مشاهدة النسخة كاملة : قصة الضياع


بسمة غرام
16-02-2010, 06:59 AM
استيقظ من نومه متثاقلاً نظر فى ساعته وهو مازال يغمض عين ويفتح الأخرى وبحركة لا ارادية القى الغطاء الذى كان يغطيه وجرى نحو دورة المياة غسل وجهه سريعاً ارتدى ملابسه كلها بحركة لا ارادية ووضع البرفان غالى الثمن ثم هبط الدرج كله فى نفس واحد ياالهى لقد نسيت أحجيتى صعد الدرج مرة أخرى وذهب الى دولابه حيث كان يرقد هناك ذاك الخاتم الماسى الذى اشتراه من رحلته الأخيرة الى باريس تنهد فى غير قليل من الارتياح وترك المنزل بينما كان يسمع بقايا صوت يدعوه لتناول طعام الفطور انعطف نحو الشارع الجانبى المؤدى الى المحور الرئيسى وما ان سار فيه بضع خطوات حتى تناهى الى سمعه من يقول هاهو القاتل ركض مجموعة من الرجال خلفه يطلقون الأعيرة النارية فى الهواء ويأمرونه بالتوقف لم يعرهم ادنى اهتمام بينما انحنى الى أحد الحوارى وانبطح تحت تلك الشاحنة المتهالكة أمام ورشة غيار الزيت أخذ الرجال يزرعون الشارع جيئة وذهاباً بحثاً عن فريستهم وهو لازال ينظر بخوف وترقب الى ساعته تارة واليهم تارة أخرى تناهى الى سمعه من جديد من يقول أمسكنا به فانصرف الرجال الى حيث مصدر الصوت قام من جديد ونفض ماعلق بهدومه من تراب ثم أخذ يركض بسرعة فى الشارع العمومى القريب من المحور الرئيسى لقد مر الطريق دون أن يتلفت يمنة ويسرة مما أدى الى وقوف السيارات بحركة غير اعتيادية أسفرت عن تخبطها فى بعضها البعض وظل مطارداً من رجل المرور الذى نصحه بالتوقف ولكن لا حياة لمن تنادى انزوى فى أحد الأزقة واستطاع أن يضلل رجل الشرطة من جديد وهو ينظر الى ساعته بغير اطمئنان وما ان غاب رجل الشرطة عن الأنظار حتى تنهد فى غير ارتياح وهو ينظر الى ساعته ثم أخد يركض حتى انتهى الى المحور الرئيسى المؤدى الى نفق المترو وهنا قابله ذاك الرجل الذى أخذ يسأله عن أحواله وأحوال الأسرة ونحوه اعتذر له بأسلوب يبدو عليه الارتباك أكثر من الأدب المصطنع ثم أخذ يركض ويسمع من بعيد - أنت حمار؟! - براحة يابنى الدنيا مطرتش - لاحول ولا قوة الا بالله - وتارة يحس بيد تصفع قفاه وأخرى ترمى به الى الحائط وهو لا يعيرهم اهتمام أخيراً وصل الى نفق المترو ونزل سلم النفق يطارده بائع المناديل الذى فقد بضاعته أثناء تهور هذا المجنون على حد تعبيره وما ان أمسك به بائع المناديل حتى أعطاه بضع جنيهات كقيمة تعويضية واعتذر له بعبارات رسمية واضحة عليها السرعة والارتباك فرح الرجل بها وانصرف ركض من جديد الى حيث محطة المترو الرصيف الثانى وأخذ يزرعه ذهاباً واياباً وهو لا يرى أى أثر ياالهى انا لم أتأخر لقد أتيت قبل موعدى بأكثر من دقيقة التفت حيث مصدر الصوت الذى يناديه لقد كان طفلاً صغيراً أعطاه ورقة سميكة داخل ظرف صغير نظر الى الورقة وقرأ محتواها ثم ردد أكثر من مرة دون قصد فى السابعة بقاعة أفراح النيل نظر الى الطفل الذى مازال متسمر فى مكانه يقول له لقد اخبرتنى أن اخبرك أنها ستكون سعيدة جداً لو أنك أتيت وتعتذر بشدة أنها لم تأتى لتدعوك بنفسها رمقه بنظرة دون معنى وألقى بأحجيته والخاتم الماسى الى مكان مرور القطارات وتنهد بحسرة وانصرف



منقول لعيونكم

binhlailبن هليــل
16-02-2010, 08:51 AM
شكرا لك على القصة

بنتظار ما يخط قلمك


لك خالص تحيتي

صاحب المعالي
16-02-2010, 09:09 AM
شكرا لك على الاختيار الموفق


تقبلي مروري