سعد حميد الثبيتي
29-03-2010, 10:22 PM
هذه أول محاورة لسوار الذهب بعد عودته من الرحلة العلاجية في مصر , وكانت في حفل سلامة الشاعر بتاريخ 18 - 3 - 1431 .
سوار الذهب :
يامرحبا ترحيب ميقاف الرجال امع الرجال = فاليله اللي يسجد الشيطان تحت نجومها
اليا وردت البير طشيت العمامه والعقال = لكن نوب أنزل على العالم وأطير نومها
* يبدأ الشاعر الكبير سوار الذهب مرحبً بالضيوف , وبإشارة رائعة الى موقف كان يتطلب من البعض حضوره كحق زميل , أو على الأقل اعتراف بمكانة شعرية تسجل لقبيلة كاملة , أو حتى تسجل عودته شئ كبير لكل شاعر في ساحة شعر الرد , (( يامرحبا ترحيب ميقاف الرجال مع الرجال )) من وقف وأدى واجبه .
لكن هذه الليلة (( ستجعل الشيطان يسجد تحت نجومها )) كل حاسد أو محارب لمسيرة رمز من اكبر رموز شعر الرد , وفي ظل حفاوة واعتراف الجماهيرومعرفة حقيقة من يستحق الاحترام شعرياً , تجعل الحاسد يختفي لأنه لايحتمل رؤية هذه الحفاوة لمن يحسده , أو بمعنى آخر يخنس الشيطان ويذهب عن حضور مثل هذا الملتقى والحفاوة الكبيرة , وبالفعل كانت نجوم خضع لها قلب كل حاسد أو متمني لزوال هذه المكانة , فكان صعب على هذه الشيطان حضور مثل هذا الموقف الذي حضره الرجال , ولأن المذكورين قلوبهم لاتحتمل هذا الاعتراف والاقرار والعودة القوية لهذه النجوم التي ستشرق بقوة , بل هم النجوم الحقيقيين للساحة .
* ثم يوضح سوار الذهب مبدأ إستمر عليه طوال مسيرته وشئ تميز به , فهو أذا رأى الشاعر الحقيقي فهو يسعد به ويناقشه ويفتح نوافذ الشعر الرائعة معه , ويعطيه حقه ,
ويبدع المعنى منتظراً ظهور محاورة تسجل في رصيد شعر الرد باعتبارها من أفضل مايقال في الساحة , وهذا ماأعتدنا عليه من سوار الذهب , فيقول : (( اليا وردت البير طشيت العمامة والعقال )) .
لكنه بالمقابل أذا رأى شاعر ضعيف شعرياً , أو ينقصه الذكاء في فك رمزية المعنى فهذا شئ يغضبه لأنه حريص على أن تبقى ساحة شعر الرد رائعة بشعرائها وأن لايدخلها الا من يستحق كلمة شاعر , فلذلك سوار الذهب يضطر للنزول مع هؤلاء الشعراء أحياناً , وهذا شئ عرف عن سوار الذهب , ومقصده من ذلك حتى يصحصحوا وينتبهوا الى مكانة الشعر ودهاء الشعراء وأن لايتعاملوا ببلادة , فيقول سوار الذهب : (( لكن نوب أنزل على العالم وأطير نومها )) .
القعياني :
دام البقاء بالشاعر اللي غايبٍ عنا ليال = فاللحظة اللي تجبر العالم تجيب علومها
الناس تنظر لليمن والخير كله فالشمال = مادري حقيقية علم والا صدقت بحلومها
* يدعو الشاعر الشاعر فيحان القعياني بالبقاء للشاعر سوار الذهب , ويوضح أن سوار الذهب غاب عنهم ليال , وغاب عن ساحات الملعبة بسبب رحلته العلاجية , وهذه الليلة السعيدة كما أوضح فيحان القعياني تجبر الرجل أن يأتي بأفضل علومه وشعره وقصيده , لأنها ليلة شهدت عودة فارس كبير لميدان هو ميدانه فقال فيحان القعياني (( يامرحبا بالشاعر الي غايبٍ عنا ليال = فاللحظة اللي تجبر العالم تجيب علومها )) .
* ثم يوضح القعياني رداً على ماقال سوار الذهب ومبدأه في شعر الرد , ويمكن العودة لبيت سوار الذهب الثاني , هنا يوضح فيحان القعياني بروحه وصراحته وقوله للحق , أن سوار الذهب هو مورد للشعر الحقيقي , لكن بعض الناس ربما لاتعرف مكانة هذا المورد , لأنها أتجهت لموارد اخرى بسبب صوتها أو الحانها أو معرفتهم للتسويق , أو فن العلاقات العامة أو اتقان الاثارة , وكسب الجمهور , فيقول فيحان في احقاق للحق :
الناس تنظر لليمن والخير كله فالشمال = مادري حقيقية علم والا صدقت بحلومها .
لكن ستظل مكانة أهل اليمن المرموز لهم وهمية , مهما رفعهم من رفعهم , لأن الخير في الشمال , وتبقى أماني أهل اليمن أو الشعراء المقصودين أحلام لاتصدق مهما بلغت جماهيرتهم أو شهرتهم , وتبقى المواريد العذبة للشعر معروفة لايمكن أن يطالها نسيان أو تجاهل فهي معروفة لمن يدل الدروب وسترويه من جفاف الصحراء , وستبقى الموارد الاخرى زبد سيل عما قليلاً تنقشع , فهي احلام لاتصدق كما قال الشاعر الكبير فيحان القعياني .
سوار الذهب :
أنا أتخير فالأشده قبل لا أسوق الجمال = واليا بغيت العلم مالي فالطيور وحومها
أن أشهد أن الزين غالي والرخيص ابن الحلال = ايقولها اللي راح من مكه وشرف قومها
* ثم يوضح سوار الذهب كذلك مبدأ إعتمده أيضاً في مسيرته الشعرية , يضاف لما سبق , فهو شاعر يحرص على أن لايقابل الا شاعر متمكن , ويكره لقاء الشاعر المتواضع , أو حتى ذو السمعة القوية الذي لايملك شاعرية توازي سمعته , ولكن سوار الذهب بحنكته وخبرته وثقافته الرائعة يملك من المعرفة مايفرق بين الشاعر الحقيقي وغيره فيقول : (( أنا أتخير فالأشدة )) أطلب لقاء الشعراء المتمكنيين أو على الأقل الذين يستحقون العناء أو النقاش , (( قبل لا أسوق الجمال )) قبل أن أبدع شعري أو أدخل الميدان , ولو حصل أن قابل سوار الذهب شاعر متواضع او متوسط المستوى فهو لقاء المضطر الكاره , لأنه يحرص على أن يبقى الشعر ضمن نطاق الإبداع فأذا كان الخصم لايساعد على الاستمرار في ذلك فهذا جريمة في حق الشعر من وجهة نظر سوار الذهب , ولكن سبق أن ذكرت مبدأ آخر لسوار الذهب في أول المحاورة هو (( لكن نوب انزل على العالم وأطير نومها )) فهذا اسلوبه مع هؤلاء الشعراء وقد شرحت معنى ذلك في البيت الثاني .
(( واليا بغيت العلم مالي فالطيور وحومها )) لست مضطر للقاء شاعر متواضع يحوم دون أن يدرك أين مساره فسوار الذهب لايحب لقاء أمثال هؤلاء الشعراء بسبب مبدأه ان الشعر أرفع منزلة من أن يدخل فيه من لايملك منه شئ , ورغم أن سوار الذهب خسر الكثير من حضوره في المحتفلات بسبب هذا المبدأ ولأنه يحرص على لقاء الشعراء الواعين والمتمكنيين فقط , وهذا افقده الحضور الدائم والمستمر ولكنه رغم ذلك مصر على هذا المبدأ .
* ويقول سوار الذهب أن الشعر الرائع والنقاش والنقض والفتل مع الشعراء الواعين والمتمكنين من اسرار شعر الرد هو المطلب لكل شاعر حقيقي , ويضيف سوار الذهب أن ذلك من معرفة وتجربة وتمرس في الميادين وأدراك لغثها وسمينها وشعرائها الذين يستحقون الاحترام شعرياً من غيرهم , دون التفات لجمالية صوت أو لحن أو اثارة أو جماهيرية : (( أنشهد أن الزين غالي والرخيص ابن الحلال = يقولها اللي راح من مكة وشرف قومها )) .
القعياني :
اليا تخيرت الشداد الزين يادسم السبال = حصلت لك حاجه ثمينة لو محرم سومها
مكه وأهل مكه خبرناها تصلي مع بلال = واليوم ماهو وقتها واليوم ماهو يومها
* يقول القعياني أن اختيار الشعراء الواعين والكبار بالفعل يفتح لك طاقة الشعر وكنوزه الرائعة , بعكس التداول مع شاعر متوسط المستوى , وهذا الكنز محرم على كل صاحب فكر بسيط او شاعر لايملك من الشعر شئ فهي شئ خاص بمن ملك الموهبة والتدفق الشعري والجزالة فهي ثمينة جداً , وكذلك محروم منها الكثير , ففيحان يؤيد سوار الذهب على أن الشعر من المفترض أن يكون أو يحصر بين الشعراء المتمكنيين فقط فيقول فيحان :
اليا تخيرت الشداد الزين يادسم السبال = حصلت لك حاجة ثمينة لو محرم سومها
* ولكن القعياني يستدرك أن هؤلاء الشعراء المتمكنين أصبحوا أقلية أو يعدون على الأصابع رغم أنهم كانوا سابقاً كثيرين (( مكة وأهل مكة خبرناها تصلي مع بلال )) سابقاً كان يتواجد الكثير مع الشعراء الكبار ويمكن أن يجد الشاعر من يلعب معه في كل وقت فأذا لم يجد فلان سيجد الآخر , وفي كل مكان ومحتفل , لكنهم اليوم اقلية (( واليوم ماهو وقتها واليوم ماهو يومها )) .
بمعنى أن اصرار سوار الذهب على لقاء البقية المتبقية من هؤلاء الشعراء سيفقده حضوره المستمر فلو أتخذ مبدأ يكفل حضوره مع الجميع فهو أفضل له حتى لاتفقد الملاعب أحد رموزها , وحتى يستفاد من حضوره لهذه المحتفلات .
سوار الذهب :
اليا بغيت أطق راس السبع جفلت الغزال = والناس ماتقدر تشيل اهموم غير همومها
تحمد الله يالقعياني تحت زين الظلال = علوم يافيحان مبطي صادرٍ مرسومها
* يذكر سوار الذهب أيضاً أمر آخر أدى لقلة تواجده في ساحة المحاورة وهو أن سيطرته على الشعراء الكبار والتغلب عليهم شعرياً هذا شئ يؤدي الى نوعاً من نفورهم منه , هذا الشئ عرف ضمن مسيرة سوار الذهب الشعرية فكم شاعر قاطع سوار الذهب ورفض لقائه وعلى سبيل المثال : الرياحي , الهاجري , السناني , .. , وهذا الأمر أيضاً أصبح أشبه بإتفاق لتهميش أحد أكبر رموز الساحة فإضافة الى مقاطعته فهم أيضاً لايذكرونه ضمن أحاديثهم ويتخذون أمر التقليل منه ربما كتعويض عن النقص الذي يشعرون به تجاهه , وفوق ذلك أن هذا الشئ أيضاً أصبح يسري على الشعراء المتوسطي المستوى فبعضهم يقاطع سوار الذهب لنفس السبب عند رؤيتهم لمحاوراته مع كبار الشعراء فيقول سوار اذهب عن هذا المعنى :
اليا بغيت أطق راس السبع جفلت الغزال = والناس ماتقدر تشيل هموم غير همومها
هذه الاشارة عن أحد أكبر أسباب قلة حضور سوار الذهب للميادين وهي الشللية والخوف من اللقاء أو الشعور بالهزيمة مسبقاً أو المحافظة على المكتسب الجماهيري , يضاف لما ذكره سوار الذهب في أو المحاورة من عدم رغبته بلقاء الشعراء المتواضعين بسبب تأثيرهم السلبي على مكانة ساحة شعر الرد .
* ويذكر سوار الذهب محدثاً القعياني أن القعياني لايحمل هم رقي ساحة شعر الرد والمحافظة على قوتها , وأنه يتخذ الأمر بروح أكثر تسامحاً بعكس سوار الذهب الذي يعتبرها قضيته فهو حريص على هذه الساحة من التردي الذي أصبح ينخرها شئ فشئ , وغلبة المادية عليها , وعدم احترام الناس للشعر الحقيقي , ولكن سوار الذهب كما يقول سيستمر على مبادئه التي ذكرها , لامجاملة للشعراء على حساب الشعر , لا أعتماد على الجمهور على حساب الشعر , لا تهاون في كل مايؤثر على قوة ساحة شعر الرد , فيقول سوار الذهب في هذا المعنى :
تحمد الله يالقعياني تحت زين الظلال = علوم يافيحان مبطيٍ صادرٍ مرسومها
القعياني :
عزالله أنك رجل طيّب مار فيك من الخيال = اتصدق اللي ماتصلي لو كثيراً صومها
ماأخذت مثلك حق مسلم لادقاق ولاجلال = ياراعي السياره اللي عاكسين رقومها
* يذكر القعياني أن مستوى سوار الذهب الشعري لايمكن أن يجادل فيه مجادل , لكن النقد على هو على بعض التصرفات الأخرى خارج نطاق الشعر , قيراها القعياني هي أكثر مايؤثر على سوار الذهب , وأن مرافقته للبعض هي مايؤثر على مكانته المستحقة كشاعر كبير , فيقول القعياني :
عزالله أنك رجل طيب مار فيك من الخيال = تصدق اللي ماتصلي لو كثيراً صومها
* ويضيف القعياني أمر آخر يؤثر على سوار الذهب وهو قسوته على بعض الشعراء وعدم المجاملة التي تكون كثيراً على حساب تواجده , والقعياني يذكر أن سوار الذهب أحياناً يخطي على هؤلاء الشعراء ويقسو عليهم أكثر من اللازم فيقول القعياني :
ماأخذت مثلك حق مسلم لاكثير ولاقليل = ياراعي السيارة اللي عاكسين رقومها
سوار الذهب :
اليا بغيت أرضي بنيخيه تضيق أم العيال = أم العيال اللي سلالمها دليل سلومها
اللي بغير اسموع مايسمع جواب ولاسوال = واللي يراضي حضرة العريف حب خشومها
* يقول سوار الذهب أن حرصه على الشعر الحقيقي بمعناه واسراره ونقضه وفتله وجزالته وقوة الخصمه , هذا يمثل إرضاء لأهل الذوق الرفيع وأهل الشعر الذين يستحقونه , وكذلك مع الشعراء الذين يجارون ويستحقون النقاش , فيقول سوار الذهب أنه يضع هؤلاء الجماهير الرفيعة المستوى والشعراء كذلك على رأس أولوياته وأنهم الأهم له , وهذا يتعارض كلياً مع مطلب الجمهور الغوغائي السطحي الذي يحرص على جمالية اللحن ووضوح اللعب والمهاترة والصوت فالشاعر الحقيقي ليس مطلب لهم , وبما أنهم الأغلبية اليوم فأنا غياب الشعراء المتمكنيين أمر شبه حتمي ويكون حضورهم متقطع , وتفضي الساحة للشعراء المتواضعين والسطحيين الذين يرضون ذائقة مثل هذا الجمهور , والسلالم التي ذكرها سوار الذهب تمثل فكرة لديه يسميها (( سلالم المعاقين )) كما صرح في بعض لقاءاته ويقصد ان الشاعر الضعيف معاق شعرياً لايستطيع المشي أو الجري ومجاراة الشعراء الكبار لذلك يلجأ الى شئ آخر يوصله ولو بشكل مصطنع الى هؤلاء الشعراء وهي ( جمالية الصوت , وجمالية اللحن , واصطناع الاثارة , ولفت نظر الجمهور باشياء كثيرة )) وهذه السلالم التي يصنعونها حتى يجاروا العدائين أي كبار الشعراء , ولكنها سلالم وهمية مصطنعة فقط للوصول والتواجد لاغير , ويقول سوار الذهب في هذا المعنى :
اليا بغيت ارضي بنيخيه تضيق أم العيال = أم العيال اللي سلالمها دليل سلومها
* ولكن سوار الذهب أتخذ مبدأ راسخ بأنه لن يحاول كسب مثل هذا الجمهور على حساب شعره بل سيستمر في طلب رضا متابعي الشعر الحقيقي ونقاده وشعرائه الكبار الذين يدركون ما معنى الشعر , وأنه يأس من الوصول الى الجمهور السطحي لأنهم لايدركون معنى الشعر وجزالته ومعانيه المدفونه ورموزه , وكذلك الأمر ينطبق على الشعراء المتواضعين , ولكن سوار الذهب أتخذ مبدأ أنه سيحرص على الجمهور الآخر جمهور الشعر الحقيقي وأنه سيسعى الى نهاية مشواره على إرضائهم فقط :
اللي بغير اسموع مايسمع جواب ولاسؤال = واللي يراضي حضرة العريّف حب خشومها
القعياني :
قالوا حليل وقلت يجلس في ديار الاحتلال = وأنا ليا مني عرفت أم الولد مالومها
واليا يبي يصرف ذهب لابد مايصرف ريال = واللي تحرث الخلب لابده يجي حلقومها
* يذكر القعياني أن مبادئ سوار الذهب التي يتخذها وذكرتها لكم , أن هذه المبادئ ستؤثر على تواجده فالزمن تغير وأذا أراد الشاعر الانصاف والتواجد أكثر فعليه بتغيير قناعاته , وسمى القعياني الملعبة حالياً (( ديار الاحتلال )) أي أن الملعبة أحتلت من قبل الشعراء الذين يراهم سوار الذهب لايستحقون التواجد وأن ساحة شعر الرد أصبحت لهم والجماهيرية والشهرة لهم , وعلى سوار الذهب التكيف مع هذا الوضع وأن يرضى بهذا الشئ لأن زحزحتهم عن جماهيريتهم شئ اشبه بالمستحيل , وأن مجاملتهم ولو قليلاً هو الكفيل بالتواجد فهم يملكون من الجماهيرية والتحزب والشللية مايستطيعون به اخفاء أي شاعر مهما بلغت مكانته لأن الجمهور معهم ورغم أن القعياني متفق تماماً أنهم أضعف بكثير من مستوى سوار الذهب , لكن الواقع شئ والمفترض شئ آخر , وأن الشاعر سوار الذهب أذا أراد استمراره على الساحة فعليه بالرضا بالواقع وأن لايحاربهم لأنهم أصبحوا أسياد الساحة بفعل أن الأغلبية من الجمهور أصبح سطحي جداً وفي صفهم .
قالوا حليل وقلت يجلس في ديار الاحتلال = وأنا ليا مني عرفت ام الولد مالومها
* ثم يضيف القعياني أن الدنيا هكذا يوم لك ويوم عليك وعلى الشخص الرضى بالواقع , فالشعراء الكبار الذين يحرص سوار الذهب عليهم أصبحوا قليل جداااااااً , وأن سوار الذهب أذا أستمر على رأيه وعدم المجاملة على حساب الشعر سيخسر تواجده وأن المجاملة لابد منها , فيقول القعياني :
واليا يبا يصرف ذهب لابد مايصرف ريال = واللي تحرث الخلب لابده يجي حلقومها
سوار الذهب :
الاحتلال أفضل دياره من ديار الانحلال = وأن كان تبغى من عدسها لايغرك ثومها
لا واهنيك يالقعياني وسيع بوسع بال = هاذي تلحفها وهاذي تلتوي فكمومها
* يؤكد سوار الذهب على انه لن يرضى على الساحة بوضعها الحالي , وأفضل له أن يرضى بتواجد وجماهيرية واكتساح الشعراء المتواضعين لساحة شعر الرد من تواجده بينهم وبموقف الراضي عما يعملون من قتل للشعر , فهو لن يكون شريك في هذه الجريمة التي تسجل أول فصولها في مقتل الشعر الحقيقي , وعلى فيحان القعياني أن اختار مجاملتهم والحرص على التواجد بينهم أن يختار بين (عدس وثوم ) فهو لن يجد غيرهما معهم , (( اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير )) , فهم شعراء متواضعين لن يجد معهم الشاعر الحقيقي مايستحق شئ , وأن التواجد بقصد الحصول على المكسب المادي ومحاولة كسبهم لأجل ذلك يمثل جريمة مشاركة في اضعاف وانهاك الشعر فيقول سوار الذهب :
الاحتلال افضل دياره من ديار الانحلال = وان كان تبغى من عدسها لايغرك ثومها
* ويذكر سوار الذهب ان سعة البال والصبر على وأد الشعر التي يملكها القعياني أذا قابل أمثال هؤلاء الشعراء المتواضعين لايملكها سوار الذهب , فسوار الذهب حريص جداً على الشعر ولن يجامل على حسابه , ويذكر سوار الذهب أن القعياني يتلزق بالشعراء الجماهيرين المتواضعين للحصول على مكاسب مادية وتواجد أكثر , وأنه يلتوي في أكمام الشاعر فلان ويلحف الشاعر فلان بقصد التواجد والكسب المادي :
لا واهنيك يالقعياني وسيع بوسع بال = هذي تلحفها وهاذي تلتوي فكمومها
القعياني :
شكلك خليجي لو وطيت العمامه والعقال = واليوم شفتك بين ناسٍ حمر كل هدومها
خابرك رجلٍ ماتحّسب للقصار وللطوال = يستر على بعض الشيوخ اللي سحبت ختومها
* يذكر القعياني أن الأهم من الشعر هو شخصية الرجل بين الرجال , وأنه يأخذ عليه بعض التصرفات , حتى لو كانت شاعرية كبيرة ( لو وطيت العمامة والعقال ) , فأنت ( بين ناسٍ حمر كل هدومها )) .
* ثم يذكر أن الغرور والتعامل بفوقية ينبغي التخلص منه , وأن التواضع صفة طيبة , والشعر سيبقى , والذي لايعرف حالياً سيعرف لاحقاً وسيتعلم , وأن القعياني يصف نفسه بشاعر لاينبغي ذكر ماذكره عنه سوار الذهب في بيته السابق (( خابرك رجلٍ ماتحسب للقصار وللطوال = يستر على بعض الشيوخ اللي سحبت ختومها )) .
المحاورة صوتية هنـــــــــــــــــــــا (http://www.youtube.com/watch?v=OYVspHeR4Cg)
سوار الذهب :
يامرحبا ترحيب ميقاف الرجال امع الرجال = فاليله اللي يسجد الشيطان تحت نجومها
اليا وردت البير طشيت العمامه والعقال = لكن نوب أنزل على العالم وأطير نومها
* يبدأ الشاعر الكبير سوار الذهب مرحبً بالضيوف , وبإشارة رائعة الى موقف كان يتطلب من البعض حضوره كحق زميل , أو على الأقل اعتراف بمكانة شعرية تسجل لقبيلة كاملة , أو حتى تسجل عودته شئ كبير لكل شاعر في ساحة شعر الرد , (( يامرحبا ترحيب ميقاف الرجال مع الرجال )) من وقف وأدى واجبه .
لكن هذه الليلة (( ستجعل الشيطان يسجد تحت نجومها )) كل حاسد أو محارب لمسيرة رمز من اكبر رموز شعر الرد , وفي ظل حفاوة واعتراف الجماهيرومعرفة حقيقة من يستحق الاحترام شعرياً , تجعل الحاسد يختفي لأنه لايحتمل رؤية هذه الحفاوة لمن يحسده , أو بمعنى آخر يخنس الشيطان ويذهب عن حضور مثل هذا الملتقى والحفاوة الكبيرة , وبالفعل كانت نجوم خضع لها قلب كل حاسد أو متمني لزوال هذه المكانة , فكان صعب على هذه الشيطان حضور مثل هذا الموقف الذي حضره الرجال , ولأن المذكورين قلوبهم لاتحتمل هذا الاعتراف والاقرار والعودة القوية لهذه النجوم التي ستشرق بقوة , بل هم النجوم الحقيقيين للساحة .
* ثم يوضح سوار الذهب مبدأ إستمر عليه طوال مسيرته وشئ تميز به , فهو أذا رأى الشاعر الحقيقي فهو يسعد به ويناقشه ويفتح نوافذ الشعر الرائعة معه , ويعطيه حقه ,
ويبدع المعنى منتظراً ظهور محاورة تسجل في رصيد شعر الرد باعتبارها من أفضل مايقال في الساحة , وهذا ماأعتدنا عليه من سوار الذهب , فيقول : (( اليا وردت البير طشيت العمامة والعقال )) .
لكنه بالمقابل أذا رأى شاعر ضعيف شعرياً , أو ينقصه الذكاء في فك رمزية المعنى فهذا شئ يغضبه لأنه حريص على أن تبقى ساحة شعر الرد رائعة بشعرائها وأن لايدخلها الا من يستحق كلمة شاعر , فلذلك سوار الذهب يضطر للنزول مع هؤلاء الشعراء أحياناً , وهذا شئ عرف عن سوار الذهب , ومقصده من ذلك حتى يصحصحوا وينتبهوا الى مكانة الشعر ودهاء الشعراء وأن لايتعاملوا ببلادة , فيقول سوار الذهب : (( لكن نوب أنزل على العالم وأطير نومها )) .
القعياني :
دام البقاء بالشاعر اللي غايبٍ عنا ليال = فاللحظة اللي تجبر العالم تجيب علومها
الناس تنظر لليمن والخير كله فالشمال = مادري حقيقية علم والا صدقت بحلومها
* يدعو الشاعر الشاعر فيحان القعياني بالبقاء للشاعر سوار الذهب , ويوضح أن سوار الذهب غاب عنهم ليال , وغاب عن ساحات الملعبة بسبب رحلته العلاجية , وهذه الليلة السعيدة كما أوضح فيحان القعياني تجبر الرجل أن يأتي بأفضل علومه وشعره وقصيده , لأنها ليلة شهدت عودة فارس كبير لميدان هو ميدانه فقال فيحان القعياني (( يامرحبا بالشاعر الي غايبٍ عنا ليال = فاللحظة اللي تجبر العالم تجيب علومها )) .
* ثم يوضح القعياني رداً على ماقال سوار الذهب ومبدأه في شعر الرد , ويمكن العودة لبيت سوار الذهب الثاني , هنا يوضح فيحان القعياني بروحه وصراحته وقوله للحق , أن سوار الذهب هو مورد للشعر الحقيقي , لكن بعض الناس ربما لاتعرف مكانة هذا المورد , لأنها أتجهت لموارد اخرى بسبب صوتها أو الحانها أو معرفتهم للتسويق , أو فن العلاقات العامة أو اتقان الاثارة , وكسب الجمهور , فيقول فيحان في احقاق للحق :
الناس تنظر لليمن والخير كله فالشمال = مادري حقيقية علم والا صدقت بحلومها .
لكن ستظل مكانة أهل اليمن المرموز لهم وهمية , مهما رفعهم من رفعهم , لأن الخير في الشمال , وتبقى أماني أهل اليمن أو الشعراء المقصودين أحلام لاتصدق مهما بلغت جماهيرتهم أو شهرتهم , وتبقى المواريد العذبة للشعر معروفة لايمكن أن يطالها نسيان أو تجاهل فهي معروفة لمن يدل الدروب وسترويه من جفاف الصحراء , وستبقى الموارد الاخرى زبد سيل عما قليلاً تنقشع , فهي احلام لاتصدق كما قال الشاعر الكبير فيحان القعياني .
سوار الذهب :
أنا أتخير فالأشده قبل لا أسوق الجمال = واليا بغيت العلم مالي فالطيور وحومها
أن أشهد أن الزين غالي والرخيص ابن الحلال = ايقولها اللي راح من مكه وشرف قومها
* ثم يوضح سوار الذهب كذلك مبدأ إعتمده أيضاً في مسيرته الشعرية , يضاف لما سبق , فهو شاعر يحرص على أن لايقابل الا شاعر متمكن , ويكره لقاء الشاعر المتواضع , أو حتى ذو السمعة القوية الذي لايملك شاعرية توازي سمعته , ولكن سوار الذهب بحنكته وخبرته وثقافته الرائعة يملك من المعرفة مايفرق بين الشاعر الحقيقي وغيره فيقول : (( أنا أتخير فالأشدة )) أطلب لقاء الشعراء المتمكنيين أو على الأقل الذين يستحقون العناء أو النقاش , (( قبل لا أسوق الجمال )) قبل أن أبدع شعري أو أدخل الميدان , ولو حصل أن قابل سوار الذهب شاعر متواضع او متوسط المستوى فهو لقاء المضطر الكاره , لأنه يحرص على أن يبقى الشعر ضمن نطاق الإبداع فأذا كان الخصم لايساعد على الاستمرار في ذلك فهذا جريمة في حق الشعر من وجهة نظر سوار الذهب , ولكن سبق أن ذكرت مبدأ آخر لسوار الذهب في أول المحاورة هو (( لكن نوب انزل على العالم وأطير نومها )) فهذا اسلوبه مع هؤلاء الشعراء وقد شرحت معنى ذلك في البيت الثاني .
(( واليا بغيت العلم مالي فالطيور وحومها )) لست مضطر للقاء شاعر متواضع يحوم دون أن يدرك أين مساره فسوار الذهب لايحب لقاء أمثال هؤلاء الشعراء بسبب مبدأه ان الشعر أرفع منزلة من أن يدخل فيه من لايملك منه شئ , ورغم أن سوار الذهب خسر الكثير من حضوره في المحتفلات بسبب هذا المبدأ ولأنه يحرص على لقاء الشعراء الواعين والمتمكنيين فقط , وهذا افقده الحضور الدائم والمستمر ولكنه رغم ذلك مصر على هذا المبدأ .
* ويقول سوار الذهب أن الشعر الرائع والنقاش والنقض والفتل مع الشعراء الواعين والمتمكنين من اسرار شعر الرد هو المطلب لكل شاعر حقيقي , ويضيف سوار الذهب أن ذلك من معرفة وتجربة وتمرس في الميادين وأدراك لغثها وسمينها وشعرائها الذين يستحقون الاحترام شعرياً من غيرهم , دون التفات لجمالية صوت أو لحن أو اثارة أو جماهيرية : (( أنشهد أن الزين غالي والرخيص ابن الحلال = يقولها اللي راح من مكة وشرف قومها )) .
القعياني :
اليا تخيرت الشداد الزين يادسم السبال = حصلت لك حاجه ثمينة لو محرم سومها
مكه وأهل مكه خبرناها تصلي مع بلال = واليوم ماهو وقتها واليوم ماهو يومها
* يقول القعياني أن اختيار الشعراء الواعين والكبار بالفعل يفتح لك طاقة الشعر وكنوزه الرائعة , بعكس التداول مع شاعر متوسط المستوى , وهذا الكنز محرم على كل صاحب فكر بسيط او شاعر لايملك من الشعر شئ فهي شئ خاص بمن ملك الموهبة والتدفق الشعري والجزالة فهي ثمينة جداً , وكذلك محروم منها الكثير , ففيحان يؤيد سوار الذهب على أن الشعر من المفترض أن يكون أو يحصر بين الشعراء المتمكنيين فقط فيقول فيحان :
اليا تخيرت الشداد الزين يادسم السبال = حصلت لك حاجة ثمينة لو محرم سومها
* ولكن القعياني يستدرك أن هؤلاء الشعراء المتمكنين أصبحوا أقلية أو يعدون على الأصابع رغم أنهم كانوا سابقاً كثيرين (( مكة وأهل مكة خبرناها تصلي مع بلال )) سابقاً كان يتواجد الكثير مع الشعراء الكبار ويمكن أن يجد الشاعر من يلعب معه في كل وقت فأذا لم يجد فلان سيجد الآخر , وفي كل مكان ومحتفل , لكنهم اليوم اقلية (( واليوم ماهو وقتها واليوم ماهو يومها )) .
بمعنى أن اصرار سوار الذهب على لقاء البقية المتبقية من هؤلاء الشعراء سيفقده حضوره المستمر فلو أتخذ مبدأ يكفل حضوره مع الجميع فهو أفضل له حتى لاتفقد الملاعب أحد رموزها , وحتى يستفاد من حضوره لهذه المحتفلات .
سوار الذهب :
اليا بغيت أطق راس السبع جفلت الغزال = والناس ماتقدر تشيل اهموم غير همومها
تحمد الله يالقعياني تحت زين الظلال = علوم يافيحان مبطي صادرٍ مرسومها
* يذكر سوار الذهب أيضاً أمر آخر أدى لقلة تواجده في ساحة المحاورة وهو أن سيطرته على الشعراء الكبار والتغلب عليهم شعرياً هذا شئ يؤدي الى نوعاً من نفورهم منه , هذا الشئ عرف ضمن مسيرة سوار الذهب الشعرية فكم شاعر قاطع سوار الذهب ورفض لقائه وعلى سبيل المثال : الرياحي , الهاجري , السناني , .. , وهذا الأمر أيضاً أصبح أشبه بإتفاق لتهميش أحد أكبر رموز الساحة فإضافة الى مقاطعته فهم أيضاً لايذكرونه ضمن أحاديثهم ويتخذون أمر التقليل منه ربما كتعويض عن النقص الذي يشعرون به تجاهه , وفوق ذلك أن هذا الشئ أيضاً أصبح يسري على الشعراء المتوسطي المستوى فبعضهم يقاطع سوار الذهب لنفس السبب عند رؤيتهم لمحاوراته مع كبار الشعراء فيقول سوار اذهب عن هذا المعنى :
اليا بغيت أطق راس السبع جفلت الغزال = والناس ماتقدر تشيل هموم غير همومها
هذه الاشارة عن أحد أكبر أسباب قلة حضور سوار الذهب للميادين وهي الشللية والخوف من اللقاء أو الشعور بالهزيمة مسبقاً أو المحافظة على المكتسب الجماهيري , يضاف لما ذكره سوار الذهب في أو المحاورة من عدم رغبته بلقاء الشعراء المتواضعين بسبب تأثيرهم السلبي على مكانة ساحة شعر الرد .
* ويذكر سوار الذهب محدثاً القعياني أن القعياني لايحمل هم رقي ساحة شعر الرد والمحافظة على قوتها , وأنه يتخذ الأمر بروح أكثر تسامحاً بعكس سوار الذهب الذي يعتبرها قضيته فهو حريص على هذه الساحة من التردي الذي أصبح ينخرها شئ فشئ , وغلبة المادية عليها , وعدم احترام الناس للشعر الحقيقي , ولكن سوار الذهب كما يقول سيستمر على مبادئه التي ذكرها , لامجاملة للشعراء على حساب الشعر , لا أعتماد على الجمهور على حساب الشعر , لا تهاون في كل مايؤثر على قوة ساحة شعر الرد , فيقول سوار الذهب في هذا المعنى :
تحمد الله يالقعياني تحت زين الظلال = علوم يافيحان مبطيٍ صادرٍ مرسومها
القعياني :
عزالله أنك رجل طيّب مار فيك من الخيال = اتصدق اللي ماتصلي لو كثيراً صومها
ماأخذت مثلك حق مسلم لادقاق ولاجلال = ياراعي السياره اللي عاكسين رقومها
* يذكر القعياني أن مستوى سوار الذهب الشعري لايمكن أن يجادل فيه مجادل , لكن النقد على هو على بعض التصرفات الأخرى خارج نطاق الشعر , قيراها القعياني هي أكثر مايؤثر على سوار الذهب , وأن مرافقته للبعض هي مايؤثر على مكانته المستحقة كشاعر كبير , فيقول القعياني :
عزالله أنك رجل طيب مار فيك من الخيال = تصدق اللي ماتصلي لو كثيراً صومها
* ويضيف القعياني أمر آخر يؤثر على سوار الذهب وهو قسوته على بعض الشعراء وعدم المجاملة التي تكون كثيراً على حساب تواجده , والقعياني يذكر أن سوار الذهب أحياناً يخطي على هؤلاء الشعراء ويقسو عليهم أكثر من اللازم فيقول القعياني :
ماأخذت مثلك حق مسلم لاكثير ولاقليل = ياراعي السيارة اللي عاكسين رقومها
سوار الذهب :
اليا بغيت أرضي بنيخيه تضيق أم العيال = أم العيال اللي سلالمها دليل سلومها
اللي بغير اسموع مايسمع جواب ولاسوال = واللي يراضي حضرة العريف حب خشومها
* يقول سوار الذهب أن حرصه على الشعر الحقيقي بمعناه واسراره ونقضه وفتله وجزالته وقوة الخصمه , هذا يمثل إرضاء لأهل الذوق الرفيع وأهل الشعر الذين يستحقونه , وكذلك مع الشعراء الذين يجارون ويستحقون النقاش , فيقول سوار الذهب أنه يضع هؤلاء الجماهير الرفيعة المستوى والشعراء كذلك على رأس أولوياته وأنهم الأهم له , وهذا يتعارض كلياً مع مطلب الجمهور الغوغائي السطحي الذي يحرص على جمالية اللحن ووضوح اللعب والمهاترة والصوت فالشاعر الحقيقي ليس مطلب لهم , وبما أنهم الأغلبية اليوم فأنا غياب الشعراء المتمكنيين أمر شبه حتمي ويكون حضورهم متقطع , وتفضي الساحة للشعراء المتواضعين والسطحيين الذين يرضون ذائقة مثل هذا الجمهور , والسلالم التي ذكرها سوار الذهب تمثل فكرة لديه يسميها (( سلالم المعاقين )) كما صرح في بعض لقاءاته ويقصد ان الشاعر الضعيف معاق شعرياً لايستطيع المشي أو الجري ومجاراة الشعراء الكبار لذلك يلجأ الى شئ آخر يوصله ولو بشكل مصطنع الى هؤلاء الشعراء وهي ( جمالية الصوت , وجمالية اللحن , واصطناع الاثارة , ولفت نظر الجمهور باشياء كثيرة )) وهذه السلالم التي يصنعونها حتى يجاروا العدائين أي كبار الشعراء , ولكنها سلالم وهمية مصطنعة فقط للوصول والتواجد لاغير , ويقول سوار الذهب في هذا المعنى :
اليا بغيت ارضي بنيخيه تضيق أم العيال = أم العيال اللي سلالمها دليل سلومها
* ولكن سوار الذهب أتخذ مبدأ راسخ بأنه لن يحاول كسب مثل هذا الجمهور على حساب شعره بل سيستمر في طلب رضا متابعي الشعر الحقيقي ونقاده وشعرائه الكبار الذين يدركون ما معنى الشعر , وأنه يأس من الوصول الى الجمهور السطحي لأنهم لايدركون معنى الشعر وجزالته ومعانيه المدفونه ورموزه , وكذلك الأمر ينطبق على الشعراء المتواضعين , ولكن سوار الذهب أتخذ مبدأ أنه سيحرص على الجمهور الآخر جمهور الشعر الحقيقي وأنه سيسعى الى نهاية مشواره على إرضائهم فقط :
اللي بغير اسموع مايسمع جواب ولاسؤال = واللي يراضي حضرة العريّف حب خشومها
القعياني :
قالوا حليل وقلت يجلس في ديار الاحتلال = وأنا ليا مني عرفت أم الولد مالومها
واليا يبي يصرف ذهب لابد مايصرف ريال = واللي تحرث الخلب لابده يجي حلقومها
* يذكر القعياني أن مبادئ سوار الذهب التي يتخذها وذكرتها لكم , أن هذه المبادئ ستؤثر على تواجده فالزمن تغير وأذا أراد الشاعر الانصاف والتواجد أكثر فعليه بتغيير قناعاته , وسمى القعياني الملعبة حالياً (( ديار الاحتلال )) أي أن الملعبة أحتلت من قبل الشعراء الذين يراهم سوار الذهب لايستحقون التواجد وأن ساحة شعر الرد أصبحت لهم والجماهيرية والشهرة لهم , وعلى سوار الذهب التكيف مع هذا الوضع وأن يرضى بهذا الشئ لأن زحزحتهم عن جماهيريتهم شئ اشبه بالمستحيل , وأن مجاملتهم ولو قليلاً هو الكفيل بالتواجد فهم يملكون من الجماهيرية والتحزب والشللية مايستطيعون به اخفاء أي شاعر مهما بلغت مكانته لأن الجمهور معهم ورغم أن القعياني متفق تماماً أنهم أضعف بكثير من مستوى سوار الذهب , لكن الواقع شئ والمفترض شئ آخر , وأن الشاعر سوار الذهب أذا أراد استمراره على الساحة فعليه بالرضا بالواقع وأن لايحاربهم لأنهم أصبحوا أسياد الساحة بفعل أن الأغلبية من الجمهور أصبح سطحي جداً وفي صفهم .
قالوا حليل وقلت يجلس في ديار الاحتلال = وأنا ليا مني عرفت ام الولد مالومها
* ثم يضيف القعياني أن الدنيا هكذا يوم لك ويوم عليك وعلى الشخص الرضى بالواقع , فالشعراء الكبار الذين يحرص سوار الذهب عليهم أصبحوا قليل جداااااااً , وأن سوار الذهب أذا أستمر على رأيه وعدم المجاملة على حساب الشعر سيخسر تواجده وأن المجاملة لابد منها , فيقول القعياني :
واليا يبا يصرف ذهب لابد مايصرف ريال = واللي تحرث الخلب لابده يجي حلقومها
سوار الذهب :
الاحتلال أفضل دياره من ديار الانحلال = وأن كان تبغى من عدسها لايغرك ثومها
لا واهنيك يالقعياني وسيع بوسع بال = هاذي تلحفها وهاذي تلتوي فكمومها
* يؤكد سوار الذهب على انه لن يرضى على الساحة بوضعها الحالي , وأفضل له أن يرضى بتواجد وجماهيرية واكتساح الشعراء المتواضعين لساحة شعر الرد من تواجده بينهم وبموقف الراضي عما يعملون من قتل للشعر , فهو لن يكون شريك في هذه الجريمة التي تسجل أول فصولها في مقتل الشعر الحقيقي , وعلى فيحان القعياني أن اختار مجاملتهم والحرص على التواجد بينهم أن يختار بين (عدس وثوم ) فهو لن يجد غيرهما معهم , (( اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير )) , فهم شعراء متواضعين لن يجد معهم الشاعر الحقيقي مايستحق شئ , وأن التواجد بقصد الحصول على المكسب المادي ومحاولة كسبهم لأجل ذلك يمثل جريمة مشاركة في اضعاف وانهاك الشعر فيقول سوار الذهب :
الاحتلال افضل دياره من ديار الانحلال = وان كان تبغى من عدسها لايغرك ثومها
* ويذكر سوار الذهب ان سعة البال والصبر على وأد الشعر التي يملكها القعياني أذا قابل أمثال هؤلاء الشعراء المتواضعين لايملكها سوار الذهب , فسوار الذهب حريص جداً على الشعر ولن يجامل على حسابه , ويذكر سوار الذهب أن القعياني يتلزق بالشعراء الجماهيرين المتواضعين للحصول على مكاسب مادية وتواجد أكثر , وأنه يلتوي في أكمام الشاعر فلان ويلحف الشاعر فلان بقصد التواجد والكسب المادي :
لا واهنيك يالقعياني وسيع بوسع بال = هذي تلحفها وهاذي تلتوي فكمومها
القعياني :
شكلك خليجي لو وطيت العمامه والعقال = واليوم شفتك بين ناسٍ حمر كل هدومها
خابرك رجلٍ ماتحّسب للقصار وللطوال = يستر على بعض الشيوخ اللي سحبت ختومها
* يذكر القعياني أن الأهم من الشعر هو شخصية الرجل بين الرجال , وأنه يأخذ عليه بعض التصرفات , حتى لو كانت شاعرية كبيرة ( لو وطيت العمامة والعقال ) , فأنت ( بين ناسٍ حمر كل هدومها )) .
* ثم يذكر أن الغرور والتعامل بفوقية ينبغي التخلص منه , وأن التواضع صفة طيبة , والشعر سيبقى , والذي لايعرف حالياً سيعرف لاحقاً وسيتعلم , وأن القعياني يصف نفسه بشاعر لاينبغي ذكر ماذكره عنه سوار الذهب في بيته السابق (( خابرك رجلٍ ماتحسب للقصار وللطوال = يستر على بعض الشيوخ اللي سحبت ختومها )) .
المحاورة صوتية هنـــــــــــــــــــــا (http://www.youtube.com/watch?v=OYVspHeR4Cg)