الجشعمي
23-02-2010, 08:10 PM
ثوب النجاح.. خيوط من ذهب
عندما بدأت أكتب في النجاح أخذ قلمي يسطر أجمل العبارات وأبهجها، لم أنتبه إلى هذا المعنى إلا بعد ما استمْرَرْتُ في الكتابة، فما أن خط قلمي إلا ونزلت الحروف تباعاً كأنها السيل الجارف أو الماء المنهمر.
فالنجاح محيط في معناه بحر في ثرواته، فقالب النجاح هو السعد والفرح، وهي كلمة استطاعت أن تجتذب الكلام الحسن والشعور بالرضا.
وكما قيل إن الناجحين لا يولدون بل يصنعون، فإنني رأيت أن أخط بقلمي وعبر مقالي هذا بعض الصفحات لكي نسمو بأنفسنا ونعيش لحظات من حياة النجاح تماماً كما عاشها أولو العزم ممن سبقنا، وممن ينسج خيوط نجاح جديد. ولذا أود أن أنسج معك ثوب النجاح، كي نرتديه، فيغبطنا به الناس، وتسعد نفوسنا بالجديد، كما نسعد باللباس الجديد.
خيوط النجاح
وإليك أخي الحبيب، الخيط الأول:
فالحب بيني وبينك هو طرف خيط نمسك به ولا ندعه يفلت، فالحب جلاء القلب وصفاء النفوس وراحة العقول، فمن توافر فيه الحب هدأ وهدّأ من حوله، بل تراه في عمله متميزاً، يُقبل على الحياة والحياة مقبلة عليه. فلا تتوانَ في أن تكون محباً وبعدها تصبح المحبوب.
الخيط الثاني:
لغتي التفاؤل، ما أجدى وأروع أن يقال فيك إنك امرؤ متفائل، مقبل ولست بمدبر، ألا تلحظ أخي الحبيب زقزقة العصافير مع بزوغ فجر جديد تملأ الرحب بأصواتها، ترقص في الفضاء فرحة مبتهجة، فلنأخذ منها العبرة وليملأ التفاؤل جوّنا.
الخيط الثالث:
عطري التسامح، نعم أنت تسعد إن سامحك من حولك إن اقترفت ذنباً، وكذلك الأمر عندما تسامح غيرك وتعفو عنه، فالتسامح مبخرة يشمها ويحاول أن يقترب منها الكل ولذا سامح كي تــُسامح.
الخيط الرابع:
الثقة سجيتي، كن واثقاً بالله تعالى أولاً ثم بنفسك، والثقة هي أن تتبصر بعيوب نفسك وترمي بها ولا تتبَّع عيوب غيرك فالمرآة وإن كانت تُظهر الوجه الحسن فهي أيضاً تظهر الوجه القبيح، فعلمها أن تعكس الحقيقة، ولذا فأنت مرآة أخيك.
الخيط الخامس:
إن لم تكن فاعلاً فمتفاعلاً، ما أجمل أن يُشهد لك بين أقرانك بأنك عميد في المشاركة تشارك غيرك حزنهم وفرحهم تشاطر الناس همومهم في كل خير أو شر، كيف لا وأنت صاحب المعروف .
الخيط السادس:[/color[color=#00008B]ندوق الأمانة عندي، نعم فأنت "الحمام الزاجل إن أطلقه صاحبه في إيصال رسالة كابد قرص الشمس، وواصل الليل والنهار محتملاً ما يقابله من رياح وأمطار ورعد وبرق، وحلق عالياً خشية أن تناله سهام الصياد وهو على الرغم من هذا يحذر النزول إلى حبة قمح ملقاة خوفاً من خديعة فخ تورث عرقلة سير أو كسر جناح، فتضيع الرسالة، فإذا أوصل الرسالة أطلق لجناحيه العنان في البرج يأكل ويلعب". ]صالخيط السابع:
"خير الأعمال أدومها وإن قل" حديث نبوي، لا تتعجل فرُبَّ مكروه ينتظرك، وإليك حديث الشجر إلى بعضه:
" شجرة الصنوبر تتم في ثلاثين سنة، وشجرة الدّباء تصعد في أسبوعين فتدرك الصنوبر في علوها، فتقول شجرة الدباء للصنوبر: إن الطريق الذي قطعته في ثلاثين سنة قطعته في أسبوعين، فيقال لك شجرة ويقال لي شجرة، فتجيبها شجرة الصنوبر: مهلاً إلى أن تهب ريح الخريف" كتاب اللطائف ابن الجوزي .
الخيط الثامن:
التواضع، فالتواضع رداء تبسطه للضيف الكريم فتسعده بحسن استقبالك، والتواضع مفتاح القلوب، فتح به الرسول الكريم عليه السلام قلوباً غـــُلفا وكسر بالتواضع صنم الجاهلية، وما أحسن ما قال الشاعر في هذا المقام:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولاتكُ كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع الخيط التاسع:
احفظ جميل غيرك، فكثير من الناس مَن يقابل الحسنة بالسيئة، والجميلَ بالقبيح، وذلك لأن نفوسهم متثعلبة تحاول الوصول بغيرها لا بنفسها، فاحذر أن تتثعلب وترد المعروف بضده، يقول ابن المقفّع: إذا أسديت جميلاً إلى إنسان فحذار أن تنسى جميل غيرك.
الخيط العاشر:
الحياة هدف يصوب نحوها مَن عَلمها، فكما خلقك في هذا الوجود له هدف وهو العبادة، فاجعل في حياتك أيضاً هدفاً يسير بك إلى الهدف الأكبر، فقوله تعالى قد فصّل للخليقة معنى وجودها "وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدونِ"
وقال سوفاج:
"ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله", ويقول رالف وأمرسون: "إن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين يذهب".الخيط الحادي عشر:
أكمل العمل. إن بدأت بعمل فابدأ به على أنك قد أنهيته، فكل عمل بحاجة إلى مجهود، وعزيمة ومثابرة، فالعمل سباق، والجسد المتعب يراه الجمهور أولاً لأنه خرج عن السرب وتأخر، والجسد النشيط أيضاً يرقبه الجمهور لأنه تقدم السرب، فالعزيمة رأس الأمر كله فاحرص على أن تجعلها من مقتنياتك الشخصية، فالعزيمة تشيخ ولو شبّ الجسد.
قال ابن الجوزي:
"إن هممت فبادر وإن عزمت فثابر، واعلم أنه لايدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر".
ويقول الشاعر الكبير المتنبي حاثاً النفس:
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
الخيط الثاني عشر:
فيك خامات للنجاح فاستغلها, فالإنسان في داخله طفل هو النجاح، وعليه أن يرعاه ويهيئ له البيئة الملائمة كي يولد ويخرج إلى الدنيا.
يقول أحد علماء النفس:
"تتوافر عند الكثيرين الأسس والخامات التي تمهد الطريق للنجاح.. وهذه الخامات تتألف من ثلاث صفات (سداد الرأي، وحب العمل، وصحة البدن."فسداد الرأي:
يتألف من عدة عناصر أهمها: القدرة على فهم نفسية الناس.. واستخلاص العبر والدروس من كل تجربة يصادفها المرء.. وسرعة تطبيق هذه الدروس في حياته العملية.
وأما حب العمل:
فيتضمن الاستعداد الدائم للاندفاع في التيار كلما سنحت الفرصة واقتضى الأمر سرعة العمل.. فكثيراً ما تضيع فرص ثمينة بسبب الإهمال وعدم الاستعداد.. ثم إن حب العمل.. يقتضي التركيز وعدم توزيع الجهود والانتقال من عمل إلى آخر قبل الفراغ منه.. وهذه الموهبة لا تولد مع المرء بل تكتسب.. ففي وسع كل امرئ أن ينميها في نفسه بالتدريب وقوة الإرادة.
وأما صحة البدن:
فتستلزم الاعتدال في كل شيء.. وعدم الإسراف في إشباع الشهوات وارضاء الغرائز!
أخي الحبيب اجمع الخيوط ثم قم بنسجها في حياتك، ستشكل لك بدلة جميلة ترتديها في كل مناسبة وغاية، كي تحقق لك جواً من الاهتمام والسعادة، فما أن ينظر إليها شخص إلا ويسألك عن مصدرها، والمحل الذي توجد فيه، عندها ستجيب: إنها نتاج تجربة تعبت في تحصيلها
عندما بدأت أكتب في النجاح أخذ قلمي يسطر أجمل العبارات وأبهجها، لم أنتبه إلى هذا المعنى إلا بعد ما استمْرَرْتُ في الكتابة، فما أن خط قلمي إلا ونزلت الحروف تباعاً كأنها السيل الجارف أو الماء المنهمر.
فالنجاح محيط في معناه بحر في ثرواته، فقالب النجاح هو السعد والفرح، وهي كلمة استطاعت أن تجتذب الكلام الحسن والشعور بالرضا.
وكما قيل إن الناجحين لا يولدون بل يصنعون، فإنني رأيت أن أخط بقلمي وعبر مقالي هذا بعض الصفحات لكي نسمو بأنفسنا ونعيش لحظات من حياة النجاح تماماً كما عاشها أولو العزم ممن سبقنا، وممن ينسج خيوط نجاح جديد. ولذا أود أن أنسج معك ثوب النجاح، كي نرتديه، فيغبطنا به الناس، وتسعد نفوسنا بالجديد، كما نسعد باللباس الجديد.
خيوط النجاح
وإليك أخي الحبيب، الخيط الأول:
فالحب بيني وبينك هو طرف خيط نمسك به ولا ندعه يفلت، فالحب جلاء القلب وصفاء النفوس وراحة العقول، فمن توافر فيه الحب هدأ وهدّأ من حوله، بل تراه في عمله متميزاً، يُقبل على الحياة والحياة مقبلة عليه. فلا تتوانَ في أن تكون محباً وبعدها تصبح المحبوب.
الخيط الثاني:
لغتي التفاؤل، ما أجدى وأروع أن يقال فيك إنك امرؤ متفائل، مقبل ولست بمدبر، ألا تلحظ أخي الحبيب زقزقة العصافير مع بزوغ فجر جديد تملأ الرحب بأصواتها، ترقص في الفضاء فرحة مبتهجة، فلنأخذ منها العبرة وليملأ التفاؤل جوّنا.
الخيط الثالث:
عطري التسامح، نعم أنت تسعد إن سامحك من حولك إن اقترفت ذنباً، وكذلك الأمر عندما تسامح غيرك وتعفو عنه، فالتسامح مبخرة يشمها ويحاول أن يقترب منها الكل ولذا سامح كي تــُسامح.
الخيط الرابع:
الثقة سجيتي، كن واثقاً بالله تعالى أولاً ثم بنفسك، والثقة هي أن تتبصر بعيوب نفسك وترمي بها ولا تتبَّع عيوب غيرك فالمرآة وإن كانت تُظهر الوجه الحسن فهي أيضاً تظهر الوجه القبيح، فعلمها أن تعكس الحقيقة، ولذا فأنت مرآة أخيك.
الخيط الخامس:
إن لم تكن فاعلاً فمتفاعلاً، ما أجمل أن يُشهد لك بين أقرانك بأنك عميد في المشاركة تشارك غيرك حزنهم وفرحهم تشاطر الناس همومهم في كل خير أو شر، كيف لا وأنت صاحب المعروف .
الخيط السادس:[/color[color=#00008B]ندوق الأمانة عندي، نعم فأنت "الحمام الزاجل إن أطلقه صاحبه في إيصال رسالة كابد قرص الشمس، وواصل الليل والنهار محتملاً ما يقابله من رياح وأمطار ورعد وبرق، وحلق عالياً خشية أن تناله سهام الصياد وهو على الرغم من هذا يحذر النزول إلى حبة قمح ملقاة خوفاً من خديعة فخ تورث عرقلة سير أو كسر جناح، فتضيع الرسالة، فإذا أوصل الرسالة أطلق لجناحيه العنان في البرج يأكل ويلعب". ]صالخيط السابع:
"خير الأعمال أدومها وإن قل" حديث نبوي، لا تتعجل فرُبَّ مكروه ينتظرك، وإليك حديث الشجر إلى بعضه:
" شجرة الصنوبر تتم في ثلاثين سنة، وشجرة الدّباء تصعد في أسبوعين فتدرك الصنوبر في علوها، فتقول شجرة الدباء للصنوبر: إن الطريق الذي قطعته في ثلاثين سنة قطعته في أسبوعين، فيقال لك شجرة ويقال لي شجرة، فتجيبها شجرة الصنوبر: مهلاً إلى أن تهب ريح الخريف" كتاب اللطائف ابن الجوزي .
الخيط الثامن:
التواضع، فالتواضع رداء تبسطه للضيف الكريم فتسعده بحسن استقبالك، والتواضع مفتاح القلوب، فتح به الرسول الكريم عليه السلام قلوباً غـــُلفا وكسر بالتواضع صنم الجاهلية، وما أحسن ما قال الشاعر في هذا المقام:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولاتكُ كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع الخيط التاسع:
احفظ جميل غيرك، فكثير من الناس مَن يقابل الحسنة بالسيئة، والجميلَ بالقبيح، وذلك لأن نفوسهم متثعلبة تحاول الوصول بغيرها لا بنفسها، فاحذر أن تتثعلب وترد المعروف بضده، يقول ابن المقفّع: إذا أسديت جميلاً إلى إنسان فحذار أن تنسى جميل غيرك.
الخيط العاشر:
الحياة هدف يصوب نحوها مَن عَلمها، فكما خلقك في هذا الوجود له هدف وهو العبادة، فاجعل في حياتك أيضاً هدفاً يسير بك إلى الهدف الأكبر، فقوله تعالى قد فصّل للخليقة معنى وجودها "وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدونِ"
وقال سوفاج:
"ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله", ويقول رالف وأمرسون: "إن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين يذهب".الخيط الحادي عشر:
أكمل العمل. إن بدأت بعمل فابدأ به على أنك قد أنهيته، فكل عمل بحاجة إلى مجهود، وعزيمة ومثابرة، فالعمل سباق، والجسد المتعب يراه الجمهور أولاً لأنه خرج عن السرب وتأخر، والجسد النشيط أيضاً يرقبه الجمهور لأنه تقدم السرب، فالعزيمة رأس الأمر كله فاحرص على أن تجعلها من مقتنياتك الشخصية، فالعزيمة تشيخ ولو شبّ الجسد.
قال ابن الجوزي:
"إن هممت فبادر وإن عزمت فثابر، واعلم أنه لايدرك المفاخر من رضي بالصف الآخر".
ويقول الشاعر الكبير المتنبي حاثاً النفس:
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
الخيط الثاني عشر:
فيك خامات للنجاح فاستغلها, فالإنسان في داخله طفل هو النجاح، وعليه أن يرعاه ويهيئ له البيئة الملائمة كي يولد ويخرج إلى الدنيا.
يقول أحد علماء النفس:
"تتوافر عند الكثيرين الأسس والخامات التي تمهد الطريق للنجاح.. وهذه الخامات تتألف من ثلاث صفات (سداد الرأي، وحب العمل، وصحة البدن."فسداد الرأي:
يتألف من عدة عناصر أهمها: القدرة على فهم نفسية الناس.. واستخلاص العبر والدروس من كل تجربة يصادفها المرء.. وسرعة تطبيق هذه الدروس في حياته العملية.
وأما حب العمل:
فيتضمن الاستعداد الدائم للاندفاع في التيار كلما سنحت الفرصة واقتضى الأمر سرعة العمل.. فكثيراً ما تضيع فرص ثمينة بسبب الإهمال وعدم الاستعداد.. ثم إن حب العمل.. يقتضي التركيز وعدم توزيع الجهود والانتقال من عمل إلى آخر قبل الفراغ منه.. وهذه الموهبة لا تولد مع المرء بل تكتسب.. ففي وسع كل امرئ أن ينميها في نفسه بالتدريب وقوة الإرادة.
وأما صحة البدن:
فتستلزم الاعتدال في كل شيء.. وعدم الإسراف في إشباع الشهوات وارضاء الغرائز!
أخي الحبيب اجمع الخيوط ثم قم بنسجها في حياتك، ستشكل لك بدلة جميلة ترتديها في كل مناسبة وغاية، كي تحقق لك جواً من الاهتمام والسعادة، فما أن ينظر إليها شخص إلا ويسألك عن مصدرها، والمحل الذي توجد فيه، عندها ستجيب: إنها نتاج تجربة تعبت في تحصيلها