آحسـ إنسآن ـآس
11-10-2009, 10:14 PM
السلام عليكم
* (خير اللهم اجعله خير)..
حلمت ذات ليلة بأحداث كانت من الوضوح والقوة بحيث تساءلت فور استيقاظي عن الحد الفاصل بين الحلم والواقع. فحين نكون داخل الحلم لا يخالجنا أدنى شك في اننا نعيش الواقع بفرحه وترحه وأحاسيسه المتنوعة.. حتى اعضاؤنا الجسدية (كحركة العين وعضلات الأطراف ونبضات القلب) تتفاعل جميعها مع احداث الحلم كما لو كان حقيقياً.. حينها بدأت "أهوجس": كيف نعرف ان ما نعيشه الآن ليس أكثر من حلم طويل.. لا خلاف على وجود التكليف ولكن كيف نثبت ان الأجسام والتضاريس ليست إلا عنصراً مكملاً للصورة وجزءا من حلم لنا الخيار فيه؟
* توقفت ذات مرة عند مشهد من مشاهد يوم القيامة {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} ففي ذلك اليوم يبعث الناس من قبورهم على ارض ملساء مستوية لا تضاريس فيها ولا مرتفعات. وقد جاء في صحيح مسلم عن المصطفى ~ "يحشر الناس يوم القيامة على أرض عفراء كقرصة النفي ليس فيها علم (أو أثر) لأحد".
* حواسنا الخمسة ليست مقياساً للواقع لأننا نستغني عنها في الحلم ـ ومع ذلك نشعر بكل شيء.. في الحلم يتكفل عقلنا بكل ما حولنا، فهو يفبرك الأحداث ويختلق التضاريس وينهي القصة بالشكل المناسب. حتى في الواقع (والتعبير مجازي) لا تشعر حواسنا بالأشياء فقط بل (تساهم) في اختلاقها أو تجاهلها أو الاضافة إليها.. مثلاً، حين نعجب بسيارة معينة نراها لاحقاً في كل تقاطع، وحين تغيب الأم عن وليدها تسمع بكاءه في كل مكان، وحين نرى "الجوافة" خلف الزجاج نبدأ بشم رائحتها!!
* وطالما كانت حواسنا تخدعنا في اليقظة ـ ولا نحتاج إليها في الحلم يصبح من الضروري البحث عن مفهوم جديد للواقع بعيداً عن خلايا الدماغ.. سبق ان تحدثت عن فيلم غريب يدعى Existens للمخرج ديفيد كرونبرج. وهو فيلم يدور في المستقبل ويتحدث عن تربية الإنسان لحيوانات برمائية هجينة بغرض انتزاع نظامها العصبي واستخدامه في الألعاب والأجهزة المتقدمة.. وتدور الأحداث حول مصممة ألعاب تدعى جيلر يتم استضافتها في برنامج تلفزيوني لعرض آخر لعبة من اختراعها أمام الجمهور. وهذه اللعبة ليست أكثر من كتلة لحمية تضم أجهزة عصبية حية. وفي البرنامج تطلب جيلر بعض المتطوعين للتجربة والمشاركة في مغامرة واقعية تضم الجميع. غير ان هذه اللعبة تأخذ المبادرة من أدمغتهم الحقيقية وتضعهم في عالم فنتازي غريب لا يستطيعون منه فكاكا.. حينها يعيشون في حيرة دائمة: هل هذه هي الحياة الحقيقية أم التي كانوا يعيشونها سابقا!!!
بصراحة لا أحاول اثبات أو استنتاج أي شيء إنما هي دعوة للتفكير في الحدود الفاصلة بين الحلم والواقع.. فأنت مثلاً، كيف تعرف انك لا تحلم بقراءة المقال الآن؟ وكيف تعرف ان هذا المقال ليس جزءاً من احلامك انت وليس أنا؟
* (خير اللهم اجعله خير)..
حلمت ذات ليلة بأحداث كانت من الوضوح والقوة بحيث تساءلت فور استيقاظي عن الحد الفاصل بين الحلم والواقع. فحين نكون داخل الحلم لا يخالجنا أدنى شك في اننا نعيش الواقع بفرحه وترحه وأحاسيسه المتنوعة.. حتى اعضاؤنا الجسدية (كحركة العين وعضلات الأطراف ونبضات القلب) تتفاعل جميعها مع احداث الحلم كما لو كان حقيقياً.. حينها بدأت "أهوجس": كيف نعرف ان ما نعيشه الآن ليس أكثر من حلم طويل.. لا خلاف على وجود التكليف ولكن كيف نثبت ان الأجسام والتضاريس ليست إلا عنصراً مكملاً للصورة وجزءا من حلم لنا الخيار فيه؟
* توقفت ذات مرة عند مشهد من مشاهد يوم القيامة {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} ففي ذلك اليوم يبعث الناس من قبورهم على ارض ملساء مستوية لا تضاريس فيها ولا مرتفعات. وقد جاء في صحيح مسلم عن المصطفى ~ "يحشر الناس يوم القيامة على أرض عفراء كقرصة النفي ليس فيها علم (أو أثر) لأحد".
* حواسنا الخمسة ليست مقياساً للواقع لأننا نستغني عنها في الحلم ـ ومع ذلك نشعر بكل شيء.. في الحلم يتكفل عقلنا بكل ما حولنا، فهو يفبرك الأحداث ويختلق التضاريس وينهي القصة بالشكل المناسب. حتى في الواقع (والتعبير مجازي) لا تشعر حواسنا بالأشياء فقط بل (تساهم) في اختلاقها أو تجاهلها أو الاضافة إليها.. مثلاً، حين نعجب بسيارة معينة نراها لاحقاً في كل تقاطع، وحين تغيب الأم عن وليدها تسمع بكاءه في كل مكان، وحين نرى "الجوافة" خلف الزجاج نبدأ بشم رائحتها!!
* وطالما كانت حواسنا تخدعنا في اليقظة ـ ولا نحتاج إليها في الحلم يصبح من الضروري البحث عن مفهوم جديد للواقع بعيداً عن خلايا الدماغ.. سبق ان تحدثت عن فيلم غريب يدعى Existens للمخرج ديفيد كرونبرج. وهو فيلم يدور في المستقبل ويتحدث عن تربية الإنسان لحيوانات برمائية هجينة بغرض انتزاع نظامها العصبي واستخدامه في الألعاب والأجهزة المتقدمة.. وتدور الأحداث حول مصممة ألعاب تدعى جيلر يتم استضافتها في برنامج تلفزيوني لعرض آخر لعبة من اختراعها أمام الجمهور. وهذه اللعبة ليست أكثر من كتلة لحمية تضم أجهزة عصبية حية. وفي البرنامج تطلب جيلر بعض المتطوعين للتجربة والمشاركة في مغامرة واقعية تضم الجميع. غير ان هذه اللعبة تأخذ المبادرة من أدمغتهم الحقيقية وتضعهم في عالم فنتازي غريب لا يستطيعون منه فكاكا.. حينها يعيشون في حيرة دائمة: هل هذه هي الحياة الحقيقية أم التي كانوا يعيشونها سابقا!!!
بصراحة لا أحاول اثبات أو استنتاج أي شيء إنما هي دعوة للتفكير في الحدود الفاصلة بين الحلم والواقع.. فأنت مثلاً، كيف تعرف انك لا تحلم بقراءة المقال الآن؟ وكيف تعرف ان هذا المقال ليس جزءاً من احلامك انت وليس أنا؟