الجشعمي
21-07-2009, 10:40 AM
مختارات من عيون الاخبار
****************************
حكم ومواعظ وأقوال
لأردشير بن بابك إلى الرعية: ولا تعدّوا هذه الدنيا شيئاً فإنها لا تبقى على أحد ولا ترفضوها مع ذلك فإن الآخرة لا تنال إلا بها
قيل لبعض الحكماء: تمنّ. فقال: محادثة الأخوان، وكفاف من عيش يسدّ خلّتي ويستر عورتي، والانتقال من ظلّ إلى ظل.
من كتاب الهند :
أربعةٌ ليست لأعمالهم ثمرة: مسار الأصمّ، والباذر في السبخة، والمسرج في الشمس، وواضع المعروف عند من لاشكر له.
والبيت المشهور في هذا قول النّجاشيّ:
لا تحمدنّ امرأً حتى تجرّبه
ولا تذمّنّ من لم يبله الخبر
لبعضهم في أحب أولاده إليه قيل لبعضهم: أيّ ولدك أحبّ إليك? قال: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يبرأ، وغائبهم حتى يقدم.
كتاباً من أرسطاطاليس إلى الاسكندر وفيه:املك الرعية بالإحسان إليها تظفر بالمحبة منها، فإن طلبك ذلك منهم باحسانك هو أدوم بقاءً منه باعتسافك، واعلم أنك إنما تملك الأبدان فتخطّهم إلى القلوب بالمعروف، واعلم أن الرعية إذا قدرت على أن تقول، قدرت على أن تفعل، فاجهد ألا تقول تسلم من أن تفعل".
لسلمان الفارسي قال سَلْمان: علم لا يُقال به ككنز لا يُنْفَق منه.
من كتاب كليلة ودمنة في قيمة العقل : الأدب يذهب عن العاقل السكر ويزيد الأحمق سكراً، كما أن النهار يزيد كل ذي بصرٍ بصراً ويزيد الخفافيش سوء بصرٍ.
من كتاب كليلة ودمنة : ثلاثة يؤمرون بالسكوت: الراقي في جبل طويل، وآكل السمك. والمُرَوَي في الأمر الجسيم.
وفيه: ذو العقل لا تبطره المنزلة والعز كالجبل لا يتزعزع وإن اشتدت عليه الريح، والسخيف يبطره أدنى منزلةٍ كالحشيش يحركه أضعف ريحٍ.
كان يقال: العقل يظهر بالمعاملة وشيم الرجال تظهر بالولاية. ويقال: العاقل يقي ما له بسلطانه، ونفسه بماله، ودينه بنفسه.
قال لقمان لحكيم: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان: من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.
وقال لابنه: إن أردت أن تؤاخي رجلاً فأغضبه، فإن أنصفك في غضبه وإلا فدعه.
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "خير طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه ".
في اختيار البيوت
قالت الحكماء من الروم: أصلح موضع البنيان أن يكون على تل أو كبسٍ وثيقٍ ليكون مطلا، وأحق ما جعلت إليه أبواب المنازل وأفنيتها وكواؤها المشرق واستقبال الصبا، فإن ذلك أصلح للأبدان لسرعة طلوع الشمس وضوئها عليهم.
في سكن الأطراف قيل لرجل: ما لك تنزل في الأطراف? فقال: منازلٌ الأشراف في الأطراف يتناولون ما يريدون بالقدرة ويتناولهم من يريدهم بالحاجة.
لأعرابي ربى جرو ذئب ورجع إلى طبعه بلغني أن أعرابياً ربى جرو ذئب حتى شب وظن أنه يكون أغنى عنه من الكلب وأقوى على الذب عن الماشية فلما قوي وثب على شاةٍ فقتلها وأكل منها فقال الأعرابي:
أكلت شويهتي وربيت فينا
فما أدراك أن أباك ذيب
ويروى: ولدت بقفرةٍ ونشأت عندي
إذا كان الطباع طباع سوءٍ
فليس بنافعٍ أدب الأديب
لبعضم في الحسد : الحسد أول ذنبٍ عصي اللّه به في السماء، يعني حسد إبليس آدم، وأول ذنب عصي اللّه به في الأرض، يعني حسد ابن آدم أخاه حتى قتله.
كتاب للهند: قلما يمنع القلب من القول إذا تردد عليه، فإن الماء ألين من القول والحجر أصلب من القلب، وإذا انحدر عليه وطال ذلك أثر فيه، وقد تقطع الشجرة بالفؤوس فتنبت ويقطع اللحم بالسيوف فيندمل واللسان لا يندمل جرحه، والنصول تغيب في الجوف فتنزع والقول إذا وصل إلى القلب لم ينزع، ولكل حريقٍ مطفئٌ: للنار الماء، وللسم الدواء، وللحزن الصبر، وللعشق الفرقة، ونار آلحقد لا تخبو
وفي كتب العجم: أن أربعةً من الملوك اجتمعوا فقالوا كلُهم كلمةً واحدةً كأنها رمية بسهم: ملك فارس، وملك الهند، وملك الروم، وملك الصين. قال أحدهم: إذا تكلمت بالكلمة مَلَكَتْني ولم أمْلِكها. وقال آخِر: قد نَدِمتُ على ما قلتُ ولم أنْدَم على ما لم أقُل. وقال آخر: أنا على رد ما لم أقل أقدرُ مني على رد ما قلتُ. وقال آخر: ما حاجتي إلى أن أتكلّم بكلمة، إن وقعتْ عليّ ضرْتني، وإن لم تقع علي لم تنفعني.
لأبي العتاهية قال أبو العتَاهِيَة:
وللقَلْبِ على القلبِ
دليلٌ حين يَلْـقـاهُ
وللناس من النـاس
مقاييس وأشـبـاهُ
يُقاسُ المرءُ بالمرءِ
إذا ما هو ماشـاهُ
وفي العين غِنًى للعي
ن أن تَنْطِق أفـواهُ
وقالوا. الخصي والمرأة لا يصلعان، والخصي تطول قدمه وتعظم.
قال ابن أبي خازم:
خذ من الدهر ما كفى
ومن العيش ما صفا
لا تلحّن بـالـبـكـا
ء على منزلٍ عـفـا
خلّ عنك العتـاب إن
خان ذو الودّ أو هفـا
عين من لا يحبّ وص
لك تي لك الجـفـا
وقال اخر
الدّهر أبلاني وما أبلـيتُـه
والدهرُ غيّرني وما يَتَغـيرُ
والدّهر قيّدني بخيطٍ مبـرَمٍ
فمشيتُ فيه وكلّ يومٍ يَقصُرً
يقاس المرء بالمـرء
إذا ما هو ما شـاه
وللقلب على القلـب
دليلٌ حـين يلـقـاه
وللشكل على الشكل
مقـاييسٌ وأشـبـاه
المصدر :
كتاب عيون الأخبار/تأليف : عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276هـ
****************************
حكم ومواعظ وأقوال
لأردشير بن بابك إلى الرعية: ولا تعدّوا هذه الدنيا شيئاً فإنها لا تبقى على أحد ولا ترفضوها مع ذلك فإن الآخرة لا تنال إلا بها
قيل لبعض الحكماء: تمنّ. فقال: محادثة الأخوان، وكفاف من عيش يسدّ خلّتي ويستر عورتي، والانتقال من ظلّ إلى ظل.
من كتاب الهند :
أربعةٌ ليست لأعمالهم ثمرة: مسار الأصمّ، والباذر في السبخة، والمسرج في الشمس، وواضع المعروف عند من لاشكر له.
والبيت المشهور في هذا قول النّجاشيّ:
لا تحمدنّ امرأً حتى تجرّبه
ولا تذمّنّ من لم يبله الخبر
لبعضهم في أحب أولاده إليه قيل لبعضهم: أيّ ولدك أحبّ إليك? قال: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يبرأ، وغائبهم حتى يقدم.
كتاباً من أرسطاطاليس إلى الاسكندر وفيه:املك الرعية بالإحسان إليها تظفر بالمحبة منها، فإن طلبك ذلك منهم باحسانك هو أدوم بقاءً منه باعتسافك، واعلم أنك إنما تملك الأبدان فتخطّهم إلى القلوب بالمعروف، واعلم أن الرعية إذا قدرت على أن تقول، قدرت على أن تفعل، فاجهد ألا تقول تسلم من أن تفعل".
لسلمان الفارسي قال سَلْمان: علم لا يُقال به ككنز لا يُنْفَق منه.
من كتاب كليلة ودمنة في قيمة العقل : الأدب يذهب عن العاقل السكر ويزيد الأحمق سكراً، كما أن النهار يزيد كل ذي بصرٍ بصراً ويزيد الخفافيش سوء بصرٍ.
من كتاب كليلة ودمنة : ثلاثة يؤمرون بالسكوت: الراقي في جبل طويل، وآكل السمك. والمُرَوَي في الأمر الجسيم.
وفيه: ذو العقل لا تبطره المنزلة والعز كالجبل لا يتزعزع وإن اشتدت عليه الريح، والسخيف يبطره أدنى منزلةٍ كالحشيش يحركه أضعف ريحٍ.
كان يقال: العقل يظهر بالمعاملة وشيم الرجال تظهر بالولاية. ويقال: العاقل يقي ما له بسلطانه، ونفسه بماله، ودينه بنفسه.
قال لقمان لحكيم: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان: من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.
وقال لابنه: إن أردت أن تؤاخي رجلاً فأغضبه، فإن أنصفك في غضبه وإلا فدعه.
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "خير طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه ".
في اختيار البيوت
قالت الحكماء من الروم: أصلح موضع البنيان أن يكون على تل أو كبسٍ وثيقٍ ليكون مطلا، وأحق ما جعلت إليه أبواب المنازل وأفنيتها وكواؤها المشرق واستقبال الصبا، فإن ذلك أصلح للأبدان لسرعة طلوع الشمس وضوئها عليهم.
في سكن الأطراف قيل لرجل: ما لك تنزل في الأطراف? فقال: منازلٌ الأشراف في الأطراف يتناولون ما يريدون بالقدرة ويتناولهم من يريدهم بالحاجة.
لأعرابي ربى جرو ذئب ورجع إلى طبعه بلغني أن أعرابياً ربى جرو ذئب حتى شب وظن أنه يكون أغنى عنه من الكلب وأقوى على الذب عن الماشية فلما قوي وثب على شاةٍ فقتلها وأكل منها فقال الأعرابي:
أكلت شويهتي وربيت فينا
فما أدراك أن أباك ذيب
ويروى: ولدت بقفرةٍ ونشأت عندي
إذا كان الطباع طباع سوءٍ
فليس بنافعٍ أدب الأديب
لبعضم في الحسد : الحسد أول ذنبٍ عصي اللّه به في السماء، يعني حسد إبليس آدم، وأول ذنب عصي اللّه به في الأرض، يعني حسد ابن آدم أخاه حتى قتله.
كتاب للهند: قلما يمنع القلب من القول إذا تردد عليه، فإن الماء ألين من القول والحجر أصلب من القلب، وإذا انحدر عليه وطال ذلك أثر فيه، وقد تقطع الشجرة بالفؤوس فتنبت ويقطع اللحم بالسيوف فيندمل واللسان لا يندمل جرحه، والنصول تغيب في الجوف فتنزع والقول إذا وصل إلى القلب لم ينزع، ولكل حريقٍ مطفئٌ: للنار الماء، وللسم الدواء، وللحزن الصبر، وللعشق الفرقة، ونار آلحقد لا تخبو
وفي كتب العجم: أن أربعةً من الملوك اجتمعوا فقالوا كلُهم كلمةً واحدةً كأنها رمية بسهم: ملك فارس، وملك الهند، وملك الروم، وملك الصين. قال أحدهم: إذا تكلمت بالكلمة مَلَكَتْني ولم أمْلِكها. وقال آخِر: قد نَدِمتُ على ما قلتُ ولم أنْدَم على ما لم أقُل. وقال آخر: أنا على رد ما لم أقل أقدرُ مني على رد ما قلتُ. وقال آخر: ما حاجتي إلى أن أتكلّم بكلمة، إن وقعتْ عليّ ضرْتني، وإن لم تقع علي لم تنفعني.
لأبي العتاهية قال أبو العتَاهِيَة:
وللقَلْبِ على القلبِ
دليلٌ حين يَلْـقـاهُ
وللناس من النـاس
مقاييس وأشـبـاهُ
يُقاسُ المرءُ بالمرءِ
إذا ما هو ماشـاهُ
وفي العين غِنًى للعي
ن أن تَنْطِق أفـواهُ
وقالوا. الخصي والمرأة لا يصلعان، والخصي تطول قدمه وتعظم.
قال ابن أبي خازم:
خذ من الدهر ما كفى
ومن العيش ما صفا
لا تلحّن بـالـبـكـا
ء على منزلٍ عـفـا
خلّ عنك العتـاب إن
خان ذو الودّ أو هفـا
عين من لا يحبّ وص
لك تي لك الجـفـا
وقال اخر
الدّهر أبلاني وما أبلـيتُـه
والدهرُ غيّرني وما يَتَغـيرُ
والدّهر قيّدني بخيطٍ مبـرَمٍ
فمشيتُ فيه وكلّ يومٍ يَقصُرً
يقاس المرء بالمـرء
إذا ما هو ما شـاه
وللقلب على القلـب
دليلٌ حـين يلـقـاه
وللشكل على الشكل
مقـاييسٌ وأشـبـاه
المصدر :
كتاب عيون الأخبار/تأليف : عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276هـ