الجشعمي
06-02-2010, 08:10 AM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه أما بعد :-
فالتفسير من أبرز علوم القران و أهمها لذا أحببت أن
أنقل لكم تفسير سورة الناس
من الكتب المعتمدة عند أهل السنة و الجماعة
و بالله التوفيق و عليه التكلان
1- تفسير الطبري
قل أعوذ برب الناس (1)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد استجير { برب الناس * ملك الناس } وهو ملك جميع الخلق : إنسهم وجنهم وغير ذلك إعلاما منه بذلك من كان يعظم الناس تعظيم المؤمنين ربهم أنه ملك من يعظمه وأن ذلك في ملكه وسلطانه تجري عليه قدرته وأنه أولى بالتعظيم وأحق بالتعبد له ممن يعظمه ويتعبد له من غير من الناس
ملك الناس (2)
وقوله : { ملك الناس }
إله الناس (3)
وقوله : { إله الناس } يقول : معبود الناس الذي له العابدة دون كل شيء سواه
من شر الوسواس الخناس (4)
وقوله : { من شر الوسواس } يعني : من شر الشيطان { الخناس } الذي يخنس مرة ويوسوس أخرى وإنما يخنس فيما ذكر عند ذكر العبد ربه
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب قال : ثنا يحيى بن عيسى عن سفيان عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : [ من من مولود إلا على قلبه الوسواس فإذا عقل فذكر الله خنس وإذا قال وسوس قال : فذلك قوله { الوسواس الخناس } ]
حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير عن منصور عن سفيان عن ابن عباس في قوله { الوسواس الخناس } قال : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس وإذا ذكر الله خنس
قال : ثنا مهران عن عثمان بن الأسود عن مجاهد { الوسواس الخناس } قال : ينبسط فإذ ذكر الله خنس وانقبض فإذا غفل انبسط
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { الوسواس الخناس } قال : الشيطان يكون على قلب الإنسان فإذا ذكر الله خنس
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة { الوسواس } قال : قال هو الشيطان وهو الخناس أيضا إذا ذكر العبد ربه خنس وهو يوسوس ويخنس
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة { من شر الوسواس الخناس } يعني : الشيطان يوسوس في صدر ابن آدم ويخنس إذا ذكر الله
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن أبيه قال : ذكر لي أن الشيطان أو قال الوسواس ينفث في قلب الأنسان عند الزن وعند الفرح وإذا ذكر الله خنس
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله { الخناس } قال : الخناس الذي يوسوس مرة ويخنس مرة من الجن والإنس وكان يقال : شيطان الإنسن أشد على الناس من شيطان الجن وشيطان الجن يوسوس تولا تراه وهذا يعاينك معاينة
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يقول في ذلك { من شر الوسواس } الذي يوسوس بالعاء إلى طاعته في صدور الناس حتى يستجاب له إلى ما دعا من طاعته فإذا استجيب له إلى ذلك خنس
ذكر الرواية بذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثنا أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله { الوسواس } قال : هو الشيطان يأره فإذ أطيع خنس
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : إن الله أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ به من شر شيطان يوسوس مرة ويخنس أخرى ولم يخص وسوسته على نوع من أنواعها ولا يخنوسه على وجه دون وجه وقد يوسوس بالدعاء إلى معصية الله فإذا أطيع فيها خنس وقد يوسوس بالنهي عن طاعة الله فإذا ذكر العبد أمر ربه فأطاعه فيه وعصى الشيطان خنس فهو في كل حالتيه وسواس خناس وهذه الصفة صفته
الذي يوسوس في صدور الناس (5)
وقوله : { الذي يوسوس في صدور الناس } يعني بذلك : الشيطان الوسواس الذي يوسوس في صدور الناس : جنهم وإنسهم
فإن قال قائل : فالجن ناس فيقال : الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس قيل : قد سماهم الله في هذا الموضع ناسا كنا سماهم في موصع آخر رجلا فقال : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن } [ الجن : 6 ] فجعل الجن رجالا وكذلك جعل منهم ناسا
وقد ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث إذا جاء قوم من الجن فوقفوا فقيل : من أنتم ؟ فقالوا : ناس من الجن : فجعل منهم ناسا فكذلك ما في التنزيل من ذلك
من الجنة والناس (6)
وقوله : { من الجنة والناس }
و من تفسير بن كثير
هذه ثلاث صفات من صفات الرب عز وجل : الربوبية والملك والإلهية فهو رب كل شيء ومليكه وإلهه فجميع الأشياء مخلوقة له مملوكة عبيد له فأمر المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات من شر الوسواس الخناس وهو الشيطان الموكل بالإنسان فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يزين له الفواحش ولا يألوه جهدا في الخيال والمعصوم من عصمه الله
وقد ثبت في الصحيح أنه [ ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : نعم إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ] وثبت في الصحيح عن أنس في قصة زيارة صفية للنبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف وخروجه معها ليلا ليردها إلى منزلها فلقيه رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا : سبحان الله يا رسول الله فقال : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا ـ أو قال شرا ] وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا محمد بن بحر حدثنا عدي بن أبي عمارة حدثنا زياد النميري عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس ] غريب
وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ عثر بالنبي صلى الله عليه وسلم ..... فقلت تعس الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت : تعس الشيطان تعاظم وقال : بقوتي صرعته وإذا قلت : باسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب وغلب ] تفرد به أحمد إسناده جيد قوي وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغلب وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشيطان فالتبس به كما يلتبس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه ] قال أبو هريرة رضي الله عنه : وأنتم ترون ذلك أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله وأما الملجم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل تفرد به أحمد وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : { الوسواس الخناس }
قال : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله خنس وكذا قال مجاهد وقتادة وقال المعتمر بن سليمان عن أبيه : ذكر لي أن الشيطان الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح فإذا ذكر الله خنس وقال العوفي عن ابن عباس في قوله : { الوسواس } قال : هو الشيطان يأمر فإذا أطيع خنس
وقوله تعالى : { الذي يوسوس في صدور الناس } هل يختص هذا ببني آدم كما هو الظاهر أو يعم بني آدم والجن ؟ فيه قولان ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليبا وقال ابن جرير : وقد استعمل فيهم رجال من الجن فلا بدع في إطلاق الناس عليهم وقوله تعالى : { من الجنة والناس } هل هو تفصيل لقوله : { الذي يوسوس في صدور الناس } ثم بينهم فقال : { من الجنة والناس } وهذا يقوي القول الثاني وقيل لقوله : { من الجنة والناس } تفسير للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن كما قال تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا }
وكما قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع حدثنا المسعودي حدثنا أبو عمر الدمشقي حدثنا عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال : [ يا أبا ذر هل صليت ؟ قلت : لا قال : قم فصل قال : فقمت فصليت ثم جلست فقال : يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن قال : فقلت يا رسول الله وللإنس شياطين ؟ قال : نعم قال : فقلت يا رسول الله الصلاة ؟ قال : خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر قلت يا رسول الله فالصوم قال : فرض مجزىء وعند الله مزيد قلت : يا رسول الله فالصدقة ؟ قال : أضعاف مضاعفة قلت : يا رسول الله فأيها أفضل قال : جهد من مقل أو سر إلى فقير قلت : يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال : آدم قلت : يا رسول الله ونبيا كان ؟ قال : نعم نبي مكلم قلت : يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال : ثلثمائة وبضعة عشر جما غفيرا وقال مرة : خمسة عشر قلت : يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم قال : آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ]
ورواه النسائي من حديث أبي عمر الدمشقي به وقد أخرج هذا الحديث مطولا جدا أبو حاتم بن حبان في صحيحه بطريق آخر ولفظ آخر مطول جدا فا لله أعلم وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ذر بن عبد الله الهمداني عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال : [ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ] ورواه أبو داود والنسائي من حديث منصور زاد النسائي والأعمش كلاهما عن ذر به
فالتفسير من أبرز علوم القران و أهمها لذا أحببت أن
أنقل لكم تفسير سورة الناس
من الكتب المعتمدة عند أهل السنة و الجماعة
و بالله التوفيق و عليه التكلان
1- تفسير الطبري
قل أعوذ برب الناس (1)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد استجير { برب الناس * ملك الناس } وهو ملك جميع الخلق : إنسهم وجنهم وغير ذلك إعلاما منه بذلك من كان يعظم الناس تعظيم المؤمنين ربهم أنه ملك من يعظمه وأن ذلك في ملكه وسلطانه تجري عليه قدرته وأنه أولى بالتعظيم وأحق بالتعبد له ممن يعظمه ويتعبد له من غير من الناس
ملك الناس (2)
وقوله : { ملك الناس }
إله الناس (3)
وقوله : { إله الناس } يقول : معبود الناس الذي له العابدة دون كل شيء سواه
من شر الوسواس الخناس (4)
وقوله : { من شر الوسواس } يعني : من شر الشيطان { الخناس } الذي يخنس مرة ويوسوس أخرى وإنما يخنس فيما ذكر عند ذكر العبد ربه
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب قال : ثنا يحيى بن عيسى عن سفيان عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : [ من من مولود إلا على قلبه الوسواس فإذا عقل فذكر الله خنس وإذا قال وسوس قال : فذلك قوله { الوسواس الخناس } ]
حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير عن منصور عن سفيان عن ابن عباس في قوله { الوسواس الخناس } قال : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس وإذا ذكر الله خنس
قال : ثنا مهران عن عثمان بن الأسود عن مجاهد { الوسواس الخناس } قال : ينبسط فإذ ذكر الله خنس وانقبض فإذا غفل انبسط
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله { الوسواس الخناس } قال : الشيطان يكون على قلب الإنسان فإذا ذكر الله خنس
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة { الوسواس } قال : قال هو الشيطان وهو الخناس أيضا إذا ذكر العبد ربه خنس وهو يوسوس ويخنس
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة { من شر الوسواس الخناس } يعني : الشيطان يوسوس في صدر ابن آدم ويخنس إذا ذكر الله
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن أبيه قال : ذكر لي أن الشيطان أو قال الوسواس ينفث في قلب الأنسان عند الزن وعند الفرح وإذا ذكر الله خنس
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله { الخناس } قال : الخناس الذي يوسوس مرة ويخنس مرة من الجن والإنس وكان يقال : شيطان الإنسن أشد على الناس من شيطان الجن وشيطان الجن يوسوس تولا تراه وهذا يعاينك معاينة
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يقول في ذلك { من شر الوسواس } الذي يوسوس بالعاء إلى طاعته في صدور الناس حتى يستجاب له إلى ما دعا من طاعته فإذا استجيب له إلى ذلك خنس
ذكر الرواية بذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثنا أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله { الوسواس } قال : هو الشيطان يأره فإذ أطيع خنس
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : إن الله أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ به من شر شيطان يوسوس مرة ويخنس أخرى ولم يخص وسوسته على نوع من أنواعها ولا يخنوسه على وجه دون وجه وقد يوسوس بالدعاء إلى معصية الله فإذا أطيع فيها خنس وقد يوسوس بالنهي عن طاعة الله فإذا ذكر العبد أمر ربه فأطاعه فيه وعصى الشيطان خنس فهو في كل حالتيه وسواس خناس وهذه الصفة صفته
الذي يوسوس في صدور الناس (5)
وقوله : { الذي يوسوس في صدور الناس } يعني بذلك : الشيطان الوسواس الذي يوسوس في صدور الناس : جنهم وإنسهم
فإن قال قائل : فالجن ناس فيقال : الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس قيل : قد سماهم الله في هذا الموضع ناسا كنا سماهم في موصع آخر رجلا فقال : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن } [ الجن : 6 ] فجعل الجن رجالا وكذلك جعل منهم ناسا
وقد ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث إذا جاء قوم من الجن فوقفوا فقيل : من أنتم ؟ فقالوا : ناس من الجن : فجعل منهم ناسا فكذلك ما في التنزيل من ذلك
من الجنة والناس (6)
وقوله : { من الجنة والناس }
و من تفسير بن كثير
هذه ثلاث صفات من صفات الرب عز وجل : الربوبية والملك والإلهية فهو رب كل شيء ومليكه وإلهه فجميع الأشياء مخلوقة له مملوكة عبيد له فأمر المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات من شر الوسواس الخناس وهو الشيطان الموكل بالإنسان فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يزين له الفواحش ولا يألوه جهدا في الخيال والمعصوم من عصمه الله
وقد ثبت في الصحيح أنه [ ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : نعم إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ] وثبت في الصحيح عن أنس في قصة زيارة صفية للنبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف وخروجه معها ليلا ليردها إلى منزلها فلقيه رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا : سبحان الله يا رسول الله فقال : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا ـ أو قال شرا ] وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا محمد بن بحر حدثنا عدي بن أبي عمارة حدثنا زياد النميري عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس ] غريب
وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ عثر بالنبي صلى الله عليه وسلم ..... فقلت تعس الشيطان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت : تعس الشيطان تعاظم وقال : بقوتي صرعته وإذا قلت : باسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب وغلب ] تفرد به أحمد إسناده جيد قوي وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغلب وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشيطان فالتبس به كما يلتبس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه ] قال أبو هريرة رضي الله عنه : وأنتم ترون ذلك أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله وأما الملجم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل تفرد به أحمد وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : { الوسواس الخناس }
قال : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله خنس وكذا قال مجاهد وقتادة وقال المعتمر بن سليمان عن أبيه : ذكر لي أن الشيطان الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح فإذا ذكر الله خنس وقال العوفي عن ابن عباس في قوله : { الوسواس } قال : هو الشيطان يأمر فإذا أطيع خنس
وقوله تعالى : { الذي يوسوس في صدور الناس } هل يختص هذا ببني آدم كما هو الظاهر أو يعم بني آدم والجن ؟ فيه قولان ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليبا وقال ابن جرير : وقد استعمل فيهم رجال من الجن فلا بدع في إطلاق الناس عليهم وقوله تعالى : { من الجنة والناس } هل هو تفصيل لقوله : { الذي يوسوس في صدور الناس } ثم بينهم فقال : { من الجنة والناس } وهذا يقوي القول الثاني وقيل لقوله : { من الجنة والناس } تفسير للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجن كما قال تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا }
وكما قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع حدثنا المسعودي حدثنا أبو عمر الدمشقي حدثنا عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال : [ يا أبا ذر هل صليت ؟ قلت : لا قال : قم فصل قال : فقمت فصليت ثم جلست فقال : يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن قال : فقلت يا رسول الله وللإنس شياطين ؟ قال : نعم قال : فقلت يا رسول الله الصلاة ؟ قال : خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر قلت يا رسول الله فالصوم قال : فرض مجزىء وعند الله مزيد قلت : يا رسول الله فالصدقة ؟ قال : أضعاف مضاعفة قلت : يا رسول الله فأيها أفضل قال : جهد من مقل أو سر إلى فقير قلت : يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال : آدم قلت : يا رسول الله ونبيا كان ؟ قال : نعم نبي مكلم قلت : يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال : ثلثمائة وبضعة عشر جما غفيرا وقال مرة : خمسة عشر قلت : يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم قال : آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ]
ورواه النسائي من حديث أبي عمر الدمشقي به وقد أخرج هذا الحديث مطولا جدا أبو حاتم بن حبان في صحيحه بطريق آخر ولفظ آخر مطول جدا فا لله أعلم وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ذر بن عبد الله الهمداني عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال : [ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ] ورواه أبو داود والنسائي من حديث منصور زاد النسائي والأعمش كلاهما عن ذر به