حبيب طبعوني
14-01-2010, 01:09 PM
همس الجنون( لأن الجنون نعمة، لترى ما لا يراه غيرك)
بقلم: إيمان ريان
هل السلام يسكننا أم الأحزان؟ لم يجب أن يكون الكره نعمة، تقوى بها القلوب المهشمة؟ والحب نقمة، تسحق ذاتنا في غياهب الضياع؟ لم نضحي بأرواحنا في سبيل الأرض التي لطالما استوطنت أحلامنا؟ لم تلفظنا حروف اللغات حين نكون في أمس الحاجة إليها؟ كي نصب بغضبنا الذي لطالما اتعب قلوبنا، لنحيل الحروف نارا، لا تقوى على حملها الأوراق.
هل فكرت يوما هل تحب الوطن أم الحرية؟ هل تحب الشمس أم النور؟ هل تحب الصديق أم الوفاء؟ أم الحب أم الإنسان؟ لم دائما نحصر آمالنا في اطر المادة الجوفاء؟ لم نسمح بان يتعبنا الانتظار للوصول إلى المجهول؟ لم معالم الحياة غير واضحة بالنسبة لمن سكنته الحياة؟ حين تصبح البداية والنهاية سيان بالنسبة لحلم غريب، حين تضحك من جرح الغريب. حين تجد نفسك في اللامكان، واقفا، عاجزا عن الرجوع لقمة اندثارك، أو المضي في سراب يحيط أمالك. حين تضحك رغما عن ذلك، حين تخسر ذاتك.
حين تفقد الوطن. حين يضيع المكان من ذاكرتك، ويحتجزك الزمان في سرداب لم يزره الأمل يوما. حين تفقد الفرق بين الفرح والحزن. بين يأسك وألمك. بين الحياة والموت. حين تدرك أن الاندثار وجود. حين تشعر بالظلم حتى من ذاتك. ليصبح الأمل نارا تحرقك. والحلم فراغ يسحقك. تحاول الهرب من ذكريات مضرجة بخسائر مروعة. حين تقطر عيناك دماء، لتحرق لك ما تبقى من معالم وجهك البائس. حين تقف عاجزا عن فهم الحياة، لأنها قد كشفت لك مؤخرا عن أسرار دفينة. حين يصبح السر كل ما يعرفه الآخرون عنك. تصبح السماء كتاب أحزانك. والنجوم نقاط سوداء تشوه تاريخك. حين تشعر بالملل حتى من راحتك. ويسكن الضجر زوايا معتقداتك. حين تضيع. قف قليلا، وفكر بذاتك.
هل تملك ما هو أغلى منك، بالنسبة إليك؟ هل هناك ما هو أهم من وجودك؟ هل تكسب الأشياء معان بدون أن تحيط بها بشعورك؟ هل الخيانة، والبؤس، والشقاء الذي عشش في أحلامك، سببا للاستسلام؟
ارفق بهذا القلب الذي يئن بين أضلعك. أعط نفسك فرصة أخرى، لتبدأ حتى من دون بداية. ليس المهم أن تضع نصب عينيك هدفا تصبو إليه. فقط، ارفق بخوف صغارك.
هشم السلام في أعماقك. لا تستسلم للوردة حين تسخر من ضعفك، لتجرح قلبك. لا تكن جبانا، تظهر لمن لا يستحق الحياة خوفك. اقتل ترددك بكل ما تملك من قوة. اجعل أحزانك لعنة، لتكره ماضيك المشؤوم. لا تبالي إن فقدت أيامك. أنت فكرة، والحياة كذلك.
عش إن شئت للاوجود بإرادتك. حطم قيودا، لفها السراب حول عقلك. تحرر من كل شيء، حتى إن لزم الأمر، تحرر من ذاتك.
ليس المهم أن ترى السماء كل يوم. ليس المهم أن تنشق الهواء لتشعر بنبض الحياة يسري في أعماقك.
لآن الأمل كذبة، لان الوجود ضياع، لان الحب هزيمة، والصبر رذيلة، لأن إيمانك بما تريد أغلى ما تملك. لأن المعاني ليست سوى احتضار روحك، ولأن حياتك لعبة، لتكن أنت الرابح دائما. إن لفظتك ذرات الوجود، واحتضنتك النهاية بكل برود، افرح من صميم كرهك، لان البرد حياة. لان الانتحار حياة. لان الموت حياة.
لان الكلمات تشنق آمالك، اكتب لتشعر بسيطرتك على ضعفك، واحترامك لكل عيوبك. لآن الحياة كذبة، ارسمها بألوان تناسب جشعها، وسخريتها من جهلك. لأن أيامك طويلة، وعمرك ينتهي بلمح البصر، عش تناقضاتك، لتحرم ذاتك من ذاتك. لان الجنون نعمة، لترى ما لا يراه غيرك. لان الحياة مختلفة بالنسبة إليك، لملم جراحك، واحفر لنفسك ضياعا، يقبل أن يستوطنك. زخرف كفنك بأحقادك، واطفىء شموعك، كي تحتفل باندثار حياة احتضارك.
المصدر جامعة النجاح
بقلم: إيمان ريان
هل السلام يسكننا أم الأحزان؟ لم يجب أن يكون الكره نعمة، تقوى بها القلوب المهشمة؟ والحب نقمة، تسحق ذاتنا في غياهب الضياع؟ لم نضحي بأرواحنا في سبيل الأرض التي لطالما استوطنت أحلامنا؟ لم تلفظنا حروف اللغات حين نكون في أمس الحاجة إليها؟ كي نصب بغضبنا الذي لطالما اتعب قلوبنا، لنحيل الحروف نارا، لا تقوى على حملها الأوراق.
هل فكرت يوما هل تحب الوطن أم الحرية؟ هل تحب الشمس أم النور؟ هل تحب الصديق أم الوفاء؟ أم الحب أم الإنسان؟ لم دائما نحصر آمالنا في اطر المادة الجوفاء؟ لم نسمح بان يتعبنا الانتظار للوصول إلى المجهول؟ لم معالم الحياة غير واضحة بالنسبة لمن سكنته الحياة؟ حين تصبح البداية والنهاية سيان بالنسبة لحلم غريب، حين تضحك من جرح الغريب. حين تجد نفسك في اللامكان، واقفا، عاجزا عن الرجوع لقمة اندثارك، أو المضي في سراب يحيط أمالك. حين تضحك رغما عن ذلك، حين تخسر ذاتك.
حين تفقد الوطن. حين يضيع المكان من ذاكرتك، ويحتجزك الزمان في سرداب لم يزره الأمل يوما. حين تفقد الفرق بين الفرح والحزن. بين يأسك وألمك. بين الحياة والموت. حين تدرك أن الاندثار وجود. حين تشعر بالظلم حتى من ذاتك. ليصبح الأمل نارا تحرقك. والحلم فراغ يسحقك. تحاول الهرب من ذكريات مضرجة بخسائر مروعة. حين تقطر عيناك دماء، لتحرق لك ما تبقى من معالم وجهك البائس. حين تقف عاجزا عن فهم الحياة، لأنها قد كشفت لك مؤخرا عن أسرار دفينة. حين يصبح السر كل ما يعرفه الآخرون عنك. تصبح السماء كتاب أحزانك. والنجوم نقاط سوداء تشوه تاريخك. حين تشعر بالملل حتى من راحتك. ويسكن الضجر زوايا معتقداتك. حين تضيع. قف قليلا، وفكر بذاتك.
هل تملك ما هو أغلى منك، بالنسبة إليك؟ هل هناك ما هو أهم من وجودك؟ هل تكسب الأشياء معان بدون أن تحيط بها بشعورك؟ هل الخيانة، والبؤس، والشقاء الذي عشش في أحلامك، سببا للاستسلام؟
ارفق بهذا القلب الذي يئن بين أضلعك. أعط نفسك فرصة أخرى، لتبدأ حتى من دون بداية. ليس المهم أن تضع نصب عينيك هدفا تصبو إليه. فقط، ارفق بخوف صغارك.
هشم السلام في أعماقك. لا تستسلم للوردة حين تسخر من ضعفك، لتجرح قلبك. لا تكن جبانا، تظهر لمن لا يستحق الحياة خوفك. اقتل ترددك بكل ما تملك من قوة. اجعل أحزانك لعنة، لتكره ماضيك المشؤوم. لا تبالي إن فقدت أيامك. أنت فكرة، والحياة كذلك.
عش إن شئت للاوجود بإرادتك. حطم قيودا، لفها السراب حول عقلك. تحرر من كل شيء، حتى إن لزم الأمر، تحرر من ذاتك.
ليس المهم أن ترى السماء كل يوم. ليس المهم أن تنشق الهواء لتشعر بنبض الحياة يسري في أعماقك.
لآن الأمل كذبة، لان الوجود ضياع، لان الحب هزيمة، والصبر رذيلة، لأن إيمانك بما تريد أغلى ما تملك. لأن المعاني ليست سوى احتضار روحك، ولأن حياتك لعبة، لتكن أنت الرابح دائما. إن لفظتك ذرات الوجود، واحتضنتك النهاية بكل برود، افرح من صميم كرهك، لان البرد حياة. لان الانتحار حياة. لان الموت حياة.
لان الكلمات تشنق آمالك، اكتب لتشعر بسيطرتك على ضعفك، واحترامك لكل عيوبك. لآن الحياة كذبة، ارسمها بألوان تناسب جشعها، وسخريتها من جهلك. لأن أيامك طويلة، وعمرك ينتهي بلمح البصر، عش تناقضاتك، لتحرم ذاتك من ذاتك. لان الجنون نعمة، لترى ما لا يراه غيرك. لان الحياة مختلفة بالنسبة إليك، لملم جراحك، واحفر لنفسك ضياعا، يقبل أن يستوطنك. زخرف كفنك بأحقادك، واطفىء شموعك، كي تحتفل باندثار حياة احتضارك.
المصدر جامعة النجاح