همسات شاعرية
30-10-2009, 09:46 AM
يحكى أن مرض «التيفوئيد» في سالف العصر والأوان انتشر في بلاد الروم مما دعا
أحد الباعة أن يعلق فوق باب دكانه العبارة التالية (الثلج الذي نبيعه معقم فنحن نغليه قبل عرضه للبيع»!
اليوم في هذا العصر نكاد نكون نحن مع انفلونزا الخنازير مثل بائع الثلج مع التيفوئيد! كثرة المبالغة
والتخوف والتحوط أضفت بظلالها على كل ما يصدر عنا في هذه الأيام من ممارسات
حفاظا على الصحة وادعاء السلامة!
هل تعرفون الأدراج السرية في الخزائن والتي لا يعرف المخبأ فيها سوى أصحابها! نحن الآن بمناسبة انفلونزا الخنازير نفتح الأدراج السرية في الصحة والتعليم والشارع العام! أما أنا ـــ بالمناسبة ـــ فأقول وسامحوني.. جزى الله الشدائد كل خير! ورب ضارة نافعة! فلولا انفلونزا الخنازير ما ظهرت أوضاع الصحة المدرسية التي اكتشفها بنفسه وزير التربية والتعليم. ولولا انفلونزا الخنازير ما تحدثت وزارة الصحة عن المراكز الصحية التي هي «عليل» ومطلوب منه أن يكون (المداوي) فعندما نربط الحالات المرضية التي تظهر في المدارس بالمراكز الصحية.. نكون كمن اختار عربة تئن ليربطها بحصان هزيل يجرها!!
على طريقة «جيتك يا عبد المعين تعين، لقيتك يا عبد المعين تنعان»!
فما الذي ستفعله مراكز صحية حال بعضها مثل حال بعض المدارس المستأجرة ويخلو من أبسط التجهيزات لمواجهة غبار عاصفة فكيف تواجه وباء! لمن نقدم هذا المعسول من الأخبار! إذا كانت الحقائق ظاهرة ويعرفها المواطن والمقيم كلما زار مركزا صحيا أو مستوصفا حكوميا..
فكيف نحاول إقناعه بغير ما يراه؟!
وإذا كانت بعض المدارس تخلو من التهوية الصحية والإضاءة الجيدة وتتراص فيها الأجساد في حجرة واحدة لا يقل العدد عن ثلاثين ما نفع البخاخ والكمامة ووسائل الديتول؟!
قبل التعرف على حضور انفلونزا الخنازير كانت مدارسنا منبع التهاب الكبد الوبائي.. والدرن الرئوي.. وأقلها النزلات الشعبية؟! لكن السؤال البريء يقول.. هل كان من الضروري أن تحل جائحة انفلونزا
الخنازير حتى نبادر إلى الإصلاح؟! وبمناسبة الثلج المغلي في الحكاية أعلاه نسمع اليوم عن توزيع الكمامات والبخاخات والمناديل والمطهرات والمنظفات وتكاد تكون أهم من الكتب المدرسية ولن أقول ماذا تفعل الماشطة بالوجه العكر.. بل أقول أعان الله المخلصين على تصحيح الأوضاع ولو كان الوباء هو السبب.. لا يهم ما السبب المهم أن نبدأ الإصلاح.. فإذا كان لانفلونزا الخنازير حسنة تذكر..
فهي أن تكون الدرس وتكون نقطة الانطلاق نحو غد أفضل!
منقول
أحد الباعة أن يعلق فوق باب دكانه العبارة التالية (الثلج الذي نبيعه معقم فنحن نغليه قبل عرضه للبيع»!
اليوم في هذا العصر نكاد نكون نحن مع انفلونزا الخنازير مثل بائع الثلج مع التيفوئيد! كثرة المبالغة
والتخوف والتحوط أضفت بظلالها على كل ما يصدر عنا في هذه الأيام من ممارسات
حفاظا على الصحة وادعاء السلامة!
هل تعرفون الأدراج السرية في الخزائن والتي لا يعرف المخبأ فيها سوى أصحابها! نحن الآن بمناسبة انفلونزا الخنازير نفتح الأدراج السرية في الصحة والتعليم والشارع العام! أما أنا ـــ بالمناسبة ـــ فأقول وسامحوني.. جزى الله الشدائد كل خير! ورب ضارة نافعة! فلولا انفلونزا الخنازير ما ظهرت أوضاع الصحة المدرسية التي اكتشفها بنفسه وزير التربية والتعليم. ولولا انفلونزا الخنازير ما تحدثت وزارة الصحة عن المراكز الصحية التي هي «عليل» ومطلوب منه أن يكون (المداوي) فعندما نربط الحالات المرضية التي تظهر في المدارس بالمراكز الصحية.. نكون كمن اختار عربة تئن ليربطها بحصان هزيل يجرها!!
على طريقة «جيتك يا عبد المعين تعين، لقيتك يا عبد المعين تنعان»!
فما الذي ستفعله مراكز صحية حال بعضها مثل حال بعض المدارس المستأجرة ويخلو من أبسط التجهيزات لمواجهة غبار عاصفة فكيف تواجه وباء! لمن نقدم هذا المعسول من الأخبار! إذا كانت الحقائق ظاهرة ويعرفها المواطن والمقيم كلما زار مركزا صحيا أو مستوصفا حكوميا..
فكيف نحاول إقناعه بغير ما يراه؟!
وإذا كانت بعض المدارس تخلو من التهوية الصحية والإضاءة الجيدة وتتراص فيها الأجساد في حجرة واحدة لا يقل العدد عن ثلاثين ما نفع البخاخ والكمامة ووسائل الديتول؟!
قبل التعرف على حضور انفلونزا الخنازير كانت مدارسنا منبع التهاب الكبد الوبائي.. والدرن الرئوي.. وأقلها النزلات الشعبية؟! لكن السؤال البريء يقول.. هل كان من الضروري أن تحل جائحة انفلونزا
الخنازير حتى نبادر إلى الإصلاح؟! وبمناسبة الثلج المغلي في الحكاية أعلاه نسمع اليوم عن توزيع الكمامات والبخاخات والمناديل والمطهرات والمنظفات وتكاد تكون أهم من الكتب المدرسية ولن أقول ماذا تفعل الماشطة بالوجه العكر.. بل أقول أعان الله المخلصين على تصحيح الأوضاع ولو كان الوباء هو السبب.. لا يهم ما السبب المهم أن نبدأ الإصلاح.. فإذا كان لانفلونزا الخنازير حسنة تذكر..
فهي أن تكون الدرس وتكون نقطة الانطلاق نحو غد أفضل!
منقول