binhlailبن هليــل
30-09-2007, 08:22 AM
المرأة السعودية في (طاش).. استخفاف مذل.. وتنميط فارغ!!
فهد زيدان - جدة
ظل مسلسل “طاش ما طاش” يثير الجدل كل عام، وتنقسم الآراء حوله بين مؤيد ومنتقد، وجه الانتقاد عادة ما يتركز حول التكرار والاستنساخ الممل، وعدم تقديم جديد يثري الساحة سيما وأن كثيرًا من (المنافسين) دخلوها، وكذلك يجد طاش النقد من خلال زاوية معالجته للقضايا التي يتناولها والتي عادة ما (تستفز) الطرف المعني بها، ومن ذلك موضوع (المرأة السعودية) حيث ظل المسلسل في مجمل حلقاته يبرزها سطحية مفتقرة للثقافة جانحة نحو القشور، ذليلة خاضعة في مملكة الرجل وغيرها من مظاهر السلب التي يعلّقها المسلسل في عنق المرأة..
غير أن المسلسل وإن وفق في طرح بعض الحلقات فإنه فشل في كثير من المعالجات الفنية للقضايا التي تناولها، وكان واضحا عدم قدرة طاقم المسلسل على تقديم معالجات كوميدية درامية بحجم القضايا التي تناولها، وهذا نتاج العزوف إلى الاستسهال في تقديم المفارقات التي بنيت عليها الحلقات.
(المدينة) استطلعت عددًا من المثقفات والأكاديميات حول صورة المرأة في (مرآة طاش)، وإلى أي مدى قربوا منها أو بعدوا، وهل تبدو المرأة السعودية كما هي عليه في (طاش).. السطور أدناه في بعض الرؤية، لكن كمالها في آرائكم جميعًا...
تسطيح وإسفاف
وحول هذا الموضوع قالت الدكتورة أميرة كشغري: بصورة عامة أرى أن معالجة قضايا المرأة السعودية ومشاكلها على الدراما السعودية يعد أمراً جيداً؛ لأن دور الإعلام مهم للغاية في التوعوية وإبراز الأمور بشكل علني وواضح وهذه إحدى الجوانب الإيجابية في مثل هذه المسلسلات..
وتتابع كشغري: لكن إبراز المرأة السعودية بصورة غير واقعية أمر لا يتقبله أحد، ولا يتفق عليه؛ لأن الواقعية تختلف من شخص إلى آخر، فقد تكون هذه المواضيع تمس فئة قليلة أو فئة محدودة لكنها تبرز بشكل كبير..
وتضيف: أنا لم أشاهد أي دراما تبرز المرأة السعودية بشكل تجني، وهذا لا يمنع أن يكون هناك بعض المبالغات الكبيرة في تناول بعض الأمور خصوصاً لو تحدثنا عن طاش ما طاش بالذات.. ومن وجهة نظري الخاصة أنه لا يوجد هناك إسفاف، ولكن تظل المسلسلات الكوميدية فيها الكثير من المبالغات..
وتختم حديثها بقولها: أعيد وأكرر أن الأمور التي تعالج الآن هي أمور واقعية لا أحد يستطيع أن يجهلها، ولكنها ليست أمورا أساسية تضخم بهذا الشكل، وأرى أنها مواضيع تثار من أجل الإثارة وشد انتباه المشاهدين، حتى أصبح فيها نوع من الإسفاف.. وكم كنت أتمنى أن تعالج قضايا المرأة السعودية التي لا عائل أو معيل لها، وتلك التي ليس لديها مصدر دخل والتي حرمت من حضانة أطفالها والنساء المطلقات والتي حكم لها بالنفقة ولم تصلها النفقة وغيرها من الأمور التي يجب أن تتناولها تلك المسلسلات، فهي أهم بشكل كبير من القضايا الثانوية التي نشاهدها، فالكثير من قضايا المرأة السعودية تحتاج لعمق ووعي أكثر مما نراه، فيجب أن نتناول مشاكل المرأة السعودية بفكر عالٍ بعيداً عن المبالغة وقريباً من ملامسة واقعها.
(تطنيش) إعلامي
الكاتبة والإعلامية سمر المقرن قالت: المسلسلات الآن -للأسف - أصبحت تشوه صورة المرأة السعودية بشكل غريب؛ حتى الإعلانات التجارية شوهت صورتها، فنحن في مجتمع ذكوري نظرته للمرأة السعودية نظرة دونية، والأعمال الدرامية والمسلسلات التي نراها الآن تبرز المرأة السعودية بالشكل غير اللائق إطلاقاً، فالذي نراه ما هو إلا نتاج عقلية ذكورية سطحية، فلو نظرنا للمسلسلات العربية الأخرى التي تقوم بكتابتها المرأة فإننا سنلاحظ أن المرأة تعالج قضاياها بمنظور هادف، يحفظ للمرأة حقوقها الأخلاقية والأدبية والاجتماعية وتصل للمشاهد بالشكل المطلوب..
وتضيف المقرن: مسلسل طاش وغيره دائماً ما يُظهرون المرأة السعودية بالمرأة المهانة الذليلة غير المثقفة وغير المتعلمة؛ وهذا كله نتاج ثقافتهم الشخصية ومجتمعهم الدوني الذين يعيشون فيه، فالمرأة السعودية أرقى وأنقى من أن تظهر بالشكل المبتذل الذي نراه..
وحول رضا المرأة السعودية بالطريقة التي تعالج بها قضاياها في مثل هذه المسلسلات قالت سمر: المرأة السعودية تعاني من “التطنيش الإعلامي” لها فلو استطاعت أن تصل لتأليف مسلسل أو أن يكون لها صلاحية مباشرة في المسلسلات لما رأينا هذا الابتذال الذي نراه، لكن لا يوجد لدينا تأهيل أكاديمي أساساً أو حتى جامعات تضخ مؤهلات للمرأة، فأصبحت المرأة لا حول لها ولا قوة إلا أن تستسلم وترى نفسها وقد شوهتها تلك الأعمال المسيئة وأصبحت مستهلكة ومادة دسمة للمؤلفين والمخرجين، فتأثير أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تناوله الإعلام الغربي بشأن المرأة السعودية قد جعل الجميع يتحدث عن المرأة السعودية فقط للإثارة..
وتؤكد المقرن: أنا لست ضد ما يعرضه مسلسل طاش أو غيره من محاولة معالجة لقضايا المرأة لكن لست مع من يظهرها مهانة وذليلة وحقوقها مهضومة وهمها الأول والأخير هو الرجل وتصب جام تفكيرها في الرجل وأنها صاحبة مشاكل أسرية..
فكان الأحرى بهم أن يبرزوا طموح المرأة وأهدافها وتحملها التعب والشقاء في سبيل الصرف على أسرتها كأبسط مثال، لا أن نرى المرأة السعودية ولا هم لها إلا قيادة السيارة والسيطرة على الرجل.
استخفاف ومهاترات خاصة
من جهتها قالت الموجهة بإدارة الإشراف التربوي بجدة الدكتورة نبيهة كابلي: أصبحنا نرى المسلسل طاش ما طاش يُركّز تماماً على المرأة السعودية، ويحوّلها إلى قضية رأي عام، بل وأصبح يستخفّ تماما بعقل المشاهد -المحلي-، وأصبح طاش الذي كنا نعلّق عليه بعض آمالنا لنقد هادف وبنّاء، يحتاج أن يُنصِت بعقلانيّة إلى من ينتقده نقداً هادفاً وبنّاءً، وأن يُراجِع حساباته جيّدا، وأن يحسن اختيار المواضيع ويضع “مهاتراته الخاصّة” جنباً كي لا نقول عنه (طاش)..!
وتضيف كابلي: المرأة السعودية لم تكن يوماً من الأيام مهتمة فقط بالفضائيات وقيادة السيارة ومحاربة الرجل، كما نرى في طاش وغير طاش، المرأة لها متطلباتها ولها قضاياها التي يجب أن تعالج وتطرح للرأي العام كمشكلة نقل المعلمات والقبول في الجامعات والتخصصات وتحسين وضعها المادي والوقوف بجانبها في حل قضاياها الشرعية لأنها امرأة والمرأة ضعيفة تحتاج للدعم والمساندة.. واختتمت كابلي حديثها: أتمنى أن نرى الدراما السعودية بشقيها الكوميدي والتراجيدي وقد عالجت مشكلات المرأة السعودية بالشكل الجيد وبالواقع، وأن تبتعد عن تجريحها وإبرازها بشكل غير لائق لم نره في مجتمعنا المحافظ، لأن المرأة السعودية تظل مضرب المثل في الخلق والدين.
المرأة مادة دسمة
من جانبها قالت الأستاذة نجاة عقاب مديرة مكتب الإشراف التربوي بشمال جدة: للأسف ما نراه من إظهار المرأة بأنها امرأة غبية لم تنل من الثقافة والتعليم أمر يحز في النفس، فهذه المسلسلات أظهرت المرأة بصورة هامشية وسطحية، فهم بالتأكيد يعرفون تماماً الوجه الحقيقي للمرأة السعودية لكنهم دائماً ما يسعون للإثارة فقط وشد انتباه المشاهدين بإبراز المرأة بالشكل السيئ الذي رأيناه..
وأضافت عقاب: أنا لا أعلم ما هي الأسباب وراء ذلك ولكن أرى أن السبب الرئيسي هو ما وجدوه في المرأة من مادة دسمة تغنيهم من جوع، أو ربما هم يفكرون دائماً حسب رؤيتهم ومجتمعهم المحيط بهم أن المرأة السعودية هي بالفعل مضطهده ومظلومة ولا تبحث إلا عن الموضة وقيادة السيارة، ولكنهم يجهلون تماماً ما وصلت إليه من علم وفكر لأن المرأة السعودية لها دور بارز ومتميز بدليل أن ما وصل إليه المجتمع لم يصل إليه بالرجل فقط وإنما بمشاركة المرأة السعودية في جميع المجالات.. وأشارت عقاب إلى بعض أسماء السيدات السعوديات اللاتي برزن في مجال الاختراعات والتربية معللة ذلك بأن المرأة السعودية أكبر وأبعد بكثير من بعض الأمور التي ترسمها الدراما بأن المرأة السعودية تفكر داخل نطاق ضيّق..
وتتابع: يفترض أن تقوم تلك المسلسلات بمعالجة القضايا التي تضعف المرأة وليست لإضعافها، لأن ما نراه هو إضعاف قوي للمرأة، وأنا أطالب إن لم تستطع تلك المسلسلات أن تبرز نقاط الضعف في موضوع النظرة الدونية للمرأة فأتمنى وأرجو أن يتم إبراز ما وصلت إليه المرأة من نجاحات.. لذا أتمنى أن يكون مسلسل طاش ما طاش لسانًا صادقًا وواقعيًا ومثقفًا وحصيفاً.. وختمت عقاب متسائلة: لماذا طاش وغيره يصورون وينقلون الصور القاتمة في مجتمعنا السعودي؟ ولنفترض إن كان فيها حقيقية أو جزء من الحقيقة فلماذا لا تبرز الصور الجميلة لمجتمعنا لأننا مجتمع رائع ومجتمع محسود ودائماً ما نردد (ارفع رأسك أنت سعودي) وبالفعل يجب أن نرفع ونرتقي بأفكارنا حتى نسير دائماً برؤوسنا مرفوعة كما تعودنا.
توقّف مطلوب
الطالبة العنود محمد من كلية الطب تقول: طاش ما طاش كان في فترة من الزمن يعرض ويناقش مشاكل هادفة قد تقاعست بعض الجهات أو فئات ملزمة عن تأديتها، أما الآن فعليه الكثير من الملاحظات التي تشكل سبباً رئيسياً في فشله لاستهدافه لفئة معينة والتركيز على قضايا أرى بأنها ليست الهم الأول للمرأة السعودية المحترمة وأنا لست أعيب عليهم نقدهم لأن الكل لديهم عيوب ولكن تكرار معالجة قضايا المرأة السعودية وجعلها تفكر دائماً بقيادة السيارة والتبرج هذا أمر مرفوض تماماً وليس في مجتمعنا، بالرغم من وجود الكثير من الشرائح التي من المفترض أن ينتقدها ومن وجهة نظري أن يتوقف طاش ما طاش ولتكن هذه السنة هي الأخيرة لهم حتى يحافظوا على ماء الوجه.
فخ التكرار
نوره عبدالله من قسم الاقتصاد المنزلي تقول: طاش ما طاش من أنجح ما قدم على الشاشة السعودية وحاز على أكبر عدد من المشاهدين في الوطن العربي والدليل على نجاح هذا العمل هو استمراره قرابة الـ15 سنه متواصلة دون انقطاع فهو مسلسل ناقش كافة القضايا الاجتماعية في قالب كوميدي رائع وكان الفضل في هذا كله يعود للنجمين ناصر وعبد الله وكافة نجوم العمل وبرأيي أن هذا الاتهام له مسببات أن المخرج استمر لفترة طويلة وقد استنفذ كل جديد ومبتكر لديه في طاش ما طاش وهو ما أوقعه في فخ التكرار لذا أقول لعبد الخالق الذي قدم جهوداً كبيرة ونجاحات رائعة ولا يمكن لأحد أن ينكرها وله حقوق لا يمكن أن نهضمها أنه حان الآن موعد الرحيل وترك المجال للغير.
جانبهم الصواب
ريهام متخرجة حديثاً من قسم اللغة العربية تقول: أرى أن ثنائي طاش ما طاش قد وضعا المرأة السعودية نصب أعينهم واتخذا قرار معالجة قضاياها بإبرازها بصورة بعيدة كل البعد عن صورة المرأة السعودية المثقفة والمتعلمة والمربية الفاضلة التي يضرب بها المثل في الخلق والدين، في حين أن النقد لا يمكن أن يكون انتقائيا للدرجة التي ظهرت فيها الحلقات التي تعاطت مع قضايا المرأة السعودية بشكل خيالي لا نراه إطلاقاً في المجتمع السعودي. فهناك سياق أعم لو لعب على مفارقاته لكان أفضل كوميديا، وأعم فائدة، وأقدر على حصد احترام المشاهد قبل ضحكاته، ولا سيما أن تجنب ذلك قاد إلى خروج جهات معينة من دائرة النقد وبالتالي لم تدركها المعالجات الكوميدية.
صحيفة المدينة
فهد زيدان - جدة
ظل مسلسل “طاش ما طاش” يثير الجدل كل عام، وتنقسم الآراء حوله بين مؤيد ومنتقد، وجه الانتقاد عادة ما يتركز حول التكرار والاستنساخ الممل، وعدم تقديم جديد يثري الساحة سيما وأن كثيرًا من (المنافسين) دخلوها، وكذلك يجد طاش النقد من خلال زاوية معالجته للقضايا التي يتناولها والتي عادة ما (تستفز) الطرف المعني بها، ومن ذلك موضوع (المرأة السعودية) حيث ظل المسلسل في مجمل حلقاته يبرزها سطحية مفتقرة للثقافة جانحة نحو القشور، ذليلة خاضعة في مملكة الرجل وغيرها من مظاهر السلب التي يعلّقها المسلسل في عنق المرأة..
غير أن المسلسل وإن وفق في طرح بعض الحلقات فإنه فشل في كثير من المعالجات الفنية للقضايا التي تناولها، وكان واضحا عدم قدرة طاقم المسلسل على تقديم معالجات كوميدية درامية بحجم القضايا التي تناولها، وهذا نتاج العزوف إلى الاستسهال في تقديم المفارقات التي بنيت عليها الحلقات.
(المدينة) استطلعت عددًا من المثقفات والأكاديميات حول صورة المرأة في (مرآة طاش)، وإلى أي مدى قربوا منها أو بعدوا، وهل تبدو المرأة السعودية كما هي عليه في (طاش).. السطور أدناه في بعض الرؤية، لكن كمالها في آرائكم جميعًا...
تسطيح وإسفاف
وحول هذا الموضوع قالت الدكتورة أميرة كشغري: بصورة عامة أرى أن معالجة قضايا المرأة السعودية ومشاكلها على الدراما السعودية يعد أمراً جيداً؛ لأن دور الإعلام مهم للغاية في التوعوية وإبراز الأمور بشكل علني وواضح وهذه إحدى الجوانب الإيجابية في مثل هذه المسلسلات..
وتتابع كشغري: لكن إبراز المرأة السعودية بصورة غير واقعية أمر لا يتقبله أحد، ولا يتفق عليه؛ لأن الواقعية تختلف من شخص إلى آخر، فقد تكون هذه المواضيع تمس فئة قليلة أو فئة محدودة لكنها تبرز بشكل كبير..
وتضيف: أنا لم أشاهد أي دراما تبرز المرأة السعودية بشكل تجني، وهذا لا يمنع أن يكون هناك بعض المبالغات الكبيرة في تناول بعض الأمور خصوصاً لو تحدثنا عن طاش ما طاش بالذات.. ومن وجهة نظري الخاصة أنه لا يوجد هناك إسفاف، ولكن تظل المسلسلات الكوميدية فيها الكثير من المبالغات..
وتختم حديثها بقولها: أعيد وأكرر أن الأمور التي تعالج الآن هي أمور واقعية لا أحد يستطيع أن يجهلها، ولكنها ليست أمورا أساسية تضخم بهذا الشكل، وأرى أنها مواضيع تثار من أجل الإثارة وشد انتباه المشاهدين، حتى أصبح فيها نوع من الإسفاف.. وكم كنت أتمنى أن تعالج قضايا المرأة السعودية التي لا عائل أو معيل لها، وتلك التي ليس لديها مصدر دخل والتي حرمت من حضانة أطفالها والنساء المطلقات والتي حكم لها بالنفقة ولم تصلها النفقة وغيرها من الأمور التي يجب أن تتناولها تلك المسلسلات، فهي أهم بشكل كبير من القضايا الثانوية التي نشاهدها، فالكثير من قضايا المرأة السعودية تحتاج لعمق ووعي أكثر مما نراه، فيجب أن نتناول مشاكل المرأة السعودية بفكر عالٍ بعيداً عن المبالغة وقريباً من ملامسة واقعها.
(تطنيش) إعلامي
الكاتبة والإعلامية سمر المقرن قالت: المسلسلات الآن -للأسف - أصبحت تشوه صورة المرأة السعودية بشكل غريب؛ حتى الإعلانات التجارية شوهت صورتها، فنحن في مجتمع ذكوري نظرته للمرأة السعودية نظرة دونية، والأعمال الدرامية والمسلسلات التي نراها الآن تبرز المرأة السعودية بالشكل غير اللائق إطلاقاً، فالذي نراه ما هو إلا نتاج عقلية ذكورية سطحية، فلو نظرنا للمسلسلات العربية الأخرى التي تقوم بكتابتها المرأة فإننا سنلاحظ أن المرأة تعالج قضاياها بمنظور هادف، يحفظ للمرأة حقوقها الأخلاقية والأدبية والاجتماعية وتصل للمشاهد بالشكل المطلوب..
وتضيف المقرن: مسلسل طاش وغيره دائماً ما يُظهرون المرأة السعودية بالمرأة المهانة الذليلة غير المثقفة وغير المتعلمة؛ وهذا كله نتاج ثقافتهم الشخصية ومجتمعهم الدوني الذين يعيشون فيه، فالمرأة السعودية أرقى وأنقى من أن تظهر بالشكل المبتذل الذي نراه..
وحول رضا المرأة السعودية بالطريقة التي تعالج بها قضاياها في مثل هذه المسلسلات قالت سمر: المرأة السعودية تعاني من “التطنيش الإعلامي” لها فلو استطاعت أن تصل لتأليف مسلسل أو أن يكون لها صلاحية مباشرة في المسلسلات لما رأينا هذا الابتذال الذي نراه، لكن لا يوجد لدينا تأهيل أكاديمي أساساً أو حتى جامعات تضخ مؤهلات للمرأة، فأصبحت المرأة لا حول لها ولا قوة إلا أن تستسلم وترى نفسها وقد شوهتها تلك الأعمال المسيئة وأصبحت مستهلكة ومادة دسمة للمؤلفين والمخرجين، فتأثير أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تناوله الإعلام الغربي بشأن المرأة السعودية قد جعل الجميع يتحدث عن المرأة السعودية فقط للإثارة..
وتؤكد المقرن: أنا لست ضد ما يعرضه مسلسل طاش أو غيره من محاولة معالجة لقضايا المرأة لكن لست مع من يظهرها مهانة وذليلة وحقوقها مهضومة وهمها الأول والأخير هو الرجل وتصب جام تفكيرها في الرجل وأنها صاحبة مشاكل أسرية..
فكان الأحرى بهم أن يبرزوا طموح المرأة وأهدافها وتحملها التعب والشقاء في سبيل الصرف على أسرتها كأبسط مثال، لا أن نرى المرأة السعودية ولا هم لها إلا قيادة السيارة والسيطرة على الرجل.
استخفاف ومهاترات خاصة
من جهتها قالت الموجهة بإدارة الإشراف التربوي بجدة الدكتورة نبيهة كابلي: أصبحنا نرى المسلسل طاش ما طاش يُركّز تماماً على المرأة السعودية، ويحوّلها إلى قضية رأي عام، بل وأصبح يستخفّ تماما بعقل المشاهد -المحلي-، وأصبح طاش الذي كنا نعلّق عليه بعض آمالنا لنقد هادف وبنّاء، يحتاج أن يُنصِت بعقلانيّة إلى من ينتقده نقداً هادفاً وبنّاءً، وأن يُراجِع حساباته جيّدا، وأن يحسن اختيار المواضيع ويضع “مهاتراته الخاصّة” جنباً كي لا نقول عنه (طاش)..!
وتضيف كابلي: المرأة السعودية لم تكن يوماً من الأيام مهتمة فقط بالفضائيات وقيادة السيارة ومحاربة الرجل، كما نرى في طاش وغير طاش، المرأة لها متطلباتها ولها قضاياها التي يجب أن تعالج وتطرح للرأي العام كمشكلة نقل المعلمات والقبول في الجامعات والتخصصات وتحسين وضعها المادي والوقوف بجانبها في حل قضاياها الشرعية لأنها امرأة والمرأة ضعيفة تحتاج للدعم والمساندة.. واختتمت كابلي حديثها: أتمنى أن نرى الدراما السعودية بشقيها الكوميدي والتراجيدي وقد عالجت مشكلات المرأة السعودية بالشكل الجيد وبالواقع، وأن تبتعد عن تجريحها وإبرازها بشكل غير لائق لم نره في مجتمعنا المحافظ، لأن المرأة السعودية تظل مضرب المثل في الخلق والدين.
المرأة مادة دسمة
من جانبها قالت الأستاذة نجاة عقاب مديرة مكتب الإشراف التربوي بشمال جدة: للأسف ما نراه من إظهار المرأة بأنها امرأة غبية لم تنل من الثقافة والتعليم أمر يحز في النفس، فهذه المسلسلات أظهرت المرأة بصورة هامشية وسطحية، فهم بالتأكيد يعرفون تماماً الوجه الحقيقي للمرأة السعودية لكنهم دائماً ما يسعون للإثارة فقط وشد انتباه المشاهدين بإبراز المرأة بالشكل السيئ الذي رأيناه..
وأضافت عقاب: أنا لا أعلم ما هي الأسباب وراء ذلك ولكن أرى أن السبب الرئيسي هو ما وجدوه في المرأة من مادة دسمة تغنيهم من جوع، أو ربما هم يفكرون دائماً حسب رؤيتهم ومجتمعهم المحيط بهم أن المرأة السعودية هي بالفعل مضطهده ومظلومة ولا تبحث إلا عن الموضة وقيادة السيارة، ولكنهم يجهلون تماماً ما وصلت إليه من علم وفكر لأن المرأة السعودية لها دور بارز ومتميز بدليل أن ما وصل إليه المجتمع لم يصل إليه بالرجل فقط وإنما بمشاركة المرأة السعودية في جميع المجالات.. وأشارت عقاب إلى بعض أسماء السيدات السعوديات اللاتي برزن في مجال الاختراعات والتربية معللة ذلك بأن المرأة السعودية أكبر وأبعد بكثير من بعض الأمور التي ترسمها الدراما بأن المرأة السعودية تفكر داخل نطاق ضيّق..
وتتابع: يفترض أن تقوم تلك المسلسلات بمعالجة القضايا التي تضعف المرأة وليست لإضعافها، لأن ما نراه هو إضعاف قوي للمرأة، وأنا أطالب إن لم تستطع تلك المسلسلات أن تبرز نقاط الضعف في موضوع النظرة الدونية للمرأة فأتمنى وأرجو أن يتم إبراز ما وصلت إليه المرأة من نجاحات.. لذا أتمنى أن يكون مسلسل طاش ما طاش لسانًا صادقًا وواقعيًا ومثقفًا وحصيفاً.. وختمت عقاب متسائلة: لماذا طاش وغيره يصورون وينقلون الصور القاتمة في مجتمعنا السعودي؟ ولنفترض إن كان فيها حقيقية أو جزء من الحقيقة فلماذا لا تبرز الصور الجميلة لمجتمعنا لأننا مجتمع رائع ومجتمع محسود ودائماً ما نردد (ارفع رأسك أنت سعودي) وبالفعل يجب أن نرفع ونرتقي بأفكارنا حتى نسير دائماً برؤوسنا مرفوعة كما تعودنا.
توقّف مطلوب
الطالبة العنود محمد من كلية الطب تقول: طاش ما طاش كان في فترة من الزمن يعرض ويناقش مشاكل هادفة قد تقاعست بعض الجهات أو فئات ملزمة عن تأديتها، أما الآن فعليه الكثير من الملاحظات التي تشكل سبباً رئيسياً في فشله لاستهدافه لفئة معينة والتركيز على قضايا أرى بأنها ليست الهم الأول للمرأة السعودية المحترمة وأنا لست أعيب عليهم نقدهم لأن الكل لديهم عيوب ولكن تكرار معالجة قضايا المرأة السعودية وجعلها تفكر دائماً بقيادة السيارة والتبرج هذا أمر مرفوض تماماً وليس في مجتمعنا، بالرغم من وجود الكثير من الشرائح التي من المفترض أن ينتقدها ومن وجهة نظري أن يتوقف طاش ما طاش ولتكن هذه السنة هي الأخيرة لهم حتى يحافظوا على ماء الوجه.
فخ التكرار
نوره عبدالله من قسم الاقتصاد المنزلي تقول: طاش ما طاش من أنجح ما قدم على الشاشة السعودية وحاز على أكبر عدد من المشاهدين في الوطن العربي والدليل على نجاح هذا العمل هو استمراره قرابة الـ15 سنه متواصلة دون انقطاع فهو مسلسل ناقش كافة القضايا الاجتماعية في قالب كوميدي رائع وكان الفضل في هذا كله يعود للنجمين ناصر وعبد الله وكافة نجوم العمل وبرأيي أن هذا الاتهام له مسببات أن المخرج استمر لفترة طويلة وقد استنفذ كل جديد ومبتكر لديه في طاش ما طاش وهو ما أوقعه في فخ التكرار لذا أقول لعبد الخالق الذي قدم جهوداً كبيرة ونجاحات رائعة ولا يمكن لأحد أن ينكرها وله حقوق لا يمكن أن نهضمها أنه حان الآن موعد الرحيل وترك المجال للغير.
جانبهم الصواب
ريهام متخرجة حديثاً من قسم اللغة العربية تقول: أرى أن ثنائي طاش ما طاش قد وضعا المرأة السعودية نصب أعينهم واتخذا قرار معالجة قضاياها بإبرازها بصورة بعيدة كل البعد عن صورة المرأة السعودية المثقفة والمتعلمة والمربية الفاضلة التي يضرب بها المثل في الخلق والدين، في حين أن النقد لا يمكن أن يكون انتقائيا للدرجة التي ظهرت فيها الحلقات التي تعاطت مع قضايا المرأة السعودية بشكل خيالي لا نراه إطلاقاً في المجتمع السعودي. فهناك سياق أعم لو لعب على مفارقاته لكان أفضل كوميديا، وأعم فائدة، وأقدر على حصد احترام المشاهد قبل ضحكاته، ولا سيما أن تجنب ذلك قاد إلى خروج جهات معينة من دائرة النقد وبالتالي لم تدركها المعالجات الكوميدية.
صحيفة المدينة