الجشعمي
30-03-2011, 07:11 PM
الحمد لله ذي القدرة والآلاء، والعظمة والكبرياء، فاطر الأرض والسماء، الذي خلقنا من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبَث منهما رجالا كثيرا ونساء، وجعلهم شعوباً وقبائل، وباين بينهم بالفضائل، وتعبَدهم بالأقوال والأعمال، ليبلوهم أيكفرون أم يشكرون، لا لحاجة إليهم، إن الله لغَني عن العالمين. وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وعلى آله أجمعين.
علْم الانساب علمٌ لا يليق جهلُه بذوي الهمم والآداب، لما فيه من صلة الأرحام، والوقوف على ما نَدب إليه النبي ( بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم )
وروى أنس بن عياض، عن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن عبد الله بن يزيد، مولى المُنبعث، عن أبي هريرةِ، عن النبي (، قال صلى الله عليه وآله وسلم : تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأجل )
ولعمري ما أنصف القائل : إن عِلْم النسب عِلْم لا يَنفع، وجَهالة لا تضر، لأنه بيَّن نفعُه لما قدّمنا ذكره، ولما رُوي عن النبي، (، أنه قال : كُفْرٌ بالله تبرُّؤ من نسب وإن دق، وكفر بالله آدعاء إلى نَسب لا يُعرف)
وقال (: من ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صَرفاً ولا عدلاً.
فلو كان لا منفعة له لمَا اشتغل العلماء به، وهو عِلم العرب الذي كانوا به يتفاضلون، وإليه ينتسبون. وقد ذكر أبنُ وهب، عن مالك بن انَّس، أنه قال: كان أبن شهاب مِن أعلم الناس بالأنساب، وكان أخذ ذلك من عبد الله بن ثَعلبة بن صُغير العذري، وغيره، قال: فبينما هو يوماً جالس عند عبد الله بن ثعلبة يتعلّم منه الأنساب إذ سأله عن شيء من الفقه، فقال له : إِن كنت تريد هذا الشأن فعليك بهذا الشيخ، يعني سعيد بن المسيِّب.
قال: وسمعت مالكاً يقول: لم يكن مع أبن شهاب كتاب إلا كتاب فيه نَسب قومه، يعني قريشاً.
أخبرنا عبد الوهاب، ثنا قاسم، قال: نا أحمد بن زهير، قال: نا منصور بن أبي مزاحم، قال: نا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله تعالى: (وجَعلناكم شُعوبا وقبائل)، قال: الشعوب: البطون الجُماع، والقبائل الأفخاذ.
وفي تفسير آخر قال الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون
قال أحمد بن زهير: وأما محمد بن بكار، قال: نا أبو معشر، عن محمد بن كعب، في قوله تعالى: (وفَصيلته التي تؤْويه)، قال: قبيلته التي يُنسب إليها.
قال: وأنا منصور بن أبي مزاحم، ويحيى بن معين، قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله تعالى: (وإنه لَذِكْر لَك ولِقَوْمِك)، قال: يقال: ممن الرجل؟ فيقال: من العرب، فيقال: مِن أي العرب؟ فيقال: من قريش.
وقد جاء في صحيح البخاري , كتاب المناقب , باب قول الله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم
قوله : ( وقوله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) قال ابن عباس : أي اتقوا الأرحام وصلوها ، أخرجه ابن أبي حاتم عنه ، والأرحام جمع رحم ، وذوو الرحم الأقارب يطلق على كل من يجمع بينه وبين الآخر نسب ، ، والمراد بذكر هذه الآية الإشارة إلى الاحتياج إلى معرفة النسب أيضا لأنه يعرف به ذوو الأرحام المأمور بصلتهم ، وذكر ابن حزم في مقدمة " كتاب النسب " له فصلا في الرد على من زعم أن علم النسب علم لا ينفع وجهل لا يضر بأن في علم النسب ما هو فرض على كل أحد ، وما هو فرض على الكفاية ، وما هو مستحب . قال : فمن ذلك أن يعلم أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ابن عبد الله الهاشمي ، فمن زعم [ ص: 610 ] أنه لم يكن هاشميا فهو كافر ، وأن يعلم أن الخليفة من قريش ، وأن يعرف من يلقاه بنسب في رحم محرمة ليجتنب تزويج ما يحرم عليه منهم ، وأن يعرف من يتصل به ممن يرثه أو يجب عليه بره من صلة أو نفقة أو معاونة وأن يعرف أمهات المؤمنين وأن نكاحهن حرام على المؤمنين ، وأن يعرف الصحابة وأن حبهم مطلوب ، وأن يعرف الأنصار ليحسن إليهم لثبوت الوصية بذلك ولأن حبهم إيمان وبغضهم نفاق ، قال : ومن الفقهاء من يفرق في الجزية وفي الاسترقاق بين العرب والعجم فحاجته إلى علم النسب آكد ، وكذا من يفرق بين نصارى بني تغلب وغيرهم في الجزية وتضعيف الصدقة . قال : وما فرض عمر رضي الله عنه الديوان إلا على القبائل ، ولولا علم النسب ما تخلص له ذلك ، وقد تبعه على ذلك عثمان وعلي ، وغيرهما . وقال ابن عبد البر في أول كتابه " النسب : ولعمري لم ينصف من زعم أن علم النسب علم لا ينفع وجهل لا يضر انتهى .
وفي هذا الباب ألفت مجلدات كبيرة وعديدة وليست هي مطلوبنا , بل هي مدخل الى موضوعنا نمهد به ونعرّف عن هذا العلم تعريفا ً بسيطا ً يمكن القارىء والمتابع لهذا العلم من فهم ما يلحق من مطلوبات ومندوبات .
واليوم يشهد العالم ثورة تكنولوجية في جميع المجالات ، مما يجعل اللحاق بالتكنولوجيا الحديثة أمر في غاية الصعوبة ، فالمتغيرات الحديثة السريعة تأخذنا من اختراع إلى اختراع ، ومن تطبيق إلى تطبيق ، مما يزيد الفجوة بين العالم العربي والعالم المتقدم اتساعا في استخدام وتطبيق التكنولوجيا في التعليم ، وأصبح واضحا بأن من يملك ناحية العلم والتكنولوجيا فإن له حق البقاء ، مما يحتم علينا أن نسابق الزمن ، ونضاعف جهودنا للارتقاء بكل ما يخص هذا العلم والحاقه بشتى الوسائل بهذه التورة التكنلوجيا , والاستفادة من ايجابياتها في افهام السالمين والعقلاء الى اهمية هذا العلم المندوب , والمحاولة قدر الامكان ان يُنقل هذا العلم من العلوم الكمالية الى العلوم الاساسية التي اخذت وخلال سنين فائتة كثيرة نصيبا ً كبيرا ً من حجم هذه الشبكة العنكبوتية .
إن استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في الانساب وعلمها ليس هو الهدف الأساسي منها ، ولكن الغاية من استخدامها هو توظيفها التوظيف الأمثل الذي يعود بالنفع على طالب هذا العلم والباحث فيه عن اصوله ونسبه وعشيرته ، وتقصير المسافات الشاسعة بين السائل والمسؤول , والطلب والمطلوب , لكن لوحظت في الآونة الآخيرة استعمالات لهذه الناحية ساهمت في تشويه صورة هذا العلم الفاضل , والاساءة الى اصحابه الاساسيين , الذين جلسوا يتابعون ما يجري وما يحصل من كثرة غريبة لهذه المواقع والمنتديات الكثيرة , فاصابهم ما أصابهم من يأس واحباط جعلهم يفكرون مليا ً في ترك هذا الامر والبحث فيه لانه اوكل الى غير أهله واصبح كل من هب ودب يقول ويتفنن دون علم او دراية ...
لذلك سأحاول في هذه الدراسة ان اعرض بعض الاخطاء القاتلة التي استعملت في هذا المجال , واحاول جاهدا ً ان يكون لها حلا او حلولا ً تساهم في التخفيف مما يحصل من تحاوزات واساءات , فأن اصبت فهذا فضل الله وأن أخطئت فذاك من نفسي والله يعلم ونحن لا نعلم وهو على كل شيء قدير
- النقطة الأولى :
- تغير النسابين وصفاتهم :
- اليوم لو دخلت الى مواقعنا الكثيرة لوجدت النسابين فيها تغيرت صفاتهم المطلوبة, والنسابة يمكن اختصار تعريفه بأنه هو المشتغل بعلم الأنساب او هو العالم بالأنساب ويجب ان يجتمع في هذا التعريف العلم بأنساب الناس و أخبارهم . و العلم بقواعد النسب الكلية والجزئية .
ولو عدنا الى هذه الصفات وهل هي موجودة في نسابي او مدراء منتديات الأنساب فهل نجدها ؟؟؟
نقول وبالله الاستعانة : هان على الناس اليوم الانتساب الى غير آبائهم والى غير اقوامهم فتجدهم تارة ً ينسبون نفسهم الى عمود , ثم يعودون وبعد علمهم بخطأ هذا العمود الى الانتساب الى مشجر آخر يربطون عليه دون ان يتأكد لهم ما يكفي لانتسابهم اليه
ونجد البعض ممن اسسوا مواقع قالوا في بيان تأسيسها انها اسست لخدمة الاشراف , ليس لهم في هذا العلم الا ما اخذوه من المواقع الاخرى , او الكتب الالكترونية الغير محققة والتي لا تخلو من اخطاء ناقليها وناشريها , فتجدهم يبتعدون كل البعد عن صفاتهم الاساسية المطلوبة ومنها :
- ان يكون تقيا ً ورعا ً يعرف الله حق معرفته حتى لا ينفي الصريح ويلصق اللصيق ويدخل في هذا النسب من هو ليس اهله ولكي يمنع نفسه من الرشوة واخذها بتزويره للأنساب وقد ذكر لنا المؤرخون والنسابة من الذين اشتغلوا بهذا العلم بعض الذين ارتشوا على هذا النسب وفضحوهم وكذلك فعل ابو نصر البخاري والعبيدلي ....
- أن يكون راسخ العلم في هذاالفن
ذا فهمصائب، وحفظ جيد، واطلاع واسع، إضافة إلى معرفةبالشرع
وأحكامهلاسيما ما يتعلق بأهل البيت النبوي الشريف منأحكام.
- ان يكون عالما ًبقواعد هذا الفن العظيم من معرفة للشعوب والقبائل والبطون والافخاذ وما يمكن ان يقسم به من تقسيمات ومعرفة اصول العرب العدنانية والقحطانية والتوسع ان امكنه في الفروع ايضا ً
- ان يكون مجتنبا ًللرذائل والفواحش كي تكون شهادته موثوقة ومعترف بها
- ان يكون مهيبا ً وله هيبة في النفوس حتى لا يتطاول عليه سفهاء الدخلاء واذنابهم من الذين لا يحفظون لله حرمة ً ولا حقا ً
- أن يكون متصفًا بالتأني والتروي مبتعدًا عن التسرعوالإهمال
يتثبت منالنسب قبل أن يعطي رأيه.
- وزد على ذلك الامر حسن الخط فان التشجير والتوثيق يستحسن فيه الخط الجيد لكي يكون هناك مقدرة على فهمه ومعرفته على مر الازمان والرجال ...
لذلك وجب على المترأس لموقع نسبي يبحث فيه بالانساب والتاريخ والعلم الجليل ان تجتمع فيه هذه الصفات وان يحاول جاهدا ً الالتزام بها واضعا ً نصب عينيه ان هذا العلم كاشف للاشخاص وهو بمثابة ما نسميه اليوم الاشعة فوق البنفسيجة او اشعة اكس التي تستيطع كشف ما خفي وستر , فهذا العلم كذلك ايضا ينطلق فيه مرتاده بأسم النسابة ثم يسير ويسير ولا يجد نفسه في النهاية الا امام طريقين لا ثالث لهما :
- اما اشتهاره بالعلم والورع والتقى وثبات هذه الصفات فيه
- او انهزامه ووقوعه فيما حذر من مغبات هذا العلم ومجرياته كنسب قوم الى غير آبائهم او المساهمة ولو بالقليل في تدعيم الادعياء والدخلاء على النسب الشريف .
النقطة الثانية :
- محاولة استخدام الانترنت كوسيلة لتوثيق الأنساب :
كما قلت في بداية بحثي هذا , الانترنت او التكنلوجيا التي حصلت لها مساوىء ولها ايجابيات ودخلنا في ايجابياتها وشرحناها بشكل مبسط حتى لا يمل القارىء المتابع , ونتبع ذلك الاسلوب في سلبيات هذا العلم ايضا فنقول : من السلبيات التي ظهرت , ميل بعض اصحاب المنتديات ومواقع الانساب الى توثيق الانساب وجعل مواقعهم مكانا ً للتوثيق دون الرجوع الى النسابة المعتمدين في هذا المجال .
ولا نعني بالتوثيق الميل الى الاثبات او النفي , فهذا امر مطلوب حقيقة ً في هذا الباب , لكن قصدنا من ذلك هو استخدام الموقع ليثبت من خلاله ان نسبه نسب ثابت وصحيح لا يعتريه غبار وهذا مرفوض مع وجود نفي قاطع بدليل وبرهان من اكثر من جهة حول صحة هذا النسب , لذلك تجدهم وبمجرد ان تم توضيح نسبهم وزور ربطه عمدوا الى تأسيس موقع لعائلتهم او سموه بتسمية اكبر حجما وجعلوه دليلا ً على صحة انتسابهم ضاربين بعرض الحائط كل التحقيقات والمنشورات التي وضحت عكس ما يدعون .
لذلك وفي طريق ايجاد الحل لهذه المعضلة نقول : هذه المنتديات لم تؤسس لتوثيق الانساب لأي كائن كان , ولم يشتهر عند النسابين ان ابرزت لهم وثيقة او مشجرة او مخطوطة نسب قال اصحابها ان المنتدى الفلاني هو من وثق لي نسبي فهذا كلام سيرد عليه النسابة بكل قوة دون النظر في صحتها او عدمه لانه وكما قلنا هذا العلم له رجالاته وله اهله ولا يجوز تعدي أي طرف على الطرف الآخر حتى لا تنتشر في هذا المجتمع سياسة الغابة والبقاء فيها للاقوى , فكثير من النسابين الموثوقين لا يدخلون المنتديات ولا يشاركون بها اما لكبر في السن او لعدم معرفة بقواعد استخدام هذا الحاسوب وملحقاته او لابتعادهم عن المهاترات والخلافات التي تحصل وهي امر مفروض ومفروغ منه صراحة لان أي صراع بين الحق والباطل يستوجب ان يكون هناك جولات تحسم في النهاية لاهل الحق مهما طالت سطوة الظالمين وجبروتهم .
فالخلاصة من هذا الامر نقيدها فيما يأتي : كل الشكر لمن يجعل من موقعه مكانا للتواصل والبحث التاريخي والنسبي وينشر فضائله ويكتب عن الاسر وانسابها دون ميل ٍ الى سرقة الاضواء والقول بأنه النسابة الذي يوثق الانساب فكلنا في باب الخدمة وباب التكليف لا في باب التشريف , والعاقل من عمل بمبدأ ان هذه المنتديات ماهي الا للتواصل ومساعدة اهل هذا العلم على افادة الناس وان اراد اهل المنتديات او المواقع توثيق الانساب فالواقع يجب ان يعرف وان يزار النسابة في مكان تواجده ليطلع على ما يملكه المنتسب من وثائق وبراهين , وقتها اذا كان هناك له ختم يذكر بين اختام النسابين يتحف المنتسب بوضع ختمه على الوثيقة او المشجرة بعد تحقيها وتذيليها بقوله : ثبت عندي بعد التحقيق ان العائلة الفلانية نسبها صحيح الى ... او نسبها غير صحيح , لكن التحقيق قبل كل شيء لان الكلام في الواقع وعلى ارضه ليس كالكلام على شاشة قد تتعرض في يوم من الايام الى زوال وانتهاء .................
النقطة الثالثة :
- المطلوب من مدير او مشرف او صاحب رأي في موقع للأنساب :
طبعا نحن نعلم جميعا ان هذا العلم هو علم وهبي كسبي , يمنع فيه الاحتكار , ولم يثبت وعلى مر 1400 عام ان قام احد النسابة بعملية احتكار لهذا العلم وهي قاعدة اساسية يعرفها من يشتغل بهذا الفن , لان هذا العلم علم شائع وذائع بين الناس فيستطيع الانسان العاقل ان يكتب عن اسرته مثلا , او عن تاريخها وانسابها , كما يستطيع ان يكتب عن المصاهرات التي تمت بين قبيلته والقبائل الاخرى ويورد فيما يكتب انسابهم وتاريخهم , فلا تستطيع ان تمنعه من ذلك , لكن يحبب ان يكون هناك تعاون ونصح بين الباحثين والنسابين , فالباحث صراحة ليس كالمحقق والمحقق ليس كالجامع وكل واحد منهم له دوره الذي يمارسه ..
فالخلاصة من كلامنا هذا , اننا في مواقعنا لا نختصر هذا العلم على انفسنا بل نشارك فيه الباحث والنسابين الآخرين ونوكل اليهم مهام الاشراف والمتابعة حتى يتمكن هو من الاستفادة وينمي مواهبه في كسب هذا العلم , ويستفاد منه في تعريف السائل والباحث عن القبائل التي يعرفها وله شهادة تذكر فيما يخص نسبهم , لذلك يتوجب على اصحاب المواقع ان يخصصوا لأقسام الانساب من هم اهل لها ومن القادرين على ادارتها وتحقيق ما اوردناه سابقا من الفائدة والاستفادة
لكن الملاحظ : ان هناك حوارات وجدالات تحصل احيانا بين الاشخاص المتنافرين بسبب طرح قضايا انسابهم او تاريخ عوائلهم , فتنقل الى مواقع عديدة او حتى في الموقع نفسه , يتعرض فيها احد الاطراف الى اتباع اسلوب الاقناع بالقوة , دون تدخل من المدير او المشرف او المراقب بل يكتفي بالنظر والسكوت متناسيا ً انه ما وضع في هذا المكان الا لميزة عرفت عنه الا وهي انه باحث ومحقق ويجب ان ينظر الى المدعي ووثائقه والى المدعى عليه وما يداقع به عن نفسه , لكن هذا الامر غير مطبق في منتدياتنا وللاسف وهو انكار صرح لما يمتاز به هذا الموقع او ذاك فمجرد الميل الى الحياد او التدخل لصالح طرف من الاطراف على حساب الاخر ينفي عن هذا الموقع صفة البحث العلمي والافادة النسبية ويصبحه مثله مثل المواقع الاجتماعية العديدة التي لا يمكن ان نصفها بأنها فاشلة فيما اختارت له من اسم عريض او مضمون ليس بموجود .
فالحل الذي نقول بضرورة تطبيقه : هو في حال وجود نفي ا واثبات لنسب ثارت حوله الشكوك وتوجهت اليه اصابع الاتهام ان تكون لجنة يرأسها النسابة صاحب الموقع ومشرفين او باحثين متخصصين عرف عنهم نزاهتم وعدم ميلهم الى طرف دون الآخر ومطالبة المدعي والمدعى عليه بأبراز ما لدى الطرفين من وثائق مصاحبة لادعاء أي منهم ثم يبحث فيها النسابون في الموقع بكل تحري وروية ويخرجون النتيجة الى الملأ اجمع , بذلك نستطيع ان نقضي على ما يحصل في المنتديات من حروب طاحنة وسلبيات قاتلة .
- نقطة هامة حول اطلاق اللقب على العضو المشارك :
يحصل في بعض المنتديات ان يقوم الكثيرون بتسجيل اسماء لهم ( كعضوية ) تحمل ما تحمل من الالقاب الرنانة والتحسينات البهيجة التي توهم العضو العادي بأن صاحب هذه التسمية او هذه العضوية هو حقيقة يحمل ما يحمله لقبه معتمدا في ذلك على مقولة لكلٍ من اسمه نصيب !!! وهذا امر عضال
فالكثيرون ادعوا بأنهم المهدي , والذين ادعوا النبوة ايضا كثر , فهل كل من قال ان المهدي صدقناه , ام هل نتبع كل من سمى نفسه اميرا او رئيسا ً او امبراطورا ً , فاذا فعلنا ذلك فنحن في باب الامعات نسأل الله اللطف والاعانة
لذلك اقول : من الافضل ان تنادي العضو المشارك معك في الموقع او المنتدى بالاسم الذي سجل به دون ان تضيف عليه ما تضيف او تحذف منه ما تحذف الا في حال معرفتك اليقينية والاكيد بصحة نسبه او عدم ذلك لان البعض يستغل مناداة غيره له بالسيد الشريف او الشريف الفلاني هي اثبات لنسبه , لذلك في الاعضاء الذين لا تعرفهم معرفة تامة او لم يثبت لديك بالدليل القاطع انهم منسوبين او مرفوضين يجب الاقتصار على مناداتهم بالاسم الذي سجلوا فيه دون ان تزيدهم او تنقصهم . حتى لا يستخدم ضعاف النفوس تلك المخاطبة كدليل على الاثبات لنسبهم خاصة ً ان النسابة من صفاته التروي حتى لا يثبت نسبا ثم ينفيه دون بينة او برهان والعكس صحيح .....
- الباحث عن مثل هذه المواقع ماذا يريد ؟
من خلال الايام التي عشناها مع هذا العلم وهذا المطلب , نستطيع ان نميز اللذين يطلبون هذه المنتديات ونقسمهم الى اصناف
أ – شخص يعرف وموقن ان نسبه صحيح ولا شك فيه ولا ريب يعتريه فيدخل للتعرف على ابناء جلدته والاقربون اليه ويزيد من تواصله معهم اما لعمل دنيوي او محبة ً في الله ورسوله واطاعة ً لامر الله في صلة ذوي القربى وهم الفئة الاكبر
ب – شخص لديه مشجرة اوشهرة كافية او وثائق تسوق له عمود نسب تأكد له بعد البحث عن اشخاصه ورجالاته انه يحتاج الى توثيق اكثر وتصحيح لما ورد فيه من أخطاء , فتجده يبحث عن رجالات هذا النسب او يبحث عمن يحقق له هذا العمود من اهل هذا الفن .
ج- شخص سمع دون شهرة لديه او وثائق يمتلكها ان نسبه يعود الى القبيلة الفلانية او النسب الفلاني , فأحب ان يبحث ويستكشف عله يجد ما يغنيه عن الشهرة او الوثائق وهذا حظه قليل في الوصول الى نتيجة مرضية الى ان يقع في براثن التجار والمزورين فيصطادونه صيدا سريعا ً ليصنعوا له مشجرة نسب دون تحقيق او تدقيق مباركين له اياها بأختام كثيرة وتواقيع مبهرة وفي هذا الباب ايضا يندرج المزورين والدخلاء على هذا النسب
د- شخص سمع ايضا عن ان قبيلته منسوبة الى اهل فلان او عشيرة كذا , فسئل وبحث فوجد ان ما سمعه مجرد مقولة لا تغني ولا تسمن , فتوقف عن البحث واكتفى بالمتابعة او المحبة لمن اراد الانتساب اليهم
هـ - شخص اعتمد في نسبه على تشابه الاسماء فتاره تارة يعود الى العدنانيين وتارة ً الى القحطانيين متخبطا ً تاركا ً وراءه اداعاءات كثيرة غير مسؤولة ولا مبالية
ز- شخص استغل اسم عشيرة او عائلة فاخذ يجمع وثائق ومخطوطات تلك العائلة وصار يراجع النسابين والباحثين على انه ينتمي اليهم , لكنه في حقيقة الأمر ليس الا متستر وراء اسمهم يحاول ان يجمع ما يجمع ليمكنه من الدخول فيهم معتدا في ذلك على وثائق جمعها من غيره ويسكت من يحاججه بقوله هذه وثائقي وهذه براهيني .
ح- شخص جعل من نفسه نسابة ً اخذ يمنح الانساب على هواه دون مراعاة لحرمة الانتساب الى غير الأب ا والى قوم ليس منهم
وادخل في ذلك معه المندرجين تحت الفقرة ( ج ) فأصحبوا يجمعون البسطاء حولهم وينسبونهم الى غير انسابهم ثم يسمون انفسهم بتسمية كبيرة توهم الناظر الى جمعهم انهم فعلا هم ابناء تلك القبيلة او الاسرة ولا شك ولا غبار يعتريهم
- شخص يعلم من خلال سيرة اهله واجداده وقومه ان لهم نسبا ً يربطهم على آل زيد او آل عمرو لكن مشجراته ووثائقه سرقت او ضاعت او اتلفت بسبب التهجير الذي تعرض له اهله وعلى هذا الصنف واجب كبير يتمثل في عدم الربط الى أي عمود دون التأكد من انه فعلا العمود الخاص بهم وليبقى هؤلاء على شهرتهم التي عرفها عنهم من جاورهم او يجاورهم , لان الربط الخاطىء يسف العمود والشهرة في آن واحد .
كلمة أخيرة :
جميلة َ تلك العبارة التي كتبها احد ابناء العمومة الكرام فقال : الانساب تورث ولا تمنح واوجز فيها الكثير الكثير مما يحصل ويجري فالنسب يحاز بما يحاز به المِلك والناس مؤتمنون على انسابهم مالم يدعو شرفا ً ... وهي قاعدة فقهية صحيحة لكن ينقصها البعض فيقول الناس مؤتمنون على انسابهم دون اكماله الى ..مالم يدعو شرفا ً
وله تقسيمات يجهلها البعض تتلخص في تقسمين هامين :
- الاول هو اعتراف الاصل بالفرع وأئتمان الرجل على من ينسب اليه مباشرة ً سواء كان ابا ً وجدا ً او ابنا ً وحفيدا ً
- والثاني هو أتمان شخص على نسب عشيرة او عائلة وهو المسمى اليوم بأمين نسب العائلة أو عميد العائلة أو ممثل العائلة , فهو المسؤول عن انساب عائلته وعشيرته وعليه تقع مهمة كبيرة فهو الأمين المؤتمن المحافظ على أنسابهم من المدعين والدخلاء .
فلو إن رجلاً ادعى الانتساب إلى قوم وقال أنا منكم فهنا يأتي دور المؤتمن النسابة في ايضاح وبيان هل ادعائه هذا النسب صحيح أو غير ذلك بمعني انه دعي او منتسب إليهم.
اذا ففي الحالة الاولى : يثبت النسب مالم يصدر ما ينفيه
وفي الثانية : يبقى الادعاء معلقا ُ مالم يصدر اثبات النسب وعليه فأن الناس مؤتمنون على انسابهم وفق قواعد وقوانين لخصناها في تلك الحالتين وليس كما هو شائع بينهم على الائتمان المطلق دون ضوابط او قواعد تسيّر عمله وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
منقول
علْم الانساب علمٌ لا يليق جهلُه بذوي الهمم والآداب، لما فيه من صلة الأرحام، والوقوف على ما نَدب إليه النبي ( بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم )
وروى أنس بن عياض، عن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن عبد الله بن يزيد، مولى المُنبعث، عن أبي هريرةِ، عن النبي (، قال صلى الله عليه وآله وسلم : تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأجل )
ولعمري ما أنصف القائل : إن عِلْم النسب عِلْم لا يَنفع، وجَهالة لا تضر، لأنه بيَّن نفعُه لما قدّمنا ذكره، ولما رُوي عن النبي، (، أنه قال : كُفْرٌ بالله تبرُّؤ من نسب وإن دق، وكفر بالله آدعاء إلى نَسب لا يُعرف)
وقال (: من ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صَرفاً ولا عدلاً.
فلو كان لا منفعة له لمَا اشتغل العلماء به، وهو عِلم العرب الذي كانوا به يتفاضلون، وإليه ينتسبون. وقد ذكر أبنُ وهب، عن مالك بن انَّس، أنه قال: كان أبن شهاب مِن أعلم الناس بالأنساب، وكان أخذ ذلك من عبد الله بن ثَعلبة بن صُغير العذري، وغيره، قال: فبينما هو يوماً جالس عند عبد الله بن ثعلبة يتعلّم منه الأنساب إذ سأله عن شيء من الفقه، فقال له : إِن كنت تريد هذا الشأن فعليك بهذا الشيخ، يعني سعيد بن المسيِّب.
قال: وسمعت مالكاً يقول: لم يكن مع أبن شهاب كتاب إلا كتاب فيه نَسب قومه، يعني قريشاً.
أخبرنا عبد الوهاب، ثنا قاسم، قال: نا أحمد بن زهير، قال: نا منصور بن أبي مزاحم، قال: نا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله تعالى: (وجَعلناكم شُعوبا وقبائل)، قال: الشعوب: البطون الجُماع، والقبائل الأفخاذ.
وفي تفسير آخر قال الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون
قال أحمد بن زهير: وأما محمد بن بكار، قال: نا أبو معشر، عن محمد بن كعب، في قوله تعالى: (وفَصيلته التي تؤْويه)، قال: قبيلته التي يُنسب إليها.
قال: وأنا منصور بن أبي مزاحم، ويحيى بن معين، قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله تعالى: (وإنه لَذِكْر لَك ولِقَوْمِك)، قال: يقال: ممن الرجل؟ فيقال: من العرب، فيقال: مِن أي العرب؟ فيقال: من قريش.
وقد جاء في صحيح البخاري , كتاب المناقب , باب قول الله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم
قوله : ( وقوله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) قال ابن عباس : أي اتقوا الأرحام وصلوها ، أخرجه ابن أبي حاتم عنه ، والأرحام جمع رحم ، وذوو الرحم الأقارب يطلق على كل من يجمع بينه وبين الآخر نسب ، ، والمراد بذكر هذه الآية الإشارة إلى الاحتياج إلى معرفة النسب أيضا لأنه يعرف به ذوو الأرحام المأمور بصلتهم ، وذكر ابن حزم في مقدمة " كتاب النسب " له فصلا في الرد على من زعم أن علم النسب علم لا ينفع وجهل لا يضر بأن في علم النسب ما هو فرض على كل أحد ، وما هو فرض على الكفاية ، وما هو مستحب . قال : فمن ذلك أن يعلم أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ابن عبد الله الهاشمي ، فمن زعم [ ص: 610 ] أنه لم يكن هاشميا فهو كافر ، وأن يعلم أن الخليفة من قريش ، وأن يعرف من يلقاه بنسب في رحم محرمة ليجتنب تزويج ما يحرم عليه منهم ، وأن يعرف من يتصل به ممن يرثه أو يجب عليه بره من صلة أو نفقة أو معاونة وأن يعرف أمهات المؤمنين وأن نكاحهن حرام على المؤمنين ، وأن يعرف الصحابة وأن حبهم مطلوب ، وأن يعرف الأنصار ليحسن إليهم لثبوت الوصية بذلك ولأن حبهم إيمان وبغضهم نفاق ، قال : ومن الفقهاء من يفرق في الجزية وفي الاسترقاق بين العرب والعجم فحاجته إلى علم النسب آكد ، وكذا من يفرق بين نصارى بني تغلب وغيرهم في الجزية وتضعيف الصدقة . قال : وما فرض عمر رضي الله عنه الديوان إلا على القبائل ، ولولا علم النسب ما تخلص له ذلك ، وقد تبعه على ذلك عثمان وعلي ، وغيرهما . وقال ابن عبد البر في أول كتابه " النسب : ولعمري لم ينصف من زعم أن علم النسب علم لا ينفع وجهل لا يضر انتهى .
وفي هذا الباب ألفت مجلدات كبيرة وعديدة وليست هي مطلوبنا , بل هي مدخل الى موضوعنا نمهد به ونعرّف عن هذا العلم تعريفا ً بسيطا ً يمكن القارىء والمتابع لهذا العلم من فهم ما يلحق من مطلوبات ومندوبات .
واليوم يشهد العالم ثورة تكنولوجية في جميع المجالات ، مما يجعل اللحاق بالتكنولوجيا الحديثة أمر في غاية الصعوبة ، فالمتغيرات الحديثة السريعة تأخذنا من اختراع إلى اختراع ، ومن تطبيق إلى تطبيق ، مما يزيد الفجوة بين العالم العربي والعالم المتقدم اتساعا في استخدام وتطبيق التكنولوجيا في التعليم ، وأصبح واضحا بأن من يملك ناحية العلم والتكنولوجيا فإن له حق البقاء ، مما يحتم علينا أن نسابق الزمن ، ونضاعف جهودنا للارتقاء بكل ما يخص هذا العلم والحاقه بشتى الوسائل بهذه التورة التكنلوجيا , والاستفادة من ايجابياتها في افهام السالمين والعقلاء الى اهمية هذا العلم المندوب , والمحاولة قدر الامكان ان يُنقل هذا العلم من العلوم الكمالية الى العلوم الاساسية التي اخذت وخلال سنين فائتة كثيرة نصيبا ً كبيرا ً من حجم هذه الشبكة العنكبوتية .
إن استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في الانساب وعلمها ليس هو الهدف الأساسي منها ، ولكن الغاية من استخدامها هو توظيفها التوظيف الأمثل الذي يعود بالنفع على طالب هذا العلم والباحث فيه عن اصوله ونسبه وعشيرته ، وتقصير المسافات الشاسعة بين السائل والمسؤول , والطلب والمطلوب , لكن لوحظت في الآونة الآخيرة استعمالات لهذه الناحية ساهمت في تشويه صورة هذا العلم الفاضل , والاساءة الى اصحابه الاساسيين , الذين جلسوا يتابعون ما يجري وما يحصل من كثرة غريبة لهذه المواقع والمنتديات الكثيرة , فاصابهم ما أصابهم من يأس واحباط جعلهم يفكرون مليا ً في ترك هذا الامر والبحث فيه لانه اوكل الى غير أهله واصبح كل من هب ودب يقول ويتفنن دون علم او دراية ...
لذلك سأحاول في هذه الدراسة ان اعرض بعض الاخطاء القاتلة التي استعملت في هذا المجال , واحاول جاهدا ً ان يكون لها حلا او حلولا ً تساهم في التخفيف مما يحصل من تحاوزات واساءات , فأن اصبت فهذا فضل الله وأن أخطئت فذاك من نفسي والله يعلم ونحن لا نعلم وهو على كل شيء قدير
- النقطة الأولى :
- تغير النسابين وصفاتهم :
- اليوم لو دخلت الى مواقعنا الكثيرة لوجدت النسابين فيها تغيرت صفاتهم المطلوبة, والنسابة يمكن اختصار تعريفه بأنه هو المشتغل بعلم الأنساب او هو العالم بالأنساب ويجب ان يجتمع في هذا التعريف العلم بأنساب الناس و أخبارهم . و العلم بقواعد النسب الكلية والجزئية .
ولو عدنا الى هذه الصفات وهل هي موجودة في نسابي او مدراء منتديات الأنساب فهل نجدها ؟؟؟
نقول وبالله الاستعانة : هان على الناس اليوم الانتساب الى غير آبائهم والى غير اقوامهم فتجدهم تارة ً ينسبون نفسهم الى عمود , ثم يعودون وبعد علمهم بخطأ هذا العمود الى الانتساب الى مشجر آخر يربطون عليه دون ان يتأكد لهم ما يكفي لانتسابهم اليه
ونجد البعض ممن اسسوا مواقع قالوا في بيان تأسيسها انها اسست لخدمة الاشراف , ليس لهم في هذا العلم الا ما اخذوه من المواقع الاخرى , او الكتب الالكترونية الغير محققة والتي لا تخلو من اخطاء ناقليها وناشريها , فتجدهم يبتعدون كل البعد عن صفاتهم الاساسية المطلوبة ومنها :
- ان يكون تقيا ً ورعا ً يعرف الله حق معرفته حتى لا ينفي الصريح ويلصق اللصيق ويدخل في هذا النسب من هو ليس اهله ولكي يمنع نفسه من الرشوة واخذها بتزويره للأنساب وقد ذكر لنا المؤرخون والنسابة من الذين اشتغلوا بهذا العلم بعض الذين ارتشوا على هذا النسب وفضحوهم وكذلك فعل ابو نصر البخاري والعبيدلي ....
- أن يكون راسخ العلم في هذاالفن
ذا فهمصائب، وحفظ جيد، واطلاع واسع، إضافة إلى معرفةبالشرع
وأحكامهلاسيما ما يتعلق بأهل البيت النبوي الشريف منأحكام.
- ان يكون عالما ًبقواعد هذا الفن العظيم من معرفة للشعوب والقبائل والبطون والافخاذ وما يمكن ان يقسم به من تقسيمات ومعرفة اصول العرب العدنانية والقحطانية والتوسع ان امكنه في الفروع ايضا ً
- ان يكون مجتنبا ًللرذائل والفواحش كي تكون شهادته موثوقة ومعترف بها
- ان يكون مهيبا ً وله هيبة في النفوس حتى لا يتطاول عليه سفهاء الدخلاء واذنابهم من الذين لا يحفظون لله حرمة ً ولا حقا ً
- أن يكون متصفًا بالتأني والتروي مبتعدًا عن التسرعوالإهمال
يتثبت منالنسب قبل أن يعطي رأيه.
- وزد على ذلك الامر حسن الخط فان التشجير والتوثيق يستحسن فيه الخط الجيد لكي يكون هناك مقدرة على فهمه ومعرفته على مر الازمان والرجال ...
لذلك وجب على المترأس لموقع نسبي يبحث فيه بالانساب والتاريخ والعلم الجليل ان تجتمع فيه هذه الصفات وان يحاول جاهدا ً الالتزام بها واضعا ً نصب عينيه ان هذا العلم كاشف للاشخاص وهو بمثابة ما نسميه اليوم الاشعة فوق البنفسيجة او اشعة اكس التي تستيطع كشف ما خفي وستر , فهذا العلم كذلك ايضا ينطلق فيه مرتاده بأسم النسابة ثم يسير ويسير ولا يجد نفسه في النهاية الا امام طريقين لا ثالث لهما :
- اما اشتهاره بالعلم والورع والتقى وثبات هذه الصفات فيه
- او انهزامه ووقوعه فيما حذر من مغبات هذا العلم ومجرياته كنسب قوم الى غير آبائهم او المساهمة ولو بالقليل في تدعيم الادعياء والدخلاء على النسب الشريف .
النقطة الثانية :
- محاولة استخدام الانترنت كوسيلة لتوثيق الأنساب :
كما قلت في بداية بحثي هذا , الانترنت او التكنلوجيا التي حصلت لها مساوىء ولها ايجابيات ودخلنا في ايجابياتها وشرحناها بشكل مبسط حتى لا يمل القارىء المتابع , ونتبع ذلك الاسلوب في سلبيات هذا العلم ايضا فنقول : من السلبيات التي ظهرت , ميل بعض اصحاب المنتديات ومواقع الانساب الى توثيق الانساب وجعل مواقعهم مكانا ً للتوثيق دون الرجوع الى النسابة المعتمدين في هذا المجال .
ولا نعني بالتوثيق الميل الى الاثبات او النفي , فهذا امر مطلوب حقيقة ً في هذا الباب , لكن قصدنا من ذلك هو استخدام الموقع ليثبت من خلاله ان نسبه نسب ثابت وصحيح لا يعتريه غبار وهذا مرفوض مع وجود نفي قاطع بدليل وبرهان من اكثر من جهة حول صحة هذا النسب , لذلك تجدهم وبمجرد ان تم توضيح نسبهم وزور ربطه عمدوا الى تأسيس موقع لعائلتهم او سموه بتسمية اكبر حجما وجعلوه دليلا ً على صحة انتسابهم ضاربين بعرض الحائط كل التحقيقات والمنشورات التي وضحت عكس ما يدعون .
لذلك وفي طريق ايجاد الحل لهذه المعضلة نقول : هذه المنتديات لم تؤسس لتوثيق الانساب لأي كائن كان , ولم يشتهر عند النسابين ان ابرزت لهم وثيقة او مشجرة او مخطوطة نسب قال اصحابها ان المنتدى الفلاني هو من وثق لي نسبي فهذا كلام سيرد عليه النسابة بكل قوة دون النظر في صحتها او عدمه لانه وكما قلنا هذا العلم له رجالاته وله اهله ولا يجوز تعدي أي طرف على الطرف الآخر حتى لا تنتشر في هذا المجتمع سياسة الغابة والبقاء فيها للاقوى , فكثير من النسابين الموثوقين لا يدخلون المنتديات ولا يشاركون بها اما لكبر في السن او لعدم معرفة بقواعد استخدام هذا الحاسوب وملحقاته او لابتعادهم عن المهاترات والخلافات التي تحصل وهي امر مفروض ومفروغ منه صراحة لان أي صراع بين الحق والباطل يستوجب ان يكون هناك جولات تحسم في النهاية لاهل الحق مهما طالت سطوة الظالمين وجبروتهم .
فالخلاصة من هذا الامر نقيدها فيما يأتي : كل الشكر لمن يجعل من موقعه مكانا للتواصل والبحث التاريخي والنسبي وينشر فضائله ويكتب عن الاسر وانسابها دون ميل ٍ الى سرقة الاضواء والقول بأنه النسابة الذي يوثق الانساب فكلنا في باب الخدمة وباب التكليف لا في باب التشريف , والعاقل من عمل بمبدأ ان هذه المنتديات ماهي الا للتواصل ومساعدة اهل هذا العلم على افادة الناس وان اراد اهل المنتديات او المواقع توثيق الانساب فالواقع يجب ان يعرف وان يزار النسابة في مكان تواجده ليطلع على ما يملكه المنتسب من وثائق وبراهين , وقتها اذا كان هناك له ختم يذكر بين اختام النسابين يتحف المنتسب بوضع ختمه على الوثيقة او المشجرة بعد تحقيها وتذيليها بقوله : ثبت عندي بعد التحقيق ان العائلة الفلانية نسبها صحيح الى ... او نسبها غير صحيح , لكن التحقيق قبل كل شيء لان الكلام في الواقع وعلى ارضه ليس كالكلام على شاشة قد تتعرض في يوم من الايام الى زوال وانتهاء .................
النقطة الثالثة :
- المطلوب من مدير او مشرف او صاحب رأي في موقع للأنساب :
طبعا نحن نعلم جميعا ان هذا العلم هو علم وهبي كسبي , يمنع فيه الاحتكار , ولم يثبت وعلى مر 1400 عام ان قام احد النسابة بعملية احتكار لهذا العلم وهي قاعدة اساسية يعرفها من يشتغل بهذا الفن , لان هذا العلم علم شائع وذائع بين الناس فيستطيع الانسان العاقل ان يكتب عن اسرته مثلا , او عن تاريخها وانسابها , كما يستطيع ان يكتب عن المصاهرات التي تمت بين قبيلته والقبائل الاخرى ويورد فيما يكتب انسابهم وتاريخهم , فلا تستطيع ان تمنعه من ذلك , لكن يحبب ان يكون هناك تعاون ونصح بين الباحثين والنسابين , فالباحث صراحة ليس كالمحقق والمحقق ليس كالجامع وكل واحد منهم له دوره الذي يمارسه ..
فالخلاصة من كلامنا هذا , اننا في مواقعنا لا نختصر هذا العلم على انفسنا بل نشارك فيه الباحث والنسابين الآخرين ونوكل اليهم مهام الاشراف والمتابعة حتى يتمكن هو من الاستفادة وينمي مواهبه في كسب هذا العلم , ويستفاد منه في تعريف السائل والباحث عن القبائل التي يعرفها وله شهادة تذكر فيما يخص نسبهم , لذلك يتوجب على اصحاب المواقع ان يخصصوا لأقسام الانساب من هم اهل لها ومن القادرين على ادارتها وتحقيق ما اوردناه سابقا من الفائدة والاستفادة
لكن الملاحظ : ان هناك حوارات وجدالات تحصل احيانا بين الاشخاص المتنافرين بسبب طرح قضايا انسابهم او تاريخ عوائلهم , فتنقل الى مواقع عديدة او حتى في الموقع نفسه , يتعرض فيها احد الاطراف الى اتباع اسلوب الاقناع بالقوة , دون تدخل من المدير او المشرف او المراقب بل يكتفي بالنظر والسكوت متناسيا ً انه ما وضع في هذا المكان الا لميزة عرفت عنه الا وهي انه باحث ومحقق ويجب ان ينظر الى المدعي ووثائقه والى المدعى عليه وما يداقع به عن نفسه , لكن هذا الامر غير مطبق في منتدياتنا وللاسف وهو انكار صرح لما يمتاز به هذا الموقع او ذاك فمجرد الميل الى الحياد او التدخل لصالح طرف من الاطراف على حساب الاخر ينفي عن هذا الموقع صفة البحث العلمي والافادة النسبية ويصبحه مثله مثل المواقع الاجتماعية العديدة التي لا يمكن ان نصفها بأنها فاشلة فيما اختارت له من اسم عريض او مضمون ليس بموجود .
فالحل الذي نقول بضرورة تطبيقه : هو في حال وجود نفي ا واثبات لنسب ثارت حوله الشكوك وتوجهت اليه اصابع الاتهام ان تكون لجنة يرأسها النسابة صاحب الموقع ومشرفين او باحثين متخصصين عرف عنهم نزاهتم وعدم ميلهم الى طرف دون الآخر ومطالبة المدعي والمدعى عليه بأبراز ما لدى الطرفين من وثائق مصاحبة لادعاء أي منهم ثم يبحث فيها النسابون في الموقع بكل تحري وروية ويخرجون النتيجة الى الملأ اجمع , بذلك نستطيع ان نقضي على ما يحصل في المنتديات من حروب طاحنة وسلبيات قاتلة .
- نقطة هامة حول اطلاق اللقب على العضو المشارك :
يحصل في بعض المنتديات ان يقوم الكثيرون بتسجيل اسماء لهم ( كعضوية ) تحمل ما تحمل من الالقاب الرنانة والتحسينات البهيجة التي توهم العضو العادي بأن صاحب هذه التسمية او هذه العضوية هو حقيقة يحمل ما يحمله لقبه معتمدا في ذلك على مقولة لكلٍ من اسمه نصيب !!! وهذا امر عضال
فالكثيرون ادعوا بأنهم المهدي , والذين ادعوا النبوة ايضا كثر , فهل كل من قال ان المهدي صدقناه , ام هل نتبع كل من سمى نفسه اميرا او رئيسا ً او امبراطورا ً , فاذا فعلنا ذلك فنحن في باب الامعات نسأل الله اللطف والاعانة
لذلك اقول : من الافضل ان تنادي العضو المشارك معك في الموقع او المنتدى بالاسم الذي سجل به دون ان تضيف عليه ما تضيف او تحذف منه ما تحذف الا في حال معرفتك اليقينية والاكيد بصحة نسبه او عدم ذلك لان البعض يستغل مناداة غيره له بالسيد الشريف او الشريف الفلاني هي اثبات لنسبه , لذلك في الاعضاء الذين لا تعرفهم معرفة تامة او لم يثبت لديك بالدليل القاطع انهم منسوبين او مرفوضين يجب الاقتصار على مناداتهم بالاسم الذي سجلوا فيه دون ان تزيدهم او تنقصهم . حتى لا يستخدم ضعاف النفوس تلك المخاطبة كدليل على الاثبات لنسبهم خاصة ً ان النسابة من صفاته التروي حتى لا يثبت نسبا ثم ينفيه دون بينة او برهان والعكس صحيح .....
- الباحث عن مثل هذه المواقع ماذا يريد ؟
من خلال الايام التي عشناها مع هذا العلم وهذا المطلب , نستطيع ان نميز اللذين يطلبون هذه المنتديات ونقسمهم الى اصناف
أ – شخص يعرف وموقن ان نسبه صحيح ولا شك فيه ولا ريب يعتريه فيدخل للتعرف على ابناء جلدته والاقربون اليه ويزيد من تواصله معهم اما لعمل دنيوي او محبة ً في الله ورسوله واطاعة ً لامر الله في صلة ذوي القربى وهم الفئة الاكبر
ب – شخص لديه مشجرة اوشهرة كافية او وثائق تسوق له عمود نسب تأكد له بعد البحث عن اشخاصه ورجالاته انه يحتاج الى توثيق اكثر وتصحيح لما ورد فيه من أخطاء , فتجده يبحث عن رجالات هذا النسب او يبحث عمن يحقق له هذا العمود من اهل هذا الفن .
ج- شخص سمع دون شهرة لديه او وثائق يمتلكها ان نسبه يعود الى القبيلة الفلانية او النسب الفلاني , فأحب ان يبحث ويستكشف عله يجد ما يغنيه عن الشهرة او الوثائق وهذا حظه قليل في الوصول الى نتيجة مرضية الى ان يقع في براثن التجار والمزورين فيصطادونه صيدا سريعا ً ليصنعوا له مشجرة نسب دون تحقيق او تدقيق مباركين له اياها بأختام كثيرة وتواقيع مبهرة وفي هذا الباب ايضا يندرج المزورين والدخلاء على هذا النسب
د- شخص سمع ايضا عن ان قبيلته منسوبة الى اهل فلان او عشيرة كذا , فسئل وبحث فوجد ان ما سمعه مجرد مقولة لا تغني ولا تسمن , فتوقف عن البحث واكتفى بالمتابعة او المحبة لمن اراد الانتساب اليهم
هـ - شخص اعتمد في نسبه على تشابه الاسماء فتاره تارة يعود الى العدنانيين وتارة ً الى القحطانيين متخبطا ً تاركا ً وراءه اداعاءات كثيرة غير مسؤولة ولا مبالية
ز- شخص استغل اسم عشيرة او عائلة فاخذ يجمع وثائق ومخطوطات تلك العائلة وصار يراجع النسابين والباحثين على انه ينتمي اليهم , لكنه في حقيقة الأمر ليس الا متستر وراء اسمهم يحاول ان يجمع ما يجمع ليمكنه من الدخول فيهم معتدا في ذلك على وثائق جمعها من غيره ويسكت من يحاججه بقوله هذه وثائقي وهذه براهيني .
ح- شخص جعل من نفسه نسابة ً اخذ يمنح الانساب على هواه دون مراعاة لحرمة الانتساب الى غير الأب ا والى قوم ليس منهم
وادخل في ذلك معه المندرجين تحت الفقرة ( ج ) فأصحبوا يجمعون البسطاء حولهم وينسبونهم الى غير انسابهم ثم يسمون انفسهم بتسمية كبيرة توهم الناظر الى جمعهم انهم فعلا هم ابناء تلك القبيلة او الاسرة ولا شك ولا غبار يعتريهم
- شخص يعلم من خلال سيرة اهله واجداده وقومه ان لهم نسبا ً يربطهم على آل زيد او آل عمرو لكن مشجراته ووثائقه سرقت او ضاعت او اتلفت بسبب التهجير الذي تعرض له اهله وعلى هذا الصنف واجب كبير يتمثل في عدم الربط الى أي عمود دون التأكد من انه فعلا العمود الخاص بهم وليبقى هؤلاء على شهرتهم التي عرفها عنهم من جاورهم او يجاورهم , لان الربط الخاطىء يسف العمود والشهرة في آن واحد .
كلمة أخيرة :
جميلة َ تلك العبارة التي كتبها احد ابناء العمومة الكرام فقال : الانساب تورث ولا تمنح واوجز فيها الكثير الكثير مما يحصل ويجري فالنسب يحاز بما يحاز به المِلك والناس مؤتمنون على انسابهم مالم يدعو شرفا ً ... وهي قاعدة فقهية صحيحة لكن ينقصها البعض فيقول الناس مؤتمنون على انسابهم دون اكماله الى ..مالم يدعو شرفا ً
وله تقسيمات يجهلها البعض تتلخص في تقسمين هامين :
- الاول هو اعتراف الاصل بالفرع وأئتمان الرجل على من ينسب اليه مباشرة ً سواء كان ابا ً وجدا ً او ابنا ً وحفيدا ً
- والثاني هو أتمان شخص على نسب عشيرة او عائلة وهو المسمى اليوم بأمين نسب العائلة أو عميد العائلة أو ممثل العائلة , فهو المسؤول عن انساب عائلته وعشيرته وعليه تقع مهمة كبيرة فهو الأمين المؤتمن المحافظ على أنسابهم من المدعين والدخلاء .
فلو إن رجلاً ادعى الانتساب إلى قوم وقال أنا منكم فهنا يأتي دور المؤتمن النسابة في ايضاح وبيان هل ادعائه هذا النسب صحيح أو غير ذلك بمعني انه دعي او منتسب إليهم.
اذا ففي الحالة الاولى : يثبت النسب مالم يصدر ما ينفيه
وفي الثانية : يبقى الادعاء معلقا ُ مالم يصدر اثبات النسب وعليه فأن الناس مؤتمنون على انسابهم وفق قواعد وقوانين لخصناها في تلك الحالتين وليس كما هو شائع بينهم على الائتمان المطلق دون ضوابط او قواعد تسيّر عمله وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
منقول