binhlailبن هليــل
26-08-2009, 03:43 PM
تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
فهذا بحث خرجت فيه ما وقفت عليه من أحاديث تبين أن دعوة الصائم مستجابة، وَقَدْ قسمتها إِلَى قسمين:
القسم الأول: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب دون تخصيص عدد الأدعية أَوْ وقتها أثناء النهار أَو الليل.
القسم الثاني: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب فِي وقت أَوْ بدعوة واحدة.
وقد سميته:
"تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب"
أسأل الله العون والتوفيق..
=== === === === === ====
القسم الأول: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب دون تخصيص عدد الأدعية أَوْ وقتها أثناء النهار أَو الليل.
روي ذلك من حديث أبي هريرة ، وأنس ، وعبدالله بن عُمَر، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن أَبِي أوفى، وعائشة رضي الله عنهم.
أولاً: حَدِيْث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-
روي عنه من أربعة طرق :
الطريق الأول: من طريق أبي مجاهد سعد الطائي عن أبي مُدِلَّة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين))
رواه الطيالسي في مسنده(رقم2584)، وابنُ المبارك فِي الزهد(1075)، والحميدي فِي مُسْنَدِهِ(1150)، وعبد بن حميد في مسنده(رقم1420)، وابن أَبِي شيب فِي المصنفِ(8902)، والإمام أحمد في المسند(2/304، 445)، وإسحاق بن راهويه فِي مُسْنَدِهِ(رقم300-303)، والترمذي في سننه(رقم3598)، وابن ماجه(رقم1752)، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ(رقم7111)، وَفِي الدعاء(رقم1315، 1322)، والحارث بن أَبِي أسامة فِي مُسْنَدِهِ(رقم1071-زوائده)، وابن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيْحِهِ(رقم1901)، وابن حبان في صحيحه(رقم3428، 7387)، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي فضيلة العادلين(رقم23)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى(3/ 345، 8/162، 10/88)، وَفِي شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم7101)، والخطيب فِي موضح أوهام الجمع والتفريق(2/327)، والمزي فِي تَهْذِيْب الكمال(34/269) وَغَيْرُهُمْ
وَرَوَاهُ عَنْ سعد الطائي: زهير بن معاوية، وسعدان الجهني، وعمرو بن قيس الملائي، وحمزة الزيات.
وبعضهم رَوَاهُ مطولاً وبعضهم رَوَاهُ مختصراً..
ومعظم الروايات فِيْهَا : ((والصائم حتى يفطر)) ، وَفِي رواية : ((والصائم لا ترد دعوته)).
ووقع فِي روايةٍ عَنْ حمزة الزيات- وَهُوَ ثِقَةٌ لَهُ أوهام- بِلَفْظِ: ((والصائم حين يفطر)).
ووقع كذلك فِي رواية عاصم بن عَلِيّ عَنْ سعدان الجهني، وعاصم بن عَلِيّ صدوق يخطئ ويصر .
ووقع كذلك فِي رواية مطبوع صَحِيْح ابن حِبَّانَ من طَرِيْقِ زهير بن معاوية عَنْ سعد الطائي وَهُو خطأ.
والمحفوظ رواية : ((والصائم حتى يفطر)) .
الحكم على هَذَا الطريق: إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ رجاله ثقات.
سعد أَبُو مجاهد الطائي : وثقه وكيع-كما في سنن ابن ماجه(رقم1752)، وشعب الإيمان (رقم7101)-، وَقَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ: لا بأس بِهِ، وَذَكَرَهُ ابن حِبَّانَ فِي الثِّقَات، وَرَوَى لَهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ.
وَأَبُو مدلة مولى عائشة رضي الله عنها: وثقه وكيع-كما في سنن ابن ماجه(رقم1752)، وشعب الإيمان (رقم7101)-، وَقَالَ ابن الْمَدِيْنِيِّ: مجهول، وَذَكَرَهُ ابن حِبَّانَ فِي الثِّقَات، ووثقه فِي صَحِيْحِهِ، وَرَوَى حديثه هَذَا فِيْهِ، وصحح لَهُ ابن خُزَيْمَةَ هَذَا الحَدِيْث.
وَالحَدِيْث حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-
وَقَالَ الدَّارّقُطِنِيُّ فِي العلل الواردة في الأحاديث النبوية(11/236) : "والحديث محفوظ"
وَقَالَ الحافظ ابن الأخضر فِي كتاب العمدة من الفوائد والآثار الصحاح والغرائب-مشيخة شهدة-(ص/139) : "حديث حسن مشهور، وسعدان بن بشر الجهني الكوفي معروف بروايته عن أبي مجاهد الطائي واسمه سعد عن أبي مدلة مولى عائشة عن أبي هُرَيْرَةَ"
الطريق الثاني: حجاج الصواف عَنْ يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر)).
رَوَاهُ العقيلي فِي الضعفاء(1/72)، والطَّبَرَانِيُّ فِي الدعاء(رقم1313)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي الشعب(7463)، والمقدسي فِي الترغيب فِي الدعاء(120)
وَقَد اختلف فِيْهِ على يحيى بن أَبِي كَثِيْرٍ :
فَقَدْ رَوَاهُ حجاج الصواف فِي رواية عَنْهُ كَمَا عند من ذكرتهم سابقاً عَنْ أَبِي جعفر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ باللفظ السابق..
وَرَوَاهُ هشام الدستوائي[عند أَحْمَدَ(2/258، 434/ 523)، وابن أَبِي شَيْبَةَ(29830)، والمروزي فِي البر والصلة(46)، وَأَبِي دَاوُدَ(1536)، وَالبُخَارِيِّ فِي الأدب المفرد(32)، والتِّرْمِذِيِّ(1905)، وابن حِبَّانَ(رقم2699)]، والأوزاعي[عند الطَّبَرَانِيِّ فِي الدعاء(1324)، وابن عساكر فِي تاريخ دمشق(29/177)]، وأبان بن يزيد[عند أَحْمَدَ(2/348)، والطَّبَرَانِيِّ فِي الدعاء(1323)، والقضاعي فِي مُسْنَدِ الشهاب(316)]، وشيبان النحوي[عند البُخَارِيِّ فِي الأدب المفرد(481)، والمروزي فِي البر والصلة(55)، والطبرانيِّ فِي الدعاء(رقم1325)، وَالبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ(رقم1394)]، وحجاج الصواف فِي لفظٍ عَنْهُ[عند أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ(2/517)، وعبد بن حميد(1421) التِّرْمِذِيِّ(3448)، وَالبَيْهَقِيِّ فِي الشعب(7462، 7895)] عَنْ يحيى ابن أَبِي كَثِيْرٍ عَنْ أَبِي جعفر المؤذن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ مرفوعاً : ((ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)) وَفِي لفظ لهشام[عند أَحْمَدَ(2/478)، والطَّبَرَانِيِّ فِي الدعاء(1314)]: ((ودعوة الوالد)) .
وَرَوَاهُ الخليل بن مرة-وَهُوَ ضَعِيْفٌ-[عند الطَّبَرَانِيِّ فِي الدعاء(1326)، وهشام الدستوائي فِي رواية عَنْهُ[عند الطَّيَالِسِيِّ(2517)، وابن مَاجَهْ(3862) من طَرِيْقِ ابن أَبِي شيبة عَنْ عبدالله بن بَكْرٍ السهمي عَنْ هشام بِهِ، والذي فِي الْمُصَنَّف(29830) : على ولده] عَن ابن أَبِي كَثِيْرٍ بِهِ وَفِيْهِ: ((دعوة الوالد لولده)).
وَرَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الأدب المفرد(رقم32) عَنْ معاذ بن فضالة عَنْ هشام الدستوائي بِهِ بِلَفْظِ : ((ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولدهما))
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ(رقم24) عَنْ أَحْمَدُ بن عبدالوهاب بن نجدة-قَالَ عَنْهُ الدَّارّقُطِنِيُّ: لا بأس بِهِ-عَنْ أبي المغيرة-عبدالقدوس بن الحجاج: ثِقَةٌ- قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر)) وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إلا الأوزاعي تفرد به أبو المغيرة، ورواية الناس عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر.
الحكم على هَذَا الطريق: إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ، وهم فِيْهِ حجاج الصواف، وليس فِي حَدِيْث أَبِي جعفر المؤذن ذكْرُ دعوة الصائم، وأما المحفوظ من حَدِيْث أَبِي جعفر المؤذن هُوَ : ((ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم))، وَأَبُو جعفر الأنصاري المؤذن فِيْهِ جهالة، وليس هُوَ مُحَمَّد بن عَلِيّ الباقر.
وَقَدْ سماه بَعْضِ الرواة من طَرِيْقِ الصواف: مُحَمَّد بن عَلِيّ وَهُوَ وهم.
ومتابعة أَبِي سلمة لَهُ منكرة، أخطأ فِيْهَا أَبُو المغيرة أَوْ شيخ الطَّبَرَانِيِّ. .
وَهُوَ حَدِيْث حَسَنٌ بشواهده انْظُرْ: مسند الإمَامُ أَحْمَدُ بتحقيق الأرناؤوط(12/ 480-481).
=== === === === === ====
الطريق الثالث: من طَرِيْقِ إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة فذكر أحاديث بهذا ثم قال: وبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثٌ حق على الله، أن لا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع)).
رَوَاهُ البزار في مُسْنَدِهِ(رقم3139-كشف الأستار) .
الحكم عَلَيْهِ: إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ جداً؛ آفته إبراهيم بن خثيم بن عراك: مَتْرُوكٌ.
=== === === === === ====
الطريق الرابع: من طَرِيْقِ حميد بن الأسود ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((ثلاثة لا يرد الله عز وجل دعاءهم: الذاكر الله عز وجل كثيراً، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط)) .
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدعاء(رقم1316)، والبزار فِي مُسْنَدِهِ(رقم3140-كشف الأستار)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي الشعب(رقم588، 7358)،
قال البزار: "لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه عن أبي هريرة، ولا رواه عن شريك إلا عبدالله ولا عنه، إلا حميد"
الحكم عَلَيْهِ: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ رجاله رجال البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ إلا حميد بن الأسود لم يرو لَهُ مُسْلِمٌ، وروى له البخاري مقروناً بغيره.
ولكنْ ليس فِيْهِ ذَكَرَ دعوة الصائم .
=== === === === === ====
حَدِيْث أنس بن مالك رضي الله عنه
عَنْ حميد الطويل عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))
رَوَاهُ البيهقي فِي السنن الكُبْرَى(3/345)، والرافعي فِي تاريخ قزوين(3/114)، والضياء فِي الأحاديث المختارة(2057)، من طَرِيْقِ عبدالله بن بَكْرٍ السهمي ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عَنْهُ بِهِ.
الحكم عَلَيْهِ: إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ على شرط البُخَارِيِّ، ورجاله رجال الشيخين.
وَصَحَّحَهُ الضياء فِي المختارة.
=== === === === === ====
حَدِيْث عَبْد الله بن مسعود رضي الله عنه
عن عبدالله بن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((نوم الصائم عبادة، ونَفَسُهُ تسبيح، ودعاؤه مستجاب))
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حلية الأولياء(5/83) حدثنا محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الجندي قَالَ: ثنا أبو زرعة أحمد بن موسى المكي قَالَ: ثنا علي بن حرب قَالَ: ثنا جعفر بن أحمد بن بهرام قال ثنا علي بن الحسن عن أبي ظبية عن كرز بن وبرة عن الربيع بن خيثم عن ابن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِهِ.
الحكم عَلَيْهِ:
إسناد مظلم وَفِيْهِ بَعْضِ الضعفاء.
كرز بن وبرة: مشهور بالعبادة والزهد، وَرَوَى أحاديث منكرة..
أَبُو طيبة- عيسى بن سليمان الدارمي الجرجاني-: عابد ضَعِيْفٌ، عِنْدَهُ مناكير.
وَذَكَرَ الشيخ الألباني -رَحِمَهُ اللهُ- أنه عبدالله بن مُسْلِمٍ المروزي وَفِيْهِ نظر، والصواب أنه عيسى بن سليمان فهو المعروف بالرواية عَنْ كرز بن وبرة.
ضعفه ابن معين، وَقَالَ ابن عدي فِي الكامل في ضعفاء الرجال(5/257) : "وهذه الأحاديث لكرز بن وبرة يرويها عنه أبو طيبة وهي كلها غير محفوظة وأبو طيبة هذا كان رجلا صالحاً، ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب ولكن لعله كان يشبه عليه فيغلط".
وَأَبُو زرعة أحمد بن موسى المكي، ترجمه الخطيب فِي تاريخ بغداد(5/148) ، وأورد فِي تَرْجَمَته حديثاً منكراً، ولم يذكر فِيْهِ جرحاً ولا تعديلاً.
وَعَلِيّ بن حرب هُوَ ابن نصر الإستراباذي؛ ترجمه الجرجاني فِي تاريخ جرجان(ص/533)، ولم يذكر فِيْهِ جرحاً ولا تعديلاً.
ويحتمل أن يكون علي بن حرب بن عبد الرَّحْمَنِ الجنديسابوري وَهُوَ ثِقَةٌ لكنه أقدم من الأول، والأول هُوَ الذي يترجح إن شاء الله.
وجعفر بن أَحْمَدُ بن بهرام الباهلي أَبُو حنيفة الشهيد الإستراباذي، ترجمه فِي تاريخ جرجان(ص/521) ولم يذكر حاله فِي الرواية.
=== === === === === ====
حَدِيْث عبدالله بن عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهما-
عَنْ عبدالله بن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قَالَ: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((الصائم تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف))
تَخْرِيْجُهُ :
رَوَاهُ أبو طاهر ابن أبي الصقر فِي مشيخته(ص/118رقم46)، وابن منده فِي أماليه-كَمَا فِي تخريج الإحياء للعراقي(رقم723)- من طَرِيْقِ الربيع بن بدر الأعرجي عن عوف الأعرابي عن أبي المغيرة القواس عن عبد الله بن عُمَر بِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-
الحكم عَلَيْهِ:
إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ جداً آفته الربيع بن بدر: مَتْرُوكٌ، وَأَبُو المغيرة القواس عِنْدَهُ مناكير.
=== === === === === ====
حَدِيْث عبدالله ابن أبي أوفى رضي الله عنه
عن ابن أبي أوفى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ((نوم الصائم عبادة، وسكوته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله متقبل))
تخريجه:
رَوَاهُ ابن صاعد فِي مسند ابن أبي أوفى(رقم43)، والديلمي فِي الْمُسْنَدِ(4/248)، والخلال فِي المجالس العشرة(رقم40)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم3938) والواحدي فِي الوسيط(1/65/1)-كَمَا فِي الضعيفة(10/230)- من طَرِيْقِ سليمان بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي أوفى –رضي الله عنه- به.
وَرَوَاهُ ابن شاهين فِي الترغيب فِي فضائل الأعمال(رقم142)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم3939)، وابن الحمامي فِي جزء منتخب مسموعاته(ق35/2)، والسلفي فِي أحاديث منتخبة(133/1)-كَمَا فِي الضعيفة(10/230)، والسلفي-أيضاً- فِي معجم السفر(رقم414) من طَرِيْقِ أَبِي معاذ معروف بن حسان نا زياد الأعلم عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي قَالَ: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف))
قَالَ البَيْهَقِيُّ: "معروف بن حسان ضَعِيْفٌ، وسليمان بن عمرو النخعي أضعف منه" .
وَرَوَاهُ البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(3/415) من طَرِيْقِ خلف بن يحيى العبدي عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي نا عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن أبي أوفى قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور))
الحكم عَلَيْهِ:
الحَدِيْث موضوع مداره على الكذابين والمتروكين .
ففي الطريق الأول: سليمان بن عَمْرو النخعي: كذاب
وَفِي الثاني: معروف بن حسان: منكر الحَدِيْث، وَهُوَ مُتَّهَمٌ بالوضع فيما يظهر لي.
وَفِي الثالث: خلف بن يحيى العبدي: كذاب يضع الحَدِيْث.
=== === === === === ====
حَدِيْث عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها-
عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((ما من عبد أصبح صائما إلا فتحت له أبواب السماء ، وسبحت أعضاؤه ، واستغفر له أهل السماء الدنيا ، إلى أن توارى بالحجاب ، فإن صلى ركعة أو ركعتين تطوعاً أضاءت له السماوات نوراً ، وقلن أزواجه من الحور العين : اللهم اقبضه إلينا ، فقد اشتقنا إلى رؤيته ، وإن هو هلل أو سبح أو كبر ، تلقاه سبعون ألف ملك ، يكتبونها إلى أن توارى بالحجاب)) .
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي المعجم الأَوْسَطِ(7/368رقم7749)، والمعجم الصَّغِيْرِ(2/92رقم840) ، وابن عدي فِي الكامل(2/123)، وأبو سعيد بن الأعرابي –كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ(1/437)، وَالدَّارّقُطِنِيُّ فِي الأفراد(رقم6315-أطرافه)، وابن جميع الصيداوي فِي معجمه(رقم63)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شعب الإيمان(رقم3591-3592)، والشجري فِي أماليه(1/270)، والسلفي في الطيوريات(رقم1316)، وَالذَّهَبِيُّ فِي ميزان الاعتدال(2/116)من طَرِيْقِ جرير بن أيوب البجلي عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن مسروق عن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها- بِهِ.
الحكم عَلَيْهِ:
حَدِيْث موضوع آفته جَرِيْر بن أيوب البجلي وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ يضع الحديث.
ومحمد بن عبدالرحمن ابن أبي ليلى: ضعيف لسوء حفظه، ولكنه بريء من عهدة هذا الحديث..
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي ميزان الاعتدال(2/117) : "هذا موضوع على ابن أبي ليلى".
وَقَالَ الهيثمي فِي مجمع الزوائد(3/180) : "رواه الطبراني في الصغير وفيه جرير بن أيوب وهو ضعيف جداً"
=== === === === === ====
القسم الثاني: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب فِي وقت أَوْ بدعوة واحدة.
روي من حَدِيْث عبدالله بن عَمْرٍو، وَحَدِيْثَي عبدالله بن عُمَر، وَحَدِيْث عَلِيّ، وَحَدِيْث ابن عَبَّاسٍ، وَحَدِيْثي أَبِي سعيد الخدري، ومعضل الحارث بن عبيدة
حَدِيْث عَبْد الله بن عمرو
وَلَهُ عَنْهُ طريقان:
أولاً: من طَرِيْقِ إسحاق بن عبيدالله المدني سمعت عبدالله بن أبي مليكة قَالَ: سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد)).
قال بن أبي مليكة: سمعت عبدالله بن عمرو يقول إذا أفطر:" اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي" .
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ ابن مَاجَهْ(1753)، وابن السني فِي عمل اليوم والليلة(481)، وابن شاهين فِي الترغيب فِي فضائل الأعمال(رقم141)، وَالحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ(1/583)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(3/ 407)، وَفِي فضائل الأوقات(142)، وابن عساكر فِي تاريخه(8/256) من طَرِيْقِ الوليد بن مسلم حدثني إسحاق بن عبيد الله سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عَنْهُما به.
وَرَوَاهُ الشجري فِي أماليه(1/257) من طَرِيْقِ مُحَمَّد بن بَكْرٍ الحضرمي عَن الوليد بن مسلمٍ عن إسحاق بن عبدالله بن أَبِي طلحة عَن ابن أَبِي مليكة به.
الحكم عَلَيْهِ:
إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ، إسحاق بن عبيدالله المدني لم يرو عَنْهُ إلا الوليد بن مُسْلِمٌ، واختلف فِيْهِ، فقيل هُوَ ابن أبي المهاجر، وَهَذَا الذي رجحه ابن عساكر والحافظ ابن حجر والشيخ الألباني ، ولم يذكر ابن عساكر والحافظ راوياً لَهُ غير الوليد، ولا من وثقه سوى ابن حِبَّانَ حيث ذَكَرَهُ فِي الثِّقَات.
وقيل هُوَ التيمي وهو مجهول.
ووقع عند ابن شاهين: إسحاق بن عبيدالله الأموي من أَهْل المدينة.
ويظهر من صنيع البُخَارِيِّ أنهما واحد حيث ترجمه فِي التاريخ الكَبِيْرِ(1/398) قائلاً: "إسحاق بن عبيد الله المدني سمع بن أبي مليكة في الصوم، ويزيد بن رومان مرسل، سمع منه يعقوب بن محمد قَالَ: وكان مسناً، وسمع أيضاً منه الوليد بن مُسْلِمٍ".
وَذَكَرَهُ ابن أَبِي حَاتِمٍ فِي الجرح والتعديل(2/228) : "إسحاق بن عبد الله بن أبى مليكة روى عن بن أبى مليكة ويزيد بن رومان مرسل، روى عنه الوليد بن مسلم وأسد بن موسى وعبد الملك بن محمد الحزامى ويعقوب بن محمد سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك وزاد أبو زرعة يعد في المكيين".
وابن حِبَّانَ إنما ذَكَرَ إسحاق بن عبيدالله المدني ولم يذكر أنه تيمي أَوْ أنه ابن أَبِي المهاجر.
وَقَالَ المنذري فِي الترغيب والترهيب(2/53) : "وإسحاق هذا مدني لا يعرف والله أعلم"
ووهم البُوصِيْرِيُّ فِي مصباح الزجاجة(2/81) حين قَالَ: "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه الحاكم في المستدرك عن عبد العزيز بن عبد الرحمن الدباس عن محمد بن علي بن زيد عن الحكم بن موسى عن الوليد به حدثنا إسحاق فذكره ورواه البيهقي من طريق إسحاق بن عبيد الله قال عبد العظيم المنذري في كتاب الترغيب وإسحاق هذا مدني لا يعرف قلت قال الذهبي في الكاشف صدوق وذكره ابن حبان في الثقات لأن اسحاق بن عبيد الله بن الحارث قال النسائي ليس به بأس وقال أبو زرعة ثِقَةٌ".
فالراوي الذي فِي السند : إسحاق بن عبيد الله، والذي ذَكَرَ أنه صدوق إنما هُوَ ابن عبدالله فافترقا.
وَقَدْ تحرف اسم هَذَا الرَّاوِي فِي عدة كتب إِلَى ابن عبدالله والصواب: ابن عبيد الله.
ووقع عند الشجري تسميته بأنه إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، وهذا وهم من بعض الرواة.
وباقي رجال الإسناد على شرط البُخَارِيِّ
وَقَدْ توبع إسحاق بن عبيدالله المدني؛ تابعه شعيب بن مُحَمَّد بن عبدالله بن عَمْرو بن العاص، وَهَذَا هُوَ :
=== === === === === ====
الطريق الثاني: من طَرِيْقِ أبي محمد المليكي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة)) فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده، ودعا.
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ(رقم2262)، ومن طريقه البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(3/408)
الحكم عَلَيْهِ:
إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ، أَبُو مُحَمَّد المليكي أظنه عبدالرحمن بن أَبِي بَكْرٍ المليكي، وَهُوَ ضَعِيْفٌ، وضعفه بَعْدَ الحفاظ تضعيفاً شديداً، بل قَالَ البُخَارِيُّ: منكر الحَدِيْث.
فَإِن لم يكن هُوَ فلم أعرفه. وبنحو ما ذكرت ذكر الشيخ الألباني -رَحِمَهُ اللهُ-، وَهُوَ الذي ظهر لي.والله أعلم .
وَهَذَا الحَدِيْث خاص بإجابة دعوة الصائم عند الفطر فهو خاص، وَالأحَادِيْث السابقة عامة.
=== === === === === ====
حَدِيْث عبدالله بن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنهما
عن ابن عُمَر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( لكل صائم عند فطره دعوة مستجابة)) قَالَ: فكان ابن عمر إذا أفطر قَالَ: "يا واسع المغفرة فاغفر لي".
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ ابن عدي فِي الكامل في ضعفاء الرجال(6/279) من طَرِيْقِ محمد بن إسحاق البلخي عن محمد بن يزيد بن خنيس حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- بِهِ.
وقد ورد موقوفاً:
فقد رَوَاهُ ابن الأعرابي فِي معجمه(رقم341) عَنْ مُحَمَّد بن سليمان الباغندي، والبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم3749) من طريق الحسن بن علي بن بحر بن البرى كلاهما عن محمد بن يزيد بن خنيس ، قال : قال عبد العزيز بن أبي رواد : قال نافع : قال ابن عمر : « كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره ، إما أن يعجل له في دنياه ، أو يدخر له في آخرته » . قال : فكان ابن عمر يقول عند إفطاره : « يا واسع المغفرة اغفر لي »
الحكم عَلَيْهِ:
المرفوع: موضوع آفته: مُحَمَّد بن إسحاق البلخي: كذاب، يضع الحديث.
الموقوف: إسناده حسن.
محمد بن يزيد بن خنيس: وثقه العجلي، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، كتبنا عنه، وحسن له الترمذي عدة أحاديث، وصحح له الخليلي في الإرشاد(1/353)، وابن خزيمة، وابن حبان-وذكره في الثقات ورماه بالتدليس، وقد صرح ها بالتحديث-، وصحح له الحاكم.
عبدالعزيز بن أبي رواد: صدوق عابد ربما وهم، وقد وثقه يحيى القطان، وابن معين، والعجلي، والحاكم، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة في الحديث متعبد، وقال النسائي: لا بأس به، وقال الإمام أحمد: كان رجلاً صالحاً، وكان مرجئاً، وليس هو في التثبت مثل غيره، وقال الدارقطني: هو متوسط في الحديث، وربما وهم في حديثه، وضعفه بعض العلماء.
وقد رواه عن محمد بن يزيد بن خنيس عدد من الرواة منهم: مُحَمَّد بن سليمان الباغندي: ضعفه الدَّارّقُطِنِيُّ فِي سؤالات الحَاكِم، وابن أَبِي الفوارس، وَقَالَ ابنه مُحَمَّد عَنْهُ: كذاب، وَقَالَ الدَّارّقُطِنِيُّ فِي رواية: لا بأس بِهِ، وَقَالَ الخطيب: أحاديثه مستقيمة..
وقول الخطيب فِيْهِ نظر، فَهَذَا الحَدِيْث رَوَاهُ الباغندي وَهُوَ ليس مستقيماً مما يقوي جانب ضعفه.
ولم أعتمد كلام ابنه لأن أباه قَالَ عَن ابنه مُحَمَّد أيضاً: كذاب! فما أدري ما الحامل لهما للكلام فِي بعضهما؟!
ومحمد بن مُحَمَّد الباغندي: حافظ، إلا أنه مدلس، وَقَدْ رماه إبراهيم الأصبهاني بالكذب.
فلعل أباه وصفه بالكذب لتدليسه ..
ولعل ولده مُحَمَّداً وصف أباه بالكذب لتخليطه .
ولكن تابعه الحسن بن علي بن بحر وهو ثقة من شيوخ البخاري خارج الصحيح.
فهو ثابت عن ابن عمر موقوفاً، موضوع مرفوعاً.
=== === === === === ====
حَدِيْث آخر عن عبدالله بن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنهما
ذَكَرَ السيوطي فِي الجامع الصغير حَدِيْث: ((لكل عبد صائم دعوة مستجابة أعطيها في الدنيا ، أو ادخر له في الآخرة)). وَقَالَ: (الحكيم عن ابن عمر).
ولم أقف على إِسْنَادِهِ، وإنما وجدته في الطبعة غير المسندة (1/298) .
وقال في فيض القدير(5/287) : (الحكيم) في نوادره (عن ابن عمر) بن الخطاب رمز المصنف لحسنه وظاهر صنيع المصنف أن هذا الحديث مرفوع اتفاقا كغيره من الأحاديث التي يوردها ومخرجه الحكيم إنما قال ابن نضر بن دعبل رفعه وأن الباقين وقفوه على ابن عمر فأشار إلى تفرد نضر برفعه فإطلاق المصنف عزو الحديث لمخرجه وسكوته عن ذلك غير مرضي".
ولعله يقصد بالمرفوع باللفظ السابق الذي ذكرته. والله أعلم
=== === === === === ====
حَدِيْث عَلِيّ
عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي إذا أمسيت صائماً فقل عند إفطارك: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، يكتب لك مثل أجر من صام ذلك اليوم من غير أن ينقص من أجورهم شيء. واعلم أن لكل صائم دعوة مستجابة فإذا كان عند أول لقمة فقل: باسم الله يا واسع المغفرة، فإنه من قالها عند فطره غفر له. واعلم أن الصوم جنة من النار. يا علي: أكثر من قراءة ياسين فإن في قراءة ياسين عشر بركات، ما قرأها قط جائع إلا شبع، ولا قرأها ظمآن قط إلا روي، ولا عار إلا كسي، ولا مريض إلا برئ، ولا خائف إلا أمن، ولا مسجون إلا أخرج، ولا عزب إلا زوج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا قرأها أحد ضلت له ضالة إلا وجدها، ولا قرأت عند رأس ميت قد حضر أجله إلا خفف الله عليه، من قرأها صباحاً كان في أمان حتى يمسي، ومن قرأها مساء كان في أمان حتى يصبح )) .
تخريجه:
رواه الشجري فِي أماليه(1/200) من طريق حماد بن عمرو النصيبي، عن السري بن خالد عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه به.
الحكم عليه:
حديث مكذوب، من وضع حماد بن عمرو النصيبي الكذاب المشهور.
والسري بن خالد: "لا يعرف، قال الأزدي: لا يحتج به". قاله الذهبي في الميزان.
=== === === === === ====
حَدِيْث ابن عَبَّاسٍ
عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أدرك شهر رمضان بمكة من أوله إلى آخره ، صيامه وقيامه ، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان بغيرها ، وكان له بكل يوم مغفرة وشفاعة ، وبكل ليلة مغفرة وشفاعة ، وبكل يوم حملان فرس في سبيل الله ، وله بكل يوم دعوة مستجابة))
تخريجه:
رَوَاهُ ابن ابن شاهين فِي فضائل الأعمال(رقم35)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شعب الإيْمَان(رقم 3729، 4149)، والأزرقي في أخبار مكة(1/23)، والجندي-كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ(2/386)- - من طَرِيْقِ عبد الرحيم بن زيد العمي ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
قَالَ البَيْهَقِيُّ فِي الموضع الأول: " تفرد به عبد الرحيم بن زيد العمي وليس بالقوي "
وقال في الموضع الثاني: " عبد الرحيم بن زيد العمي ضعيف يأتي بما لا يتابعه الثقات عليه والله أعلم"
الحكم عليه:
حديث موضوع، آفته عبدالرحيم بن زيد العمي: متروك، وكذبه ابن معين.
وزيد بن الحواري العمي: ضعيف.
=== === === === === ====
حَدِيْث أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن أبى سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعنى في رمضان، وان لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة)).
تخريجه:
رواه البزار في مسنده(رقم962-كشف الأستار)، والشجري في أماليه(1/270) وغيرهما من طريق أبان بن أبي عياش عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد رضي الله عنه به
وقد اضطرب فيه أبان، فمرة قيده برمضان، ومرة لم يقيده ..
فرواه الطبراني في الأوسط(رقم6401) من طريقه دون تفسيره برمضان..
وفي ظني أن التفسير من أبان وليس من أبي سعيد ولا من أبي الصديق..
وقد رواه الأعمش عن أبي صالح، واضطرب الأعمش في تعيين الصحابي ..
فرواه عنه أبو معاوية الضرير فقال فيه الأعمش: عن أبي هريرة أو أبي سعيد به مرفوعاً.
رواه الإمام أحمد(2/254) ، وابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن بالله(رقم150)
ورواه عنه أبو بكر بن عياش فجعله عن أبي سعيد الخدري بدون شك.
رواه الطبراني في الدعاء(رقم40) مقتصراً على الشطر الثاني من الحديث.
وقد رواه أبو إسحاق الفزاري عند أبي نعيم في الحلية(8/257، 9/319)، وقطبة بن عبدالعزيز ومحمد بن كناسة-كما ذكره الدارقطني في العلل(8/209)- عن أبي هريرة من غير شك
ورواه أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر به مرفوعاً..
رواه البزار في مسنده(رقم3142)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال(رقم147).
قال البزار: " حديث أبي إسحاق هذا، لا نعلم أحداً، تابعه عليه، وقد رواه أبو معاوية، وأبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً."
ورواه مالك بن سعير عن الأعمش عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم..
قال الدارقطني عن الوجه الأخير إنه أصح.
ومن أوجه الاختلاف على الأعمش: أن ابن ماجه رواه(برقم1643) حدثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عند كل فطر عتقاء، وذلك في كل ليلة)).
ولعل الوهم من أبي بكر بن عياش، أو الأعمش نفسه..
فقد رواه الأعمش وغيره عن حسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً : ((((إن لله عند كل فطر عتقاء من النار)) وهو عن أبي أمامة محفوظ، وعن جابر شاذ ليس بمحفوظ. والله أعلم
الحكم عليه:
الحديث موضوع بهذا اللفظ.
وحديث الأعمش أولى مع أنه لم يضبط صحابي الحديث، وأرجو أن لا يؤثر هذا الاختلاف في اسم الصحابي على صحة الحديث فإن احتمال كون هذا الصحابي ممن لم يسمع منه أبو صالح نادر، لأن أبا صالح ذكوان السمان ليس مدلساً وليس مشهوراً بالإرسال، والنادر لا حكم له.
=== === === === === ====
حَدِيْث آخر عن أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم : « إن أبواب السماء تفتح في أول ليلة من شهر رمضان ، فلا تغلق إلى آخر ليلة منه »
تخريجه:
رواه الطبراني في الصغير(رقم323)، ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان(1/299) من طريق محمد بن مروان ، عن داود بن أبي هند ، أخبرني أبو نضرة ، وعطاء بن أبي رباح ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه به.
قال الطبراني: لم يروه عن داود بن أبي هند إلا محمد بن مروان السدي.
الحكم عليه:
حديث موضوع آفته: محمد بن مروان السدي كذاب .
=== === === === === ====
معضل الحارث بن عبيدة
عن الحارث بن عبيدة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لكل صائم دعوة ، وإذا أراد أن يفطر فليقل عند أول لقمة : يا واسع المغفرة اغفر لي ».
تخريجه:
رَوَاهُ القضاعي فِي مسند الشهاب(رقم959)، والشجري فِي أماليه(1/281) من طَرِيْقِ ابن المبارك فِي الزهد(رقم1387) ثنا بقية بن الوليد ، ثنا الحارث بن عبيدة به.
الحكم عليه:
إسناده واهٍ جداً ..
الحارث بن عبيدة الحمصي: ضعيف، وروايته عن صغار التابعين.
=== === === === === ====
الخلاصة
بعد جمع الأحاديث المتعلقة باستجابة دعاء الصائم، وتخريجها، ودراسة أسانيدها ومتونها تبين لي أن الصحيح من ذلك حديثان مرفوعان يبينان استجابة دعاء صائم، وأثر موقوف له حكم الرفع.
أما الحديث المرفوع الصحيح فهو حديث أبي مدلة عن أبي هريرة رضي الله عنه:
((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين))
وحديث أنسٍ رضي الله عنه:
قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))
أما الأثر الموقوف والذي له حكم الرفع فهو أثر عبدالله بن عمر بن الخطاب –رضي الله عنهما-:
قال ابن عمر : « كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره ، إما أن يعجل له في دنياه ، أو يدخر له في آخرته » . فكان ابن عمر يقول عند إفطاره : « يا واسع المغفرة اغفر لي »
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي
5 / شهر رمضان المبارك / 1427 هـ
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
فهذا بحث خرجت فيه ما وقفت عليه من أحاديث تبين أن دعوة الصائم مستجابة، وَقَدْ قسمتها إِلَى قسمين:
القسم الأول: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب دون تخصيص عدد الأدعية أَوْ وقتها أثناء النهار أَو الليل.
القسم الثاني: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب فِي وقت أَوْ بدعوة واحدة.
وقد سميته:
"تحقيق الصواب في أن دعاء الصائم مستجاب"
أسأل الله العون والتوفيق..
=== === === === === ====
القسم الأول: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب دون تخصيص عدد الأدعية أَوْ وقتها أثناء النهار أَو الليل.
روي ذلك من حديث أبي هريرة ، وأنس ، وعبدالله بن عُمَر، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن أَبِي أوفى، وعائشة رضي الله عنهم.
أولاً: حَدِيْث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-
روي عنه من أربعة طرق :
الطريق الأول: من طريق أبي مجاهد سعد الطائي عن أبي مُدِلَّة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين))
رواه الطيالسي في مسنده(رقم2584)، وابنُ المبارك فِي الزهد(1075)، والحميدي فِي مُسْنَدِهِ(1150)، وعبد بن حميد في مسنده(رقم1420)، وابن أَبِي شيب فِي المصنفِ(8902)، والإمام أحمد في المسند(2/304، 445)، وإسحاق بن راهويه فِي مُسْنَدِهِ(رقم300-303)، والترمذي في سننه(رقم3598)، وابن ماجه(رقم1752)، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الأَوْسَطِ(رقم7111)، وَفِي الدعاء(رقم1315، 1322)، والحارث بن أَبِي أسامة فِي مُسْنَدِهِ(رقم1071-زوائده)، وابن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيْحِهِ(رقم1901)، وابن حبان في صحيحه(رقم3428، 7387)، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي فضيلة العادلين(رقم23)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى(3/ 345، 8/162، 10/88)، وَفِي شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم7101)، والخطيب فِي موضح أوهام الجمع والتفريق(2/327)، والمزي فِي تَهْذِيْب الكمال(34/269) وَغَيْرُهُمْ
وَرَوَاهُ عَنْ سعد الطائي: زهير بن معاوية، وسعدان الجهني، وعمرو بن قيس الملائي، وحمزة الزيات.
وبعضهم رَوَاهُ مطولاً وبعضهم رَوَاهُ مختصراً..
ومعظم الروايات فِيْهَا : ((والصائم حتى يفطر)) ، وَفِي رواية : ((والصائم لا ترد دعوته)).
ووقع فِي روايةٍ عَنْ حمزة الزيات- وَهُوَ ثِقَةٌ لَهُ أوهام- بِلَفْظِ: ((والصائم حين يفطر)).
ووقع كذلك فِي رواية عاصم بن عَلِيّ عَنْ سعدان الجهني، وعاصم بن عَلِيّ صدوق يخطئ ويصر .
ووقع كذلك فِي رواية مطبوع صَحِيْح ابن حِبَّانَ من طَرِيْقِ زهير بن معاوية عَنْ سعد الطائي وَهُو خطأ.
والمحفوظ رواية : ((والصائم حتى يفطر)) .
الحكم على هَذَا الطريق: إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ رجاله ثقات.
سعد أَبُو مجاهد الطائي : وثقه وكيع-كما في سنن ابن ماجه(رقم1752)، وشعب الإيمان (رقم7101)-، وَقَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ: لا بأس بِهِ، وَذَكَرَهُ ابن حِبَّانَ فِي الثِّقَات، وَرَوَى لَهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ.
وَأَبُو مدلة مولى عائشة رضي الله عنها: وثقه وكيع-كما في سنن ابن ماجه(رقم1752)، وشعب الإيمان (رقم7101)-، وَقَالَ ابن الْمَدِيْنِيِّ: مجهول، وَذَكَرَهُ ابن حِبَّانَ فِي الثِّقَات، ووثقه فِي صَحِيْحِهِ، وَرَوَى حديثه هَذَا فِيْهِ، وصحح لَهُ ابن خُزَيْمَةَ هَذَا الحَدِيْث.
وَالحَدِيْث حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-
وَقَالَ الدَّارّقُطِنِيُّ فِي العلل الواردة في الأحاديث النبوية(11/236) : "والحديث محفوظ"
وَقَالَ الحافظ ابن الأخضر فِي كتاب العمدة من الفوائد والآثار الصحاح والغرائب-مشيخة شهدة-(ص/139) : "حديث حسن مشهور، وسعدان بن بشر الجهني الكوفي معروف بروايته عن أبي مجاهد الطائي واسمه سعد عن أبي مدلة مولى عائشة عن أبي هُرَيْرَةَ"
الطريق الثاني: حجاج الصواف عَنْ يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر)).
رَوَاهُ العقيلي فِي الضعفاء(1/72)، والطَّبَرَانِيُّ فِي الدعاء(رقم1313)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي الشعب(7463)، والمقدسي فِي الترغيب فِي الدعاء(120)
وَقَد اختلف فِيْهِ على يحيى بن أَبِي كَثِيْرٍ :
فَقَدْ رَوَاهُ حجاج الصواف فِي رواية عَنْهُ كَمَا عند من ذكرتهم سابقاً عَنْ أَبِي جعفر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ باللفظ السابق..
وَرَوَاهُ هشام الدستوائي[عند أَحْمَدَ(2/258، 434/ 523)، وابن أَبِي شَيْبَةَ(29830)، والمروزي فِي البر والصلة(46)، وَأَبِي دَاوُدَ(1536)، وَالبُخَارِيِّ فِي الأدب المفرد(32)، والتِّرْمِذِيِّ(1905)، وابن حِبَّانَ(رقم2699)]، والأوزاعي[عند الطَّبَرَانِيِّ فِي الدعاء(1324)، وابن عساكر فِي تاريخ دمشق(29/177)]، وأبان بن يزيد[عند أَحْمَدَ(2/348)، والطَّبَرَانِيِّ فِي الدعاء(1323)، والقضاعي فِي مُسْنَدِ الشهاب(316)]، وشيبان النحوي[عند البُخَارِيِّ فِي الأدب المفرد(481)، والمروزي فِي البر والصلة(55)، والطبرانيِّ فِي الدعاء(رقم1325)، وَالبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ(رقم1394)]، وحجاج الصواف فِي لفظٍ عَنْهُ[عند أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ(2/517)، وعبد بن حميد(1421) التِّرْمِذِيِّ(3448)، وَالبَيْهَقِيِّ فِي الشعب(7462، 7895)] عَنْ يحيى ابن أَبِي كَثِيْرٍ عَنْ أَبِي جعفر المؤذن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ مرفوعاً : ((ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم)) وَفِي لفظ لهشام[عند أَحْمَدَ(2/478)، والطَّبَرَانِيِّ فِي الدعاء(1314)]: ((ودعوة الوالد)) .
وَرَوَاهُ الخليل بن مرة-وَهُوَ ضَعِيْفٌ-[عند الطَّبَرَانِيِّ فِي الدعاء(1326)، وهشام الدستوائي فِي رواية عَنْهُ[عند الطَّيَالِسِيِّ(2517)، وابن مَاجَهْ(3862) من طَرِيْقِ ابن أَبِي شيبة عَنْ عبدالله بن بَكْرٍ السهمي عَنْ هشام بِهِ، والذي فِي الْمُصَنَّف(29830) : على ولده] عَن ابن أَبِي كَثِيْرٍ بِهِ وَفِيْهِ: ((دعوة الوالد لولده)).
وَرَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الأدب المفرد(رقم32) عَنْ معاذ بن فضالة عَنْ هشام الدستوائي بِهِ بِلَفْظِ : ((ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولدهما))
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ(رقم24) عَنْ أَحْمَدُ بن عبدالوهاب بن نجدة-قَالَ عَنْهُ الدَّارّقُطِنِيُّ: لا بأس بِهِ-عَنْ أبي المغيرة-عبدالقدوس بن الحجاج: ثِقَةٌ- قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر)) وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إلا الأوزاعي تفرد به أبو المغيرة، ورواية الناس عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر.
الحكم على هَذَا الطريق: إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ، وهم فِيْهِ حجاج الصواف، وليس فِي حَدِيْث أَبِي جعفر المؤذن ذكْرُ دعوة الصائم، وأما المحفوظ من حَدِيْث أَبِي جعفر المؤذن هُوَ : ((ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم))، وَأَبُو جعفر الأنصاري المؤذن فِيْهِ جهالة، وليس هُوَ مُحَمَّد بن عَلِيّ الباقر.
وَقَدْ سماه بَعْضِ الرواة من طَرِيْقِ الصواف: مُحَمَّد بن عَلِيّ وَهُوَ وهم.
ومتابعة أَبِي سلمة لَهُ منكرة، أخطأ فِيْهَا أَبُو المغيرة أَوْ شيخ الطَّبَرَانِيِّ. .
وَهُوَ حَدِيْث حَسَنٌ بشواهده انْظُرْ: مسند الإمَامُ أَحْمَدُ بتحقيق الأرناؤوط(12/ 480-481).
=== === === === === ====
الطريق الثالث: من طَرِيْقِ إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة فذكر أحاديث بهذا ثم قال: وبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثٌ حق على الله، أن لا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع)).
رَوَاهُ البزار في مُسْنَدِهِ(رقم3139-كشف الأستار) .
الحكم عَلَيْهِ: إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ جداً؛ آفته إبراهيم بن خثيم بن عراك: مَتْرُوكٌ.
=== === === === === ====
الطريق الرابع: من طَرِيْقِ حميد بن الأسود ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((ثلاثة لا يرد الله عز وجل دعاءهم: الذاكر الله عز وجل كثيراً، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط)) .
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدعاء(رقم1316)، والبزار فِي مُسْنَدِهِ(رقم3140-كشف الأستار)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي الشعب(رقم588، 7358)،
قال البزار: "لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه عن أبي هريرة، ولا رواه عن شريك إلا عبدالله ولا عنه، إلا حميد"
الحكم عَلَيْهِ: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ رجاله رجال البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ إلا حميد بن الأسود لم يرو لَهُ مُسْلِمٌ، وروى له البخاري مقروناً بغيره.
ولكنْ ليس فِيْهِ ذَكَرَ دعوة الصائم .
=== === === === === ====
حَدِيْث أنس بن مالك رضي الله عنه
عَنْ حميد الطويل عن أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))
رَوَاهُ البيهقي فِي السنن الكُبْرَى(3/345)، والرافعي فِي تاريخ قزوين(3/114)، والضياء فِي الأحاديث المختارة(2057)، من طَرِيْقِ عبدالله بن بَكْرٍ السهمي ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عَنْهُ بِهِ.
الحكم عَلَيْهِ: إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ على شرط البُخَارِيِّ، ورجاله رجال الشيخين.
وَصَحَّحَهُ الضياء فِي المختارة.
=== === === === === ====
حَدِيْث عَبْد الله بن مسعود رضي الله عنه
عن عبدالله بن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((نوم الصائم عبادة، ونَفَسُهُ تسبيح، ودعاؤه مستجاب))
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حلية الأولياء(5/83) حدثنا محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الجندي قَالَ: ثنا أبو زرعة أحمد بن موسى المكي قَالَ: ثنا علي بن حرب قَالَ: ثنا جعفر بن أحمد بن بهرام قال ثنا علي بن الحسن عن أبي ظبية عن كرز بن وبرة عن الربيع بن خيثم عن ابن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِهِ.
الحكم عَلَيْهِ:
إسناد مظلم وَفِيْهِ بَعْضِ الضعفاء.
كرز بن وبرة: مشهور بالعبادة والزهد، وَرَوَى أحاديث منكرة..
أَبُو طيبة- عيسى بن سليمان الدارمي الجرجاني-: عابد ضَعِيْفٌ، عِنْدَهُ مناكير.
وَذَكَرَ الشيخ الألباني -رَحِمَهُ اللهُ- أنه عبدالله بن مُسْلِمٍ المروزي وَفِيْهِ نظر، والصواب أنه عيسى بن سليمان فهو المعروف بالرواية عَنْ كرز بن وبرة.
ضعفه ابن معين، وَقَالَ ابن عدي فِي الكامل في ضعفاء الرجال(5/257) : "وهذه الأحاديث لكرز بن وبرة يرويها عنه أبو طيبة وهي كلها غير محفوظة وأبو طيبة هذا كان رجلا صالحاً، ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب ولكن لعله كان يشبه عليه فيغلط".
وَأَبُو زرعة أحمد بن موسى المكي، ترجمه الخطيب فِي تاريخ بغداد(5/148) ، وأورد فِي تَرْجَمَته حديثاً منكراً، ولم يذكر فِيْهِ جرحاً ولا تعديلاً.
وَعَلِيّ بن حرب هُوَ ابن نصر الإستراباذي؛ ترجمه الجرجاني فِي تاريخ جرجان(ص/533)، ولم يذكر فِيْهِ جرحاً ولا تعديلاً.
ويحتمل أن يكون علي بن حرب بن عبد الرَّحْمَنِ الجنديسابوري وَهُوَ ثِقَةٌ لكنه أقدم من الأول، والأول هُوَ الذي يترجح إن شاء الله.
وجعفر بن أَحْمَدُ بن بهرام الباهلي أَبُو حنيفة الشهيد الإستراباذي، ترجمه فِي تاريخ جرجان(ص/521) ولم يذكر حاله فِي الرواية.
=== === === === === ====
حَدِيْث عبدالله بن عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهما-
عَنْ عبدالله بن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قَالَ: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((الصائم تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف))
تَخْرِيْجُهُ :
رَوَاهُ أبو طاهر ابن أبي الصقر فِي مشيخته(ص/118رقم46)، وابن منده فِي أماليه-كَمَا فِي تخريج الإحياء للعراقي(رقم723)- من طَرِيْقِ الربيع بن بدر الأعرجي عن عوف الأعرابي عن أبي المغيرة القواس عن عبد الله بن عُمَر بِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-
الحكم عَلَيْهِ:
إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ جداً آفته الربيع بن بدر: مَتْرُوكٌ، وَأَبُو المغيرة القواس عِنْدَهُ مناكير.
=== === === === === ====
حَدِيْث عبدالله ابن أبي أوفى رضي الله عنه
عن ابن أبي أوفى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ((نوم الصائم عبادة، وسكوته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله متقبل))
تخريجه:
رَوَاهُ ابن صاعد فِي مسند ابن أبي أوفى(رقم43)، والديلمي فِي الْمُسْنَدِ(4/248)، والخلال فِي المجالس العشرة(رقم40)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم3938) والواحدي فِي الوسيط(1/65/1)-كَمَا فِي الضعيفة(10/230)- من طَرِيْقِ سليمان بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي أوفى –رضي الله عنه- به.
وَرَوَاهُ ابن شاهين فِي الترغيب فِي فضائل الأعمال(رقم142)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم3939)، وابن الحمامي فِي جزء منتخب مسموعاته(ق35/2)، والسلفي فِي أحاديث منتخبة(133/1)-كَمَا فِي الضعيفة(10/230)، والسلفي-أيضاً- فِي معجم السفر(رقم414) من طَرِيْقِ أَبِي معاذ معروف بن حسان نا زياد الأعلم عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي قَالَ: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف))
قَالَ البَيْهَقِيُّ: "معروف بن حسان ضَعِيْفٌ، وسليمان بن عمرو النخعي أضعف منه" .
وَرَوَاهُ البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(3/415) من طَرِيْقِ خلف بن يحيى العبدي عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي نا عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن أبي أوفى قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور))
الحكم عَلَيْهِ:
الحَدِيْث موضوع مداره على الكذابين والمتروكين .
ففي الطريق الأول: سليمان بن عَمْرو النخعي: كذاب
وَفِي الثاني: معروف بن حسان: منكر الحَدِيْث، وَهُوَ مُتَّهَمٌ بالوضع فيما يظهر لي.
وَفِي الثالث: خلف بن يحيى العبدي: كذاب يضع الحَدِيْث.
=== === === === === ====
حَدِيْث عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها-
عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((ما من عبد أصبح صائما إلا فتحت له أبواب السماء ، وسبحت أعضاؤه ، واستغفر له أهل السماء الدنيا ، إلى أن توارى بالحجاب ، فإن صلى ركعة أو ركعتين تطوعاً أضاءت له السماوات نوراً ، وقلن أزواجه من الحور العين : اللهم اقبضه إلينا ، فقد اشتقنا إلى رؤيته ، وإن هو هلل أو سبح أو كبر ، تلقاه سبعون ألف ملك ، يكتبونها إلى أن توارى بالحجاب)) .
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي المعجم الأَوْسَطِ(7/368رقم7749)، والمعجم الصَّغِيْرِ(2/92رقم840) ، وابن عدي فِي الكامل(2/123)، وأبو سعيد بن الأعرابي –كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ(1/437)، وَالدَّارّقُطِنِيُّ فِي الأفراد(رقم6315-أطرافه)، وابن جميع الصيداوي فِي معجمه(رقم63)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شعب الإيمان(رقم3591-3592)، والشجري فِي أماليه(1/270)، والسلفي في الطيوريات(رقم1316)، وَالذَّهَبِيُّ فِي ميزان الاعتدال(2/116)من طَرِيْقِ جرير بن أيوب البجلي عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن مسروق عن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها- بِهِ.
الحكم عَلَيْهِ:
حَدِيْث موضوع آفته جَرِيْر بن أيوب البجلي وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ يضع الحديث.
ومحمد بن عبدالرحمن ابن أبي ليلى: ضعيف لسوء حفظه، ولكنه بريء من عهدة هذا الحديث..
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي ميزان الاعتدال(2/117) : "هذا موضوع على ابن أبي ليلى".
وَقَالَ الهيثمي فِي مجمع الزوائد(3/180) : "رواه الطبراني في الصغير وفيه جرير بن أيوب وهو ضعيف جداً"
=== === === === === ====
القسم الثاني: الأحَادِيْث التي تبين أن دعاء الصائم مستجاب فِي وقت أَوْ بدعوة واحدة.
روي من حَدِيْث عبدالله بن عَمْرٍو، وَحَدِيْثَي عبدالله بن عُمَر، وَحَدِيْث عَلِيّ، وَحَدِيْث ابن عَبَّاسٍ، وَحَدِيْثي أَبِي سعيد الخدري، ومعضل الحارث بن عبيدة
حَدِيْث عَبْد الله بن عمرو
وَلَهُ عَنْهُ طريقان:
أولاً: من طَرِيْقِ إسحاق بن عبيدالله المدني سمعت عبدالله بن أبي مليكة قَالَ: سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد)).
قال بن أبي مليكة: سمعت عبدالله بن عمرو يقول إذا أفطر:" اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي" .
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ ابن مَاجَهْ(1753)، وابن السني فِي عمل اليوم والليلة(481)، وابن شاهين فِي الترغيب فِي فضائل الأعمال(رقم141)، وَالحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ(1/583)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(3/ 407)، وَفِي فضائل الأوقات(142)، وابن عساكر فِي تاريخه(8/256) من طَرِيْقِ الوليد بن مسلم حدثني إسحاق بن عبيد الله سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عَنْهُما به.
وَرَوَاهُ الشجري فِي أماليه(1/257) من طَرِيْقِ مُحَمَّد بن بَكْرٍ الحضرمي عَن الوليد بن مسلمٍ عن إسحاق بن عبدالله بن أَبِي طلحة عَن ابن أَبِي مليكة به.
الحكم عَلَيْهِ:
إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ، إسحاق بن عبيدالله المدني لم يرو عَنْهُ إلا الوليد بن مُسْلِمٌ، واختلف فِيْهِ، فقيل هُوَ ابن أبي المهاجر، وَهَذَا الذي رجحه ابن عساكر والحافظ ابن حجر والشيخ الألباني ، ولم يذكر ابن عساكر والحافظ راوياً لَهُ غير الوليد، ولا من وثقه سوى ابن حِبَّانَ حيث ذَكَرَهُ فِي الثِّقَات.
وقيل هُوَ التيمي وهو مجهول.
ووقع عند ابن شاهين: إسحاق بن عبيدالله الأموي من أَهْل المدينة.
ويظهر من صنيع البُخَارِيِّ أنهما واحد حيث ترجمه فِي التاريخ الكَبِيْرِ(1/398) قائلاً: "إسحاق بن عبيد الله المدني سمع بن أبي مليكة في الصوم، ويزيد بن رومان مرسل، سمع منه يعقوب بن محمد قَالَ: وكان مسناً، وسمع أيضاً منه الوليد بن مُسْلِمٍ".
وَذَكَرَهُ ابن أَبِي حَاتِمٍ فِي الجرح والتعديل(2/228) : "إسحاق بن عبد الله بن أبى مليكة روى عن بن أبى مليكة ويزيد بن رومان مرسل، روى عنه الوليد بن مسلم وأسد بن موسى وعبد الملك بن محمد الحزامى ويعقوب بن محمد سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك وزاد أبو زرعة يعد في المكيين".
وابن حِبَّانَ إنما ذَكَرَ إسحاق بن عبيدالله المدني ولم يذكر أنه تيمي أَوْ أنه ابن أَبِي المهاجر.
وَقَالَ المنذري فِي الترغيب والترهيب(2/53) : "وإسحاق هذا مدني لا يعرف والله أعلم"
ووهم البُوصِيْرِيُّ فِي مصباح الزجاجة(2/81) حين قَالَ: "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه الحاكم في المستدرك عن عبد العزيز بن عبد الرحمن الدباس عن محمد بن علي بن زيد عن الحكم بن موسى عن الوليد به حدثنا إسحاق فذكره ورواه البيهقي من طريق إسحاق بن عبيد الله قال عبد العظيم المنذري في كتاب الترغيب وإسحاق هذا مدني لا يعرف قلت قال الذهبي في الكاشف صدوق وذكره ابن حبان في الثقات لأن اسحاق بن عبيد الله بن الحارث قال النسائي ليس به بأس وقال أبو زرعة ثِقَةٌ".
فالراوي الذي فِي السند : إسحاق بن عبيد الله، والذي ذَكَرَ أنه صدوق إنما هُوَ ابن عبدالله فافترقا.
وَقَدْ تحرف اسم هَذَا الرَّاوِي فِي عدة كتب إِلَى ابن عبدالله والصواب: ابن عبيد الله.
ووقع عند الشجري تسميته بأنه إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، وهذا وهم من بعض الرواة.
وباقي رجال الإسناد على شرط البُخَارِيِّ
وَقَدْ توبع إسحاق بن عبيدالله المدني؛ تابعه شعيب بن مُحَمَّد بن عبدالله بن عَمْرو بن العاص، وَهَذَا هُوَ :
=== === === === === ====
الطريق الثاني: من طَرِيْقِ أبي محمد المليكي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة)) فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده، ودعا.
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ(رقم2262)، ومن طريقه البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(3/408)
الحكم عَلَيْهِ:
إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ، أَبُو مُحَمَّد المليكي أظنه عبدالرحمن بن أَبِي بَكْرٍ المليكي، وَهُوَ ضَعِيْفٌ، وضعفه بَعْدَ الحفاظ تضعيفاً شديداً، بل قَالَ البُخَارِيُّ: منكر الحَدِيْث.
فَإِن لم يكن هُوَ فلم أعرفه. وبنحو ما ذكرت ذكر الشيخ الألباني -رَحِمَهُ اللهُ-، وَهُوَ الذي ظهر لي.والله أعلم .
وَهَذَا الحَدِيْث خاص بإجابة دعوة الصائم عند الفطر فهو خاص، وَالأحَادِيْث السابقة عامة.
=== === === === === ====
حَدِيْث عبدالله بن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنهما
عن ابن عُمَر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( لكل صائم عند فطره دعوة مستجابة)) قَالَ: فكان ابن عمر إذا أفطر قَالَ: "يا واسع المغفرة فاغفر لي".
تَخْرِيْجُهُ:
رَوَاهُ ابن عدي فِي الكامل في ضعفاء الرجال(6/279) من طَرِيْقِ محمد بن إسحاق البلخي عن محمد بن يزيد بن خنيس حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- بِهِ.
وقد ورد موقوفاً:
فقد رَوَاهُ ابن الأعرابي فِي معجمه(رقم341) عَنْ مُحَمَّد بن سليمان الباغندي، والبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ(رقم3749) من طريق الحسن بن علي بن بحر بن البرى كلاهما عن محمد بن يزيد بن خنيس ، قال : قال عبد العزيز بن أبي رواد : قال نافع : قال ابن عمر : « كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره ، إما أن يعجل له في دنياه ، أو يدخر له في آخرته » . قال : فكان ابن عمر يقول عند إفطاره : « يا واسع المغفرة اغفر لي »
الحكم عَلَيْهِ:
المرفوع: موضوع آفته: مُحَمَّد بن إسحاق البلخي: كذاب، يضع الحديث.
الموقوف: إسناده حسن.
محمد بن يزيد بن خنيس: وثقه العجلي، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، كتبنا عنه، وحسن له الترمذي عدة أحاديث، وصحح له الخليلي في الإرشاد(1/353)، وابن خزيمة، وابن حبان-وذكره في الثقات ورماه بالتدليس، وقد صرح ها بالتحديث-، وصحح له الحاكم.
عبدالعزيز بن أبي رواد: صدوق عابد ربما وهم، وقد وثقه يحيى القطان، وابن معين، والعجلي، والحاكم، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة في الحديث متعبد، وقال النسائي: لا بأس به، وقال الإمام أحمد: كان رجلاً صالحاً، وكان مرجئاً، وليس هو في التثبت مثل غيره، وقال الدارقطني: هو متوسط في الحديث، وربما وهم في حديثه، وضعفه بعض العلماء.
وقد رواه عن محمد بن يزيد بن خنيس عدد من الرواة منهم: مُحَمَّد بن سليمان الباغندي: ضعفه الدَّارّقُطِنِيُّ فِي سؤالات الحَاكِم، وابن أَبِي الفوارس، وَقَالَ ابنه مُحَمَّد عَنْهُ: كذاب، وَقَالَ الدَّارّقُطِنِيُّ فِي رواية: لا بأس بِهِ، وَقَالَ الخطيب: أحاديثه مستقيمة..
وقول الخطيب فِيْهِ نظر، فَهَذَا الحَدِيْث رَوَاهُ الباغندي وَهُوَ ليس مستقيماً مما يقوي جانب ضعفه.
ولم أعتمد كلام ابنه لأن أباه قَالَ عَن ابنه مُحَمَّد أيضاً: كذاب! فما أدري ما الحامل لهما للكلام فِي بعضهما؟!
ومحمد بن مُحَمَّد الباغندي: حافظ، إلا أنه مدلس، وَقَدْ رماه إبراهيم الأصبهاني بالكذب.
فلعل أباه وصفه بالكذب لتدليسه ..
ولعل ولده مُحَمَّداً وصف أباه بالكذب لتخليطه .
ولكن تابعه الحسن بن علي بن بحر وهو ثقة من شيوخ البخاري خارج الصحيح.
فهو ثابت عن ابن عمر موقوفاً، موضوع مرفوعاً.
=== === === === === ====
حَدِيْث آخر عن عبدالله بن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنهما
ذَكَرَ السيوطي فِي الجامع الصغير حَدِيْث: ((لكل عبد صائم دعوة مستجابة أعطيها في الدنيا ، أو ادخر له في الآخرة)). وَقَالَ: (الحكيم عن ابن عمر).
ولم أقف على إِسْنَادِهِ، وإنما وجدته في الطبعة غير المسندة (1/298) .
وقال في فيض القدير(5/287) : (الحكيم) في نوادره (عن ابن عمر) بن الخطاب رمز المصنف لحسنه وظاهر صنيع المصنف أن هذا الحديث مرفوع اتفاقا كغيره من الأحاديث التي يوردها ومخرجه الحكيم إنما قال ابن نضر بن دعبل رفعه وأن الباقين وقفوه على ابن عمر فأشار إلى تفرد نضر برفعه فإطلاق المصنف عزو الحديث لمخرجه وسكوته عن ذلك غير مرضي".
ولعله يقصد بالمرفوع باللفظ السابق الذي ذكرته. والله أعلم
=== === === === === ====
حَدِيْث عَلِيّ
عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي إذا أمسيت صائماً فقل عند إفطارك: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، يكتب لك مثل أجر من صام ذلك اليوم من غير أن ينقص من أجورهم شيء. واعلم أن لكل صائم دعوة مستجابة فإذا كان عند أول لقمة فقل: باسم الله يا واسع المغفرة، فإنه من قالها عند فطره غفر له. واعلم أن الصوم جنة من النار. يا علي: أكثر من قراءة ياسين فإن في قراءة ياسين عشر بركات، ما قرأها قط جائع إلا شبع، ولا قرأها ظمآن قط إلا روي، ولا عار إلا كسي، ولا مريض إلا برئ، ولا خائف إلا أمن، ولا مسجون إلا أخرج، ولا عزب إلا زوج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا قرأها أحد ضلت له ضالة إلا وجدها، ولا قرأت عند رأس ميت قد حضر أجله إلا خفف الله عليه، من قرأها صباحاً كان في أمان حتى يمسي، ومن قرأها مساء كان في أمان حتى يصبح )) .
تخريجه:
رواه الشجري فِي أماليه(1/200) من طريق حماد بن عمرو النصيبي، عن السري بن خالد عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه به.
الحكم عليه:
حديث مكذوب، من وضع حماد بن عمرو النصيبي الكذاب المشهور.
والسري بن خالد: "لا يعرف، قال الأزدي: لا يحتج به". قاله الذهبي في الميزان.
=== === === === === ====
حَدِيْث ابن عَبَّاسٍ
عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من أدرك شهر رمضان بمكة من أوله إلى آخره ، صيامه وقيامه ، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان بغيرها ، وكان له بكل يوم مغفرة وشفاعة ، وبكل ليلة مغفرة وشفاعة ، وبكل يوم حملان فرس في سبيل الله ، وله بكل يوم دعوة مستجابة))
تخريجه:
رَوَاهُ ابن ابن شاهين فِي فضائل الأعمال(رقم35)، وَالبَيْهَقِيُّ فِي شعب الإيْمَان(رقم 3729، 4149)، والأزرقي في أخبار مكة(1/23)، والجندي-كَمَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ(2/386)- - من طَرِيْقِ عبد الرحيم بن زيد العمي ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
قَالَ البَيْهَقِيُّ فِي الموضع الأول: " تفرد به عبد الرحيم بن زيد العمي وليس بالقوي "
وقال في الموضع الثاني: " عبد الرحيم بن زيد العمي ضعيف يأتي بما لا يتابعه الثقات عليه والله أعلم"
الحكم عليه:
حديث موضوع، آفته عبدالرحيم بن زيد العمي: متروك، وكذبه ابن معين.
وزيد بن الحواري العمي: ضعيف.
=== === === === === ====
حَدِيْث أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن أبى سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعنى في رمضان، وان لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة)).
تخريجه:
رواه البزار في مسنده(رقم962-كشف الأستار)، والشجري في أماليه(1/270) وغيرهما من طريق أبان بن أبي عياش عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد رضي الله عنه به
وقد اضطرب فيه أبان، فمرة قيده برمضان، ومرة لم يقيده ..
فرواه الطبراني في الأوسط(رقم6401) من طريقه دون تفسيره برمضان..
وفي ظني أن التفسير من أبان وليس من أبي سعيد ولا من أبي الصديق..
وقد رواه الأعمش عن أبي صالح، واضطرب الأعمش في تعيين الصحابي ..
فرواه عنه أبو معاوية الضرير فقال فيه الأعمش: عن أبي هريرة أو أبي سعيد به مرفوعاً.
رواه الإمام أحمد(2/254) ، وابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن بالله(رقم150)
ورواه عنه أبو بكر بن عياش فجعله عن أبي سعيد الخدري بدون شك.
رواه الطبراني في الدعاء(رقم40) مقتصراً على الشطر الثاني من الحديث.
وقد رواه أبو إسحاق الفزاري عند أبي نعيم في الحلية(8/257، 9/319)، وقطبة بن عبدالعزيز ومحمد بن كناسة-كما ذكره الدارقطني في العلل(8/209)- عن أبي هريرة من غير شك
ورواه أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر به مرفوعاً..
رواه البزار في مسنده(رقم3142)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال(رقم147).
قال البزار: " حديث أبي إسحاق هذا، لا نعلم أحداً، تابعه عليه، وقد رواه أبو معاوية، وأبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً."
ورواه مالك بن سعير عن الأعمش عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم..
قال الدارقطني عن الوجه الأخير إنه أصح.
ومن أوجه الاختلاف على الأعمش: أن ابن ماجه رواه(برقم1643) حدثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عند كل فطر عتقاء، وذلك في كل ليلة)).
ولعل الوهم من أبي بكر بن عياش، أو الأعمش نفسه..
فقد رواه الأعمش وغيره عن حسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً : ((((إن لله عند كل فطر عتقاء من النار)) وهو عن أبي أمامة محفوظ، وعن جابر شاذ ليس بمحفوظ. والله أعلم
الحكم عليه:
الحديث موضوع بهذا اللفظ.
وحديث الأعمش أولى مع أنه لم يضبط صحابي الحديث، وأرجو أن لا يؤثر هذا الاختلاف في اسم الصحابي على صحة الحديث فإن احتمال كون هذا الصحابي ممن لم يسمع منه أبو صالح نادر، لأن أبا صالح ذكوان السمان ليس مدلساً وليس مشهوراً بالإرسال، والنادر لا حكم له.
=== === === === === ====
حَدِيْث آخر عن أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم : « إن أبواب السماء تفتح في أول ليلة من شهر رمضان ، فلا تغلق إلى آخر ليلة منه »
تخريجه:
رواه الطبراني في الصغير(رقم323)، ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان(1/299) من طريق محمد بن مروان ، عن داود بن أبي هند ، أخبرني أبو نضرة ، وعطاء بن أبي رباح ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه به.
قال الطبراني: لم يروه عن داود بن أبي هند إلا محمد بن مروان السدي.
الحكم عليه:
حديث موضوع آفته: محمد بن مروان السدي كذاب .
=== === === === === ====
معضل الحارث بن عبيدة
عن الحارث بن عبيدة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لكل صائم دعوة ، وإذا أراد أن يفطر فليقل عند أول لقمة : يا واسع المغفرة اغفر لي ».
تخريجه:
رَوَاهُ القضاعي فِي مسند الشهاب(رقم959)، والشجري فِي أماليه(1/281) من طَرِيْقِ ابن المبارك فِي الزهد(رقم1387) ثنا بقية بن الوليد ، ثنا الحارث بن عبيدة به.
الحكم عليه:
إسناده واهٍ جداً ..
الحارث بن عبيدة الحمصي: ضعيف، وروايته عن صغار التابعين.
=== === === === === ====
الخلاصة
بعد جمع الأحاديث المتعلقة باستجابة دعاء الصائم، وتخريجها، ودراسة أسانيدها ومتونها تبين لي أن الصحيح من ذلك حديثان مرفوعان يبينان استجابة دعاء صائم، وأثر موقوف له حكم الرفع.
أما الحديث المرفوع الصحيح فهو حديث أبي مدلة عن أبي هريرة رضي الله عنه:
((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين))
وحديث أنسٍ رضي الله عنه:
قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))
أما الأثر الموقوف والذي له حكم الرفع فهو أثر عبدالله بن عمر بن الخطاب –رضي الله عنهما-:
قال ابن عمر : « كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره ، إما أن يعجل له في دنياه ، أو يدخر له في آخرته » . فكان ابن عمر يقول عند إفطاره : « يا واسع المغفرة اغفر لي »
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي
5 / شهر رمضان المبارك / 1427 هـ