الجشعمي
27-12-2009, 02:05 PM
صهيب بن سنان
رضي الله عنه
" ربح البيع أبا يحيى000ربح البيع أبا يحيى "
حديث شريف
لقد كان والده حاكم ( الأبله ) ووليا عليهـا لكسرى ، فهو من العرب الذين نزحوا الى
العراق قبل الاسلام بعهد طويل ، وله قصـر كبير على شاطئ الفرات ، فعاش صهيب
طفولة ناعمة سعيدة ، الى أن سبي بهجوم رومي ، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد
الروم ، وأخذ لسانهم ولهجتهم ، وباعه تجار الرقيق أخيرا لعبد اللـه بن جدعان في مكة
وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه واخلاصه ، فاعتقه وحرره ، وسمح له بالاتجار معه
اسلامه
يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه- :( لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها 000 فقلت له : ماذا تريد ؟000
فأجابني : ماذا تريد أنت ؟000
قلت له : أريد أن أدخل على محمد ، فأسمع ما يقول000
قال : وأنا أريد ذلك000
فدخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض علينا الاسلام ، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ، ونحن مستخفيان )000فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً000
هجرته الى المدينة
عندما هم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة ، علم صهيب بها ، وكان من المفروض ان يكون ثالث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ، ولكن أعاقه الكافرون ، فسبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر ، وحين استطاع الانطلاق في الصحراء ، أدركه قناصة قريش ، فصاح فيهم:( يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون الي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي منه شيء ، فأقدموا ان شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني )000
فقبل المشركين المال وتركوه قائلين :( أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغت ، والآن تنطلق بنفسك و بمالك ؟؟)000فدلهم على ماله وانطلق الى المدينة ، فأدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قباء ولم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ناداه متهللا :( ربح البيع أبا يحيى000ربح البيع أبا يحيى )000فقال :( يا رسول الله ، ما سبقني إليك أحدٌ ، وما أخبرك إلا جبريل )000
فنزل فيه قوله تعالى :"( ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ ")000البقرة آية ( 207 )000
صورة ايمانه
يتحدث صهيب -رضي الله عنه- عن ولائه للاسلام فيقول :( لم يشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشهدا قط ، الا كنت حاضره ، ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها ، ولم يسر سرية قط الا كنت حاضرها ، ولا غزا غزاة قط ، أول الزمان وآخره ، الا كنت فيها عن يمينه أو شماله ، وما خاف -المسلمون- أمامهم قط ، الا كنت أمامهم ، ولا خافوا وراءهم ، الا كنت وراءهم ، وما جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه )000
وكان الى جانب ورعه خفيف الروح ، حاضر النكتة ، فقد رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأكل رطبا ، وكان باحدى عينيه رمد ، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضاحكا :( أتأكل الرطب وفي عينيك رمد )000فأجاب قائلا :( وأي بأس000؟ اني آكله بعيني الأخرى !!)000
الخصال الثلاث
قال عمر -رضي الله عنه- لصهيب :( أيُّ رجلٍ أنت لولا خصالٍ ثلاث فيك )000قال :( وما هُنّ ؟)000 قال :( اكتنيتَ وليس لك ولد ، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم ، وفيك سَرَفٌ في الطعام )000 قال صهيب :( أمّا قولك : اكتنيتَ ولم يولد لك ، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنّاني أبا يحيى ، وأمّا قولك : انتميت إلى العرب وأنت من الروم ، فإنّي رجل من النّمر بن قاسط ، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي ، وأمّا قولك : فيك سرفٌ في الطعام ، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :( خياركم من أطعم الطعام )000
فضله
قال رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- :( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليُحبَّ صُهيباً حُبَّ الوالدة لولدها )000وقال :( لا تُبغضوا صُهيباً )000وقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( السُّبّاق أربعة ، أنا سابقُ العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق الفرس ، وبلال سابق الحبش )000
وعندما اعتدي على أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وصى الأمير أصحابه بأن يصل بالناس صهيبا ، حتى يتم اختيار الخليفة الجديد ، فكان هذا الاختيار من تمام نعم الله على هذا العبد000 وكان ممن اعتزل الفتنة وأقبل على شأنه000
وفاته
توفي في المدينة في شوال عام ( 38 هـ )000
الوليد بن الوليد بن المغيرة
رضي الله عنه
اللهم أنج الوليد بن الوليد ، والمستضعفين "
" من المؤمنين
حديث شريف
الوليد بن الوليد بن المغيرة القرشيّ المخزوميّ ، أخو خالد بن الوليد
كان حضر بدراً مع المشركين فأسر ، فافتداه أخواه هشام وخالد ، فلما
افتُديَ أسلم وعاتبوه في ذلك فقال :( أجبت )000فقال :( كرهت أن يظنوا
بي أني جزعتُ من الأسر )000
الأسر
ولمّا أسلم الوليد حبسه أخواله ، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو له في القنوت ، وكان يقول :( اللهم أنج الوليد بن الوليد ، والمستضعفين من المؤمنين )000ثم أفلت من أسرهم ، ولحق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في عمرة القضية000
الوحشة
قال الوليد للرسول -صلى الله عليه وسلم- :( يا رسول الله إني أجد وحشة في منامي )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( إذا اضجعت للنوم فقُلْ : بسم الله أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين ، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون ، فإنه لا يضرك )000فقال ذلك فذهب عنه ما كان به000
وفاته
لمّا توفي الوليد -رضي الله عنه- قالت أم سلمة زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي ابنة عمه :(000
يا عيـن فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرهْ00000قد كان غيثـاً في السنين ورحمةً فينا منيرهْ
ضخم الدسيعة ماجداً يسمو الى طلب الوتيرهْ00000مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيرة
عُقبة بن نافع
رضي الله عنه
يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد "
" مُجاهداً في سبيلك ، أنشر دينكَ المبين000
عُقبة بن نافع
عُقبة بن نافع بن عبد القيس القرشـيّ ، وُلِدَ في عهد الرسول -صلى اللـه
عليه وسلم- ، وخاله عمرو بن العاص ، وشهد معه فتح مصر واختطّ بها
ثم ولاهُ يزيد بن معاوية إمرة المغرب ، وهو الذي بنى القيروان000
الرفعة والعافية
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عقبة بن نافع :( رأيتُ كأنّي في دار عُقبة بن نافع ، فأتينا برُطَبٍ أبّر -مُلَقّح- طاب ، فأوّلتُها : الرفعة والعافية وإنّ دينَنَا قد طاب لنا )000
مصر
شَهِدَ عُقبة بن نافع فتح مصر ( 18-21 هـ )، واختطّ بها ، فقد اتّخذ فيها أرضاً ووضع لها علاماً ليعلم أنها ملكه ، وقد بعثه عمرو بن العاص إلى القرى التي حولها ، فدخلت خيولهم أرض النوبة غزاةً ، فلقي المسلمون قتالاً شديداً000
غزوات عُقبة
في عام ( 20 هـ ) أرسل عمرو بن العاص عُقبة بن نافع على رأس جيش إسلامي ، تمكّن من فتح برقة ، وفزان ، وزويلة ، وقد اتّخذ عُقبة من برقةَ قاعدةً لنشر الإسلام في المناطق الواقعة غرب مصر000
قال خليفة : في سنة إحدى وأربعين ولى عمرو بن العاص ، وهو على مصر عقبة بن نافع افريقية ، فانتهى إلى قونِية -وهي من أعظم مدن الإسلام ببلاد الروم- وقَراقِيَةَ -على طريق الإسكندرية إلى افريقية- فأطاعوه ، ثم كفروا ، فغزاهم من سَبْتَةَ فقتل وسبى ، وفيها سنة اثنتين وأربعين غزا عقبة بن نافع إفريقية فافتتح غُدامس ، وفي سنة ثلاث وأربعين غزا عقبة بن نافع فافتتح كُوراً من بلاد السودان ، وافتتح وَدّان ، وهي من حيدة برقة ، وكلها من بلاد إفريقية000
فتح إفريقية
فلمّا ولي معاوية بن أبي سفيان وجّه عُقبة بن نافع إلى افريقية عام ( 50 هـ ) ، غازياً في عشرة آلاف من المسلمين ، فافتتحها واختطّ قيروانها ، وقد كان موضعه بستاناً واسعاً ، لا ترام من السباع والحيات وغير ذلك من الدّواب ، فدعا الله عليها ، فلم يبقَ فيها شيء مما كان فيها إلا خرج هارباً بإذن الله ، فقد وقف وقال :( يا أهل الوادي ، إنّا حالون -إن شاء الله- فاظعنوا )000ثلاث مرات ، قيل :( فما رأينا حجراً ولا شجراً ، إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطنَ الوادي )000ثم قال للناس :( انزلوا باسم الله )000فأسلم خلق كبير من البربر ، فقد كان عُقبة بن نافع مُجاب الدعوة000
وهكذا أصبحت القيروان قاعدة حربية لتأمين الخطوط الدفاعية الإسلامية في المنطقة ، ونقطة إنطلاق لنشر الإسلام بين السكان هناك000
بحر الظلمات
ولمّا عادَ عُقبة للولاية ثانيـةً عام ( 60 هـ ) سار بقواتـه غرباً حتى وصل المحيـط الإطلسي ( بحر الظلمات ) عام ( 62 هـ ) ، فتوقّف حينئـذ وقال :( يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد مُجاهداً في سبيلك ، أنشر دينكَ المبينَ ، رافعاً راية الإسلام فوقَ كل مكانٍ حصينٍ ، استعصى على جبابرة الأقدمين )000
الشهادة
وفي أثناء عودة عُقبة بن نافع إلى القيروان ، فاجأهُ ( كُسَيْلةُ ) بفريق من البربر وحلفائه البيزنطيين ، واشتبكوا معه في معركة انتهت باستشهاده مع عدد من الجنود000
استشهد عُقبة في إفريقيـة سنة ( 63 هـ )، وأوصى أبناءه ألا يقبلـوا الحديث عن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- إلا من ثقة ، وألا تشغلهم الإمارةُ عن القرآن000
النعمان بن المقرن
أحد القادة المسلمين الأبطال
ان للايمان بيوتا و للنفاق بيوتا000وان بيت"
" بني مقرن من بيوت الايمان
حديث شريف
النعمان من قبيلة مزينة وكنيته أبوالحكيـم000وكان يوم إسلامه يوما مشهودا
إذ أسلم معه عشرة أخوة له ومعهم أربعمائة فارس بين يدي رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- فقال فيهم :( ان للإيمان بيوتا و للنفاق بيوتا000وان بيـت
بني مقرن من بيوت الايمان )000
جهاده واستشهاده
ولقد شهد النعمان الغزوات كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان له ولقبيلته دور بارز في محاربة المرتدين000
وكان هو بطل معركة نهاوند يوم أن ندبه أمير المؤمنين عمر لهذه المهمة الجليلة اذ كتب اليه قائلا :(000فانه قد بلغني أن جموعا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة نهاوند ، فاذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين ، ولا توطئهم وعرا فتؤذيهم ولا تمنعهم حقا فتكفرهم ولا تدخلهم غيضة فان رجلا من المسلمين أحب الي من مئة ألف دينار والسلام عليكم)000
فسار النعمان بالجيش والتقى الجمعان ، ودارت المعركة حتى ألجـأ المسلمون الفـرس الى التحصـن فحاصروهم وطال الحصـار عدة أسابيع وفكر المسلمون في طريقة يستخرجون فيها الفرس من حصونهم لمناجزتهم ، فبعثوا عليهم خيـلا تقاتلهم بقيـادة القعقاع حتى اذا خرجـوا من خنادقهم تراجـع القعقاع فطمعوا وظنوا أن المسلمين قد هزموا ، وكان النعمان قد أمـر جيش المسلمين ألا يقاتلوا حتى يأذن لهم وخاطبهم قائلا :(اني مكبر ثلاثا فاذا كبرت الثالثة فاني حامل فاحملوا ، وان قتلت فالأمر بعدي لحذيفة فان قتل ففلان )000حتى عد سبعة آخرهم المغيرة ، ثم دعا ربه قائلا :( اللهم أعزز دينك وانصر عبادك واجعل النعمان أول شهيد اليوم ، اللهم اني أسألك أن تقر عيني بفتح يكون فيه عز الاسلام واقبضني شهيدا )000فبكى الناس من شدة التأثر ودارت المعركة على مشارف نهاوند ، وقاد النعمان المعركة بشجاعة نادرة وظفر بالشهادة التي كان يتمناها ، وتحقق الفتح العظيم الذي طلبه من الله ، فأخذ أخوه نعيم بن مقرن الراية وسلمها لحذيفة ، فكتم أمر استشهاده حتى تنتهي المعركة000
وذهب البشير يخبر أمير المؤمنين عمر و يقول له :( فتح الله عليك ، وأعظم الفتح ، واستشهد الأمير )000فقال عمر :( انا لله وانا اليه راجعون )000واعتلى المنبر ونعى الى المسلمين النعمان بن المقرن أمير نهاوند وشهيدها000وبكى000وبكى000حتى علا صوته بالبكاء000رضي الله عن النعمان القائد المنتصر شهيد معركة فتح الفتوح000
رضي الله عنه
" ربح البيع أبا يحيى000ربح البيع أبا يحيى "
حديث شريف
لقد كان والده حاكم ( الأبله ) ووليا عليهـا لكسرى ، فهو من العرب الذين نزحوا الى
العراق قبل الاسلام بعهد طويل ، وله قصـر كبير على شاطئ الفرات ، فعاش صهيب
طفولة ناعمة سعيدة ، الى أن سبي بهجوم رومي ، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد
الروم ، وأخذ لسانهم ولهجتهم ، وباعه تجار الرقيق أخيرا لعبد اللـه بن جدعان في مكة
وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه واخلاصه ، فاعتقه وحرره ، وسمح له بالاتجار معه
اسلامه
يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه- :( لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها 000 فقلت له : ماذا تريد ؟000
فأجابني : ماذا تريد أنت ؟000
قلت له : أريد أن أدخل على محمد ، فأسمع ما يقول000
قال : وأنا أريد ذلك000
فدخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض علينا الاسلام ، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ، ونحن مستخفيان )000فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً000
هجرته الى المدينة
عندما هم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة ، علم صهيب بها ، وكان من المفروض ان يكون ثالث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ، ولكن أعاقه الكافرون ، فسبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر ، وحين استطاع الانطلاق في الصحراء ، أدركه قناصة قريش ، فصاح فيهم:( يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون الي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي منه شيء ، فأقدموا ان شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني )000
فقبل المشركين المال وتركوه قائلين :( أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغت ، والآن تنطلق بنفسك و بمالك ؟؟)000فدلهم على ماله وانطلق الى المدينة ، فأدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قباء ولم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ناداه متهللا :( ربح البيع أبا يحيى000ربح البيع أبا يحيى )000فقال :( يا رسول الله ، ما سبقني إليك أحدٌ ، وما أخبرك إلا جبريل )000
فنزل فيه قوله تعالى :"( ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ ")000البقرة آية ( 207 )000
صورة ايمانه
يتحدث صهيب -رضي الله عنه- عن ولائه للاسلام فيقول :( لم يشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشهدا قط ، الا كنت حاضره ، ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها ، ولم يسر سرية قط الا كنت حاضرها ، ولا غزا غزاة قط ، أول الزمان وآخره ، الا كنت فيها عن يمينه أو شماله ، وما خاف -المسلمون- أمامهم قط ، الا كنت أمامهم ، ولا خافوا وراءهم ، الا كنت وراءهم ، وما جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه )000
وكان الى جانب ورعه خفيف الروح ، حاضر النكتة ، فقد رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأكل رطبا ، وكان باحدى عينيه رمد ، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضاحكا :( أتأكل الرطب وفي عينيك رمد )000فأجاب قائلا :( وأي بأس000؟ اني آكله بعيني الأخرى !!)000
الخصال الثلاث
قال عمر -رضي الله عنه- لصهيب :( أيُّ رجلٍ أنت لولا خصالٍ ثلاث فيك )000قال :( وما هُنّ ؟)000 قال :( اكتنيتَ وليس لك ولد ، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم ، وفيك سَرَفٌ في الطعام )000 قال صهيب :( أمّا قولك : اكتنيتَ ولم يولد لك ، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنّاني أبا يحيى ، وأمّا قولك : انتميت إلى العرب وأنت من الروم ، فإنّي رجل من النّمر بن قاسط ، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي ، وأمّا قولك : فيك سرفٌ في الطعام ، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :( خياركم من أطعم الطعام )000
فضله
قال رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- :( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليُحبَّ صُهيباً حُبَّ الوالدة لولدها )000وقال :( لا تُبغضوا صُهيباً )000وقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- :( السُّبّاق أربعة ، أنا سابقُ العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق الفرس ، وبلال سابق الحبش )000
وعندما اعتدي على أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وصى الأمير أصحابه بأن يصل بالناس صهيبا ، حتى يتم اختيار الخليفة الجديد ، فكان هذا الاختيار من تمام نعم الله على هذا العبد000 وكان ممن اعتزل الفتنة وأقبل على شأنه000
وفاته
توفي في المدينة في شوال عام ( 38 هـ )000
الوليد بن الوليد بن المغيرة
رضي الله عنه
اللهم أنج الوليد بن الوليد ، والمستضعفين "
" من المؤمنين
حديث شريف
الوليد بن الوليد بن المغيرة القرشيّ المخزوميّ ، أخو خالد بن الوليد
كان حضر بدراً مع المشركين فأسر ، فافتداه أخواه هشام وخالد ، فلما
افتُديَ أسلم وعاتبوه في ذلك فقال :( أجبت )000فقال :( كرهت أن يظنوا
بي أني جزعتُ من الأسر )000
الأسر
ولمّا أسلم الوليد حبسه أخواله ، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو له في القنوت ، وكان يقول :( اللهم أنج الوليد بن الوليد ، والمستضعفين من المؤمنين )000ثم أفلت من أسرهم ، ولحق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في عمرة القضية000
الوحشة
قال الوليد للرسول -صلى الله عليه وسلم- :( يا رسول الله إني أجد وحشة في منامي )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( إذا اضجعت للنوم فقُلْ : بسم الله أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين ، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون ، فإنه لا يضرك )000فقال ذلك فذهب عنه ما كان به000
وفاته
لمّا توفي الوليد -رضي الله عنه- قالت أم سلمة زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي ابنة عمه :(000
يا عيـن فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرهْ00000قد كان غيثـاً في السنين ورحمةً فينا منيرهْ
ضخم الدسيعة ماجداً يسمو الى طلب الوتيرهْ00000مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيرة
عُقبة بن نافع
رضي الله عنه
يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد "
" مُجاهداً في سبيلك ، أنشر دينكَ المبين000
عُقبة بن نافع
عُقبة بن نافع بن عبد القيس القرشـيّ ، وُلِدَ في عهد الرسول -صلى اللـه
عليه وسلم- ، وخاله عمرو بن العاص ، وشهد معه فتح مصر واختطّ بها
ثم ولاهُ يزيد بن معاوية إمرة المغرب ، وهو الذي بنى القيروان000
الرفعة والعافية
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عقبة بن نافع :( رأيتُ كأنّي في دار عُقبة بن نافع ، فأتينا برُطَبٍ أبّر -مُلَقّح- طاب ، فأوّلتُها : الرفعة والعافية وإنّ دينَنَا قد طاب لنا )000
مصر
شَهِدَ عُقبة بن نافع فتح مصر ( 18-21 هـ )، واختطّ بها ، فقد اتّخذ فيها أرضاً ووضع لها علاماً ليعلم أنها ملكه ، وقد بعثه عمرو بن العاص إلى القرى التي حولها ، فدخلت خيولهم أرض النوبة غزاةً ، فلقي المسلمون قتالاً شديداً000
غزوات عُقبة
في عام ( 20 هـ ) أرسل عمرو بن العاص عُقبة بن نافع على رأس جيش إسلامي ، تمكّن من فتح برقة ، وفزان ، وزويلة ، وقد اتّخذ عُقبة من برقةَ قاعدةً لنشر الإسلام في المناطق الواقعة غرب مصر000
قال خليفة : في سنة إحدى وأربعين ولى عمرو بن العاص ، وهو على مصر عقبة بن نافع افريقية ، فانتهى إلى قونِية -وهي من أعظم مدن الإسلام ببلاد الروم- وقَراقِيَةَ -على طريق الإسكندرية إلى افريقية- فأطاعوه ، ثم كفروا ، فغزاهم من سَبْتَةَ فقتل وسبى ، وفيها سنة اثنتين وأربعين غزا عقبة بن نافع إفريقية فافتتح غُدامس ، وفي سنة ثلاث وأربعين غزا عقبة بن نافع فافتتح كُوراً من بلاد السودان ، وافتتح وَدّان ، وهي من حيدة برقة ، وكلها من بلاد إفريقية000
فتح إفريقية
فلمّا ولي معاوية بن أبي سفيان وجّه عُقبة بن نافع إلى افريقية عام ( 50 هـ ) ، غازياً في عشرة آلاف من المسلمين ، فافتتحها واختطّ قيروانها ، وقد كان موضعه بستاناً واسعاً ، لا ترام من السباع والحيات وغير ذلك من الدّواب ، فدعا الله عليها ، فلم يبقَ فيها شيء مما كان فيها إلا خرج هارباً بإذن الله ، فقد وقف وقال :( يا أهل الوادي ، إنّا حالون -إن شاء الله- فاظعنوا )000ثلاث مرات ، قيل :( فما رأينا حجراً ولا شجراً ، إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطنَ الوادي )000ثم قال للناس :( انزلوا باسم الله )000فأسلم خلق كبير من البربر ، فقد كان عُقبة بن نافع مُجاب الدعوة000
وهكذا أصبحت القيروان قاعدة حربية لتأمين الخطوط الدفاعية الإسلامية في المنطقة ، ونقطة إنطلاق لنشر الإسلام بين السكان هناك000
بحر الظلمات
ولمّا عادَ عُقبة للولاية ثانيـةً عام ( 60 هـ ) سار بقواتـه غرباً حتى وصل المحيـط الإطلسي ( بحر الظلمات ) عام ( 62 هـ ) ، فتوقّف حينئـذ وقال :( يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد مُجاهداً في سبيلك ، أنشر دينكَ المبينَ ، رافعاً راية الإسلام فوقَ كل مكانٍ حصينٍ ، استعصى على جبابرة الأقدمين )000
الشهادة
وفي أثناء عودة عُقبة بن نافع إلى القيروان ، فاجأهُ ( كُسَيْلةُ ) بفريق من البربر وحلفائه البيزنطيين ، واشتبكوا معه في معركة انتهت باستشهاده مع عدد من الجنود000
استشهد عُقبة في إفريقيـة سنة ( 63 هـ )، وأوصى أبناءه ألا يقبلـوا الحديث عن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- إلا من ثقة ، وألا تشغلهم الإمارةُ عن القرآن000
النعمان بن المقرن
أحد القادة المسلمين الأبطال
ان للايمان بيوتا و للنفاق بيوتا000وان بيت"
" بني مقرن من بيوت الايمان
حديث شريف
النعمان من قبيلة مزينة وكنيته أبوالحكيـم000وكان يوم إسلامه يوما مشهودا
إذ أسلم معه عشرة أخوة له ومعهم أربعمائة فارس بين يدي رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- فقال فيهم :( ان للإيمان بيوتا و للنفاق بيوتا000وان بيـت
بني مقرن من بيوت الايمان )000
جهاده واستشهاده
ولقد شهد النعمان الغزوات كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان له ولقبيلته دور بارز في محاربة المرتدين000
وكان هو بطل معركة نهاوند يوم أن ندبه أمير المؤمنين عمر لهذه المهمة الجليلة اذ كتب اليه قائلا :(000فانه قد بلغني أن جموعا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة نهاوند ، فاذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله وبنصر الله بمن معك من المسلمين ، ولا توطئهم وعرا فتؤذيهم ولا تمنعهم حقا فتكفرهم ولا تدخلهم غيضة فان رجلا من المسلمين أحب الي من مئة ألف دينار والسلام عليكم)000
فسار النعمان بالجيش والتقى الجمعان ، ودارت المعركة حتى ألجـأ المسلمون الفـرس الى التحصـن فحاصروهم وطال الحصـار عدة أسابيع وفكر المسلمون في طريقة يستخرجون فيها الفرس من حصونهم لمناجزتهم ، فبعثوا عليهم خيـلا تقاتلهم بقيـادة القعقاع حتى اذا خرجـوا من خنادقهم تراجـع القعقاع فطمعوا وظنوا أن المسلمين قد هزموا ، وكان النعمان قد أمـر جيش المسلمين ألا يقاتلوا حتى يأذن لهم وخاطبهم قائلا :(اني مكبر ثلاثا فاذا كبرت الثالثة فاني حامل فاحملوا ، وان قتلت فالأمر بعدي لحذيفة فان قتل ففلان )000حتى عد سبعة آخرهم المغيرة ، ثم دعا ربه قائلا :( اللهم أعزز دينك وانصر عبادك واجعل النعمان أول شهيد اليوم ، اللهم اني أسألك أن تقر عيني بفتح يكون فيه عز الاسلام واقبضني شهيدا )000فبكى الناس من شدة التأثر ودارت المعركة على مشارف نهاوند ، وقاد النعمان المعركة بشجاعة نادرة وظفر بالشهادة التي كان يتمناها ، وتحقق الفتح العظيم الذي طلبه من الله ، فأخذ أخوه نعيم بن مقرن الراية وسلمها لحذيفة ، فكتم أمر استشهاده حتى تنتهي المعركة000
وذهب البشير يخبر أمير المؤمنين عمر و يقول له :( فتح الله عليك ، وأعظم الفتح ، واستشهد الأمير )000فقال عمر :( انا لله وانا اليه راجعون )000واعتلى المنبر ونعى الى المسلمين النعمان بن المقرن أمير نهاوند وشهيدها000وبكى000وبكى000حتى علا صوته بالبكاء000رضي الله عن النعمان القائد المنتصر شهيد معركة فتح الفتوح000