الجشعمي
01-04-2011, 07:13 AM
الشيخ الآمير خزعل الكعبي ,, بقلم ,, عبدالله الكعبي ,,
الشيخ خزعل الكعبي " رحمه الله "
هو : الشيخ الآمير والقائد العربي الكريم , خزعل بن جابر الكعبي (1863 - 1936) حاكم المحمرةوالأهواز في عربستان خلال الفترة من (1897 - 1925) وأخر امرائها توفي عام 1936 بعد أن أسرته إيران عام 1925.ابوه الشيخ جابر مرداو يوسف الكعبي . وأمه نورة بنت طلال شيخ قبيلة الباوية .
نشأ الشيخ خزعل في المحمرة وتعلم على أيدي بعض من الشيوخ , وتدرب على الفروسية فكان عونا لأبيه وأخية من بعده, و قد تولى الإمارة على أثر مقتل أخيه الشيخ مزعل سنة 1897م.
يعد الشيخ خزعل من الشخصيات العربية البارزة في تاريخ العرب الحديث, إذ انه لعب دوراً رئيسياً في أحداث الخليج العربي في الربع الأول من القرن العشرين, وساهم مساهمة فعالة في أحداثه, واحتل مكانة مرموقة بين أمراء الجزيرة العربية. وحرص الريحاني– على أن يؤكد لنا:" أنه أكبرهم – بعد الشريف الحسين- سنّاً واسبقهم إلى الشهرة وقرين أعظمهم إلى الكرم".
وهولا يقل مكانة عن شخصية الشيخ سلمان بن سلطان ألكعبي (1767-1737م) –الشخصية البارزة التي حكمت الإمارة إبان القرن الثامن عشر, وتأتي أهمية الشيخ خزعل من أن إمارته شهدت أيامه أحداثا غاية في الأهمية, فقد شهد تفجر النفط وتبلور المصالح الأجنبية في منطقته, وشهد قيام الحرب العالمية الأولى, وعدّ موقع إمارته الاستراتيجي خطيرا إبانها, كما شهد انهيار الحكم القاجاري في إيران وقيام الحكم البهلوي بدله, ذلك الحكم الذي أطاح بحكمه. ( د. مصطفى عبد القادر النجار:التاريخ السياسي لإمارة عربستان).
كتب عنه عبد المسيح الانطاكي, يقول " بشوش الثغر, طلق المحيا, ذو نظر جذاب, فصيح اللهجة, وديع يؤانس ضيوفه, شريف العواطف ذو سماحة وطلاقة, حليم عند القدرة, شفوق على اللائذين, تقي ورع, مسلم صادق بدينه يصلي الأوقات الخمسة, بطل باسل عند اشتباك الحروب" ( الدرر الحسان في إمارة عربستان: 30 - 29 ). ويصفه علي محمد عامر " عالم وهو النصير الأكبر للعلماء والشعراء, شاعر كبير له قصائد ومقطوعات من الشعر ". (المحمرة والوحدة العثمانية: ص 73- 71 ). وقد وجده سليمان فيضي – معتمد الإمارة – " طيبا كريما ميالا إلى المرح والمزاح, ينظر إلى الحياة نظرة متفائل, وكان يعيش في قصره الفخم محاطا بكل مظاهر العز والسلطان, ". ( في غمرة النضال:294).
ويقف الريحاني – المؤرخ المعاصر – بين الطرفين, فهو يقرر فضل الشيخ خزعل, ثم ينحو عليه باللائمة في الوقت نفسه. فيذكر " أنه غني حكيم كريم يساعد في بناء كنيسة في بلاده لمنكوبي الكلدان, إذا ناوأه أحد مشايخ القبائل وهم بالخروج عليه وكانت له بنت صالحة للنكاح يزوره ويشرفه بالمصاهرة فتخمد في الحال جذوة التمرد والعصيان, وهو لا يزال على سنه التي تجاوزت الستين أهلا لمثل هذه المهمات.(الريحاني تاريخ ملوك العرب ج 2: ص186)).
كما كان من المعروف أن الشيخ خزعل شيعي المذهب، له عند علماء الدين في النجف وكربلاء مقام كبير وكان قصره لا يخلو من وفودهم، كما كانت له مواقف مشرّفة في أعمال البر. وهو برغم هذا لم يعرف عنه التعصب المذهبي الذي كان شديداً أيامه ولم يعادِ أصحاب المذاهب الأخرى. ويُروى أن مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني زاره في المحمرة للحصول على هبة لترميم المسجد الأقصى، فأعطاه تسعة آلاف روبية. ويبدو لنا من توافرنا على دراسة هذا الأمير أنه كان متمتعا بقدر كبير من المزايا والصفات التي جعلت منه شخصية متنفذة وقد طغت على الكثير من رجالات ساحل الخليج العربي, فكان واحدا من أشهر الذين عرفهم الخليج في التاريخ الحديث, وقد عرفه بالقوة والصلابة, كما عرف باطلا عه الواسع على شؤون الخليج العربي وإيران والعراق ونجد.( الداود- الخليج العربي ص : 71).
وقد عرف عن الشيخ خزعل علاقاته الوطيدة مع شيوخ العرب والمتنفذين من الشخصيات المجاورين لإمارته. كما أنه حسنّ صلاته مع بلاد فارس " فكسب احترام وحب أكابر رجالها, ونال بذلك أعظم أوسمتها وألقابها " ( الانطاكي – رحلة في وادي النيل: 207). وقد عرف كيف يحقق لعربستان استقلالها الداخلي والخارجي, إذ يذكر رضا شاه: " كان أميرا مستقلا داخل حدوده... ليس لحكومة طهران أي سلطان عليه... وقد مضت عليه أعوام دون أن يدفع أية ضريبة للدولة.. غير أنه كان أحيانا يرسل بعض الهدايا إلى شاه إيران شخصيا", ( مذكرات رضا شاه: 38).
وهو من ناحية أخرى كان يرى"أن الوقت قد حان لزوال إمبراطورية آل قاجار, ولذلك حزم أمره على إعلان استقلاله للعالم الخارجي متى ما شعر بالخطر يحدق بإيران" ومن أجل هذا فكر في تقوية علاقاته مع الإنجليز, ولذا فإن فترة حكمه تمثل تغيرا جذريا في سياسة المحمرة مع الموظفين الإنجليز في الخليج العربي, فقد زالت تلك المعارضة التي صرح بها أبوه وأخوه منذ فتح نهر كارون للملاحة النهرية, ولقيت الشركة البريطانية ( لنج ) مساعدات قيمة من حكومته وقد أخذت السفن البريطانية المارة في شط العرب أمام قصره تطلق له مدافع التحية.( الدود –الخليج العربي:72).
في سنة 1908م تم العثور على النفط في مسجد ة سليمان – أحدى مدن الإقليم الشرقية على بعد 150كم من رأس الخليج – على عمق 1180 قدما, وأتضح أن تفجره قد تم في الأحواز قبل غيرها من الإمارات العربية على الخليج. لذا فقد فتح الإنجليز باب المفاوضات مع الشيخ خزعل برغم من احتجاجات شاه فارس عليهم لعقد اتفاقية بشأن جزيرة عبادان للبدء في أنشاء معمل لتكرير النفط فيها, إضافة, لمد خط أنابيب طوله 130 ميلا بين الحقول ومرفأ النفط في عبادان. وبهذا الخصوص يذكر السير أر نولد ولسن – وهو سكرتير الوفد المفاوض للشيخ خزعل – إن لقاء قد تم بين الشيخ خزعل والسير برسي كوكس الوكيل البريطاني في بخارى والمتولي شؤون المناطق المحيطة بالخليج العربي وبعد أربعة أيام من المفاوضات فقد توصل الطرفان في السادس من مايو أيار سنة 1909م إلى اتفاق يقضي بدفع 650 جنيها سنويا إلى الشيخ خزعل كإيجار لموقع معمل تكرير ومرور أنابيب النفط عبر أراضيه, (هارفي – الأزمة العالمية: 350-343م), إلى جانب تأييد استقلاله ضد ادعاء الحكومة المركزية. ووعد بمساعدة عسكرية إذا ما تعرض لأي اعتداء.( بروكلمان – تاريخ الشعوب الإسلامية – ج 5: 136).
وهكذا حقق الشيخ خزعل – الذي امتدت إمارته أكثر من ربع قرن- لنفسه مكانة دولية مرموقة, وقد حصل على أوسمة كثيرة من ملك بريطانيا, وسلطان تركيا, وشاه فارس, والبابا في روما وغيرهم, كان يحملها على صدره إذا لبس ثوبه الرسمي. (محمد لطفي جمعة – حياة الشرق: 111).
,, الشيخ الآمير خزعل الكعبي
الشيخ خزعل الكعبي " رحمه الله "
هو : الشيخ الآمير والقائد العربي الكريم , خزعل بن جابر الكعبي (1863 - 1936) حاكم المحمرةوالأهواز في عربستان خلال الفترة من (1897 - 1925) وأخر امرائها توفي عام 1936 بعد أن أسرته إيران عام 1925.ابوه الشيخ جابر مرداو يوسف الكعبي . وأمه نورة بنت طلال شيخ قبيلة الباوية .
نشأ الشيخ خزعل في المحمرة وتعلم على أيدي بعض من الشيوخ , وتدرب على الفروسية فكان عونا لأبيه وأخية من بعده, و قد تولى الإمارة على أثر مقتل أخيه الشيخ مزعل سنة 1897م.
يعد الشيخ خزعل من الشخصيات العربية البارزة في تاريخ العرب الحديث, إذ انه لعب دوراً رئيسياً في أحداث الخليج العربي في الربع الأول من القرن العشرين, وساهم مساهمة فعالة في أحداثه, واحتل مكانة مرموقة بين أمراء الجزيرة العربية. وحرص الريحاني– على أن يؤكد لنا:" أنه أكبرهم – بعد الشريف الحسين- سنّاً واسبقهم إلى الشهرة وقرين أعظمهم إلى الكرم".
وهولا يقل مكانة عن شخصية الشيخ سلمان بن سلطان ألكعبي (1767-1737م) –الشخصية البارزة التي حكمت الإمارة إبان القرن الثامن عشر, وتأتي أهمية الشيخ خزعل من أن إمارته شهدت أيامه أحداثا غاية في الأهمية, فقد شهد تفجر النفط وتبلور المصالح الأجنبية في منطقته, وشهد قيام الحرب العالمية الأولى, وعدّ موقع إمارته الاستراتيجي خطيرا إبانها, كما شهد انهيار الحكم القاجاري في إيران وقيام الحكم البهلوي بدله, ذلك الحكم الذي أطاح بحكمه. ( د. مصطفى عبد القادر النجار:التاريخ السياسي لإمارة عربستان).
كتب عنه عبد المسيح الانطاكي, يقول " بشوش الثغر, طلق المحيا, ذو نظر جذاب, فصيح اللهجة, وديع يؤانس ضيوفه, شريف العواطف ذو سماحة وطلاقة, حليم عند القدرة, شفوق على اللائذين, تقي ورع, مسلم صادق بدينه يصلي الأوقات الخمسة, بطل باسل عند اشتباك الحروب" ( الدرر الحسان في إمارة عربستان: 30 - 29 ). ويصفه علي محمد عامر " عالم وهو النصير الأكبر للعلماء والشعراء, شاعر كبير له قصائد ومقطوعات من الشعر ". (المحمرة والوحدة العثمانية: ص 73- 71 ). وقد وجده سليمان فيضي – معتمد الإمارة – " طيبا كريما ميالا إلى المرح والمزاح, ينظر إلى الحياة نظرة متفائل, وكان يعيش في قصره الفخم محاطا بكل مظاهر العز والسلطان, ". ( في غمرة النضال:294).
ويقف الريحاني – المؤرخ المعاصر – بين الطرفين, فهو يقرر فضل الشيخ خزعل, ثم ينحو عليه باللائمة في الوقت نفسه. فيذكر " أنه غني حكيم كريم يساعد في بناء كنيسة في بلاده لمنكوبي الكلدان, إذا ناوأه أحد مشايخ القبائل وهم بالخروج عليه وكانت له بنت صالحة للنكاح يزوره ويشرفه بالمصاهرة فتخمد في الحال جذوة التمرد والعصيان, وهو لا يزال على سنه التي تجاوزت الستين أهلا لمثل هذه المهمات.(الريحاني تاريخ ملوك العرب ج 2: ص186)).
كما كان من المعروف أن الشيخ خزعل شيعي المذهب، له عند علماء الدين في النجف وكربلاء مقام كبير وكان قصره لا يخلو من وفودهم، كما كانت له مواقف مشرّفة في أعمال البر. وهو برغم هذا لم يعرف عنه التعصب المذهبي الذي كان شديداً أيامه ولم يعادِ أصحاب المذاهب الأخرى. ويُروى أن مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني زاره في المحمرة للحصول على هبة لترميم المسجد الأقصى، فأعطاه تسعة آلاف روبية. ويبدو لنا من توافرنا على دراسة هذا الأمير أنه كان متمتعا بقدر كبير من المزايا والصفات التي جعلت منه شخصية متنفذة وقد طغت على الكثير من رجالات ساحل الخليج العربي, فكان واحدا من أشهر الذين عرفهم الخليج في التاريخ الحديث, وقد عرفه بالقوة والصلابة, كما عرف باطلا عه الواسع على شؤون الخليج العربي وإيران والعراق ونجد.( الداود- الخليج العربي ص : 71).
وقد عرف عن الشيخ خزعل علاقاته الوطيدة مع شيوخ العرب والمتنفذين من الشخصيات المجاورين لإمارته. كما أنه حسنّ صلاته مع بلاد فارس " فكسب احترام وحب أكابر رجالها, ونال بذلك أعظم أوسمتها وألقابها " ( الانطاكي – رحلة في وادي النيل: 207). وقد عرف كيف يحقق لعربستان استقلالها الداخلي والخارجي, إذ يذكر رضا شاه: " كان أميرا مستقلا داخل حدوده... ليس لحكومة طهران أي سلطان عليه... وقد مضت عليه أعوام دون أن يدفع أية ضريبة للدولة.. غير أنه كان أحيانا يرسل بعض الهدايا إلى شاه إيران شخصيا", ( مذكرات رضا شاه: 38).
وهو من ناحية أخرى كان يرى"أن الوقت قد حان لزوال إمبراطورية آل قاجار, ولذلك حزم أمره على إعلان استقلاله للعالم الخارجي متى ما شعر بالخطر يحدق بإيران" ومن أجل هذا فكر في تقوية علاقاته مع الإنجليز, ولذا فإن فترة حكمه تمثل تغيرا جذريا في سياسة المحمرة مع الموظفين الإنجليز في الخليج العربي, فقد زالت تلك المعارضة التي صرح بها أبوه وأخوه منذ فتح نهر كارون للملاحة النهرية, ولقيت الشركة البريطانية ( لنج ) مساعدات قيمة من حكومته وقد أخذت السفن البريطانية المارة في شط العرب أمام قصره تطلق له مدافع التحية.( الدود –الخليج العربي:72).
في سنة 1908م تم العثور على النفط في مسجد ة سليمان – أحدى مدن الإقليم الشرقية على بعد 150كم من رأس الخليج – على عمق 1180 قدما, وأتضح أن تفجره قد تم في الأحواز قبل غيرها من الإمارات العربية على الخليج. لذا فقد فتح الإنجليز باب المفاوضات مع الشيخ خزعل برغم من احتجاجات شاه فارس عليهم لعقد اتفاقية بشأن جزيرة عبادان للبدء في أنشاء معمل لتكرير النفط فيها, إضافة, لمد خط أنابيب طوله 130 ميلا بين الحقول ومرفأ النفط في عبادان. وبهذا الخصوص يذكر السير أر نولد ولسن – وهو سكرتير الوفد المفاوض للشيخ خزعل – إن لقاء قد تم بين الشيخ خزعل والسير برسي كوكس الوكيل البريطاني في بخارى والمتولي شؤون المناطق المحيطة بالخليج العربي وبعد أربعة أيام من المفاوضات فقد توصل الطرفان في السادس من مايو أيار سنة 1909م إلى اتفاق يقضي بدفع 650 جنيها سنويا إلى الشيخ خزعل كإيجار لموقع معمل تكرير ومرور أنابيب النفط عبر أراضيه, (هارفي – الأزمة العالمية: 350-343م), إلى جانب تأييد استقلاله ضد ادعاء الحكومة المركزية. ووعد بمساعدة عسكرية إذا ما تعرض لأي اعتداء.( بروكلمان – تاريخ الشعوب الإسلامية – ج 5: 136).
وهكذا حقق الشيخ خزعل – الذي امتدت إمارته أكثر من ربع قرن- لنفسه مكانة دولية مرموقة, وقد حصل على أوسمة كثيرة من ملك بريطانيا, وسلطان تركيا, وشاه فارس, والبابا في روما وغيرهم, كان يحملها على صدره إذا لبس ثوبه الرسمي. (محمد لطفي جمعة – حياة الشرق: 111).
,, الشيخ الآمير خزعل الكعبي