الــزعــيــم
17-02-2011, 05:58 PM
1 – تصنيف الترب في الوطن العربي :
أ ))- أهمية التصنيف :
لعلأهم ما يلفت الأنظار في تصنيف الترب في العالم العربي هو صعوبة تطبيق التصنيفاتالأجنبية والأوروبية والأمريكية،ذلك لشدة تنوع الترب في البلدان العربية وما يميزهاعن كثير من الترب في العالم ، لذلك يكون من الضروري أحداث مدرسة عربية لدراسةوتصنيف ورسم خرائط الترب في العام العربي.
ب)) - مدراس التصنيف:
لئنكان تصنيف التربة ضروري حتي يسهل إدراكها ويكتمل استعمالها فإن مشكلة هذا التصنيفلازالت قيد الأخذ والرد والنقاش ، وذلك لعدة أسباب ، منها : كثرة العوامل المشكلةللتربة ، ثم لعدم وجود فواصل واضحة بين المراحل الاستمرارية لتطوير التربة ، علىعكس فكرة التصنيف التي تقضي بالقطيعة . فمن تعريفنا للتربة على أنها النتاج الأخيرلعوامل : طبيعية وحيوية ، ظلت تعمل متعاونة ، مدة طويلة من الزمن لتشكيلها ، يظهرلنا أن هذه العوامل كثيرة ومتنوعة وأن إدخالها كلها في التصنيف قد يؤدي بنا إلىبلوغ أرقام من الأنواع يصعب إدراكها . فمثلا التصنيف الأمريكي قسم التربة إلى مايقرب من عشرة آلاف نوع. لهذا كان من الضروري اختيار البعض من هذه العوامل ، لكن أهممشكلة تعترض البيولوجيين في تصنيفاتهم للتربة هي مشكلة انتقاء معايير التصنيف مماجعلهم يختلفون في نتائجهم ، حتى يمكن أن أقول أن هناك أكثر من مائة تصنيف ، بل تكادتكون أنواع التصنيفات بعدد المؤلفين في هذا الموضوع . وبعد المؤتمر العالمي الخاصبالتربة المنعقد بموسكـو سنة 1974 أجريت تعديلات على أسس التصنيف بهدف توحيده لكنالاتفاق النهائي لازال غير وارد حتى يومنا هذا . والمتتبع لهذه التصنيفات يلاحظ أنهناك ثلاث مدراس لتصنيفات التربة في العالم : المدرسة الروسية والأوروبيةوالأمريكية يضاف لها منظمة الفاو.
أ - المدرسة الروسية :
تعدأقدم المدارس حيث تعود إلى أواخر القرن الماضي (V.V DOKCHEV 1885) فيها اتخذ منالمناخ معيارا للتصنيف ، فصنف التربة في العام إلى ثلاث أنواع هي التربية الطاقية ZONAL التي فيها اليد العليا للمناخ في تشكيلها. وهي تتماشى والنطاقات المناخيةالتي تظهر موزعة في شكل نطاقات محيطة بالكرة الأرضية مثل التربة البودزولية لمناخالتيقا، والتشر نوزم لمناخ السباسب ، وتربة السيروزوم للمناخ الصحراوي . ثم التربةبين النطاقية INTERZONAL وهي التي لا يعود الأصل في نشأتها للعوامل المناخية فقطولكن لعوامل أخرى واضحة من نباتات وتركيب صخري ، مثلا التربة الملحية والتربةالكلسية ، ثم التربة الانطلاقية AZONALوهي التي يعود الأصل في نشأتها إلى الظروفالمحلية كالتضاريس أو الايكولوجية مثل تربة الانحدارات المتجددة بالنحت والانحراف،بتربة التوربيار، والتربة الطميه اللحقية والتربة المائية الخ...
وهذا التصنيفالروس يتماشى والنظرة الجغرافية الطبيعية . وله بعض الثغرات ، فمثلا التربة الحمراءأو تربة البحر المتوسط هل تعد من الترب النطاقية أو تصنف ضمن الترب بين النطاقية ؟ . ثم أنه لم يأخذ في التصنيف بمعظم العوامل المؤثرة في التربة حتى أعطتها ميزتهاالخاصة ، لكنه ركز فقط على عمال المناخ .
ب - المدرسة الأوروبية :
وهي مدرسة حديثة ظهرت نتيجة للتقدم العلمي ، خاصة العلوم الفيزيائيةوالكيمائية . وقد اتخذت من الصفات الجوهرية للتربية ومدى تطورها معيارين أساسيينللتصنيف ، بدلا من العوامل الخارجية ، أي بدلا من المناخ وحده . فهي تسعى إلىالخلاصة الايكولوجية المبنية على استعراض مجموع من المعطيات يمكن إيجازها في ثلاثةهي : هي الوسط MILIEU ، التطور PROCESSUS ثم الخصائص CARACTERES . من بين هذهالتصنيفات الأوروبية نذكر التصنيف الفرنسي للتربة الذي اقترحه ديشوفورDUCHQAUFUR)1) سنة 1967 واعتمدت عليه اللجنة العلمية لخريطة التربة بفرنساالتي صنفت التربة على أساس النشأة والتطور والمميزات إلى أصناف هي : غير متطورة،قليلة التطور، رطبة، ملحية، حديدية، متطورة للبحر المتوسط، حديدية استوائية، حديديةشبه مدارية، مقلوبة منسجمة دباليا، مقلوبة، سمراء، بودزولية، حمراء للبحر المتوسط،حديدية مدارية، حديدية للمناطق الرطبة، وكل فئة من هذه الفئات صنفت إلى فئاتثانوية.
فالحيرية مثلا قسمت إلى ثلاث فئات ثانوية هي : قليلة الدبال، دبالية،كثيرة الدبال، فالتصنيف الفرنسي للتربة يسمح باستيعاب معظم مجموعات الترب فيالعالم وتفرعاتها، وللتطبيق ميدانيا، إلا أنه يعجز عن الجمع بين كل العوامللنشأة كل أنواع الترب في العالم.
ج- المدرسة الأمريكية :
انتهـتمحاولات تصنيفات علماء التربة بالولايات المتحدة منذ سنة 1960 إلى تصنيف يكاد يكوننهائيا سنة 1957 وهو تصنيف قائم على تشخيص الآفاق من حيث التكوين والمورفولوجياوالتركيب الكيماوي والفيزيائي أي اعتمد في دراسته للتربة على كل صفات التربةتقريبا. واتخذ من اللغتين اللاتينيـة واليونانية مرجعا لاشتقاق التسميات، أسوة بعلمتصنيف النباتات، والحيوانات. واعتمادا على الآفاق الأساسية للتشخيص صنفو أولاالتربة إلى فئتين هما : التربة المعدنية والتربية العضوية أو الدبالية التي تزيدفيها نسبة الفحم العضوي عن 18% أما ما نقص عن ذلك فتعود إلى صنف التربة المعدني، ثمصنفت هاتان الفئتان إلى عشرة رتب ثم صنفت كل رتبة إلى ما تحت الرتب فصارت (47) ثمهذه إلى مجموعات كبرى فصارت (185) ثم هذه إلى ما تحت المجموعات (970) ثم هذه إلىعائلات (4500) ثم هذه إلى سلاسل حتى أصبحت تضم 10500 سلسلة. من محاسن التصنيفالأمريكي ضبط ودقة وترقيم معايير التصنيف التي بمعرفتها يمكن للباحث أن يرد التربةإلى صنفها مهما كان موضوعها في العالم. أما مساوية فتتجلى في اعتماده بالدرجةالأولى لتشخيص التربة على أفق واحد هـو الأفق السطحي بينما التربة في معظمها تتشكلمن عدة آفاق مرتبطة ببعضها وتتأثر ببعضها ثم إن المعطيـات العددية التي يعتمد عليهاهذا التصنيف لا تتوفر دائما لدى الباحثين ففيما يخص الرطوبة مثلا التي تدخل فيتصنيف ما تحت الرتب يجب معرفة عدد الأيام الحافة المتتالية وغير المتتالية بالضبطالتي فيها ظلت التربة جافة ورطوبتها دون نقطة الذبول..
د- تصنيف الفاو :
كان الهدف من تصنيف المنظمة العالمية للتغذية للتربة رسم خريطة التربة للعالممنذ سنة 1960 وبعد مشاوراتعديدة لعلماء وباحثين في هذا الميدان والإطلاع على مختلفأنواع الترب في أكثر من 40 بلدا في العالم ، واقتراحات كثيرة وتعديلات متتاليةانتهت منظمة الفاو سنة 1973 إلى وضع خريطة التربة في العالم تحوي 26 وحدة أساسيةللتربة في العالم ثم صنفت كل وحدة إلى وحدات فرعية تتراوح ما بين 2 و9 ، ومرتبةترتيبا منطقيا حسب درجة التحول والتطور.
وتصنيف الفاو يشبه تصنيفالأمريكان خاصة في الاعتماد على تشخيص الآفاق وأشكالها ، لكن جاء ببعـض التعديلاتللتصنيف الأمريكي ، مما يلاحظ على تصنيف الفاو أنه أبسط وأكثر اختصارا. وأخــيراأدمجوا في وحدة التربة الغنيةبالدبال خمس وحدات من الترب هي : الشيرنوزم ،الكاتانوزم، الجريزم، الفاوزم ، الرندزين. وضموا إلى التربة الملحية كل من تربتيالسولنتشاك و السولونيتز.
ومما يؤخذ على تصنيف الفاو أنه أكثر تشعبا وتعدداللوحدات بين (26 وحدة) وإنه لا يميز كثيرا بين أنماط التحول ودرجاتها، لهذا راحوايبحثون عن مشروع آخر للتصنيف.
الخلاصة :
أن تصنيفات التربة حتىاليوم إي حتى بداية التسعينات من القرن العشرين ، لازالت لم تصل إلى نهاية وإجماعدولي في توحيد تسمياتها ومناهجها وضبط أنواعها ، خاصة بعد الاكتشافات المتتاليةوالمعلومات المتجددة باستمرار التي ظل العلماء يحصون عليها عن طريق الأقمارالصناعية أو ما يعرف بطرق الاستشعار عن بعد وقد وضعت الأمم المتحدة برامج الاستزادةفي جمع المعلومات عن كوكبنا هذا ، يابسة ومائه ، بواسطة الأقمار الصناعية التي مافتئت ترسلها الدول الكبرى .ومن هنا يمكن للدول النامية الاستفادة منها ، فعلى الدولالعربية أن تندمج في هذا الإطار وأن لا تضيع الفرصة للاستفادة من هذه الكشوفاتوالتطورات التقنية الحديثة لضمان مكانتها في هذا العالم ومستقبلها في هذا الوجود . وسنختار في تصنيفنا لأنواع الترب في الوطن العربي التصنيف الذي تسوده الصبغةالجغرافية والذي سار عليه أغلب البيولوجيون في العالم وهو إغفال عامل المحطة،والـظروف المحلية. لهذا صنفنا تربة الوطن العربي إلى نطاقية وتشتمل ترب : البحرالمتوسط ، سهوب ، الصحراوية والإنطاقية وتضم الترب : المقلوبة ، الجبلية ، الفيضية، الملحية .
2- أنواع الترب في الوطن العربي :
تتنوع الترب في الوطن العربي وتختلف من منطقة إلى أخرىخاصةً وأن الوطن العربي يتوزع في مناطق مناخية مختلفة وهذه الأنواع من الترب هي :
أ)) تربة البحر المتوسط : توجد على منحدرات جبال بلاد الشام والجبلالأخضر والمغرب وهي تربة جبلية لونها أحمر لغناها بأكسيد الحديد ويتحول هذا اللونإلى الأسمر إذا ارتفعت فيها نسبة أكاسيد المنغنيز وهي خصبة مفككة وتعد من أجودأنواع الترب تصلح لزراعة الحبوب والزيتون والحمضيات والتين .
ب)) تربةالمناطق المعتدلة شبه الجافة ( السهوب ) :
تظهر شمالي العراق وبلاد الشام وسواحلطرابلس في ليبيا وتمتد متصلة من جنوب شرق تونس حتى المحيط الأطلسي في المغرب العربيوهي تربة أصلية سمراء ترتفع فيها نسبة الطين والكلس وتقل نسبة المواد العضويةلفقرها بالغطاء النباتي وتصلح لزراعة النباتات ذات الجذور الفقيرة القصيرة وبخاصةالحبوب .
ج)) تربة المنطقة الصحراوية :
تغطي معظم مساحة الوطن العربيونميز منها :
- التربة الصحراوية:وهي طبقة من الفتات تتباين سماكتها حسب المنطقةيكثر فيها الجبس والأملاح المعدنية تفتقر إلى العناصر الدقيقة التي تسفيها الرياحلا تصلح لزراعة غير أنه ينمو بعد سقوط الأمطار أعشاب وشجيرات متباعدة تلاءمت معالجفاف الشديد وملوحتها العالية .
- تربة الواحات : رملية طينية فقيرة بالكلستحتاج إلى مياه وفيرة لتنتج زراعات المنطقة الحارة كالنخيل والقطن .
- تربةاللوس : تتكون من غبار ناعم رسبته الرياح يوجد فيها الكلس والرمل بنسب متفاوتة تغطيمساحات من شمالي سيناء وهضبة النقب وجنوبي شبه الجزيرة العربية تجود فيها زراعةالحبوب إذا توفر لها الري .
د)) تربة المناطق شبه الجافةالمدارية ( البنية ) :
توجد جنوبي شبه الجزيرة العربية ووسط السودان وجنوبموريتانيا تحوي نسبة عالية من الطين والمواد المعدنية ونسبة محدودة من الموادالعضوية تصلح لزراعة الحبوب والقطن إذا توفر لها ري مناسب .
ه)) التربةالسوداء:
توجد في الجولان والجزيرة العليا ومناطق السافانا جنوبي السودانوجنوبه الغربي جاء لونه الأسود من غناها بالمواد العضوية ( الديبال ) وهي تربةصلصالية طينية تحول دقة مسامها دون تهويتها الجيدة ونفاذ الماء فيها , تتوقف جودةاستثمارها على أساليب زراعية تصلح لزراعة القطن والرز.
ل)) التربةالمدارية الحمراء :
تظهر في أقصى جنوب غرب السودان والصومال وهي مغسولة لكثرةألأمطار, فقيرة بالمواد العضوية والمعدنية عدا أكاسيد الحديد التي أعطتها لونهاالأحمر تزرع بالموز والسكر والشاي إذا توفر لها السماد .
و)) التربةالبركانية :
تظهر في بلاد الشام الوسطى والجنوبية وجهات متفرقة من شبه الجزيرةالعربية وخاصة اليمن وليبيا والمغرب العربي وهي تربة غضارية غنية بالعناصر المعدنيةأعطتها أكاسيد الحديد لونها الأحمر الداكن تصلح لزراعة جميع الغلات الزراعية .
ي)) التربة الفيضية ( اللحقية ) :
توجد في أودية الأنهار ودالاتها (سهول دجلة والفرات والنيل ) والمنخفضات الداخلية منقولة غضارية غنية بالموادالمعدنية ترتفع فيها نسبة الأملاح في مجاري الأنهار الدنيا بسبب التصريف السيء تصلحللزراعات كافة إذا رُشِد فيها الري والصرف واستخدمت الأسمدة .
3- العوامل المؤثرة في التربة :
أ )) المناخيقع العالم العربي ضمن نطاقات المناخ الساخن المداري وشبه المداريولهذا كانت سرعة التأثير الميكانيكي والكيماوي في تشكيل التربة واضحة للغاية إذا ما قورنت بسرعة التأثير في الأقاليم الباردة .وهذا المناخ الساخن الذي يسودفي البلدان العربية يتمثل فيما يعرف بالمناخ الصحراوي والقاري والسوداني والبحرالمتوسط.
أ - الأمطار :
تتميز تلك المناخات بنظام فصل رطب فيه قدتتفوق عملية التساقط على عملية التبخر ما عدا في المناخ الصحراوي . وبذلك فإن هذهالعملية تشبع التربة بالمياه وحركة العناصر الدقيقة للتربة المذابة في المياه منأعلى إلى أسفل هي السائدة بينما في الفصل الجاف فإن عملية التبخر تفوق عمليةالتساقط . وبالتالي تسود في الغالب ظاهرة حركة العناصر الدقيقة للتربة المصحوبةللمياه من أسفل إلى أعلى. وقد اشرنا سابقا إلى أن هذه الحركة من أعلى إلى أسفل تارةومن أسفل إلى أعلى تارة أخرى هي التي أدت إلى إذابة الأملاح وترسيبها وتشكيل مايعرف بالتربة الملحية وكذلك القشور الجبرية . أن الهجرة التصاعدية للأملاح واضحة فيالبلدان العربية نتيجة شدة التبخر وما تتطلبه من تصاعد المياه للتعويض وهو تصاعديعرف بالتيار الشعري الصاعد المصحوب بأملاح مذابة أو كاسونات في حالة مذابة مثل Ca++وNa+ و . Fe++و إن تصاعد كربونات الكالسيوم في الترب الحمراء الحديدية مشهورللغاية في المناطق المعرضة للتناقض الفصلي الواضح. ولا تعمل مياه التهاطل على إذابةالأملاح فقط وتحليل المواد العضوية بل تعمل على زيادة حجم التربة بزيادة نسبة ماتحويه التربة من مياه وهي العملية المعروفة بالتميه كما هو الحال للتربة المقلوبةالمذكورة سابقا التي تتمدد في فصل الأمطار وتتشقق في فصل الجفاف، والحركة السطحيةلمياه الأمطار تؤدي إلى تنقل الفتيتات الصخرية والرواسب المختلفة من أماكن تحضيرهاإلى أماكن ترسيبها ، واليها يعود الفضل في تشكيل مساحات واسعة من أتربة الوطنالعربي خاصة تلك الأتربة الفيضية في إقليم دجلة والفرات وعلى ضفاف النيل ودلتاهالواسعة الأطراف، وما التوضعات السيلية عند أقدام المرتفعات إلا نتيجة لمياهالأمطار المنحدرة، وهذه التوضعات قد تكون مختلفة في مظهرها الفيزيائي، وكذلكالرواسب المروحية التي تخلفها المجاري المائية أو الشعاب عندما يقل انحدارها. ولاتقوم المياه الجارية بنقل الفتيتات الصخرية أو ترسبها فقط بل تقومبحتها ونحتهاوتفكيكها وإعطائها أشكالا معينة بصرف الجزئيات الصخرية ببعضها. وأخيرا ينبغي عدمإغفال قوة سقوط القطيرة المائية من السماء على سطح الأرض فإنها تؤثر تأثيرا واضحاعلى تفكيك الصخر وهذا التأثير تابع
لحجم هذه القطيرة وسرعة نزولها ومدى مقاومةالصخر لها.
ب- الحرارة :
لا يقل تأثير الحرارة في تشكيل التربةعن بقية عناصر المناخ إلا أن تأثيرها آلي أكثر منه كيماوي. فالفوارق الحرارية واضحةفي المناطق الصحراوية وما يؤدي إليه من تقشر الصخور لعامل ميكانيكي واضح للغاية وقدلوحظ أنه كلما زادت الفوارق الحرارية زاد التفتيت أي زادت الحرارة من تهيئتهاللفتيتات الصخرية وساعدت على تنشيط النحت الريحي. إذا كانت المياه أكثر تأثيرا فيعمليات التحويل والتشكيل للتربة فإن الحرارة تزيد من قدرة وسرعة التحويل . فهي تنشطمن عملية التحليل الكيماوي ، وتنشط الحيوانات التي تقوم ببناء التربة وتثبيت الأزوت، وتفكيك الدبال كما تؤثر حرارة التربة على نسبة تبخر ماء التربة وبالتالي تخفيفهاوتنشط الحت الريحي ، ونظرا لشدة ارتباط التبخر بالحرارة فقد استعملها بعض الباحثينوعلى رأسهم ثورنتوايت في تقدير كمية التبخر وبما أن التربة في البلدان العربية لاتتعرض للتجمد على عكس ماهو الحال في الأقطار الباردة فإن أثر التجمد غير واضح فيتشكيل الترب في البلدان العربية. بل أن لعامل الحرارة اليد العليا الذي أدى إلىزيادة غنى التربة بأكسيد الحديد والألومينيوم وفقرها في مركبات السليس على العكسماهو في المناطق الباردة.
ج- الرياح :
السبب في تشكيل التربةالرملية أو الكثبان الرملية أو تذرية وتصفية التربة الصخرية من الرمال الدقيقة . الصحراء تعود بالدرجة الأولى إلى الرياح التي تقوم بنقل الحبيبات الصخرية الدقيقةفقط وتقـوم ببريها أيضا وحكها ببعضها وتكسيرها بضربها ببعضها، ثم عند ما تضعف قوتهاترسبها لتشكل بها ما يعرف بالتربة الهوائية نظرا لأن الهواء كانت له اليد العليا فيتشكيلها.
ب)) التضاريس
تعد التضاريس من الظروف المحليةالمؤثرة في تشكيل التربة. حيث أن الفوارق واضحة بين ترب المنحدرات والسفوح المختلفةوبين أقدام هذه السفوح وبطون الشعاب والأودية والسهول المجاورة لهذه التضاريسويزداد أثر الطبوغرافية لتشكيل وتطوير التربة في المناطق الحارة كما هو الحال فيالبلدان العربية إذا ما قورنت بالبلدان الباردة . ويتجلي أثر هذه التضاريس علىتشكيل التربية في الآتي:
أ - التطور :
تربة السفوح والمنحدراتأقل تطورا من تربة المنخفضات وأقدام الجبال، وقد يؤدي شدة الانحدار إلى عراء السفحوخلوه تماما مما اصطلح عليه بالتربة ، فيظهر الصخر الأم بارزا للعيان ، إذ أن شدةالانحدار قد تؤدي إلى انجراف وانزلاق حتى الحجارة الكبيرة الأحجام . وإذا ماكانالسفح معتدل الانحدار فقد تتساوى فيه عملية التهيئة بعملية النقل وفي هذه الحالة لاتظهر التربة الناضجة ذات الأفاق المتنوعة لكن التربة الحديثة القليلة السمك الوحيدةالأفق. أما السفوح الضعيفة الانحدار فقد تتفوق فيها عملية التهيئة على عملية النقلفتظهر بها تربة قد تكون قريبة من النضج .
ب- الصرف:
بصفة عامةالصرف أجود على المنحدرات منه على المنخفضات وفي المناطق الرملية يلاحظ أن اختلافأحجام حبيبات الطبقة الرملية قد يؤدي إلى اختلاف التسرب باختلاف الإنحدار . فعلىالسطوح المنحدرة تتفوق عملية النقل الأفقي ، وعلى العكس من ذلك في الأماكن المستوية، حيث تتفوق الحركة من أعلى المنحدر إلى أسفله تتمثل في السليس والقواعد التي تتركزفي المصبات وبذلك فإن أغلب أعالي السفوح تكون فقيرة بالسليس والقواعد . وكثيرا ماأعطت أكاسيد الحديد اللون الأحمر الفاتح للسفوح الجيدة الصرف بينما في الأماكنالمنخفضة فكثيرا ما أضفت أكاسيد الحديد على التربة اللون الأحمر الداكن .
ج- النسيج:
تتدرج تربة السفوح في أحجام حبيباتها منأعلى المنحدر إلى أسفله، فهي وإن كانت خشنة بصفة عامة لكن تكون أحجامها متشابهة علىنفس خط التسوية ، ومختلفة باختلاف خط التسوية، وشديدة التنوع، مما قد يؤدي إلىصعوبة توضيحها على الخرائط فقد تظهر في شكل فسيفساء على عكس المناطق السهلية التيتمتد فيها التربة في الغالب إلى مساحات واسعة .
د- الرطوبة:
تتناقص الرطوبة في التربة كلما اتجهنا نحو أعالي المنحدرات على عكسماهو معروف في عملية التساقط ويزداد هذا التناقص وضوحا في المناطق الجبلية بالبلادالعربية للحركة الأفقية لماء المطر ضمن التربة وعلى سطحها . دائماً في موضوعالرطوبة يلاحظ أن تربة السفوح المقابلة للرياح الممطرة أوفر رطوبة من تربة السفوحالواقعة في ظل المطر . ولا يخفى ما لهذا الاختلاف من أثر على الغناء النباتي وماتخلفه هذه النباتات من دبال أكثر من غيرها ، وما يحدث لها من تحلل كيماوي . فتربةالسفوح الممطرة أكثر رطوبة ونباتا ودبالا من عكسها.
هـ- الانحراف :
الانحراف والحت والترسيب كل هذه تتأثر بالتضاريس فالانحدار يساعد علىالنقل والانجراف لهذا كانت تربة السفوح أقل تطور من السطوح المستوية، وقد لوحظ أنطرفا من المنطقة المتضررة يفقد غالبا قسما كبيرا من أفقه الخصب , وأن النحت المستمرللسفوح يعد من أهم العوامل لتجديد شبابها.
وربما أدت زيادة الانحدار إلى زوالالأفق فيزول معه التركيب البيولوجي بكامله وقسم من الصخور المتفككة التي تنقللتتوضع في المنخفضات فوق الترب الأصلية وبذلك تشوه وضعها الطبيعي الأصيل. وتكونالرواسب والحجارة المنقولة خشنة عند نهاية المنحدر وتزداد نعومة كلما ابتعدنا عنذلك .
ج)) الصخر
للعامل الصخري الأثر الأكبرلتشكيل التربة في المناطق الحارة الجافة على عكس المناطق الرطبة والباردة المتوفرةالهطال. وبتركيبه المعدني وعمر الرواسب يتدخل الصخر في تشكيل التربة، التي تختلفباختلاف الصخر الأم. والعالم العربي يذخر بصخور متنوعة من حيث الأصل والتركيب منهاالصخور الاندفاعية كالبازلت التي تتكون منها المناطق العديدة المجاورة للصدعالأسيوي الإفريقي الكبير الممتد من الصومال حتى سوريا مروراً باليمن وجبال عسير،وكصخور الجرانيت التي تحتل مساحة واسعة من جبال الهوقار، وتيبستي. كما تظهربالبلدان العربية الصخور المتحولة والرسوبية وهي الأكثر انتشارا. ومن الطبيعي أنينعكس التركيب المعدني للصخر على التربة التي تنشأ منه.
فالجرانيت يعد من الصخورالحمضية التي ترتفع بها نسبة السليس. فهو يعطي تربة ذات تفاعل حامضي، والسينيت يعطيتربة معتدلة، والبازلت يعطي تربة قاعدية أي قلوية. والصخور الرسوبية تعطي تربةفيضية أو سيلية أو سقوطية.
والصخور الجيرية الصلبة السطحية تتآكل بالرطوبةليتفكك منها في كل مرة جزء من الكاربونات التي تنحل وتذوب ولا تبقى بالصخرالالسلكات أو الطين التي قد تسحبها المياه لأماكن منخفضة، أما الصخور الجيريةالمخلوطة بالطين فتتحول إلى ذرات دقيقة إذا ما دخلتها المياه التي تعمل علىانتفاخها وتفكيكها. ومن مميزات الكالسيوم أن وجوده في التربة يؤدي إلى تعديل حموضةالمركب الدبالي أو رفع ال PH وهذا يلائم النشاط البيولوجي.
وبصفة عامة فإنالصخور الرسوبية أسهل إنفكاكاً وتحليلا من الصخور الاندفاعية.وبما أن الصخور تتشكلمن معادن مختلفة في الصلابة والانحلال فإن مقاومتها مختلفة فالكوارتز مثلاً قليلالتأثر لكن تحت المناخات الحارة والرطبة يذوب كلياً في بعض الترب الحديدية ،والفيلدسباف كثير التأثر خاصة إذا كان فقيرا بالسليس فيتحلل بسهولة إذا ما تعرضلعملية التميه أو الأكسدة. وعملية التحويل الصخري في المناخات الحارة تكون أسرع فيالصخور البازلتية منها في الصخور الجرانيتية وبصفة عامة يمكننا أن نقول أن الصخورالحمضية الغنية بالسليس أكثر مقاومة لعملية التحويل من الصخور القاعدية الفقيرةبالسليس الغنية في الحديد والماغنيزيوم. ولا تؤثر الصخور في تركيب التربة فقط ولكنأيضا في مساميتها، حيث أن الصخور الرملية تعطي تربة هشة جيدة الصرف، سهلة الإثارةبينما العكس للرواسب الطينية .
و لا يخفي أيضا ما لعمر الرواسب من أهمية فيتشكيل بعض الترب خاصة التربة الحديدية التي تتطلب مدة زمنية طويلة تعمل فيها الظروفالمناخية لتصعيد أكاسيد الحديد، وصبغ التربة باللون الأحمر .
د)) الكائنات الحيةلا يقل أثر الأحياء في تشكيل التربة عن بقية العوامل ، فهيلا تعمل على تفكيك الصخر فقط لتشكيل معادن التربة ولكن بعد موتها تدخل بقاياها ضمنالعناصر الداخلة في تكوين التربة وإعطائها خصائصها المعينة، حتى أن بعض البيولوجيينلا يعدون الفتيتات الصخرية تربة إلا إذا كانت حاوية لنسبة ولو قليلة من الموادالعضوية. وعمل الكائنات الحية في التربة يختلف تبعا لنوعية هذه الكائنات إذ منهاالنباتات والبيكتيريات والفطريات والاشنيات والحيوانات، والإنسان، كذلك تختلف شدةتأثير هذه الأحياء باختلاف كثافتها .
أ - أثر النباتات :
قد جرتالعادة على إطلاق كلمة دبال Humus على البقايا النباتية التي تتوقف وفرتها على وفرةمصادرها، فالأقاليم الغابية مثلا أوفر دبالاً من الأقاليم الفقيرة في الغطاءالنباتي، وبما أن العالم العربي تحتل به الصحاري مساحة واسعة كانت معظم تربه فقيرةبمادة الدبال بصفة عامة. وإذا ما استعرضنا تربته وأردنا تصنيفها حسب ما تحويه مندبال يضعف كلما ابتعدنا عن السواحل وتوغلنا في الداخل بصفة عامة ، وذلك لأنالأقاليم النباتية في البلدان العربية تتركز على السواحل الوفيرة بالأمطار وتقلكلما توغلنا في الداخل .
وتختلف سرعة تحول البقايا النباتية إلى دبال ثم معدنصالح لامتصاص النباتات باختلاف الوسط والمادة، فهو تحول سريع في الوسط الذي يشتد بهالنشاط الحيوي أي الوسط القليل الحموضة الجيد التهوية حيث قد لا يستغرق أكثر منسنتين كما هو الحال في البقايا النباتية لبحر المتوسط حيث لايدوم فيها التبدل أكثرمن سنتين إلا نادرا ويسمى هذا الدبال بالمول الذي يظهر في شكل بقايا نباتية دقيقةلا يزيد سمكها عن بعض السنتيمترات في فصل الخريف ثم تذوب وتختفي تماما في فصل الصيفوهو مول يحتوى نسبة مرتفعة من الكالسيوم الذي يعمل على التقليل من حموضة التربةوارتفاع نسبة الطين وهيدرات الحديد .
أما الأوساط ذات النشاط الحيوي البطيء فإنالتبدل بها بطيء للغاية حيث قد يدوم حتى 20 سنة لتتم عملية تحويل البقايا النباتيةإلى دبال. لهذا لا نجد بالبلدان العربية التربة ذات الأفق العضوي الذي يرمز له بالحرف A° والمعروف بالمورالانادرا وهو الأفق الذي يميز الترب الباردة. ونباتاتالبلدان العربية في معظمها من نوع النباتات التي تنحل بسرعة لتعطي تربة المول، مثلالنجليات والقطنيات ، وأشجار الدردار والسنديان .Quarks والألم Ulmus والمغث أو جارالماء Incaanca Alnus والزيزفون Tilia vulgaris الخ ... وتندر بالبلدان البطيئةالتبدل مثل النباتات الحمضية التي تعطى التربة المرتكزة فيمناطق الغاباتالمخروطية التي تشتهر بها الأقاليم الباردة والتي تكسوها الثلوج لفترة منالسنة.
وقد لوحظ أن تركيب فراش البقايا النباتية يؤثر أيضا في النشاطات الحيويةفبعض المركبات تحدث تأثيرا موجبا على النشاطات الميكروبية، والعكس لمركبات أخرى،فإذا المحمل يحتوى نسبة معتبرة من الأزوت يساعد على سرعة التبدل ثم التمعدن . أماإذا كان محتويا على نسبة معتبرة من الصماغ أو الدباغة فقد يفرمل عملية التبدلوبالتالي التمعدن .
ويتجلى تأثير النباتات على التربة في الآتي :
أ - تفكيك الصخر وحفظه من الانجراف ، إذ بعروقها تحمى التربة وتقلل من سرعة المياه الجاريةوتصد سرعة الرياح. ويقدر الباحثون حت التربة للكيلومتر المربع في المناطق العاديةبما يقرب من 100/ط للهكتار الواحد في الأراضي الخالية من الغطاء النباتي وأقل منطنين للهكتار الواحد تحت الغابات .
ب -تدخل في تكوين التربة وتؤثر في اتجاه تكوينها ونوعيتها . فالتربة السوداء غنية بالكالسيوم لأنها تحمل غطاء من أعشابالنجليات المعروفة بأوراقها المكتنزة بالكالسيوم الذي تعيده للتربة بعد انحلالها .
ج - تخلف دبالاً أكثر انسجاما في البلدان الحارة كالبلدان العربية إذا ماقورنت بالبلدان الباردة .
د - تحفظ التربة من غسلها من المواد المعدنية ضمنالقطاع الرأسي للتربة .
ه - عروقها تساعد على إدخال الدبال إلى أعماق التربة .
ن - تعمل على تعديل المناخ المحلي للأقليم بتقليلها لكمية الإشعاع الشمسيالواصل إلى سطح وأعماق التربة وتحد من الفوارق الحرارية ، وتزيد التربة قدرة علىخزن المياه .
ب - أثر البيكتيريات والفطريات
تقوم البيكتيريات بتثبيتالنتروجين والأزوت وأكسدة الكبريت ومركبات الحديد، كما تعمل على تخمر مائية الفحموتهديم السليكات وتمثيل الفوسفور. أما الفطريات فتعمل على تحليل المادة العضويةوهضمها وتحويل النشادر إلى نترات. نشاطها في الأراضي المهوية الغنية في البقاياالنباتية . وينتهي عمل البيكتيريات والفطريات بتحليل المواد العضوية وتحرير الأزوت N في شكل 3NH والكاربون في شكل CO2 وهذا ما يعرف بالنشدرة ،ومن الملاحظ أن بعضالفطريات تفضل العمل في التربة الحمضية حيث لا تزاحمها البكتيريات .
ج - أثر الحيوانات
أكثر الحيوانات تأثيرا على التربةهي الديدان والحشرات والقوارض ، فكثير من الديدان تقوم بمزج وتحبيب التربة ، ومنهاما تتغذى بالتربة وما تحويه من مواد عضوية مثل الحبليل أو الخرطون . إذ أثناء الليلتقوم هذه الحبيلات بنقل الأوراق إلى جحورها لأكلها ، أو تأكل التربة المخلوطةبفتيات البقايا النباتية ، ثم تحولها في بطنها ثم ترمي بها في التربة في شكل موادقولية أو محايدة مغذية للنباتات، وقد لوحظ أن هذه الديدان ، التي تبلغ تعدادها حتى 5 ملايين في الهكتار ، تكثر في البساتين والمزارع الغنية في الهشيم ، والغابات ،وترغب في التربة الرطبة ، وان ما تفرزه هذه الديدان هو خليط مركب من الطينوالغرويات العضوية التي لا يمكن فصلها بسهولة .
والحشرات تعد من الأوائل فيالعمل لإتمام سلسلة المحليلين للمحمل العضوي ، ومن أهم هذه الحشرات النمل ،والخفافيش وعديدة الأرجل والعناكب والحلزونيات ... وكلها تؤثر بشكل واضح في تكوينالدبال ، سواء أكان ذلك عن طريق عملية النقل أو عملية الهضم ، أو من خلال ما يتبقىمن أنسجتها بعد موتها ولا يمكن إغفال أهمية القوارض أيضا في تشكيل التربة خاصةبحفرها لجحورها. وخزنها داخل هذه الجحور لموادها الغذائية النباتية وهي في معظمهامن الحيوانات الآكلة للأعشاب مثل الأرانب .
د- أثر الإنسانيكون أثرالإنسان بتدخله في استثمار الأرض واستغلالها ويؤثر الإنسان في تشكيل وتطوير التربة. وهو تدخل قد يكون موجباً أي يؤدي إلى نشأة وتطوير التربة أو تعديلها واصلاحها ، وقديكون سلبا إذا أدى إلى انهيارها وإفسادها. ففي مثل الحالة الأولى يقوم الإنسان عندحرثه للأرض بتفكيك الصخر وقلب التربة، ومزج آفاقها، وخلط عناصرها. وفي استصلاحهللوسط يقوم ببناء حواجز لغراسه والأشجار وتنظيم جريان الأنهار وإزالة المستنقعاتوصرف الفائض المائي ، وكل هذا بقصد المحافظة على التربة والعمل على إثرائها ، وكماأنه بتسميدها يقوم بتعديل تركيبها الكيماوي ورفع خصوبتها . وقد يؤدي تدخل الإنسانإلى إفساد الأرض باستغلاله الغير عقلاني واستنزافه لخصوبة التربة وخلطها بالنفاياتالسامة.
وعلى إي حال فإن أثر الإنسان على التربة في الاتجاه الموجب أو السالبيبقى مرتبطاً بمستواه الفكري والتقني وما ارتقى إليه من تقدم حضاري .
4 - مشكلات التربة : الترب في العالم العربي تعاني مشاكل عدة مثل ما تعانيه ترب بقيةبلدان العالم الواقعة على نفس خطوط العرض ويسود بها نفس المناخ ومن أهم هذه المشاكلنذكر ثلاثة هي : التصحر والانجراف و التملح .
أ)) التصحر :
هو غزوالصحراء والظروف الصحراوية للمناطق الخضراء والمزروعة وهي من أكبر المشاكل التييعاني منها الوطن العربي ومن أبرز أسبابه البشرية هي :
1 – الرعي الجائر : تحميلالمراعي بعدد من الحيوانات يفوق طاقتها وذلك يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي وانجرافالتربة .
2 – قطع الأشجار والشجيرات : يؤدي إلى نشاط التعرية الريحية .
3 – الزراعة الجاهلة : كزراعة الأرض بمحصول واحد والإسراف في استخدام مياه الري وتحويلالمراعي إلى أراضي زراعية .
ب)) الانجراف :
هو تخريب للتربةوإتلافها وتشويهها بالأخاديد ونقلها أو تحريكها من مكان تهيئتها إلى مكان آخروإفقادها لتطورها وخصوبتها. وهناك عوامل عديدة تتحكم في الانجراف أو التعرية أو كمايسميها البعض بالسحل.
يتبع ................
أ ))- أهمية التصنيف :
لعلأهم ما يلفت الأنظار في تصنيف الترب في العالم العربي هو صعوبة تطبيق التصنيفاتالأجنبية والأوروبية والأمريكية،ذلك لشدة تنوع الترب في البلدان العربية وما يميزهاعن كثير من الترب في العالم ، لذلك يكون من الضروري أحداث مدرسة عربية لدراسةوتصنيف ورسم خرائط الترب في العام العربي.
ب)) - مدراس التصنيف:
لئنكان تصنيف التربة ضروري حتي يسهل إدراكها ويكتمل استعمالها فإن مشكلة هذا التصنيفلازالت قيد الأخذ والرد والنقاش ، وذلك لعدة أسباب ، منها : كثرة العوامل المشكلةللتربة ، ثم لعدم وجود فواصل واضحة بين المراحل الاستمرارية لتطوير التربة ، علىعكس فكرة التصنيف التي تقضي بالقطيعة . فمن تعريفنا للتربة على أنها النتاج الأخيرلعوامل : طبيعية وحيوية ، ظلت تعمل متعاونة ، مدة طويلة من الزمن لتشكيلها ، يظهرلنا أن هذه العوامل كثيرة ومتنوعة وأن إدخالها كلها في التصنيف قد يؤدي بنا إلىبلوغ أرقام من الأنواع يصعب إدراكها . فمثلا التصنيف الأمريكي قسم التربة إلى مايقرب من عشرة آلاف نوع. لهذا كان من الضروري اختيار البعض من هذه العوامل ، لكن أهممشكلة تعترض البيولوجيين في تصنيفاتهم للتربة هي مشكلة انتقاء معايير التصنيف مماجعلهم يختلفون في نتائجهم ، حتى يمكن أن أقول أن هناك أكثر من مائة تصنيف ، بل تكادتكون أنواع التصنيفات بعدد المؤلفين في هذا الموضوع . وبعد المؤتمر العالمي الخاصبالتربة المنعقد بموسكـو سنة 1974 أجريت تعديلات على أسس التصنيف بهدف توحيده لكنالاتفاق النهائي لازال غير وارد حتى يومنا هذا . والمتتبع لهذه التصنيفات يلاحظ أنهناك ثلاث مدراس لتصنيفات التربة في العالم : المدرسة الروسية والأوروبيةوالأمريكية يضاف لها منظمة الفاو.
أ - المدرسة الروسية :
تعدأقدم المدارس حيث تعود إلى أواخر القرن الماضي (V.V DOKCHEV 1885) فيها اتخذ منالمناخ معيارا للتصنيف ، فصنف التربة في العام إلى ثلاث أنواع هي التربية الطاقية ZONAL التي فيها اليد العليا للمناخ في تشكيلها. وهي تتماشى والنطاقات المناخيةالتي تظهر موزعة في شكل نطاقات محيطة بالكرة الأرضية مثل التربة البودزولية لمناخالتيقا، والتشر نوزم لمناخ السباسب ، وتربة السيروزوم للمناخ الصحراوي . ثم التربةبين النطاقية INTERZONAL وهي التي لا يعود الأصل في نشأتها للعوامل المناخية فقطولكن لعوامل أخرى واضحة من نباتات وتركيب صخري ، مثلا التربة الملحية والتربةالكلسية ، ثم التربة الانطلاقية AZONALوهي التي يعود الأصل في نشأتها إلى الظروفالمحلية كالتضاريس أو الايكولوجية مثل تربة الانحدارات المتجددة بالنحت والانحراف،بتربة التوربيار، والتربة الطميه اللحقية والتربة المائية الخ...
وهذا التصنيفالروس يتماشى والنظرة الجغرافية الطبيعية . وله بعض الثغرات ، فمثلا التربة الحمراءأو تربة البحر المتوسط هل تعد من الترب النطاقية أو تصنف ضمن الترب بين النطاقية ؟ . ثم أنه لم يأخذ في التصنيف بمعظم العوامل المؤثرة في التربة حتى أعطتها ميزتهاالخاصة ، لكنه ركز فقط على عمال المناخ .
ب - المدرسة الأوروبية :
وهي مدرسة حديثة ظهرت نتيجة للتقدم العلمي ، خاصة العلوم الفيزيائيةوالكيمائية . وقد اتخذت من الصفات الجوهرية للتربية ومدى تطورها معيارين أساسيينللتصنيف ، بدلا من العوامل الخارجية ، أي بدلا من المناخ وحده . فهي تسعى إلىالخلاصة الايكولوجية المبنية على استعراض مجموع من المعطيات يمكن إيجازها في ثلاثةهي : هي الوسط MILIEU ، التطور PROCESSUS ثم الخصائص CARACTERES . من بين هذهالتصنيفات الأوروبية نذكر التصنيف الفرنسي للتربة الذي اقترحه ديشوفورDUCHQAUFUR)1) سنة 1967 واعتمدت عليه اللجنة العلمية لخريطة التربة بفرنساالتي صنفت التربة على أساس النشأة والتطور والمميزات إلى أصناف هي : غير متطورة،قليلة التطور، رطبة، ملحية، حديدية، متطورة للبحر المتوسط، حديدية استوائية، حديديةشبه مدارية، مقلوبة منسجمة دباليا، مقلوبة، سمراء، بودزولية، حمراء للبحر المتوسط،حديدية مدارية، حديدية للمناطق الرطبة، وكل فئة من هذه الفئات صنفت إلى فئاتثانوية.
فالحيرية مثلا قسمت إلى ثلاث فئات ثانوية هي : قليلة الدبال، دبالية،كثيرة الدبال، فالتصنيف الفرنسي للتربة يسمح باستيعاب معظم مجموعات الترب فيالعالم وتفرعاتها، وللتطبيق ميدانيا، إلا أنه يعجز عن الجمع بين كل العوامللنشأة كل أنواع الترب في العالم.
ج- المدرسة الأمريكية :
انتهـتمحاولات تصنيفات علماء التربة بالولايات المتحدة منذ سنة 1960 إلى تصنيف يكاد يكوننهائيا سنة 1957 وهو تصنيف قائم على تشخيص الآفاق من حيث التكوين والمورفولوجياوالتركيب الكيماوي والفيزيائي أي اعتمد في دراسته للتربة على كل صفات التربةتقريبا. واتخذ من اللغتين اللاتينيـة واليونانية مرجعا لاشتقاق التسميات، أسوة بعلمتصنيف النباتات، والحيوانات. واعتمادا على الآفاق الأساسية للتشخيص صنفو أولاالتربة إلى فئتين هما : التربة المعدنية والتربية العضوية أو الدبالية التي تزيدفيها نسبة الفحم العضوي عن 18% أما ما نقص عن ذلك فتعود إلى صنف التربة المعدني، ثمصنفت هاتان الفئتان إلى عشرة رتب ثم صنفت كل رتبة إلى ما تحت الرتب فصارت (47) ثمهذه إلى مجموعات كبرى فصارت (185) ثم هذه إلى ما تحت المجموعات (970) ثم هذه إلىعائلات (4500) ثم هذه إلى سلاسل حتى أصبحت تضم 10500 سلسلة. من محاسن التصنيفالأمريكي ضبط ودقة وترقيم معايير التصنيف التي بمعرفتها يمكن للباحث أن يرد التربةإلى صنفها مهما كان موضوعها في العالم. أما مساوية فتتجلى في اعتماده بالدرجةالأولى لتشخيص التربة على أفق واحد هـو الأفق السطحي بينما التربة في معظمها تتشكلمن عدة آفاق مرتبطة ببعضها وتتأثر ببعضها ثم إن المعطيـات العددية التي يعتمد عليهاهذا التصنيف لا تتوفر دائما لدى الباحثين ففيما يخص الرطوبة مثلا التي تدخل فيتصنيف ما تحت الرتب يجب معرفة عدد الأيام الحافة المتتالية وغير المتتالية بالضبطالتي فيها ظلت التربة جافة ورطوبتها دون نقطة الذبول..
د- تصنيف الفاو :
كان الهدف من تصنيف المنظمة العالمية للتغذية للتربة رسم خريطة التربة للعالممنذ سنة 1960 وبعد مشاوراتعديدة لعلماء وباحثين في هذا الميدان والإطلاع على مختلفأنواع الترب في أكثر من 40 بلدا في العالم ، واقتراحات كثيرة وتعديلات متتاليةانتهت منظمة الفاو سنة 1973 إلى وضع خريطة التربة في العالم تحوي 26 وحدة أساسيةللتربة في العالم ثم صنفت كل وحدة إلى وحدات فرعية تتراوح ما بين 2 و9 ، ومرتبةترتيبا منطقيا حسب درجة التحول والتطور.
وتصنيف الفاو يشبه تصنيفالأمريكان خاصة في الاعتماد على تشخيص الآفاق وأشكالها ، لكن جاء ببعـض التعديلاتللتصنيف الأمريكي ، مما يلاحظ على تصنيف الفاو أنه أبسط وأكثر اختصارا. وأخــيراأدمجوا في وحدة التربة الغنيةبالدبال خمس وحدات من الترب هي : الشيرنوزم ،الكاتانوزم، الجريزم، الفاوزم ، الرندزين. وضموا إلى التربة الملحية كل من تربتيالسولنتشاك و السولونيتز.
ومما يؤخذ على تصنيف الفاو أنه أكثر تشعبا وتعدداللوحدات بين (26 وحدة) وإنه لا يميز كثيرا بين أنماط التحول ودرجاتها، لهذا راحوايبحثون عن مشروع آخر للتصنيف.
الخلاصة :
أن تصنيفات التربة حتىاليوم إي حتى بداية التسعينات من القرن العشرين ، لازالت لم تصل إلى نهاية وإجماعدولي في توحيد تسمياتها ومناهجها وضبط أنواعها ، خاصة بعد الاكتشافات المتتاليةوالمعلومات المتجددة باستمرار التي ظل العلماء يحصون عليها عن طريق الأقمارالصناعية أو ما يعرف بطرق الاستشعار عن بعد وقد وضعت الأمم المتحدة برامج الاستزادةفي جمع المعلومات عن كوكبنا هذا ، يابسة ومائه ، بواسطة الأقمار الصناعية التي مافتئت ترسلها الدول الكبرى .ومن هنا يمكن للدول النامية الاستفادة منها ، فعلى الدولالعربية أن تندمج في هذا الإطار وأن لا تضيع الفرصة للاستفادة من هذه الكشوفاتوالتطورات التقنية الحديثة لضمان مكانتها في هذا العالم ومستقبلها في هذا الوجود . وسنختار في تصنيفنا لأنواع الترب في الوطن العربي التصنيف الذي تسوده الصبغةالجغرافية والذي سار عليه أغلب البيولوجيون في العالم وهو إغفال عامل المحطة،والـظروف المحلية. لهذا صنفنا تربة الوطن العربي إلى نطاقية وتشتمل ترب : البحرالمتوسط ، سهوب ، الصحراوية والإنطاقية وتضم الترب : المقلوبة ، الجبلية ، الفيضية، الملحية .
2- أنواع الترب في الوطن العربي :
تتنوع الترب في الوطن العربي وتختلف من منطقة إلى أخرىخاصةً وأن الوطن العربي يتوزع في مناطق مناخية مختلفة وهذه الأنواع من الترب هي :
أ)) تربة البحر المتوسط : توجد على منحدرات جبال بلاد الشام والجبلالأخضر والمغرب وهي تربة جبلية لونها أحمر لغناها بأكسيد الحديد ويتحول هذا اللونإلى الأسمر إذا ارتفعت فيها نسبة أكاسيد المنغنيز وهي خصبة مفككة وتعد من أجودأنواع الترب تصلح لزراعة الحبوب والزيتون والحمضيات والتين .
ب)) تربةالمناطق المعتدلة شبه الجافة ( السهوب ) :
تظهر شمالي العراق وبلاد الشام وسواحلطرابلس في ليبيا وتمتد متصلة من جنوب شرق تونس حتى المحيط الأطلسي في المغرب العربيوهي تربة أصلية سمراء ترتفع فيها نسبة الطين والكلس وتقل نسبة المواد العضويةلفقرها بالغطاء النباتي وتصلح لزراعة النباتات ذات الجذور الفقيرة القصيرة وبخاصةالحبوب .
ج)) تربة المنطقة الصحراوية :
تغطي معظم مساحة الوطن العربيونميز منها :
- التربة الصحراوية:وهي طبقة من الفتات تتباين سماكتها حسب المنطقةيكثر فيها الجبس والأملاح المعدنية تفتقر إلى العناصر الدقيقة التي تسفيها الرياحلا تصلح لزراعة غير أنه ينمو بعد سقوط الأمطار أعشاب وشجيرات متباعدة تلاءمت معالجفاف الشديد وملوحتها العالية .
- تربة الواحات : رملية طينية فقيرة بالكلستحتاج إلى مياه وفيرة لتنتج زراعات المنطقة الحارة كالنخيل والقطن .
- تربةاللوس : تتكون من غبار ناعم رسبته الرياح يوجد فيها الكلس والرمل بنسب متفاوتة تغطيمساحات من شمالي سيناء وهضبة النقب وجنوبي شبه الجزيرة العربية تجود فيها زراعةالحبوب إذا توفر لها الري .
د)) تربة المناطق شبه الجافةالمدارية ( البنية ) :
توجد جنوبي شبه الجزيرة العربية ووسط السودان وجنوبموريتانيا تحوي نسبة عالية من الطين والمواد المعدنية ونسبة محدودة من الموادالعضوية تصلح لزراعة الحبوب والقطن إذا توفر لها ري مناسب .
ه)) التربةالسوداء:
توجد في الجولان والجزيرة العليا ومناطق السافانا جنوبي السودانوجنوبه الغربي جاء لونه الأسود من غناها بالمواد العضوية ( الديبال ) وهي تربةصلصالية طينية تحول دقة مسامها دون تهويتها الجيدة ونفاذ الماء فيها , تتوقف جودةاستثمارها على أساليب زراعية تصلح لزراعة القطن والرز.
ل)) التربةالمدارية الحمراء :
تظهر في أقصى جنوب غرب السودان والصومال وهي مغسولة لكثرةألأمطار, فقيرة بالمواد العضوية والمعدنية عدا أكاسيد الحديد التي أعطتها لونهاالأحمر تزرع بالموز والسكر والشاي إذا توفر لها السماد .
و)) التربةالبركانية :
تظهر في بلاد الشام الوسطى والجنوبية وجهات متفرقة من شبه الجزيرةالعربية وخاصة اليمن وليبيا والمغرب العربي وهي تربة غضارية غنية بالعناصر المعدنيةأعطتها أكاسيد الحديد لونها الأحمر الداكن تصلح لزراعة جميع الغلات الزراعية .
ي)) التربة الفيضية ( اللحقية ) :
توجد في أودية الأنهار ودالاتها (سهول دجلة والفرات والنيل ) والمنخفضات الداخلية منقولة غضارية غنية بالموادالمعدنية ترتفع فيها نسبة الأملاح في مجاري الأنهار الدنيا بسبب التصريف السيء تصلحللزراعات كافة إذا رُشِد فيها الري والصرف واستخدمت الأسمدة .
3- العوامل المؤثرة في التربة :
أ )) المناخيقع العالم العربي ضمن نطاقات المناخ الساخن المداري وشبه المداريولهذا كانت سرعة التأثير الميكانيكي والكيماوي في تشكيل التربة واضحة للغاية إذا ما قورنت بسرعة التأثير في الأقاليم الباردة .وهذا المناخ الساخن الذي يسودفي البلدان العربية يتمثل فيما يعرف بالمناخ الصحراوي والقاري والسوداني والبحرالمتوسط.
أ - الأمطار :
تتميز تلك المناخات بنظام فصل رطب فيه قدتتفوق عملية التساقط على عملية التبخر ما عدا في المناخ الصحراوي . وبذلك فإن هذهالعملية تشبع التربة بالمياه وحركة العناصر الدقيقة للتربة المذابة في المياه منأعلى إلى أسفل هي السائدة بينما في الفصل الجاف فإن عملية التبخر تفوق عمليةالتساقط . وبالتالي تسود في الغالب ظاهرة حركة العناصر الدقيقة للتربة المصحوبةللمياه من أسفل إلى أعلى. وقد اشرنا سابقا إلى أن هذه الحركة من أعلى إلى أسفل تارةومن أسفل إلى أعلى تارة أخرى هي التي أدت إلى إذابة الأملاح وترسيبها وتشكيل مايعرف بالتربة الملحية وكذلك القشور الجبرية . أن الهجرة التصاعدية للأملاح واضحة فيالبلدان العربية نتيجة شدة التبخر وما تتطلبه من تصاعد المياه للتعويض وهو تصاعديعرف بالتيار الشعري الصاعد المصحوب بأملاح مذابة أو كاسونات في حالة مذابة مثل Ca++وNa+ و . Fe++و إن تصاعد كربونات الكالسيوم في الترب الحمراء الحديدية مشهورللغاية في المناطق المعرضة للتناقض الفصلي الواضح. ولا تعمل مياه التهاطل على إذابةالأملاح فقط وتحليل المواد العضوية بل تعمل على زيادة حجم التربة بزيادة نسبة ماتحويه التربة من مياه وهي العملية المعروفة بالتميه كما هو الحال للتربة المقلوبةالمذكورة سابقا التي تتمدد في فصل الأمطار وتتشقق في فصل الجفاف، والحركة السطحيةلمياه الأمطار تؤدي إلى تنقل الفتيتات الصخرية والرواسب المختلفة من أماكن تحضيرهاإلى أماكن ترسيبها ، واليها يعود الفضل في تشكيل مساحات واسعة من أتربة الوطنالعربي خاصة تلك الأتربة الفيضية في إقليم دجلة والفرات وعلى ضفاف النيل ودلتاهالواسعة الأطراف، وما التوضعات السيلية عند أقدام المرتفعات إلا نتيجة لمياهالأمطار المنحدرة، وهذه التوضعات قد تكون مختلفة في مظهرها الفيزيائي، وكذلكالرواسب المروحية التي تخلفها المجاري المائية أو الشعاب عندما يقل انحدارها. ولاتقوم المياه الجارية بنقل الفتيتات الصخرية أو ترسبها فقط بل تقومبحتها ونحتهاوتفكيكها وإعطائها أشكالا معينة بصرف الجزئيات الصخرية ببعضها. وأخيرا ينبغي عدمإغفال قوة سقوط القطيرة المائية من السماء على سطح الأرض فإنها تؤثر تأثيرا واضحاعلى تفكيك الصخر وهذا التأثير تابع
لحجم هذه القطيرة وسرعة نزولها ومدى مقاومةالصخر لها.
ب- الحرارة :
لا يقل تأثير الحرارة في تشكيل التربةعن بقية عناصر المناخ إلا أن تأثيرها آلي أكثر منه كيماوي. فالفوارق الحرارية واضحةفي المناطق الصحراوية وما يؤدي إليه من تقشر الصخور لعامل ميكانيكي واضح للغاية وقدلوحظ أنه كلما زادت الفوارق الحرارية زاد التفتيت أي زادت الحرارة من تهيئتهاللفتيتات الصخرية وساعدت على تنشيط النحت الريحي. إذا كانت المياه أكثر تأثيرا فيعمليات التحويل والتشكيل للتربة فإن الحرارة تزيد من قدرة وسرعة التحويل . فهي تنشطمن عملية التحليل الكيماوي ، وتنشط الحيوانات التي تقوم ببناء التربة وتثبيت الأزوت، وتفكيك الدبال كما تؤثر حرارة التربة على نسبة تبخر ماء التربة وبالتالي تخفيفهاوتنشط الحت الريحي ، ونظرا لشدة ارتباط التبخر بالحرارة فقد استعملها بعض الباحثينوعلى رأسهم ثورنتوايت في تقدير كمية التبخر وبما أن التربة في البلدان العربية لاتتعرض للتجمد على عكس ماهو الحال في الأقطار الباردة فإن أثر التجمد غير واضح فيتشكيل الترب في البلدان العربية. بل أن لعامل الحرارة اليد العليا الذي أدى إلىزيادة غنى التربة بأكسيد الحديد والألومينيوم وفقرها في مركبات السليس على العكسماهو في المناطق الباردة.
ج- الرياح :
السبب في تشكيل التربةالرملية أو الكثبان الرملية أو تذرية وتصفية التربة الصخرية من الرمال الدقيقة . الصحراء تعود بالدرجة الأولى إلى الرياح التي تقوم بنقل الحبيبات الصخرية الدقيقةفقط وتقـوم ببريها أيضا وحكها ببعضها وتكسيرها بضربها ببعضها، ثم عند ما تضعف قوتهاترسبها لتشكل بها ما يعرف بالتربة الهوائية نظرا لأن الهواء كانت له اليد العليا فيتشكيلها.
ب)) التضاريس
تعد التضاريس من الظروف المحليةالمؤثرة في تشكيل التربة. حيث أن الفوارق واضحة بين ترب المنحدرات والسفوح المختلفةوبين أقدام هذه السفوح وبطون الشعاب والأودية والسهول المجاورة لهذه التضاريسويزداد أثر الطبوغرافية لتشكيل وتطوير التربة في المناطق الحارة كما هو الحال فيالبلدان العربية إذا ما قورنت بالبلدان الباردة . ويتجلي أثر هذه التضاريس علىتشكيل التربية في الآتي:
أ - التطور :
تربة السفوح والمنحدراتأقل تطورا من تربة المنخفضات وأقدام الجبال، وقد يؤدي شدة الانحدار إلى عراء السفحوخلوه تماما مما اصطلح عليه بالتربة ، فيظهر الصخر الأم بارزا للعيان ، إذ أن شدةالانحدار قد تؤدي إلى انجراف وانزلاق حتى الحجارة الكبيرة الأحجام . وإذا ماكانالسفح معتدل الانحدار فقد تتساوى فيه عملية التهيئة بعملية النقل وفي هذه الحالة لاتظهر التربة الناضجة ذات الأفاق المتنوعة لكن التربة الحديثة القليلة السمك الوحيدةالأفق. أما السفوح الضعيفة الانحدار فقد تتفوق فيها عملية التهيئة على عملية النقلفتظهر بها تربة قد تكون قريبة من النضج .
ب- الصرف:
بصفة عامةالصرف أجود على المنحدرات منه على المنخفضات وفي المناطق الرملية يلاحظ أن اختلافأحجام حبيبات الطبقة الرملية قد يؤدي إلى اختلاف التسرب باختلاف الإنحدار . فعلىالسطوح المنحدرة تتفوق عملية النقل الأفقي ، وعلى العكس من ذلك في الأماكن المستوية، حيث تتفوق الحركة من أعلى المنحدر إلى أسفله تتمثل في السليس والقواعد التي تتركزفي المصبات وبذلك فإن أغلب أعالي السفوح تكون فقيرة بالسليس والقواعد . وكثيرا ماأعطت أكاسيد الحديد اللون الأحمر الفاتح للسفوح الجيدة الصرف بينما في الأماكنالمنخفضة فكثيرا ما أضفت أكاسيد الحديد على التربة اللون الأحمر الداكن .
ج- النسيج:
تتدرج تربة السفوح في أحجام حبيباتها منأعلى المنحدر إلى أسفله، فهي وإن كانت خشنة بصفة عامة لكن تكون أحجامها متشابهة علىنفس خط التسوية ، ومختلفة باختلاف خط التسوية، وشديدة التنوع، مما قد يؤدي إلىصعوبة توضيحها على الخرائط فقد تظهر في شكل فسيفساء على عكس المناطق السهلية التيتمتد فيها التربة في الغالب إلى مساحات واسعة .
د- الرطوبة:
تتناقص الرطوبة في التربة كلما اتجهنا نحو أعالي المنحدرات على عكسماهو معروف في عملية التساقط ويزداد هذا التناقص وضوحا في المناطق الجبلية بالبلادالعربية للحركة الأفقية لماء المطر ضمن التربة وعلى سطحها . دائماً في موضوعالرطوبة يلاحظ أن تربة السفوح المقابلة للرياح الممطرة أوفر رطوبة من تربة السفوحالواقعة في ظل المطر . ولا يخفى ما لهذا الاختلاف من أثر على الغناء النباتي وماتخلفه هذه النباتات من دبال أكثر من غيرها ، وما يحدث لها من تحلل كيماوي . فتربةالسفوح الممطرة أكثر رطوبة ونباتا ودبالا من عكسها.
هـ- الانحراف :
الانحراف والحت والترسيب كل هذه تتأثر بالتضاريس فالانحدار يساعد علىالنقل والانجراف لهذا كانت تربة السفوح أقل تطور من السطوح المستوية، وقد لوحظ أنطرفا من المنطقة المتضررة يفقد غالبا قسما كبيرا من أفقه الخصب , وأن النحت المستمرللسفوح يعد من أهم العوامل لتجديد شبابها.
وربما أدت زيادة الانحدار إلى زوالالأفق فيزول معه التركيب البيولوجي بكامله وقسم من الصخور المتفككة التي تنقللتتوضع في المنخفضات فوق الترب الأصلية وبذلك تشوه وضعها الطبيعي الأصيل. وتكونالرواسب والحجارة المنقولة خشنة عند نهاية المنحدر وتزداد نعومة كلما ابتعدنا عنذلك .
ج)) الصخر
للعامل الصخري الأثر الأكبرلتشكيل التربة في المناطق الحارة الجافة على عكس المناطق الرطبة والباردة المتوفرةالهطال. وبتركيبه المعدني وعمر الرواسب يتدخل الصخر في تشكيل التربة، التي تختلفباختلاف الصخر الأم. والعالم العربي يذخر بصخور متنوعة من حيث الأصل والتركيب منهاالصخور الاندفاعية كالبازلت التي تتكون منها المناطق العديدة المجاورة للصدعالأسيوي الإفريقي الكبير الممتد من الصومال حتى سوريا مروراً باليمن وجبال عسير،وكصخور الجرانيت التي تحتل مساحة واسعة من جبال الهوقار، وتيبستي. كما تظهربالبلدان العربية الصخور المتحولة والرسوبية وهي الأكثر انتشارا. ومن الطبيعي أنينعكس التركيب المعدني للصخر على التربة التي تنشأ منه.
فالجرانيت يعد من الصخورالحمضية التي ترتفع بها نسبة السليس. فهو يعطي تربة ذات تفاعل حامضي، والسينيت يعطيتربة معتدلة، والبازلت يعطي تربة قاعدية أي قلوية. والصخور الرسوبية تعطي تربةفيضية أو سيلية أو سقوطية.
والصخور الجيرية الصلبة السطحية تتآكل بالرطوبةليتفكك منها في كل مرة جزء من الكاربونات التي تنحل وتذوب ولا تبقى بالصخرالالسلكات أو الطين التي قد تسحبها المياه لأماكن منخفضة، أما الصخور الجيريةالمخلوطة بالطين فتتحول إلى ذرات دقيقة إذا ما دخلتها المياه التي تعمل علىانتفاخها وتفكيكها. ومن مميزات الكالسيوم أن وجوده في التربة يؤدي إلى تعديل حموضةالمركب الدبالي أو رفع ال PH وهذا يلائم النشاط البيولوجي.
وبصفة عامة فإنالصخور الرسوبية أسهل إنفكاكاً وتحليلا من الصخور الاندفاعية.وبما أن الصخور تتشكلمن معادن مختلفة في الصلابة والانحلال فإن مقاومتها مختلفة فالكوارتز مثلاً قليلالتأثر لكن تحت المناخات الحارة والرطبة يذوب كلياً في بعض الترب الحديدية ،والفيلدسباف كثير التأثر خاصة إذا كان فقيرا بالسليس فيتحلل بسهولة إذا ما تعرضلعملية التميه أو الأكسدة. وعملية التحويل الصخري في المناخات الحارة تكون أسرع فيالصخور البازلتية منها في الصخور الجرانيتية وبصفة عامة يمكننا أن نقول أن الصخورالحمضية الغنية بالسليس أكثر مقاومة لعملية التحويل من الصخور القاعدية الفقيرةبالسليس الغنية في الحديد والماغنيزيوم. ولا تؤثر الصخور في تركيب التربة فقط ولكنأيضا في مساميتها، حيث أن الصخور الرملية تعطي تربة هشة جيدة الصرف، سهلة الإثارةبينما العكس للرواسب الطينية .
و لا يخفي أيضا ما لعمر الرواسب من أهمية فيتشكيل بعض الترب خاصة التربة الحديدية التي تتطلب مدة زمنية طويلة تعمل فيها الظروفالمناخية لتصعيد أكاسيد الحديد، وصبغ التربة باللون الأحمر .
د)) الكائنات الحيةلا يقل أثر الأحياء في تشكيل التربة عن بقية العوامل ، فهيلا تعمل على تفكيك الصخر فقط لتشكيل معادن التربة ولكن بعد موتها تدخل بقاياها ضمنالعناصر الداخلة في تكوين التربة وإعطائها خصائصها المعينة، حتى أن بعض البيولوجيينلا يعدون الفتيتات الصخرية تربة إلا إذا كانت حاوية لنسبة ولو قليلة من الموادالعضوية. وعمل الكائنات الحية في التربة يختلف تبعا لنوعية هذه الكائنات إذ منهاالنباتات والبيكتيريات والفطريات والاشنيات والحيوانات، والإنسان، كذلك تختلف شدةتأثير هذه الأحياء باختلاف كثافتها .
أ - أثر النباتات :
قد جرتالعادة على إطلاق كلمة دبال Humus على البقايا النباتية التي تتوقف وفرتها على وفرةمصادرها، فالأقاليم الغابية مثلا أوفر دبالاً من الأقاليم الفقيرة في الغطاءالنباتي، وبما أن العالم العربي تحتل به الصحاري مساحة واسعة كانت معظم تربه فقيرةبمادة الدبال بصفة عامة. وإذا ما استعرضنا تربته وأردنا تصنيفها حسب ما تحويه مندبال يضعف كلما ابتعدنا عن السواحل وتوغلنا في الداخل بصفة عامة ، وذلك لأنالأقاليم النباتية في البلدان العربية تتركز على السواحل الوفيرة بالأمطار وتقلكلما توغلنا في الداخل .
وتختلف سرعة تحول البقايا النباتية إلى دبال ثم معدنصالح لامتصاص النباتات باختلاف الوسط والمادة، فهو تحول سريع في الوسط الذي يشتد بهالنشاط الحيوي أي الوسط القليل الحموضة الجيد التهوية حيث قد لا يستغرق أكثر منسنتين كما هو الحال في البقايا النباتية لبحر المتوسط حيث لايدوم فيها التبدل أكثرمن سنتين إلا نادرا ويسمى هذا الدبال بالمول الذي يظهر في شكل بقايا نباتية دقيقةلا يزيد سمكها عن بعض السنتيمترات في فصل الخريف ثم تذوب وتختفي تماما في فصل الصيفوهو مول يحتوى نسبة مرتفعة من الكالسيوم الذي يعمل على التقليل من حموضة التربةوارتفاع نسبة الطين وهيدرات الحديد .
أما الأوساط ذات النشاط الحيوي البطيء فإنالتبدل بها بطيء للغاية حيث قد يدوم حتى 20 سنة لتتم عملية تحويل البقايا النباتيةإلى دبال. لهذا لا نجد بالبلدان العربية التربة ذات الأفق العضوي الذي يرمز له بالحرف A° والمعروف بالمورالانادرا وهو الأفق الذي يميز الترب الباردة. ونباتاتالبلدان العربية في معظمها من نوع النباتات التي تنحل بسرعة لتعطي تربة المول، مثلالنجليات والقطنيات ، وأشجار الدردار والسنديان .Quarks والألم Ulmus والمغث أو جارالماء Incaanca Alnus والزيزفون Tilia vulgaris الخ ... وتندر بالبلدان البطيئةالتبدل مثل النباتات الحمضية التي تعطى التربة المرتكزة فيمناطق الغاباتالمخروطية التي تشتهر بها الأقاليم الباردة والتي تكسوها الثلوج لفترة منالسنة.
وقد لوحظ أن تركيب فراش البقايا النباتية يؤثر أيضا في النشاطات الحيويةفبعض المركبات تحدث تأثيرا موجبا على النشاطات الميكروبية، والعكس لمركبات أخرى،فإذا المحمل يحتوى نسبة معتبرة من الأزوت يساعد على سرعة التبدل ثم التمعدن . أماإذا كان محتويا على نسبة معتبرة من الصماغ أو الدباغة فقد يفرمل عملية التبدلوبالتالي التمعدن .
ويتجلى تأثير النباتات على التربة في الآتي :
أ - تفكيك الصخر وحفظه من الانجراف ، إذ بعروقها تحمى التربة وتقلل من سرعة المياه الجاريةوتصد سرعة الرياح. ويقدر الباحثون حت التربة للكيلومتر المربع في المناطق العاديةبما يقرب من 100/ط للهكتار الواحد في الأراضي الخالية من الغطاء النباتي وأقل منطنين للهكتار الواحد تحت الغابات .
ب -تدخل في تكوين التربة وتؤثر في اتجاه تكوينها ونوعيتها . فالتربة السوداء غنية بالكالسيوم لأنها تحمل غطاء من أعشابالنجليات المعروفة بأوراقها المكتنزة بالكالسيوم الذي تعيده للتربة بعد انحلالها .
ج - تخلف دبالاً أكثر انسجاما في البلدان الحارة كالبلدان العربية إذا ماقورنت بالبلدان الباردة .
د - تحفظ التربة من غسلها من المواد المعدنية ضمنالقطاع الرأسي للتربة .
ه - عروقها تساعد على إدخال الدبال إلى أعماق التربة .
ن - تعمل على تعديل المناخ المحلي للأقليم بتقليلها لكمية الإشعاع الشمسيالواصل إلى سطح وأعماق التربة وتحد من الفوارق الحرارية ، وتزيد التربة قدرة علىخزن المياه .
ب - أثر البيكتيريات والفطريات
تقوم البيكتيريات بتثبيتالنتروجين والأزوت وأكسدة الكبريت ومركبات الحديد، كما تعمل على تخمر مائية الفحموتهديم السليكات وتمثيل الفوسفور. أما الفطريات فتعمل على تحليل المادة العضويةوهضمها وتحويل النشادر إلى نترات. نشاطها في الأراضي المهوية الغنية في البقاياالنباتية . وينتهي عمل البيكتيريات والفطريات بتحليل المواد العضوية وتحرير الأزوت N في شكل 3NH والكاربون في شكل CO2 وهذا ما يعرف بالنشدرة ،ومن الملاحظ أن بعضالفطريات تفضل العمل في التربة الحمضية حيث لا تزاحمها البكتيريات .
ج - أثر الحيوانات
أكثر الحيوانات تأثيرا على التربةهي الديدان والحشرات والقوارض ، فكثير من الديدان تقوم بمزج وتحبيب التربة ، ومنهاما تتغذى بالتربة وما تحويه من مواد عضوية مثل الحبليل أو الخرطون . إذ أثناء الليلتقوم هذه الحبيلات بنقل الأوراق إلى جحورها لأكلها ، أو تأكل التربة المخلوطةبفتيات البقايا النباتية ، ثم تحولها في بطنها ثم ترمي بها في التربة في شكل موادقولية أو محايدة مغذية للنباتات، وقد لوحظ أن هذه الديدان ، التي تبلغ تعدادها حتى 5 ملايين في الهكتار ، تكثر في البساتين والمزارع الغنية في الهشيم ، والغابات ،وترغب في التربة الرطبة ، وان ما تفرزه هذه الديدان هو خليط مركب من الطينوالغرويات العضوية التي لا يمكن فصلها بسهولة .
والحشرات تعد من الأوائل فيالعمل لإتمام سلسلة المحليلين للمحمل العضوي ، ومن أهم هذه الحشرات النمل ،والخفافيش وعديدة الأرجل والعناكب والحلزونيات ... وكلها تؤثر بشكل واضح في تكوينالدبال ، سواء أكان ذلك عن طريق عملية النقل أو عملية الهضم ، أو من خلال ما يتبقىمن أنسجتها بعد موتها ولا يمكن إغفال أهمية القوارض أيضا في تشكيل التربة خاصةبحفرها لجحورها. وخزنها داخل هذه الجحور لموادها الغذائية النباتية وهي في معظمهامن الحيوانات الآكلة للأعشاب مثل الأرانب .
د- أثر الإنسانيكون أثرالإنسان بتدخله في استثمار الأرض واستغلالها ويؤثر الإنسان في تشكيل وتطوير التربة. وهو تدخل قد يكون موجباً أي يؤدي إلى نشأة وتطوير التربة أو تعديلها واصلاحها ، وقديكون سلبا إذا أدى إلى انهيارها وإفسادها. ففي مثل الحالة الأولى يقوم الإنسان عندحرثه للأرض بتفكيك الصخر وقلب التربة، ومزج آفاقها، وخلط عناصرها. وفي استصلاحهللوسط يقوم ببناء حواجز لغراسه والأشجار وتنظيم جريان الأنهار وإزالة المستنقعاتوصرف الفائض المائي ، وكل هذا بقصد المحافظة على التربة والعمل على إثرائها ، وكماأنه بتسميدها يقوم بتعديل تركيبها الكيماوي ورفع خصوبتها . وقد يؤدي تدخل الإنسانإلى إفساد الأرض باستغلاله الغير عقلاني واستنزافه لخصوبة التربة وخلطها بالنفاياتالسامة.
وعلى إي حال فإن أثر الإنسان على التربة في الاتجاه الموجب أو السالبيبقى مرتبطاً بمستواه الفكري والتقني وما ارتقى إليه من تقدم حضاري .
4 - مشكلات التربة : الترب في العالم العربي تعاني مشاكل عدة مثل ما تعانيه ترب بقيةبلدان العالم الواقعة على نفس خطوط العرض ويسود بها نفس المناخ ومن أهم هذه المشاكلنذكر ثلاثة هي : التصحر والانجراف و التملح .
أ)) التصحر :
هو غزوالصحراء والظروف الصحراوية للمناطق الخضراء والمزروعة وهي من أكبر المشاكل التييعاني منها الوطن العربي ومن أبرز أسبابه البشرية هي :
1 – الرعي الجائر : تحميلالمراعي بعدد من الحيوانات يفوق طاقتها وذلك يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي وانجرافالتربة .
2 – قطع الأشجار والشجيرات : يؤدي إلى نشاط التعرية الريحية .
3 – الزراعة الجاهلة : كزراعة الأرض بمحصول واحد والإسراف في استخدام مياه الري وتحويلالمراعي إلى أراضي زراعية .
ب)) الانجراف :
هو تخريب للتربةوإتلافها وتشويهها بالأخاديد ونقلها أو تحريكها من مكان تهيئتها إلى مكان آخروإفقادها لتطورها وخصوبتها. وهناك عوامل عديدة تتحكم في الانجراف أو التعرية أو كمايسميها البعض بالسحل.
يتبع ................