مشاهدة النسخة كاملة : هجرة القبائل العربية من جنوب الجزيرة **الـــــيــــــمــــــن** واماكن استيطانهم


الجشعمي
10-12-2010, 06:39 PM
هجرة القبائل العربية من جنوب الجزيرة **الـــــيــــــمــــــن** واماكن استيطانهم

اليمن السعيد - كما يقال عنه - غذى البلاد العربية بالعرب الأمحاح، إذ هاجرت من اليمن الغساسنة إلى الشام، والمناذرة إلى العراق، والأوس والخزرج إلى المدينة المنورة، وهكذا بقية القبائل امتدت داخل الجزيرة العربية، فكانت هجرات اليمنيين تسير كالسيل والأمواج على فترات من الزمن، ذلك لأن أرض اليمن محدودة ولا تتسع لكل سكان اليمن، فالهجرات متوالية حتى بلغت أصقاع الدنيا في أوروبا وأميركا، وأسهموا في الحضارة العالمية منذ دولة سبأ وبلقيس إلى يومنا الحاضر.
وكانت اليمن من أول البلدان التي حظيت بعناية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليها الصحابي الجليل معاذ بن جبل للدعوة، واستقبل وفود اليمن للمبايعة والدخول في الإسلام.


تعتبر شبه جزيرة العرب الموطن الأول للعرب وتحديداً اليمن ، وقد عاشوا فيها إلى أن اضطرتهم الظروف الاقتصادية والمناخية للهجرة إلى أطراف الجزيرة والأقاليم المجاورة لها، وبخاصة بلاد الشام والرافدين. وأقدم تاريخ لهجرتهم مما تدل عليه الآثار هو الألف الخامس قبل الميلاد.

والمعلومات والشواهد عن العرب المهاجرين من الجزيرة إلى العراق والشام هي أكثر من المعلومات عن أهل الجزيرة، ولذلك فإن الدراسات تظهر بداية العرب وحضارتهم هناك. ومن القبائل والشعوب العربية التي عرفت هناك: الآراميون الذين سيطروا على خطوط التجارة عبر الفرات ودجلة قبل الميلاد بألف سنة، والكلدانيون الذين سيطروا على طريق التجارة الذي يربط العراق بالخليج العربي.

وقد وصل الآراميون والكلدانيون على شكل قبائل رحل تمكنت من الاستقرار تدريجيا. واندمج الكلدانيون مع البابليين واستخدموا لغتهم للكتابة وإن احتفظوا بلغتهم الخاصة في حياتهم اليومية. وأما الآراميون فقد احتفظوا بلغتهم واستخدموها في الكتابة، ثم بدأ تأثيرهم يتنامى في داخل بلاد آشور ومؤسساتها، حتى إنه توجد نصوص آشورية كتبت باللغة الآرامية.

ويعتبر الكنعانيون أقدم شعب عربي معروف للدارسين استوطن بلاد الشام في الألف الثاني قبل الميلاد، وقد أطلق اسم كنعان على المناطق الساحلية والغربية من فلسطين، ثم توسع هذا المفهوم ليشمل فلسطين وقسما كبيرا من سوريا. كما يعتبر الفينيقيون من القبائل الكنعانية.

ومن أهم المنجزات الحضارية التي تنسب إلى الكنعانيين الكتابة الأبجدية التي يعود ما يعرفه الدارسون منها إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، والحرف والصناعات والنسيج والفنون. وقد طغى اللون الأحمر على فنونهم، وترجح الدراسات أن كلمة كنعان التي يسمون بها تعني الأحمر.

ومن الصناعات والحرف التي اشتهروا بها وأتقنوها: الجواهر وصناعة العاج والقوارير الزجاجية، والزيوت والخمور، والصناعات الخشبية وبخاصة صناعة السفن. وكانوا ينتقلون بمنتوجاتهم بأسطولهم البحري متزودين بخبراتهم الملاحية التي مكنتهم من توسيع نفوذهم في حوض البحر المتوسط، في قبرص وتونس وإسبانيا.

انتشار القبائل العربية
تزخر المصادر بأخبار القبائل العربية التي انتشرت في الأمصار قبل الإسلام وبعده، وبدأت هذه القبائل بالعراق والشام ثم امتدت إلى مصر وأفريقيا والأندلس وتوغلت في آسيا.
العراق
ومن أهم القبائل العربية التي استوطنت العراق:
1 - الأزد، وقد جاؤوا من اليمن ومنهم من هاجر إلى الشام والبحرين وعمان. والأزد قبائل كثيرة تنتمي إلى الأزد وهو الغوث، وينسب إلى حسان بن ثابت قوله:
ونحن بنو الغوث بن نبت بن مالك
بن زيد بن كهلان وأهل المفاخر
2- خزاعة، وقد هاجرت من اليمن وسكنت أولا مكة.
3 – قضاعة، واستقرت في سواد العراق. ومن قبائل قضاعة: *** الذين كانوا ينزلون في دومة الجندل وأطراف الشام وتبوك.
4 – لخم، وتنتسب إلى مالك بن عدي من ذرية سبأ في اليمن، ومنهم المناذرة الذين أقاموا مملكة الحيرة.
5 _ إياد، وكانوا ينزلون أرض تهامة اليمن ثم هاجروا إلى العراق بناحية سواد الكوفة في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم انتشروا في سائر العراق والجزيرة، وكانت لهم معارك مع الفرس.
6 – تغلب، وقد تنصر كثير من قبائلها.
7 – بكر بن وائل، وقد شاركوا في معركة ذي قار المشهورة مع بني شيبان وعبد قيس وتميم، وانتصروا على الفرس.
8 –ربيعة، وتنسب إليها أيضا بكر وتغلب.
9 – عنزة، وهي حتى اليوم من أكبر قبائل العرب وأهمها، وتنتسب إليها الأسر الحاكمة في السعودية والكويت والبحرين.
10- تميم، واستوطنت البحرين وانتشرت في البصرة وبادية الكوفة.
مصر وأفريقيا
ما يعرف عن الاستيطان العربي في مصر يعود إلى الألف الرابعة قبل الميلاد، وذلك عبر تبادل تجاري من خلال شبه جزيرة سيناء. ومن الموجات العربية إلى مصر "الهكسوس" وهم من عرب فلسطين، وأقاموا دولة في مصر بين عامي 1780 ق.م و1560 ق.م، وفي زمنهم كانت هجرة يعقوب عليه السلام وأبنائه إلى مصر.
ومن القبائل العربية التي استوطنت مصر "الأنباط" الذين امتد وجودهم إلى شمال أفريقيا، وبعض بطون خزاعة، وقبائل نصرانية من الغساسنة.

وقد هاجرت بعض القبائل العربية من خلال البحر الأحمر التي عبرت من اليمن إلى الحبشة (إثيوبيا وإريتريا) وكان هؤلاء أسبق في هجرتهم من العرب الذين جاؤوا عبر سيناء، ومن هؤلاء السبئيون، وبعض نصارى الشام الذين استوطنوا الحبشة ونشروا فيها النصرانية، في حين استوطن العرب الأوسانيون زنجبار وشرق أفريقيا والصومال.

وقد بقيت المدن الساحلية لشرق أفريقيا على اتصال تجاري دائم مع العرب منذ مرحلة مبكرة قبل الإسلام، ومن القبائل اليمنية التي استوطنت في أفريقيا مبكرا قبيلة الحبش، ومنها أطلق الفرنجة تسمية الحبشة على إثيوبيا وإريتريا.

ومن أشهر الهجرات العربية إلى شمال أفريقيا هي الهجرة الهلالية (بنو هلال) في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي. وقد كان بنو هلال وبنو سليم يقيمون في المنطقة الممتدة بين الطائف ومكة، وبين المدينة ونجد، وشاركوا في الفتوحات العربية الإسلامية، ثم هاجروا إلى مصر في القرن الهجري الثاني، ثم بدؤوا ينتقلون إلى شمال أفريقيا، وبخاصة في مرحلة الصراع مع الفاطميين.

وكانت الهجرة الهلالية تضم مجموعات من القبائل العدنانية والقحطانية، ومنها إضافة إلى بني هلال: زغبة، ورياخ، وعدي، وسليم، وعوف، وذياب، وناصرة، ورواحة، وعميرة، وفزارة، والأشجع الغطفانيون، وجشم، وهوازن، وعدوان، وأسد.

واستقرت هذه القبائل في شمال أفريقيا، واندمجت معها قبائل البرابرة التي تعربت هي أيضا حتى تداخلت أنساب القبائل العربية فيما بينها أو مع البربر. وشاركت هذه القبائل في الحروب والفتوحات والصراعات السياسية والعسكرية التي قامت في المنطقة وفي حوض المتوسط، وكان لها الأثر الحاسم في تعريب شمال أفريقيا.
العرب في الأندلس
أقام العرب بعد فتحهم لإسبانيا دولة استمرت ثمانمائة سنة، وأنشؤوا حضارة راقية متقدمة أثرت في أوروبا تأثيرا عميقا. واستوطن العرب البلاد التي أسموها الأندلس ودمجوا معهم سكانها الأصليين.
ومن أهم البيوت العربية العريقة والرائدة في الأندلس وفي الحياة الثقافية والعلمية فيها:
1 - بنو زياد، وهم من لخم، وكانوا يقيمون في قرطبة. ومن علمائها: زياد بن عبد الرحمن مؤلف كتاب "الجامع" وكان له أولاد وأحفاد علماء كثيرون.
2 – بنو دينار، من الغافقي، وأقاموا بلدة غافقين قرب طليطلة. ومن علمائها عبد الرحمن بن دينار وعدد كبير من أبنائه وأحفاده وأبناء عمومته.
3 – بنو راشد، وهم من بني كنانة، وكان جدهم راشد بن عبد الله مع موسى بن نصير. ومن علمائها الفضل بن عميرة بن راشد، وعدد كبير من أبنائه وأحفاده.
4 – بنو شراحيل، من قبيلة معافر، ومنها علماء وقضاة كثيرون منهم محمد بن سعيد بن بشير، وابنه سعيد.

ومن القبائل والبيوت: بنو كنانة، وبنو عبد الخالق، وبنو قرعوس، وبنو عاصم من قبائل ثقيف، وبنو حبيب من قبائل سليم، وبنو هلال، وبنو حسن من مذحج.
نماذج من القبائل العربية ذات الأدوار المهمة
يعرض الكتاب دراسات انتقائية لقبائل عربية أدت دورا كبيرا في الامتدادات العربية الجغرافية وفي التاريخ السياسي والثقافي العربي. ومن هذه القبائل:

عبد قيس: استوطنت عبد قيس تهامة في فترة مبكرة قبل الإسلام، وانتقلت إلى القسم الشرقي من شبه الجزيرة العربية لعوامل سياسية واجتماعية واقتصادية ولزيادة عددها وتعدد بطونها وأفخاذها، فاختارت البحرين وامتدت إلى عمان واليمامة واليمن، وعبرت الخليج العربي إلى إيران واستوطنت مكران وتوج.

وبعد الإسلام شاركت قبائل عبد قيس في الفتوحات العربية الإسلامية في العراق وفارس والهند، وكانت مشاركتها على هيئة جماعات وكتائب تنتسب إليها، وأقامت جماعيا في البصرة والكوفة وخراسان، وتولى عدد من رجالها قيادة الحملات العسكرية ومناصب سياسية وإدارية في الدولة الإسلامية.

ومن أهم قادتها سيحان بن صحوان أحد قادة الخليفة أبي بكر في حروب الردة، وقرط بن جماح من قادة الفتوح في عهد عمر بن الخطاب، وحكيم بن جبلة من قادة الخليفة عثمان بن عفان في الهند. ووقفت عبد قيس مع الخليفة علي بن أبي طالب في معارك صفين والجمل، وفي عهد الأمويين شاركت في فتح الهند، ومن قادتها هناك: الحارث بن مرة، والمنذر بن الجارود، وشارك المغيرة بن أبي بردة مع موسى بن نصير في فتح الأندلس وصقلية. وكان علي بن حبيب العبد قيس عاملا ليزيد بن عبد الملك في السند. ومن ولاة الدولة الإسلامية من عبد قيس أيضا: مالك بن المنذر، ومحمد بن حجر بن قيس، وبشر بن سلام، ومحمد بن جراح، والهيثم بن منخل، وزيد بن صحوان، وسوار بن همام، وغيرهم كثير جدا.
بنو خالد: تعود جذور هذه القبيلة إلى آلاف السنين، وقد سماها اليونان "خولدتايه"، وقد انتشرت في الجزيرة والحجاز والعراق والشام وجنوب تركيا، وكان لها دور سياسي مهم في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، ودخلت في سلسلة صراعات طويلة مع الدولة العثمانية، وانتزعت حكم الأحساء، كما دخلت في نزاع مع آل سعود في الربع الأخير من القرن الثامن عشر.
قبائل شمر: استوطنت قبائل شمر شمال الجزيرة العربية، وهي من قبائل اليمن، وقد بدأت الهجرة إلى العراق في القرن السادس عشر الميلادي، ثم انتقلت رئاستها التي تعود إلى سالم الجربا في القرن الثالث عشر الميلادي في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي عندما رحل الشيخ مطلق بن مقرن عام 1791 بعد هزيمة شمر أمام قبائل عنزة الوهابية. وأسس الشيخ مطلق في العراق بدعم من الدولة العثمانية وبالتعاون مع والي عكا القائد أحمد باشا الجزار، مجموعات قبلية رعوية وزراعية مستقرة تحمي طرق الحج والقوافل التجارية وتشارك في الحملات العسكرية.

وكانت قبائل شمر شبه دولة ذات حكم ذاتي ترسل مندوبين إلى الدولة العثمانية في إسطنبول وتتعامل معها الدول الأخرى كدولة ذات سيادة، وازدهرت هذه القبائل في القرن التاسع عشر، وكان من أهم قادتها فارس أخو مطلق ثم ابنه


صفوق، ثم فرحان بن صفوق وأخوه عبد الكريم الذي أعدمته السلطات العثمانية عام 1871.




منقووووووووووول للفائدة

المستشــار
12-12-2010, 01:34 PM
الله يعطيك الف عافية



معلومات رائعة بروعة حضورك

الجشعمي
18-12-2010, 07:04 AM
الله يعطيك الف عافية



معلومات رائعة بروعة حضورك
هما ابدعنا فلا نفوقكم
انتم الغائبون الحاضرون في كتاباتنا
احترامي وتقديري لك

احمد الحربي
02-08-2013, 09:55 PM
معلومات رائعه جزاك الله خير