إلى نزعة الجسد للحفاظ على بيئة داخلية ثابتة نسبياً، لأن عدم ذلك يؤدي إلى حدوث توتر يسعى الفرد إلى خفضه مرة أخرى باتخاذ سلوك معين للعودة لحالة الاتزان. وحالة الاتزان هذه تستمر إلى أن يحدث توتر مرة أخرى.
مثلاً كما بينا سابقاً فإن حالة العطش الناتجة عن الحاجة للماء تحدث حالة من التوتر يضطر معها الفرد للبحث عن الماء لإشباع حالة العطش. عندها ينخفض التوتر لحين يشعر الفرد مرة أخرى بتوتر جديد ناجم عن عودة الشعور بالعطش.
الدافعية “motivation” :
هذه العبارة تعني النزعة القوية لاتخاذ سلوك معين والمثابرة عليه لتحقيق هدف معلوم. .
هذه الدافعية مرغوبة ويجب توفرها لدي الجميع. فمتى وصل الفرد إلى قرار سليم بعد دراسة متأنية، يجب أن تكون لديه الدافعية أو الحماس اللازم للسعي لإنجاز هدفه. عبارتا التردد أو التسويف قد يحملان المعني المضاد.
“indecision or procrastination”
لذلك يسعى الكثيرون هذه الأيام للمعالجين النفسيين لمساعدتهم لاكتساب هذه الدافعية لتحقيق أهدافهم في الحياة. وبالمقابل يسعى هؤلاء الذين يتصفون بالتسويف والتردد عن طريق معالجيهم لتخليصهم منها حتى تتوفر لديهم الدافعية اللازمة لتحقيق آمالهم. وقد أثبت العلاج بالتنويم نجاحاً كبيراً في هذا المجال.
الصراع :
الصراع هو الوضع الناجم عن إثارة دافعين معاً وفي نفس الوقت بحيث لا يمكن أن يشبعا معاً. هذا الوضع يؤدي إلى مشاعر غير سارة كالقلق والتوتر وتجعل الفرد متردداً وغير متأكد فيما يفعله، ويؤدي ذلك إلى اضطرابه وتوتره. فعندما يوجد صراع لإشباع حاجتين في نفس الوقت، فإن إشباع أحدهما يؤدي إلى إحباط الآخر.
الموقف الصراعي تنتج عنه مشاعر غير سارة كما ذكرنا، وخير مثال لذلك الصراع الناجم عن الرغبة في إشباع الدافع الجنسي الذي يشتد في فترة المراهقة في مواجهة قيم وأعراف الشخص التي تتمثل في ضميره والتي تقف في وجه تلك الرغبة العارمة. نتيجة هذا الصراع هو القلق والتوتر الشديدين.
هنالك أربعة أنواع من الصراعات:
1) صراع الأقدام/ الأقدام:
يحدث هذا النوع من الصراع عندما يرغب الفرد في تحقيق دافعين مرغوب في كلاهما، ولكن ليس في الإمكان تحقيقهما معاً. فتحقيق أحدهم يحبط الآخر.
مثلاً: الرغبة في الخروج لموعد مهم وفي نفس الوقت الرغبة البقاء في المنزل لمشاهدة مباراة في التلفاز.
2) صراع الأحجام / الأحجام :
يتمثل هذا النوع من الصراع في رغبة الفرد في تجنب موقفين كلاهما غير مرغوب فيه ولكن لا يمكن تجنبهما معاً.
مثلا:ً عدم الرغبة في استعمال المصعد، وفي نفس الوقت عدم الرغبة بأن يوصم بالجبن.
3) صراع الأقدام/ الأحجام :
يتمثل في الرغبة لتحقيق دافع معين وفي نفس الوقت تجنب ما يترتب عليه من تبعات.
مثلاً: الرغبة في السفر للخارج، وتبعات ذلك من مصروفات.
4) صراع الأقدام والأحجام المزدوج :
هنالك عدة عوامل تؤثر في الرغبة في الأقدام، وكذلك عدة عوامل أخرى تؤثر في الرغبة على الأحجام.
مثلاً: عدة عوامل تدفع للزواج، وفي نفس الوقت عدة عوامل تحجم عنه.
الإحباط :
مصطلح الإحباط بالنسبة لعلم النفس يعني شيئين، الأول إعاقة أو تأجيل إشباع دافع معين أو حاجة للفرد. عندها يقال أن الشخص في حالة إحباط. أما المعني الثاني فقد تعني الكلمة الحالة الانفعالية الناجمة عن إعاقة السلوك الموجه نحو تحقيق هدف معين.
الإحباط يحدث للجميع صغاراً وكباراً كلما كان هنالك عائق ما لتحقيق رغبة أو هدف ما. فالعراقيل التي تعمل على إعاقة السلوك الموجه نحو الأهداف كثيرة، قد تكون لعوامل في البيئة، أو موانع اجتماعية لا تسمح بها الأعراف أو التقاليد أو القيم السائدة، أو موانع شخصية كإعاقة تشمل أحد الحواس كالسمع أو البصر أو أعاقة أحد الأعضاء كيد أو رجل. كما أن الموانع الدينية والأخلاقية تلعب دورها لإحباط الرغبات التي تتعارض مع المعتقدات الدينية والأخلاقية.
على الفرد أن يتعلم كيف يتعايش مع إحباطاته اليومية ليستطيع التكيف مع متطلبات حياته. فالقدرة على تحمل الإحباط دليل على النضوج الانفعالي والاجتماعي ويدل على المرونة وسهولة التكيف اللذان يساعدان على البحث عن البدائل للوصول لنفس الهدف.
ردود الأفعال تجاه الصراع والإحباط:
تنتج عن الإحباط مشاعر غير سارة ولذلك يحاول الشخص التخلص من الموقف بعدة طرق. فالبعض تكون لديه الشجاعة الكافية لمواجهة التحديات بإعادة المحاولة بأسلوب جديد، أو يستعين بالنصح ومساعدة الآخرين والمحاولة مرة أخرى.
التوتر والاضطراب قد يحدث نتيجة الإحباط، وقد يؤدي ذلك إلى نكوص سلوكي، قد يظهر عند الصغار في شكل تبول على الملابس أو مص أصابع وعند الكبار كقضم الأظافر أو نتف الشعر. وقد يلجأ الفرد إلى العدوان موجه نحو مصدر الإحباط. وقد يكون هذا العدوان مباشراً جسدياً أو لفظياً، أو يكون غير مباشر كتوجيهه إلى مصدر آخر إذا ما كان المصدر الحقيقي غير ملموس أو كان ذا قوة أو سلطة لا يمكن مواجهته. العدوان يؤدي إلى خفض التوتر الناجم عن الإحباط ولذلك يعتبر العدوان رد فعل قوي للإحباط.
بعض الأفراد قد يظهرون اللامبالاة إذا أصيبوا بالإحباط فيبدون غير مبالين وغير مهتمين أو يتناسون الموضوع. يحدث هذا كثيراً للسجناء والمعتقلين السياسيين الذين لا حيلة لهم سوى التحمل والانتظار.كما أن البعض يلجأ إلى سلوك الانسحاب وذلك بتجنب الاتصال بالناس ويتقوقع منطوياً على نفسه مبتعداً عن الجميع. وقد يلجأ البعض إلى الانسحاب لعالم الخيال متوهماً حلول المشكلة بأساليب خيالية بعيداً عن الواقع. والبعض يلجأ إلى آلية الدفاع النفسي وهي النكوص مرتداً إلى أنماط سلوكية تعود لفترة الطفولة تشعره بالأمان والطمأنينة. مثل ذلك البكاء والتأتأة والتحدث أو التصرف بشكل طفولي، كمص للأصابع.
العقدة “complex” :
مفهوم عرفه كارل يونج كذلك على أنه مجموعة من المشاعر والأفكار والمفاهيم والذكريات قد تم كبتها في اللاوعي الشخصي للفرد لعدم استحسانها ولكن بالرغم من الكبت إلا أن هذه المشاعر والأفكار تظل نشطة في أعماق اللاوعي وتؤثر على سلوك الفرد أو تفكيره تجاه شخص آخر أو شيء معين.
أهم عقد تذكر في كل الأحيان هي:
عقدة أوديب: مفهوم أتى به فرويد. على حسب الأسطورة الإغريقية فإن أوديب هذا بدون أن يدري قتل أباه ثم تزوج أمه. وعندما اتضحت له الحقيقة فقع عينيه وهام في البراري إلى أن مات.
عقدة الذنب: وهي شعور قوي بالذنب يتبع اقتراف فعل طوعاً أو قهراً يثير الشعور بالذنب ويصعب على الفرد التخلص من ذلك الشعور. ذاك الفعل غالباً ما يتعارض مع أخلاقيات ومعتقدات أو تعاليم الفرد الدينية. فمثل هذه العقدة تؤثر كثيراً على حياة الفرد لتكرار الشعور الشديد بالذنب عند اقترافه لأي عمل مشابه قد لا يكون بنفس الحجم. وتتكرر هذه المشاعر من وقت لآخر بدون أن يستطيع الشخص التخلص منها.
أغلب ضحايا الاعتداء الجنسي الذي يصاحب بالتهديد والعنف في مرحلة الطفولة تتكون لديهم هذه العقدة ويظل الحادث جرحاً غائراً لا يلتئم ويؤثر كثيراً على نضوجه العاطفي والجنسي والاجتماعي.
وفي عالم اليوم استغلت الصهيونية عقدة الذنب تجاه اليهود وكذلك عقدة عداء السامية لدى الغرب لتكريس وجود دولة إسرائيل وتمرير مخططاتها الإجرامية في المحافل الدولية. فالغرب نسبة لهذه العقدة يبالغ في تأييد دولة إسرائيل ولا يجرؤ على معارضتها أو انتقادها.
عقدة الشعور بالدونية: أتى الفرد ادلر بهذا المفهوم وهو عبارة عن مشاعر مكبوتة نتيجة الشعور بالإعاقة الجسدية أو الاجتماعية مما يدفع الفرد لمحاولة التعويض عن هذا النقص وذلك بالمبالغة في مجال آخر، مثلاً الرياضة أو المجال الأكاديمي. و تنتاب الفرد من وقت لآخر هذه المشاعر عندما يواجه أي تحدي ولذلك يبالغ في التعامل مع المشكلة.
عقدة الشعور بالعظمة: تجعل من صاحبها معتداً بنفسه، متباهياً ومغروراً. يبالغ في إنجازاته وكيل المديح
لنفسه.
م\ن
هذه بعض العبارات أو المفاهيم المتداولة أو المرددة لدي العاملين في حقل علم النفس. وكذلك تردد هذه العبارات بشكل غير دقيق للمعنى المقصود بين العامة. لذلك رأيت أن أتطرق لهذه الكلمات بشي من التوضيح والشرح.
الغرائز “instincts”:تعرف بشكل عام على أنها قوى بيولوجية داخلية تدفع الفرد للسلوك بطريقة معينة. وهذه الغرائز أكثر وضوحاً في الحيوان الذي يتوارثها عبر السلالات وعبر السنين عن طريق الحامض النووي بالخلية. ولأن الحيوان لا يفكر ولا ينطق وجب أن تكون هنالك وسيلة لتناقل المعرفة وأساليب السلوك المتطلبة عند بعض الظروف من جيل لآخر. فلذلك وبتوارث هذه الغرائز أمكن لهذه الحيوانات أن تكون لها القدرة على الحفاظ على حياتها والاحتفاظ بنوعها عبر السنين بدون الحاجة إلى تدوين هذه المعلومات أو تمريرها بالحفظ والذاكرة عبر الأجيال.
كمثال لذلك إذا أتيت بصغيري أحد الحيوانات ذكر وأنثى فعند نضوجهما الجنسي فإنهما بدون أن يتعلما من من هم أكبر تراهما يتعاشران في الوقت المحدد ومن ثم يبدءان في إعداد المكان المناسب تحسباً لقدوم الصغار، مثلاً الأعشاش بأشكالها المتنوعة. وعند قدوم الصغار تعرف الأم تماما كيف تطعمهم وكيف تحافظ على حياتهم لحين يستطيعون ذلك من أنفسهم.
حدد فرويد غريزتين أساسيتين هما غريزتا الحياة، أيروس،، ويمثلها مبدأ اللذة وغريزة الموت، ثناتوس، ويمثلها مبدأ العدوان. والآن حدد ما يقرب عن عشرين غريزة منها غريزتي حب التملك وغريزة العدوان.
اختلف العلماء فيما إذا كان العدوان غريزة فطرية كما يعتقد فرويد. ولا يعتقد الكثير منهم كذلك لأن العدوان لا يحدث إذا عوقب في وقت سابق. لذلك يعتقد أنه سلوك متعلم من خلال الملاحظة أو التقليد. ويبدو ذلك جلياً من حوادث العنف التي قد تؤدي إلى الموت والتي يقترفها الأطفال من وقت لآخر في البلاد الغربية ويعزى ذلك لمشاهدة مناظر العنف والقتل بصورة متكررة في الأفلام السينمائية والتلفاز ويبدو مرتكبوها كأبطال يحاول هؤلاء الأطفال الإقتداء بهم.
فيما يعتقد كارل يونج أن اللاوعي الشخصي يحتوي على خبرات وتجارب الفرد السابقة التي كانت في وعي الفرد والتي قمعت وكبتت فيما بعد وأصبحت في طي النسيان، فهنالك كذلك لاوعي جمعي يتكون من التجارب والخبرات والذكريات التي توارثناها عن أسلافنا وهي عبارة عن تراكمات للتطور التاريخي للإنسان. ومن المنطقي أن نقول أن هذه التجارب والخبرات والذكريات قد تداولت عبر ذاكرة الخلية عن طريق الحامض النووي من الأسلاف وإلى الجيل الحالي. وهنالك كذلك اللاوعي العالمي الذي اقترحه كارل يونج كذلك وهو يتكون من الخبرات والتجارب والذكريات والثقافة التي يشترك فيها جميع البشر في قاراتهم المختلفة بالرغم من عدم اتصالهم ببعض. هذا يدل على أن اصل الإنسان واحد وأن هذه الموروثات تناقلت عبر الخلية إلى الجميع بالرغم من تنوع سلالاتهم وتفرقهم على القارات المختلفة.
“ personal, collective & universal unconscious”
حديثاً استبدل تعبير الغريزة بمفهوم جديد وهو مفهومي الدافع والحاجة وذلك لأن نظرية الغرائز لم تعد كافية لتفسير السلوك الإنساني.
الحاجة “ need” :
نستدل بها على الحالة الفزيولوجية للخلايا الناجمة عن الحرمان أو الرغبة في تحقيق أمر ملح، مثلاً العطش.
الدافع “Motive” :
هو حالة من الاستثارة الجسمية أو نزعة تدفع الفرد إلى أن يسلك سلوكاً ما يشبع أو يرضي الحاجة. أو حالة سيكلوجية ناجمة عن الحاجة تدفع لسلوك معين لإشباعها. ويمكن القول بأن الدافع هو الجانب السيكلوجي للحاجة. فمهمة الدافع بالإضافة إلى تحريك وتنشيط السلوك، توجيه السلوك أيضاً مع مداومته إلى أن يتم إشباع الحاجة.
مثال أن حالة العطش تدفع الفرد لسلوك البحث عن الماء، لإشباع العطش أو الحاجة للماء. فالعطش حالة فزيولوجية ناجمة من افتقار خلايا الجسم للماء. وهذه الحالة الفزيولوجية التي نعبر عنها بالحاجة، ينتج عنها حالة سيكلوجية، وهي الدافع، الذي يدفع بالفرد لسلوك البحث عن الماء لإشباع الحاجة للشرب.
من أهم الدوافع دوافع الحفاظ على البقاء كالجوع والعطش، ودوافع الحفاظ على النوع كدوافع الجنس والأمومة. وتوجد دوافع أخرى تحرك الفرد كدوافع النشاط والحركة منها الاستكشاف والسيطرة على المنطقة التي يعيش فيها الفرد، وكذلك دافع الإثارة الحسية بالحواس الخمس.
الاتزان “homeostasis” :
يشير إلى نزعة الجسد للحفاظ على بيئة داخلية ثابتة نسبياً، لأن عدم ذلك يؤدي إلى حدوث توتر يسعى الفرد إلى خفضه مرة أخرى باتخاذ سلوك معين للعودة لحالة الاتزان. وحالة الاتزان هذه تستمر إلى أن يحدث توتر مرة أخرى.
مثلاً كما بينا سابقاً فإن حالة العطش الناتجة عن الحاجة للماء تحدث حالة من التوتر يضطر معها الفرد للبحث عن الماء لإشباع حالة العطش. عندها ينخفض التوتر لحين يشعر الفرد مرة أخرى بتوتر جديد ناجم عن عودة الشعور بالعطش.
الدافعية “motivation” :
هذه العبارة تعني النزعة القوية لاتخاذ سلوك معين والمثابرة عليه لتحقيق هدف معلوم. .
هذه الدافعية مرغوبة ويجب توفرها لدي الجميع. فمتى وصل الفرد إلى قرار سليم بعد دراسة متأنية، يجب أن تكون لديه الدافعية أو الحماس اللازم للسعي لإنجاز هدفه. عبارتا التردد أو التسويف قد يحملان المعني المضاد.
“indecision or procrastination”
لذلك يسعى الكثيرون هذه الأيام للمعالجين النفسيين لمساعدتهم لاكتساب هذه الدافعية لتحقيق أهدافهم في الحياة. وبالمقابل يسعى هؤلاء الذين يتصفون بالتسويف والتردد عن طريق معالجيهم لتخليصهم منها حتى تتوفر لديهم الدافعية اللازمة لتحقيق آمالهم. وقد أثبت العلاج بالتنويم نجاحاً كبيراً في هذا المجال.
الصراع :
الصراع هو الوضع الناجم عن إثارة دافعين معاً وفي نفس الوقت بحيث لا يمكن أن يشبعا معاً. هذا الوضع يؤدي إلى مشاعر غير سارة كالقلق والتوتر وتجعل الفرد متردداً وغير متأكد فيما يفعله، ويؤدي ذلك إلى اضطرابه وتوتره. فعندما يوجد صراع لإشباع حاجتين في نفس الوقت، فإن إشباع أحدهما يؤدي إلى إحباط الآخر.
الموقف الصراعي تنتج عنه مشاعر غير سارة كما ذكرنا، وخير مثال لذلك الصراع الناجم عن الرغبة في إشباع الدافع الجنسي الذي يشتد في فترة المراهقة في مواجهة قيم وأعراف الشخص التي تتمثل في ضميره والتي تقف في وجه تلك الرغبة العارمة. نتيجة هذا الصراع هو القلق والتوتر الشديدين.
هنالك أربعة أنواع من الصراعات:
1) صراع الأقدام/ الأقدام:
يحدث هذا النوع من الصراع عندما يرغب الفرد في تحقيق دافعين مرغوب في كلاهما، ولكن ليس في الإمكان تحقيقهما معاً. فتحقيق أحدهم يحبط الآخر.
مثلاً: الرغبة في الخروج لموعد مهم وفي نفس الوقت الرغبة البقاء في المنزل لمشاهدة مباراة في التلفاز.
2) صراع الأحجام / الأحجام :
يتمثل هذا النوع من الصراع في رغبة الفرد في تجنب موقفين كلاهما غير مرغوب فيه ولكن لا يمكن تجنبهما معاً.
مثلا:ً عدم الرغبة في استعمال المصعد، وفي نفس الوقت عدم الرغبة بأن يوصم بالجبن.
3) صراع الأقدام/ الأحجام :
يتمثل في الرغبة لتحقيق دافع معين وفي نفس الوقت تجنب ما يترتب عليه من تبعات.
مثلاً: الرغبة في السفر للخارج، وتبعات ذلك من مصروفات.
4) صراع الأقدام والأحجام المزدوج :
هنالك عدة عوامل تؤثر في الرغبة في الأقدام، وكذلك عدة عوامل أخرى تؤثر في الرغبة على الأحجام.
مثلاً: عدة عوامل تدفع للزواج، وفي نفس الوقت عدة عوامل تحجم عنه.
الإحباط :
مصطلح الإحباط بالنسبة لعلم النفس يعني شيئين، الأول إعاقة أو تأجيل إشباع دافع معين أو حاجة للفرد. عندها يقال أن الشخص في حالة إحباط. أما المعني الثاني فقد تعني الكلمة الحالة الانفعالية الناجمة عن إعاقة السلوك الموجه نحو تحقيق هدف معين.
الإحباط يحدث للجميع صغاراً وكباراً كلما كان هنالك عائق ما لتحقيق رغبة أو هدف ما. فالعراقيل التي تعمل على إعاقة السلوك الموجه نحو الأهداف كثيرة، قد تكون لعوامل في البيئة، أو موانع اجتماعية لا تسمح بها الأعراف أو التقاليد أو القيم السائدة، أو موانع شخصية كإعاقة تشمل أحد الحواس كالسمع أو البصر أو أعاقة أحد الأعضاء كيد أو رجل. كما أن الموانع الدينية والأخلاقية تلعب دورها لإحباط الرغبات التي تتعارض مع المعتقدات الدينية والأخلاقية.
على الفرد أن يتعلم كيف يتعايش مع إحباطاته اليومية ليستطيع التكيف مع متطلبات حياته. فالقدرة على تحمل الإحباط دليل على النضوج الانفعالي والاجتماعي ويدل على المرونة وسهولة التكيف اللذان يساعدان على البحث عن البدائل للوصول لنفس الهدف.
ردود الأفعال تجاه الصراع والإحباط:
تنتج عن الإحباط مشاعر غير سارة ولذلك يحاول الشخص التخلص من الموقف بعدة طرق. فالبعض تكون لديه الشجاعة الكافية لمواجهة التحديات بإعادة المحاولة بأسلوب جديد، أو يستعين بالنصح ومساعدة الآخرين والمحاولة مرة أخرى.
التوتر والاضطراب قد يحدث نتيجة الإحباط، وقد يؤدي ذلك إلى نكوص سلوكي، قد يظهر عند الصغار في شكل تبول على الملابس أو مص أصابع وعند الكبار كقضم الأظافر أو نتف الشعر. وقد يلجأ الفرد إلى العدوان موجه نحو مصدر الإحباط. وقد يكون هذا العدوان مباشراً جسدياً أو لفظياً، أو يكون غير مباشر كتوجيهه إلى مصدر آخر إذا ما كان المصدر الحقيقي غير ملموس أو كان ذا قوة أو سلطة لا يمكن مواجهته. العدوان يؤدي إلى خفض التوتر الناجم عن الإحباط ولذلك يعتبر العدوان رد فعل قوي للإحباط.
بعض الأفراد قد يظهرون اللامبالاة إذا أصيبوا بالإحباط فيبدون غير مبالين وغير مهتمين أو يتناسون الموضوع. يحدث هذا كثيراً للسجناء والمعتقلين السياسيين الذين لا حيلة لهم سوى التحمل والانتظار.كما أن البعض يلجأ إلى سلوك الانسحاب وذلك بتجنب الاتصال بالناس ويتقوقع منطوياً على نفسه مبتعداً عن الجميع. وقد يلجأ البعض إلى الانسحاب لعالم الخيال متوهماً حلول المشكلة بأساليب خيالية بعيداً عن الواقع. والبعض يلجأ إلى آلية الدفاع النفسي وهي النكوص مرتداً إلى أنماط سلوكية تعود لفترة الطفولة تشعره بالأمان والطمأنينة. مثل ذلك البكاء والتأتأة والتحدث أو التصرف بشكل طفولي، كمص للأصابع.
العقدة “complex” :
مفهوم عرفه كارل يونج كذلك على أنه مجموعة من المشاعر والأفكار والمفاهيم والذكريات قد تم كبتها في اللاوعي الشخصي للفرد لعدم استحسانها ولكن بالرغم من الكبت إلا أن هذه المشاعر والأفكار تظل نشطة في أعماق اللاوعي وتؤثر على سلوك الفرد أو تفكيره تجاه شخص آخر أو شيء معين.
أهم عقد تذكر في كل الأحيان هي:
عقدة أوديب: مفهوم أتى به فرويد. على حسب الأسطورة الإغريقية فإن أوديب هذا بدون أن يدري قتل أباه ثم تزوج أمه. وعندما اتضحت له الحقيقة فقع عينيه وهام في البراري إلى أن مات.
عقدة الذنب: وهي شعور قوي بالذنب يتبع اقتراف فعل طوعاً أو قهراً يثير الشعور بالذنب ويصعب على الفرد التخلص من ذلك الشعور. ذاك الفعل غالباً ما يتعارض مع أخلاقيات ومعتقدات أو تعاليم الفرد الدينية. فمثل هذه العقدة تؤثر كثيراً على حياة الفرد لتكرار الشعور الشديد بالذنب عند اقترافه لأي عمل مشابه قد لا يكون بنفس الحجم. وتتكرر هذه المشاعر من وقت لآخر بدون أن يستطيع الشخص التخلص منها.
أغلب ضحايا الاعتداء الجنسي الذي يصاحب بالتهديد والعنف في مرحلة الطفولة تتكون لديهم هذه العقدة ويظل الحادث جرحاً غائراً لا يلتئم ويؤثر كثيراً على نضوجه العاطفي والجنسي والاجتماعي.
وفي عالم اليوم استغلت الصهيونية عقدة الذنب تجاه اليهود وكذلك عقدة عداء السامية لدى الغرب لتكريس وجود دولة إسرائيل وتمرير مخططاتها الإجرامية في المحافل الدولية. فالغرب نسبة لهذه العقدة يبالغ في تأييد دولة إسرائيل ولا يجرؤ على معارضتها أو انتقادها.
عقدة الشعور بالدونية: أتى الفرد ادلر بهذا المفهوم وهو عبارة عن مشاعر مكبوتة نتيجة الشعور بالإعاقة الجسدية أو الاجتماعية مما يدفع الفرد لمحاولة التعويض عن هذا النقص وذلك بالمبالغة في مجال آخر، مثلاً الرياضة أو المجال الأكاديمي. و تنتاب الفرد من وقت لآخر هذه المشاعر عندما يواجه أي تحدي ولذلك يبالغ في التعامل مع المشكلة.
عقدة الشعور بالعظمة: تجعل من صاحبها معتداً بنفسه، متباهياً ومغروراً. يبالغ في إنجازاته وكيل المديح
لنفسه.
م\ن