binhlailبن هليــل
11-10-2007, 10:16 PM
الفكرة:نتيجة للنجاح الذي حقّقه برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند) في مجال التنمية البشرية، انبثقت فكرة الجامعة العربية المفتوحة لدى سمو الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس أجفند، من واقع متابعة سموّه لما يواجهه قطاع التعليم في الوطن العربي من مشكلات معقّدة تنذر بتداعيات خطيرة تعوق قدرات الأمة في النهوض برسالتها الحضارية وتحقيق تنمية بشرية متوازية.
وقد استحوذ هذا الهمّ القومي على تفكير سموّه وهو يستقرئ آثار هذه المشكلة وأبعادها على مستقبل الأمة، فقاد سموّه حواراً واسع النطاق مع جهات تربوية عديدة وأشخاص معنيين بقضية التعليم بغية تجاوز هذا الواقع، واستشراف آفاق أرحب في ظل مشروع تعليمي مواكب لمتطلبات العصر.
من هذا المنطلق، بدأت اتصالات سموّه مع معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأصحاب المعالي وزراء التعليم العالي العرب، طارحاً فكرة البحث في إمكانية إنشاء جامعة عربية مفتوحة ومعلناً عن استعداده لرعاية وتمويل كل جهد عربي يهدف لبلورة الفكرة.
وقد لاقت مبادرة سموّه تفهّماً واهتماماً عربيين وأحيطت بالتقدير والاحترام على المستويات العلمية وأفسحت لها وسائل الإعلام العربية مساحات واسعة مما يشير إلى مدى الاهتمام بأن تبلغ هذه المبادرة مداها وتحقّق أهدافها.
الحاجة إلى الجامعة العربية المفتوحة:في نهايات القرن العشرين، ومع بزوغ فجر القرن الحادي والعشرين، بدأت مؤسسات التعليم العالي، من جامعات وكليات ومعاهد، في كثير من بلدان العالم تُراجع أهداف وتوجهات التعليم العالي بما في ذلك إيجاد بدائل رائدة لطرح فرص التعليم بشكل أكثر يسراً واتساعاً. جاء ذلك إثر بروز معالم واضحة تشكل أطراً عامة وأخرى خاصة في التعرّف على تحديات المستقبل في مجال التعليم العالي، مما تبعه لدى البعض وضع استراتيجيات محددة لمواجهة هذه التحديات ونقل معاهد التعليم العالي إلى مستويات متقدمة.
ولعل أحد أهم مخرجات البحث عن طرق بديلة لتقديم التعليم العالي يكمن في تكوين إطار رصين ومنظم لما بات يُعرف بالتعليم المفتوح أو التعلّم عن بعد، والذي يهدف إلى تقديم تعليم عال متميز موجّه لخدمة قاعدة عريضة من طالبيه.
إن التحديات التي تواجه التعليم العالي والعجز المستمر الذي تعانيه الجامعات والمعاهد العربية العليا في استيعاب آلاف الطلبة المتخرجين من المدارس الثانوية، أصبح من أبرز المشكلات وأهمها على الإطلاق. ومن جهة أخرى? فإنه من الصعب تجاهل أوضاع المعلمين في المدارس العربية، فأغلبهم بأمسّ الحاجة لتطوير مهاراتهم التربوية وصقلها لتتلاءم مع الطرق الحديثة للتربية والتعليم خاصة إذا ما أخذنا بالاعتبار أن عددا كبيراً من المعلمين في الوطن العربي يحمل مؤهلاً علمياً أقل من درجة البكالوريوس.
أما المرأة العربية فلا يزال التقدم الذي طرأ على تطوير مستواها العلمي غير كاف، حيث أن القيود الاجتماعية والثقافية تعيق مشاركتها الفاعلة والإيجابية إلى جانب الرجل في تنمية وطنها. فالنظام الأبوي لا يزال يسيطر ويحد من التقدم الثقافي للمرأة في وطننا العربي.
ولقد بينت الدراسة التي أجرتها الشركة التي كُلّفت إعداد دراسة جدوى إنشاء الجامعة العربية المفتوحة في عام 1998، أن هنالك فجوة بين العرض والطلب على مقاعد التعليم العالي في البلدان العربية تقدّر بحوالي (600.000) طالب من خريجي المرحلة الثانوية، كما أن هناك طلباً متزايداً على التعليم العالي من أولئك الذين انخرطوا في سوق العمل دون الحصول على المؤهل الجامعي (ومنهم فئة المعلمين)، وأصبحت لديهم الرغبة في الدراسة الجامعية لاكتساب المعلومات والمهارات المطلوبة لتحسين أدائهم في وظائفهم وأعمالهم، كما أن هنالك أعداداً كبيرة من الخريجين الجامعيين العاملين الذي يحتاجون إلى دراسة ما استجد في حقول تخصصهم من المعارف وأساليب التقنية الحديثة، لا وبل هنالك فئة منهم يحتاجون إلى إعادة التأهيل لتعديل تخصصاتهم أو تغييرها في ضوء حاجات سوق العمل.
رسالة الجامعة وأهدافها:تسعى الجامعة العربية المفتوحة إلى إتاحة فرص التعليم العالي والتعليم المستمر، عن طريق التعليم عن بعد باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة لكل مواطن عربي راغب فيه وقادر عليه، سواء في المدن أو المناطق الريفية والنائية وبخاصة المرأة العربية، ضمن حدود معقولة من الكلفة الإضافية التي يتحملها المجتمع العربي، وذلك للإسهام في إعداد الطاقات البشرية العربية المؤهلة في المجالات التي تتطلبها خطط التنمية الوطنية والقومية وإجراء البحوث وإعداد الدراسات وتقديم الاستشارات في هذه المجالات والإسهام بصورة عامة في رفع المستوى الثقافي والاجتماعي والعلمي لدى المواطن العربي.
البرامج الأكاديمية:لقد تمّ إجراء دراسة ميدانية في إحدى عشرة دولة عربية شملت حوالي خمسة آلاف طالب وخمسمائة من أصحاب العمل وذلك لاستطلاع آرائهم حول عدد من البنود المتعلقة بإنشاء الجامعة العربية المفتوحة، ومنها التخصصات الدراسية المطلوبة، ونتيجة لهذه الدراسة، فإن الجامعة العربية المفتوحة سوف تبدأ بالتخصصات التالية:
إدارة الأعمال بفروعها المختلفة.
علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات.
اللغة الإنجليزية.
تدريب المعلمين وإعدادهم.
وتتنوع البرامج التي تقدّمها الجامعة ضمن هذه التخصصات لتشمل البرامج التي تؤدي إلى درجة البكالوريوس بالإضافة إلى برامج التأهيل والتدريب والتعليم المستمر. وسوف تقوم الجامعة تباعاً بتقديم برامج وتخصصات علمية وتقنية ومهنية أخرى وفق دراسة الحاجات المستجدة لمتطلبات سوق العمل في البلاد العربية.
المواد التعليمية:المواد التعليمية المطبوعة: هي مجموعة من المقررات التي أُعدّت خصيصاً لطلاب الجامعة العربية المفتوحة إذ تشمل الكتاب المقرر ومواد قرائية مساعدة ودفاتر عمل تساعد الطالب على اختبار مدى استيعابه للمادة، بالإضافة إلى تجهيزات خاصة للتدريب العملي (ولاسيما فيما يتعلق بمواد التقنية والعلوم).
المواد التعليمية المسموعة والمرئية: تشمل شرائط مرئية ومسموعة بالإضافة إلى برامج إذاعية وتلفزيونية تساعد الطالب على استيعاب المادة بشكل أوسع وأعمق.
المواد الحاسوبية: لقد أصبح الحاسب الآلي جزءاً لا يتجزأ من وسائل التعليم الحديث بشكل عام، والتعليم عن بعد بشكل خاص، حتى أصبح من المحتّم على الطالب معرفة كيفية استعمال القواعد الأساسية للحاسب الآلي لكي يتمكّن من تطبيقها في البرامج المرافقة للمواد التعليمية، ويشمل ذلك المواد المعدّة على الأقراص الحاسوبية بالإضافة إلى المواد التي تبث عبر شبكة الاتصالات الدولية (الإنترنت).
وسائل التعليم في الجامعة العربية المفتوحة:البث المسموع والمرئي في اتجاه واحد: ستستخدم الجامعة العربية المفتوحة خدمات البث المرئي والمسموع حيث يستطيع الطلاب الإطلاع على المحاضرات عبر البث التلفزيوني والإذاعي (اتجاه واحد)، أو التفاعل مع المحاضر عن طريق الصوت (اتجاهين) والصورة (اتجاه واحد).
البث المسموع والمرئي في اتجاهين: ستستخدم الجامعة العربية المفتوحة محطات الـ (VSAT) وهي محطات طرفية صغيرة جداً لغرض تقديم تقنية الاتصال المتبادل عن طريق الصورة المرئية.
شبكة الاتصالات الدولية (الإنترنت) والبريد الإلكتروني: تعمل الجامعة العربية المفتوحة على نشر عدد من موادها التعليمية عبر شبكة الإنترنت بحيث يتمكن الطلاب الملتحقون بالجامعة من الإطلاع على هذه المواد باستخدام الحواسيب الشخصية، هذا بالإضافة إلى إمكانية اتصال الطلاب فيما بينهم والاتصال بين الطلاب والجامعة عن طريق استخدام البريد الإلكتروني.
المراكز الدراسية: ستؤمّن الجامعة العربية المفتوحة قنوات اتصال مع طلابها من خلال مراكزها الدراسية المنتشرة في جميع البلدان العربية التي تُرخّص فيها الجامعة. وسيتم تزويد الطلاب من خلال هذه المراكز مباشرة وبواسطة البريد بالمواد التعليمية المطبوعة والمسموعة والمرئية.
كما سيتمكّن الطلاب من الاستفادة من مختبرات المراكز المزودة بالأجهزة السمعية والبصرية، والحواسيب الشخصية وذلك بالإضافة إلى اللقاءات الصفيّة تحت اشراف معيدين يتم تدريبهم على أساليب التعليم المفتوح وبواقع معيد لكل عشرين متعلماً.
الدراسة المقيمة: سوف تستفيد الجامعة العربية المفتوحة من البنية التحتية في الجامعات القائمة من مبان وتجهيزات وذلك خارج أوقات العمل الخاص بتلك الجامعات لإقامة الندوات والمحاضرات النظرية والتطبيقات العملية من خلال المختبرات، والورش، وذلك لمدد قصيرة تتراوح بين يوم وأسبوع، ويعرف هذا النوع من التعليم (بالدراسة المقيمة).
مجموعات التعلّم الذاتي: سوف تشجع الجامعة العربية المفتوحة طلابها على إنشاء مجموعات التعلّم الذاتي، حيث يعمل الطلبة ضمن كل مجموعة على تبادل الدعم والمشورة فيما بينهم وذلك من خلال الاجتماعات النظامية أو الاتصال عبر الهاتف، أو البريد الإلكتروني وغيرها من وسائل الاتصال.
التقييم في الجامعة العربية المفتوحة:سوف تتبنى الجامعة نظام التقييم المتواصل الذي يبدأ مع بداية الفصل الدراسي (الاختبارات الدورّية، والتقارير، والمشاريع) وينتهي بإجراء الامتحانات الفصلية أو النهائية. ومن أهم مميزات الجودة التي ستركّز عليها الجامعة العربية المفتوحة قيام أعضاء هيئة التدريس في المركز الرئيسي بإعداد الامتحانات النهائية وإرسالها إلى فروع الجامعة ومراكزها لتُعقد في آن واحد، ثم يتم تصحيح الإجابات بإشراف مركزي باستخدام أحدث الوسائل التربوية والتقنية في التقييم، بحيث يتم كله بالأساليب المنضبطة التي تستخدم في الجامعات القائمة.
دعم الحكومات العربية:نتيجة للتواصل مع وزراء التعليم العالي العرب فقد طلبت خمس دول عربية استضافة المقر الرئيسي للجامعة، كما طلبت أربع دول أخرى فتح فروع للجامعة فيها، وفي ضوء التسهيلات التي تقدمت بها الدول الخمس التي طلبت استضافة المقر الرئيسي للجامعة، اتُّخذ قرار في 9 ديسمبر عام 2000م، باختيار دولة الكويت مقراً رئيساً للجامعة، وفي 9 يناير 2001م، تم التوقيع في الكويت على مذكرة تفاهم بين برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية ودولة الكويت لاحتضان المقر الرئيسي للجامعة.
ولقد تم التنسيق مع وزراء التعليم العالي في البلدان العربية بحيث يتم ترخيص الجامعة العربية المفتوحة في كل بلد عربي تفتح الجامعة فيه فرعاً لها وبالتالي، ستسعى الجامعة لتحقيق معايير الاعتماد والاعتراف بالشهادات وفق الأسس المقررة في ذلك البلد.
حجم الإنفاق المتوقع:إن التحليل المالي الذي قامت به الشركة المكلفة باعداد دراسة الجدوى افترض أنه سيتم فتح الجامعة في ست دول عربية كخطوة أولى. ولقد تم الأخذ بهذا الافتراض للاعتقاد بأن نجاح الجامعة يكمن في تركيزها على نشاطها في مناطق إقليمية محدودة ومحصورة مما سيؤهلها إلى أن تكون قاعدة قوية بحيث يمكن الارتكاز عليها والانتشار بعدها إلى باقي الدول العربية.
وعليه، فقد تم الافتراض أن الهيكل المالي للجامعة العربية المفتوحة سيبدأ بتكلفة إجمالية تُقدّر بحوالي 32 مليون دولار أمريكي، سيتم توفيرها عن طريق برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية.
التعاون مع الجامعات القائمة في البلدان العربية:إن الجامعة العربية المفتوحة ليست بديلاً بأي شكل من الأشكال للجامعات القائمة، وإنما هي مساندة لها، وتعمل في إطار آخر وفق رؤى وسياسات ومناهج ووسائل مختلفة لإيصال العلم الحديث إلى طالبيه حيثما كانوا في منازلهم وأماكن عملهم، وانه من الضروري أن يتم التنسيق بين الجامعة العربية المفتوحة والجامعات القائمة لتبادل الآراء والخبرات والمصالح المشتركة، بشكل عام، وخاصة في المجالات التالية:
- الاستفادة من أعضاء هيئة التدريس والمعيدين في الجامعات القائمة للعمل غير متفرغين في الجامعة العربية المفتوحة، ويشمل ذلك المشاركة في إعداد المواد التعليمية والمشاركة في إجراء البحوث التطبيقية التي تخدم المجتمع بالإضافة إلى المشاركة في الإشراف على المراكز التعليمية.
- الاستفادة من البنية التحتية في الجامعات القائمة من حيث استخدام مرافقها وتجهيزاتها لخدمة الطلبة في المراكز الدراسية وذلك بعد ساعات الدوام الرسمي وأثناء عطلة نهاية الأسبوع، ويتم ذلك بصورة تعاقدية بين الجامعة العربية المفتوحة والجامعات القائمة.
- استفادة الجامعات القائمة من المواد التعليمية التي تعدها الجامعة العربية المفتوحة لكونها مواد وضعت للتعلّم الذاتي وبالتالي يستخدمها الطالب الجامعي في الجامعات القائمة للتعلّم خارج أوقات المحاضرات المبرمجة وذلك بواسطة أشرطة الفيديو، أو أقراص الحاسب، أو البث المرئي، أو الإنترنت.
التعاون مع الجامعة البريطانية المفتوحة:تُعد الجامعة البريطانية المفتوحة من أعرق الجامعات في العالم التي تستخدم أسلوب التعليم المفتوح، ولقد حقّقت نجاحاً بارزاً بين الجامعات البريطانية إذ أنها أصبحت ضمن قائمة الجامعات البريطانية الخمس عشرة الأوائل، وحققت مؤخّرا الترتيب الأول في مجال علوم الأرض. ولقد تم التعاون بين الجامعة العربية المفتوحة والجامعة البريطانية المفتوحة بحيث:
تعتمد الجامعة في المرحلة الأولى من مراحل إنشائها على ترخيص المواد التعليمية من انتاج الجامعة البريطانية المفتوحة، وستقوم في المراحل اللاحقة على إنتاج المواد التعليمية الخاصة بها.
تعتمد الجامعة البريطانية المفتوحة الدرجات العلمية والشهادات التي تصدرها الجامعة العربية المفتوحة وذلك من خلال برنامج مقنن للاعتماد يتضمن الإشراف على تنفيذ البرامج الأكاديمية وتقويمها من خلال الزيارات الميدانية الدورية التي يقوم بها المختصون من المؤسسة البريطانية لاعتماد الجامعات المفتوحة.
شروط القبول:النجاح في امتحان شهادة الدراسة الثانوية أو ما يعادلها.
النجاح في امتحان القبول أو المقابلة الشخصية التي تجريها الجامعة أو استيفاء أي شرط آخر للقبول يوافق عليه مجلس أمناء الجامعة.
بدء الدراسة:تتضمن الخطة التنفيذية للجامعة أن تبدأ الدراسة في ست دول عربية تكون دولة الكويت مقراً رئيساً للجامعة وتنشأ فروع لها في الدول الخمس الأخرى وهي :
المملكة العربية السعودية.
الجمهوريـة اللبنانيـة.
المملكة الأردنية الهاشمية.
جمهورية مصر العربية.
مملكة البحرين.
وقد بدأت الدراسة في شهر أكتوبر 2002م.
منقوووووووول
وقد استحوذ هذا الهمّ القومي على تفكير سموّه وهو يستقرئ آثار هذه المشكلة وأبعادها على مستقبل الأمة، فقاد سموّه حواراً واسع النطاق مع جهات تربوية عديدة وأشخاص معنيين بقضية التعليم بغية تجاوز هذا الواقع، واستشراف آفاق أرحب في ظل مشروع تعليمي مواكب لمتطلبات العصر.
من هذا المنطلق، بدأت اتصالات سموّه مع معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأصحاب المعالي وزراء التعليم العالي العرب، طارحاً فكرة البحث في إمكانية إنشاء جامعة عربية مفتوحة ومعلناً عن استعداده لرعاية وتمويل كل جهد عربي يهدف لبلورة الفكرة.
وقد لاقت مبادرة سموّه تفهّماً واهتماماً عربيين وأحيطت بالتقدير والاحترام على المستويات العلمية وأفسحت لها وسائل الإعلام العربية مساحات واسعة مما يشير إلى مدى الاهتمام بأن تبلغ هذه المبادرة مداها وتحقّق أهدافها.
الحاجة إلى الجامعة العربية المفتوحة:في نهايات القرن العشرين، ومع بزوغ فجر القرن الحادي والعشرين، بدأت مؤسسات التعليم العالي، من جامعات وكليات ومعاهد، في كثير من بلدان العالم تُراجع أهداف وتوجهات التعليم العالي بما في ذلك إيجاد بدائل رائدة لطرح فرص التعليم بشكل أكثر يسراً واتساعاً. جاء ذلك إثر بروز معالم واضحة تشكل أطراً عامة وأخرى خاصة في التعرّف على تحديات المستقبل في مجال التعليم العالي، مما تبعه لدى البعض وضع استراتيجيات محددة لمواجهة هذه التحديات ونقل معاهد التعليم العالي إلى مستويات متقدمة.
ولعل أحد أهم مخرجات البحث عن طرق بديلة لتقديم التعليم العالي يكمن في تكوين إطار رصين ومنظم لما بات يُعرف بالتعليم المفتوح أو التعلّم عن بعد، والذي يهدف إلى تقديم تعليم عال متميز موجّه لخدمة قاعدة عريضة من طالبيه.
إن التحديات التي تواجه التعليم العالي والعجز المستمر الذي تعانيه الجامعات والمعاهد العربية العليا في استيعاب آلاف الطلبة المتخرجين من المدارس الثانوية، أصبح من أبرز المشكلات وأهمها على الإطلاق. ومن جهة أخرى? فإنه من الصعب تجاهل أوضاع المعلمين في المدارس العربية، فأغلبهم بأمسّ الحاجة لتطوير مهاراتهم التربوية وصقلها لتتلاءم مع الطرق الحديثة للتربية والتعليم خاصة إذا ما أخذنا بالاعتبار أن عددا كبيراً من المعلمين في الوطن العربي يحمل مؤهلاً علمياً أقل من درجة البكالوريوس.
أما المرأة العربية فلا يزال التقدم الذي طرأ على تطوير مستواها العلمي غير كاف، حيث أن القيود الاجتماعية والثقافية تعيق مشاركتها الفاعلة والإيجابية إلى جانب الرجل في تنمية وطنها. فالنظام الأبوي لا يزال يسيطر ويحد من التقدم الثقافي للمرأة في وطننا العربي.
ولقد بينت الدراسة التي أجرتها الشركة التي كُلّفت إعداد دراسة جدوى إنشاء الجامعة العربية المفتوحة في عام 1998، أن هنالك فجوة بين العرض والطلب على مقاعد التعليم العالي في البلدان العربية تقدّر بحوالي (600.000) طالب من خريجي المرحلة الثانوية، كما أن هناك طلباً متزايداً على التعليم العالي من أولئك الذين انخرطوا في سوق العمل دون الحصول على المؤهل الجامعي (ومنهم فئة المعلمين)، وأصبحت لديهم الرغبة في الدراسة الجامعية لاكتساب المعلومات والمهارات المطلوبة لتحسين أدائهم في وظائفهم وأعمالهم، كما أن هنالك أعداداً كبيرة من الخريجين الجامعيين العاملين الذي يحتاجون إلى دراسة ما استجد في حقول تخصصهم من المعارف وأساليب التقنية الحديثة، لا وبل هنالك فئة منهم يحتاجون إلى إعادة التأهيل لتعديل تخصصاتهم أو تغييرها في ضوء حاجات سوق العمل.
رسالة الجامعة وأهدافها:تسعى الجامعة العربية المفتوحة إلى إتاحة فرص التعليم العالي والتعليم المستمر، عن طريق التعليم عن بعد باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة لكل مواطن عربي راغب فيه وقادر عليه، سواء في المدن أو المناطق الريفية والنائية وبخاصة المرأة العربية، ضمن حدود معقولة من الكلفة الإضافية التي يتحملها المجتمع العربي، وذلك للإسهام في إعداد الطاقات البشرية العربية المؤهلة في المجالات التي تتطلبها خطط التنمية الوطنية والقومية وإجراء البحوث وإعداد الدراسات وتقديم الاستشارات في هذه المجالات والإسهام بصورة عامة في رفع المستوى الثقافي والاجتماعي والعلمي لدى المواطن العربي.
البرامج الأكاديمية:لقد تمّ إجراء دراسة ميدانية في إحدى عشرة دولة عربية شملت حوالي خمسة آلاف طالب وخمسمائة من أصحاب العمل وذلك لاستطلاع آرائهم حول عدد من البنود المتعلقة بإنشاء الجامعة العربية المفتوحة، ومنها التخصصات الدراسية المطلوبة، ونتيجة لهذه الدراسة، فإن الجامعة العربية المفتوحة سوف تبدأ بالتخصصات التالية:
إدارة الأعمال بفروعها المختلفة.
علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات.
اللغة الإنجليزية.
تدريب المعلمين وإعدادهم.
وتتنوع البرامج التي تقدّمها الجامعة ضمن هذه التخصصات لتشمل البرامج التي تؤدي إلى درجة البكالوريوس بالإضافة إلى برامج التأهيل والتدريب والتعليم المستمر. وسوف تقوم الجامعة تباعاً بتقديم برامج وتخصصات علمية وتقنية ومهنية أخرى وفق دراسة الحاجات المستجدة لمتطلبات سوق العمل في البلاد العربية.
المواد التعليمية:المواد التعليمية المطبوعة: هي مجموعة من المقررات التي أُعدّت خصيصاً لطلاب الجامعة العربية المفتوحة إذ تشمل الكتاب المقرر ومواد قرائية مساعدة ودفاتر عمل تساعد الطالب على اختبار مدى استيعابه للمادة، بالإضافة إلى تجهيزات خاصة للتدريب العملي (ولاسيما فيما يتعلق بمواد التقنية والعلوم).
المواد التعليمية المسموعة والمرئية: تشمل شرائط مرئية ومسموعة بالإضافة إلى برامج إذاعية وتلفزيونية تساعد الطالب على استيعاب المادة بشكل أوسع وأعمق.
المواد الحاسوبية: لقد أصبح الحاسب الآلي جزءاً لا يتجزأ من وسائل التعليم الحديث بشكل عام، والتعليم عن بعد بشكل خاص، حتى أصبح من المحتّم على الطالب معرفة كيفية استعمال القواعد الأساسية للحاسب الآلي لكي يتمكّن من تطبيقها في البرامج المرافقة للمواد التعليمية، ويشمل ذلك المواد المعدّة على الأقراص الحاسوبية بالإضافة إلى المواد التي تبث عبر شبكة الاتصالات الدولية (الإنترنت).
وسائل التعليم في الجامعة العربية المفتوحة:البث المسموع والمرئي في اتجاه واحد: ستستخدم الجامعة العربية المفتوحة خدمات البث المرئي والمسموع حيث يستطيع الطلاب الإطلاع على المحاضرات عبر البث التلفزيوني والإذاعي (اتجاه واحد)، أو التفاعل مع المحاضر عن طريق الصوت (اتجاهين) والصورة (اتجاه واحد).
البث المسموع والمرئي في اتجاهين: ستستخدم الجامعة العربية المفتوحة محطات الـ (VSAT) وهي محطات طرفية صغيرة جداً لغرض تقديم تقنية الاتصال المتبادل عن طريق الصورة المرئية.
شبكة الاتصالات الدولية (الإنترنت) والبريد الإلكتروني: تعمل الجامعة العربية المفتوحة على نشر عدد من موادها التعليمية عبر شبكة الإنترنت بحيث يتمكن الطلاب الملتحقون بالجامعة من الإطلاع على هذه المواد باستخدام الحواسيب الشخصية، هذا بالإضافة إلى إمكانية اتصال الطلاب فيما بينهم والاتصال بين الطلاب والجامعة عن طريق استخدام البريد الإلكتروني.
المراكز الدراسية: ستؤمّن الجامعة العربية المفتوحة قنوات اتصال مع طلابها من خلال مراكزها الدراسية المنتشرة في جميع البلدان العربية التي تُرخّص فيها الجامعة. وسيتم تزويد الطلاب من خلال هذه المراكز مباشرة وبواسطة البريد بالمواد التعليمية المطبوعة والمسموعة والمرئية.
كما سيتمكّن الطلاب من الاستفادة من مختبرات المراكز المزودة بالأجهزة السمعية والبصرية، والحواسيب الشخصية وذلك بالإضافة إلى اللقاءات الصفيّة تحت اشراف معيدين يتم تدريبهم على أساليب التعليم المفتوح وبواقع معيد لكل عشرين متعلماً.
الدراسة المقيمة: سوف تستفيد الجامعة العربية المفتوحة من البنية التحتية في الجامعات القائمة من مبان وتجهيزات وذلك خارج أوقات العمل الخاص بتلك الجامعات لإقامة الندوات والمحاضرات النظرية والتطبيقات العملية من خلال المختبرات، والورش، وذلك لمدد قصيرة تتراوح بين يوم وأسبوع، ويعرف هذا النوع من التعليم (بالدراسة المقيمة).
مجموعات التعلّم الذاتي: سوف تشجع الجامعة العربية المفتوحة طلابها على إنشاء مجموعات التعلّم الذاتي، حيث يعمل الطلبة ضمن كل مجموعة على تبادل الدعم والمشورة فيما بينهم وذلك من خلال الاجتماعات النظامية أو الاتصال عبر الهاتف، أو البريد الإلكتروني وغيرها من وسائل الاتصال.
التقييم في الجامعة العربية المفتوحة:سوف تتبنى الجامعة نظام التقييم المتواصل الذي يبدأ مع بداية الفصل الدراسي (الاختبارات الدورّية، والتقارير، والمشاريع) وينتهي بإجراء الامتحانات الفصلية أو النهائية. ومن أهم مميزات الجودة التي ستركّز عليها الجامعة العربية المفتوحة قيام أعضاء هيئة التدريس في المركز الرئيسي بإعداد الامتحانات النهائية وإرسالها إلى فروع الجامعة ومراكزها لتُعقد في آن واحد، ثم يتم تصحيح الإجابات بإشراف مركزي باستخدام أحدث الوسائل التربوية والتقنية في التقييم، بحيث يتم كله بالأساليب المنضبطة التي تستخدم في الجامعات القائمة.
دعم الحكومات العربية:نتيجة للتواصل مع وزراء التعليم العالي العرب فقد طلبت خمس دول عربية استضافة المقر الرئيسي للجامعة، كما طلبت أربع دول أخرى فتح فروع للجامعة فيها، وفي ضوء التسهيلات التي تقدمت بها الدول الخمس التي طلبت استضافة المقر الرئيسي للجامعة، اتُّخذ قرار في 9 ديسمبر عام 2000م، باختيار دولة الكويت مقراً رئيساً للجامعة، وفي 9 يناير 2001م، تم التوقيع في الكويت على مذكرة تفاهم بين برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية ودولة الكويت لاحتضان المقر الرئيسي للجامعة.
ولقد تم التنسيق مع وزراء التعليم العالي في البلدان العربية بحيث يتم ترخيص الجامعة العربية المفتوحة في كل بلد عربي تفتح الجامعة فيه فرعاً لها وبالتالي، ستسعى الجامعة لتحقيق معايير الاعتماد والاعتراف بالشهادات وفق الأسس المقررة في ذلك البلد.
حجم الإنفاق المتوقع:إن التحليل المالي الذي قامت به الشركة المكلفة باعداد دراسة الجدوى افترض أنه سيتم فتح الجامعة في ست دول عربية كخطوة أولى. ولقد تم الأخذ بهذا الافتراض للاعتقاد بأن نجاح الجامعة يكمن في تركيزها على نشاطها في مناطق إقليمية محدودة ومحصورة مما سيؤهلها إلى أن تكون قاعدة قوية بحيث يمكن الارتكاز عليها والانتشار بعدها إلى باقي الدول العربية.
وعليه، فقد تم الافتراض أن الهيكل المالي للجامعة العربية المفتوحة سيبدأ بتكلفة إجمالية تُقدّر بحوالي 32 مليون دولار أمريكي، سيتم توفيرها عن طريق برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية.
التعاون مع الجامعات القائمة في البلدان العربية:إن الجامعة العربية المفتوحة ليست بديلاً بأي شكل من الأشكال للجامعات القائمة، وإنما هي مساندة لها، وتعمل في إطار آخر وفق رؤى وسياسات ومناهج ووسائل مختلفة لإيصال العلم الحديث إلى طالبيه حيثما كانوا في منازلهم وأماكن عملهم، وانه من الضروري أن يتم التنسيق بين الجامعة العربية المفتوحة والجامعات القائمة لتبادل الآراء والخبرات والمصالح المشتركة، بشكل عام، وخاصة في المجالات التالية:
- الاستفادة من أعضاء هيئة التدريس والمعيدين في الجامعات القائمة للعمل غير متفرغين في الجامعة العربية المفتوحة، ويشمل ذلك المشاركة في إعداد المواد التعليمية والمشاركة في إجراء البحوث التطبيقية التي تخدم المجتمع بالإضافة إلى المشاركة في الإشراف على المراكز التعليمية.
- الاستفادة من البنية التحتية في الجامعات القائمة من حيث استخدام مرافقها وتجهيزاتها لخدمة الطلبة في المراكز الدراسية وذلك بعد ساعات الدوام الرسمي وأثناء عطلة نهاية الأسبوع، ويتم ذلك بصورة تعاقدية بين الجامعة العربية المفتوحة والجامعات القائمة.
- استفادة الجامعات القائمة من المواد التعليمية التي تعدها الجامعة العربية المفتوحة لكونها مواد وضعت للتعلّم الذاتي وبالتالي يستخدمها الطالب الجامعي في الجامعات القائمة للتعلّم خارج أوقات المحاضرات المبرمجة وذلك بواسطة أشرطة الفيديو، أو أقراص الحاسب، أو البث المرئي، أو الإنترنت.
التعاون مع الجامعة البريطانية المفتوحة:تُعد الجامعة البريطانية المفتوحة من أعرق الجامعات في العالم التي تستخدم أسلوب التعليم المفتوح، ولقد حقّقت نجاحاً بارزاً بين الجامعات البريطانية إذ أنها أصبحت ضمن قائمة الجامعات البريطانية الخمس عشرة الأوائل، وحققت مؤخّرا الترتيب الأول في مجال علوم الأرض. ولقد تم التعاون بين الجامعة العربية المفتوحة والجامعة البريطانية المفتوحة بحيث:
تعتمد الجامعة في المرحلة الأولى من مراحل إنشائها على ترخيص المواد التعليمية من انتاج الجامعة البريطانية المفتوحة، وستقوم في المراحل اللاحقة على إنتاج المواد التعليمية الخاصة بها.
تعتمد الجامعة البريطانية المفتوحة الدرجات العلمية والشهادات التي تصدرها الجامعة العربية المفتوحة وذلك من خلال برنامج مقنن للاعتماد يتضمن الإشراف على تنفيذ البرامج الأكاديمية وتقويمها من خلال الزيارات الميدانية الدورية التي يقوم بها المختصون من المؤسسة البريطانية لاعتماد الجامعات المفتوحة.
شروط القبول:النجاح في امتحان شهادة الدراسة الثانوية أو ما يعادلها.
النجاح في امتحان القبول أو المقابلة الشخصية التي تجريها الجامعة أو استيفاء أي شرط آخر للقبول يوافق عليه مجلس أمناء الجامعة.
بدء الدراسة:تتضمن الخطة التنفيذية للجامعة أن تبدأ الدراسة في ست دول عربية تكون دولة الكويت مقراً رئيساً للجامعة وتنشأ فروع لها في الدول الخمس الأخرى وهي :
المملكة العربية السعودية.
الجمهوريـة اللبنانيـة.
المملكة الأردنية الهاشمية.
جمهورية مصر العربية.
مملكة البحرين.
وقد بدأت الدراسة في شهر أكتوبر 2002م.
منقوووووووول