حورية البحر
01-06-2010, 06:47 PM
نفرتيتي
http://www.drdee.dsc.rmit.edu.au/news/nefertiti.jpg
نفرتيتي هي زوجة أمنحوتب الرابع «الذي أصبح لاحقاً اخناتون» فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون، واسمها يعني: «الجميلة أتت».
ذاعت شهرة جمالها وحسن مفاتنها بعد ان أصبحت ملكة لمصر، لايزال جمالها الفاتن نابضاً بالحياة في الصورة الخالدة لتمثالها النصفي المستقر في المتحف المصري في برلين في ألمانيا، وتعتبر هي ونفرتاري وكليوبترا السابعة وحتشبسوت وايزيس واوزوريس من الذين عرفوا بالجمال في عهدهم، أحد ألقابها الملكية الزوجة الملكية العظيمة.
http://www.info.univ-tours.fr/%7Eantoine/images/Nefertiti1.jpg
عثر عليها عالم المصريات الألماني، لودفيك بورشاردت، في 6 ديسمبر 1912، في ورشة النحات تحتمس في تل العمارنة، بورشاردت هرب التمثال الكامل «غير المخدوش» الى منزله في حي الزمالك بالقاهرة، ومن هناك هربه الى ألمانيا مخفياً ضمن قطع فخار محطمة غير ذات قيمة، مرسلة الى برلين للترميم.
عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وساعدت توت عنخ أمون على تولي المُلك هي احدى أشهر الشخصيات النسائية في العصور الفرعونية في مصر.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/10/Nefertiti_Standing-striding_Berlin_detail.jpg/367px-Nefertiti_Standing-striding_Berlin_detail.jpg
كانت الملكة الجميلة نفرتيتي، زوجة للملك اخناتون وكانت نفرتيتي تساند زوجها أثناء الاصلاحات الدينية والاجتماعية، ثم انتقلت معه الى أخيتاتون أو تل العمارنة التي اختارها عاصمة للدولة الفرعونية في الثورة الدينية والسياسية التي قام بها داعياً الى عبادة اله واحد والتخلص من سطوة وفساد الكهنة في طيبة. وظهرت معه أثناء الاحتفالات والطقوس، وبالمشاهد العائلية، حتى في المناظر التقليدية للحملات العسكرية التي صورت فيها وهي تقوم بالقضاء على الأعداء.
ثم توفيت احدى بناتهم وهي ميكيت - أتون، وقد صور حزنهم عليها في بعض الرسوم الحائطية، وبعد وفاة ابنتهم، اختفت نفرتيتي من البلاط الملكى وحلت ابنتها ميريت أتون محلها، وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى.
وقد توفيت نفرتيتي في العام الرابع عشر لحكم اخناتون، ومن الممكن ان تكون قد دفنت في مقبرتها بالمقابر الملكية، في تل العمارنة، ولكن لم يتم العثور على جسدها.
توجد العديد من التماثيل الشهيرة للملكة نفرتيتي التي تعكس ما تميزت به من جمال فائق.
كشف فريق بحث يقوم بعمليات استقصاء في وادي الملوك بالقرب من الأقصر في مصر النقاب عمّا يمكن ان يكون مومياء الملكة المصرية الأسطورة نفرتيتي. وقد استخدم فريق جامعة يورك الذي تقوده د. جوان فلتشر نظاماً متنقلاً للأشعة للفحص على المومياء في فبراير 2003، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تسمح فيها السلطات المصرية باستخدام مثل هذه الأجهزة في مواقع الآثار.
تقنية الأشعة المتنقلة تجعل البحث أيسر
http://media.nas.mbc.net/media/images/sharingImages/134751.jpg
تم العثور على الجثة التي أدرجت تحت «المومياء 61072» راقدة بجانب جثتين أخرتين محنطتين لامرأة وصبي في ركن من أركان غرفة المقبرة كي في 35، وقد تمكن الباحثون من فحص المومياء داخل المقبرة، متجنبين بذلك أي احتمال لتعرضها للتلف أو التشويه أثناء عملية النقل، ولم يكن لتلك العملية ان تتم دون استخدام جهاز «كانون سي اكس دي آي 31»، أول نظام أشعة رقمي متنقل في العالم.
وحتى يومنا هذا كانت الطريقة المتبعة تتلخص في حمل المومياءات المكتشفة من مقابرها ونقلها الى احدى المستشفيات لفحصها عبر الأشعة، وهو ما يعتبر عملاً مكلفاً وينذر بمخاطر جسيمة قد تقع للمومياء، وفي حالة المومياء 61072، سمحت تقنية الأشعة المتنقلة ذات الشاشة المسطحة للعلماء بالعمل داخل المقبرة نفسها بانتاج لقطات ثلاثية الأبعاد للجثة المحنطة دون الحاجة حتى لتحريكها من مكانها. ولا تستدعي العملية أكثر من ثلاث ثوانٍ ما بين مسح الصورة وظهورها على شاشة الحاسوب، كما تسمح تقنية تقريب الصورة بالتقاط صور مكبرة للمجوهرات والأسنان والعظام بالاضافة الى صور للجسم بأكمله، كما يمكن ان تستخدم التقنية الجديدة في القيام برحلات افتراضية داخل هيكل المومياء.
عقود ذهبية في تجويف الصدر
http://www.debobella.com/assets/images/Nefertiti.jpg
تظهر صور الأشعة التي التقطها فريق د. فلتشر جسد امرأة بالغة مع تقوّس في السلسلة الفقرية في المنطقة السفلى من الظهر، وتظهر الصور أيضاً عدداً من العقود الذهبية داخل التجويف الصدري الذي كان مفتوحاً، وقد سُبكت تلك العقود بالتصميم نفسه الذي تنتهجه المجوهرات الملكية وربما كانت دليلاً آخر على ان المومياء 61072 هي بقايا بشرية لملكة كانت في يوم ما رائعة الحسن والجمال. ويعتقد الباحثون البريطانيون ان الموقع غير المعتاد للعقود الذهبية ربما كان نتيجة لمحاولات اللصوص في نهب المقبرة ما ألحق الأذى بالمومياء في تلك العمليات.
هل سيُحلّ اللغز؟
http://www.cools4u.com/hotlinks/hots/nefertiti_mummmies01_large.jpg
يأمل العلماء في ان تسمح لهم تقنية الأشعة المتنقلة باعادة بناء وجه نفرتيتي الأشهر على نطاق العالم، كما يُتوقع ان توفر الصور العديدة للمومياء أدلة على الحالة الصحية لها بل حتى سبب وفاتها.
ربما يثبت هذا الاكتشاف انه أعظم الانجازات الأثرية منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون، فعالمة الآثار البريطانية جوان فلتشر على يقين من انها عثرت على مومياء الملكة الأسطورة نفرتيتي، التي كانت في يوم ما تحكم مصر جنباً الى جنب مع زوجها اخناتون، ويركز بحث د. فلتشر في الوقت الحالي على اكتشاف دليل لدعم مزاعمها باكتشاف جثة المرأة التي تعتبر بجانب كليوباترا الأشهر بين النساء اللائي حكمن مصر القديمة.
سُمح لـ د. جوان فلتشر المحاضرة في جامعة يورك وفريقها بفحص المقبرة التي تعرف بـ «كي في 35» بوادي الملوك بالقرب من الأقصر، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُفتح فيها هذه المقبرة، فقد فتحت من قبل في عام 1898 ولكن سرعان ما أغلقت مرة ثانية في عام 1907. وقد استرعت واحدة من المومياءات انتباه فريق البحث، فقد كشفت الصور القديمة عن شبه كبير بينها وبين التمثال النصفي الشهير لنفرتيتي في متحف برلين.
وقد أعطيت المومياء الرقم 61072، وقد عثر عليها مع اثنتين أخرتين احداهما لامرأة والأخرى لصبي، وكانت المومياءات الثلاث تحتل ركناً من غرفة دفن أمينوفس الثاني، ويرجع فضل العثور على المومياءات الثلاث لعالم الآثار الفرنسي فيكتور لوريت في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. ولكن بما ان تلك المومياءات كانت في حالة يرثى لها فهي لم تلقَ اهتماماً يذكر في ذاك الوقت أو بعده، لكن اليوم، وعقب مجهودات كبيرة في الفحص والتمحيص، توصل الفريق الأثري البريطاني الى خلاصة مفادها ان المومياء 61072 تخص الملكة الأسطورة نفرتيتي شخصياً.
هل عُثر على جثة نفرتيتي؟
http://2.bp.blogspot.com/_YGzZgvpEfMA/Rd_gfR0Lf_I/AAAAAAAAAAk/jl2na7saNHA/s320/untitled.bmp
بناء على اعتقاد العالمة البريطانية، فان الأدلة التي تثبت ان المومياء تعود الى نفرتيتي تشمل: شحمة الأذن التي بها ثقبان وهي علامة ملكية، والآثار التي خلفتها عصابة ذهبية على الرأس وتلك أيضاً تعتبر علامة ملكية أخرى اذ ان ارتداء تلك العصابات بهذه الطريقة كان حصرياً على أفراد العائلة المالكة فقط، والرأس الحليق الذي تعتقد د. فلتشر انه يمكن ان يكون الدليل الدامغ في حالة تواؤمه مع مقاس التاج الأزرق الموضوع على رأس تمثال نفرتيتي النصفي في متحف برلين.
وكان التقييم المبدئي الذي توصل له فريق البحث البريطاني مفاده ان تلك المومياء، التي عثر عليها راقدة تحت ركام هائل من الكتّان، تخص على أقل تقدير احدى نساء العائلة المالكة في عهد العمارنة، فالرقبة الطويلة التي تشبه رقبة البجعة، والخدان المرتفعان والحنك الرقيق تنطبق كلها على أوصاف رأس نفرتيتي الرقيق، وطبقاً للدكتورة فلتشر فان علامة أخرى تؤكد انتماء المومياء للملكة الجميلة التي ساست مملكة النيل هو شعر مستعار تم العثور عليه في وقت سابق بالقرب من الجثة المحنطة، وكانت الباروكة رأساً مصففاً على الطراز النوبي وقد كان هذا هو الطراز المفضل لدى سيدات الأسرة الحاكمة في أواخر فترة حكم الأسرة الثامنة عشرة.
وفضلاً عن ذلك فان الأسلوب الذي اتبع في تحنيط المومياءات الثلاثة التي عُثر عليها في المقبرة «كي في 35» جنباً الى جنب مع المواد المستخدمة والنوع المحدد من التحنيط تشير جميعاً الى انها تعود الى فترة منتصف الى نهاية عهد الأسرة الثامنة عشرة، أي الفترة التي حكم فيها اخناتون وزوجته نفرتيتي مصر القديمة، وتلك كانت هي النتيجة التي توصل اليها الدكتور ستيفن بكلي، وهو خبير عالمي متمكن في هذا المجال شارك في الفحص الدقيق الذي خضعت له تلك المومياءات.
آثار عنف
http://nemosworld.files.wordpress.com/2009/01/nefertiti-12.jpg
تحمل الجثة التي يُعتقد انها لنفرتيتي آثاراً لعنف شديد، فعلى ما يبدو انها أصيبت بفأس أو نوع من المناجل، وقد فقدت المومياء الأذن اليمنى واحدى الذراعين، على الرغم من ان اليد المفقودة تم العثور عليها في بعثة استكشافية ثانية قام بها الفريق البريطاني في فبراير 2003، وبما ان هناك أدلة كثيرة، في رأي د. جوان فلتشر، لترجيح فرضية تعرّض نفرتيتي لتعذيب قاسٍ بل حتى قتل، فربما كانت تلك الاصابات قطعة اضافية من قطع الألغاز الخشبية « البازل» التي ستؤدي في النهاية الى اثبات حاسم لهوية الجثة، وربما كان المصرع الذي اتسم بالعنف الذي ابتليت به الملكة ثأراً من شعبها، على حد قول الدكتور فلتشر، بسبب الأسلوب الذي أعرضت به هي واخناتون عن الدين القديم.
وقد كشفت المزيد من الفحوص عن ان الوجه قد تعرض لضربات عنيفة بواسطة آلة حادة، ربما كانت خنجراً، وهذا يعضد من فرضية ان الملكة المسخوط عليها اما تعرضت للتعذيب قبل وفاتها أو ان جثتها شُوّهت عقب وفاتها. كما ان الذراع اليمنى للمومياء، التي اكتشفت في عملية استكشافية منفصلة فيما بعد، كانت مثنية بحيث تتجه الكف الى أعلى، وماتزال الأصابع تبدو وكانها تقبض على صولجان ملكي، على الرغم من ان الصولجان نفسه قد تلاشى بمرور الزمن، وطبقاً للتقاليد المصرية القديمة، فقط الفراعنة هم من يتم مواراتهم في مثواهم الأخير بهذه الطريقة، وبما ان بعض الدراسات تعتبر ان نفرتيتي كانت فرعونة، فربما كانت هذه امارة أخرى للتدليل على هويتها.
مقبرة أسرية
وهناك قطعة أخرى تمثل دليلاً قوياً وفرتها واحدة من المومياءات الأخرى التي عُثر عليها في المقبرة نفسها بجانب المومياء 61072، فعلى ما يبدو ان تلك المومياء المحنطة تعود للملكة تي، أو على الأقل كانت تلك هي النتيجة التي ترتكز على مجموعة من التحليلات التي أجريت على خصلات شعر قام بها علماء مصريون وأميركيون أثناء السبعينيات، وكانت تي هي رفيقة أمينحتوب الثالث ووالدة اخناتون، وبكلمة أخرى، كانت احدى قريبات نفرتيتي.
لغز لن يُحل قط؟
http://image.arabseyes.com/files/images/bf71bf6ca.jpg
غير ان بعض الخبراء عبروا عن شكوكهم، فهم يعتقدون ان فلتشر وزملاءها قد بنوا فرضيتهم على أدلة غير كافية، ويقولون ان المومياء التي أُعيد اكتشافها خلال البحث ربما كانت تخص شخصاً آخر مثل احدى بنات نفرتيتي مثلاً. لذلك، وعلى الرغم من البحث المستفيض، فان المومياء التي يزيد عمرها عن الثلاثة آلاف عام وتحمل الرقم 61072 تستمر في تشكيل لغز محير، وربما كان المفتاح في حله بشكل حاسم هو اجراء فحص مقارن للحامض النووي، ولكن بما انه حتى اليوم لم يتم العثور على أي من بنات نفرتيتي أو أهلها المقربين فان هذا يعني ان اختبارات الحامض النووي غير مجدية في الوقت الحاضر.
بنظرتها الفخورة ووجهها المتناسق الرقيق ذي الخدّين العاليين والحاجبين المقوّسين الرقيقين والانف الأهيف والشفتين المكتنزتين والعنق الارستقراطي الطويل كانت نفرتيتي ولا غرو ذات طلعة فاتنة بهية، فاسمها، الذي من المرجّح انه كان يُنطق «نافتيتا» كان يعني «الجميلة قد أقبلت».
لقي جمال نفرتيتي المتألق توثيقاً في العديد من اللوحات، وُجد بعضها في تل العمارنة التي كانت يوماً ما حاضرة عرش اخناتون.
ومن أبدع تلك التحف الفنية تمثال جيري نصفي يعرض في المتحف المصري ببرلين منذ 1924. وقد اكتشف هذا التمثال، الذي لا يزيد طوله عن خمسين سنتمتراً «20 بوصة» الذي يعتبر الآن من أشهر الآثار الفنية المصرية من عصر الفراعنة، عالم الآثار الألماني لودفيك بورخاردت، وقد قام بهذا الاكتشاف في السادس من ديسمبر 1912 أثناء تنقيبه في تل العمارنة. ولايزال موضوع صدر التمثال حتى الآن مثاراً للجدل عمّا اذا كان لنفرتيتي أو انه ينتسب الى ثتموسيس، غير ان تمثال نفرتيتي به عين واحدة فقط مكتملة الرسم، وهذا يشير الى ان صدر التمثال ربما يكون نموذجاً فقط يمثل قاعدة للعمل الفني الخالد.
كما تم العثور على تمثال نصفي آخر للملكة الفاتنة من قبل الباحث البريطاني جون بندلبيري في نحو عام 1932 أثناء حفريات جرت في تل العمارنة، وهذا الرأس، الذي كان يعتزم المثّال وضعه على نصب تذكاري، لا يحمل أي نقوش، لكن مثله مثل بقية الأعمال الفنية الخاصة بنفرتيتي، تم قبوله على انه يمثلها، واليوم يمكن القاء نظرة على هذا العمل الفني بالمتحف القومي المصري في القاهرة.
أحب الزوجات
لابد ان اخناتون كان يكن كل الود والاحترام لزوجته وشريكته بصورة استثنائية، فقد حملت أعمدة مدينته نقوشاً وكتابات تعبّر عن سعيه لانتزاع حبها: «جميلة المُحيّا، مالكة السعادة، يا من وُهبت بالمقدرة على الاستماع، ويجلب صوتها الحبور، ملكة كل الحسان، من رُزقت بكل الحب، جالبة السعادة لملك البرّين».
مظهر ملكي
http://www.hanein.info/vb/imgcache/11/90183_hanein.info.jpg
كانت نفرتيتي تتحلى في السنوات الأولى من حكمها بشارة الشرف التقليدية التي تتحلى بها الملكات، وقد رُسمت وهي ترتدي تيجاناً وشعراً مستعاراً مزيناً بقرني بقرة وريش وقرص شمس، وكلها سمات ذات علاقة بطائفة الالهة «هاثور»، وتزينت الملكة عقب ذلك في العمارنة، العاصمة الملكية الجديدة، بتاج أزرق ذي قمة مسطحة يشبه في شكله تاج الحرب الخاص باخناتون، وهو ذاك التاج الذي يجسّده تمثال متحف برلين الذي أصبح معروفاً على نطاق العالم أجمع، وفي بعض الأحيان كانت تظهر في الرسوم وهي ترتدي تاجاً ضيقاً يشبه القلنسوة، كما كانت الملكة الجميلة ترتدي في أحيان أخرى لباساً في الرأس يشبه المنديل وكان يعرف بالخات.
وكانت نفرتيتي تبدو في رسومات قديمة أخرى وقد صفف شعرها بما يوصف بأنه «باروكة الشمعة النوبية»، وهي مكونة من مجموعة من طبقات خصلات الشعر والضفائر التي ترقد فوق بعضها بعضاً، وتلك الباروكة لا يرتديها سوى الرجال المنتمين للجيش الملكي.
وكان حاجبا الملكة كثيراً ما يزينهما ثعبانا الكوبرا من كل جانب، وهما يرمزان لسيادتها على البرّين، مصر العليا ومصر السفلى.
وتظهر النقوش والرسومات التي وجدت على تابوت اخناتون الشريكة الملكية وهي ترتدي ثوباً مطوياً، كما كانت أيضاً تضع على رأسها باروكة ذات شعر مجعّد ويظهر الثعبانان وفوقهما تاج قرص الشمس المحكم وافريز الكوبرا وريشتان طويلتان.
وكما هي الحال بالنسبة لبقية أفراد الطبقة الأرستقراطية، لم تكن نفرتيتي تتحلى بالمجوهرات والشعر المستعار والملابس الضيقة وحسب، بل استخدمت المساحيق التجميلية أيضاً لاظهار جمالها الطبيعي، فقد كانت النساء في تلك الأيام ترسم خطاً أسوداً عريضاً حول العين والجفن حتى يصل خارج العين، وكان هذا الخط يرتبط لدى قدماء المصريين بالنقاء الشعائري، كما كنّ يضعن على جفن العين معجون مكوّن من مسحوق النحاس الأخضر المخلوط بالدهن، كما استخدمت النساء حُمرة الخدين والشفتين أيضاً طبقاً للرسومات التي تشهد على ذلك، وفيهما يتم استخدام المادة الغرائية نفسها ثم تخلط بحبيبات الخس.
الأسطورة
http://news.bdr130.net/newspics/563699.jpg
لم يكن جمالها وحده الأسطورة، بل أيضاً مكانتها الاستثنائية في السلطة، فقد كانت نفرتيتي وزوجها الفرعون اخناتون هما من فجرا ثورة دينية كبرى، فقد تمكنا من استبدال كل الآلهة التقليديين باله واحد فقط هو اله الشمس أتون.
زوجة ملكية عظيمة
يبدو ان نفرتيتي كانت مؤمنة متحمسة للدين الجديد، وربما تمكنت أيضاً من استخدام الدين الجديد لايجاد مكانة خاصة بها أقرب ما تكون الى الألوهية، ويعكف علماء المصريات في الوقت الحاضر على البحث في معابد الكرنك والأقصر على دليل ربما تمكنوا من خلاله من دعم تلك الفرضية.
وقد انشأ اخناتون أثناء فترة حكمه التي كانت في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد العديد من المعابد في الضواحي المخصصة لعبادة اله الشمس آتون، وبما ان تلك المعابد تم اعتبارها من مخلفات الحكم البائد، فقد تم تدميرها جميعاً عقب انقضاء فترة حكم اخناتون، وقد تمت الاستفادة من ألواح الحجارة المتبقية منها في بناء نصب تذكارية أخرى للحكام الذين حكموا مصر بعد ذلك، ويحاول العلماء الآن اعادة تجميع تلك الحجارة الواحد بجانب الأخر حتى يتمكنوا من تكوين مشاهد واضحة على أمل الوصول الى مكانة نفرتيتي الاجتماعية.
وقد تم فك شفرة جزء من اسمها منحوتاً على أحد الحجارة بالاضافة الى أحد ألقابها الملكية «زوجة الملكية العظيمة»، وقد عُثِر على أكثر من نقش يصور نفرتيتي وهي تقود مركبة حربية وتحمل صولجاناً، وهو شعار السلطة العليا في الدولة الفرعونية.
كما ظهرت في صور أخرى، بصفتها ملكة بلادها، مجهزة على أعداء مصر وفي يدها هراوة أو سيف، او معتلية مهاداً ملكياً، أو وهي تهب ذهب الشرف للاله، ولم تحظ أي انثى أخرى من الأسرة المالكة بمثل هذا التوثيق التصويري قبل نفرتيتي أو بعدها.
زوجات الإله آمون
http://img23.imageshack.us/img23/8448/180pxsetsvgresize.png
يقف معبد الكرنك شاهداً على قصة تأسيس مصر التي نقشت على جدرانه، وطبقاً للأسطورة فانه لم يكن هناك شيء في البداية، بعدها ظهر اله الخلق والخصوبة أمون من بين الظلام وكانت برفقته الالهة مت، ووقع أمون أسيراً لحيل اغرائها، وتقول المصادر القديمة: «قامت باشعال نيرانه، ونتيجة لاستثارة شهوته تشكّل الكون»، وكان بالقرب من الاله أمون الفراعنة الذين يعتبروا ممثلوه على الأرض التي يحكمونها باسمه وبالانابة عنه.
كما كانت النساء أيضاً على مقربة منه، وكان باستطاعتهن أيضاً ان يصبحن زوجات له بعد ان يقمن بأداء طقوس معينة، وطبقاً للأدلة التي توفرها الرسوم المعاصرة، يُعتقد ان نساء بعينهن زرن ضريح أمون المقدس في معبد الكرنك، وهناك قمن بتمثيل أسطورة الخلق ومنحن أمون خلوداً دنيوياً، للتأكد من ان الكون لن يرتد الى حالة الفوضى التي كان يعيشها قبل ان يتشكل، وبهذا تصبح النساء «زوجات أمون ورفيقاته»، ومن حق أي امرأة ارستقراطية مصرية الحصول على هذا اللقب التشريفي وان تتمتع بالهالة الاجتماعية المرتبطة به.
في مثل قوة الفرعون
في أثناء فترة حكم نفرتيتي واخناتون، كان لمعبد الكرنك بوابة ضخمة على الناحية الشرقية منه، وقد تم استحضار ما يزيد عن المئة نقش تصويري لطقوس فرعونية، ومعظم تلك الرسوم تصور نفرتيتي وهي تقف في وسط طقوس العبادة ومن بينها تقديم القرابين للاله.
وفي حقيقة الأمر فان التقاليد تقتضي ألا تقدّم القرابين الا من الفرعون شخصياً أو من «زوجة أو رفيقة للاله». اذن هذه اللوحات تدل على ان نفرتيتي كانت تتمتع بمكانة في السلطة مساوية لتلك المكانة التي حظي بها الفراعنة، وعلى الرغم من ان الدين الجديد الذي بُشِّر به لم تعد فيه مكانة لـ«زوجات أو رفيقات الاله»، فقد أعلنت نفرتيتي ولاءها للاله آتون متبعة نفس الطقوس التي كانت تمارسها رفيقات الاله آمون، وتبدو نفرتيتي وكانها كانت تستخدم التقاليد الدينية «لرفيقات» الاله من اجل ان ترتقي بنفسها لمصاف المعبودات. وبعد كل ذلك تمكنت نفرتيتي من ان تصبح لعقد كامل من الزمان أكثر النساء نفوذاً في العالم القديم.
الملكة
ظلت نفرتيتي لما يربو عن العشر سنوات أكثر النساء نفوذاً في مصر، وقد حكمت نفرتيتي البلاد، متمتعة بسطوة تبجيل الآلهة التي سبغها عليها شعبها، جنباً الى جنب مع زوجها أمينوفس الرابع، حاكم المملكة الجديدة للأسرة الثامنة عشرة، الذي غيّر اسمه الى اخناتون عقب اعتلائه العرش في حوالي 1353 قبل الميلاد، غير انه لا يعرف سوى اليسير عن الملكة الفاتنة اليوم، فقد تلاشى أثرها تماماً عن التاريخ في نحو العام 1336 قبل الميلاد، وكان عمرها آنذاك حوالي ثلاثين عاماً.
بزوغ ساطع وأفول مفاجئ
تزوجت نفرتيتي من الفرعون اخناتون، ابن أمينوفس الثالث في السنة الرابعة من اعتلائه عرش مصر القديمة، ويبدو انها كانت في الخامسة عشرة من عمرها آنذاك، في الوقت الذي كان فيه اخناتون في الرابعة عشرة من عمره، ونتيجة لهذا الاتحاد، ارتقت الملكة الجميلة سلم الحكم لتصبح واحدة من أكثر النساء التي حكمن مصر القديمة سلطة ونفوذاً، وكانت نفرتيتي تحظى بالحب والاحتفاء والتقديس، واتخذت مكانها بجانب الملك في كل المناسبات المهمة، وظلّ موقعها مساوياً لمكانته تقريباً، ولكن فجأة غاب أثرها؛ فحتى يومنا الحاضر لم يتم العثور على أي دليل من شأنه ان يلقي ببعض الضوء على مصير نفرتيتي الغامض، وحتى الآن ماتزال جثتها تُعتبر مفقودة.
من أين أتت نفرتيتي؟
أصل الملكة الفاتنة وخلفيتها يشوبهما الغموض أيضاً، وتبعاً لاحدى النظريات، فإنها ربما كانت أميرة ميتاني «تادوخيبا»، العروس المرشحة للزواج من أمينوفس الثالث لكنها تزوجت بدلاً عن ذلك ابنه، وتقول نظرية أخرى ان نفرتيتي ولدت نتيجة علاقة ما بين أمينوفس الثالث واحدى خليلاته، وهذه النظرية تجعل من نفرتيتي واخناتون أخوين غير شقيقين، ولكن هذه النظرية أيضاً تعتبر غير معقولة لان نفرتيتي كان يحق لها الحصول على لقب «ابنة الفرعون» وهو ما لم يحدث قط، وتشير النظرية الثالثة الى ان نفرتيتي هي ابنة تاي وآي، وطبقاً لهذه النظرية فإن والدها كان أحد الموظفين الكبار في البلاط الملكي لأمينوفس الثالث ما يجعله بالتالي من المقربين لاخناتون، وبناء على تلك النظرية التي تلقى قبولاً واسعاً لدى علماء المصريات، فإن خلفية نفرتيتي كانت تعود الى الطبقة الراقية للمجتمع المصري القديم، لكن قد لا تكون تاي الأم الحقيقية للملكة الساحرة، بل من المرجح انها كانت مرضعتها.
في حظوة إله الشمس
http://www.createdebate.com/img/blog_article_images/SunGod.png
كان لنفرتيتي واخناتون السبق في القيام باصلاحات دينية واجتماعية كبرى، فقد كان أكثر ما حققاه من انجازات هو نبذ عادة المصريين القدامى بتعدد الآلهة وعبادة اله واحد بدلاً من ذلك هو اله الشمس آتون، وفي السنة الخامسة من حكم اخناتون، نقل الزوجان مقر حكمهما الرسمي من طيبة الى تل العمارنة التي كانت تعرف بموطن نور آتون.
وحتى الكرنك، التي كانت حتى ذاك الحين مقراً تقليدياً لطائفة آمون، كانت تشهد بناء معابد جديدة تقرباً لاله الشمس، وقد زخرفت تلك المعابد بأعداد كبيرة من صور نفرتيتي، التي كانت بصفتها ملكة تحمل اللقب الملكي التقليدي «الكمال كمال آتون».
وحظيت نفرتيتي بتخليد في المعابد والنصب التذكارية أكثر مما حظيت به أي ملكة مصرية أخرى قبلها أو بعدها، ومن المرجح ان الملكة كانت تشغل منصب الكاهن الأعظم أيضاً وهو المنصب الذي عادة ما يحتفظ به الملوك وحدهم، لكن نفرتيتي اختفت من الصور والنقوش في العام الأخير من حكم اخناتون وظهرت عوضاً عنها صور اثنتين من بناتها الست هما «مريتاتون» و«انخسينباتون».
مصير مجهول
http://www.eyuboglu.k12.tr/teknoloji/melani/horussembol.jpg
ماذا يمكن ان يكون قد أصاب الملكة؟ ظل الباحثون يعتقدون لفترة طويلة من الزمن بان الملكة قد فقدت حظوتها لدى اخناتون وتم اقصاؤها عن العائلة المالكة، وربما كان ذلك بسبب اخفاقها في انجاب ابن له؟ وهناك نظرية أخرى تقول أن الزوجين تم الاطاحة بهما من قبل عصيان شعبي قام به من كانوا يعتقدون أن عبادة آتون كانت بدعة، وبما ان توت عنخ أمون كان قد استعاد العرش في 1333 قبل الميلاد فإنه من المؤكد انه قام بالتخلص من كل آثار اخناتون ونفرتيتي ومحا كل ما كان يمكن ان يعيدهما الى الأذهان.
ولم يتم العثور في مقبرة تل العمارنة حتى يومنا هذا على أكثر من بعض المتعلقات التي يعتقد انها تعود لاخناتون ما يشير الى ان نفرتيتي لم تدفن هناك؛ فضلاً عن ان وفاة الملكة لم يتم توثيقها في أي مكان آخر.
هل خلفت نفرتيتي أخناتون على العرش؟
http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/172198.gif
على الرغم من انجاب اخناتون ابناً من خليلته كيا، وهو توت عنخ آمون، الا انه عين «سمنخكر» خلفاً له، ويرى بعض علماء المصريات أن سمنخكر ربما كان ابناً آخر لاخناتون من كيا، كما يعتقد البعض انه ربما كان أخاً غير شقيق لاخناتون أو فرداً من أفراد الأسرة المالكة.
غير ان حقيقة ان نفرتيتي وسمنخكر استخدما نفس اللقب الاضافي «الكمال كمال آتون»، حدت بالبعض للافتراض أن نفرتيتي نفسها استعادت العرش بعد وفاة اخناتون في 1336 قبل الميلاد، لكن، هناك دليل أيضاً على ان نفرتيتي قد توفيت في السنة الرابعة عشرة من حكم زوجها اخناتون حينما ابتليت مصر بوباء الطاعون آنذاك.
فهل تسبب اختفاء نفرتيتي المفاجئ في ان تظل لغزاً أمد الدهر؟ ربما، ولكن قد تتمكن الجثة التي عثر عليها الفريق الاستكشافي البريطاني، التي يُعتقد انها مومياء الملكة الساحرة، من الكشف عن بعض أسرار الملكة الدفينة.
شاكر لكم مطالعتكم للموضوع
http://www.drdee.dsc.rmit.edu.au/news/nefertiti.jpg
نفرتيتي هي زوجة أمنحوتب الرابع «الذي أصبح لاحقاً اخناتون» فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون، واسمها يعني: «الجميلة أتت».
ذاعت شهرة جمالها وحسن مفاتنها بعد ان أصبحت ملكة لمصر، لايزال جمالها الفاتن نابضاً بالحياة في الصورة الخالدة لتمثالها النصفي المستقر في المتحف المصري في برلين في ألمانيا، وتعتبر هي ونفرتاري وكليوبترا السابعة وحتشبسوت وايزيس واوزوريس من الذين عرفوا بالجمال في عهدهم، أحد ألقابها الملكية الزوجة الملكية العظيمة.
http://www.info.univ-tours.fr/%7Eantoine/images/Nefertiti1.jpg
عثر عليها عالم المصريات الألماني، لودفيك بورشاردت، في 6 ديسمبر 1912، في ورشة النحات تحتمس في تل العمارنة، بورشاردت هرب التمثال الكامل «غير المخدوش» الى منزله في حي الزمالك بالقاهرة، ومن هناك هربه الى ألمانيا مخفياً ضمن قطع فخار محطمة غير ذات قيمة، مرسلة الى برلين للترميم.
عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وساعدت توت عنخ أمون على تولي المُلك هي احدى أشهر الشخصيات النسائية في العصور الفرعونية في مصر.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/10/Nefertiti_Standing-striding_Berlin_detail.jpg/367px-Nefertiti_Standing-striding_Berlin_detail.jpg
كانت الملكة الجميلة نفرتيتي، زوجة للملك اخناتون وكانت نفرتيتي تساند زوجها أثناء الاصلاحات الدينية والاجتماعية، ثم انتقلت معه الى أخيتاتون أو تل العمارنة التي اختارها عاصمة للدولة الفرعونية في الثورة الدينية والسياسية التي قام بها داعياً الى عبادة اله واحد والتخلص من سطوة وفساد الكهنة في طيبة. وظهرت معه أثناء الاحتفالات والطقوس، وبالمشاهد العائلية، حتى في المناظر التقليدية للحملات العسكرية التي صورت فيها وهي تقوم بالقضاء على الأعداء.
ثم توفيت احدى بناتهم وهي ميكيت - أتون، وقد صور حزنهم عليها في بعض الرسوم الحائطية، وبعد وفاة ابنتهم، اختفت نفرتيتي من البلاط الملكى وحلت ابنتها ميريت أتون محلها، وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى.
وقد توفيت نفرتيتي في العام الرابع عشر لحكم اخناتون، ومن الممكن ان تكون قد دفنت في مقبرتها بالمقابر الملكية، في تل العمارنة، ولكن لم يتم العثور على جسدها.
توجد العديد من التماثيل الشهيرة للملكة نفرتيتي التي تعكس ما تميزت به من جمال فائق.
كشف فريق بحث يقوم بعمليات استقصاء في وادي الملوك بالقرب من الأقصر في مصر النقاب عمّا يمكن ان يكون مومياء الملكة المصرية الأسطورة نفرتيتي. وقد استخدم فريق جامعة يورك الذي تقوده د. جوان فلتشر نظاماً متنقلاً للأشعة للفحص على المومياء في فبراير 2003، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تسمح فيها السلطات المصرية باستخدام مثل هذه الأجهزة في مواقع الآثار.
تقنية الأشعة المتنقلة تجعل البحث أيسر
http://media.nas.mbc.net/media/images/sharingImages/134751.jpg
تم العثور على الجثة التي أدرجت تحت «المومياء 61072» راقدة بجانب جثتين أخرتين محنطتين لامرأة وصبي في ركن من أركان غرفة المقبرة كي في 35، وقد تمكن الباحثون من فحص المومياء داخل المقبرة، متجنبين بذلك أي احتمال لتعرضها للتلف أو التشويه أثناء عملية النقل، ولم يكن لتلك العملية ان تتم دون استخدام جهاز «كانون سي اكس دي آي 31»، أول نظام أشعة رقمي متنقل في العالم.
وحتى يومنا هذا كانت الطريقة المتبعة تتلخص في حمل المومياءات المكتشفة من مقابرها ونقلها الى احدى المستشفيات لفحصها عبر الأشعة، وهو ما يعتبر عملاً مكلفاً وينذر بمخاطر جسيمة قد تقع للمومياء، وفي حالة المومياء 61072، سمحت تقنية الأشعة المتنقلة ذات الشاشة المسطحة للعلماء بالعمل داخل المقبرة نفسها بانتاج لقطات ثلاثية الأبعاد للجثة المحنطة دون الحاجة حتى لتحريكها من مكانها. ولا تستدعي العملية أكثر من ثلاث ثوانٍ ما بين مسح الصورة وظهورها على شاشة الحاسوب، كما تسمح تقنية تقريب الصورة بالتقاط صور مكبرة للمجوهرات والأسنان والعظام بالاضافة الى صور للجسم بأكمله، كما يمكن ان تستخدم التقنية الجديدة في القيام برحلات افتراضية داخل هيكل المومياء.
عقود ذهبية في تجويف الصدر
http://www.debobella.com/assets/images/Nefertiti.jpg
تظهر صور الأشعة التي التقطها فريق د. فلتشر جسد امرأة بالغة مع تقوّس في السلسلة الفقرية في المنطقة السفلى من الظهر، وتظهر الصور أيضاً عدداً من العقود الذهبية داخل التجويف الصدري الذي كان مفتوحاً، وقد سُبكت تلك العقود بالتصميم نفسه الذي تنتهجه المجوهرات الملكية وربما كانت دليلاً آخر على ان المومياء 61072 هي بقايا بشرية لملكة كانت في يوم ما رائعة الحسن والجمال. ويعتقد الباحثون البريطانيون ان الموقع غير المعتاد للعقود الذهبية ربما كان نتيجة لمحاولات اللصوص في نهب المقبرة ما ألحق الأذى بالمومياء في تلك العمليات.
هل سيُحلّ اللغز؟
http://www.cools4u.com/hotlinks/hots/nefertiti_mummmies01_large.jpg
يأمل العلماء في ان تسمح لهم تقنية الأشعة المتنقلة باعادة بناء وجه نفرتيتي الأشهر على نطاق العالم، كما يُتوقع ان توفر الصور العديدة للمومياء أدلة على الحالة الصحية لها بل حتى سبب وفاتها.
ربما يثبت هذا الاكتشاف انه أعظم الانجازات الأثرية منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون، فعالمة الآثار البريطانية جوان فلتشر على يقين من انها عثرت على مومياء الملكة الأسطورة نفرتيتي، التي كانت في يوم ما تحكم مصر جنباً الى جنب مع زوجها اخناتون، ويركز بحث د. فلتشر في الوقت الحالي على اكتشاف دليل لدعم مزاعمها باكتشاف جثة المرأة التي تعتبر بجانب كليوباترا الأشهر بين النساء اللائي حكمن مصر القديمة.
سُمح لـ د. جوان فلتشر المحاضرة في جامعة يورك وفريقها بفحص المقبرة التي تعرف بـ «كي في 35» بوادي الملوك بالقرب من الأقصر، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُفتح فيها هذه المقبرة، فقد فتحت من قبل في عام 1898 ولكن سرعان ما أغلقت مرة ثانية في عام 1907. وقد استرعت واحدة من المومياءات انتباه فريق البحث، فقد كشفت الصور القديمة عن شبه كبير بينها وبين التمثال النصفي الشهير لنفرتيتي في متحف برلين.
وقد أعطيت المومياء الرقم 61072، وقد عثر عليها مع اثنتين أخرتين احداهما لامرأة والأخرى لصبي، وكانت المومياءات الثلاث تحتل ركناً من غرفة دفن أمينوفس الثاني، ويرجع فضل العثور على المومياءات الثلاث لعالم الآثار الفرنسي فيكتور لوريت في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. ولكن بما ان تلك المومياءات كانت في حالة يرثى لها فهي لم تلقَ اهتماماً يذكر في ذاك الوقت أو بعده، لكن اليوم، وعقب مجهودات كبيرة في الفحص والتمحيص، توصل الفريق الأثري البريطاني الى خلاصة مفادها ان المومياء 61072 تخص الملكة الأسطورة نفرتيتي شخصياً.
هل عُثر على جثة نفرتيتي؟
http://2.bp.blogspot.com/_YGzZgvpEfMA/Rd_gfR0Lf_I/AAAAAAAAAAk/jl2na7saNHA/s320/untitled.bmp
بناء على اعتقاد العالمة البريطانية، فان الأدلة التي تثبت ان المومياء تعود الى نفرتيتي تشمل: شحمة الأذن التي بها ثقبان وهي علامة ملكية، والآثار التي خلفتها عصابة ذهبية على الرأس وتلك أيضاً تعتبر علامة ملكية أخرى اذ ان ارتداء تلك العصابات بهذه الطريقة كان حصرياً على أفراد العائلة المالكة فقط، والرأس الحليق الذي تعتقد د. فلتشر انه يمكن ان يكون الدليل الدامغ في حالة تواؤمه مع مقاس التاج الأزرق الموضوع على رأس تمثال نفرتيتي النصفي في متحف برلين.
وكان التقييم المبدئي الذي توصل له فريق البحث البريطاني مفاده ان تلك المومياء، التي عثر عليها راقدة تحت ركام هائل من الكتّان، تخص على أقل تقدير احدى نساء العائلة المالكة في عهد العمارنة، فالرقبة الطويلة التي تشبه رقبة البجعة، والخدان المرتفعان والحنك الرقيق تنطبق كلها على أوصاف رأس نفرتيتي الرقيق، وطبقاً للدكتورة فلتشر فان علامة أخرى تؤكد انتماء المومياء للملكة الجميلة التي ساست مملكة النيل هو شعر مستعار تم العثور عليه في وقت سابق بالقرب من الجثة المحنطة، وكانت الباروكة رأساً مصففاً على الطراز النوبي وقد كان هذا هو الطراز المفضل لدى سيدات الأسرة الحاكمة في أواخر فترة حكم الأسرة الثامنة عشرة.
وفضلاً عن ذلك فان الأسلوب الذي اتبع في تحنيط المومياءات الثلاثة التي عُثر عليها في المقبرة «كي في 35» جنباً الى جنب مع المواد المستخدمة والنوع المحدد من التحنيط تشير جميعاً الى انها تعود الى فترة منتصف الى نهاية عهد الأسرة الثامنة عشرة، أي الفترة التي حكم فيها اخناتون وزوجته نفرتيتي مصر القديمة، وتلك كانت هي النتيجة التي توصل اليها الدكتور ستيفن بكلي، وهو خبير عالمي متمكن في هذا المجال شارك في الفحص الدقيق الذي خضعت له تلك المومياءات.
آثار عنف
http://nemosworld.files.wordpress.com/2009/01/nefertiti-12.jpg
تحمل الجثة التي يُعتقد انها لنفرتيتي آثاراً لعنف شديد، فعلى ما يبدو انها أصيبت بفأس أو نوع من المناجل، وقد فقدت المومياء الأذن اليمنى واحدى الذراعين، على الرغم من ان اليد المفقودة تم العثور عليها في بعثة استكشافية ثانية قام بها الفريق البريطاني في فبراير 2003، وبما ان هناك أدلة كثيرة، في رأي د. جوان فلتشر، لترجيح فرضية تعرّض نفرتيتي لتعذيب قاسٍ بل حتى قتل، فربما كانت تلك الاصابات قطعة اضافية من قطع الألغاز الخشبية « البازل» التي ستؤدي في النهاية الى اثبات حاسم لهوية الجثة، وربما كان المصرع الذي اتسم بالعنف الذي ابتليت به الملكة ثأراً من شعبها، على حد قول الدكتور فلتشر، بسبب الأسلوب الذي أعرضت به هي واخناتون عن الدين القديم.
وقد كشفت المزيد من الفحوص عن ان الوجه قد تعرض لضربات عنيفة بواسطة آلة حادة، ربما كانت خنجراً، وهذا يعضد من فرضية ان الملكة المسخوط عليها اما تعرضت للتعذيب قبل وفاتها أو ان جثتها شُوّهت عقب وفاتها. كما ان الذراع اليمنى للمومياء، التي اكتشفت في عملية استكشافية منفصلة فيما بعد، كانت مثنية بحيث تتجه الكف الى أعلى، وماتزال الأصابع تبدو وكانها تقبض على صولجان ملكي، على الرغم من ان الصولجان نفسه قد تلاشى بمرور الزمن، وطبقاً للتقاليد المصرية القديمة، فقط الفراعنة هم من يتم مواراتهم في مثواهم الأخير بهذه الطريقة، وبما ان بعض الدراسات تعتبر ان نفرتيتي كانت فرعونة، فربما كانت هذه امارة أخرى للتدليل على هويتها.
مقبرة أسرية
وهناك قطعة أخرى تمثل دليلاً قوياً وفرتها واحدة من المومياءات الأخرى التي عُثر عليها في المقبرة نفسها بجانب المومياء 61072، فعلى ما يبدو ان تلك المومياء المحنطة تعود للملكة تي، أو على الأقل كانت تلك هي النتيجة التي ترتكز على مجموعة من التحليلات التي أجريت على خصلات شعر قام بها علماء مصريون وأميركيون أثناء السبعينيات، وكانت تي هي رفيقة أمينحتوب الثالث ووالدة اخناتون، وبكلمة أخرى، كانت احدى قريبات نفرتيتي.
لغز لن يُحل قط؟
http://image.arabseyes.com/files/images/bf71bf6ca.jpg
غير ان بعض الخبراء عبروا عن شكوكهم، فهم يعتقدون ان فلتشر وزملاءها قد بنوا فرضيتهم على أدلة غير كافية، ويقولون ان المومياء التي أُعيد اكتشافها خلال البحث ربما كانت تخص شخصاً آخر مثل احدى بنات نفرتيتي مثلاً. لذلك، وعلى الرغم من البحث المستفيض، فان المومياء التي يزيد عمرها عن الثلاثة آلاف عام وتحمل الرقم 61072 تستمر في تشكيل لغز محير، وربما كان المفتاح في حله بشكل حاسم هو اجراء فحص مقارن للحامض النووي، ولكن بما انه حتى اليوم لم يتم العثور على أي من بنات نفرتيتي أو أهلها المقربين فان هذا يعني ان اختبارات الحامض النووي غير مجدية في الوقت الحاضر.
بنظرتها الفخورة ووجهها المتناسق الرقيق ذي الخدّين العاليين والحاجبين المقوّسين الرقيقين والانف الأهيف والشفتين المكتنزتين والعنق الارستقراطي الطويل كانت نفرتيتي ولا غرو ذات طلعة فاتنة بهية، فاسمها، الذي من المرجّح انه كان يُنطق «نافتيتا» كان يعني «الجميلة قد أقبلت».
لقي جمال نفرتيتي المتألق توثيقاً في العديد من اللوحات، وُجد بعضها في تل العمارنة التي كانت يوماً ما حاضرة عرش اخناتون.
ومن أبدع تلك التحف الفنية تمثال جيري نصفي يعرض في المتحف المصري ببرلين منذ 1924. وقد اكتشف هذا التمثال، الذي لا يزيد طوله عن خمسين سنتمتراً «20 بوصة» الذي يعتبر الآن من أشهر الآثار الفنية المصرية من عصر الفراعنة، عالم الآثار الألماني لودفيك بورخاردت، وقد قام بهذا الاكتشاف في السادس من ديسمبر 1912 أثناء تنقيبه في تل العمارنة. ولايزال موضوع صدر التمثال حتى الآن مثاراً للجدل عمّا اذا كان لنفرتيتي أو انه ينتسب الى ثتموسيس، غير ان تمثال نفرتيتي به عين واحدة فقط مكتملة الرسم، وهذا يشير الى ان صدر التمثال ربما يكون نموذجاً فقط يمثل قاعدة للعمل الفني الخالد.
كما تم العثور على تمثال نصفي آخر للملكة الفاتنة من قبل الباحث البريطاني جون بندلبيري في نحو عام 1932 أثناء حفريات جرت في تل العمارنة، وهذا الرأس، الذي كان يعتزم المثّال وضعه على نصب تذكاري، لا يحمل أي نقوش، لكن مثله مثل بقية الأعمال الفنية الخاصة بنفرتيتي، تم قبوله على انه يمثلها، واليوم يمكن القاء نظرة على هذا العمل الفني بالمتحف القومي المصري في القاهرة.
أحب الزوجات
لابد ان اخناتون كان يكن كل الود والاحترام لزوجته وشريكته بصورة استثنائية، فقد حملت أعمدة مدينته نقوشاً وكتابات تعبّر عن سعيه لانتزاع حبها: «جميلة المُحيّا، مالكة السعادة، يا من وُهبت بالمقدرة على الاستماع، ويجلب صوتها الحبور، ملكة كل الحسان، من رُزقت بكل الحب، جالبة السعادة لملك البرّين».
مظهر ملكي
http://www.hanein.info/vb/imgcache/11/90183_hanein.info.jpg
كانت نفرتيتي تتحلى في السنوات الأولى من حكمها بشارة الشرف التقليدية التي تتحلى بها الملكات، وقد رُسمت وهي ترتدي تيجاناً وشعراً مستعاراً مزيناً بقرني بقرة وريش وقرص شمس، وكلها سمات ذات علاقة بطائفة الالهة «هاثور»، وتزينت الملكة عقب ذلك في العمارنة، العاصمة الملكية الجديدة، بتاج أزرق ذي قمة مسطحة يشبه في شكله تاج الحرب الخاص باخناتون، وهو ذاك التاج الذي يجسّده تمثال متحف برلين الذي أصبح معروفاً على نطاق العالم أجمع، وفي بعض الأحيان كانت تظهر في الرسوم وهي ترتدي تاجاً ضيقاً يشبه القلنسوة، كما كانت الملكة الجميلة ترتدي في أحيان أخرى لباساً في الرأس يشبه المنديل وكان يعرف بالخات.
وكانت نفرتيتي تبدو في رسومات قديمة أخرى وقد صفف شعرها بما يوصف بأنه «باروكة الشمعة النوبية»، وهي مكونة من مجموعة من طبقات خصلات الشعر والضفائر التي ترقد فوق بعضها بعضاً، وتلك الباروكة لا يرتديها سوى الرجال المنتمين للجيش الملكي.
وكان حاجبا الملكة كثيراً ما يزينهما ثعبانا الكوبرا من كل جانب، وهما يرمزان لسيادتها على البرّين، مصر العليا ومصر السفلى.
وتظهر النقوش والرسومات التي وجدت على تابوت اخناتون الشريكة الملكية وهي ترتدي ثوباً مطوياً، كما كانت أيضاً تضع على رأسها باروكة ذات شعر مجعّد ويظهر الثعبانان وفوقهما تاج قرص الشمس المحكم وافريز الكوبرا وريشتان طويلتان.
وكما هي الحال بالنسبة لبقية أفراد الطبقة الأرستقراطية، لم تكن نفرتيتي تتحلى بالمجوهرات والشعر المستعار والملابس الضيقة وحسب، بل استخدمت المساحيق التجميلية أيضاً لاظهار جمالها الطبيعي، فقد كانت النساء في تلك الأيام ترسم خطاً أسوداً عريضاً حول العين والجفن حتى يصل خارج العين، وكان هذا الخط يرتبط لدى قدماء المصريين بالنقاء الشعائري، كما كنّ يضعن على جفن العين معجون مكوّن من مسحوق النحاس الأخضر المخلوط بالدهن، كما استخدمت النساء حُمرة الخدين والشفتين أيضاً طبقاً للرسومات التي تشهد على ذلك، وفيهما يتم استخدام المادة الغرائية نفسها ثم تخلط بحبيبات الخس.
الأسطورة
http://news.bdr130.net/newspics/563699.jpg
لم يكن جمالها وحده الأسطورة، بل أيضاً مكانتها الاستثنائية في السلطة، فقد كانت نفرتيتي وزوجها الفرعون اخناتون هما من فجرا ثورة دينية كبرى، فقد تمكنا من استبدال كل الآلهة التقليديين باله واحد فقط هو اله الشمس أتون.
زوجة ملكية عظيمة
يبدو ان نفرتيتي كانت مؤمنة متحمسة للدين الجديد، وربما تمكنت أيضاً من استخدام الدين الجديد لايجاد مكانة خاصة بها أقرب ما تكون الى الألوهية، ويعكف علماء المصريات في الوقت الحاضر على البحث في معابد الكرنك والأقصر على دليل ربما تمكنوا من خلاله من دعم تلك الفرضية.
وقد انشأ اخناتون أثناء فترة حكمه التي كانت في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد العديد من المعابد في الضواحي المخصصة لعبادة اله الشمس آتون، وبما ان تلك المعابد تم اعتبارها من مخلفات الحكم البائد، فقد تم تدميرها جميعاً عقب انقضاء فترة حكم اخناتون، وقد تمت الاستفادة من ألواح الحجارة المتبقية منها في بناء نصب تذكارية أخرى للحكام الذين حكموا مصر بعد ذلك، ويحاول العلماء الآن اعادة تجميع تلك الحجارة الواحد بجانب الأخر حتى يتمكنوا من تكوين مشاهد واضحة على أمل الوصول الى مكانة نفرتيتي الاجتماعية.
وقد تم فك شفرة جزء من اسمها منحوتاً على أحد الحجارة بالاضافة الى أحد ألقابها الملكية «زوجة الملكية العظيمة»، وقد عُثِر على أكثر من نقش يصور نفرتيتي وهي تقود مركبة حربية وتحمل صولجاناً، وهو شعار السلطة العليا في الدولة الفرعونية.
كما ظهرت في صور أخرى، بصفتها ملكة بلادها، مجهزة على أعداء مصر وفي يدها هراوة أو سيف، او معتلية مهاداً ملكياً، أو وهي تهب ذهب الشرف للاله، ولم تحظ أي انثى أخرى من الأسرة المالكة بمثل هذا التوثيق التصويري قبل نفرتيتي أو بعدها.
زوجات الإله آمون
http://img23.imageshack.us/img23/8448/180pxsetsvgresize.png
يقف معبد الكرنك شاهداً على قصة تأسيس مصر التي نقشت على جدرانه، وطبقاً للأسطورة فانه لم يكن هناك شيء في البداية، بعدها ظهر اله الخلق والخصوبة أمون من بين الظلام وكانت برفقته الالهة مت، ووقع أمون أسيراً لحيل اغرائها، وتقول المصادر القديمة: «قامت باشعال نيرانه، ونتيجة لاستثارة شهوته تشكّل الكون»، وكان بالقرب من الاله أمون الفراعنة الذين يعتبروا ممثلوه على الأرض التي يحكمونها باسمه وبالانابة عنه.
كما كانت النساء أيضاً على مقربة منه، وكان باستطاعتهن أيضاً ان يصبحن زوجات له بعد ان يقمن بأداء طقوس معينة، وطبقاً للأدلة التي توفرها الرسوم المعاصرة، يُعتقد ان نساء بعينهن زرن ضريح أمون المقدس في معبد الكرنك، وهناك قمن بتمثيل أسطورة الخلق ومنحن أمون خلوداً دنيوياً، للتأكد من ان الكون لن يرتد الى حالة الفوضى التي كان يعيشها قبل ان يتشكل، وبهذا تصبح النساء «زوجات أمون ورفيقاته»، ومن حق أي امرأة ارستقراطية مصرية الحصول على هذا اللقب التشريفي وان تتمتع بالهالة الاجتماعية المرتبطة به.
في مثل قوة الفرعون
في أثناء فترة حكم نفرتيتي واخناتون، كان لمعبد الكرنك بوابة ضخمة على الناحية الشرقية منه، وقد تم استحضار ما يزيد عن المئة نقش تصويري لطقوس فرعونية، ومعظم تلك الرسوم تصور نفرتيتي وهي تقف في وسط طقوس العبادة ومن بينها تقديم القرابين للاله.
وفي حقيقة الأمر فان التقاليد تقتضي ألا تقدّم القرابين الا من الفرعون شخصياً أو من «زوجة أو رفيقة للاله». اذن هذه اللوحات تدل على ان نفرتيتي كانت تتمتع بمكانة في السلطة مساوية لتلك المكانة التي حظي بها الفراعنة، وعلى الرغم من ان الدين الجديد الذي بُشِّر به لم تعد فيه مكانة لـ«زوجات أو رفيقات الاله»، فقد أعلنت نفرتيتي ولاءها للاله آتون متبعة نفس الطقوس التي كانت تمارسها رفيقات الاله آمون، وتبدو نفرتيتي وكانها كانت تستخدم التقاليد الدينية «لرفيقات» الاله من اجل ان ترتقي بنفسها لمصاف المعبودات. وبعد كل ذلك تمكنت نفرتيتي من ان تصبح لعقد كامل من الزمان أكثر النساء نفوذاً في العالم القديم.
الملكة
ظلت نفرتيتي لما يربو عن العشر سنوات أكثر النساء نفوذاً في مصر، وقد حكمت نفرتيتي البلاد، متمتعة بسطوة تبجيل الآلهة التي سبغها عليها شعبها، جنباً الى جنب مع زوجها أمينوفس الرابع، حاكم المملكة الجديدة للأسرة الثامنة عشرة، الذي غيّر اسمه الى اخناتون عقب اعتلائه العرش في حوالي 1353 قبل الميلاد، غير انه لا يعرف سوى اليسير عن الملكة الفاتنة اليوم، فقد تلاشى أثرها تماماً عن التاريخ في نحو العام 1336 قبل الميلاد، وكان عمرها آنذاك حوالي ثلاثين عاماً.
بزوغ ساطع وأفول مفاجئ
تزوجت نفرتيتي من الفرعون اخناتون، ابن أمينوفس الثالث في السنة الرابعة من اعتلائه عرش مصر القديمة، ويبدو انها كانت في الخامسة عشرة من عمرها آنذاك، في الوقت الذي كان فيه اخناتون في الرابعة عشرة من عمره، ونتيجة لهذا الاتحاد، ارتقت الملكة الجميلة سلم الحكم لتصبح واحدة من أكثر النساء التي حكمن مصر القديمة سلطة ونفوذاً، وكانت نفرتيتي تحظى بالحب والاحتفاء والتقديس، واتخذت مكانها بجانب الملك في كل المناسبات المهمة، وظلّ موقعها مساوياً لمكانته تقريباً، ولكن فجأة غاب أثرها؛ فحتى يومنا الحاضر لم يتم العثور على أي دليل من شأنه ان يلقي ببعض الضوء على مصير نفرتيتي الغامض، وحتى الآن ماتزال جثتها تُعتبر مفقودة.
من أين أتت نفرتيتي؟
أصل الملكة الفاتنة وخلفيتها يشوبهما الغموض أيضاً، وتبعاً لاحدى النظريات، فإنها ربما كانت أميرة ميتاني «تادوخيبا»، العروس المرشحة للزواج من أمينوفس الثالث لكنها تزوجت بدلاً عن ذلك ابنه، وتقول نظرية أخرى ان نفرتيتي ولدت نتيجة علاقة ما بين أمينوفس الثالث واحدى خليلاته، وهذه النظرية تجعل من نفرتيتي واخناتون أخوين غير شقيقين، ولكن هذه النظرية أيضاً تعتبر غير معقولة لان نفرتيتي كان يحق لها الحصول على لقب «ابنة الفرعون» وهو ما لم يحدث قط، وتشير النظرية الثالثة الى ان نفرتيتي هي ابنة تاي وآي، وطبقاً لهذه النظرية فإن والدها كان أحد الموظفين الكبار في البلاط الملكي لأمينوفس الثالث ما يجعله بالتالي من المقربين لاخناتون، وبناء على تلك النظرية التي تلقى قبولاً واسعاً لدى علماء المصريات، فإن خلفية نفرتيتي كانت تعود الى الطبقة الراقية للمجتمع المصري القديم، لكن قد لا تكون تاي الأم الحقيقية للملكة الساحرة، بل من المرجح انها كانت مرضعتها.
في حظوة إله الشمس
http://www.createdebate.com/img/blog_article_images/SunGod.png
كان لنفرتيتي واخناتون السبق في القيام باصلاحات دينية واجتماعية كبرى، فقد كان أكثر ما حققاه من انجازات هو نبذ عادة المصريين القدامى بتعدد الآلهة وعبادة اله واحد بدلاً من ذلك هو اله الشمس آتون، وفي السنة الخامسة من حكم اخناتون، نقل الزوجان مقر حكمهما الرسمي من طيبة الى تل العمارنة التي كانت تعرف بموطن نور آتون.
وحتى الكرنك، التي كانت حتى ذاك الحين مقراً تقليدياً لطائفة آمون، كانت تشهد بناء معابد جديدة تقرباً لاله الشمس، وقد زخرفت تلك المعابد بأعداد كبيرة من صور نفرتيتي، التي كانت بصفتها ملكة تحمل اللقب الملكي التقليدي «الكمال كمال آتون».
وحظيت نفرتيتي بتخليد في المعابد والنصب التذكارية أكثر مما حظيت به أي ملكة مصرية أخرى قبلها أو بعدها، ومن المرجح ان الملكة كانت تشغل منصب الكاهن الأعظم أيضاً وهو المنصب الذي عادة ما يحتفظ به الملوك وحدهم، لكن نفرتيتي اختفت من الصور والنقوش في العام الأخير من حكم اخناتون وظهرت عوضاً عنها صور اثنتين من بناتها الست هما «مريتاتون» و«انخسينباتون».
مصير مجهول
http://www.eyuboglu.k12.tr/teknoloji/melani/horussembol.jpg
ماذا يمكن ان يكون قد أصاب الملكة؟ ظل الباحثون يعتقدون لفترة طويلة من الزمن بان الملكة قد فقدت حظوتها لدى اخناتون وتم اقصاؤها عن العائلة المالكة، وربما كان ذلك بسبب اخفاقها في انجاب ابن له؟ وهناك نظرية أخرى تقول أن الزوجين تم الاطاحة بهما من قبل عصيان شعبي قام به من كانوا يعتقدون أن عبادة آتون كانت بدعة، وبما ان توت عنخ أمون كان قد استعاد العرش في 1333 قبل الميلاد فإنه من المؤكد انه قام بالتخلص من كل آثار اخناتون ونفرتيتي ومحا كل ما كان يمكن ان يعيدهما الى الأذهان.
ولم يتم العثور في مقبرة تل العمارنة حتى يومنا هذا على أكثر من بعض المتعلقات التي يعتقد انها تعود لاخناتون ما يشير الى ان نفرتيتي لم تدفن هناك؛ فضلاً عن ان وفاة الملكة لم يتم توثيقها في أي مكان آخر.
هل خلفت نفرتيتي أخناتون على العرش؟
http://www.alhsa.com/forum/imgcache2/172198.gif
على الرغم من انجاب اخناتون ابناً من خليلته كيا، وهو توت عنخ آمون، الا انه عين «سمنخكر» خلفاً له، ويرى بعض علماء المصريات أن سمنخكر ربما كان ابناً آخر لاخناتون من كيا، كما يعتقد البعض انه ربما كان أخاً غير شقيق لاخناتون أو فرداً من أفراد الأسرة المالكة.
غير ان حقيقة ان نفرتيتي وسمنخكر استخدما نفس اللقب الاضافي «الكمال كمال آتون»، حدت بالبعض للافتراض أن نفرتيتي نفسها استعادت العرش بعد وفاة اخناتون في 1336 قبل الميلاد، لكن، هناك دليل أيضاً على ان نفرتيتي قد توفيت في السنة الرابعة عشرة من حكم زوجها اخناتون حينما ابتليت مصر بوباء الطاعون آنذاك.
فهل تسبب اختفاء نفرتيتي المفاجئ في ان تظل لغزاً أمد الدهر؟ ربما، ولكن قد تتمكن الجثة التي عثر عليها الفريق الاستكشافي البريطاني، التي يُعتقد انها مومياء الملكة الساحرة، من الكشف عن بعض أسرار الملكة الدفينة.
شاكر لكم مطالعتكم للموضوع