binhlailبن هليــل
30-09-2007, 01:51 AM
الطائف..
اليوم.. نحن في ديار طويرق، تلك الأودية الكثيرة، والقرى التي تتناثر على جنباتها الى الشمال الغربي من مدينة الطائف..
قرى سكنية كثيرة.. وأودية زراعية غنية تبدأ من الطرف الشمالي الغربي للطائف إلى حِمىَ النمور غربا وبلاد هذيل والثبتة شمالاً وشرقاً.
إن قبيلة طويرق؛ هي احدى قبائل ثقيف التي تحيط بالطائف من جهاته الجنوبية، والغربية، والشمالية. وما يصل الى الاسواق من منتجاتها الزراعية من فواكه وخضار وأعسال معروف على مستوى السوق المحلية..
الطرق.. عصب الحياة
* بدأت رحلتي الى هذه الديار صباحاً، وكان معي العم حمود بن مستور الطويرقي من أعيان قبيلة طويرق، اتجهنا غرباً عبر طريق الطائف الهدا؛ وبعد قرابة (15 كيلاً)، انحرفنا مع مفرق مزفت نحو الشمال، حيث تركنا خلفنا وادي مسرة ثم جباجب ثم وادي المحرم الشهير الذي بدا مسجد ميقاته على تبة قبالة واديه.
ومن قمة تشرف على الدار البيضاء ووادي جباجب؛ انحدرنا شمالاً عبر طريق مزفتة ضيقة، حتى دخلنا في وادي ملح من أعلى بلاد طويرق. وهنا ينتهي الطريق المعبد لنسير في مسيل سيل وادي قرن من أعلاه. وفي هذه الأثناء ينبري العم حمود ليقول لي كلاماً جيداً مفاده ان الطرق هي عصب الحياة.. وهذا قول حق.. وكأنه أراد أن يقول؛ بأن القرى التي سوف نراها وقد خلت من سكانها الا القليل، إنما يعود ذلك الى وعورة الطرق، وخاصة اذا سال وادي قرن، فجرف معه الصخور، وخندق الطريق الرملي.. ماذا يفعل الناس..
ملاحظة لوزارة المواصلات
* هذه الوضعية التي شاهدتها هنا، ورأيتها في اودية وديار كثيرة حول الطائف؛ تجعلني أسجل ملاحظة اتوجه بها إلى وزارة المواصلات على وجه خاص، فعلى الرغم من جهودها الكبيرة في السابق، ومشاريعها التي أرست اهم بنية تحتية في البلاد؛ الا انها اكتفت في الطائف بما تم من طرق منذ سنوات طويلة وأعني الطرق الطويلة، فلم تلتفت بعد ذلك الى وصلات مهمة تساعد على تطوير القرى والاودية وتنميتها واستقرار الناس بها. ومنها بلاد طويرق التي لفها النسيان وانزوت ولولا مبادرة من الدكتور عمر بن عوض المشعبي الذي فتح الطريق الى الدار في وادي قرن لما استطعنا نحن الوقوف على هذا المكان. وكان إبان رئاسته لبلدية الطائف حفظه الله قد مد طريق الهدا ماراً بحمى النمور حتى بلاد هذيل، وفعل كثيراً في هذا الجانب في جنوبي الطائف وشمالها وهي مشاريع تشهد له بالتفوق رغم قصر رئاسته للبلدية.
شاعر ينضم إلينا
* توقفنا في قرية الدار وتوجهت لالتقاط بعض الصور لمبان حجرية قديمة وحصون شدتني، لأنها من شواهد ماض زراعي وسكني لا يستهان به في هذه الديار.. وفي هذه الأثناء؛ برز لنا من جهة مستوصف صحي غير بعيد، شيخ من أهل هذه الدار هو عواض بن سعيد بن مرزوق الطويرقي، شاعر مشهور من أهل هذه الجهات معروف لدى اهل المراد والملاعب بأبي شقط. ثم انضم لنا فيما بعد الاستاذ حامد بن مستور الطويرقي من معلمي المدارس هنا. ثم رحت بمساعدة هذين الاخوين والعم حمود، في تفقد الأودية والجبال والقرى وتسجيل المعلومات التي تفيدني في هذه الرحلة.
قرى عامرة.. وأخرى دامرة..
* إن من اهم مشاهداتي التي رأيت نقلها هنا، وجود قرى تاريخية، قديمة كثيرة، فلا تكاد تجد مساكن حديثة الا وهي تتكئ على عمران حجري قديم يتوسطه حصن حجري قائم أو متهدم جزئياً.
* هذه ملاحظة ليست خاصة ببلاد طويرق ولكني وجدت انها تكثر في ديار وبلدان كثيرة حول الطائف، فرغم أن الناس أخذوا يتباعدون سكنياً، ربما لعدم حاجتهم للاقتراب من بعضهم، لوجود معطيات مدنية حديثة، اهمها الأمن وسبل الحياة الرغيدة؛ إلا ان البعض منهم يحن لقديمه المتمثل في دور قديمة من حجر أو من طين، بيوتها متجاورة، ومسالكها ضيقة وترتفع كثيراً عن الأودية والمنخفضات، بحيث تعلو قمة أو تبة صلدة، ويتوسطها حصن هو بمثابة رمز للقوة والمنعة والحماية، ويعلن للآخر، بأن سكان هذه القرية متحصنون ومستعدون لأعدائهم بالعدة والعتاد والزاد..
* هذا الحنين يجعل، هذا البعض يبتني داراً غير بعيدة عن دار آبائه وأجداده، ويدفعه حنينه الى المحافظة على الدار القديمة والحصن والبئر والمسجد والمصلى والجرين وغيرها. ويقف بين وقت وآخر على هذه الاطلال الذي ربما كان هو جزءاً من تاريخها القديم.
أشهر قراهم..
* إن وادي قرن الذي نقف عليه اليوم، هو العمود الفقري الصلب الذي يمتد من الغديرين غرباً حتى السيل الكبير، وتقوم عليه قرى ومساكن النمور في وادي محرم ثم طويرق الى السيل. وعليه وعلى روافده الشرقية والغربية؛ قرى ومساكن كثيرة من أشهرها على سبيل المثال: مَلَح والملتوي، والدار، والحرقة العليا. والحرقة السفلى، ومحشكة، ومملكة، وصر، والمبيرز، والخليصة، ومراع، وغيرها.
* وجل هذه القرى، تقوم على أطراف أودية على اسمها تشكل روافد لوادي قرن. فهذا وادي مَلَح وعليه قرية ملح. وهذا وادي محشكة وعليه قرية باسمه.
والمبيرز ومملكة وغيرها.
* ويضاف الى ذلك وادي الضبط ثم وادي َسيَرا، ووادي شبرقة ووادي أم لحيين.
... وجبالها..
* على أن زائر بلاد طويرق؛ لابد وأن يستفسر عن أسماء جبال بارزة هي من أكبر الجبال هنا. والشاعر عواض الذي يحمل في جوفه قاموساً جغرافياً عن دياره لا يتأخر في ذكر اسم ما نسأل عنه.. فهذا جبل الخضراء في أعلى طويرق. وهذا جبل المدهون الذي أخذ اسمه من شجيرة بهذا الاسم تنبت عليه بكثرة وتفرز عند قصفها مادة حليبية بيضاء؛ وهو يشرف على وادي مزن من غربيه.
وهذا جبل منيفة من أسفل وادي ملح. وهذا جبل غلغولة في أعلاه بقايا قرية قديمة.
ومن شرقي بلاد طويرق مما يلي ديار الحمدة، نشاهد جبل سويقة وجبل (أبونقطة). وكذلك جبل حدب العفوة والجبل الأحمر (أبو دهن).
يهجرون قراهم.. لماذا..؟
* الهجرة من القرى والهجر والأرياف إلى المدن؛ ظاهرة تهدد المدن بالازدحام وتهدد حياة القرية بالفناء..
* يوجد أسباب كثيرة، وقد تكلمت على هذا في اكثر من مناسبة ومن أهمها تركيز الخدمات التنموية في المدن، من مدارس وجامعات وصحة وفرص وظيفية وغيرها. وبالمقابل اهمال القرى الى حد ما.
* الأهم من هذا في جملة أسباب الهجرة، أن مياه الآبار لم تعد صالحة للشرب، ومياه الزراعة شحيحة وبعض الطرق وعرة. وكثير من الناس صوب نحو المدن للبحث عن فرص وظيفية أو تعليمية لأبنائه وبناته.
* والمشاهد في هذه الرحلة الى بلاد طويرق، ان كثيراً من المساكن في هذه القرى على حداثتها وكلفتها العالية لا يسكنها احد. وربما يتخذها اصحابها للاستجمام ولتجديد عهدهم بحياة القرية لا غير.
والزراعة مهددة. وهناك أسباب ظاهرة تكمن في وعورة الطرق الى قرى بلاد طويرق والى عدم وجود خدمات بلدية بالمرة، فالزبائل تهدد الحياة الفطرية في الأودية وتنذر بأمراض خطيرة على السكان الذين بقوا هنا. والكهرباء لم تعم كافة القرى. والهاتف لا يعمل والماء.. أعني ماء الشرب؛ مطلوب بقوة لهذه القرى.
الاحتجاج شعراً على الهجرة
* ثم إن ظاهرة الهجرة من الأرياف الى المدن؛ لا تلقى القبول من السكان أنفسهم، ولكن ظروفهم تضطرهم لذلك. ومنهم من يرى مأخذاً في هذا السلوك. مثل الشاعر الطويرقي عواض أبو شقط الذي ظل يتشبث بقريته وسكنه ومزرعته، ويدعو على المهاجرين من قريته ب (مشكلة)..! ويتساءل لماذا هجروا منازل آبائهم وأجدادهم.. ويقول في شعره انهم ربما كانوا مغرمين بالتميس والمعصوب والبسكويت واللبان..! وإلا لماذا فعلوا ذلك..؟
يقول في هذه الأبيات:
عسى من شد من داره يجيله مشكلة ويتوب
وش اللي شدده من منزل ابوانه وجدانه
مطاوع راعي الشور الردي في طرقته مغصوب
على شان العميل اللي يقولونه على شانه
ترك منزاله اللي حر لا طالب ولا مطلوب
وراح ف شقة الشيطان ما يبدي لضيفانه
يبي حبة تميسه فالضحى والا صحن معصوب
وبعد العصر حطوا فالصحن بسكوت ولبانه
بنيت البيت يالماخوذ بيتك له سنع ودروب
وبعد أيام وشبك قمت تقفل كل بيبانه
ترك قدر الذبيحة والصحن في حلته مقلوب
وقابل قدره اللي ما يعشى ورع جيرانه
نصحنا الناس ميرالوقت الاقشر يابس العرقوب
لعب في حسبة الجمهور واعماهم بدخانه
ترى من شد من داره سواة الملح يوم يذوب
رجال قانعه باشوارها ورجال خسرانه
الا واشيب بعض الناس كنه بالعصا مضروب
ليا منك زهمته قال روح الكبد مليانه
ابن الوز..؟
* والشاعر طويرق عواض أبو شقط؛ ابنان هما فهد، الأستاذ بثانوية الفيصل بالطائف، وثامر، الطالب بجامعة الملك فهد بالظهران.
* وفهد (المعلم)، شاعر هو الآخر وقد اطلعت على شعر له يتفق وما ينهجه والده في هذا المضمار.
منقول
اليوم.. نحن في ديار طويرق، تلك الأودية الكثيرة، والقرى التي تتناثر على جنباتها الى الشمال الغربي من مدينة الطائف..
قرى سكنية كثيرة.. وأودية زراعية غنية تبدأ من الطرف الشمالي الغربي للطائف إلى حِمىَ النمور غربا وبلاد هذيل والثبتة شمالاً وشرقاً.
إن قبيلة طويرق؛ هي احدى قبائل ثقيف التي تحيط بالطائف من جهاته الجنوبية، والغربية، والشمالية. وما يصل الى الاسواق من منتجاتها الزراعية من فواكه وخضار وأعسال معروف على مستوى السوق المحلية..
الطرق.. عصب الحياة
* بدأت رحلتي الى هذه الديار صباحاً، وكان معي العم حمود بن مستور الطويرقي من أعيان قبيلة طويرق، اتجهنا غرباً عبر طريق الطائف الهدا؛ وبعد قرابة (15 كيلاً)، انحرفنا مع مفرق مزفت نحو الشمال، حيث تركنا خلفنا وادي مسرة ثم جباجب ثم وادي المحرم الشهير الذي بدا مسجد ميقاته على تبة قبالة واديه.
ومن قمة تشرف على الدار البيضاء ووادي جباجب؛ انحدرنا شمالاً عبر طريق مزفتة ضيقة، حتى دخلنا في وادي ملح من أعلى بلاد طويرق. وهنا ينتهي الطريق المعبد لنسير في مسيل سيل وادي قرن من أعلاه. وفي هذه الأثناء ينبري العم حمود ليقول لي كلاماً جيداً مفاده ان الطرق هي عصب الحياة.. وهذا قول حق.. وكأنه أراد أن يقول؛ بأن القرى التي سوف نراها وقد خلت من سكانها الا القليل، إنما يعود ذلك الى وعورة الطرق، وخاصة اذا سال وادي قرن، فجرف معه الصخور، وخندق الطريق الرملي.. ماذا يفعل الناس..
ملاحظة لوزارة المواصلات
* هذه الوضعية التي شاهدتها هنا، ورأيتها في اودية وديار كثيرة حول الطائف؛ تجعلني أسجل ملاحظة اتوجه بها إلى وزارة المواصلات على وجه خاص، فعلى الرغم من جهودها الكبيرة في السابق، ومشاريعها التي أرست اهم بنية تحتية في البلاد؛ الا انها اكتفت في الطائف بما تم من طرق منذ سنوات طويلة وأعني الطرق الطويلة، فلم تلتفت بعد ذلك الى وصلات مهمة تساعد على تطوير القرى والاودية وتنميتها واستقرار الناس بها. ومنها بلاد طويرق التي لفها النسيان وانزوت ولولا مبادرة من الدكتور عمر بن عوض المشعبي الذي فتح الطريق الى الدار في وادي قرن لما استطعنا نحن الوقوف على هذا المكان. وكان إبان رئاسته لبلدية الطائف حفظه الله قد مد طريق الهدا ماراً بحمى النمور حتى بلاد هذيل، وفعل كثيراً في هذا الجانب في جنوبي الطائف وشمالها وهي مشاريع تشهد له بالتفوق رغم قصر رئاسته للبلدية.
شاعر ينضم إلينا
* توقفنا في قرية الدار وتوجهت لالتقاط بعض الصور لمبان حجرية قديمة وحصون شدتني، لأنها من شواهد ماض زراعي وسكني لا يستهان به في هذه الديار.. وفي هذه الأثناء؛ برز لنا من جهة مستوصف صحي غير بعيد، شيخ من أهل هذه الدار هو عواض بن سعيد بن مرزوق الطويرقي، شاعر مشهور من أهل هذه الجهات معروف لدى اهل المراد والملاعب بأبي شقط. ثم انضم لنا فيما بعد الاستاذ حامد بن مستور الطويرقي من معلمي المدارس هنا. ثم رحت بمساعدة هذين الاخوين والعم حمود، في تفقد الأودية والجبال والقرى وتسجيل المعلومات التي تفيدني في هذه الرحلة.
قرى عامرة.. وأخرى دامرة..
* إن من اهم مشاهداتي التي رأيت نقلها هنا، وجود قرى تاريخية، قديمة كثيرة، فلا تكاد تجد مساكن حديثة الا وهي تتكئ على عمران حجري قديم يتوسطه حصن حجري قائم أو متهدم جزئياً.
* هذه ملاحظة ليست خاصة ببلاد طويرق ولكني وجدت انها تكثر في ديار وبلدان كثيرة حول الطائف، فرغم أن الناس أخذوا يتباعدون سكنياً، ربما لعدم حاجتهم للاقتراب من بعضهم، لوجود معطيات مدنية حديثة، اهمها الأمن وسبل الحياة الرغيدة؛ إلا ان البعض منهم يحن لقديمه المتمثل في دور قديمة من حجر أو من طين، بيوتها متجاورة، ومسالكها ضيقة وترتفع كثيراً عن الأودية والمنخفضات، بحيث تعلو قمة أو تبة صلدة، ويتوسطها حصن هو بمثابة رمز للقوة والمنعة والحماية، ويعلن للآخر، بأن سكان هذه القرية متحصنون ومستعدون لأعدائهم بالعدة والعتاد والزاد..
* هذا الحنين يجعل، هذا البعض يبتني داراً غير بعيدة عن دار آبائه وأجداده، ويدفعه حنينه الى المحافظة على الدار القديمة والحصن والبئر والمسجد والمصلى والجرين وغيرها. ويقف بين وقت وآخر على هذه الاطلال الذي ربما كان هو جزءاً من تاريخها القديم.
أشهر قراهم..
* إن وادي قرن الذي نقف عليه اليوم، هو العمود الفقري الصلب الذي يمتد من الغديرين غرباً حتى السيل الكبير، وتقوم عليه قرى ومساكن النمور في وادي محرم ثم طويرق الى السيل. وعليه وعلى روافده الشرقية والغربية؛ قرى ومساكن كثيرة من أشهرها على سبيل المثال: مَلَح والملتوي، والدار، والحرقة العليا. والحرقة السفلى، ومحشكة، ومملكة، وصر، والمبيرز، والخليصة، ومراع، وغيرها.
* وجل هذه القرى، تقوم على أطراف أودية على اسمها تشكل روافد لوادي قرن. فهذا وادي مَلَح وعليه قرية ملح. وهذا وادي محشكة وعليه قرية باسمه.
والمبيرز ومملكة وغيرها.
* ويضاف الى ذلك وادي الضبط ثم وادي َسيَرا، ووادي شبرقة ووادي أم لحيين.
... وجبالها..
* على أن زائر بلاد طويرق؛ لابد وأن يستفسر عن أسماء جبال بارزة هي من أكبر الجبال هنا. والشاعر عواض الذي يحمل في جوفه قاموساً جغرافياً عن دياره لا يتأخر في ذكر اسم ما نسأل عنه.. فهذا جبل الخضراء في أعلى طويرق. وهذا جبل المدهون الذي أخذ اسمه من شجيرة بهذا الاسم تنبت عليه بكثرة وتفرز عند قصفها مادة حليبية بيضاء؛ وهو يشرف على وادي مزن من غربيه.
وهذا جبل منيفة من أسفل وادي ملح. وهذا جبل غلغولة في أعلاه بقايا قرية قديمة.
ومن شرقي بلاد طويرق مما يلي ديار الحمدة، نشاهد جبل سويقة وجبل (أبونقطة). وكذلك جبل حدب العفوة والجبل الأحمر (أبو دهن).
يهجرون قراهم.. لماذا..؟
* الهجرة من القرى والهجر والأرياف إلى المدن؛ ظاهرة تهدد المدن بالازدحام وتهدد حياة القرية بالفناء..
* يوجد أسباب كثيرة، وقد تكلمت على هذا في اكثر من مناسبة ومن أهمها تركيز الخدمات التنموية في المدن، من مدارس وجامعات وصحة وفرص وظيفية وغيرها. وبالمقابل اهمال القرى الى حد ما.
* الأهم من هذا في جملة أسباب الهجرة، أن مياه الآبار لم تعد صالحة للشرب، ومياه الزراعة شحيحة وبعض الطرق وعرة. وكثير من الناس صوب نحو المدن للبحث عن فرص وظيفية أو تعليمية لأبنائه وبناته.
* والمشاهد في هذه الرحلة الى بلاد طويرق، ان كثيراً من المساكن في هذه القرى على حداثتها وكلفتها العالية لا يسكنها احد. وربما يتخذها اصحابها للاستجمام ولتجديد عهدهم بحياة القرية لا غير.
والزراعة مهددة. وهناك أسباب ظاهرة تكمن في وعورة الطرق الى قرى بلاد طويرق والى عدم وجود خدمات بلدية بالمرة، فالزبائل تهدد الحياة الفطرية في الأودية وتنذر بأمراض خطيرة على السكان الذين بقوا هنا. والكهرباء لم تعم كافة القرى. والهاتف لا يعمل والماء.. أعني ماء الشرب؛ مطلوب بقوة لهذه القرى.
الاحتجاج شعراً على الهجرة
* ثم إن ظاهرة الهجرة من الأرياف الى المدن؛ لا تلقى القبول من السكان أنفسهم، ولكن ظروفهم تضطرهم لذلك. ومنهم من يرى مأخذاً في هذا السلوك. مثل الشاعر الطويرقي عواض أبو شقط الذي ظل يتشبث بقريته وسكنه ومزرعته، ويدعو على المهاجرين من قريته ب (مشكلة)..! ويتساءل لماذا هجروا منازل آبائهم وأجدادهم.. ويقول في شعره انهم ربما كانوا مغرمين بالتميس والمعصوب والبسكويت واللبان..! وإلا لماذا فعلوا ذلك..؟
يقول في هذه الأبيات:
عسى من شد من داره يجيله مشكلة ويتوب
وش اللي شدده من منزل ابوانه وجدانه
مطاوع راعي الشور الردي في طرقته مغصوب
على شان العميل اللي يقولونه على شانه
ترك منزاله اللي حر لا طالب ولا مطلوب
وراح ف شقة الشيطان ما يبدي لضيفانه
يبي حبة تميسه فالضحى والا صحن معصوب
وبعد العصر حطوا فالصحن بسكوت ولبانه
بنيت البيت يالماخوذ بيتك له سنع ودروب
وبعد أيام وشبك قمت تقفل كل بيبانه
ترك قدر الذبيحة والصحن في حلته مقلوب
وقابل قدره اللي ما يعشى ورع جيرانه
نصحنا الناس ميرالوقت الاقشر يابس العرقوب
لعب في حسبة الجمهور واعماهم بدخانه
ترى من شد من داره سواة الملح يوم يذوب
رجال قانعه باشوارها ورجال خسرانه
الا واشيب بعض الناس كنه بالعصا مضروب
ليا منك زهمته قال روح الكبد مليانه
ابن الوز..؟
* والشاعر طويرق عواض أبو شقط؛ ابنان هما فهد، الأستاذ بثانوية الفيصل بالطائف، وثامر، الطالب بجامعة الملك فهد بالظهران.
* وفهد (المعلم)، شاعر هو الآخر وقد اطلعت على شعر له يتفق وما ينهجه والده في هذا المضمار.
منقول