امارة الاوس
03-02-2011, 11:58 AM
عشائر بنو ظفر (الظفير)
بنو ظفر بطن كبير من قبائل اليمن القديمة، عرفوا بعراقة النسب ، ولهم جذورهم التاريخية ومكانتهم المعروفة بين العشائر والقبائل ، ولقد تجسدت فيهم كل الصفات الحميدة من كرم وشجاعة وشهامة عربية أصيلة.
ولقد روى عنهم النسابون والمحققون كثيراً ، فلقد قال فيهم عمر رضا كحالة في كتابه معجم قبائل العرب ج2 ص665 بأن ظفر من يقطن احدى قرى لحج في شبه الجزيرة العربية وكذلك يقول بأن بني ظفر بن الحارث من قيس عيلان العدنانية وينسبهم أيضاً بأنهم بطن من بني ظفر بن الخزرج من الأزد القحطانية وهم بنو ظفر وهو كعب بن الخزرج الأصغر بن عمرو بن مالك بن الأوس القحطانية.
حيث يقول: ظفير كما ذكرهم الحمداني في عرب برية الحجاز وعدهم من احلاف مرة من عرب الشام ولم ينسبهم في قبيلة.
وقال أيضاً: إن الظفير عشيرة لم تنسب الى قبيلة وتقع منازلها في طول الظفير في المنطقة المحايدة بين العراق والسعودية وفي أطرافها ، وهي لا تتقيد بهذه المنطقة أو سواها فلا تلبث أن تشد اليها الرحال في ارتياد الكلأ والخصب، ولهذه العشيرة علاقة كبيرة بلوائي المنتفك والديوانية، وكثيراً ما يقضي أفرادها موسم الصيف في أرياف اللوائين وتقسم هذه العشيرة الى قسمين كبيرين هما البطون والصمدة ، وذلك يقول بأنهم من بني لام بالحجاز كانت منازلهم بالقرب من المدينة المنورة.
وقد ذكرهم العزاوي في كتابه عشائر العراق ج1 ص215 بأنهم من أشهر قبائل نجد والعراق، والقسم الكبير منها يتجول في الجانب الغربي من الفرات بين الزبير وأنحاء السماوة، ولها مكانتها المعروفة، ومضى لها دور لا يستهان به أيام ورودها العراق في أول القرن الثالث عشر الهجري، جاءت من نجد الى العراق، يشملها هذا الاسم مع تباين في النسب والجد، وهم في الأصل على ما هو معروف قبائل متعددة تضافرت وكونت مجموعة تمكنت من المحافظة على كيانها، والتزام الوفاق بما يعود لها من بسط سطوتها بحيث صارت قوة كبيرة يخشى صولتها، ومثلها عندنا (قبيلة المجمع) متألفة من عدة قبائل، أو فروع من قبائل متعددة، واليوم لا تزال الظفير تعد من القبائل البدوية المعروفة وإن كان قد مال بعض منها الى الأرياف..
كتب صاحب عنوان المجد الظفير بالظاء، ولما كان لفظه عامياً فلا يعول على تلفظه في ضبط الكلمة دون تنبيه ونرى في هذه الأيام أن ذكرها قد جاء في كتب حديثة أخرى بالظاء أيضاً متابعة لما جاء في عنوان المجد والتضافر والتساند المعروف عنهم يؤيد كتابة القبيلة بالضاد..
وجاء في كتاب نهاية الأرب/للقلقشندي ص302 عن هذه القبيلة: أنها تحت إمرة آل فضل من طيء، وعدهم الحمداني من عرب برية الحجاز من احلاف آل فضل والمعنى واحد، ولا يعرف بالتحقيق تاريخ هذا التضافر والتساند، وإن المدونات التاريخية لم تعين ذلك ولم تكشف ما يرفع اللبس عنه، وعلى كل الالفة الطويلة والتماسك القديم أدى الى أن يكونوا قبيلة واحدة، ومن المقطوع به ان كل قسم من قبائلها يرجع الى أصله المنسوب اليه والمحفوظ عنده وكذا المعروف عند المجاورين.. وإن تشتت الآراء في أصل نسبهم ناجم من اختلاف فروعهم وعدم التمكن من ارجاعها الى أصل واحد من جهة أنهم متآلفون من قبائل متعددة، وكان الأولى أن يعين كل فرع وما يمت اليه من قبيلة معروفة..
وقد ذكرهم مؤرخون عديدون وجاء عنهم في عشائر العرب للبسام ما نصه:-
( ومنهم – من عشائر نجد – الظفير المشهورون، و السكماة المذكورون ذو التقلب كتقلب الفلك، والتنقل من ملك الى ملك ، يحمون نزيلهم، ويضفون جميلهم، حمدهم سائر، وفخرهم شاهر، وفضائلهم لا تحصى، ومحامدهم لا تستقصى...
ولم تكن لهم علاقة سابقة بالعراق ، ولا جرى لهم ذكر في تواريخنا الى ظهور (آل سعود) وحينئذ عرفوا بمناصبتهم العداء لهم، ووقوع الحروب الدموية حتى مالوا الى العراق بعد أن رأوا التنكيل المرّ، والتدمير القاهر..
وقال في مطالع السعود:-
( وسمعت ممن أثق به أنهم من بني سليم، فإن صح ما ذكره كانوا عرانين، أباة الضيم، فقد كان يقال اذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة، و كاثر بسعد،وحارب بعمرو، وإذا كنت من قيس ففاخر بغطفان، وكاثر بهوزان، وحارب بسليم)(1) .
وقال الحيدري:-
( من أعظم عشائر العراق الظفير، وهم قبائل كثيرة يبلغون ثلاثين ألفاً فأكثر ومنهم بنو حسين من الأشراف ومنزلهم في منازل المنتفك من نجد والبصرة).
ومن هذا نعلم درجة قربى بعض أقسامهم الى عدوان التي تدعي أنها من الظفير وهي قبيلة معروفة، ذكرها صاحب (شرقي الأردن) وعدد فروعها(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مطالع السعود ص136.
(2) شرقي الأردن ص166و 215 و 268.
ولا يبعد أن يتجول هؤلاء الظفير في طول الجزيرة وعرضها، وأن يتركوا قسماً منهم في مواطن نائية، والظاهر أن بعض فروع عدوان عاشت مع الظفير.
وعدوان هذه من القبائل القيسية ذكرها في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد(1).
وحياتهم في غالبها في تجول وتنقل مستمرين فقد نراهم في أنحاء البصرة مرة، كما نشاهدهم في أطراف سنجار مرة أخرى، وهكذا في شرقي الأردن وفي الحجاز ونجد..
ولا محل هنا لذكر وقائعهم قبل ورودهم العراق وعلاقاتهم وحوادثهم بالشرفاء في الحجاز وبإبن سعود، أو ما جرى من حروب مع أمراء آل حميد من بني خالد في أنحاء الاحساء- فهذا يطول بنا كثيراً ، ووقائعهم عديدة.
كانت لهم واقعة مع الفضول في سنة 1108هـ - 1697م وكان رئيسهم حينئذٍ سلامة ابن مرشد بن سويط وهكذا لم يخلوا في وقت من غزو وحرب وكل وقائعهم قبائلية ذكر غالبها صاحب (عنوان المجد في تاريخ نجد) وكلها متماثلة تقريباً في وضعها وشكلها...
وتفصيل وقائعهم في العراق من حين ورودهم اليه كان له قيمة خاصة.. وهو مذكور في تاريخ العراق ويهمنا أن نقول هنا أن نزوحهم كان بسبب وقائعهم مع آل سعود كما مرت الإشارة، وذلك أنه كانت قبائل الظفير كسائر القبائل مستقلة بنفسها تغزو من أرادت، وتحالف، وتتجول.. ولما تأسست حكومة آل سعود في نجد انقادت لها ولم تقدر على مقاومتها فأذعنت بالطاعة.. وكان سعود أمير نجد قد قصد الشمال في ذي القعدة لسنة 1219هـ- 1805م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1)عنوان المجد في تاريخ نجد ص161.
وكان قبيل ذلك قد حدث بين قبيلة مطير والظفير بعض القتال ، فقتل من مطير أحد رؤسائهم من الدوشان، وقتل من الظفير مسلط بن الشابوش بن عفنان (ومن فروعهم العفنان فخذ يسمى بإسمه) فأرسل اليهم سعود وهو في الدرعية فأصلح بينهم وكف بعضهم عن بعض، وتوعد من اعتدى منهم على الآخر، فلما سار سعود في هذه الغزوة اجتاز بقبائل الظفير وهم في الدهنا ، من جهة (لينه) الماء المعروف، فأمرهم أن ينفروا معه غزاة فنفر معه شرذمة رئيسهم الشابوش بن عفنان، فاستقل سعود غزوهم فانتهر الشابوش وغضب عليه، فقال أنهم عصوني وهم يريدون المسير لقتال مطير، وكان سعود شرب من لينه ومال منها يريد العراق فحرف الجيوش اليهم وشن عليهم الغارة وأمر فيهم بالقتل والنهب، ثم بعد ذلك أعتق غالبهم من القتل وقتل من عامة الظفير قتلى كثيرة من كل قبيلة وأخذ جميع أموالهم من الابل والخيل والغنم و الحلل و الأمتاع والأزواد، ولم ينج منهم إلا الشريد من أقاصيهم وتفرقوا.. فمنهم من هرب الى المنتفق، ومنهم من فرّ الى جزيرة بين النهرين، وبعضهم هثلوا في نجد.
هذا وكان قد حدث من عربان الظفير حوادث أخرى عديدة علمها الأمير سعود منهم من تضييع بعض فرائض الدين، و ايواء المحدثين وتوهيلهم وأضافتهم وأتاهم غزو من قبائل الشمال فأغاروا على نجد واجتازوا بالظفير فأضافوهم ، وذكر لسعود أن أناساً منهم يغزون مع أعدائه على قبائلهم...
كل هذا كان منهم وعلمه سعود، وإن الحادث الأخير قريّ الشيهة فيهم، وجعله يقطع في صحة ما نسب اليهم فكان ما كان.. وهذا سبب نزوحهم الى العراق في هذه السنة وهي سنة 1219هـ (1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عنوان المجد في تاريخ نجد .
وبعد أن جاءوا العراق ضبطت وقائعهم، وعرفت حوادثهم مع الحكومة، ومن وقائعهم في العراق أنهم في سنة (1220هـ ـ 1806م) كان غزو منهم برئاسة روخي بن خلاف السعدي الظفيري، وراشد بن فهد بن عبد الله السليمان بن سويط، ومناع الضويحي رؤساء ظفير،وأكثر هذا الغزو منهم ومن رؤسائهم وهم في الموضع المعروف بـ(فليج) في الباطن قرب الحفر فصادفتهم سرية من جيش سعود فأستأصلتهم تقريباً ولم يسلم منهم إلا الشريد(1)...
وفي هذه الحادثة وبعدها لم يبق أمل لهذه القبيلة في مقارعة آل سعود... وتعد خاتمة الوقائع في الانتقام منهم، والحكومة العثمانية بطولها وعرضها، وقوة جيشها وجمهرة قبائلها.. لم تتمكن من آل سعود فكيف بالقبيلة الواحدة وعلى كل حال هذه حاسمة الوقائع بينهم وبين آل سعود.
وفي سنة 1224هـ ـ 1810م حدثت للظفير وعنزة حادثة مع شمّر وأمدّ الوزير سليمان باشا قبيلة شمّر ولكن انتصر الظفير وعنزة على شمّر وعلى الجيوش...
وقال المؤرخ الشهير سليمان فائق بن الحاج طالب كهية في تاريخ المماليك عن هذه القبيلة بعد ورودها العراق ما نصه:-
( هذه القبيلة من القبائل النجدية العظمى، أرادت أن لا تنقاد الى آل سعود باداء الزكاة على أنعامها، وأن لا يسيطر عليها أحد فيما ترتكبه من الجرائر والمفاسد ففروا من سلطة الوهابيين وجاءوا الى الخطة العراقية...
وقد شوقهم على المجيء امراء المنتفك كسائر من تمكنوا من جلبه لجانبهم بقصد التقليل من صورة الوهابيين وتقوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
(1)عنوان المجد / ج1/ ص 134.
جهتهم و اعزازها بامثال هؤلاء مبدين لولاة بغداد صلاح ذلك وإنهم قاموا بخدمة مهمة في تزييد قوتهم ومكانتهم واعتزاز عشائرهم...
أظهروا ذلك وحسنوه للوزراء والحال أن هؤلاء إنما رحبوا بهم وقبلوا دخالتهم لأغراض اخرى غير هذه ، وذلك أنهم أضمروا أيضاً أن يستخدموهم على حكومة بغداد فأمّنوا صولة الوهابيين في الظاهر وعادية الوزراء في الباطن الا إن الوزراء لم يطلعوا على هذه الجهة فعدوا ذلك منهم مفخرة وخدمة جلى .. ولذا نالوا كل اعزاز وتكريم لما قاموا به...!
كانت هذه القبيلة قد مضت الى اورفة، وإن الوزير سليمان باشا عزم على التنكيل بها ولكنه عاد بالخيبة ولم ينل مطلوبه بل أن هذه الحركة منه بفيلق عظيم وتجاوزه حدود ايالة بغداد وتدخله في شؤون ايالة أخرى دون استئذان من حكومته مما أسخط عليه رجال الدولة...)(1).
وعلى كل حال ان تاريخ نزوح هذه القبيلة الى العراق قد عرف بالوجه المشروح وتعين بصورة واضحة، ولا يخلو من بعض المقدمات، إلا ان مؤرخنا سليمان فائق تحامل على أوضاع هذه القبيلة ، واتصالها بأمراء المنتفك من جهة أطراد الوقائع، ومن حدوث وقائع مستقلة قد فسرها تفسيراً لا يحلم به البدوي، والحالة الراهنة هي التي تدعو ، والتفسير حدث بعد الوقوع لا بالوجه المنوي أو المتفق عليه..
وقائعهم معروفة، ومدونة في تاريخ العراق، والملحوظ ان هذه القبيلة لا ترغب أن تحافظ على نظام بل من مصلحتها أن تشوش كما يفهم من تاريخها الى عهد آل سعود، ولما قضى هؤلاء على عوائد كثيرة كلها حرب وغزو مالوا الى العراق..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) تاريخ الكولات/ ص15.
وهذه القبيلة تتألف من فروع كل منها ينتسب الى قبيلة ، ذلك ما دعا الى أن تضطرب كلمة النسابة فيهم.. والصواب أن نسب كل فرق معروف ومعترف به و النبز لا يعول عليه.. وإنما يذكر كحادث أدبي كما ينقل عن جرير وغيره في مهاجاتهم...وفرقهم : البطون و الصمدة.
ومن راجع تاريخ هذه القبيلة ووقائعها مع الحكومة ومع القبائل الاخرى علم درجة نشاطها وقوة تجولها، وهي في أوضاعها القبائلية من أذكى العرب وأنشطهم.. كابدت وجالدت لتعيش عيشة راضية فلم تفلح، ولا تزال في عناء وضعف.. لم يطلب لها القرار في موطن، ولا تزال على بداوتها إلا قليلاً وشهرتها في الكرم والشجاعة والإباء معروفة.
اما ما ذكره العامري فيهم في كتابه موسوعة العشائر العراقية ج5 ص115 بأنهم من العشائر التي نزحت في اوائل القرن الثالث عشر الهجري من نجد الى العراق ، وهي عشيرة واسعة لها فروعها وأفخاذها العديدة وأن القسم الاكبر منها ينتقل في الجانب الغربي من نهر الفرات ما بين أنحاء محافظة المثنى والزبير.
وهم كما تشير بعض المصادر مجموعة من العشائر تضافرت وتماسكت وانصهرت في كيان واحد، ولعشيرة الظفير نزاعاتها ومعاركها الكثيرة مع أسرة آل سعود في نجد والحجاز قبل هجرتها الى العراق وكان لهم حضورهم الواسع في منازل (المنتفك) الناصرية وفي اطراف (سنجار) ولها أكثر من نخوة، وكل فرع من فروعها يدّعي انتماءه لعشيرة من العشائر.
فعشيرة الظفير كبيرة وتأريخها حافل بالكثير من الوقائع والمآثر، وفيها الكثير من الرجال الأشداء، وهي عشيرة بدوية الجذور ولها مكانتها البارزة بين العشائر كافة، كما أن لها القيم الكريمة في الضيافة والجود والفروسية، وكان أمراء (المنتفك) يرحبون بهم ويشوقونهم الى المجيء بأعداد غفيرة.
وإن كل المصادر التاريخية تشيد بهذه العشيرة العربية الكبيرة التي طوت عشرات السنين من ترحالها ونزولها .. ومن فروعهم : عشيرة البطون ، وعشيرة الصمدة ، ومن فروعهم : ( بنو حسين ، آل سعيد ، بنو خالد، آل كثير، آل طلوح، آل سويط، آل سلطان، آل مذعر، الحولة، البطاح، العفتان، الضويحي، الرسمي، و آل عدوان) .
أما ما ورد في نهاية الأرب للقلقشندي ص302 بأن بني ظفر من بني لام من عرب الحجاز من العرب العدنانية وهم بني ظفر أيضاً بن الحارث بن بهتة ويقال أن هؤلاء بنو ظفر من الانصار ، وقال أيضاً أن بنو ظفر بطن من بني نبيت من الأوس القحطانية وهم بنو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس ، ومنهم الصحابي الجليل قتادة بن النعمان الظفري الانصاري وهو قتادة بن النعمان بن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الانصاري الأوسي ثم الظفري يكنى أبا عمرو وقيل أبو عبد الله ، وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه ، شهد العقبة وبدر وأحد والمشاهد كلها مع النبي (ص) وأصيبت عينه، يوم بدر، وقيل: يوم أحد ، وقيل : يوم الخندق.
وقال أبو عمر: أصح، والله أعلم ، إن عين قتادة أصيبت يوم أحد فردها رسول الله (ص) فكانت أحسن عينيه، ورأى جبريل مع النبي (ص) في صورة دحية الكلبي الصحابي.
وروى الأصمعي، عن أبي معشر المدني قال: وفد أبو بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم بديون أهل المدينة إلى عُمر بن عبد العزيز رجلاً من ولد قتادة بن النعمان الظفري، فلما قدم عليه قال: ممن الرجل فقال: (الطويل)
أنا إبن الذي سالت على الخد عينه
فَردّت بكف المصطفى أحسن الردِّ
فعادت كما كانت لأول امــــرها
فيا حُسن ما عَين ويا حُسن ماردِّ
فقال عمر بن عبد العزيز: (البسيط)
تِلك الـمَكارمُ لآقَعْبَانُ مــن لبنٍ
شِـــيباً بمـــاءٍ فعَادَا بعدُ أبـوَالاً
وكان قتادة بن النعمان الظفري من فضلاء الصحابة، وكانت معه راية بني ظفر يوم الفتح.
و قتادة هذا هو جد عاصم بن عمرو بن قتادة المحدث النسابة، أكثر محمد بن اسحاق الرواية عنه، توفي قتادة بن النعمان الظفري سنة 23هـ ، وهو ابن خمسة وستين سنة صلّى عليه عمر بن الخطاب ونزله في قبره أبي سعيد الخدري ومحمد بن سلمة الأنصاري الاوسي.
ولقد ذكرهم ابن السائب الكلبي في كتابه نسب معد واليمن الكبير ص381 وكذلك في جمهرة انساب العرب لإبن حزم الأندلسي ص322 بأن (بنو ظفر) هم بنو عمرو بن مالك بن الاوس ، ولد عمرو بن مالك بن الأوس الخزرج وعامراً وولد الخزرج بن عمرو كعباً، وهو ظفر (بطن) ، فولد ظفر كعب بن الخزرج مراً، ومنهم قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر شاعر الأوس ، ومنهم ثابت بن قيس بن الخطيم الاوسي صحابي شهد المشاهد كلها مع الرسول (ص) وجرح اثنا عشر جرحاً واستعمله الإمام علي (ع) على المدائن حيث عاش في خلافة معاوية ، والذي كان معاوية يتقي مكانته ، ومنهم برذع بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد الشاعر، ورفاعة بن زيد بن عامر بن سواد الذي سرق درعه أبيرق الظفري ، ومنهم قتادة بن النعمان بن زيد شهد بدراً والعقبة ، ومنهم عاصم بن عمرو بن قتادة بن النعمان الاوسي الانصاري، أبو عمر المدني ثقة عالم بالمغازي من الربعة مات بعد العشرين والمائة، ومنهم عبيد بن أوس بن مالك بن سواد الذي يدعى مقرناً لأنه كان يقرن الأسرى يوم بدر مع رسول الله (ص) وهو الذي أسّر العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب، ومنهم يزيد بن قيس بن الخطيم قتل يوم الجسر، قتلته الأعاجم ، ومنهم خالد بن ثابت بن النعمان بن حارث بن عبد رزاح بن ظفر قتل يوم مؤتة مع جعفر بن أبي طالب (ع) ، ومنهم نصر بن عبد رزاح بن ظفر شهد بدراً ، ومنهم لبيد بن سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح وهو بدري فاضل وهو الذي أتهم بالدرع وهو بريء، ومنهم الحارث بن عمر بن حارثة بن هيتم بن ظفر وابنه بشر بن ابيرق الشاعر، ومنهم معتب بن عبيد بن سواد بن هيتم شهد بدراً، وعدي بن ثابت بن قيس بن الخطيم الذي يحدث عنه وهو ثقة من الرابعة مات سنة 126هـ.
ومنهم محمد بن محمد بن محمود ولد في بغداد في قنطرة الانصار، مات سنة 255هـ.ومنهم يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري وله صحبة، ومنهم ادريس بن محمد بن يونس الظفري أبو محمد الذي ترجع اليه سلالة عشيرة الدريسات الظفرية.
الاستنتاج:-
نستنتج مما ورد أعلاه عن ما قاله المؤرخون والنسابون في قبيلة بنو ظفر (الظفير) التي هي احدى بطون الأوس الكبرى منذ عصر الجاهلية بأنهم من بني ظفر أحدى بطون الأوس الكبرى وليس الظفير وأسمه كعب بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس، وهم بطن من بني النبّيت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ من العرب القحطانية وأعلامهم في عصر الجاهلية و صدر الرسالة الإسلامية كثيرون ومنهم الصحابي الجليل قتادة بن النعمان الظفري، ومن مشاهير الشجعان ومن صحابة الرسول الأعظم (ص) وهو حامل راية بني ظفر يوم فتح مكة.
فبنو ظفر أو الظفير كما يدعي بعض النسابين هم بطن كبير من الأوس من القحطانية منازلهم بالشام والجزيرة العربية، وهذا ما جاء مغايراً لصحة ما جاء لبعض المؤرخين والنسابين بأن الظفير مزيج من عشائر تضافرت وتماسكت في قبيلة واحدة، وأن بعض النسابين ينسبهم الى بني سليم الذين سكنوا بلاد أفريقيا وأصبحوا من عرب الطبقة الرابعة أي العرب.......؟ كما جاء في كتاب ابن خلدون المجلد السادس ،فهم بطن كبير من الأوس متشعب القبائل ولهم لمحات تاريخية مضيئة في تاريخ البشرية فهم الذين تركوا بصمات ولائهم للرسول الأعظم (ص) وسطروا أعظم ملاحم البطولة والفداء للذود عن حياض الدين الاسلامي الحنيف ، فمنهم صحابة اجلاء وقادة عظام دخلوا العراق وجالوا البلاد الاسلامية بفتوحاتهم فمنهم من حدث في بغداد ومنهم من حكم الكوفة وواسط والمدائن ، ومنهم من ولي القضاء.
وأخيراً نقول بأن الاعتزاز بالعشيرة واحترام ضوابطها وجذورها التاريخية وعدم الإخلال بأعرافها يدفعه الى تجنب كل الامور التي من شأنها أن تخدش شرف وسمعة النسب ، ومن خطبة للرسول المصطفى (ص) بهذا المعنى ( خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يؤثم ) ...
ومن العشائر التي تعود الى بنو ظفر (الظفير) هي عشيرة الدريسات وعشيرة الحولة وعشيرة الضويحي وعشيرة آل بو صيبعة، وآل بو محمد والجورانيين.
المصادر:-
1- جمهرة أنساب العرب / ابن حزم الأندلسي / ص322.
2- نسب معد واليمن الكبير/ السائب الكلبي / ص381.
3- عشائر العراق / العزاوي /ج1 / ص295.
4- نهاية الأرب / القلقشندي / ص302.
5- الأنساب / السمعاني /ج4/ ص79.
6- الجامع / محمد عبد القادر با مطرف/ ج3/ ص202.
7- تاريخ الكوفة / البراقي/ ص378.
8- القبائل وانسابها / القزويني / ص181.
9- موسوعة العشائر العراقية / العامري/ج5/ ص155.
10- معجم قبائل العرب / عمر رضا كحالة /ج2/ ص695.
11- التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة / ج2/ ص200.
12- أسد الغابة في تمييز الصحابة / ابن أثير الجزري/ج4/ ص370.
13- تاريخ ابن خلدون / ابن خلدون.
سلالة عشائر الظفير/ عشيرة آل بو محمد،عشيرة الجورانية، عشيرة الدبيسات، عشيرة الدريسات، عشيرة المناصير، آل بو أصيبعة، عشيرة الحولة، والضويحي، وآل بو صوايا.
الضويحي الجورانية
حسن
الحولة حسين
علي
حمود
عجيمي
جدعان
سوط
سلامة
سهل
محمد
سعد
محمد
عبد الوهاب
علي
يوسف
آل بو صوايا جبريل الدرر الكامنة
محمد 1506
غزال
نبيه الدين
القاسم
أحمد
عبد الصمد
سلام تاريخ بغداد
معجم قبائل العرب ربيعة ج9 ص227
ص317 سماك
رافع
أبو بشير
منصور تاريخ بغداد/ ج13/ ص 80
أحمد
نصر
حارث
عبيد الاستيعاب/ ج4/ ص1493
(آل بو أصيبعة) رزاح
ادريس
(الدبيسات) محمد (المناصير)
محمد يونس عبد الله
عبد الباقي محمد عمر
محمد أنس عبد الله جمهرة أنساب العرب
عبد الله فضالة عبد الله ص343
محمد عدي موسى
ذيل تاريخ بغداد
ج21ص17
عبد الرحمن حرام عبد الله
الربيع الهيثم عبد الرحمن
ثابت رفاعة
وهب منصور
مشجعة عمرو
الحارث قتادة
عبد الله نعمان
الدباس زيد
عامر
سواد
بني ظفر
الخزرج
عمرو
مالك
الأوس
حارثة
ثعلبة العنقاء
عمرو مزيقياء
عامر ماء السماء
حارثة الغطريف
ثعلبة
امرؤ القيس
ثعلبة البهلول- مازن- عبد الله- الأزد- الغوث- نبيت- مالك- زيد- كهلان- سبأ- يشجب- يعرب- قحطان
www.alawsprinces.com (http://www.alawsprinces.com/)
بنو ظفر بطن كبير من قبائل اليمن القديمة، عرفوا بعراقة النسب ، ولهم جذورهم التاريخية ومكانتهم المعروفة بين العشائر والقبائل ، ولقد تجسدت فيهم كل الصفات الحميدة من كرم وشجاعة وشهامة عربية أصيلة.
ولقد روى عنهم النسابون والمحققون كثيراً ، فلقد قال فيهم عمر رضا كحالة في كتابه معجم قبائل العرب ج2 ص665 بأن ظفر من يقطن احدى قرى لحج في شبه الجزيرة العربية وكذلك يقول بأن بني ظفر بن الحارث من قيس عيلان العدنانية وينسبهم أيضاً بأنهم بطن من بني ظفر بن الخزرج من الأزد القحطانية وهم بنو ظفر وهو كعب بن الخزرج الأصغر بن عمرو بن مالك بن الأوس القحطانية.
حيث يقول: ظفير كما ذكرهم الحمداني في عرب برية الحجاز وعدهم من احلاف مرة من عرب الشام ولم ينسبهم في قبيلة.
وقال أيضاً: إن الظفير عشيرة لم تنسب الى قبيلة وتقع منازلها في طول الظفير في المنطقة المحايدة بين العراق والسعودية وفي أطرافها ، وهي لا تتقيد بهذه المنطقة أو سواها فلا تلبث أن تشد اليها الرحال في ارتياد الكلأ والخصب، ولهذه العشيرة علاقة كبيرة بلوائي المنتفك والديوانية، وكثيراً ما يقضي أفرادها موسم الصيف في أرياف اللوائين وتقسم هذه العشيرة الى قسمين كبيرين هما البطون والصمدة ، وذلك يقول بأنهم من بني لام بالحجاز كانت منازلهم بالقرب من المدينة المنورة.
وقد ذكرهم العزاوي في كتابه عشائر العراق ج1 ص215 بأنهم من أشهر قبائل نجد والعراق، والقسم الكبير منها يتجول في الجانب الغربي من الفرات بين الزبير وأنحاء السماوة، ولها مكانتها المعروفة، ومضى لها دور لا يستهان به أيام ورودها العراق في أول القرن الثالث عشر الهجري، جاءت من نجد الى العراق، يشملها هذا الاسم مع تباين في النسب والجد، وهم في الأصل على ما هو معروف قبائل متعددة تضافرت وكونت مجموعة تمكنت من المحافظة على كيانها، والتزام الوفاق بما يعود لها من بسط سطوتها بحيث صارت قوة كبيرة يخشى صولتها، ومثلها عندنا (قبيلة المجمع) متألفة من عدة قبائل، أو فروع من قبائل متعددة، واليوم لا تزال الظفير تعد من القبائل البدوية المعروفة وإن كان قد مال بعض منها الى الأرياف..
كتب صاحب عنوان المجد الظفير بالظاء، ولما كان لفظه عامياً فلا يعول على تلفظه في ضبط الكلمة دون تنبيه ونرى في هذه الأيام أن ذكرها قد جاء في كتب حديثة أخرى بالظاء أيضاً متابعة لما جاء في عنوان المجد والتضافر والتساند المعروف عنهم يؤيد كتابة القبيلة بالضاد..
وجاء في كتاب نهاية الأرب/للقلقشندي ص302 عن هذه القبيلة: أنها تحت إمرة آل فضل من طيء، وعدهم الحمداني من عرب برية الحجاز من احلاف آل فضل والمعنى واحد، ولا يعرف بالتحقيق تاريخ هذا التضافر والتساند، وإن المدونات التاريخية لم تعين ذلك ولم تكشف ما يرفع اللبس عنه، وعلى كل الالفة الطويلة والتماسك القديم أدى الى أن يكونوا قبيلة واحدة، ومن المقطوع به ان كل قسم من قبائلها يرجع الى أصله المنسوب اليه والمحفوظ عنده وكذا المعروف عند المجاورين.. وإن تشتت الآراء في أصل نسبهم ناجم من اختلاف فروعهم وعدم التمكن من ارجاعها الى أصل واحد من جهة أنهم متآلفون من قبائل متعددة، وكان الأولى أن يعين كل فرع وما يمت اليه من قبيلة معروفة..
وقد ذكرهم مؤرخون عديدون وجاء عنهم في عشائر العرب للبسام ما نصه:-
( ومنهم – من عشائر نجد – الظفير المشهورون، و السكماة المذكورون ذو التقلب كتقلب الفلك، والتنقل من ملك الى ملك ، يحمون نزيلهم، ويضفون جميلهم، حمدهم سائر، وفخرهم شاهر، وفضائلهم لا تحصى، ومحامدهم لا تستقصى...
ولم تكن لهم علاقة سابقة بالعراق ، ولا جرى لهم ذكر في تواريخنا الى ظهور (آل سعود) وحينئذ عرفوا بمناصبتهم العداء لهم، ووقوع الحروب الدموية حتى مالوا الى العراق بعد أن رأوا التنكيل المرّ، والتدمير القاهر..
وقال في مطالع السعود:-
( وسمعت ممن أثق به أنهم من بني سليم، فإن صح ما ذكره كانوا عرانين، أباة الضيم، فقد كان يقال اذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة، و كاثر بسعد،وحارب بعمرو، وإذا كنت من قيس ففاخر بغطفان، وكاثر بهوزان، وحارب بسليم)(1) .
وقال الحيدري:-
( من أعظم عشائر العراق الظفير، وهم قبائل كثيرة يبلغون ثلاثين ألفاً فأكثر ومنهم بنو حسين من الأشراف ومنزلهم في منازل المنتفك من نجد والبصرة).
ومن هذا نعلم درجة قربى بعض أقسامهم الى عدوان التي تدعي أنها من الظفير وهي قبيلة معروفة، ذكرها صاحب (شرقي الأردن) وعدد فروعها(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مطالع السعود ص136.
(2) شرقي الأردن ص166و 215 و 268.
ولا يبعد أن يتجول هؤلاء الظفير في طول الجزيرة وعرضها، وأن يتركوا قسماً منهم في مواطن نائية، والظاهر أن بعض فروع عدوان عاشت مع الظفير.
وعدوان هذه من القبائل القيسية ذكرها في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد(1).
وحياتهم في غالبها في تجول وتنقل مستمرين فقد نراهم في أنحاء البصرة مرة، كما نشاهدهم في أطراف سنجار مرة أخرى، وهكذا في شرقي الأردن وفي الحجاز ونجد..
ولا محل هنا لذكر وقائعهم قبل ورودهم العراق وعلاقاتهم وحوادثهم بالشرفاء في الحجاز وبإبن سعود، أو ما جرى من حروب مع أمراء آل حميد من بني خالد في أنحاء الاحساء- فهذا يطول بنا كثيراً ، ووقائعهم عديدة.
كانت لهم واقعة مع الفضول في سنة 1108هـ - 1697م وكان رئيسهم حينئذٍ سلامة ابن مرشد بن سويط وهكذا لم يخلوا في وقت من غزو وحرب وكل وقائعهم قبائلية ذكر غالبها صاحب (عنوان المجد في تاريخ نجد) وكلها متماثلة تقريباً في وضعها وشكلها...
وتفصيل وقائعهم في العراق من حين ورودهم اليه كان له قيمة خاصة.. وهو مذكور في تاريخ العراق ويهمنا أن نقول هنا أن نزوحهم كان بسبب وقائعهم مع آل سعود كما مرت الإشارة، وذلك أنه كانت قبائل الظفير كسائر القبائل مستقلة بنفسها تغزو من أرادت، وتحالف، وتتجول.. ولما تأسست حكومة آل سعود في نجد انقادت لها ولم تقدر على مقاومتها فأذعنت بالطاعة.. وكان سعود أمير نجد قد قصد الشمال في ذي القعدة لسنة 1219هـ- 1805م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1)عنوان المجد في تاريخ نجد ص161.
وكان قبيل ذلك قد حدث بين قبيلة مطير والظفير بعض القتال ، فقتل من مطير أحد رؤسائهم من الدوشان، وقتل من الظفير مسلط بن الشابوش بن عفنان (ومن فروعهم العفنان فخذ يسمى بإسمه) فأرسل اليهم سعود وهو في الدرعية فأصلح بينهم وكف بعضهم عن بعض، وتوعد من اعتدى منهم على الآخر، فلما سار سعود في هذه الغزوة اجتاز بقبائل الظفير وهم في الدهنا ، من جهة (لينه) الماء المعروف، فأمرهم أن ينفروا معه غزاة فنفر معه شرذمة رئيسهم الشابوش بن عفنان، فاستقل سعود غزوهم فانتهر الشابوش وغضب عليه، فقال أنهم عصوني وهم يريدون المسير لقتال مطير، وكان سعود شرب من لينه ومال منها يريد العراق فحرف الجيوش اليهم وشن عليهم الغارة وأمر فيهم بالقتل والنهب، ثم بعد ذلك أعتق غالبهم من القتل وقتل من عامة الظفير قتلى كثيرة من كل قبيلة وأخذ جميع أموالهم من الابل والخيل والغنم و الحلل و الأمتاع والأزواد، ولم ينج منهم إلا الشريد من أقاصيهم وتفرقوا.. فمنهم من هرب الى المنتفق، ومنهم من فرّ الى جزيرة بين النهرين، وبعضهم هثلوا في نجد.
هذا وكان قد حدث من عربان الظفير حوادث أخرى عديدة علمها الأمير سعود منهم من تضييع بعض فرائض الدين، و ايواء المحدثين وتوهيلهم وأضافتهم وأتاهم غزو من قبائل الشمال فأغاروا على نجد واجتازوا بالظفير فأضافوهم ، وذكر لسعود أن أناساً منهم يغزون مع أعدائه على قبائلهم...
كل هذا كان منهم وعلمه سعود، وإن الحادث الأخير قريّ الشيهة فيهم، وجعله يقطع في صحة ما نسب اليهم فكان ما كان.. وهذا سبب نزوحهم الى العراق في هذه السنة وهي سنة 1219هـ (1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عنوان المجد في تاريخ نجد .
وبعد أن جاءوا العراق ضبطت وقائعهم، وعرفت حوادثهم مع الحكومة، ومن وقائعهم في العراق أنهم في سنة (1220هـ ـ 1806م) كان غزو منهم برئاسة روخي بن خلاف السعدي الظفيري، وراشد بن فهد بن عبد الله السليمان بن سويط، ومناع الضويحي رؤساء ظفير،وأكثر هذا الغزو منهم ومن رؤسائهم وهم في الموضع المعروف بـ(فليج) في الباطن قرب الحفر فصادفتهم سرية من جيش سعود فأستأصلتهم تقريباً ولم يسلم منهم إلا الشريد(1)...
وفي هذه الحادثة وبعدها لم يبق أمل لهذه القبيلة في مقارعة آل سعود... وتعد خاتمة الوقائع في الانتقام منهم، والحكومة العثمانية بطولها وعرضها، وقوة جيشها وجمهرة قبائلها.. لم تتمكن من آل سعود فكيف بالقبيلة الواحدة وعلى كل حال هذه حاسمة الوقائع بينهم وبين آل سعود.
وفي سنة 1224هـ ـ 1810م حدثت للظفير وعنزة حادثة مع شمّر وأمدّ الوزير سليمان باشا قبيلة شمّر ولكن انتصر الظفير وعنزة على شمّر وعلى الجيوش...
وقال المؤرخ الشهير سليمان فائق بن الحاج طالب كهية في تاريخ المماليك عن هذه القبيلة بعد ورودها العراق ما نصه:-
( هذه القبيلة من القبائل النجدية العظمى، أرادت أن لا تنقاد الى آل سعود باداء الزكاة على أنعامها، وأن لا يسيطر عليها أحد فيما ترتكبه من الجرائر والمفاسد ففروا من سلطة الوهابيين وجاءوا الى الخطة العراقية...
وقد شوقهم على المجيء امراء المنتفك كسائر من تمكنوا من جلبه لجانبهم بقصد التقليل من صورة الوهابيين وتقوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
(1)عنوان المجد / ج1/ ص 134.
جهتهم و اعزازها بامثال هؤلاء مبدين لولاة بغداد صلاح ذلك وإنهم قاموا بخدمة مهمة في تزييد قوتهم ومكانتهم واعتزاز عشائرهم...
أظهروا ذلك وحسنوه للوزراء والحال أن هؤلاء إنما رحبوا بهم وقبلوا دخالتهم لأغراض اخرى غير هذه ، وذلك أنهم أضمروا أيضاً أن يستخدموهم على حكومة بغداد فأمّنوا صولة الوهابيين في الظاهر وعادية الوزراء في الباطن الا إن الوزراء لم يطلعوا على هذه الجهة فعدوا ذلك منهم مفخرة وخدمة جلى .. ولذا نالوا كل اعزاز وتكريم لما قاموا به...!
كانت هذه القبيلة قد مضت الى اورفة، وإن الوزير سليمان باشا عزم على التنكيل بها ولكنه عاد بالخيبة ولم ينل مطلوبه بل أن هذه الحركة منه بفيلق عظيم وتجاوزه حدود ايالة بغداد وتدخله في شؤون ايالة أخرى دون استئذان من حكومته مما أسخط عليه رجال الدولة...)(1).
وعلى كل حال ان تاريخ نزوح هذه القبيلة الى العراق قد عرف بالوجه المشروح وتعين بصورة واضحة، ولا يخلو من بعض المقدمات، إلا ان مؤرخنا سليمان فائق تحامل على أوضاع هذه القبيلة ، واتصالها بأمراء المنتفك من جهة أطراد الوقائع، ومن حدوث وقائع مستقلة قد فسرها تفسيراً لا يحلم به البدوي، والحالة الراهنة هي التي تدعو ، والتفسير حدث بعد الوقوع لا بالوجه المنوي أو المتفق عليه..
وقائعهم معروفة، ومدونة في تاريخ العراق، والملحوظ ان هذه القبيلة لا ترغب أن تحافظ على نظام بل من مصلحتها أن تشوش كما يفهم من تاريخها الى عهد آل سعود، ولما قضى هؤلاء على عوائد كثيرة كلها حرب وغزو مالوا الى العراق..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) تاريخ الكولات/ ص15.
وهذه القبيلة تتألف من فروع كل منها ينتسب الى قبيلة ، ذلك ما دعا الى أن تضطرب كلمة النسابة فيهم.. والصواب أن نسب كل فرق معروف ومعترف به و النبز لا يعول عليه.. وإنما يذكر كحادث أدبي كما ينقل عن جرير وغيره في مهاجاتهم...وفرقهم : البطون و الصمدة.
ومن راجع تاريخ هذه القبيلة ووقائعها مع الحكومة ومع القبائل الاخرى علم درجة نشاطها وقوة تجولها، وهي في أوضاعها القبائلية من أذكى العرب وأنشطهم.. كابدت وجالدت لتعيش عيشة راضية فلم تفلح، ولا تزال في عناء وضعف.. لم يطلب لها القرار في موطن، ولا تزال على بداوتها إلا قليلاً وشهرتها في الكرم والشجاعة والإباء معروفة.
اما ما ذكره العامري فيهم في كتابه موسوعة العشائر العراقية ج5 ص115 بأنهم من العشائر التي نزحت في اوائل القرن الثالث عشر الهجري من نجد الى العراق ، وهي عشيرة واسعة لها فروعها وأفخاذها العديدة وأن القسم الاكبر منها ينتقل في الجانب الغربي من نهر الفرات ما بين أنحاء محافظة المثنى والزبير.
وهم كما تشير بعض المصادر مجموعة من العشائر تضافرت وتماسكت وانصهرت في كيان واحد، ولعشيرة الظفير نزاعاتها ومعاركها الكثيرة مع أسرة آل سعود في نجد والحجاز قبل هجرتها الى العراق وكان لهم حضورهم الواسع في منازل (المنتفك) الناصرية وفي اطراف (سنجار) ولها أكثر من نخوة، وكل فرع من فروعها يدّعي انتماءه لعشيرة من العشائر.
فعشيرة الظفير كبيرة وتأريخها حافل بالكثير من الوقائع والمآثر، وفيها الكثير من الرجال الأشداء، وهي عشيرة بدوية الجذور ولها مكانتها البارزة بين العشائر كافة، كما أن لها القيم الكريمة في الضيافة والجود والفروسية، وكان أمراء (المنتفك) يرحبون بهم ويشوقونهم الى المجيء بأعداد غفيرة.
وإن كل المصادر التاريخية تشيد بهذه العشيرة العربية الكبيرة التي طوت عشرات السنين من ترحالها ونزولها .. ومن فروعهم : عشيرة البطون ، وعشيرة الصمدة ، ومن فروعهم : ( بنو حسين ، آل سعيد ، بنو خالد، آل كثير، آل طلوح، آل سويط، آل سلطان، آل مذعر، الحولة، البطاح، العفتان، الضويحي، الرسمي، و آل عدوان) .
أما ما ورد في نهاية الأرب للقلقشندي ص302 بأن بني ظفر من بني لام من عرب الحجاز من العرب العدنانية وهم بني ظفر أيضاً بن الحارث بن بهتة ويقال أن هؤلاء بنو ظفر من الانصار ، وقال أيضاً أن بنو ظفر بطن من بني نبيت من الأوس القحطانية وهم بنو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس ، ومنهم الصحابي الجليل قتادة بن النعمان الظفري الانصاري وهو قتادة بن النعمان بن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الانصاري الأوسي ثم الظفري يكنى أبا عمرو وقيل أبو عبد الله ، وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه ، شهد العقبة وبدر وأحد والمشاهد كلها مع النبي (ص) وأصيبت عينه، يوم بدر، وقيل: يوم أحد ، وقيل : يوم الخندق.
وقال أبو عمر: أصح، والله أعلم ، إن عين قتادة أصيبت يوم أحد فردها رسول الله (ص) فكانت أحسن عينيه، ورأى جبريل مع النبي (ص) في صورة دحية الكلبي الصحابي.
وروى الأصمعي، عن أبي معشر المدني قال: وفد أبو بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم بديون أهل المدينة إلى عُمر بن عبد العزيز رجلاً من ولد قتادة بن النعمان الظفري، فلما قدم عليه قال: ممن الرجل فقال: (الطويل)
أنا إبن الذي سالت على الخد عينه
فَردّت بكف المصطفى أحسن الردِّ
فعادت كما كانت لأول امــــرها
فيا حُسن ما عَين ويا حُسن ماردِّ
فقال عمر بن عبد العزيز: (البسيط)
تِلك الـمَكارمُ لآقَعْبَانُ مــن لبنٍ
شِـــيباً بمـــاءٍ فعَادَا بعدُ أبـوَالاً
وكان قتادة بن النعمان الظفري من فضلاء الصحابة، وكانت معه راية بني ظفر يوم الفتح.
و قتادة هذا هو جد عاصم بن عمرو بن قتادة المحدث النسابة، أكثر محمد بن اسحاق الرواية عنه، توفي قتادة بن النعمان الظفري سنة 23هـ ، وهو ابن خمسة وستين سنة صلّى عليه عمر بن الخطاب ونزله في قبره أبي سعيد الخدري ومحمد بن سلمة الأنصاري الاوسي.
ولقد ذكرهم ابن السائب الكلبي في كتابه نسب معد واليمن الكبير ص381 وكذلك في جمهرة انساب العرب لإبن حزم الأندلسي ص322 بأن (بنو ظفر) هم بنو عمرو بن مالك بن الاوس ، ولد عمرو بن مالك بن الأوس الخزرج وعامراً وولد الخزرج بن عمرو كعباً، وهو ظفر (بطن) ، فولد ظفر كعب بن الخزرج مراً، ومنهم قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر شاعر الأوس ، ومنهم ثابت بن قيس بن الخطيم الاوسي صحابي شهد المشاهد كلها مع الرسول (ص) وجرح اثنا عشر جرحاً واستعمله الإمام علي (ع) على المدائن حيث عاش في خلافة معاوية ، والذي كان معاوية يتقي مكانته ، ومنهم برذع بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد الشاعر، ورفاعة بن زيد بن عامر بن سواد الذي سرق درعه أبيرق الظفري ، ومنهم قتادة بن النعمان بن زيد شهد بدراً والعقبة ، ومنهم عاصم بن عمرو بن قتادة بن النعمان الاوسي الانصاري، أبو عمر المدني ثقة عالم بالمغازي من الربعة مات بعد العشرين والمائة، ومنهم عبيد بن أوس بن مالك بن سواد الذي يدعى مقرناً لأنه كان يقرن الأسرى يوم بدر مع رسول الله (ص) وهو الذي أسّر العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب، ومنهم يزيد بن قيس بن الخطيم قتل يوم الجسر، قتلته الأعاجم ، ومنهم خالد بن ثابت بن النعمان بن حارث بن عبد رزاح بن ظفر قتل يوم مؤتة مع جعفر بن أبي طالب (ع) ، ومنهم نصر بن عبد رزاح بن ظفر شهد بدراً ، ومنهم لبيد بن سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح وهو بدري فاضل وهو الذي أتهم بالدرع وهو بريء، ومنهم الحارث بن عمر بن حارثة بن هيتم بن ظفر وابنه بشر بن ابيرق الشاعر، ومنهم معتب بن عبيد بن سواد بن هيتم شهد بدراً، وعدي بن ثابت بن قيس بن الخطيم الذي يحدث عنه وهو ثقة من الرابعة مات سنة 126هـ.
ومنهم محمد بن محمد بن محمود ولد في بغداد في قنطرة الانصار، مات سنة 255هـ.ومنهم يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري وله صحبة، ومنهم ادريس بن محمد بن يونس الظفري أبو محمد الذي ترجع اليه سلالة عشيرة الدريسات الظفرية.
الاستنتاج:-
نستنتج مما ورد أعلاه عن ما قاله المؤرخون والنسابون في قبيلة بنو ظفر (الظفير) التي هي احدى بطون الأوس الكبرى منذ عصر الجاهلية بأنهم من بني ظفر أحدى بطون الأوس الكبرى وليس الظفير وأسمه كعب بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس، وهم بطن من بني النبّيت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ من العرب القحطانية وأعلامهم في عصر الجاهلية و صدر الرسالة الإسلامية كثيرون ومنهم الصحابي الجليل قتادة بن النعمان الظفري، ومن مشاهير الشجعان ومن صحابة الرسول الأعظم (ص) وهو حامل راية بني ظفر يوم فتح مكة.
فبنو ظفر أو الظفير كما يدعي بعض النسابين هم بطن كبير من الأوس من القحطانية منازلهم بالشام والجزيرة العربية، وهذا ما جاء مغايراً لصحة ما جاء لبعض المؤرخين والنسابين بأن الظفير مزيج من عشائر تضافرت وتماسكت في قبيلة واحدة، وأن بعض النسابين ينسبهم الى بني سليم الذين سكنوا بلاد أفريقيا وأصبحوا من عرب الطبقة الرابعة أي العرب.......؟ كما جاء في كتاب ابن خلدون المجلد السادس ،فهم بطن كبير من الأوس متشعب القبائل ولهم لمحات تاريخية مضيئة في تاريخ البشرية فهم الذين تركوا بصمات ولائهم للرسول الأعظم (ص) وسطروا أعظم ملاحم البطولة والفداء للذود عن حياض الدين الاسلامي الحنيف ، فمنهم صحابة اجلاء وقادة عظام دخلوا العراق وجالوا البلاد الاسلامية بفتوحاتهم فمنهم من حدث في بغداد ومنهم من حكم الكوفة وواسط والمدائن ، ومنهم من ولي القضاء.
وأخيراً نقول بأن الاعتزاز بالعشيرة واحترام ضوابطها وجذورها التاريخية وعدم الإخلال بأعرافها يدفعه الى تجنب كل الامور التي من شأنها أن تخدش شرف وسمعة النسب ، ومن خطبة للرسول المصطفى (ص) بهذا المعنى ( خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يؤثم ) ...
ومن العشائر التي تعود الى بنو ظفر (الظفير) هي عشيرة الدريسات وعشيرة الحولة وعشيرة الضويحي وعشيرة آل بو صيبعة، وآل بو محمد والجورانيين.
المصادر:-
1- جمهرة أنساب العرب / ابن حزم الأندلسي / ص322.
2- نسب معد واليمن الكبير/ السائب الكلبي / ص381.
3- عشائر العراق / العزاوي /ج1 / ص295.
4- نهاية الأرب / القلقشندي / ص302.
5- الأنساب / السمعاني /ج4/ ص79.
6- الجامع / محمد عبد القادر با مطرف/ ج3/ ص202.
7- تاريخ الكوفة / البراقي/ ص378.
8- القبائل وانسابها / القزويني / ص181.
9- موسوعة العشائر العراقية / العامري/ج5/ ص155.
10- معجم قبائل العرب / عمر رضا كحالة /ج2/ ص695.
11- التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة / ج2/ ص200.
12- أسد الغابة في تمييز الصحابة / ابن أثير الجزري/ج4/ ص370.
13- تاريخ ابن خلدون / ابن خلدون.
سلالة عشائر الظفير/ عشيرة آل بو محمد،عشيرة الجورانية، عشيرة الدبيسات، عشيرة الدريسات، عشيرة المناصير، آل بو أصيبعة، عشيرة الحولة، والضويحي، وآل بو صوايا.
الضويحي الجورانية
حسن
الحولة حسين
علي
حمود
عجيمي
جدعان
سوط
سلامة
سهل
محمد
سعد
محمد
عبد الوهاب
علي
يوسف
آل بو صوايا جبريل الدرر الكامنة
محمد 1506
غزال
نبيه الدين
القاسم
أحمد
عبد الصمد
سلام تاريخ بغداد
معجم قبائل العرب ربيعة ج9 ص227
ص317 سماك
رافع
أبو بشير
منصور تاريخ بغداد/ ج13/ ص 80
أحمد
نصر
حارث
عبيد الاستيعاب/ ج4/ ص1493
(آل بو أصيبعة) رزاح
ادريس
(الدبيسات) محمد (المناصير)
محمد يونس عبد الله
عبد الباقي محمد عمر
محمد أنس عبد الله جمهرة أنساب العرب
عبد الله فضالة عبد الله ص343
محمد عدي موسى
ذيل تاريخ بغداد
ج21ص17
عبد الرحمن حرام عبد الله
الربيع الهيثم عبد الرحمن
ثابت رفاعة
وهب منصور
مشجعة عمرو
الحارث قتادة
عبد الله نعمان
الدباس زيد
عامر
سواد
بني ظفر
الخزرج
عمرو
مالك
الأوس
حارثة
ثعلبة العنقاء
عمرو مزيقياء
عامر ماء السماء
حارثة الغطريف
ثعلبة
امرؤ القيس
ثعلبة البهلول- مازن- عبد الله- الأزد- الغوث- نبيت- مالك- زيد- كهلان- سبأ- يشجب- يعرب- قحطان
www.alawsprinces.com (http://www.alawsprinces.com/)