مشاهدة النسخة كاملة : قصة صوت صفير البلبل ..للشعراء


الجشعمي
17-02-2010, 07:19 PM
حكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضيق من قبل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة
يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير
بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري( الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين ) فيسرد
القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي
تحفظها أيضاً ( .والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة ) ويعمل هذا مع كل الشعراء.
فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط ، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال
لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال
إن بالأمر مكر. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني . فلبس لبس الأعراب وتنكر
حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها
عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ، فقال القصيده..

وهذه هي القصيدة





صـوت صفيـر البلبـلـي
هـيـج قلـبـي الثمـلـي
المـاء والـزهـر مـعـا
مـع زهـرِ لحـظِ المٌقَلـي
و أنـت يـا سيـدَ لــي
وسيـدي ومـولـي لــي
فـكـم فـكـم تيـمـنـي
غُـزَيــلٌ عقـيـقَـلـي
قطَّفـتَـه مــن وجـنَـةٍ
مـن لثـم ورد الخجـلـي
فــقـــال لا لا لا لا لا
وقــد غــدا مهـرولـي
والخُـوذ مالـت طـربـا
مـن فعـل هـذا الرجلـي
فـولـولـت وولـولــت
ولي ولـي يـا ويـل لـي
فـقـلـت لا تـولـولـي
وبيـنـي اللـؤلـؤ لــي
قالـت لـه حيـن كــذا
انهـض وجـد بالنقـلـي
وفـتـيـة سـقـونـنـي
قـهـوة كالعـسـل لــي
شممـتـهـا بـأنـافــي
أزكـى مــن القرنفـلـي
في وسـط بستـان حلـي
بالزهـر والسـرور لــي
والعـود دنـدن دنـا لـي
والطبل طبطب طـب لـي
طب طبطب طب طبطـب
طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لـي
والرقص قـد طـاب لـي
شـوى شـوى وشـاهـش
عـلـى ورق سفرجـلـي
وغـرد القمـري يصيـح
مـلـل فـــي مـلـلـي
ولــو تـرانـي راكـبـا
علـى حـمـار اهـزلـي
يمـشـي عـلـى ثـلاثـة
كمـشـيـة العرنـجـلـي
والنـاس ترجـم جمـلـي
فـي السـوق بالقلقلـلـي
والكـل كعـكـع كعِـكَـع
خلفـي ومــن حويلـلـي
لكـن مشـيـت هـاربـا
مـن خشـيـة العقنقـلـي
إلــى لـقــاء مـلــك
مـعـظــم مـبـجـلـي
يـأمـر لــي بخـلـعـة
حمـراء كـالـدم دمـلـي
اجــر فيـهـا ماشـيـا
مـبـغـددا لـلـذيـلـي
انا الأديـب الألمعـي مـن
حــي ارض الموصـلـي
نظمـت قطعـا زخرفـت
يعجز عنهـا الأدبـو لـي
أقــول فــي مطلعـهـا
صـوت صفيـر البلبـلـي



حينها اسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاي.
فقال الأمير احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من
أبي وقد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال
الوزير يا أمير المؤمنين ما أضنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال
الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا
أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا
أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء
على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد

قمر الحجاز
21-02-2010, 12:32 PM
اخي الكريم شكرا لك على ما دونت لك خالص مودتي

الجشعمي
21-02-2010, 07:23 PM
اخي الكريم شكرا لك على ما دونت لك خالص مودتي

قمر الحجاز اشكر مرورك المضيءفي صفحتي واحلى من ضوء القمر لن اجد تقبلو احترامي